العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحجر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 11:08 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الحجر [ من الآية (26) إلى الآية (31) ]

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:13 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى من صلصل من حمإ مسنون قال الصلصال الطين اليابس يسمع له صلصلة ثم يكون حمأ مسنونا قد أسن قال منتنة). [تفسير عبد الرزاق: 1/348-349]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم من ما وصف لكم). [تفسير عبد الرزاق: 1/403] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({حمإٍ} [الحجر: 26] : «جماعة حمأةٍ، وهو الطّين المتغيّر، والمسنون المصبوب»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بروجًا منازلٌ للشّمس والقمر لواقح ملافح حمأٍ جماعة حمأةٍ وهو الطّين المتغيّر والمسنون المصبوب كذا ثبت لغير أبي ذرٍّ وسقط له وقد تقدّم مع شرحه في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/380] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حمأٍ جماعة حمأةٍ وهو الطّين المتغيّر والمسنون المصبوب
أشار به إلى قوله تعالى: {لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون} (الحجر: 33) وذكر أن: حمأ، جمع حمأ ثمّ فسرها بالطين المتغيّر، وفسّر المسنون بقوله: المصبوب، وهكذا فسره أبو عبيدة، وعن ابن عبّاس: المسنون التّراب المبتل المنتن وأصله من قول العرب: سننت الحجر على الحجر إذا صللته به، وما يخرج من بين الحجرين، يقال له: السنين والسنانة، ومنه: المسن. قوله: {من صلصال} وهو الطين اليابس إذا نقرته سمعت له صلصلة أي: صوتا من يبسه قبل أن تمسه النّار، فإذا مسته النّار فهو: فخار، وعن مجاهد: هو الطين المنتن، واختاره الكسائي من: صل اللّحم وأصلّ: إذا أنتن). [عمدة القاري: 19/8]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: من ({حمأ}) هو (جماعة حمأة) بفتح الحاء وسكون الميم (وهو الطين المتغير) الذي اسودّ من طول مجاورة الماء.
(والمسنون) هو (المصبوب) لييبس كأنه أفرغ الحمأ فصور فيه تمثال إنسان أجوف فيبس حتى إذا نقر صلصل ثم غيره بعد ذلك طورًا بعد طور حتى سواه ونفخ فيه من روحه). [إرشاد الساري: 7/192]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (والمسنون المصبوب) من سنّ الماء صبه، أي: المفرغ على هيئة الإنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذابة في القوالب). [حاشية السندي على البخاري: 3/56]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {من حمإٍ مسنونٍ} المسنون: المنتن). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 51]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا آدم وهو الإنسان من صلصالٍ.
واختلف أهل التّأويل في معنى الصّلصال، فقال بعضهم: هو الطّين اليابس لم تصبه نارٌ، فإذا نقرته صلّ فسمعت له صلصلةٌ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، قالا: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " خلق آدم من صلصالٍ ومن حمإٍ ومن طينٍ لازبٍ وأمّا اللاّزب: فالجيّد، وأمّا الحمأ: فالحمأة، وأمّا الصّلصال: فالتّراب المدقّق، وإنّما سمّي إنسانًا لأنّه عهد إليه فنسي "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ} قال: " والصّلصال: التّراب اليابس الّذي يسمع له صلصلةٌ "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {من صلصالٍ من حمإ مسنونٍ} قال: " الصّلصال: الطّين اليابس يسمع له صلصلةٌ "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن، عن الحسن بن صالحٍ، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {من صلصالٍ} قال: " الصّلصال: الماء يقع على الأرض الطّيّبة ثمّ يحسر عنها، فتشّقّق، ثمّ تصير مثل الخزف الرّقاق "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: " خلق الإنسان من ثلاثةٍ: من طينٍ لازبٍ، وصلصالٍ، وحمإٍ مسنونٍ والطّين اللاّزب: اللاّزق الجيّد، والصّلصال: المدقّوق الّذي يصنع منه الفخّار، والمسنون: الطّين فيه الحمأة "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ} قال: " هو التّراب اليابس الّذي يبلّ بعد يبسه "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الصّلصال: الّذي يصلصل، مثل الخزف من الطّين الطّيّب "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: " الصّلصال: طينٌ صلبٌ يخالطه الكثيب "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من صلصالٍ} قال: " التّراب اليابس ".
وقال آخرون: الصّلصال: المنتن، وكأنّهم وجّهوا ذلك إلى أنّه من قولهم: صلّ اللّحم وأصلّ: إذا أنتن، يقال في ذلك باللّغتين كليهما: يفعل وأفعل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من صلصالٍ} " الصّلصال: المنتن ".
والّذي هو أولى بتأويل الآية أن يكون الصّلصال في هذا الموضع الّذي له صوتٌ من الصّلصلة، وذلك أنّ اللّه تعالى وصفه في موضعٍ آخر فقال: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار}، فشبّهه تعالى ذكره بأنّه كان كالفخّار في يبسه، ولو كان معناه في ذلك المنتن لم يشبّهه بالفخّار، لأنّ الفخّار ليس بمنتنٍ، فيشبّه به في النّتن غيره
وأمّا قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} فإنّ الحمأ: جمع حمأةٍ، وهو الطّين المتغيّر إلى السّواد.
وقوله: {مسنونٌ} يعني: المتغيّر.
واختلف أهل العلم بكلام العرب في معنى قوله: {مسنونٍ} فكان بعض نحويّي البصريّين يقول: عني به: حمأٌ مصوّرٌ تامٌّ، وذكر عن العرب أنّهم قالوا: سنّ على مثال سنّة الوجه: أي صورته قال: وكأنّ سنّة الشّيء من ذلك: أي مثاله الّذي وضع عليه. قال: وليس من الآسن المتغيّر، لأنّه من سنن مضاعفٌ.
وقال آخر منهم: هو الحمأ المصبوب. قال: والمسنون المصبوب: قال وهو من قولهم: سننت الماء على الوجه وغيره إذا صببته.
وكان بعض أهل الكوفة يقول: هو المتغيّر، قال: كأنّه أخذ من سننت الحجر على الحجر، وذلك أن يحكّ أحدهما بالآخر، يقال منه: سننته أسنّه سنًّا فهو مسنونٌ، قال: ويقال للّذي يخرج من بينهما: سنين، ويكون ذلك منتنًا، وقال: منه سميّ المسنّ، لأنّ الحديد يسنّ عليه.
وأمّا أهل التّأويل فإنّهم قالوا في ذلك نحو ما قلنا
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا عبيد اللّه بن يوسف الجبيريّ، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، قال: حدّثنا مسلمٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " الحمأ: النتنة "
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " الّذي قد أنتن "
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " منتنٌ "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " هو التّراب المبتلّ المنتن، فجعل صلصالاً كالفخّار "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " منتنٌ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {من حمإٍ مسنونٍ} " والحمأ المسنون: الّذي قد تغيّر وأنتن "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ،عن قتادة: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " قد أسن، قال: منتنةٌ "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " من طينٍ لازبٍ، وهو اللاّزق من الكثيب، وهو الرّمل "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} قال: " الحمأ المنتن ".
وقال آخرون منهم في ذلك: هو الطّين الرّطب
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} يقول: " من طينٍ رطبٍ "). [جامع البيان: 14/56-62]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الصلصال الطين والحمأ المسنون المنتن). [تفسير مجاهد: 341]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن مسلم الأعور عن مجاهد قال الصلصال الماء الطيب من المطر وغيره يستنقع في الأرض فيصير طينا مثل الخزف فيتصلصل). [تفسير مجاهد: 341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 26.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خلق الله الإنسان من ثلاث: من طين لازب وصلصال وحمأ مسنون، فالطين اللازب اللازم الجيد، والصلصال المرقق الذي يصنع منه الفخار، والحمأ المسنون الطين فيه الحمأة). [الدر المنثور: 8/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من صلصال} قال: الصلصال الماء يقع على الأرض الطيبة ثم يحسر عنها فتيبس ثم تصير مثل الخزف الرقاق). [الدر المنثور: 8/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصلصال هو التراب اليابس الذي يبل بعد يبسه). [الدر المنثور: 8/610-611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصلصال طين خلط برمل). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصلصال الذي إذا ضربته صلصل). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: الصلصال التراب اليابس الذي يسمع له صلصلة). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصلصال الطين تعصره بيدك فيخرج الماء من بين أصابعك). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من حمإ مسنون} قال: من طين رطب). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من حمإ مسنون} قال: من طين منتن). [الدر المنثور: 8/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنه أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قول الله {من حمإ مسنون} قال: الحمأة السوداء وهي الثاط أيضا، والمسنون المصور، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول حمزة بن عبد المطلب وهو يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أغر كأن البدر مسنة وجهه * جلا الغيم عنه ضوءه فتبددا). [الدر المنثور: 8/611-612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خلق آدم من أديم الأرض فألقي على الأرض حتى صار طينا لازبا وهو الطين الملتزق ثم ترك حتى صار حمأ مسنونا وهو المنتن ثم خلقه الله بيده فكان أربعين يوما مصورا حتى يبس فصار صلصالا كالفخار إذا ضرب عليه صلصل، فذلك الصلصال والفخار مثل ذلك والله أعلم). [الدر المنثور: 8/612]

تفسير قوله تعالى: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم من ما وصف لكم). [تفسير عبد الرزاق: 1/403] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم}.
يقول تعالى ذكره: {والجانّ}، وقد بيّنّا فيما مضى معنى الجانّ ولم قيل له جانٌّ وعني بالجانّ ههنا: إبليس أبا الجنّ يقول تعالى ذكره: وإبليس خلقناه من قبل الإنسان من نار السّموم.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {والجانّ خلقناه من قبل} " وهو إبليس، خلق قبل آدم، وإنّما خلق آدم آخر الخلق، فحسده عدوّ اللّه إبليس على ما أعطاه اللّه من الكرامة، فقال: أنا ناريٌّ، وهذا طينيٌّ، فكانت السّجدة لآدم والطّاعة للّه تعالى ذكره، فقال: {اخرج منها فإنّك رجيمٌ}.
واختلف أهل التّأويل في معنى: {نار السّموم} فقال بعضهم: هي السّموم الحارّة الّتي تقتل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن شريكٍ، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم} قال: " السّموم: الحارّة الّتي تقتل "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم} قال: " هي السّموم الّتي تقتل، {فأصابها إعصارٌ فيه نارٌ فاحترقت}، قال: هي السّموم الّتي تقتل ".
وقال آخرون: يعني بذلك من لهب النّار
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مغراء، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم} قال: " من لهبٍ من نار السّموم "
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان، بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: " كان إبليس من حيٍّ من أحياء الملائكة يقال لهم الجنّ، خلقوا من نار السّموم من بين الملائكة، قال: وخلقت الجنّ الّذين ذكروا في القرآن من مارجٍ من نارٍ "
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: دخلت على عمرو بن الأصمّ أعوده، فقال: ألا أحدّثك حديثًا سمعته من عبد اللّه؟ سمعت عبد اللّه، يقول: " هذه السّموم جزءٌ من سبعين جزءًا من السّموم الّتي خرج منها الجانّ " قال: وتلا: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم} "
وكان بعض أهل العربيّة يقول: السّموم باللّيل والنّهار، وقال بعضهم: الحرور بالنّهار، والسّموم باللّيل، يقال: سمّ يومنا يسمّ سمومًا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن سهل بن عسكرٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ قال: سمعت وهب بن منبّهٍ، وسئل عن الجنّ ما هم، وهل يأكلون أو يشربون، أو يموتون، أو يتناكحون؟ قال: " هم أجناسٌ، فأمّا خالص الجنّ فهم ريحٌ لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يموتون، ولا يتوالدون، ومنهم أجناسٌ يأكلون، ويشربون، ويتناكحون، ويموتون، وهي هذه الّتي منها السّعالي والغول وأشباه ذلك "). [جامع البيان: 14/62-65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 27 - 35.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الجان مسيخ الجن كما القردة والخنازير مسيخ الإنس). [الدر المنثور: 8/612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والجان خلقناه من قبل} وهو إبليس خلق من قبل آدم). [الدر المنثور: 8/612-613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة قال: وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار). [الدر المنثور: 8/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} قال: من أحسن الناس). [الدر المنثور: 8/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {من نار السموم} الحارة التي تقتل). [الدر المنثور: 8/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي والفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: {السموم} التي خلق منها الجان جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ثم قرأ {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} ). [الدر المنثور: 8/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن جزء من سبعين جزءا من النبوة وهذه النار جزء من سبعين جزءا من نار السموم التي خلق منها الجان وتلا هذه الآية {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} ). [الدر المنثور: 8/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال: خلق الجان والشياطين من نار الشمس). [الدر المنثور: 8/614]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (28) فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {و} اذكر يا محمّد {إذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (28)} ). [جامع البيان: 14/65]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فإذا سوّيته} يقول: فإذا صوّرته فعدلت صورته {ونفخت فيه من روحي} فصار بشرًا حيًّا، {فقعوا له ساجدين} سجود تحيّةٍ وتكرمةٍ لا سجود عبادةٍ، وقد؛
- حدّثني جعفر بن مكرمٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا خلق اللّه الملائكة قال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فقالوا: لا نفعل، فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم، وخلق ملائكةً أخرى، فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا، قال: فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم، ثمّ خلق ملائكةً أخرى، فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا، قال: فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم، ثمّ خلق ملائكةً، فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فقالوا: سمعنا وأطعنا، إلاّ إبليس كان من الكافرين الأوّلين "). [جامع البيان: 14/65-66]

تفسير قوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (30) إلاّ إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا خلق اللّه ذلك البشر ونفخ فيه الرّوح بعد أن سوّاه، سجد الملائكة كلّهم جميعًا إلاّ إبليس فإنّه أبى أن يكون مع السّاجدين في سجودهم لآدم حين سجدوا له، فلم يسجد له معهم تكبّرًا وحسدًا وبغيًا. فقال اللّه تعالى ذكره: {يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين} يقول: ما منعك من أن تكون مع السّاجدين؟ ف " أن " في قول بعض نحويّي الكوفة خفضٌ، وفي قول بعض أهل البصرة نصبٌ بفقد الخافض). [جامع البيان: 14/66]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (30) إلاّ إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا خلق اللّه ذلك البشر ونفخ فيه الرّوح بعد أن سوّاه، سجد الملائكة كلّهم جميعًا إلاّ إبليس فإنّه أبى أن يكون مع السّاجدين في سجودهم لآدم حين سجدوا له، فلم يسجد له معهم تكبّرًا وحسدًا وبغيًا. فقال اللّه تعالى ذكره: {يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين} يقول: ما منعك من أن تكون مع السّاجدين؟ ف " أن " في قول بعض نحويّي الكوفة خفضٌ، وفي قول بعض أهل البصرة نصبٌ بفقد الخافض). [جامع البيان: 14/66] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:15 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {من صلصالٍ...}ويقال: إن الصلصال طين حرّ خلط برمل فصار يصلصل كالفخّار،
والمسنون: المتغيّر والله أعلم أخذ من سننت الحجر على الحجر، والذي يخرج مما بينهما يقال له: السّنين). [معاني القرآن: 2/88]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من صلصالٍ من حماءٍ مسنونٍ} الصلصال: الطين اليابس الذي لم تصبه نار فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة فإذا طبح بالنار فهو فخار وكل شئ له صلصلة، صوت فهو صلصال سوى الطين،
قال الأعشى:
[مجاز القرآن: 1/350]
عنتر يسٌ تعدو وإذا حرّك السّو= ط كعدو المصلصل الجوّال
{من حماءٍ} أي من طين متغير وهو جميع حمأة، مسنونٍ أي مصبوب). [مجاز القرآن: 1/351]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {من حمإ مسنون} فحمأ جمع حمأة؛ وهي واحدة، وهو الطين المتغير). [معاني القرآن لقطرب: 795]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وكان الحسن يقول: المسنون: المتغير.
قال أبو علي: وإنما المسنون: المنصوب القائم على مثال؛ يقال: سن على مثال، مثل سنة الوجه: أي صورته؛ وسنة البناء من ذلك؛ أي مثاله الذي وضع وسن، وقالوا: سننت سنة أسنها سنًا؛ وليس من الآسن المتغير؛ لأن المسنون من سن مضاعف). [معاني القرآن لقطرب: 795]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الصلصال}: الطين اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته سمعت له صلصلة أي صوتا، فإذا مسته النار فهو فخار.
{الحمأ}: جمع حمأة وهو المتغير من الطين.
{المسنون}: قالوا فيه المتغير وقالوا المستطيل ومنه فلان مسنون الوجه إذا كان مستطيل الوجه). [غريب القرآن وتفسيره: 201-200]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون}
الصّلصال الطين اليابس الذي يصل ليبسه، ومعنى يصل يصوّت قال الشاعر:
رجعت إلى صدر كجرّة حنتم = إذا قرعت صفرا من الماء صلّت
و{مسنون} قيل فيه متغير. وإنما أخذ من أنه. على سنّة الطريق لأنه إنما تغير إذا قام بغير ماء جار). [معاني القرآن: 3/179-178]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى عز وجل: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال} فيه قولان:
أحدهما رواه معاوية بن صالح عن على بن أبي طلحة
عن ابن عباس قال الصلصال الطين اليابس وروى معمر عن قتادة هو الطين ييبس فتصير له صلصلة وقال الضحاك هو الطين الصلب
والقول الآخر رواه ابن نجيح وابن جريج عن مجاهد قال الصلصال المنتن
وقال أبو جعفر والقولان يحتملان وإن كان الأول أبين القول الله جل وعز: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار}
وحكى أبو عبيدة أنه يقال للطين اليابس صلصال ما لم تأخذه النار فإذا أخذته النار فهو فخار
وأنشد أهل اللغة:
كعدو المصلصل الجوال
والصلصلة الصوت
وقال الفراء هو طين حر يخلط برمل فيسمع له صلصلة وأما القول الثاني فالأصل فيه صلال ثم أبدل من إحدى اللامين صاد
وحكى الكسائي أنه يقال صل اللحم وأصل إذا أنتن). [معاني القرآن: 4/24-22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {من حمإ مسنون} فالحمأ والحمأة الطين الأسود المتغير وفي المسنون أربعة أقوال:
-روى سفيان عن الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال المسنون المنتن وكذلك روى قيس بن الربيع عن الأعمش عن مسلم عن سعيد ابن جبير قال خلق الإنسان من صلصال من طين لازب وهو الجيد ومن حمإ مسنون وهو المنتن وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هو المنتن، وذهب إلى هذا القول من أهل اللغة الكسائي وأبو عمرو الشيباني وزعم أبو عمرو الشيباني أن قول الله لم يتسنه من هذا وأن الأصل فيه لم يتسنن فأبدل من إحدى النونين هاء فهذا قول
- والقول الأخر وهو مذهب أبي عبيدة أن المسنون المصبوب
وروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال المسنون الرطب فهذا بمعنى المصبوب لأنه لا يكون مصبوبا إلا وهو رطب وهذا قول حسن لأنه يقال سننت الشيء أي صببته وفي الحديث أن الحسن كان يسن الماء على وجهه سنا ولو كان هذا من أسن الماء لكان مؤسنا
-والقول الثالث قول الفراء وهو المحكوك ولا يكون إلا متغيرا من سننت الحديد
-والقول الرابع أنه المصبوب على مثال وصورة من سنة الوجه). [معاني القرآن: 4/26-24]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والصلصال} الطين اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته صوت، وإذا مسته النار فهو فخار.
{الحمأ} جمع حمأة، مثل حلقة وحلق.
{والمسنون} المتغير الرائحة، وقيل: المصبوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الصَّلْصَالُ}: الطين اليابس.
{الحَمَأْ}: جمع حمأة.
{مَسْنُونٍ}: متغير مضت عليه السنون). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله:{من نّار السّموم...}
يقال: إنها نار دونها الحجاب. ... حدثني حبّان عن رجل عن الحسن قال: خلق الله عزّ وجلّ - الجانّ أبا الجنّ من نار السّموم وهي نار دونها الحجاب {وهذا الصوت الذي تسمعونه عند الصواعق من انعطاط الحجاب}). [معاني القرآن: 2/88]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {والجان خلقناه} غير مهموز.
وقراءة عمرو بن عبيد؛ "والجأن خلقناه" بهمزة.
وكان الحسن يقول: الجان: إبليس، خلقه الله من نار السموم وهو اسم من أسمائها وهو أبو الجن كلهم، المسلم والكافر.
وكأن معنى الجان من جن وأجن: استتر وخفىي.
والجان: جنس من الحيات أيضًا.
وأما قراءة عمرو بن عبيد: فإنها لغة لبني كلاب يهمزون، مثل دأبة وشأبة، ويفتحون؛ لأنهم كرهوا الجمع بين ساكنين، وأبدلوا من الألف الهمزة.
وقال الراجز في ذلك:
يا عجبا وقد رأيت عجبا
حمار قبان يسوق أرنبا
خاطمها زأمها أن تهربا
فهمز.
وقال كثير أيضًا:
[معاني القرآن لقطرب: 787]
وللأرض أما سودها فتجللت = بياضًا وأما بيضها فادهأمت
فحرك أيضًا وهمز، لسكون الميم بعدها.
وقال الراجز:
يا دار مي بالدكاديك البرق = سقيا فقد هيجت شوق المشتئق
فهمز وهو يريد المشتاق لما لم يصل إلى الإسكان إلا بفساد البيت). [معاني القرآن لقطرب: 788]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {من نار السموم} قال بعضهم: السموم بالليل والنهار، وقال بعضهم: الحرور بالنهار والسموم بالليل؛ والفعل: سم يومنا، يسم سمومًا). [معاني القرآن لقطرب: 795]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم}
{الجانّ} منصوب بفعل مضمر، المعنى وخلقنا الجانّ خلقناه، وخلق اللّه الملائكة من نور العزّة، وخلق آدم من تراب وخلق الجانّ من نار السّموم). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فقعوا له ساجدين...}
سجود تحيّة وطاعة لا لربوبيّة وهو مثل قوله في يوسف {وخرّوا له سجّدا} ). [معاني القرآن: 2/88]

تفسير قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون}
قال سيبويه والخليل: {أجمعون} توكيد بعد توكيد، وقال محمد بن يزيد: {أجمعون} يدل على اجتماعهم في السجود، المعنى فسجدوا كلهم في حال واحدة.
وقول سيبويه والخليل أجود، لأن أجمعين معرفة، فلا يكون حالا). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين }
{إبليس} مستثنى وليس من الملائكة إنما هو من الجن
كما قال عزّ وجلّ: {إلّا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه}.وهو منصوب استثناء ليس من الأول،
كما قال: {فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين} المعنى لكن إبليس أبى أن يكون). [معاني القرآن: 3/179]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:14 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) }

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والحمأ الحمأة من قوله جل وعز: {من حمأ مسنون} مهموز مقصور يكتب بالألف). [المقصور والممدود: 49]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وسمعت أبا عمرو يقول قول الله جل ثناؤه: «انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه» أي لم يتغير من قوله: {من حمأ مسنون} قال فقلت له إن مسنونا من ذوات التضعيف ويتسن من ذوات الياء قال أبدلوا النون من يتسنن ياء كما قالوا تظنيت وإنما الأصل تظننت وقال العجاج:

(تقضى البازي إذا البازي كسر)
أراد تقضض وحكى الفراء عن القناني قصيت أظفاري وحكى ابن الأعرابي خرجنا نتلعى أي نأخذ اللعاعة وهو بقل ناعم في أول ما يبدو قال الأصمعي وقولهم تسريت أصلها تسررت من السر وهو النكاح). [إصلاح المنطق: 302]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال الأعشى:

عنتريس تعدو إذا حرك السو = ط كعدو المصلصل الجوال
وقال المفسرون في قوله عز وجل: {مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ}[الحجر: 26]، قالوا: هو الطين الذي قد جف، فإذا قرعه شيء كان له صليل. وتفسير ذلك عند العرب التقن الذي يذهب عنه الماء في الغدران فيتشقق ثم ييبس). [الكامل: 2/1003]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال قطرب: من الأضداد حمأت الركية حمئا؛ إذا أخرجت منها الحمأة، وأحمأتها إحماء، إذا جعلت فيها الحمأة.
قال أبو بكر: وليس هذا عندي من الأضداد؛ لإن لفظ (حمأت) يخالف لفظ (أحمأت)؛ فكل واحدة من اللفظتين لا تقع إلا على معنى واحد، وما كان على هذه السبيل لا يدخل في الأضداد. وقال الفراء: يقال: حمأت الركية، إذا أخرجت ما فيها من الحمأة، وأحمأتها، إذا تركت الحمأة فيها حتى تنتن، وقد حمئت الركية حمأ بينا قال الله عز وجل: {من صلصال من حمأ مسنون}، والحمأ: الطين المتغير؛ وهو واحد عند أكثر الناس.
وقال أبو عبيدة: هو جمع حمأة.
وقال غيره: هو جمع حمأة، وشبهه بقولهم: قصبة وقصب، فاحتج عليه بقول أبي الأسود:

فما طلب المعيشة بالتمني = ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئك بملئها يوما ويوما = تجئك بحمأة وقليل ماء
فقال: إنما سكنت الميم لضرورة الشعر.
والحجة لأبي عبيدة في جمعهم (الحمأة) بتسكين الميم، (حمأ)، بفتح الميم قول العرب: حلقة وحلق وفلكة وفلك، وقد يقالك فلكة وفلك، وحلقة
وحلق، وعبرة وعبر.
والصلصال: طين طبخ فصار له صوت. ويقال: الصلصال طين لم يطبخ؛ ولكنه ترك حتى يبس وصار له صوت إذا نقر بمنزلة صوت الفخار، والفخار: ما طبخ بالنار, ويقال: الصلصال: المنتن، من صل اللحم، إذا أنتن، وأصله صلال، فأبدلوا من اللام الثانية صادا. والمسنون: الذي أتت عليه السنون فأنتن، قال الله جل اسمه: {لم يتسنه}، أي لم يتغير لمرور السنين به.
وقال الفراء: المسنون من قولهم: سننت الحجر على الحجر إذا حككته عليه، ويقال للذي يسيل من بينهما سنن، ولا يكون ذلك السائل إلا منتنا.
وقال بعض المفسرين: المسنون الرطب، ويقال: المسنون المصبوب، من قول العرب: سننت الماء علي، إذا صببته علي، جاء في الحديث: (كان الحسن إذا توضأ سن الماء على وجهه سنا). ويقال: المسنون المصبوب على صورة ومثال، فكأنه مخروط، من ذلك قولهم: رأيت سنة وجهه. ومنه وجه فلان مسنون، قال ذو الرمة:
تريك سنة وجه غير مقرفة = ملساء ليس بها خال ولا ندب
قال أبو بكر: سمع ذو الرمة ينشد (غير) بالكسر على أنه نعت للوجه، وقياس العرب أن يكون نعتا للسنة). [كتاب الأضداد:396- 399]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (الكلام على قلب آخر المضاعف إلى الياء
وقال أبو عبيدة: العرب تقلب حروف المضاعف إلى الياء فيقولون: تظنّيت، وإنما هو تظنّنت، قال العجاج:
تقضى البازي إذا البازي كسر
وإنما هو تقضّض من الانقضاض، وقال الأصمعي، هو تفعّل من الانقضاض فقلب إلى الياء كما قالوا سرّيّة من تسرّرت، وقال أبو عبيدة: رجل ملب وإنما هو من ألببت، قال المضرّب بن كعب:
فقلت لها فيئي إليك فإنّني = حرامٌ وإنّي بعد ذاك لبيب
بعد ذاك أي مع ذاك، ولبيب: مقيم، وقوله عز وجل: {وقد خاب من دسّاها} [الشمس: 10] إنما هو من دسّست، وقال يعقوب: سمعت أبا عمرو، يقول: لم يتسنّ: لم يتغيّر، وهو من قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} [الحجر: 26] فقلت لم يتسنّ من ذوات الياء، ومسنون من ذوات التضعيف، فقال: هو مثل تظنيت، وقال أبو عبيدة: التّصدية: التصفيق، وفعلت منه: صددت، قال الله عز وجل: {إذا قومك منه يصدّون} [الزخرف: 57] أي يعجّون وقال أيضًا: {إلا مكاء وتصّديةً} وقال العتابي: قصيت أظفاري بمعنى قصصتها). [الأمالي: 2/171] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«السَّموم» و«الحَرور» أنثيان، وربما ذكرت «السَّموم» في الشعر. وقال الشاعر:
اليوم يوم باكز سمومه
من عجز اليوم فلا نلومه
ويروى: «بارد سَمُومه»، يعني ساكن). [المذكور والمؤنث: 90]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (يقال: قد أسمَّ يومنا، إذا جاءت فيه السَّموم. وهذا يوم مُسِم.
...
والسَّموم بالنهار. وقد تكون بالليل. وبعضهم يقول: لا تكون إلا بالنهار، والحَرور بالليل، وقد تكون بالنهار). [الأيام والليالي: 77]
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال: الحرُورُ: أشد هبوباً من السموم). [كتاب الجيم: 1/158] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة: السموم بالنهار، وقد تكون بالليل. والحرور بالليل وقد تكون بالنهار). [الغريب المصنف: 2/511]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وهي السموم والحرور قال أبو عبيدة السموم بالنهار وقد تكون بالليل والحرور بالليل وقد تكون بالنهار قال العجاج

(ونسجت لوامع الحرور) ). [إصلاح المنطق: 334] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
في حرور ينضج اللحم بها = يأخذ السائر فيها كالصقع
الحرور: ريح حارة تكون بالنهار والسموم تكون بالليل والنهار جميعًا يقال قد سم يومنا وليلتنا
). [شرح المفضليات: 387] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومسموم فيه سموم. وقال أبو عبيدة: السموم تكون بالنهار وقد تكون بالليل والحرور: بالليل وقد تكون بالنهار). [شرح المفضليات: 819]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والحرور الريح الحارة يقال الحرور بالليل والسموم بالنهار: وكان أبو عبيدة يقول الحرور بالنهار والسموم بالليل والنهار. وقال يعقوب: التعريس النزول بالليل وأكثره من آخره وقد يكون من أوله. تسفعني تغير لوني وتحرقني: وقال أبو عبيدة: الحرور بالليل وقد تكون بالنهار وهي الريح الحارة والسموم بالنهار وقد تكون بالليل). [شرح المفضليات: 835] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) }

تفسير قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا بابٌ من الفعل يستعمل في الاسم
ثم يبدل مكان ذلك الاسم اسمٌ آخر فيعمل فيه كما عمل في الأوّل
وذلك قولك رأيت قومك أكثرهم ورأيت بني زيد ثلثيهم ورأيت بني عمّك ناساً منهم ورأيت عبد الله شخصه وصرفت وجوهها أوّلها.
فهذا يجيء على وجهين:
على أنّه أراد رأيت أكثر قومك ورأيت ثلثي قومك وصرفت وجوه أوّلها ولكنّه ثنّى الاسم توكيداً كما قال جلّ ثناؤه: {فسجد الملائكة كلّهم
أجمعون} وأشباه ذلك. فمن ذلك قوله عزّ وجلّ: {يسألونك عن الشّهر الحرام قتالٍ فيه} وقال الشاعر:
وذكرت تقتد برد مائها = وعتك البول على أنسائها
ويكون على الوجه الآخر الذي أذكره لك وهو أن يتكلّم فيقول رأيت قومك ثم يبدو له أن يبين ما الذي رأى منهم فيقول ثلثيهم أو ناساً منهم. ولا يجوز أن تقول رأيت زيدا أباه والأب غير زيد لأنّك لا تبينّه بغيره ولا بشيء ليس منه. وكذلك لا تثنى الاسم توكيداً وليس بالأوّل ولا شيء منه فإنّما تثنيه وتؤكده مثنًّى بما هو منه أو هو هو. وإنّما يجوز رأيت زيداً أباه
ورأيت زيدا عمراً أن يكون أراد أن يقول رأيت عمرا أو رأيت أبا زيد فغلط أو نسى ثم استدرك كلامه بعد وإمّا أن يكون أضرب عن ذلك فنحّاه وجعل عمراً مكانه. فأمّا الأوّل فجيّدٌ عربي مثله قوله عزّ وجلّ: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} لأنهم من الناس. ومثله إلاّ أنّهم أعادوا حرف الجرّ: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم} ). [الكتاب: 1/150-152]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عمرو: أسجد الرجل إذا طأطأ رأسه وانحنى، وسجد إذا وضع جبهته بالأرض). [الغريب المصنف: 2/578]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب المستثنى من المنفي

تقول: ما جاءني أحد إلا زيد، وإلا زيداً. أما النصب فعلى ما فسرت لك، وأما الرفع فهو الوجه لما أذكره لك إن شاء الله.
تقول: ما جاءني أحد إلا زيد. فتجعل زيد بدلاً من أحد، فيصير التقدير ما جاءني إلا زيد؛ لأن البدل يحل محل البدل منه.
ألا ترى أن قولك: مررت بأخيك زيد إنما هو بمنزلة قولك: مررت بزيد؛ لأنك لما رفعت الأخ قام زيد مقامه. فعلى هذا قلت: ما جاءني أحد إلا زيد.
فإن قال قائل: فما بال زيد موجباً، وأحد كان منفياً، ألا حل محله? قيل: قد حل محله في العامل، وإلا لها معناها.
ولو قلت: جاءني إخوتك إلا زيداً لم يجز إلا النصب؛ لأنك لو حذفت الإخوة بطل الكلام، وذلك أنه كان يكون: جاءني إلا زيد. فلا يقع الاستثناء على شيء، فمن ثم بطل لفظ إلا من النصب لفساد البدل.
فمن ذلك قول الله عز وجل: {ما فعلوه إلا قليل منهم} لأنك لو قدرته على حذف الضمير، وهو الواو في فعلوه لكان: ما فعله إلا قليل منهم.
وقال في الإيجاب: {فشربوا منه إلا قليلاً منهم} وقال: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس}. وأما قوله عز وجل: {ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} وامرأتك فالوجهان جائزان جيدان.
فمن قال: إلا امرأتك فهو مستثنى من يلتفت، وكأنه قال: ولا يلتفت إلا امرأتك. ويجوز هذا النصب على غير هذا الوجه، وليس بالجيد، على ما أعطيتك في أول الباب. جودة النصب على قوله: {فأسر بأهلك} إلا امرأتك. فلا يجوز إلا النصب على هذا القول لفساد البدل لو قيل: أسر إلا بامرأتك لم يجز. فإنما باب الاستثناء إذا استغنى الفعل بفاعله، أو الابتداء بخبره النصب، إلا أن يصلح البدل، فيكون أجود، والنصب على حاله في الجواز. وإنما كان البدل أجود؛ لأنه في اللفظ والمعنى، والنصب بالاستثناء إنما هو للمعنى لا للفظ). [المقتضب: 4/394-396] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب المستثنى من المنفي
تقول: ما جاءني أحد إلا زيد، وإلا زيداً. أما النصب فعلى ما فسرت لك، وأما الرفع فهو الوجه لما أذكره لك إن شاء الله.
تقول: ما جاءني أحد إلا زيد. فتجعل زيد بدلاً من أحد، فيصير التقدير ما جاءني إلا زيد؛ لأن البدل يحل محل البدل منه.
ألا ترى أن قولك: مررت بأخيك زيد إنما هو بمنزلة قولك: مررت بزيد؛ لأنك لما رفعت الأخ قام زيد مقامه. فعلى هذا قلت: ما جاءني أحد إلا زيد.
فإن قال قائل: فما بال زيد موجباً، وأحد كان منفياً، ألا حل محله? قيل: قد حل محله في العامل، وإلا لها معناها.
ولو قلت: جاءني إخوتك إلا زيداً لم يجز إلا النصب؛ لأنك لو حذفت الإخوة بطل الكلام، وذلك أنه كان يكون: جاءني إلا زيد. فلا يقع الاستثناء على شيء، فمن ثم بطل لفظ إلا من النصب لفساد البدل.
فمن ذلك قول الله عز وجل: {ما فعلوه إلا قليل منهم} لأنك لو قدرته على حذف الضمير، وهو الواو في فعلوه لكان: ما فعله إلا قليل منهم.
وقال في الإيجاب: {فشربوا منه إلا قليلاً منهم} وقال: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس}. وأما قوله عز وجل: {ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} وامرأتك فالوجهان جائزان جيدان.
فمن قال: إلا امرأتك فهو مستثنى من يلتفت، وكأنه قال: ولا يلتفت إلا امرأتك. ويجوز هذا النصب على غير هذا الوجه، وليس بالجيد، على ما أعطيتك في أول الباب. جودة النصب على قوله: {فأسر بأهلك} إلا امرأتك. فلا يجوز إلا النصب على هذا القول لفساد البدل لو قيل: أسر إلا بامرأتك لم يجز. فإنما باب الاستثناء إذا استغنى الفعل بفاعله، أو الابتداء بخبره النصب، إلا أن يصلح البدل، فيكون أجود، والنصب على حاله في الجواز. وإنما كان البدل أجود؛ لأنه في اللفظ والمعنى، والنصب بالاستثناء إنما هو للمعنى لا للفظ). [المقتضب: 4/394-396] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:44 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:44 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان} الآية. "الإنسان" هنا للجنس، والمراد آدم عليه السلام، قال ابن عباس رضي الله عنهما: سمي بذلك لأنه عهد إليه فنسي، ودخل من بعده في ذلك إذ هو من نسله. و"الصلصال" الطين الذي إذا جف صلصل، هذا قول فرقة، منها من قال: هو طين الخزف، ومنها قول الفراء: هو الطين الحر يخالطه رمل دقيق. وقال ابن عباس: خلق من ثلاثة: من طين لازب، وهو اللازق والجيد، ومن
[المحرر الوجيز: 5/286]
صلصال، وهو الأرض الطيبة يقع عليها الماء ثم ينحسر فتشقق وتصير مثل الخزف، ومن حمإ مسنون، وهو الطين في الحمأة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وكان الوجه -على هذا المعنى- أن يقال: "صلال"، لكن ضوعف الفعل من فائه، وأبدلت إحدى اللامين من "صلال" صادا، وهذا مذهب الكوفيين، وقاله ابن جني والزبيدي، ونحوهما على نحو البصرة، ومذهب جمهور البصريين أنهما فعلان متباينان، وكذلك قالوا في ثرار وثرثارة، قال بعضهم: تقول: صل الخزف ونحوه إذا صوت بتمديد، فإذا كان في صوته ترجيع كالجرس ونحوه قلت: صلصل، ومنه قول الكميت:
فيها العناجيج تردي في أعنتها ... شعثا تصلصل في أشداقها اللجم
وقال مجاهد وغيره: "صلصال" هنا إنما هو من: "صل اللحم" إذا أنتن، فجعلوا معنى "صلصال" و"حمأ" في لزوم النتن شيئا واحدا.
و"المسنون" قال معمر: معناه: المنتن، وهو من "أسن الماء" إذا تغير، والتصريف يرد هذا القول، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المسنون: الرطب، وهذا تفسير لا يخص اللفظة، وقال الحسن: المعنى: سن ذريته على خلقه، الذي يترتب في "مسنون" إما أن يكون: محكوك محكم العمل أملس السطح، فيكون من معنى المسن والسنان، وقولهم: "سننت السكين، وسننت الحجر" إذا أحكمت ملسه، ومن ذلك قول الشاعر:
ثم دافعتها إلى القبة الخضـ ... ـراء تمشي في مرمر مسنون
[المحرر الوجيز: 5/287]
أي: محكم الإملاس، وإما أن يكون بمعنى المصبوب: تقول: "سننت التراب والماء" إذا صببته شيئا بعد شيء، ومنه قول عمرو بن العاص رضي الله عنه لمن حضر وفاته: "إذا أدخلتموني في قبري فسنوا علي التراب سنا"، ومن هذا سن الغارة. وقال الزجاج: هو مأخوذ من كونه على سنة الطريق، لأنه إنما يتغير إذا فارق الماء، فمعنى الآية على هذا: من حمأ مصبوب يوضع بعضه فوق بعض على مثال وصورة). [المحرر الوجيز: 5/288]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ("والجان" يراد به جنس الشياطين، ويسمون جنة وجانا وجنا لاستتارهم عن العين، وسئل وهب بن منبه عنهم فقال: هم أجناس، فأما خالص الجن فهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يموتون ولا يتوالدون، ومنهم أجناس تفعل هذا كله، منها السعالي والغول وأشباه ذلك. وقرأ الحسن بن أبي الحسن: "الجأن" بالهمز، والمراد بهذه الخلقة إبليس أبو الجن، وفي الحديث: "إن الله تعالى خلق آدم من جميع أنواع التراب، الطيب والخبيث، والأسود والأحمر"، وفي سورة البقرة إيعاب هذا. وقوله: "من قبل" لأن إبليس خلق قبل آدم بمدة، وخلق آدم آخر الخلق. و"السموم"
[المحرر الوجيز: 5/288]
في كلام العرب إفراط الحر حتى يقتل، من نار أو شمس أو ريح، وقالت فرقة: السموم بالليل، والحرور بالنهار، وأما إضافة النار إلى السموم في هذه الآية فيحتمل أن تكون النار أنواعا ويكون السموم أمرا يختص بنوع منها فتصح الإضافة حينئذ، وإن لم يكن هذا فيخرج هذا على قولهم: "مسجد الجامع" و"دار الآخرة" على حذف مضاف). [المحرر الوجيز: 5/289]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون}
"إذ" نصبت بإضمار فعل مقدر، تقديره: واذكر إذ قال ربك، و"البشر" ها هنا آدم، وهو مأخوذ من البشرة، وهي وجه الجلد في الأشهر من القول، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأنقوا البشرة". وقيل: البشرة ما يلي اللحم، ومنه قولهم في المثل: "إنما يعاتب الأديم ذو البشرة"، لأن تلك الجهة هي التي تبشر، وأخبر الله تعالى الملائكة بعجب عندهم، وذلك أنهم كانوا مخلوقين من نور، فهي أجسام لطاف، فأخبرهم أنه لا يخلق جسما حيا ذا بشرة، وأنه يخلقه من صلصال، والبشر والبشارة أيضا أصلهما البشرة لأنهما فيها يظهران). [المحرر الوجيز: 5/289]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"سويته" معناه: كملته وأتقنته حتى إذا استوت أجزاؤه على ما يجب، وقوله: {من روحي} إضافة خلق وملك إلى خالق مالك، أي: من الروح الذي هو لي، ولفظة الروح هنا للجنس، وقوله: "فقعوا" من وقع يقع، وفتحت القاف لأجل حرف الحلق، وهذه اللفظة تقوي أن سجود الملائكة إنما كان على المعهود عندنا، لا أنه خضوع وتسليم وإشارة كما قال بعض الناس، وشبهوه بقول الشاعر:
[المحرر الوجيز: 5/289]
فكلتاهما خرت وأسجد رأسها ... كما سجدت نصرانة لم تحنف
وهذا البيت يشبه أن يكون السجود فيه كالمعهود عندنا، وحكى الطبري في تفسير هذه الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "خلق الله ملائكة وأمرهم بالسجود لآدم فأبوا، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم، ثم خلق آخرين فكذلك، ثم خلق آخرين فأمرهم بالسجود فأطاعوا إلا إبليس فإنه كان من الأولين"، وقوله: "من الأولين" يحتمل أن يريد: من الأولين في حالهم وكفرهم، ويحتمل أن يريد في أنه بقي منهم). [المحرر الوجيز: 5/290]

تفسير قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {كلهم أجمعون} هو عند سيبويه تأكيد بعد تأكيد، يتضمن الآخر ما تضمن الأول، وقال غيره: "كلهم" لو وقف عليه لصلحت للاستثناء، وصلحت على معنى المبالغة مع أن يكون البعض لم يسجد، وهذا كما يقول القائل: "كل الناس يعرف كذا"، وهو يريد أن المذكور أمر مشتهر، فلما قال: "أجمعون" رفع الاحتمال في أن يبقى منهم أحد، واقتضى الكلام أن جميعهم سجد، وقال المبرد: لو وقف على" كلهم" لاحتمل أن يكون سجودهم في مواطن كثيرة، فلما قال: "أجمعون" دل على أنهم سجدوا في موطن واحد.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
واعترض قول المبرد بأنه جعل قوله تعالى: "أجمعون" حالا. بمعنى "مجتمعين"، ويلزمه -على هذا- أن يكون "أجمعون" هنا على أن يقرب من التنكير إذ هو معرفة لكونه يلزم اتباع المعارف، والقراءة بالرفع تأبى قوله). [المحرر الوجيز: 5/290]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إلا إبليس}، قيل: إنه استثناء من الأول، وقيل: إنه ليس من
[المحرر الوجيز: 5/290]
الأول، وهذا متركب على الخلاف في إبليس، هل هو من الملائكة أم لا؟ والظاهر من كثير من الأحاديث ومن هذه الآية أنه من الملائكة، وذلك أن الله تعالى أمر الملائكة بالسجود، ولو لم يكن إبليس من الملائكة لم يذنب في ترك السجود، وقد روي عن الحسن بن أبي الحسن أن إبليس إنما كان من قبيل الجن، ولم يكن قط ملكا، ونسب ابن فورك القول إلى المعتزلة، وتعلق من قال هذا بقوله تعالى في صفته: " كان من الجن "، وقالت الفرقة الأخرى: لا حجة في هذا لأن الملائكة قد تسمى جنا لاستتارها وقد قال تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} ). [المحرر الوجيز: 5/291]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:28 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (26) والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم (27)}
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة: المراد بالصّلصال هاهنا: التّراب اليابس.
والظّاهر أنّه كقوله تعالى: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار وخلق الجانّ من مّارجٍ مّن نّارٍ} [الرّحمن: 14-15]
وعن مجاهدٍ أيضا: الصلصال: المنتن.
وتفسير الآية بالآية أولى
وقوله: {من حمإٍ مسنونٍ} أي: الصّلصال من حمأٍ، وهو: الطّين. والمسنون: الأملس، كما قال الشّاعر ثمّ خاصرتها إلى القبّة الخضراءتمشي في مرمرٍ مسنونٍ
أي: أملس صقيلٍ.
ولهذا روي عن ابن عبّاسٍ: أنّه قال: هو التّراب الرّطب. وعن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، والضّحّاك أيضًا: أنّ الحمأ المسنون هو المنتن. وقيل: المراد بالمسنون هاهنا: المصبوب.
وقوله: {والجانّ خلقناه من قبل} أي: من قبل الإنسان {من نار السّموم} قال ابن عبّاسٍ: هي السّموم الّتي تقتل.
وقال بعضهم: السّموم باللّيل والنّهار. ومنهم من يقول: السّموم باللّيل، والحرور بالنّهار.
وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: دخلت على عمرو الأصمّ أعوده، فقال: ألا أحدّثك حديثًا سمعته من عبد اللّه بن مسعودٍ، يقول: هذه السّموم جزءٌ من سبعين جزءًا من السّموم الّتي خلق منها الجانّ، ثمّ قرأ: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم}
وعن ابن عبّاسٍ: أنّ الجانّ خلق من لهب النّار، وفي روايةٍ: من أحسن النّار.
وعن عمرو بن دينارٍ: من نار الشّمس، وقد ورد في الصحيح: "خلقت الملائكة من نور، وخلقت الجانّ من مارجٍ من نارٍ، وخلق بنو آدم ممّا وصف لكم" ومقصود الآية: التّنبيه على شرف آدم، عليه السّلام، وطيب عنصره، وطهارة محتده). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 533-534]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (28) فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (29) فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (30) إلا إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع السّاجدين (32) قال لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (33)}
يذكر تعالى تنويهه بذكر آدم في ملائكته قبل خلقه له، وتشريفه إيّاه بأمره الملائكة بالسّجود له. ويذكر تخلّف إبليس عدوّه عن السّجود له من بين سائر الملائكة، حسدًا وكفرًا، وعنادًا واستكبارًا، وافتخارًا بالباطل، ولهذا قال: {لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ مّن حمأٍ مسنونٍ} كما قال في الآية الأخرى: {أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ} [الأعراف: 12] وقوله: {أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتني إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا} [الإسراء: 62]
وقد روى ابن جريرٍ هاهنا أثرًا غريبًا عجيبًا، من حديث شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا خلق اللّه الملائكة قال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا سوّيته فاسجدوا له. قالوا: لا نفعل. فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم، ثمّ خلق ملائكةً فقال لهم مثل ذلك، [فقالوا: لا نفعل. فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم. ثمّ خلق ملائكةً أخرى فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا، فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم. ثمّ خلق ملائكةً فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له] قالوا سمعنا وأطعنا، إلّا إبليس كان من الكافرين الأوّلين
وفي ثبوت هذا عنه بعدٌ، والظّاهر أنّه إسرائيليٌّ، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 534]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة