العودة   جمهرة العلوم > المنتديات > منتدى جمهرة العلوم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 05:35 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي مسائل في الرُّقَى

مَسائِل فِي الرُّقَى وأحكامها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه أما بعد:

فهذه مسائل في الرقى وأحكامها كانت ملحقة بكتاب تفسير المعوّذتين من جمهرة التفاسير، وأفردتها هنا في موضوع تقريباً للفائدة وتيسيراً للاطلاع على أقوال العلماء في كلّ مسألة من هذه المسائل بالضغط على اسمها.
وأشكر المتدرّبة المجتهدة أروى المطيري على حسن قيامها بإدراج النصوص من الكتاب وتوزيعها على مشاركات بترتيب العناصر ووضع الروابط الدالّة عليها؛ فجزاها الله خيراًو بارك فيها.
أسأل الله تعالى أن يتقبّل هذا العمل وأن ينفع به معدّه وقارئه وناشره، وأن يبارك فيه، ويعين على حسن تتميمه وتحريره.

· معنى الرقية
· معنى النفث
· النهي عن الرُّقَى في أول الإسلام
... - أحاديث جابر بن عبد الله
... - حديث عبد الله بن مسعود
... - تنبيه
· معنى التَّمَائِم
· معنى التِّوَلَةِ
... - حديث عبد الله بن مسعود
... - حديث المغيرة بن شعبة
... - حديث خالدة بنت أنس
... - بلاغ الزهري
· ورود الرخصة في بعض الرقى
... - الرخصة في الرقية من العين والحمة والنملة
... - حديث عائشة
... - حديث عمران بن الحصين وبريدة الأسلمي
... - معنى الحُمَة
... - حديث أنس بن مالك
... - أثر ابن سيرين
· رقية النملة
... - حديث الشفاء بنت عبد الله
...- طريق آخر ولفظ آخر (ضعيف)
... - معنى النَّمْلَةِ
...- ذكر رقية أخرى للنملة اشتهرت في كتب أهل اللغة
... - تأويل وجوابه
... - رقية أخرى لا تجوز
· ورود الإذن العام في الرقى ما لم يكن فيها شرك
... - حديث عوف بن مالك الأشجعي
... - حديث عمير مولى آبي اللحم
... - حديث الشفاء بنت عبد الله
... - حديث جابر بن عبد الله
· فقه أحاديث هذا الباب
· رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم
... - حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
... -حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
... - مسألة
...- حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه
... - حديث أبي هريرة رضي الله عنه
... - حديث ابن عمر رضي الله عنهما
... - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
... - أثر معمر بن راشد
... - أثر جعفر بن محمد
· رقية النبي صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ
...- حديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما
...- حديث آخر عن عائشة
... - مسألة: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يسترقي عائشة؟
... - حديث أم المؤمنين ميمونة
... - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
...- ما جاء في رقية النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالمعوذتين
· رقية النبي صلى الله عليه وسلم غيرَه
...- حديث عائشة رضي الله عنها
... - حديث آخر لعائشة رضي الله عنها
... - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
... - حديث أبي ليلي بن أبي يسار الأنصاري
...- حديث ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري
... - حديث علي بن أبي طالب
· الإذن بالرقية وأخذ الأجرة عليها
... - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
... - حديث خارجة بن الصلت عن عمه
· رقية المسلم للكافر
· رقية الكافر للمسلم
... - رقية اليهودية لعائشة رضي الله عنها
... - رقية اليهودي لزينب امرأة ابن مسعود
· الرقية من العين
... - العين حق
... - حديث أبي هريرة رضي الله عنه
... - حديث ابن عباس رضي الله عنهما
· الاسترقاء من العين
... - حديث عائشة رضي الله عنها
....- حديث أم سلمة رضي الله عنها
...-أقوال العلماء في الرقية من العين
· الرقية من العقرب
... - حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
...- رقية آل الأسود بن يزيد من العقرب
... - حديث أبي هريرة رضي الله عنه
...- هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج لدغة العقرب
· الرقية من المس
... - دخول الجني في جسد الإنسي
· القراءة على الدابة
... - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
... - حديث أبي هريرة رضي الله عنه
· تأثير الرقى
... - حديث حكيم بن حزام
... - حديث يعمر السعدي
... - حديث كعب بن مالك
...- فقه الحديث
· كلام لابن القيم في تأثير الرقى
· شروط جواز الرقية
... - حكم الرقية بغير العربية
... - ما يستنكر من الرقى
... - ما روي عن طاووس بن كيسان مرسلاً ومقطوعًا
... - أثر ابن عباس
...- أثر قتادة
... - أثر الحسن البصري
· فضل ترك الاسترقاء توكلاً على الله عز وجل
... - حديث ابن عباس رضي الله عنهما
· حكم النفث مع الرقية، وحكم التفل والنفخ
... - ثبوت النفث مع الرقية عن النبي صلى الله عليه وسلم
... - ذكر من كره النفث من السلف
... - أقوال العلماء
· صفة النفث
· هل يكون النفث قبل القراءة أو بعدها أو معها؟
· كيف يقرأ المريض على نفسه؟
· المسح على المريض
... - حديث عائشة رضي الله عنها
... - حديث طلق بن علي رضي الله عنه
... - حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
· القراءة في الماء
... - حديث ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري
... - أثر عائشة رضي الله عنها
· حكم تعليق التمائم
... - حديث أبي هريرة
... - حديث أبي بشير الأنصاري
...- حديث عبد الله بن عكيم
... - حديث عقبة بن عامر
... - أثر عبد الله بن مسعود
... - أثر عمران بن الحصين
... - مرسل أبي قلابة الجرمي
· تعليق التمائم من القرآن والأدعية الصالحة
... - أثر عبد الله بن عمرو بن العاص
... - أثر سعيد بن المسيب
... - أثر عطاء بن أبي رباح
... - أثر مجاهد بن جبر
... - أثر محمد بن علي بن الحسين
...- أثر محمد بن سيرين
... - أقوال العلماء
· التعويذ
... - صفة التعويذ
...- حديث عائشة رضي الله عنها
... - حديث ابن عباس رضي الله عنهما
· كتابة الرقية
... - أثر ابن عباس
...- أثر عطاء بن أبي رباح
... - أثر مجاهد وأبي قلابة الجرمي
... - أثر إبراهيم النخعي
...- أقوال العلماء
... - كتاب لمن تعسرت ولادتها
... - كتاب للحمى
... - كتاب للرعاف
... - كتاب للفزع والاستيحاش
· العزائم


التوقيع :

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 05:53 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

مَعْنَى الرُّقْيَةِ

قالَ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ (ت: 370هـ): (يُقَالُ: رَقَى الرَّاقِي رُقْيَةً وَرَقْيًا، إذا عَوَّذَ ونَفَثَ فِي عُوذَتِهِ، وَصَاحِبُهَا رقَّاء، وَالمَرْقِيُّ يَسْتَرْقِي، وَهُمُ الرَّاقُونَ، وَقَالَ النَّابغَةُ: تَنَاذَرَها الرَّاقُونَ مِن سُوءِ سُمِّهَا). [تهذيب اللغة: رقى]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (وبنحْوِ مَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ قَالَ جَمَاعَةٌ مِن أَهْلِ العِلْمِ بلِسَانِ العَرَبِ، وَمَا اسْتَشْهَدَ بهِ هُو مِنْ أَبْيَاتٍ للنَّابغَةِ مِنْهَا:
فبتُّ كأني سَاوَرَتْنِي ضَئِيلةٌ.....من الرُّقْشِ في أنيابِهَا السُّمُّ ناقِعُ
يُسَهَّدُ من لَيلِ التّمامِ سَليمُها.....لحَلْيِ النسَاءِ في يَدَيْهِ قَعَاقِعُ
تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ مِنْ سُوءِ سُمِّهَا.....تُطلِّقُهُ طَورًا وطَورًا تُراجِعُ


وقالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيُّ يَمْدَحُ فَرَسَهُ:
تُعَوَّذُ بالرُّقَى مِن غيرِ خَبْلٍ.....وتُعْقَدُ في قَلائدِهَا التَّمِيمُ
وقال عَلْقَمَةُ بنُ عَبْدَةَ التَّمِيميُّ:

وقد أغتَدي والطَّيرُ في وُكُناتِها.....وماءُ النَّدى يجري على كلِّ مِذنَبِ
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأوابِدِ لاحَهُ.....طِرادُ الهَوادي كلَّ شأوٍ مُغرِّبِ
بغَوجٍ لَباناهُ يُتَمُّ بَريمُهُ.....على نَفْثِ راقٍ خَشيَةَ العينِ مُجلِبِ

قالَ الخَلِيلُ: (الغَوْجُ: الوَاسِعُ جِلْدِ الصَّدْر، والبَريمُ خَيْط يُعْقَدُ عَلَيْهِ عُوذَةٌ، ويُتَمُّ بَريمُهُ أَيْ يُطَالُ إِطَالَةً لِسَعَةِ صَدْرِه).
وَقَال أَبُو مَنصُورٍ الأَزْهَرِيُّ: (والمُجلِبُ: الَّذِي يَجْعَلُ العُوذَةَ فِي جِلْبٍ ثُمَّ يُخَاطُ عَلَى الفَرَسِ).
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: اختُلِفَ فِي تَفْسِيرِ المجْلِبِ فِي هَذَا البَيْتِ عَلَى أَقْوالٍ هَذَا أَحَدُهَا.

وَلِتَأْثِيرِ الرُّقْيَةِ عَلَى الرُّوحِ شَبَّهَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ كَلامَ بَعْضِ مَن يُحِبُّ بالرُّقْيَةِ كَمَا قَالَ سُويدُ بنُ كَاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ:
فَدَعانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما.....ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي والرَّيَعْ
خَبَّلَتْني ثُمَّ لمَّا تشفِنِي.....فَفُؤَادِي كلَّ أَوْبٍ ما اجتَمَعْ
ودَعَتْنِي برُقَاهَا إِنَّهَا.....تُنزِلُ الأَعْصَمَ مِن رَأْسِ اليَفَعْ
تُسْمِعُ الحُدَّاثَ قولاً حَسَنًا.....لو أَرَادُوا غَيرَهُ لم يُسْتَمَعْ
الأَعْصَمُ هُو الثَّورُ الوَحْشِيُّ الَّذِي في يَدَيْهِ بَيَاضٌ، مَنَازِلُهُ فِي المرتَفَعَاتِ، سَرِيعُ الجَرْيِ شَدِيدُ الحَذَرِ، يَقُولُ: إِنَّ حَدِيثَها كَالرُّقْيَةِ للنَّفْسِ مِن حُسْنِه وَقُوَّةِ تَأْثِيرِهِ وَاسْتِمَالَتِهَا بهِ مَن تُحَدِّثُهُ فَلا يَمْلِكُ إِلا أَن يَمِيلَ إِلَيهَا، حَتَّى لَو أَنَّهَا حدَّثَتِ الثَّوْرَ الأَعْصَمَ المعروفَ بشدَّةِ حَذَرِهِ وَنُفُورِهِ مِنَ الإِنسِ لَنَزَلَ مِن أَعْلَى الجبَلِ؛ فَكَيْفَ لا أَسْتَجِيبُ لَهَا وَلا يَسْتَمِيلُنِي حَدِيثُهَا.

قالَ الخليلُ بنُ أَحْمَدَ: (الرَّاقُونَ إِذَا رَقَوا الحيَّةَ لِيَأْخُذُوهَا فَفَرَغَ أَحَدُهُم مِن رُقْيَتِهِ قَالَ لهَا: أُسْ فَتَخْضَعُ وتَلِينُ).
فالرُّقْيَةُ لهَا مَعْنًى مَعْهُودٌ في لِسَانِ العَرَبِ يُعْرَفُ مِمَّا أُثِرَ عَنْهُم، وَهُو نَوْعٌ مِن الكَلامِ مِنْهُ مَا لَهُ تَأْثِيرٌ عَلَى الأَرْوَاحِ وَالأَبْدَانِ يُسْتَعْمَلُ لأَغْرَاضٍ مَعْرُوفَةٍ كَالاستِشْفَاءِ وَدَفْعِ العَيْنِ وَمَسِّ الجِنِّ وَتَرْوِيضِ الحَيَوَانِ، وَقَدْ يَكُونُ مَعَهُ نَفْثٌ وَقَدْ يَخْلُو مِنَ النَّفْثِ، وَقَدْ يَكُونُ فِي عُقَدٍ وَتَمَائِم وَقَدْ يَكُونُ بغَيْرِ ذَلِكَ.
وَأَكْثَرُ الرُّقَى الَّتِي كَانَت تَسْتَعْمِلُهَا العَرَبُ فِيهَا شِرْكٌ وَاسْتِغَاثَةٌ بالشَّيَاطِينِ، وَبَعْضُهَا خُرَافَاتٌ وَأَوْهَامٌ، وَمِنْهَا مَا يَخْلُو مِنَ الشِّرْكِ وَعُرِفَ معناهُ، وَهُوَ مَا أُذِنَ فِيهِ).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 05:55 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

النفث

قالَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيُّ(ت:170هـ): (النَّفْث: نَفْثُكَ في العُقَدِ ونحوِهَا يُقَالُ: نَفَثَ يَنْفُثُ نَفْثًا وَمِن ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ}[الفلق: 4] يَعْنِي السَّواحِرَ). [العين:8/230]
قالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ ابنُ دُرَيْدٍ الأَزْدِيُّ (ت:321هـ): (نَفَث الراقي ريقَه، وهو أقلُّ من التَّفلِ، والساحرة تَنْفث، وهو النَّفخ دون التَّفل، وكذلك فُسِّر في التنزيل في قوله جلَّ وعزَّ: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ}[الفلق: 4]. والحيَّة تَنْفُث السُّمَّ، إذا نَكَزَتْ بفيها، ومن أمثالهم: (لا بدَّ للمصدور أن يَنْفِثَ).
والنُّفَاثة: الشَّظِيَّة تبقى من المِسواك في في الرجل فينفُثها). [جمهرة اللغة: نفث]
قالَ أَحْمَدُ بنُ فَارِسِ بنِ زَكَرِيَّا الرَّازِيُّ (ت:395هـ): ( (نفث) النون والفاء والثاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خروج شيء من فمٍ أو غيره بأدنَى جَرْس.
منه نَفَثَ الرَّاقِي رِيقَه، وهو أقلُّ من التَّفْل، والساحرة تَنْفُِثُ السَّمَّ، (ولا بدَّ للمصدور أن يَنْفُث) مَثَل، و(لو سألني نُفَاثَةَ سِوَاكٍ ما أعطيته)، وهو ما بقي في أسنانه فنفَثَه، ودمٌ نفيثٌ: نَفَثَهُ الجُرحُ، أي أظهَرَه). [معجم المقاييس:5/457]
قَالَ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ ابنُ عبدِ البَرِّ النَّمَرِيُّ (ت: 463هـ): (وَالتَّفْلُ: مَا فِيهِ بُصَاقٌ يَرْمِيهِ الرَّاقِي بِرِيحِ فَمِهِ، وَقِيلَ: التَّفْلُ البُصَاقُ نَفْسُهُ، وَالنَّفْثُ مَا لا بُصَاقَ فِيهِ). [الاسْتِذْكَارُ:27/28-31]
قَالَ سُليمَانُ بنُ خَلَفٍ البَاجِيُّ(ت:474هـ): (وَقَوْلُهَا: (وَيَنْفُثُ) سُنَّةٌ فِي نَفْثِ الرَّاقِي، قَالَ عِيسَى بْنُ دِينَارٍ: النَّفْثُ شِبْهُ البُزَاقِ وَلا يُلْقِي شَيْئًا، وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الأَعْشَى عَنْ أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ زُفَرَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ نَفْثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فَقَالَتْ: (كَانَ يَنْفُثُ كَمَا يَنْفُثُ آكِلُ الزَّبِيبِ).
وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ كَانَ يُلْقِي اليَسِيرَ مِنَ الرِّيقِ؛ فَأَمَّا التَّفْلُ فَإِنَّهُ يَكُونُ مَعَهُ إلْقَاءُ الرِّيقِ، رَوَى أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مَرُّوا بِمَاءٍ لُدِغَ سَيِّدُ أَهْلِهِ فَرَقَاهُ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فَكَانَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفُلُ فَبَرَأَ). [المنتقى: ]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (النَّفْث بالفم: شبيه بالنَّفْخ ويقال: نَفَث الراقى رِيقهُ وهو أقلُّ من التَّفْل ونَفَثَت الساحرة تَنْفُثُ رِيقها في العُقَد والحية تَنْفُثُ السُّمَّ ومنه لا بد للمَصْدُور أن ينفُث.
وعن أبي زيد: يقال: أراد فلان أن يُقِرَّ بحقِّى فنَفَثَ في ذُؤابَتِه إنسان حتى أفسده.
ومنه حديثه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أَنه كان إذا مرض يقرأُ على نفسه بالمعوِّذات ويَنْفُث). [الفائق في غريب الحديث:]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (وَيُطْلَقُ النَّفْثُ وَيُرَادُ بهِ مَا كَانَ مَصْحُوبًا برُقْيَةٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ يَزِيدَ بنِ سِنَان:
تَرَكْتُ الرُّمْحَ يَبْرُقُ فِي صَلاهُ.....كَأَنَّ سِنَانَهُ خُرْطُومُ نَسْرِ
فَإِن يَبْرَأْ فَلَمْ أَنْفُثْ عَلَيْهِ.....وَإِن يَهْلِكْ فَذَلِكَ كَانَ قَدْرِي

وَيُرْوَى لِعَنْتَرَةَ:
فَإِن يَبْرَأْ فَلَمْ أَنْفُثْ عَلَيْهِ.....وَإِن يُفْقَدْ فَحُقَّ لَهُ الفُقُودُ).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 05:59 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

النهي عن الرقى في أول الإسلام

حديث جابر بن عبد الله
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرُّقَى، وَكَانَ عِنْدَ آلِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ رُقْيَةٌ يَرْقُونَ بِهَا مِنَ العَقْرَبِ، قَالَ: فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، فَقَالَ: ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ))). [مصنف ابن أبي شيبة:7/392]
قالَ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ القُشَيرِيُّ النَّيسَابُورِيُّ (ت:261هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى؛ فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ العَقْرَبِ، وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى.
قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: ((مَا أَرَى بَأْسًا مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ)) ). [صحيح مسلم: 7/18]

حديث آخر لجابر بن عبد الله
قالَ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ القُشَيرِيُّ النَّيسَابُورِيُّ (ت:261هـ): (حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ العَمِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لآلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الحَيَّةِ، وَقَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: ((مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً؟ تُصِيبُهُمُ الحَاجَةُ؟ ))
قَالَتْ: لا، وَلَكِن العَيْن تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ.
قَالَ: ((ارْقِيهِمْ))
قَالَتْ: فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: ((ارْقِيهِمْ )) ). [صحيح مسلم:7/18]

حديث آخر لجابر بن عبد الله
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ المصْرِيُّ (ت:197هـ): (أَخْبَرَنِي ابنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبي الزُّبَيرِ عَن جَابِرٍ أَنَّ عَمْرَو بنَ حَزْمٍ دُعِيَ لامْرَأَةٍ بالمدِينَةِ لَدَغَتْهَا حَيَّةٌ لِيَرْقِيَهَا فَأَبَى؛ فَأُخْبِرَ بذَلِكَ النَّبيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَدَعَاهُ؛ فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّكَ تَزْجُرُ عَنِ الرُّقَى؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: ((اقْرَأْهَا عَلَيَّ)) فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: ((لا بَأْسَ بهَا إِنَّمَا هِيَ مَوَاثِيقُ فَارْقِ بهَا)) ).[الجامع: باب في الرقية ]

حديث عبد الله بن مسعود
قالَ أبو يَعْلَى أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُثَنَّى المَوْصِلِيُّ(ت:307هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عن عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عن يَحْيَى بنِ الجَزَّارِ عَنِ ابنِ أَخِي زَيْنَبَ عَن زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ)) ). [مسند أبي يعلى: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هذَا الحديثُ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأبو دَاوُدَ وابنُ ماجَهْ وَأبو يَعْلَى وابنُ حِبَّانَ وَالبَيْهَقِيُّ وَالبَغَوِيُّ كلهم من طرق عن الأَعْمَشِ عَن عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عَن يَحْيَى بنِ الجَزَّارِ عَنِ ابنِ أَخِي زَيْنَبَ عَن زَيْنَبَ عَن عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به.
وَرَوَاهُ الحَاكِمُ فِي المسْتَدْرَكِ مِن طَرِيقِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ الكُوفِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَن عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عَن يَحْيَى بنِ الجَزَّارِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ عَن زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ وَذَكَرَ القِصَّةَ.
ورواه ابْنُ حِبَّانَ والطَّبَرَانِيُّ في المعْجَمِ الكَبيرِ والحَاكِمُ وَاللَّفْظُ لَهُ من طَرِيقِ العَلاءِ بنِ المسَيَّبِ عَن فُضَيلِ بنِ عَمْرٍو عَن يَحْيَى بنِ الجَزَّارِ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى امْرَأَةٍ فَرَأَى عَلَيْهَا حِرْزًا مِنَ الحُمْرَةِ فَقَطَعَهُ قَطْعًا عَنِيفًا ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ عَنِ الشِّرْكِ أَغْنِيَاءُ)، وَقالَ: (كَانَ مِمَّا حَفِظْنَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ والتِّوَلَةَ مِنَ الشِّرْكِ).
ورَواهُ الحَاكِمُ والطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ مِن طَرِيقِ إِسْرَائِيلَ عَن مَيْسَرَةَ بنِ حَبيبٍ عَنِ المنْهَالِ بنِ عَمْرٍو عَن قَيْسِ بنِ السَّكَنِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: كَانَ مِمَّا حَفِظْنَا عَن رَسُولِ اللهِ أَنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ مِنَ الشِّرْكِ؛ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ وَمَا التِّوَلَةُ؟ قَالَ: التَّهْييجُ). قالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحَدِيثَ عَن مَيْسَرَةَ إِلا إِسْرَائِيلُ.
وَالحَدِيثُ صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ).

طريق آخر
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا المَسْعُودِيُّ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ الله: أَنَّهُ رَأَى فِي عُنُقِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ سَيْرًا فِيهِ تَمَائِمُ فَمَدَّهُ مَدًّا شَدِيدًا حَتَّى قَطَعَ السَّيْرَ، وَقَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ التِّوَلَةَ وَالتَّمَائِمَ وَالرُّقَى لَشِرْكٌ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: إِنَّ إحَدَانَا لَيَشْتَكِي رَأْسُهَا فَتسْتَرْقِي، فَإِذَا اسْتَرْقَتْ ظُنَّ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ نَفَعَهَا، فَقَالَ عَبْدُ الله: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدُكُمْ فَيَخُشُّ فِي رَأْسِهَا فَإِذَا اسْتَرْقَتْ خَنَسَ، فَإِذَا لَمْ تَسْتَرْقِ نَخَسَ، فَلَوْ أَنَّ إِحْدَاكُنَّ تَدْعُو بِمَاء فَتَنْضَحُهُ فِي رَأْسِهَا وَوَجْهِهَا، ثُمَّ تَقُولُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ تَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس: 1] نَفَعَهَا ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ). [المُعْجَمُ الكَبِيرُ: 9/193-194]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (فِيهِ المسعُودِيُّ ضَعِيفٌ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: (فيخُشُّ في رأسِها) هكَذا في الأصلِ، وَيَخُشُّ أي: يَدْخُل.
قالَ ابنُ دُرَيدٍ: (خَشَّ في الشيء يَخُشُّ خَشًّا، إذا دَخَلَ فِيهِ، وانخشَّ انخشاشًا)،وذكر نحوه ابن سِيدَه الأندلسي في المحكم والمخصص وابن منظور في لِسَانِ العَرَبِ.
فَإنْ كَانَ هذَا اللفظُ مَحفُوظًا فهذَا مَعْنَاهُ، وإلا فَهُو تَصْحيفٌ، وَصَوابُهُ: (فَيَنْخَسُ) كَمَا وَرَدَ فِي الرِّوَايَاتِ الأُخْرَى).

قالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الجَصَّاصُ (ت: 370هـ): (وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ, عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ, عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ, عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ, عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ)). قَالَتْ: قُلْت: لِمَ تَقُولُ هَذَا, وَاللهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ, فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إلَى فُلانٍ اليَهُودِيِّ يَرْقِينِي, فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ!
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إنَّمَا ذَلِكِ عَمَلُ الشَّيْطَانِ، كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ, فَإِذَا رَقَاهُمَا كَفَّ عَنْهُمَا، إنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إلا شِفَاؤُك شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا)) ). [أحكام القرآن: 3/648]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ طَاهِرٍ التَّمِيمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البُوشَنْجِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ، نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ المُلائِيُّ، عَن المِنْهَالِ، عَنْ سِيرِينَ أُمِّ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَفِي عُنُقِهَا سيرٌ أَوْ خَيْطٌ مَعْقُودٌ مِنْ مَرَضٍ بِهَا، وَعِنْدَهَا نِسْوَةٌ فَاجْتَذَبَهُ حَتَّى اخْتَنَقَتْ، فَقَطَعَهُ فَنَبَذَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أَصْبَحَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ غَنِيًّا عَنْ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِهِ شِرْكٌ، فَقَالَ بَعْضُهُنَّ: أَوَشِرْكٌ هَذَا؟ قَالَ: نَعَم، الرُّقَى وَالتَّمَائِمُ وَالتُّوَلَةُ شِرْكٌ.
فَقَالَ بَعْضُهُنَّ: وَمَا التُّوَلَةُ؟ قَالَ: مَا تَحَبَّبْنَ بِهِ إِلَى أَزْوَاجِكُنَّ. فَقَالَ بَعْضُهُنَّ: إِنَّ إِحْدَانَا يَأْخُذُهَا الضَّرَبَانُ فِي عَيْنِهَا، فَإِذَا اسْتَرَقَتْ سَكَنَ. فَقَالَ: ذَاكَ الشَّيْطَانُ عَدُوُّ اللهِ، يَنْزِعُ فِي عَيْنِ إِحْدَاكُنَّ، فَإِذَا اسْتَرَقَتْ كَفَّ، وَلَوْ أَنَّهُ إِذَا أَحَسَّتْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكِ أَخَذَتْ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَتْهُ فِي عَيْنِهَا، وَقَرَأَتْ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس: 1]. سَكَنَ أَوْ ذَهَبَ). [الوسيط: 4/575]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيمِ الأَشْمُونِيُّ (ت: ق11هـ): (وقالَ: ((التَّمَائِمُ وَالرُّقَى وَالتِّوَلَةُ شِرْكٌ، يَكْفِيكَ أَنْ تَقْرَأَ المُعَوِّذَتَيْنِ)) والتِّوَلَةُ بِكَسْرِ التَّاءِ وَفَتْحِهَا ما يُشْبِهُ السِّحْرَ). [منار الهدى:311]

تنبيه
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت: 427هـ): (قالَ عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ: إنَّ الرُّقَى والتمائمَ والتِّوَلَةَ شِرْكٌ، إنما يَكفِيكَ أنْ تَقولَ: أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ الناسِ، واشْفِ أنتَ الشافِي، لا شِفاءَ إلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا). [الكشف والبيان: 10/341]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:
(هكذا في تفسيره، والصواب: عبد الله بن مسعود).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 06:22 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

معنى التَّمَائِم
قالَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ البَيهَقِيُّ (ت:458هـ): (وَالتَّمِيمَةُ يُقَالُ إِنَّهَا خَرَزَةٌ كَانُوا يَتَعَلَّقُونَهَا يُرَوْنَ أَنَّهَا تَدْفَعُ عَنْهُمُ الآفَاتِ وَيُقَالُ قِلادَةٌ تُعَلَّقُ فِيهَا العُوَذُ). [السنن الكبرى:9/350 ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَالتَّمَائِم جَمْع تَمِيمَة وَهِيَ خَرَز أَوْ قِلادَة تُعَلَّق فِي الرَّأْس، كَانُوا فِي الجَاهِلِيَّة يَعْتَقِدُونَ أَنَّ ذَلِكَ يَدْفَع الآفَاتِ). [فتح الباري:10/195]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هذا تعريف موجز، وتتمة الكلام على التمائم تجده في أواخر هذا الباب)

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 06:26 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

معنى التِّوَلَةِ

حديث عبد الله بن مسعود
قالَ أَبو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (فِي حَدِيثِ عبدِ اللهِ رَحِمَهُ اللهُ: ((إن التَّمَائِمَ وَالرُّقَى وَالتِّوَلَةَ مِنَ الشِّرْكِ))
قالَ الأَصْمَعِيُّ: هِي التِّوَلَةُ بكَسْرِ التَّاءِ، وَهُوَ الَّذِي يُحَبِّبُ المرأَةَ إِلَى زَوجِهَا.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ عَلَى هَذا المِثَالِ فِي الكَلامِ إلاَّ حَرْفًا وَاحِدًا، يقال : هذا شيء طِيَبَة يعني الشيء الطيب.
تَمَّمَ: رَقَى، وَإِنَّمَا أَرَادَ بالرُّقَى وَالتَّمَائِمِ عِندِي مَا كَانَ بغَيرِ لِسَانِ العَرَبيَّةِ مِمَّا لا يُدرَى مَا هُو، فَأمَّا الَّذِي يُحَبِّبُ المرأة إلَى زَوجِهَا فَهُوَ عِندَنَا مِنَ السِّحْرِ ). [غريب الحديث:4/50]
قالَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ البَيهَقِيُّ (ت:458هـ): (قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَمَّا التِّوَلَةُ فَهِيَ بِكَسْرِ التَّاءِ وَهُوَ الَّذِي يُحَبِّبُ المَرْأَةَ إِلَى زَوْجِهَا وَهُوَ مِنَ السِّحْرِ وَذَلِكَ لا يَجُوزُ). [السنن الكبرى:9/350 ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَالتِّوَلَةُ بِكَسْرِ المُثَنَّاة وَفَتْحِ الوَاوِ وَاللامِ مُخَفَّفًا: شَيْءٌ كَانَتِ المَرْأَة تَجْلِب بِهِ مَحَبَّة زَوْجهَا، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ السِّحْرِ). [فتح الباري:10/195]

حديث آخر لعبد الله بن مسعود
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنِ القَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِلالٍ تَخَتُّمَ الذَّهَبِ وَجَرَّ الإِزَارِ وَالصُّفْرَةَ يَعْنِي الخَلُوقَ وَتَغْيِيرَ الشَّيْبِ -قَالَ جَرِيرٌ إِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ نَتْفَهُ - وَعَزْلَ المَاءِ عَنْ مَحِلِّهِ وَالرُّقَى إِلَّا بِالمُعَوِّذَاتِ وَفَسَادَ الصَّبِيِّ غَيْرَ مُحَرِّمِهِ وَعَقْدَ التَّمَائِمِ وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّينَةِ لِغَيْرِ مَحِلِّهَا وَالضَّرْبَ بِالكِعَابِ). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رَواهُ أبو داودَ الطيالسيُّ وابنُ أبي شيبةَ وأحمدُ وأبو داودَ السجستانيُّ والنسائيُّ وأبو يعلَى وَالطحاويُّ وَابنُ حِبَّانَ وَالحاكمُ والبيهقيُّ كلُّهُم مِن طُرُقٍ عَن الرُّكَينِ بنِ الرَّبيعِ عَنِ القَاسِمِ بنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ حَرْمَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ بهِ.
قالَ أَبو داودَ السِّجِسْتانِيُّ: (انفرَدَ بإسنادِ هَذا الحديثِ أَهْلُ البَصْرَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ).
وقال العقيليُّ: (حَدَّثِني آدَمُ بنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَرْمَلَةَ عَن ابنِ مَسْعُودٍ، رَوَى عَنْهُ القَاسِمِ بنُ حسانَ، وَلا يَصِحُّ حَدِيثُهُ). وَالحديثُ ضعَّفَهُ الألبانيُّ).
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(أخرجَ أحمدُ وأبو داودَ والنسائيُّ وصحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ وَالحَاكِمُ مِن رِوَايَةِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَرْمَلَةَ عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِصَالٍ؛ فَذَكَرَ فِيهَا الرُّقَى إِلا بالمعَوِّذَاتِ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ، قَالَ البُخَارِيُّ: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ، وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: لا يُحْتَجُّ بهَذَا الخَبَرِ لِجَهَالَةِ رَاوِيهِ.
وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّتِهِ فَهُوَ مَنسُوخٌ بالإِذْنِ فِي الرُّقْيَةِ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ). [فتح الباري:10/195]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ والحاكمُ وصَحَّحَهُ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِصَالٍ: الصُّفْرَةَ - يَعْنِي الخَلُوقَ -وَتَغْيِيرَالشَّيْبِ، وَجَرَّالإِزَارِ، والتَّخَتُّمَبالذَّهَبِ، وعَقْدَالتَّمَائِمِ والرُّقَى إِلاَّ بالمُعَوِّذَاتِ، والضَّرْبَبالكِعَابِ، وَالتَّبَرُّجَبالزِّينَةِ لِغَيْرِ بَعْلِهَا، وعَزْلَالمَاءِ لِغَيْرِ محِلِّهِ، وَفَسَادَالصَّبِيِّ؛ غَيْرَ مُحَرِّمِهِ).[الدر المنثور: 15/787-788]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ الرُّقَى إِلاَّ بالمُعَوِّذَاتِ). [الدر المنثور: 15/788]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ أبو داودَ وَالنسائيُّ وَالحاكمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ ابنِ مسعودٍ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِصَالٍ، وَمنها أَنَّهُ كانَ يَكْرَهُ الرُّقَى إِلاَّ بالمُعَوِّذَتَيْنِ). [فتح القدير: 5/756]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وعن ابنِ مسعودٍ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِصَالٍ، وَمنها أَنَّهُ كانَ يَكْرَهُ الرُّقَى إِلاَّ بالمُعَوِّذَتَيْنِ. أَخْرَجَهُ أبو داودَ وَالنَّسَائِيُّ وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ). [فتح البيان: 15/454]

حديث المغيرة بن شعبة
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَقَّارِ بْنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى فَقَدْ بَرِئَ مِنَ التَّوَكُّلِ )) ) [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه الحميدي وأحمد والترمذي وابن ماجه والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي والبغوي كلهم من طرق عن مجاهد عن عَقَّارِ بنِ المغيرَةِ عَن أَبيهِ، وَلَفْظُ النَّسَائِيِّ: ((مَا تَوَكَّلَ مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى))
وَعَقَّارُ بنُ المغيرةِ قالَ عَنْهُ العِجْلِيُّ: كُوفِي تَابعِيٌّ ثِقَةٌ، وَبقِيَّةُ رِجَالِهِ أَئِمَّةٌ مَعْرُوفُونَ).

حديث خالدة بنت أنس
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ أَنَّ خَالِدَةَ بِنْتَ أَنَسٍ أُمَّ بَنِي حَزْمٍ السَّاعِدِي جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ الرُّقَى، فَأَمَرَهَا بِهَا). [مصنف ابن أبي شيبة:7/394]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه ابن أبي شيبة وابن ماجه والطبراني وأبو نعيم الأصبهاني كلهم من حديث عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن جدة أبيه خالدة بنت أنس.
عبد الله بن إدريس ثقة فقيه عابد أخرج له الشيخان، ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم: صالح ليس بذاك القوي، وذكره ابن حبان في الثقات.
وابن عمه أبو بكر بن محمد قاضي المدينة في زمان عمر بن عبد العزيز إمام معروف توفي سنة مائة وعشر للهجرة.
ولم أظفر بتاريخ وفاة جدة أبيه، والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه، وأظنه لأجل هذا الانقطاع).

بلاغ الزهري
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ المصْرِيُّ (ت:197هـ): (أَخْبَرَنِي يُونسُ بنُ يزيدَ عَن ابنِ شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنَا عَنِ الرِّجَالِ مِن أَهلِ العِلمِ أَنَّهُم كَانوا يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الرُّقَى حِينَ قَدِمَ المدِينَةَ، وَكَانَتِ الرُّقَى فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فِيهَا كَثِيرٌ مِن كَلامِ الشِّرْكِ؛ فَانتَهَى النَّاسُ عَنهَا حِينَ نَهَاهُم رَسُولُ اللهِ عليهِ السَّلامُ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ بنَشْبَةِ حَرْبَة أَوْ بضرب، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: « هَلْ مِن رَاقٍ؟ »
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ كَانَ آلُ حَزْمٍ يَرْقُونَ برُقْيَةٍ مِنَ الحَيَّةِ؛ فَلَمَّا نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى تَرَكُوهَا.
قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « ادْعُوا لِي عُمَارَةَ بنَ حَزْمٍ » وَلَمْ يَكُن لَهُ وَلَدٌ، وَقَد شَهِدَ بَدْرًا، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: « اعْرِضْ عَلَيَّ رُقْيَتَكَ »، فَعَرَضَها عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ بهَا بَأْسًا، فَأَذِنَ أَن يَرْقِيَهَا). [الجامع: باب في الرقية] [ (بنَشْبَةِ حَرْبَة أَوْ بضرب) لعله تصحيف من (بنهشة حية أو بعقرب) هيئة المراجعة]

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 06:47 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

ورود الرخصة في بعض الرقى
الرخصة في الرقية من العين والحُمَةِ والنملة
حديث عائشة
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرُّقْيَةِ مِنَ الحُمَةِ؛ فَقَالَتْ: رَخَّصَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّقْيَةَ مِنْ كُلِّ ذِى حُمَةٍ). [صحيح البخاري: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من طرق عن سليمان الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة اختصره بعضهم كما صنع البخاري ولفظه عند مسلم: (فَقَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ) ورواه بهذا اللفظ أيضًا الإمام أحمد من هذا الطريق ومن طريق هشيم عن المغيرة عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عن عائشة).

حديث عمران بن الحصين وبريدة الأسلمي
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لا رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ)) ). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رَوَاهُ أحمدُ وأبو داودَ والطَّبرانِيُّ والبيهقيُّ كلُّهُم مِن طَرِيقِ مَالكِ بنِ مِغولٍ عن حُصينٍ عَن الشَّعبيِّ عَن عِمْرانَ مَرْفُوعًا.
وَرَواهُ البُخَارِيُّ مِن طَريقِ عِمْرَانَ بنِ مَيسرةَ عَن ابنِ فُضَيلٍ عَن حُصينٍ عَن عِمرانَ موقُوفًا.
وَرَواهُ الترمذِيُّ مِن طَرِيق ابنِ أَبي عُمَرَ عَن سُفْيانَ عَن حُصينٍ عَن الشَّعبيِّ عَن عِمرانَ مرفُوعًا.
وَرَوَاهُ البَيهقِيُّ أَيضًا مِن طَريقِ إِسمَاعِيل بنِ زَكريَّا عَن حصينٍ عن الشَّعبيِّ عَن عِمرانَ مرفُوعًا.
وَرَواهُ الطَّبرانِيُّ مِن طَرِيقِ عُثمانَ بنِ عُمَرَ عَن شُعْبةَ عَن حُصَينٍ عَن الشَّعبيِّ عَن عِمرانَ مَرفُوعًا.
وَرَوَاهُ ابنُ أبي شَيبةَ عَن أَبي أُسَامَةَ عَن مُجَالدِ بنِ سَعِيدٍ عَن الشَّعبيِّ عَن بعضِ أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وابنُ حِبَّانَ وَالبَيْهَقِيُّ وَغيرُهم مِن حَدِيثِ هُشَيْمٍ أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ البَارِحَةَ؟
قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ.
قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟
قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ.
قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟
قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ.
فَقَالَ: وَمَا حَدَّثَكُمُ الشَّعْبِيُّ؟
قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لا رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ). هكذا موقوفًا على بريدة.
وَرَوَاهُ ابنُ ماجَهْ مِن طَرِيقِ إِسْحَاقَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَن حُصَينٍ عَن الشَّعْبِيِّ عَن بُرَيدَةَ مَرْفُوعًا).
قالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الجَصَّاصُ (ت: 370هـ): (وَرَوَى الشَّعْبِيُّ عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا رُقْيَةَ إلا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمى)) وَعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ). [أحكام القرآن: 3/648]


معنى الحُمَة
قالَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيُّ(ت:170هـ): (الحُمَةُ سمُّ كُلِّ شيءٍ يَلْدَغ أو يَلْسَعُ). [العين: ]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):(والحُمَة: السُّمُّ للعقرب وأَشباهها، ولم يرد بالحُمَةِ: الإبرَة؛ إنَّمَا الحُمَةُ السُّمُّ). [غريب الحديث: 2/]
قالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ ابنُ دُرَيْدٍ الأَزْدِيُّ (ت:321هـ): (الحُمَةُ، مُخَفَّفَةً: حَرَارَةُ السُّمِّ هَكَذَا يَقُولُ الأَصْمَعِيُّ، وَلَيسَت كَمَا تُسَمِّي العَامُّة حُمَةَ العقرب إبرتها.
وَسَأَلْتُ أَبَا حَاتِمٍ عَنِ الحُمَة فَقَالَ: سَأَلْتُ الأَصْمَعِيَّ عَن ذَلِكَ فَقَالَ: هِيَ فَوْعَة السُّمِّ، أَيْ حَرَارَتُهُ وَفَوْرَتُهُ هَذَا لَفْظُهُ.
قالَ أَبُو بَكْرٍ: وَيُقَالُ أَيضًا: فَوْعَة الطِّيب: حِدَّتُهُ). [جمهرة اللغة: ]
قالَ أَبُو سُلَيْمَانَ حَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطَّابِيُّ (ت:388هـ): (قالَ أَبُو حَاتم: قُلتُ لِلأَصْمَعِيِّ: مَا الحُمَةُ؟
قال: فَوْعَةُ السُّمِّ). [غريب الحديث: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ البَيهَقِيُّ (ت:458هـ): (الحُمَةُ سُمُّ ذَوَاتِ السُّمُومِ). [السنن الكبرى:9/348 ]
قالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:676هـ): (أَمَّا الحُمَةُ فَهِيَ بضَمِّ الحَاءِ المهمَلَةِ وَتَخْفِيفِ الميمِ، وَهِيَ سُمُّ العَقْرَبِ وَشِبْهِهَا، وَقِيلَ: فَوْعَةُ السُّمِّ). [شرح صحيح مسلم: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(أو ((حُمَةٍ )) بضَمِّ المهمَلَةِ وَتَخفِيفِ الميمِ.
قَالَ ثَعْلَبٌ وغيرُهُ: هِيَ سُمُّ العَقْرَبِ.
وَقَالَ القزَّاز: قِيلَ هيَ شَوْكةُ العقرَبِ، وَكَذا قَالَ ابنُ سِيدَه إِنها الإِبرَةُ الَّتي تَضْرِبُ بهَا العقرَبُ وَالزُّنبُورُ.
وَقَالَ الخَطَّابيُّ: الحُمَةُ كُلُّ هَامَّةٍ ذَاتِ سُمٍّ مِنْ حَيَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ.
وَقَدْ أَخرجَ أَبو داودَ مِن حَدِيثِ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ مَرفُوعًا (( لا رُقْيَةَ إِلا مِن نَفْسٍ أَوْ حُمَةٍ أَوْ لَدْغَةٍ)) فَغَايَرَ بَينهُمَا؛ فَيحْتَمِل أَن يُخَرَّجَ عَلَى أَنَّ الحُمَةَ خَاصَّةٌ بالعَقْرَبِ؛ فَيَكُونَ ذِكْرُ الَّلدْغَةِ بَعْدَهَا مِن العَامِّ بَعْدَ الخَاصِّ). [فتح الباري: 10/156]

حديث أنس بن مالك
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ بنِ مُسْلِمٍ القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ سُفْيَانَ ح وَحَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا حَسَنٌ - وَهُوَ ابْنُ صَالِحٍ - كِلاهُمَا عَنْ عَاصِمٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقْيَةِ مِنَ العَيْنِ وَالحُمَةِ وَالنَّمْلَةِ.
وَفي حَدِيثِ سُفْيَانَ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ). [صحيح مسلم: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والبزار والنسائي وابن حبان والبغوي كلهم من طريق عاصم الأحول عن يوسف بن عبد الله عن أنس).


أثر ابن سيرين
قالَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت:211هـ): (عَن مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَن ابنِ سِيرِينَ قَالَ: نُهِيَ عَنِ الرُّقَى إِلاَّ أَنَّهُ أُرْخِصَ فِي ثَلاثٍ: فِي رُقْيَةِ النَّمْلَةِ وَالحُمَةِ يعني العقرب، وَالنَّفْسِ يعني العين). [مصنف عبد الرزاق:11/17]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 333هـ): (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الكَابُلِيُّ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ نَهى عَنِ الرُّقَى إِلاَّ فِي ثَلاثٍ: رُقْيَةِ النَّمْلَةِ، وَالحُمَةِ، وَالنَّفْسِ).
[المجالسة:3/91]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 07:09 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

رقية النملة

حديث الشفاء بنت عبد الله
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَ حَفْصَةَ فَقَالَ لِي: ((أَلا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الكِتَابَةَ))). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن أبي عاصم والنسائي والطحاوي والطبراني وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي كلهم من طريق عبد العزيز بن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله.
ورواه أبو عبيد وأحمد والطحاوي والحاكم وأبو نعيم في الطب كلهم من طرق عن محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الشفاء بذلك.
ورواه ابن وهب وعبد الرزاق عن الزهري بلاغًا).

طريق آخر
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حَدَّثَنَا أَبو العَبَّاسِ محمدُ بنُ يعقوبَ ثَنا العبَّاسُ بنُ محمدٍ الدُّورِيُّ ثَنا يَعقوبُ بنُ إِبراهيمَ بنِ سَعدٍ ثَنا أَبي عَن صَالحِ بنِ كَيسانَ ثَنا إِسماعِيلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بنُ سُلَيمَانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ القُرَشِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلاً مِن الأَنصَارِ خَرَجَتْ بهِ نَمْلَةٌ فَدُلَّ أَنَّ الشِّفَاءَ بنتَ عَبدِ اللهِ تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ فَجَاءَهَا فَسَأَلَهَا أَن تَرْقِيَهُ فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا رَقَيْتُ مُنذُ أَسْلَمْتُ فَذَهَبَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بالَّذِي قَالَتِ الشِّفَاءُ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّفَاءَ فَقَالَ: (( اعْرضِي عَلَيَّ)) فَعرضتهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: (( ارْقِيهِ وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الكِتَابَ)).
هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَينِ، وَقَدْ سَمِعَهُ أَبو بَكْرِ بنُ سُليمَانَ مِن جَدَّتِهِ). [المستدرك: 576]

طريق آخر ولفظ آخر (ضعيف)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حَدَّثَنَا بالحديثِ عَلَى وَجْهِهِ أَبو عمرٍو مُحمَّدُ بنُ جَعفرِ بنِ مُحمَّدِ بنِ مطَرٍ الزَّاهِدُ العَدْلُ إِمْلاءً سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمائة حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو إِسْحَاقَ الهَرَوِيُّ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ عُثْمَانَ بنِ سُلَيمَانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبي عَن جَدِّي عُثْمَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبيهِ عَن أُمِّهِ الشِّفَاءِ بنتِ عَبدِ اللهِ: أَنَّهَا كَانت تَرْقِي برُقًى فِي الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَّهَا لَمَّا هَاجَرَتْ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي بِرُقًى فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَن أَعْرِضَهَا عَلَيْكَ؛ فَقَالَ: ((اعْرِضِيهَا)) فَعَرَضَتْهَا عَلَيْهِ، وَكَانتْ مِنْهَا رُقْيَةُ النَّمْلَةِ؛ فَقَالَ: ((ارْقِي بهَا وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ )) بسمِ اللهِ صلوب حِينَ يَعُودُ مِن أَفْوَاهِهَا وَلا تَضُرُّ أَحَدًا، اللهُمَّ اكْشِفِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، قال: تَرْقِي بهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَتَضَعُهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُمَّ تَدْلُكُهُ عَلَى حَجَرٍ، وَتطْلِيهِ عَلى النورَةِ). [المستدرك: 5/77] [تطليه على النورة، هكذا ولعلها: على النملة (هيئة المراجعة)]
-قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيُّ (ت:365هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عليٍّ حدَّثنا عثمانُ بنُ سَعِيدٍ قالَ: قلتُ لِيَحيى بنِ مَعينٍ: فَعُثْمَانُ بنُ عمرَ بنِ عثمانَ بنِ سليمانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ كَيفَ حالُهُ؟ قالَ: لا أَعْرِفُهُ.
وَهَذا الَّذِي قالَ يَحيَى إِنَّهُ لا يَعْرِفُهُ فَهُوَ كَمَا قَالَ لأَنَّهُ مَجْهُولٌ). [الكامل:5/175]
-قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): ( ( كُرْكُم ) هو الزَّعفرانُ، وَقِيلَ: العُصْفُرُ، وَقِيلَ: شَجَرٌ كَالوَرْسِ، وَهُوَ فَارِسيٌّ مُعَرَّبٌ، ( صلوب ) كَذَا وَلَمْ أَعْرِفْ لَهُ مَعْنَى، وَلَعَلَّهُ - إِن سَلِمَ مِنَ التَّحْرِيفِ - لَفظٌ عِبْرِيٌّ. واللهُ أَعْلَمُ). [السلسلة الصحيحة: 1/345]
قالَ أَبُو نُعَيمٍ أَحْمَدُ بنُ عَبدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ(ت:430هـ):(حدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بنُ حَمْدَانَ ثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ عُثْمَانَ بنِ سُلَيمَانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ العَدَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ عَن أَبيهِ عَن الشِّفَاءِ أَنَّهَا كَانَت تَرْقِي فِي الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَّهَا لَمَّا هَاجَرَتْ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَت قَدْ بَايَعَتْهُ بمكَّةَ قَبْلَ أَن يَخْرُجَ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي برُقًى فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْرِضَهَا عَلَيْكَ، فَقَالَ: ((اعْرِضِيهَا)) فَعَرَضَتْهَا عَلَيْهِ، وَكَانَتْ مِنهَا رُقْيَةُ النَّمْلَةِ؛ فَقَالَ: ((ارْقِي بهَا وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ)) بسم اللهِ صلق صلب جبر تعوذا من أَفْواهِهَا وَلا تَضُرُّ أَحَدًا، اللهمَّ اكْشِفِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ.
قالَ: وَتَرْقِي بهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مِرَارٍ، وَتَضَعُهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُمَّ تَدْلُكُهُ عَلَى حَجَرٍ بخل خمر ثَقِيفٍ وَتَطْلِيهِ عَلَى النَّمْلَةِ). [معرفة الصحابة: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:(وقع في هذه الرواية تصحيف وتحريف ومخالفة للرواية التي أخرجها الحاكم ومدارهما على عثمان بن عمر وهو مجهول فالخبر ضعيف، وذكر ابن حجر في الإصابة أن ابن منده خرج هذا الخبر من طريق عثمان بن عمر أيضا).

معنى النَّمْلَةِ
قالَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيُّ(ت:170هـ): (النَّمْلُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ). [ العين: ن م ل]
قالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (قَالَ الأَصْمَعِيُّ: هِيَ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ وَغَيْرِهِ). [غريب الحديث:1/218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):(النَّمْلَةُ قُرُوحٌ تخرج في الجَنْبِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم للشِّفَاءِ: ((عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ)).
وَقَالَ الشَّاعِرُ:

ولا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ.....كِرَامٍ وَأَنَّا لا نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ
يريد أنَّا لَسْنَا بمجُوسٍ نَنْكِحُ الأَخَوَاتِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِن أُخْتِهِ إِذَا خَطَّ عَلَى هَذِهِ القُرُوحِ بَرَأَ صَاحِبُهَا). [غريب الحديث: 2/]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):(وَأَمَّا قَولُ الحُطَيْئَةِ: (هُوَ مَأْكَلَةُ عِيَالِي، وَنَمْلَةٌ عَلَى لِسَانِي)؛ فَإِنَّهُ يَعْنِي بالنَّمْلَةِ الدَّاءَ، وَأَصْلُهَا قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي جَنبِ الرَّجُلِ، يُقَالُ مِنه: بفُلانٍ نَمْلَةٌ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ بهِ، وَمِنهُ الخَبَرُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ للشِّفَاءِ: (( عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ ))، يَعْنِي رُقْيَةَ هَذِهِ القُرُوحِ). [تهذيب الآثار: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 333هـ): (فَالنَّمْلَةُ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ وَذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ؛ فَقَالَ: مِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِلشِّفَاءِ: ((عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ )).
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ:
وَلا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ.....كِرَامٍ وَأَنَّا لا نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ
يُرِيدُ: أَنَّا لَسْنَا بِالمَجُوسِ، وَذَلِكَ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ:إِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ أُخْتِهِ إِذَا خَطَّ عَلَى هَذِهِ القُرُوحِ بَرَأَ صَاحِبُهَا). [المجالسة:3/91]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ أَنبَأَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: النَّمْلَةُ هِيَ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجنبِ وَغَيْرِهِ). [المستدرك: 5/77]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (النَّمْلَةُ بالفَتْحِ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ). [الفائق في غريب الحديث: نمل]
قالَ ابنُ الأثِيرِ المبارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَزَرِيُّ(ت:606هـ): (النَّمْلَةُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ). [النهاية في غريب الحديث: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَلأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ الشِّفَاءِ بِنْت عَبْد الله أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: (( أَلا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ - يَعْنِي حَفْصَة - رُقْيَة النَّمْلَةِ )).
وَالنَّمْلَةُ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ وَغَيْرِهِ مِنَ الجَسَدِ). [فتح الباري:10/195]

ذكر رقية أخرى للنملة اشتهرت في كتب أهل اللغة
قالَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيُّ(ت:170هـ): (النَّمْلُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ، وَرُقْيَتُهَا أَن يُقَالَ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَقْتَالُ وَتَكْتَحِلُ غَيْرَ أَن لا تَعْصِي الرَّجُلَ). [ العين: ن م ل]
قالَ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ (ت: 370هـ): (وَجَاءَ فِي حَدِيثِ رُقيةِ النَّمْلَةِ: (العَرُوسُ تَقْتَالُ وتَحْتَفِلُ وكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِل، غَيْرَ أنَّها لا تَعْصِي الرَّجُلَ) ومعنى تَقْتال: أي تَحْتَكِمُ عَلَى زَوْجِهَا، وَتَحْتَفِلُ: أي تَتَزَيَّنُ وَتَحْتَشِدُ لِلزِّينَةِ). [تهذيب اللغة:2/29]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (نمل النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلشفَاءِ: عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ وَرُقْيَتُهَا: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وتَقْتَالُ وتَكْتَحِلُ وَكُلَّ شَيءٍ تَفْتَعِلُ غَيْرَ أَن لا تُعَاصِي الرَّجُلَ). [الفائق في غريب الحديث: نمل]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):(وَقَالَ أَبُو عُبَيدٍ: هِيَ قُرُوحٌ تَخْرُجُ بالجنبِ وَغَيْرِهِ.
قالَ: وَيُحْكَى عَن عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ فِي رُقْيَةِ النَّمْلَةِ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَقْنَأُ وَتَكْتَحِلُ وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ غَيْرَ أَن لا تَعْصِيَ الرَّجُلَ، تَقْنَأُ: تَتَزَيَّنُ) [كشف المشكل من حديث الصحيحين: ]
قالَ مُرْتَضَى الزَّبيدِيُّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ (ت: 1205هـ): (قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الهَيْثَمَ بنَ عَدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيزِ بنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ فِي رُقْيَةِ النَّمْلَةِ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَقْتَالُ وَتَكْتَحِلُ وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ غَيْرَ أَن لا تَعْصِي الرَّجُلَ). [تاج العروس:30/297]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (عبد العزيز بن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز هو الذي روى جماعةٌ من الأئمة حديثَه عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن سليمان عن الشفاء بنت عبد الله في إذن النبي صلى الله عليه وسلم لها برقية النملة وأمره إياها بتعليم حفصة.
لكن هذه الرقية لم أجدها في كتاب أبي عبيد، وقد ذكر قول الأصمعي في معنى النملة كما تقدم ولم يذكر هذه الرقية، وقد روى عنه الحاكم تفسيره لمعنى النملة بالإسناد الذي يروي به كتاب غريب الحديث لأبي عبيد من طريق محمد بن الحسن عن علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي عبيد، فقد يكون في النسخ اختلاف قديم أو أن الزبيدي نقل عن غير كتاب الغريب، وقد بحثت في كتاب الأموال لأبي عبيد وكتاب الأمثال وكتاب الإيمان ولم أظفر بأصل ما نقله عنه.
وأعجب من ذلك قول المناوي في التيسير: (النملة: ورقيتها العروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء تفتعل غير أن لا تعاصي الرجل، أبو عبيد في كتاب الغريب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة).
وعلى ذلك فالهيثم بن عدي هو أبو عبد الرحمن الطائي متروك الحديث، قال يحيى بن معين: كان يكذب ليس بثقة، وقال أبو داود: كذاب، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار).

تأويل وجوابه
قالَ ابنُ الأثِيرِ المبارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَزَرِيُّ(ت:606هـ): (النَّمْلَةُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ.
( س ه ) وَمِنْهُ الحديث قال لِلشَّفَّاء: (( عَلِّمي حَفْصةَ رُقْيةَ النَّملة ))
قِيلَ: إِنَّ هَذا مِن لُغَزِ الكَلامِ ومُزَاحِهِ كَقَوْلِهِ للعَجُوزِ: (( لا تَدْخُلُ العُجُز الجنة)).
وَذَلِكَ أَنَّ رُقْيةَ النَّمْلَةِ شَيْءٌ كَانت تَسْتَعْمِلُهُ النِّسَاءُ يَعلَمُ كُلُّ مَن سَمِعَهُ أَنَّهُ كَلامٌ لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ.
وَرُقْيَةُ النَّمْلَةِ الَّتِي كَانَت تُعْرَف بَيْنَهُنَّ أَن يُقَالَ: العَرُوسُ تَحْتَفِل وتَخْتَضِب وتَكْتَحِل وكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ غيرَ ألاَّ تَعْصِيَ الرجُلَ.
ويُرْوَى عِوَضَ تَحْتَفِل تَنْتَعِل وعِوَض تَخْتَضِبُ تَقْتال فأرادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهَذَا المَقَالِ تَأْنِيبَ حَفْصَةَ لأَنَّهُ ألْقَى إِلَيْهَا سِرًّا فأفْشَتْه). [النهاية في غريب الحديث: ]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى بنِ عِيسَى الدَّمِيرِيُّ (ت:808هـ):(رَوَى أَبو دَاودَ والحَاكِمُ وصَحَّحَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ للشفَاءِ بنتِ عَبْدِ اللهِ: ((عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِهَا الكِتَابَةَ)).
وفي صحيحِ مسلمٍ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليهِ وسَلَّم أَرْخَصَ فِي الرُّقْيَةِ مِنَ النَّمْلَةِ، وَالنَّمْلَةُ قُروحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنبِ مِنَ البَدَنِ، وَرُقْيَتُهَا شَيءٌ كَانت تَسْتَعْمِلُهُ النِّسَاءُ، يَعْلَمُ كُلُّ مَن سَمِعَهُ أَنَّهُ كَلامٌ لا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ، وَهُوَ أَن يُقَالَ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَخْتَضِبُ وَتَكْتَحِلُ، وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ، غَيْرَ أَن لا تَعْصِيَ الرَّجُلَ.
أَرَادَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهَذَا المقَالِ تَأْنِيبَ حَفْصَةَ، لأَنَّهُ أَلْقَى إِلَيْهَا سِرًّا فَأَفْشَتْهُ؛ فَكَانَ هَذَا مِن لَغْوِ الكَلامِ وَمُزَاحِهِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعَجُوزِ: ((لا تَدْخُلِ الجنَّةَ عَجُوزٌ)) ). [حياة الحيوان:باب النون]
قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): ( (رقية النملة) قالَ الشَّوكَانِيُّ في تَفسيرِهَا: (هِيَ كَلامٌ كَانت نِسَاءُ العَرَبِ تَستعمِلُهُ، يَعلمُ كُلُّ مَن سَمِعَهُ أَنَّهُ كَلامٌ لا يَضرُّ وَلا ينفعُ، وَرُقْيَةُ النَّملة الَّتي كَانت تُعْرَفُ بينهنَّ أَن يُقَالَ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَخْتَضِبُ، وَتَكْتَحِلُ، وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ، غَيرَ أَن لا تَعْصِيَ الرَّجُلَ).
كَذَا قَالَ، وَلا أَدْرِي مَا مُسْتَنَدُهُ في ذَلِكَ، ولا سِيَّمَا وَقَدْ بَنَى عَليهِ قَولَهُ الآتِي تَعلِيقًا على قولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((أَلا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ... )): (فَأرَادَ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بهَذَا المقالِ تَأنيبَ حَفصةَ وَالتَّأدِيبَ لَهَا تَعريضًا،لأَنَّهُ أَلقَى إِليهَا سِرًا فَأَفْشَتْهُ عَلَى ما شَهِدَ بهِ التَّنزِيلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3] الآيَةَ).
وَلَيْتَ شِعْري مَا علاقَةُ الحديثِ بالتأنيبِ لإفشاءِ السرِّ، وَهو يقولُ: ((كَمَا عَلَّمْتِهَا الكِتَابَ )) فَهَلْ يَصِحُّ تَشْبيهُ تَعليمِ رُقيةٍ لا فَائِدَةَ مِنهَا بتَعْليمِ الكِتابةِ ؟!
وَأيضًا فالحديثُ صريحٌ في أمرِهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ للشفَاءِ بتَرْقِيَةِ الرَّجُلِ الأَنصارِيِّ مِنَ النَّمْلَةِ وأَمْرِهِ إِيَّاهَا بأَن تُعَلِّمَهَا لِحَفْصَةَ، فَهلْ يُعْقَلُ بأَن يأمُرَ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بهذِه التَّرْقِيَةِ لَو كانَ باللفْظِ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّوْكَانِيُّ بدُونِ أَيِّ سَنَدٍ وَهُوَ بلا شَكٍّ كَمَا قالَ: كَلامٌ لا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ؛ فَالنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَى مِنْ أَن يَأْمُرَ بمثلِ هَذِهِ التَّرْقِيَة، وَلَئِن كَانَ لَفْظُ رِوَايةِ أَبي دَاودَ يَحْتَمِلُ تَأْويلَ الحدِيثِ عَلَى التَّأنيبِ المزْعُومِ، فَإِنَّ لَفْظَ الحَاكِمِ هَذَا الَّذي صَدَّرْنَا بهِ هَذَا البَحْثَ لا يَحْتَمِلُهُ إِطلاقًا، بَل هُو دَلِيلٌ صَرِيحٌ عَلَى بُطْلانِ ذَلِكَ التَّأْويلِ بُطْلانًا بَيِّنًا كَمَا هُو ظَاهِرٌ لا يَخْفَى، وَكَأَنَّهُ لِذَلِكَ صَدَّر ابنُ الأَثيرِ في " النهاية " تفسيرَ الشَّوكَانِيِّ المذكورِ لـِرُقْيَةِ النَّمْلَةِ وَعَنْهُ نَقَلَهُ الشَّوْكَانِيُّ، صَدَّرَهُ بقَوْلِهِ: (قِيلَ) مُشِيرًا بذَلِكَ إِلَى ضَعْفِ ذَلِكَ التَّفْسِيرِ وَمَا بَنَاهُ عَلَيْهِ مِن تَأويلِ قَولِهِ: ((ألا تعلمين...)) ). [السلسلة الصحيحة: 1/344-345]

رقية أخرى لا تجوز
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى بنِ عِيسَى الدَّمِيرِيُّ (ت:808هـ):(وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ الكُتُبِ بِخَطِّ بَعْضِ الأَئِمَّةِ الحُفَّاظِ: أَنَّ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ أَن يَصُومَ رَاقِيهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ، ثُمَّ يَرْقِيهَا بُكْرَةَ كُلِّ يَوْمٍ مِنَ الثَّلاثَةِ، عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَيَقُولُ: اقسطري وانبرجي فقد نوه بنوه بربطش ديبقت اشف أيها الجرب بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ويكون في إصبعه زيت طيب، يمسح به عليها ويتفل على الموضع عقب الرقية قبل المسح بالزيت فافهم). [حياة الحيوان:باب النون]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:
(هَذِهِ الرُّقْيَةُ جَمَعَتِ البِدْعَةَ وَالشِّرْكَ وَالتَّلْبيسَ، وَالعِيَاذُ باللهِ).


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 07:23 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


ورود الإذن العام في الرقى ما لم يكن فيها شرك


حديث عوف بن مالك الأشجعي
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ بنِ مُسْلِمٍ القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟
فَقَالَ: (( اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ))). [صحيح مسلم: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه عبد الله بن وهب والبخاري في التاريخ الكبير ومسلم في صحيحه وأبو داود والبزار والطحاوي والطبراني وابن حبان وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي كلهم من طرق عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه).

حديث عمير مولى آبي اللحم
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخُو إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا قَالَ: وَكَانَ يَفْضُلُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ المُهَاجِرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ سَادَتِي خَيْبَرَ؛ فَأَمَرَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقُلِّدْتُ سَيْفًا؛ فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ.
قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ.
قَالَ: فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ المَتَاعِ.
قَالَ: وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ رُقْيَةً كُنْتُ أَرْقِي بِهَا المَجَانِينَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: (( اطْرَحْ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، وَارْقِ بِمَا بَقِيَ)).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ: وَأَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَرْقِي بِهَا المَجَانِينَ). [مسند الإمام أحمد:36/272]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رَوَاهُ أَحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ وَأَبُو يَعْلَى مِن طُرُقٍ عنْ مُحَمَّدِ بنِ زَيدٍ عَنْ عُمَيرٍ مَوْلَى آبي اللَّحْمِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَالحَدِيثُ صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ).

حديث الشفاء بنت عبد الله
قالَ أَبُو حَاتمٍ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ البُسْتِيُّ (ت:354هـ):(أَخبرَنا عِمرانُ بنُ مُوسَى بنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَلاءِ بنِ كُرَيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بنُ سُلَيمَانَ عَنِ الجَرَّاحِ بنِ الضَّحَّاكِ عَن كُرَيبٍ الكِنْدِيِّ قَالَ: أَخَذَ بيدِي عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ فَانطَلَقْنَا إِلَى شَيْخٍ مِن قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: ابنُ أَبي حَثْمَةَ يُصَلِّي إِلَى أُسْطُوانَةٍ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى عَلِيًّا انصَرَفَ إِلَيْهِ فَقَال لَهُ عَلِيٌّ: حَدِّثْنَا حَدِيثَ أُمِّكَ فِي الرُّقْيَةِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا كَانت تَرْقِي فِي الجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلامُ قَالَتْ: لا أَرْقِي حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْهُ فَاسْتَأْذَنَتْهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( ارْقِي مَا لَمْ يَكُن فِيهَا شِرْكٌ)) ). [صحيح ابن حبان: 13/458]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رَوَاهُ ابنُ حِبَّانَ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبيرِ وَالحَاكِمُ مِن طُرُقٍ عَن إِسْحَاقَ بنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الجَرَّاحِ بنِ الضَّحَّاكِ عَن كُرَيْبٍ الكِنْدِيِّ بهِ.
وَالجَرَّاحُ قَالَ عَنْهُ البُخَارِيُّ: مُقَارِبُ الحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيثِ لا بَأْسَ بهِ).

حديث جابر بن عبد الله
- تقدم ذكره


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 07:31 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


فقه أحاديث هذا الباب

قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(فِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَوْف بْن مَالِك قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الجَاهِلِيَّة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله كَيْف تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ((اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْس بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْك )).
وَلَهُ مِنْ حَدِيث جَابِر: نَهَى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى، فَجَاءَ آل عَمْرو بْن حَزْم فَقَالُوا: يَا رَسُول الله إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ العَقْرَب.
قَالَ: فَعَرَضُوا عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: (( مَا أَرَى بَأْسًا، مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَع أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ)).
وَقَدْ تَمَسَّكَ قَوْم بِهَذَا العُمُوم فَأَجَازُوا كُلَّ رُقْيَة جُرِّبَتْ مَنْفَعَتهَا وَلَوْ لَمْ يُعْقَل مَعْنَاهَا، لَكِنْ دَلَّ حَدِيث عَوْف أَنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الرُّقَى يُؤَدِّي إِلَى الشِّرْك يُمْنَع، وَمَا لا يُعْقَل مَعْنَاهُ لا يُؤْمَن أَنْ يُؤَدِّي إِلَى الشِّرْك فَيُمنَعُ احْتِيَاطًا، وَالشَّرْط الآخِر لا بُدّ مِنْهُ). [فتح الباري:10/195]
قال زين الدين عبد الرؤوف بن تاج العارفين الْمُناوِيُّ (ت: 1031هـ): (وَقَدْ تَمَسَّكَ نَاسٌ بهَذَا العُمُومِ فَأَجَازُوا كُلَّ رُقْيَةٍ جُرِّبَتْ مَنفَعَتُهَا، وَإِن لَمْ يُعْقَلْ مَعْنَاهَا، لَكِنْ دَلَّ حَدِيثُ عَوْفٍ المَاضِي أَنَّ مَا يُؤَدِّي إِلَى شِرْكٍ يُمْنَعُ، وَمَا لا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ لا يُؤْمَنُ أَن يُؤَدِّي إِلَيْهِ، فَيُمْنَعُ احْتِيَاطًا). [فيض القدير:6/71]
قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): (وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْمَحْ لآلِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ بأَن يَرْقُوا إِلا بَعْدَ أَنِ اطَّلَعَ عَلَى صِفَةِ الرُّقْيَةِ وَرَآهَا مِمَّا لا بَأْسَ بهِ، بَلْ إِنَّ الحَدِيثَ برَوَايَتِهِ الثَّانِيَةِ مِن طَرِيقِ أَبي سُفْيَانَ نَصٌّ فِي المَنْعِ مِمَّا لا يُعْرَفُ مِنَ الرُّقَى، لأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى نَهْيًا عَامًّا أَوَّلَ الأَمْرِ، ثُمَّ رَخَّصَ فِيمَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ لا بَأْسَ بهِ مِنَ الرُّقَى، وَمَا لا يُعْقَلُ مَعْنَاهُ مِنْهَا لا سَبيلَ إِلَى الحُكْمِ عَلَيْهَا بأَنَّهُ لا بَأْسَ بهَا؛ فَتَبْقَى فِي عُمُومِ المَنْعِ. فَتَأَمَّلْ).
[السلسلة الصحيحة:1/ 345]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 07:55 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم


حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ كَانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اشْتَكَى رَقَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِى عَيْنٍ).[مسند الإمام أحمد: 28/531- 532]
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ بنِ مُسْلِمٍ القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي عُمَرَ المَكِّىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِىُّ عَنْ يَزِيدَ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الهَادِ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِى عَيْنٍ). [صَحِيحُ مُسْلِمٍ: 2185]

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قالَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ القُشَيْرِيُّ (ت: 261هـ): (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَبي نَضْرَةَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟
فَقَالَ: « نَعَمْ ».
قَالَ: (( بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ)) ). [صَحِيحُ مُسْلِمٍ: 5829]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أَخْبَرَنَا إسماعيلُ بنُ عبدِ القاهرِ، أَخْبَرَنَا عبدُ الغافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عيسى الجلوديُّ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُفيانَ، حَدَّثَنَا مسلِمُ بنُ الحجاجِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عبدُ الوارِثِ حَدَّثَنَا عبدُ العزيزِ بنُ صُهَيْبٍ، عن أبي نَضْرَةَ، عن أبي سعيدٍ: أنَّ جِبريلَ عليه السلامُ أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ: ((يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟))
قالَ: ((نعم)).
فقالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ من كلِّ شيءٍ يُؤذيكَ من شَرِّ كُلِّ نفْسٍ أو عينِ حاسدٍ, اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ, واللهُ يَشفيكَ))). [معالم التنزيل: 724]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ):((م) عنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: يا محمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ قالَ: ((نَعَمْ))، قالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْْقِيكَ))). [لباب التأويل: 4/500]
قالَ ابْنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 751 هـ): (قالُوا: وقد ثَبَتَ في الصحيحِ عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ أنَّ جِبريلَ أتى النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فقالَ: ((نَعَمْ)). فقالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أو عَينِ حاسِدٍ، اللهُ يَشفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ)) فعَوَّذَه جِبريلُ من شَرِّ كلِّ نفْسٍ وعَينِ حاسدٍ). [بدائع الفوائد: 2/198] (م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَى فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ كَاهِنٍ وَحَاسِدٍ، وَاللهُ يَشْفِيكَ))). [الدر المنثور: 15/803]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وعنْ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ أنَّ جبريلَ عليهِ السلامُ أتى النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا محمَّدُ اشتكيتَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِن كلِّ شيءٍ يؤذِيكَ، ومِن شرِّ كلِّ نَفْسٍ أوْ عينِ حاسدٍ واللهُ يَشفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 612]

مسألة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وفي الحديثِ الآخرِ: أنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ, فقالَ: اشْتَكَيْتَ يَامُحَمَّدُ؟ فقالَ: ((نَعَمْ)). فقالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ, مِن كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيكَ, ومِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ وعَيْنٍ اللهُ يَشْفِيكَ.
ولعلَّ هذا كانَ مِن شَكْواهُ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ حينَ سُحِرَ, ثمَّ عافَاهُ اللهُ تعالى وشَفاهُ, ورَدَّ كَيْدَ السَّحَرَةِ الحُسَّادِ مِن اليَهُودِ في رُءُوسِهِم, وجَعَلَ تَدْمِيرَهم فِي تَدْبِيرِهم وفَضَحَهم, ولكنْ معَ هذا لم يُعاتِبْهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ يَوْمًا مِن الدَّهْرِ, بل كَفَى اللهُ وشَفَى وعَافَى). [تفسير القرآن العظيم: 8/3908]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (لم أر في الأحاديث الصحاح ما يصرح بأن جبريل رقى النبي صلى الله عليه وسلم لما سُحِرَ، وقد سبق الحديث عن ذلك في سبب نزول المعوذتين، وبتأمل الأحاديث السابقة نعلم أن جبريل قد رقى النبي صلى الله عليه وسلم مرارًا).

حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ:أَخْبَرَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمِّيَّةَ يَقُولُ: سَمِعْت عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يُحَدِّثُ عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ جِبْرِيلَ رَقَاهُ وَهُوَ يُوعَكُ فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيك مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيك مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ، وَاسْمُ اللهِ يَشْفِيك). [مصنف ابن أبي شيبة:10/314]
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمِّيَّةَ الكِنْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ وَهُوَ يُرْعَدُ فَقَالَ: « بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ وَكُلِّ عَيْنٍ وَاسْمُ اللهِ يَشْفِيكَ » ). [مسند الإمام أحمد: 23431]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (وقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق الإمام أحمد وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم، وزيد بن الحباب لم يرو له البخاري شَيْئًا، وقد روى الشيخان من حديث عمير عن جنادة عن عبادة).

طريق آخر
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ سَلْمَانَ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - عَنْ جُنَادَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَعُودُهُ وَبِهِ مِنَ الوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِشِدَّةٍ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنَ العَشِىِّ وَقَدْ بَرِئَ أَحْسَنَ بُرْءٍ فَقُلْتُ لَهُ دَخَلْتُ عَلَيْكَ غُدْوَةً وَبِكَ مِنَ الوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللهُ بِشِدَّةٍ وَدَخَلْتُ عَلَيْكَ العَشِيَّةَ وَقَدْ بَرِئْتَ!
فَقَالَ: « يَا ابْنَ الصَّامِتِ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ رَقَانِى بِرُقْيَةٍ بَرِئْتُ أَلا أُعَلِّمُكَهَا ».
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: « بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ بِاسْمِ اللهِ يَشْفِيكَ»). [مسند الإمام أحمد: 23430]
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهِ مِنَ الوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللهُ شِدَّتَهُ، ثُمَّ دَخَلْتُ مِنَ العَشِيِّ وَقَدْ بَرَأَ أَحْسَنَ بُرْءٍ فَقَالَ: ((يَا ابْنَ الصَّامِتِ، إِنَّ جِبْرِيلَ رَقَانِي بِرُقْيَةٍ بَرِئْتُ، وَهِيَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ، بِاسْمِ اللهِ يَشْفِيكَ))). [المعتمد في المنقول: 2/509]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ وَهُوَ يُوعَكُ فَقَالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ وَكُلِّ عَيْنٍ، اسْمُ اللهِ يَشْفِيكَ))). [الدر المنثور: 15/803]


حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَن سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَن زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَشْتَكِي، فَقَالَ: أَلا أَرْقِيك بِرُقْيَةٍ عَلَّمَنِيهَا جِبْرِيلُ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيك، وَاللهُ يَشْفِيك مِنْ كُلِّ أَرَبٍ يُؤْذِيك، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ). [مصنف ابن أبي شيبة:10/314]
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ دَخَلَ عَلَىَّ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا أَشْتَكِى - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ في حَدِيثِهِ يَعُودُنِى - فَقَالَ « أَلا أُعَلِّمُكَ ». قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ « أَلا أَرْقِيكَ بِرُقِيَةٍ رَقَانِى بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ». قُلْتُ بَلَى بِأَبي وَأُمِّى. قَالَ « بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيكَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ في العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) ». وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ « مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ » ). [مسند الإمام أحمد: 10009]
قال ابنُ ماجه محمدُ بنُ يزيدَ القزويني (ت:273هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَعُودُنِى فَقَالَ لِى: « أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ جَاءَنِى بِهَا جَبْرَائِيلُ ».
قُلْتُ بِأَبي وَأُمِّى بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ « بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ في العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ». ثَلاثَ مَرَّاتٍ).[سنن ابن ماجه:3653]
قالَ أحْمَدُ بنُ شُعَيبٍ النَّسَائِيُّ(ت:303هـ): (أخبرنَا محمَّدُ بنُ بشَّارٍ قالَ: حدَّثَنا عبدُ الرحمنِ قال: حدَّثَنا سُفيانُ عن عَاصِمٍ عن زيادِ بنِ ثُويبٍ عَنْ أبي هُرَيرَةَ قالَ: جاءَ النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا يَعُودُني فَقَالَ: « أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بهَا جِبْرِيلُ »
قُلتُ: بَلَى بأَبي وَأُمِّي قال: « بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ في العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ » ). [السنن الكبرى: ]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ المُعَدَّلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُغِيرَةِ البَكْرِيُّ، ثنا القَاسِمُ بْنُ الحَكَمِ، ثنا سُفْيَانُ، عن عَاصِمٍ، عن زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي فَقَالَ: ((أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ؟)). فَقُلْتُ: بَلَى بِأَبِي وَأُمِّي.
قَالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)) فَرُقِيَ بِهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [المستدرك: 2/541]


قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَابْنِ مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي فَقَالَ لِي: ((أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ جَاءَنِي بِهَا جِبْرِيلُ؟)) قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي بَلَى، قَالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، مِنَ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)) ثَلاثَ مَرَّاتٍ) [المعتمد في المنقول: 2/508]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابنُ سَعْدٍ وابنُ مَاجَهْ والحَاكِمُ وَابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: جاء النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُني، فَقَالَ: ((أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بِهَا جِبْرِيلُ)). فقُلْتُ: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي. قَالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}[الفلق: 4، 5])). فَرَقَى بِهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [الدر المنثور: 15/801-802]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ سعدٍ وَابنُ مَاجَه وَالحاكمُ وَابنُ مَرْدُويَه عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي فَقَالَ: ((أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بِهَا جِبْرِيلُ؟)) فَقُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}[الفلق: 4، 5])). فَرَقَى بها ثلاثَ مَرَّاتٍ). [فتح القدير: 5/761]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وأَخْرَجَ النسائيُّ وَابنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)).
وعنهُ قَالَ: جاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُنِي فَقَالَ: ((أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بِهَا جِبْرِيلُ؟)) فَقُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ: (( بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}[الفلق: 4، 5])) فَرَقَى بها ثلاثَ مَرَّاتٍ. أَخْرَجَهُ ابنُ مَاجَهْ وَابنُ سَعْدٍ وَالحَاكِمُ وَغَيْرُهُمْ). [فتح البيان: 15/461]
قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): ( (( ألا أرقيكَ برقيةٍ رَقَاني بها جبريلُ عليهِ السَّلامُ! بِاسمِ اللهِ أرقيك، وَاللهُ يشفيك من كلِّ داءٍ فيك، من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد )) فرقى بها ثلاث مرات ).
ضعيف: أخرجه ابن ماجه (3524)، والحاكم (2/ 541)، وأحمد (2/ 446) عن عاصم عن زياد بن ثويب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني، فقال:... فذكره.
سكت عنه الحاكم والذهبي، وهو ضعيف الإسناد؛ زياد هذا مجهول؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 526): "روى عنه عاصم بن عبيد الله". ولم يزد، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" !
وعاصم بن عبيد الله ضعيف.
والحديث رواه النسائي أيضًا في "عمل اليوم والليلة" (552/ 1003)، ثم أخرج هو (558/ 1021)، والبخاري في "التاريخ" (3/ 292)، وابن حبان (343/ 1417-موارد)، وأحمد (6/ 332) من طريق أزهر بن سعيد الحزاري عن عبد الرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة قالت لي: ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى. قالت: "بِاسْم الله أرقيك..." إلخ،دون قول: "من شر النفاثات..." إلخ، وزاد:"أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت".
قلت: ورجاله ثقات، غير أن عبد الرحمن لم يوثقه غير ابن حبان (5/ 93)، ولم يذكر له راويًا غير أزهر هذا، وكذلك فعل البخاري وابن أبي حاتم، ولذلك قال الذهبي في "الميزان": "تفرد عنه أزهر بن سعيد الحزاري".
قلت: فهو في عداد المجهولين.
وأما قول الحافظ في "التهذيب": "ذكره ابن حبان في "الثقات". قلت: وقال: روى عنه سعيد المقبري والحارث بن أبي ذباب"!
فهذا القول منه خطأ على ابن حبان؛ لأنه إنما قال ذلك في ترجمة (عبد الرحمن بن مهران) (5/ 106). فالظاهر أنه نشأ ذلك من انتقال بصره من ترجمة إلى أخرى). [السلسلة الضعيفة:7/368]

حديث ابن عمر رضي الله عنهما
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَن ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ وَجَعًا فِي رَأْسِهِ فَأَبْطَأَ عَلَى أَصْحَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا الَّذِي بَطَّأَ بِكَ عَنَّا؟ فَقَالَ: ((وَجَعٌ وَجَدْتُهُ فِي رَأْسِي, فَهَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ ـ أَوْ يُصِيبُكَ ـ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ مُعْلَنٍ أَوْ مُسَرٍّ، وَمِنْ شَرِّ الجِنِّ وَالإِنْسِ، {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}[الفلق: 4، 5])). قَالَ: ((فَبَرَأْتُ))). [الدر المنثور: 15/802]

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حدَّثنَا عمرُو بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ بنِ العَلاءِ بنِ زِبْرِيقَ الحِمْصِيُّ حدَّثني جدِّي إبراهيمُ بنُ العَلاء ثنَا عبَّادُ بنُ يوسُفَ عن أبي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عن الرَّبيعِ بنِ أنسٍ عن أنسِ بنِ مَالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: صَنَعَتْ يَهُودُ لِرَسُولِ اللهِ شَيْئًا تُرِيدُ شَرًّا فَأصَابَهُ مِن ذَلِكَ وَجَعٌ شَدِيدٌ فَأتَاهُ جِبرِيلُ عَليهِ السَّلامُ بالمعَوِّذَتينِ فَعَوَّذَهُ بهمَا وقَالَ: بِاسْمِ اللهِ أرقِيكَ مِن كلِّ شَيءٍ يُؤذِيكَ مِن كُلِّ عَينٍ وَنَفْسِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ فَخَرجَ النَّبيُّ إِلَى أَصْحَابهِ). [كِتابُ الدعاءِ:1095]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَنَعَتِ اليَهُودُ بالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَأَصَابَهُ مِنْهُ وَجَعٌ شَدِيدٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِوَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ لَمٌّ بِهِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ بالمُعَوِّذَتَيْنِ فَعَوَّذَهُ بهما، ثُمَّ قَالَ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ وَنَفْسِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ. بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ))). [الدر المنثور: 15/795]

أثر معمر بن راشد
قالَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت:211هـ): (قالَ مَعْمَرٌ: الرُّقيةُ الَّتي رَقَى بهَا جِبرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: بِاسْمِ اللهِ أرقِيكَ، واللهُ يشفيكَ، مِن كلِّ شيءٍ يؤذيكَ، وَمِن كُلِّ عَينٍ وَحَاسِدٍ، بِاسْمِ اللهِ أَرقِيكَ). [مصنف عبد الرزاق:11/19]

أثر جعفر بن محمد
قالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الجَصَّاصُ (ت: 370هـ): (وَرُوِيَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: "جَاءَ جِبْرِيلُ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَقَاهُ بِالمُعَوِّذَتَيْنِ").
[أحكام القرآن: 3/648]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:25 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


رقية النبي صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ


حديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما
قالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ (ت: 179هـ): (عن ابنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نفسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ. قالَتْ: فلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُه كُنْتُ أنا أَقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ عليه بِيَمِينِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِها). [الموطأ: 2/942-943]
-قَالَ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمدٍ ابنُ عبدِ البَرِّ النَّمَرِيُّ (ت: 463هـ): (مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، قَالَتْ: فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ، كُنْتُ أَنَا أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ عَلَيْهِ بِيَمِينِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.
هَكَذَا رَوَى هَذَا الحَدِيثَ جَمَاعَةٌ، رَوَاهُ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ وَغَيْرِ المُوَطَّأِ بِإِسْنَادِهِ.
وَبَعْضُهُمْ قَالَ: وَ"يَتْفُلُ" فِي مَكَانِ "يَنْفُثُ".
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِيهِ بِـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإِخْلاصُ: 1] وَالمُعَوِّذَتَيْنِ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا كَثِيرًا مِنْ طُرُقِهِ وَأَلْفَاظِهِ فِي التَّمْهِيدِ.
وَرَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكٍ فَاخْتَصَرَهُ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ، وَلَيْسَ فِي الحَدِيثِ أَكْثَرُ مِنْ مَعْنَى النَّفْثِ وَالتَّفْلِ، وَتَعْيِينِ المُعَوِّذَتَيْنِ.
وَالتَّفْلُ: مَا فِيهِ بُصَاقٌ يَرْمِيهِ الرَّاقِي بِرِيحِ فَمِهِ.
وَقِيلَ: التَّفْلُ البُصَاقُ نَفْسُهُ، وَالنَّفْثُ مَا لا بُصَاقَ فِيهِ.
وحَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ القَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ المَيَانَجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ.
وحَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بْنُ الخَضِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، قَالا: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهُويَهْ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ مَالِكٍ بِإِسْنَادِهِ بِلَفْظِ وَكِيعٍ، ذَكَرْنَاهُ فِي التَّمْهِيدِ). [الاسْتِذْكَارُ:27/30-31]
-قَالَ سُليمَانُ بنُ خَلَفٍ البَاجِيُّ(ت:474هـ): ( ( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهَا رَضِي اللهُ عَنْهَا فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ تُرِيدُ ضَعُفَ عَنِ القِرَاءَةِ، أَوْ عَنِ القِرَاءَةِ فِي يَدَيْهِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَكُنْت أَنَا أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَرَوَى مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فَلَمَّا أُثْقِلَ كُنْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ فَلَمَّا اشْتَكَى أَمَرَنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ قَالَتْ وَكُنْت أَمْسَحُ بِيَمِينِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا إشَارَةً إِلَى أَنَّهَا كَانَتْ تَتَنَاوَلُ ذَلِكَ مِنْهُ لِضَعْفِهِ عَنِ الانْفِرَادِ بِذَلِكَ وَاللهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ). [المنتقى: ]
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا). [صحيح البخاري: كتاب التفسير/ باب فضل المعوذات]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أَخْبَرَنَا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ، عَنْ مالكٍ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوةَ، عَنْ عائشةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشتَكَى، يقرَأُ عَلَى نفسِهِ بالمُعوِّذاتِ، ويَنْفُثُ، فلمَّا اشتدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أقرَأُ عَلَيْهِ وأمسَحُ عَلَيْهِ بيدِهِ رجاءَ بركتِهَا).[ذيل تفسير النسائي: 2/627-628]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أَخْبَرَنَا أبو الحَسَنِ السَّرَخْسِيُّ، أَخْبَرَنَا زاهرُ بنُ أحمدَ، أَخْبَرَنَا أبو إسحاقَ الهاشميُّ، أَخْبَرَنَا أبو مُصعَبٍ، عن مالِكٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نفسِه بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ، فلمَّا اشْتَدَّ وَجَعُه كنتُ أَقرأُ عليه وأَمْسَحُ عنه بيدِه رجاءَ برَكَتِهما). [معالم التنزيل: 728]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ العَرَبِيِّ (ت: 543هـ): (وَفِي الصَّحِيحِ وَاللفْظُ لِلْبُخَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي المَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالمُعَوِّذَتَيْنِ)، قَالَتْ عَائِشَةُ: (فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا).
قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: كَيْفَ يَنْفُثُ؟ قَالَ: يَنْفُثُ عَلَى يَدَيْهِ وَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ مَالِكٌ: هُمَا مِن القُرْآنِ. وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي كِتَابِ المُشْكِلَيْنِ). [أحكام القرآن: 4/1997]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي الرُّقْيَةِ بهما مِنَ المَرَضِ
(طا, خ, ق, س): عن عائشةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إذا اشتَكَى يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ, ويَنفُثُ، فلَمَّا اشتَدَّ وَجَعُه كُنْتُ أقرَأُ عليه, وأَمسَحُ عليه بيَدِه رَجاءَ برَكَتِها).[لمحات الأنوار: 3/1173]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (مـ): وعنها قالتْ: كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أحَدٌ مِن أهْلِ بَيْتِه نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ, فلمَّا مَرِضَ مرَضَه الذي ماتَ فيه جَعَلْتُ أنْفُثُ عليه وأمسَحُ بيَدِ نفْسِه؛ لأنها كانتْ أعظَمَ برَكَةً مِن يَدِي). [لمحات الأنوار: 3/1173-1174]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (خ): عن عُروةَ عن عائشةَ قالتْ: كان رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مَرِضَ يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ). [لمحات الأنوار: 3/1174]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (عد): وعنه عنها أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اشتَكَى قَرَأَ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ وتَفَلَ أو نَفَثَ). [لمحات الأنوار: 3/1174]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (وفي صحيحِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ عن عائِشَةَ, أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إِذَا اشْتَكَى قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ ويَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وأَمْسَحُ عنه بيدِهِ؛ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.
النَّفْثُ: النفخُ لَيْسَ معَه رِيقٌ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/253]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ): (عنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدَيْهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهِمَا. أَخْرَجَهُ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ. وَلَهُمَا بِمَعْنَاهُ). [لباب التأويل: 4/504]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقالَ الإمامُ مالِكٌ: عَنِ ابْنِ شِهابٍ, عن عُرْوَةَ, عن عَائِشَةَ, أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ كانَ إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِه بالمُعَوِّذَتَيْنِ ويَنْفُثُ, فلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُه كُنْتُ أَقْرَأُ عليهِ وأَمْسَحُ بيَدِهِ عليهِ رَجاءَ برَكَتِهَا.
ورواهُ البُخارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوسُفَ, ومُسلِمٌ عن يَحْيَى بنِ يَحْيَى, وأبو دَاوُدَ عن القَعْنَبِيِّ, والنَّسائِيُّ عن قُتَيْبَةَ. ومِن حديثِ ابنِ القاسِمِ وعِيسَى بنِ يُونُسَ وابنُ مَاجَهْ مِن حديثِ مَعْنٍ وبِشْرِ بنِ عُمَرَ, ثَمَانِيَتُهم عن مَالِكٍ, بهِ). [تفسير القرآن العظيم: 8/3906]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ المُعَوِّذَتَيْنِ وَتَفَلَ، أَوْ نَفَثَ). [الدر المنثور: 15/791]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وعنْ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كلَّ ليلةٍ جمعَ كفيْهِ فنفثَ فيهما وقرأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ}[الناس: 1] ثمَّ مسحَ بهما ما استطاعَ مِن جسدِهِ يبدأُ بهما رأسَهُ ووجهَهُ وما أقبلَ مِن جسدِهِ يصنعُ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، وعنها أيضًا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إذا اشتكى يقرأُ على نفسِهِ بالمعوِّذتينِ وينفثُ فلمَّا اشتدَ وجعُهُ كنتُ أقرأُهُما عليهِ وأمسحُ عنهُ بيدِهِ رجاءَ برَكَتِها). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأَخْرَجَ مَالِكٌ في المُوَطَّأِ عَنِ ابنِ شهابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عائشةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إِذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نفسِهِ بالمعوذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ عَلَيْهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهِمَا. وَأَخْرَجَهُ البخاريُّ وَمسلمٌ في صَحِيحِهِمَا مِنْ طريقِ مالِكٍ بالإِسنادِ المذكورِ). [فتح القدير: 5/756]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وعنْ عائشةَ قَالَتْ: (إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إِذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نفسِهِ بالمعوذتَيْنِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ عَلَيْهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا). أَخْرَجَهُ مَالِكٌ في المُوَطَّأِ، وَهوَ في الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طريقِ مَالِكٍ). [فتح البيان: 15/455]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَشْقَرُ (ت:1430هـ): (وَأَخْرَجَ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِي عَلَيْهِ؛ رَجَاءَ بَرَكَتِهِمَا). [زبدة التفسير: 604]

حديث آخر عن عائشة
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثنا يَحْيَى بنُ غَيْلانَ، قالَ: حَدَّثنا المُفَضَّلُ، قالَ: حَدَّثني عُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ الأَيْليُّ، عن ابنِ شهابٍ، عن عُروةَ بنِ الزُّبيرِ،عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أَتَى إلى فِرَاشِه في كُلِّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فيهما، وقرَأَ فيهما: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ مسَحَ بهما ما استطاعَ من جَسَدِه، يَبْدَأُ بهما على رأسِه ووجهِه وما أقبلَ من جَسَدِه، يفعَلُ ذلكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ).[مسند الإمام أحمد: 41/347]
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثنا أبو عبدِ الرحمنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ – يعني ابنَ أبي أَيُّوبَ - حَدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابنِ شِهَابٍ، عن عُرْوةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن عائشةَ قالَتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أرادَ النومَ جَمَعَ يديهِ فيَنْفُثُ فيهما، ثُمَّ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَه ورأسَه وسائرَ جَسدِه.
قالَ عُقَيلٌ: ورأيتُ ابنَ شِهَابٍ يَفْعَلُ ذلكَ). [مسند الإمام أحمد: 42/116]
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [صحيح البخاري: كتاب التفسير/ باب فضل المعوذات]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [عمل اليوم والليلة: 462]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا مُوسَى بنُ هَارُونَ ومُحَمَّدُ بْنُ العَبَّاسِ المُؤَدِّبُ، قالا: ثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عن عُقَيلٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، فَقَرَأ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ يَنْفُثُ فِيهِمَا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا على رَأْسِهِ ووَجْهِهِ ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ). [كِتابُ الدعاءِ: 2/917]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الغَلابِيُّ، ثنا العَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِالمُعَوِّذَاتِ ويَمْسَحُ بِهِمَا جَسَدَهُ). [كِتابُ الدعاءِ: 2/917]
قالَ أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ (ت: 489هـ): (وقد وَرَدَ في الأخبارِ المعروفةِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أَرادَ أن يَنامَ قَرَأَ سورةَ الإخلاصِ والمُعَوِّذَتَيْنِ، ويَنْفُثُ في كَفَّيْهِ، ثم يَمْسَحُ بكَفَّيْهِ ما استطاعَ مِن جَسَدِه، ويَبدأُ بوَجْهِه ورأسِه). [تفسير القرآن: 6/308]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الصَّمَدِ الجُوزْجانيُّ، أَخْبَرَنَا أبو القاسِمِ عليُّ بنُ أحمدَ الخُزاعيُّ، أَخْبَرَنَا أبو سعيدٍ الهيْثَمُ بنُ كُلَيْبٍ الشاشيُّ، أَخْبَرَنَا أبو عيسى التِّرمذيُّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ بنُ فَضالةَ، عن عُقيلٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ قالَتْ: كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أَوَى إلى فِراشِه كلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ فنَفَثَ فيهما، فقَرَأَ فيهما: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثم يَمْسَحُ بهما ما استطاعَ من جَسَدِه، يَبْدَأُ بهما على رَأْسِه ووَجْهِه وما أَقْبَلَ من جَسَدِه. يَفْعَلُ ذلك ثلاثَ مَرَّاتٍ). [معالم التنزيل: 728]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودِ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا على رَأْسِهِ ووَجْهِهِ ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [مَصَابِيحُ السُّنَّةِ: 2/116]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: كانَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أوَى إلى فِراشِه جَمَعَ كَفَّيْهِ ونَفَثَ فِيهِما وقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ، ثمَّ مَسَحَ بهما ما اسْتَطَاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ برأسِه ووَجْهِه، ثمَّ ما أَقْبَلَ مِن جسدِه، يَفْعَلُ ذَلكَ ثَلاثًا). [المحرر الوجيز: 15/615]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (ما جاءَ في قِراءَتِهِنَّ عنْدَ النَّوْمِ
(خ, ت): عن عائشةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيلةٍ جَمَعَ كفَّيْهِ ثم نَفَثَ فِيهِمَا, فقَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثم يَمْسَحُ بهما ما استطاعَ مِن جَسَدِه يَبدأُ بهما على رأْسِه ووَجْهِه وما أقبَلَ مِن جسَدِه, يَفعلُ ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
قالَ أَبُو عِيسَى: هذا حديثٌ حسَنٌ غريبٌ صحيحٌ). [لمحات الأنوار: 3/1152]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي قِراءَتِهما عندَ النَّوْمِ
(زي): عن عائشةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها قالتْ: كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أَرادَ النَّوْمَ جَمَعَ يَدَيْهِ فنَفَثَ فيهما بـ {قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ} [الفلق: 1] و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس: 1] ثم مَسَحَ بهما رأْسَه وجَسَدَه. قَالَ عُقَيْلٌ: رأيتُ ابنَ شِهابٍ يَصنَعُ ذلك). [لمحات الأنوار: 3/1176-1177]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ): ((ق) عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تعالى عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ يَنْفُثُ فِيهِمَا فَيَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1]وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ منْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ). [لباب التأويل: 4/503-504]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت: 745هـ): (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أوَى إِلى فراشِهِ جَمَعَ كَفَّيْهِ وَنَفَثَ فيهما وَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، ثمَّ مَسَحَ بهما ما اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ؛ يَبْدَأُ بِرَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَما أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثًا). [البحر المحيط: 8/765]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت: 745هـ): (وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا آوَى إِلَى فِرَاشِهِ جَمَعَ كَفَّيْهِ وَنَفَثَ فِيهِمَا وَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِرَأْسِهِ وَوَجْهِهِ ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثًا). [النهر الماد: 1320]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيُّ (ت: 748هـ): (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّمِيمِيُّ، وأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللهِ بْنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ قِرَاءَةً، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَنَا حَكَمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَنَا الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ، عن عُقَيْلٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: (كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأ فِيهِمَا، {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]. ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، بَدَأَ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ مِثْلَهُ). [سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ: 5/348-349].
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيُّ (ت: 748 هـ): (أخبَرَنا مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ السلامِ التَّمِيمِيُّ، وأحمدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تاجِ الأُمَناءِ قِرَاءةً، عن عبدِ المُعِزِّ بنِ مُحمَّدٍ، أنْبَأَنا أبو الفَضْلِ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ، أنْبَأَنَا مُحَلِّمُ بنُ إسماعيلَ، أنبأنا الخَلِيلُ بنُ أحمدَ السِّجْزِيُّ، حَدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ إسحاقَ، حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنا المُفَضَّلُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشةَ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ثم مَسَحَ بِهما ما استطاعَ من جَسَدِه، بدَأَ بهما على رأسِه ووَجْهِه، وما أقبلَ من جَسَدِه، يَفْعَلُ ذلكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عن قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيدٍ مِثْلَه.
وقدْ وقَعَ لنا جُمْلةٌ صالحةٌ من عالِي حديثِ الزُّهْرِيِّ).[سير أعلام النبلاء: 5/349]
قالَ ابْنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 751 هـ): (وفي الصحيحين عن عائشةَ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا آوَى إلى فِراشِه نَفَثَ في كَفَّيْهِ بـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ثم يَمْسَحُ بهما وَجْهَهُ وما بَلَغَتْ يَدَاه من جَسَدِه قالَتْ عائشةُ: فلَمَّا اشْتَكَى كان يَأْمُرُنِي أنْ أَفْعَلَ ذلك به). [بدائع الفوائد: 2/198-199] (م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (حَدِيثٌ آخَرُ في الاسْتِشْفَاءِ بِهِنَّ.
قالَ البُخارِيُّ: حدَّثنَا قُتَيْبَةُ، حدَّثنَا المُفَضَّلُ، عن عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ كانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِه كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثم نَفَثَ فِيهِمَا فقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]، ثم يَمْسَحُ بهما ما اسْتطاعَ مِن جَسَدِه، يَبْدَأُ بهما على رَأْسِه ووَجْهِه وما أَقْبَلَ مِن جَسَدِه، يَفْعَلُ ذلك ثلاثَ مَّراتٍ.
وهكذا رواهُ أهلُ السُّننِ مِن حديثِ عُقَيْلٍ بهِ). [تفسير القرآن العظيم: 8/3900]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وتقدَّمَ حديثُ عائِشَةَ, أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ, ويَنْفُثُ في كَفَّيْهِ ويَمْسَحُ بِهِمَا رَأْسَه ووَجْهَهُ وما أَقْبَل مِن جَسَدِه). [تفسير القرآن العظيم: 8/3905]
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (عَنِ الجَمَاعَةِ -إِلا النَّسَائِيَّ وَالدَّارِمِيَّ- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ المُعَوِّذَاتِ و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَجَسَدَهُ، فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ. وَفِي رِوَايَةٍ نَحْوَهُ، وَفِيهَا: يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ)[المعتمد في المنقول: 2/508]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَجَبٍ الحَنْبَلِيُّ (ت: 795 هـ): (وقَدْ ثبَتَ في صحيحِ البُخاريِّ، عن عَائشةَ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَرَأَها مَعَ المُعَوِّذَتَيْنِ، ومَسَحَ ما اسْتَطاعَ مِنْ جَسَدِهِ).[تفسير سورة الإخلاص] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلُوفٍ الثَّعَالِبِيُّ (ت: 875 هـ):(وَفِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]. ثُمَّ مَسَحَ بهما مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بهما مِنْ رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا). [الجواهر الحسان: 5/642]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، والبخاريُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [النَّاس:1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ،يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [الدر المنثور: 15/770]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وعنْ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كلَّ ليلةٍ جمعَ كفيْهِ فنفثَ فيهما وقرأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]ثمَّ مسحَ بهما ما استطاعَ مِن جسدِهِ يبدأُ بهما رأسَهُ ووجهَهُ وما أقبلَ مِن جسدِهِ يصنعُ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيمِ الأَشْمُونِيُّ (ت: ق11هـ): (وقَدْ كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أوَى إلى فراشِهِ جمعَ كَفَّيْهِ ونَفَثَ فيهمَا وقرأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ ثمَّ مسحَ بهما ما استطاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ برأسِهِ ووجهِهِ وما أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يفعلُ ذلكَ ثلاثًا). [منار الهدى:311]
قالَ أَبو الثَّناءِ مَحْمُودُ بنُ عبدِ اللهِ الآلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (وأَخْرَجَ البخاريُّ وأبو داوُدَ والنَّسائيُّ وابنُ ماجهْ, عن عائشةَ, أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ تعالى عليه وسَلَّمَ كان إذا أَوَى إلى فِراشِه كلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثم نَفَثَ فيهما فقَرَأَ فيهما {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ثم يَمسَحُ بهما ما استطاعَ مِن جَسَدِه يَبْدَأُ بهما على رأسِه وعلى وَجْهِه وما أَقْبَلَ مِن جَسَدِه يَفعلُ ذلك ثلاثَ مَرَّاتٍ). [روح المعاني: 29/279]

مسألة: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يسترقي عائشة؟
قالَ ابْنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 751 هـ): (وفي الصحيحين عن عائشةَ: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا آوَى إلى فِراشِه نَفَثَ في كَفَّيْهِ بـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ثم يَمْسَحُ بهما وَجْهَهُ وما بَلَغَتْ يَدَاه من جَسَدِه قالَتْ عائشةُ: فلَمَّا اشْتَكَى كان يَأْمُرُنِي أنْ أَفْعَلَ ذلك به).
قلتُ: هكذا رواه يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ، ذكَرَه البخاريُّ، ورواه مالِكٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ عنها ((أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اشْتَكَى يَقرأُ على نفسِه بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ، فلما اشْتَدَّ وَجَعُه كنتُ أَقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ عليه بِيَدِه، رَجَاءَ بَرَكَتِها)) وكذلك: قالَ مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُروةَ عنها ((أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَنْفُثُ على نفسِه في مَرَضِه الذي قُبِضَ فيه بالمُعَوِّذَاتِ، فلما ثَقُلَ كنتُ أنا أَنْفُثُ عليه بِهِنَّ وأَمْسَحُ بيدِه نفسَه لِبَرَكَتِها)) فسألْتُ ابنَ شِهابٍ كيف كان يَنْفُثُ؟ قالَ: يَنْفُثُ على يَدَيْهِ ثم يَمْسَحُ بهما وَجْهَه. ذَكَرَه البخاريُّ أيْضًا، وهذا هو الصوابُ، أنَّ عائشةَ كانت تَفْعَلُ ذلك، والنبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يَأْمُرْها، ولم يَمْنَعْهَا من ذلك.
وأمَّا أن يكونَ اسْتَرْقَى وطَلَبَ منها أن تَرْقِيَه فلا، ولعلَّ بعضَ الرُّواةِ راوه بالمعنى، فظَنَّ أنها لَمَّا فَعَلَتْ ذلك وأَقَرَّهَا على رُقْيَتِه أن يكون مُسْتَرْقِيًا، فليس أحدُهما بمعنى الآخَرِ، ولعلَّ الذي كان يَأمرُها به إنما هو المَسْحُ على نفسِه بيدِه، فيكونُ هو الرَّاقِيَ لنفسِه، ويَدُه لَمَّا ضَعُفَتْ عن التَّنَقُّلِ على سائرِ بدَنِه أَمَرَها أن تَنْقُلَها على بدنِه، ويكونُ هذا غيرَ قِراءتِها هي عليه ومَسْحِها على يديه، فكانت تَفْعَلُ هذا وهذا.
والذي أَمَرَها به إنما هو تَنَقُّلُ يَدِه لا رُقْيَتُه، واللهُ أعلَمُ). [بدائع الفوائد: 2/198-199]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي الرُّقْيَةِ بهما مِنَ المَرَضِ
(طا، خ، ق، س): عن عائشةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إذا اشتَكَى يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ، ويَنفُثُ، فلَمَّا اشتَدَّ وَجَعُه كُنْتُ أقرَأُ عليه، وأَمسَحُ عليه بيَدِه رَجاءَ برَكَتِها). [لمحات الأنوار: 3/1173]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (مـ): وعنها قالتْ: كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أحَدٌ مِن أهْلِ بَيْتِه نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ، فلمَّا مَرِضَ مرَضَه الذي ماتَ فيه جَعَلْتُ أنْفُثُ عليه وأمسَحُ بيَدِ نفْسِه؛ لأنها كانتْ أعظَمَ برَكَةً مِن يَدِي). [لمحات الأنوار: 3/1173-1174]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (خ): عن عُروةَ عن عائشةَ قالتْ: كان رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مَرِضَ يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ). [لمحات الأنوار: 3/1174]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (عد): وعنه عنها أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اشتَكَى قَرَأَ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ وتَفَلَ أو نَفَثَ). [لمحات الأنوار: 3/1174]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيُّ (ت: 748 هـ): (عن عَائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالتْ: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إذا مَرِضَ أحَدٌ من أهْلِه نَفَثَ عليه بالمُعوِّذَاتِ) ).[الطب النبوي: 282]

حديث أم المؤمنين ميمونة
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ ابْنِ أَخِي مَيْمُونَةَ الهِلالِيَّةِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ مَيْمُونَةَ قَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَتْ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ)) ). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه أحمد والنسائي والطحاوي والطبراني وابن حبان، كلهم من طرق عن معاوية بن صالح عن أزهر عن ابن السائب عن ميمونة رضي الله عنها به، وقال ابن حبان: الصواب أزهر بن سعد لا سعيد).

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قالَ ابنُ ماجَهْ مُحَمَّدُ بنُ يزيدَ القَزْوينِيُّ(ت: 273هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبَّادٍ عَنِ الجُرَيْرِىِّ عَنْ أَبي نَضْرَةَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الجَانِّ وَأَعْيُنِ الإِنْسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ أَخَذَهُمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ). [سنن ابن ماجه:كتاب الطب/باب من استرقى من العين]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيسَى بنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (‏‏حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الكُوفِيُّ حَدَّثَنَا القَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ المُزَنِيُّ عَنِ الجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا.
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي البَاب عَنْ أَنَسٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ). [جامع الترمذي: 5/122]
قالَ أحمَدُ بنُ شُعَيبِ بنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ قال ثَنَا القَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ الجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ منْ عينِ الإنسَانِ وعَينِ الجَانِّ حتَّى نَزَلَتِ المعوِّذَتَانِ فلَمَّا نَزَلَتا أَخَذَ بهِنَّ وتَرَكَ مَا سِوَاهُنَّ). [السنن الكبرى:4/442]
قالَ أحمَدُ بنُ شُعَيبِ بنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا هلالُ بن العَلاءِ قالَ حدَّثنا سعيدُ بنُ سُليمانَ قالَ حدَّثنَا عبَّادٌ عنِ الجُرَيْرِيِّ عنْ أبي نَضْرَةَ عن أبي سَعِيدٍ قال: كانَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتعَوَّذُ من عينِ الجانِّ وعينِ الإنسِ فلمَّا نزَلَتِ المعوذتانِ أخذَ بهمَا وتَرَكَ ما سِوَى ذلكَ).[السنن الكبرى:4/458]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:(أبو نضرة هو المنذر بن مالك العبدي، والجُرَيْريُّ هو أبو مسعود سعيد بن إياس البصريُّ محدث أهل البصرة في زمانه، وهما من رجال الصحيحين، والحديث صححه الألباني في عدة مواضع من كتبه)
قالَ ابْنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 751 هـ): (وفي التِّرْمِذِيِّ أَيضًا من حديثِ الجَريريِّ، عن أبي هُريرةَ، عن أبي سعيدٍ قالَ: (كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ من الجَانِّ وعينِ الإنسانِ حتى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ، فلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَهما وتَرَكَ ما سِوَاهما).
قالَ: وفي البابِ عن أَنَسٍ، وهذا حديثٌ غريبٌ). [بدائع الفوائد: 2/198]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وتقدَّمَ في آخرِ سُورَةِ (ن) مِن حديثِ أبي نَضْرَةَ, عن أبي سعيدٍ, أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ كانَ يَتَعَوَّذُ مِن أَعْيُنِ الجَانِّ وعَيْنِ الإِنْسَانِ, فلمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتانِ أَخَذَ بِهِمَا وتَرَكَ مَا سِوَاهُما. رواهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ وابنُ ماجَهْ, وقالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/3906]
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (عَنِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَالنَّسَائِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الجَانِّ وَعَيْنِ الإنْسِ، فَلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ)[المعتمد في المنقول: 2/508]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَاتُ فَأَخَذَ بهَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهَا.
وَهَذَا لا يَدُلُّ عَلَى المنعِ مِنَ التَّعَوُّذِ بغَيْرِ هَاتَيْنِ السُّورَتَينِ، بَلْ يَدُلُّ عَلَى الأَوْلَوِيَّةِ وَلا سِيَّمَا مَعَ ثُبُوتِ التَّعَوُّذِ بغَيْرِهِمَا، وَإِنَّمَا اجْتَزَأَ بهِمَا لِمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِن جَوَامِعِ الاسْتِعَاذَةِ مِن كُلِّ مَكْرُوهٍ جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً). [فتح الباري:10/195]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ والنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الجانِّ وَمِنْ عَيْنِ الإنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ المُعَوِّذَتَيْنِ أَخَذَهُما وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ). [الدر المنثور: 15/787]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هكذا قال: (سورة المعوذتين) والذي في السنن (المعوذتان) ولم أجد هذا اللفظ في شيء من روايات هذا الحديث، إلا أن يكون في تفسير ابن مردويه.
وهو مخالف لما في صحيح مسلم وغيره من حديث عقبة بن عامر من تسميتهما سورتين.
وقد تبعه على هذا الشوكاني وصديق حسن خان).
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَابنُ مَرْدُويَه وَالبيهقيُّ عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عينِ الجانِّ، وَمن عَيْنِ الإِنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سورةُ المعوذتَيْنِ أَخَذَ بهما وَتَرَكَ مَا سِوَى ذلكَ). [فتح القدير: 5/756]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشَّوْكانِيُّ (ت: 1250هـ): ( (وَكانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَاهُمَا) ت، س.
الحَديثُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ، كَما قالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ، وَهوَ مِنْ حَديثِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: (كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا).
قالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَريبٌ، وَأَخْرَجَهُ ابنُ مَاجَهْ مِنْ حَديثِهِ أيضًا.
وَفي الحَديثِ دَليلٌ عَلَى أنَّ الاسْتِعاذَةَ بِهاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ أَوْلَى مِنَ الاسْتِعاذَةِ بِغَيْرِهِما، لَكِنْ لا في مُطْلَق الاسْتِعاذَة بَلْ في التَّعَوُّذِ مِنَ الجانِّ وَعَيْنِ الإِنْسانِ). [تُحْفَةُ الذّاكِرينَ: 330-332]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وأَخْرَجَ الترمذيُّ وَحَسَّنَهُ وَابنُ مَرْدُوَيَهْ وَالبَيْهَقِيُّ عَنْ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عينِ الجانِّ وَمن عينِ الإِنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سورةُ المعوذتَيْنِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَى ذلكَ). [فتح البيان: 15/454]
قالَ عَطِيَّة مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (روَى ابنُ كَثِيرٍ حديثَ أبي سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَعْيُنِ الجِنِّ والإِنْسِ، فلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بهما وتَرَكَ ما سِوَاهُما. رَوَاه التِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ وابنُ ماجَهْ، وقالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صحيحٌ). [تتمة أضواء البيان: 9/70]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَشْقَرُ (ت:1430هـ): (أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِن عَيْنِ الجَانِّ، وَمِنْ عَيْنِ الإنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَتَا المُعَوِّذَتَيْنِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ). [زبدة التفسير: 604]

ما جاء في رقية النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالمعوذتين لما سُحر
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (سبق الحديث عن هذه المسألة في سبب نزول المعوذتين فراجعه إن شئت).
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي تَعَوُّذِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقِرَاءَتِه بهما على نفْسِه حينَ سَحَرَتْهُ اليَهودُ.
(حـ): عن حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ أنَّ يَهوديَّةً سَحَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأَتاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ فقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّ يَهوديَّةً سَحَرَتْكَ، وجَعَلَتْهُ في بئْرِ بُضَاعَةَ، فأرْسِلْ رَجُلينِ مِن أخَصِّ أهْلِكَ وأصحابِكَ يَستَخْرِجانِهِ، فبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكْرٍ وعُمَرَ، فاسْتَخْرَجاهُ، فقالَ جِبريلُ عليه السلامُ: اقرَأْ يا مُحمَّدُ، قَالَ: ((وَمَا أَقْرَأُ))؟ قَالَ: اقرَأْ {قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ} [الفلق: 1] فحُلَّتْ عُقدةٌ مِنَ السِّحْرِ، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 2] فحُلَّتْ عُقْدَةٌ {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}[الفلق: 3] فحُلَّتْ عُقدةٌ {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ} [الفلق: 4] فحُلَّتْ عُقدةٌ {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}[الفلق: 5]فحُلَّتْ عُقدةٌ. ثم قَالَ: اقْرَأْ. قَالَ ((وَمَا أَقْرَأُ؟)) قَالَ: اقْرَأْ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] فحُلَّتْ عُقدةٌ {مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ}[الفلق: 6] فحُلَّتِ العُقَدُ كُلُّها، وبَرِئَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اضْطَجَعَ ثمانِيَ عَشْرَةَ ليلةً، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: ((مَا تُعُوِّذَ بِمِثْلِهِمَا)).
(قُلتُ): خَرَّجَه أبو محمَّدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حاتمٍ الرَّازِيُّ في كتابِ الدُّعاءِ عن يُونُسَ بنِ عبدِ الأَعْلَى قَالَ: نا ابنُ وَهْبٍ قَالَ: أخْبَرَني حفْصُ بنُ مَيْسَرةَ، عن أبي سُفيانَ أنَّ يَهوديَّةً سَحَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلمَّا مَضَى ثمانِيَ عَشْرَةَ ليلةً أَتاهُ جِبريلُ عليه السلامُ فقالَ: يا محمَّدُ، إنَّ يَهوديَّةً سَحَرَتْكَ، وجَعلَتْ لكَ سِحْرًا في بني بَيَاضَةَ، فأَرْسِلْ مِن أَخَصِّ أهلِكَ وأصحابِكَ رجُلينِ يَستخْرِجانِ السِّحْرَ، فبعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكْرٍ وعُمَرَ، فاستخْرَجَا ذلك السِّحْرَ، ونزَلَ جِبريلُ فقالَ: يا محمَّدُ اقْرَأْ. قَالَ: ((وَمَا أَقْرَأُ؟)) قَالَ: اقْرَأْ: {قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ} [الفلق: 1] الحديثَ بِمِثْلِ ما تَقَدَّمَ). [لمحات الأنوار: 3/1174-1176]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُودٍ النَّسَفِيُّ (ت: 710هـ):(رُوِيَ أنه عَلَيهِ السلامُ سُحِرَ؛ فمَرِضَ، فجاءَه مَلَكَانِ وهو نائِمٌ، فَقالَ أَحَدُهما لِصَاحِبِه: ما بَالُه؟ فقال: طُبَّ. قال: ومَنْ طَبَّه؟ قال: لَبِيدُ بنُ أَعْصَمَ اليهوديُّ. قال: وبِمَ طَبَّه؟ قال: بمُشْطٍ ومُشَاطَةٍ في جُفِّ طَلْعَةٍ تَحتَ رَاعُوفَةٍ في بِئرِ ذِي أَرْوانَ. فانْتَبَهَ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ فبعَثَ زُبَيْرًا وعَلِيًّا وعمَّارًا رضِيَ اللهُ عَنْهُم، فنَزَحُوا ماءَ البِئرِ، وأخرَجوا الجُفَّ، فإذَا فيه مُشاطَةُ رَأسِه وأَسنانٌ مِن مُشْطِه، وإذَا فيه وَتَرٌ مُعَقَّدٌ فِيه إحدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً مَغْرُوزةً بالإبَرِ، فنَزَلَتْ هاتانِ السُّورتَانِ، فكُلَّمَا قرَأ جِبريلُ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حتَّى قام صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ عندَ انْحلالِ العُقْدَةِ الأخيرةِ كأنَّمَا نُشِطَ من عِقالٍ، وجعَلَ جِبريلُ يَقولُ: بِاسْمِ اللهِ أرْقِيكَ واللهُ يَشْفِيكَ من كلِّ داءٍ يُؤْذِيكَ.
ولهذَا جُوِّزَ الاسْتِرقاءُ بما كانَ مِن كِتابِ اللهِ، وكلامِ رسولِه عليه السَّلامُ، لا بِمَا كان بالسُّرْيَانِيَّةِ والعِبْرَانيَّةِ والهِنْدِيَّةِ؛ فإنَّه لا يَحِلُّ اعْتِقادُه والاعتمادُ عَلَيه). [مدارك التنزيل:3/2016]
قَالَ ابْنُ المُلَقِّنِ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ (ت: 804هـ): (كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قدْ سَحَره لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ في إحدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً؛ فنَزَلَتِ المُعَوِّذَتانِ إِحْدَى عَشْرَةَ آيةً، فقَرَأها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فشُفِيَ من السِّحْرِ). [تفسير غريب القرآن: 603]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِن اليَهُودِ فَاشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ وَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِن اليَهُودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ فِي بِئْرِ فُلانٍ. فَأَرْسَلَ عَلِيًّا، فَجَاءَ بِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْيَحُلَّ العُقَدَ وَيَقْرَأَ آيَةً، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيَحُلُّ حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ). [الدر المنثور: 15/792-793]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (قَالَ فِي شَرْحِ المِشْكَاةِ: لَمَّا سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَشْفَى بِالمُعَوِّذَتَيْنِ؛ لأَنَّهُمَا مِنَ الجَوَامِعِ فِي هَذَا البَابِ).
[إرشاد الساري: 7/441]


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:29 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


رقية النبي صلى الله عليه وسلم غيره

حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْقِي يَقُولُ امْسَحِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لا كَاشِفَ لَهُ إِلا أَنْتَ). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم]

حديث آخر لعائشة رضي الله عنها
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: ((بِاسْمِ اللهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا )).
-حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الرُّقْيَةِ: ((تُرْبَةُ أَرْضِنَا وَرِيقَةُ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا)) ). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه الحميدي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجهْ والنسائي وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وغيرهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة).
قالَ يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ(ت:676هـ): (قالَ جُمْهورُ العلماءِ: المرادُ بأرضِنَا هُنَا جُمْلَةُ الأرضِ، وَقِيلَ: أرضُ المدينةِ خاصَّةً لبركَتِهَا، والرِّيقَةُ أقلُّ مِنَ الرِّيقِ.
وَمَعْنَى الحَدِيثِ: أَنَّهُ يأخُذُ مِن ريقِ نفسِهِ علَى أصبعِهِ السَّبَّابَةِ ثمَّ يضعُهَا علَى التُّرَابِ فيعلَقُ بهَا مِنهُ شيءٌ فيمسَحُ بهِ علَى الموضِعِ الجَريحِ أوِ العَليلِ وَيقُولُ هذَا الكَلامَ فِي حَالِ المسحِ، وَاللهُ أَعْلَمُ). [شرح صحيح مسلم: ]

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ.
فَقَالَ أَنَسٌ: أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: بَلَى.
قَالَ: اللهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ البَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شَافِيَ إِلا أَنْتَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم]

حديث أبي ليلي بن أبي يسار الأنصاري
قال ابن ماجه محمد بن يزيد القزويني(ت:273هـ): (حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ إِنَّ لِي أَخًا وَجِعًا قَالَ مَا وَجَعُ أَخِيكَ قَالَ بِهِ لَمَمٌ قَالَ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ قَالَ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِهِ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَسَمِعْتُهُ عَوَّذَهُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ البَقَرَةِ وَآيَتَيْنِ مِنْ وَسَطِهَا {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[البقرة: 163] وَآيَةِ الكُرْسِيِّ وَثَلاثِ آيَاتٍ مِنْ خَاتِمَتِهَا وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ أَحْسِبُهُ قَالَ: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ}[آل عمران: 18] وَآيَةٍ مِنَ الأَعْرَافِ {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ}[الأعراف: 54] الآيَةَ وَآيَةٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} [المؤمنون: 117] وَآيَةٍ مِنَ الجِنِّ {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا} [الجن: 3] وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ وَثَلاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الحَشْرِ وَ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] وَالمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَامَ الأَعْرَابِيُّ قَدْ بَرَأَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ). [سنن ابن ماجه:]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (قال البوصيري في مصباح الزجاجة: (هذا إسناد فيه أبو جناب الكلبي وهو ضعيف ومدلس، واسمه يحيى بن أبي حية رواه الحاكم في المستدرك من طريق أبي جناب عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب به وقال هذا حديث محفوظ صحيح)
وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه).
قالَ أبو يَعْلَى أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُثَنَّى المَوْصِلِيُّ(ت:307هـ): (حدَّثنا زَحْمُويَهْ حدَّثنا صالحٌ حدَّثنا أبو جَنَاب يحيى بن أبي حيَّةَ عن عبدِ الرحمنِ بن أبي ليلى عن رجلٍ عن أبيه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أخي وجع فقال: ما وجع أخيك؟ قال: به لمم، قال: فابعث إلي به، قال: فجاءه فجلس بين يديه، قال: فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة وآيتين من وسطها: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [البقرة: 163، 164]حتى فرغ من الآية وآية الكرسي، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة وآية من أول آل عمران {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}[آل عمران: 18] إلى آخر الآية وآية من سورة الأعراف {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعراف: 54] وآية من سورة المؤمنين {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)} [المؤمنون: 116] وآية من سورة الجن {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)} [الجن: 3] وعشر آيات من سورة الصف من أولها وثلاث آيات من آخر سورة الحشر و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمعوذتين). [مسند أبي يعلى: ]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ المُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الكِنْدِيُّ، ثنا أبو جَنَابٍ الكَلْبِيُّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّ لِي أَخًا وَجِعًا، فقالَ: وَمَا وَجَعُ أَخِيكَ؟ قالَ: بِهِ لَمَمٌ. قالَ: اذَهْبَ فَأْتِنِي به. قالَ: فَسَمِعْتُهُ عَوَّذَهُ بِفَاتِحَةِ القُرْآنِ وأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ البَقَرَةِ وآيَتَيْنِ مِنْ وَسَطِهَا: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[البقرة: 163، 164] الآيتَيْنِ، وآيَةِ الكُرْسِيِّ، وثلاثِ آياتٍ خَاتِمَةِ البَقَرَةِ وآيَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}[آل عمران: 18] إلى آخِرِ الآيةِ، وآيةٍ مِنَ الأعرافِ {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [الأعراف: 54] إلى آخِرِ الآيَةِ، وآيةٍ مِنْ سُورَةِ المُؤْمِنِينَ {فَتَعَالَى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ} [المؤمنون: 116] إلى آخِرِ الآيةِ، وآيةٍ مِنْ سُورَةِ الجِنِّ: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)} [الجن: 3] وعَشْرِ آياتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ آخِرُهُنَّ: {طِينٍ لازِبٍ (11) } [الصافات: 11] وآخِرِ سُورَةِ الحَشْرِ، و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ، فَأَتَى الأعرابِيُّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقالَ: قَدْ بَرَأَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ). [كِتابُ الدعاءِ: 2/1305]

حديث ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري
قالَ أَبُو دَاودَ سُلَيمَانُ بنُ الأشْعَثِ السِّجِسْتانِيُّ (ت:275هـ):(حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وابْنُ السَّرْحِ، قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، وقَالَ ابْنُ السَّرْحِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْروِ بْنِ يَحْيَى عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ ابْنُ صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ أَحْمَدُ: وَهُوَ مَرِيضٌ؛ فَقَالَ: (( اكْشِفِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ)) ثُمَّ أَخَذَ تُرَابًا مِنْ بَطْحَانَ فَجَعَلَهُ فِي قَدَحٍ ثُمَّ نَفَثَ عَلَيْهِ بِمَاءٍ وَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُد: قَالَ ابْنُ السَّرْحِ: يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الصَّوَابُ). [سنن أبي داود: ]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (انظر تخريجه في الكلام على القراءة في الماء).

حديث علي بن أبي طالب
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ زَوَّجَهُ فاطمةَ دَعَا بِمَاءٍ فَمَجَّهُ ثُمَّ أَدْخَلَهُ مَعَهُ فَرَشَّهُ فِي جَنْبِهِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَعَوَّذَهُ بِـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ). [الدر المنثور: 15/762-763]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق العباس بن جعفر بن زيد بن طلق عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه، والعباس غير معروف، قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: هو مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات على طريقته، ورأيت اسمه في التاريخ الكبير للبخاري العباس بن جعفر بن طلق بن زيد، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً.
والذي يظهر أن نزول المعوذتين كان بعد زواج علي وفاطمة بزمن).


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:30 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


الإذن بالرقية وأخذ الأجرة عليها

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ؛ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ؛ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ؛ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نَزَلُوا بِكُمْ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ؛ فَأَتَوْهُمْ؛ فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ؛ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ؟
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ وَاللهِ إِنِّي لَرَاقٍ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا؛ فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً؛ فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ؛ فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفُلُ وَيَقْرَأُ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ؛ حَتَّى لَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ؛ فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ.
قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا.
فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ؛ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ؛ فَقَالَ: ((وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ)) ). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب النفث في الرقية]

حديث خارجة بن الصلت عن عمه
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَأَتَيْنَا عَلَى حَيٍّ مِنَ العَرَبِ؛ فَقَالُوا: أُنْبِئْنَا أَنَّكُمْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ بِخَيْرٍ؛ فَهَلْ عِنْدَكُمْ دَوَاءٌ أَوْ رُقْيَةٌ؟ فَإِنَّ عِنْدَنَا مَعْتُوهًا فِي القُيُودِ.
قَالَ: فَقُلْنَا: نَعَمْ.
قَالَ: فَجَاءُوا بِالمَعْتُوهِ فِي القُيُودِ قَالَ: فَقَرَأْتُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً أَجْمَعُ بُزَاقِي ثُمَّ أَتْفُلُ.
قَالَ: فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ.
قَالَ: فَأَعْطَوْنِي جُعْلاً؛ فَقُلْتُ: لا حَتَّى أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: (( كُلْ لَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ )) ). [مسند الإمام أحمد: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ زَكَرِيَّا وَوَكِيعٌ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا عَنْ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ حَدَّثَنِي عَامِرٌ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَاجِعًا مِنْ عِنْدِهِ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ عِنْدَهُمْ رَجُلٌ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ بِالحَدِيدِ؛ فَقَالَ أَهْلُهُ: إِنَّا قَدْ حُدِّثْنَا أَنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ؛ فَهَلْ عِنْدَهُ شَيْءٌ يُدَاوِيهِ؟ قَالَ: فَرَقَيْتُهُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ.
قَالَ وَكِيعٌ: ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ؛ فَبَرَأَ فَأَعْطَوْنِي مِائَةَ شَاةٍ؛ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَأَخْبَرْتُهُ؛ فَقَالَ: (( خُذْهَا؛ فَلَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ)) ). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هَذَا الحَدِيثُ رَوَاهُ أَبو دَاودَ الطَّيَالِسيُّ وابنُ أَبي شَيبةَ وَأَحْمَدُ وَأَبُو دَاودَ السِّجسْتَانِيُّ وَالنَّسَائِيُّ والطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ مَعَانِي الآثَارِ، وَابنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ اليَومِ وَالليلَةِ، وَابنُ حِبَّانَ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبيرِ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ،والحَاكِمُ، وَأَبُو نُعَيمٍ الأَصْبَهَانِيُّ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ، كُلُّهُمْ مِن طُرُقٍ عَنْ عَامِرِ بنِ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بنِ الصَّلْتِ عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ عَمِّهِ عَلَى أَقْوَالٍ ذكرها عِزُّ الدِّينِ ابنُ الأَثِيرِ الجَزَرِيُّ فِي أَسَدِ الغَابَةِ:
وَالمشْهُورُ عِندَ المحدِّثِينَ أَنَّهُ عِلاقَةُ بنُ صُحَارٍ،ذَكَرَهُ ابنُ أَبي خَيْثَمَةَ عَن أَبي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بن سَلاَّمٍ، وَجَزَمَ بهِ ابنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَثِقَاتِهِ، وَذَكَرَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ، وَابنُ عُبْدِ البَرِّ فِي الاسْتِيعَابِ، وَابنُ بَشْكُوَالَ فِي غَوَامِضِ الأَسْمَاءِ، وَالمزِّيُّ فِي تَهْذِيبِ الكَمَالِ وَابنُ حَجَر فِي التَّقْرِيبِ وَالعَيْنِي فِي مَغَانِي الأَخْيَارِ، وَاعْتَمَدَهُ ابنُ الأَثِيرِ فِي جَامِعِ الأُصُولِ.
وَالحَدِيثُ لَهُ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ عِنْدَ أَبي عُبَيدٍ في فَضَائِلِ القُرْآنِ وَابنِ أَبي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ مِن طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبي خَالِدٍ عَن قَيْسِ بنِ أَبي حَازِمٍ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي رَقَيْتُ فُلانًا، وَكَانَ بِهِ جُنُونٌ، فَأُعْطِيتُ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، وَإِنَّمَا رَقَيْتُهُ بِالقُرْآنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَخَذَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ، فَقَدْ أَخَذْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ)) ).
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيمِ ابنُ الأَثِيرِ الجَزَرِيُّ (ت:630هـ): (العَلاءُ، وَقِيلَ: عُلاثَةُ بنِ صُحَارٍ السَّلِيطِيُّ مِن بَنِي سَلِيْطٍ، واسْمُهُ كَعْبُ بنُ الحَارِثِ بنِ يَربُوعٍ التَّمِيمِيُّ السَّلِيْطِيُّ وَهُوَ عَمُّ خَارِجَةَ بنِ الصَّلْتِ، ذَكَرَهُ ابنُ شَاهِينَ فَقَالَ: قَالَ ابنُ أَبي خَيثمةَ: أُخبِرْتُ باسْمِهِ عَن أَبي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بنِ سَلاَّمٍ.
وَقَالَ المستَغْفِرِيُّ: عَلاقَةُ بنُ شِجَارٍ قَالَهُ عَلِيُّ بنُ المَدِينِيُّ، يَعْنِي السَّلِيْطِيَّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الحَسَنُ، قَالَ: وَيُقَالُ: ابنُ صُحَارٍ.
وَحَكَاهُ أيضًا عَنِ ابنِ أَبي خَيثمَةَ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ.
قَالَ: وَقَالَ خَلِيفَةُ: اسْمُ عَمِّ خَارِجَةَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُثَيْرِ بنِ عَبْدِ قَيْسِ بنِ خفَافٍ مِن بَنِي عَمْرِو بنِ حَنْظَلَةَ مِنَ البَرَاجِمِ.
وَحَكَى عَن خَليفَةَ قَالَ: عُلاثَةُ بنُ شِجَارٍ بخَطِّ أَبي يَعْلَى النَّسَفِي، قَالَ: وَقَالَ البَرْدَعِيُّ: ابنُ شِجَارٍ بالتَّخْفِيفِ).
[أسد الغابة: ]





رد مع اقتباس
  #15  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:31 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


رقية المسلم للكافر

قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (فيها حديث أبي سعيد وعم خارجة بن الصلت، وقد تقدما قريبا).


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:33 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


رقية الكافر للمسلم

رقية اليهودية لعائشة رضي الله عنها
قالَ مَالِكُ بنُ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأَصْبَحِيُّ (ت:179هـ): (عَن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ عَن عَمْرَةَ بنتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ارْقِيهَا بكِتَابِ اللهِ). [الموطأ: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه مالك وابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي كلهم من طرق عن يحيى بن سعيد عن عمرة به
ورواه ابن حبان من طريق أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها فقال: ((عالجيها بكتاب الله)) ).
والأظهر أنهما خبران).
قالَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ البَيهَقِيُّ (ت:458هـ): (أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بنُ أَبي عَمْرٍو ثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنبَأ الرَّبيعُ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنِ الرُّقْيَةِ؛ فَقَالَ: لا بَأْسَ أَنْ يَرْقِيَ الرَّجُلُ بكِتَابِ اللهِ وَمَا يُعْرَفُ مِن ذِكْرِ اللهِ.
فَقُلْتُ: أَيَرْقِي أَهْلُ الكِتَابِ المسْلِمينَ؛ فَقَالَ: نَعَمْ إِذَا رَقَوا بمَا يُعْرَفُ مِن كِتَابِ اللهِ وَذِكْرِ اللهِ.
فَقُلْتُ: وَمَا الحُجَّةُ فِي ذَلِكَ.
فَقَالَ: غَيْرُ حُجَّةٍ، وَأَمَّا رِوَايةُ صَاحِبنَا وَصَاحِبكَ فَإِنَّ مَالِكًا أَخْبَرَنا عَن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ عَن عَمْرَةَ بنتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا، قَالَ: ارْقِيهَا بكِتَاب اللهِ). [السنن الكبرى:9/347]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (وتتمة الحديث بين الشافعي والربيع ما ذكر في الأم (7/228) قال الربيع: فَقُلْت لِلشَّافِعِيِّ فَإِنَّا نَكْرَهُ رُقْيَةَ أَهْلِ الكِتَابِ.
فقال: وَلِمَ وَأَنْتُمْ تَرْوُونَ هذا عن أبي بَكْرٍ وَلا أَعْلَمُكُمْ تَرْوُونَ عن غَيْرِهِ من أَصْحَابِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم خِلافَهُ؟ وقد أَحَلَّ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ طَعَامَ أَهْلِ الكِتَابِ وَنِسَاءَهُمْ وَأَحْسِبُ الرُّقْيَةَ إذَا رَقَوْا بِكِتَابِ اللهِ مِثْلَ هذا أو أَخَفَّ).
قَالَ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ ابنُ عبدِ البَرِّ النَّمَرِيُّ (ت: 463هـ): (كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ رُقْيَةَ أَهْلِ الكِتَابِ، وَذَلِكَ وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ بأَنَّهُ لا يَدْرِي أَيَرْقُونَ بكِتَابِ اللهِ تَعَالَى أَوْ بمَا يُضَاهِي السِّحْرَ مِنَ الرُّقَى المكْرُوهَةِ). [الاستذكار: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَقَالَ المَازِرِيُّ: اخْتُلِفَ فِي اسْتِرْقَاءِ أَهْلِ الكِتَابِ فَأَجَازَهَا قَوْمٌ وَكَرِهَهَا مَالِكٌ لِئَلاَّ يَكُونَ مِمَّا بَدَّلُوهُ.
وَأَجَابَ مَنْ أَجَازَ بِأَنَّ مِثْلَ هَذَا يَبْعُد أَنْ يَقُولُوهُ، وَهُوَ كَالطِّبِّ سَوَاءٌ كَانَ غَيْر الحَاذِق لا يُحْسِن أَنْ يَقُول، وَالحَاذِقُ يَأْنَفُ أَنْ يُبَدِّلَ حِرْصًا عَلَى اسْتِمْرَار وَصْفهِ بِالحِذْقِ لِتَرْوِيج صِنَاعَته.
وَالحَقُّ أَنَّهُ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلافِ الأَشْخَاصِ وَالأَحْوَالِ). [فتح الباري:10/196]
قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): (روى يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها؛ فقال أبو بكر: (ارقيها بكتاب الله). أخرجه مالك في الموطأ (3/121) وابن أبي شيبة (8/50/3663) والخرائطي في مكارم الأخلاق ( 2/977/1105 begin_of_the_skype_highlighting 2/977/1105 مجاني end_of_the_skype_highlighting ) والبيهقي (9/349) من طرق عنه.
قلت: وهذا إسناد رواته ثقات لكنه منقطع؛ فإن عمرة هذه لم تدرك أبا بكر رضي الله عنه؛ فإنها وُلِدَت بعد وفاته بثلاث عشرة سنة.
نعم في رواية للبيهقي من طريق محمد بن يوسف قال: ذكر سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر وعندها يهودية.. إلخ. كذا قال: (عن عائشة)، فوصله عنها، وأظن أنه من محمد بن يوسف، وهو الفريابي، وهو ثقة فاضل ملازم لسفيان -وهو الثوري -ومع ذلك فقد تكلم ابن عدي وغيره في بعض حديثه عنه؛ فأخشى أن يكون وصله لهذا الإسناد مما تكلموا فيه؛ فيكون شاذا لمخالفته لتلك الطرق التي أرسلته، أو يكون الخطأ ممن دونه؛ فإنهم دونه في الرواية.
بعد هذا البيان والتحقيق لا أرى من الصواب قول ابن عبد البر في " التمهيد " ( 5 / 278 ) جازما بنسبته إلى الصديق: (وقد جاء عن أبي بكر الصديق كراهية الرقية بغير كتاب الله، وعلى ذلك العلماء، وأباح لليهودية أن ترقي عائشة بكتاب الله!).
ثم إنه من غير المعقول أن يطلب الصديق من يهودية أن ترقي عائشة، كما لا يعقل أن يطلب منها الدعاء لها، والرقية من الدعاء بلا شك، فإن الله عز وجل يقول: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} [غافر: 50].
و يزداد الأمر نكارة إذا لوحظ أن المقصود بـ " كتاب الله " القرآن الكريم، فإنها لا تؤمن به ولا بأدعيته. وإن كان المقصود التوراة، فذلك مما لا يصدر من الصديق، لأنه يعلم يقينا أن اليهود قد حرفوا فيه، وغيروا وبدلوا). [السلسلة الصحيحة: 6/1161]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (الرقية لا تقتصر على الدعاء، فإنه يكون فيها دعاء وغيره من الكلام المعروف تأثيره على الروح والبدن والحيوان، وإذا كانت كذلك وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم بعض رقى العرب فلا مانع من رقية الكافر للمسلم إذا كان يرقي برقية لا شرك فيها ولا شبهة شرك وكان ممن يؤتمن.
وأما إعلاله الخبر بهذه العلة فغريب؛ فإن عمرة معروفة بالأخذ عن عائشة وقد حكت عنها هذه القصة فهي محمولة على سماعها لها منها ولا مخالف لها في ذلك، ولا يصار إلى الإعلال بهذه العلة عند عدم وجود مخالف ثقة حتى يرجح بين الروايتين.
وقد احتج بها الشافعي وحملها مالك على الاتصال، وإن كان قَدِ اختلف قوله في رقية الكافر للمسلم؛ فليس منزعه عدم ثبوت الخبر وإنما أراد بذلك سد الذريعة المفضية إلى ما لا يجوز من تلك الرقى فإن توسع الناس في ذلك مظنة لأن يرقيهم من يكون في رقاه شرك، أما إذا تحقق من سلامة تلك الرقى بأن عرضت على عالم فلم ير فيها بأسًا فالصحيح جوازها.
وأما قول أبي بكر: (ارقيها بكتاب الله) فمعناه بما أذن الله به، كما في الحديث الصحيح: (ما بال أقوام يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله) وكلام أبي بكر موافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم أي: ارقيها بما يجوز في حكم الله، وإن كان الخطاب للراقية فهو كذلك خطاب لعائشة لتمنعها من رقيتها بما لا يجوز، وقد كانت عالمة فقيهة، فليس في الخبر ما يشكل ولله الحمد.
ثم وجدت هذا التفسير لابن حبان –رحمه الله – قال: (قوله صلى الله عليه وسلم: ( عالجيها بكتاب الله ) أراد: عالجيها بما يبيحه كتاب الله لأن القوم كانوا يرقون في الجاهلية بأشياء فيها شرك فزجرهم بهذه اللفظة عن الرقى إلا بما يبيحه كتاب الله دون ما يكون شركًا).

رقية اليهودي لزينب امرأة ابن مسعود
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ قَالَتْ: كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى البَابِ تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ.
قَالَتْ: وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَنَحْنَحَ، قَالَتْ: وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي مِنَ الحُمْرَةِ؛ فَأَدْخَلْتُهَا تَحْتَ السَّرِيرِ فَدَخَلَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا، قَالَ: مَا هَذَا الخَيْطُ؟
قَالَتْ قُلْتُ: خَيْطٌ رُقِيَ لِي فِيهِ.
قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ)).
قَالَتْ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ؛ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ اليَهُودِيِّ يَرْقِيهَا وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ؟
قَالَ: إِنَّمَا ذَلِكِ عَمَلُ الشَّيْطَانِ، كَانَ يَنْخَسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَذْهِبْ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا)) ). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي والبغوي كلهم من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب به، على اختلاف يسير في حكاية القصة وبعضهم يختصرها، وله طرق أخرى سبق ذكرها).


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:34 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


الرقية من العين

العين حق
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( العَيْنُ حَقٌّ ))وَنَهَى عَنِ الوَشْمِ). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب العين حق]

حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ بنِ مُسْلِمٍ القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ وَأَحْمَدُ بْنُ خِرَاشٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ أَخْبَرَنَا وقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( العَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا ))).
[صحيح مسلم: 7/13]


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:35 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


الاسترقاء من العين

حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ).[صحيح البخاري: كتاب الطب/باب رقية العين]
قالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الجَصَّاصُ (ت: 370هـ): (وَقَالَتْ عَائِشَةُ: "أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَسَتَرْقِيَ مِنَ العَيْنِ"). [أحكام القرآن: 3/648]

حديث أم سلمة رضي الله عنها
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ):(حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: ((اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ)).
تَابَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَقَالَ عُقَيْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
[صحيح البخاري: كتاب الطب/باب رقية العين]

أقوال العلماء في الرقية من العين
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (ومن الرُّقَى التى تردُّ العَيْن ما ذُكر عن أبي عبد الله السَّاجى، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو على ناقة فارِهَةٍ، وكان في الرفقة رجل عائن، قلَّما نظر إلى شَيْءٍ إلا أتلفه، قيل لأبي عبد الله: احفَظْ ناقَتكَ مِنَ العائِن، فقال: ليس له إلى ناقتى سبيل، فأُخْبِرَ العائِنُ بقوله، فتَحيَّنَ غَيبة أبي عبد الله، فجاء إلى رَحْله، فنَظر إلى الناقةَ، فاضطربتْ وسقطت، فجاء أبو عبد الله، فأُخْبِرَ أنَّ العائِنَ قد عانها، وهي كما ترى، فقال: دُلُّونى عليه. فدُلَّ، فوقف عليه، وقال: باسمِ اللهِ، حَبْسٌ حابسٌ، وحَجَرٌ يابِسٌ، وشِهابٌ قابِسٌ، ردَّت عين العائن عليه، وعلى أحبِّ الناس إليه، {فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) } [الملك: 3، 4] فخرجتْ حَدَقَتا العائنِ، وقامت الناقةُ لا بأسَ بها.
فصل: في هَدْيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العلاج العام لكل شكوى بالرُّقية الإلهية
روى أبو داود في "سننه": من حديث أبي الدرداء، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (( مَن اشتكى منكم شَيْئًا، أو اشتكاهُ أخٌ له فلْيقُلْ: رَبَّنا اللهَ الذي في السَّماء، تقدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ في السَّماء والأرضِ كما رَحْمَتُك في السَّماءِ، فاجعل رحمتكَ في الأرض، واغفر لنا حُوبَنَا وخطايانا أنتَ ربُّ الطَّيِّبِين، أنْزِلْ رحمةً من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوَجَع، فيَبْرأ بإذْنِ اللهِ )).
وفي "صحيح مسلم" عن أبي سعيد الخُدْرِى، أنَّ جبريلَ عليه السلام أتى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا محمدُ؛ اشتكيْتَ؟ فقال: (( نعم )).
فقال جبريلُ عليه السلام: (( بِاسْمِ اللهِ أَرقيكَ مِن كُلِّ شَيْءٍ يُؤذيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نفْسٍ أو عَيْن حاسدٍ اللهُ يَشفيكَ، بِاسْمِ اللهِ أرقيكَ )).
فإن قيل: فما تقولون في الحديث الذي رواه أبو داود: (( لا رُقيةَ إلا من عَيْنٍ، أو حُمَةٍ ))، والحُمَةُ: ذوات السُّموم كلها؟
فالجواب: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُرِدْ به نفيَ جواز الرُّقية في غيرها، بل المرادُ به: لا رُقية أولى وأنفعُ منها في العَيْن والحُمَة، ويدل عليه سياقُ الحديث، فإنَّ سهل بن حُنيف قال له لما أصابته العَيْن: أوَفِي الرُّقَى خير؟
فقال:(( لا رُقيةَ إلا في نَفْسٍ أو حُمَةٍ )).
ويدل عليه سائرُ أحاديث الرُّقَى العامة والخاصة، وقد روى أبو داود من حديث أنس قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لا رُقْيَةَ إلا مِن عَيْنٍ، أو حُمَةٍ، أو دَمٍ يَرْقأُ )).
وفي صحيح مسلم عنه أيضًا: رخَّص رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرُّقية من العَيْن والحُمَةِ والنَّمْلَةِ). [زاد المعاد:4/172-174]


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:37 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


الرقية من العقرب


حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ فَلَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ، فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَعْلِهِ فَقَتَلَهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ، لا تَدَعُ مُصَلِّيًا، وَلا غَيْرَهُ )) أَوْ نَبِيًّا، وَلا غَيْرَهُ، ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَجَعَلَهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّهُ عَلَى إِصْبَعِهِ حَيْثُ لَدَغَتْهُ، وَيَمْسَحُهَا وَيُعَوِّذُهَا بِالمُعَوِّذَتَيْنِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/398]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي تَعويذِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهما نفْسَه في لَدْغَةِ العَقْرَبِ.
(ش): عن محمَّدِ بنِ علِيٍّ قَالَ: بينَما رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاتَ لَيلةٍ يُصَلِّي، فوضَعَ يَدَه على الأرضِ فلدَغَتْهُ عَقربٌ فتنَاوَلَها رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنَعْلِه فقَتَلَها، فلَمَّا انصرَفَ قَالَخخ: ((لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ، مَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلا غَيْرَهُ، أَوْ نَبِيًّا وَلا غَيْرَهُ)). ثم دعا بماءٍ ومِلْحٍ فجَعَلَه في إناءٍ، ثم جعَلَ يَصُبُّه حيثُ لدَغَتْهُ، ويَمْسَحُها ويُعَوِّذُها بالمُعَوِّذَتَيْنِ). [لمحات الأنوار: 3/1177-1178]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الإيمان) عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ، لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَعْلِهِ فَقَتَلَهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ؛ مَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلا غَيْرَهُ أَوْ نَبِيًّا وغَيْرَهُ)). ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَجَعَلَهُ فِي إناءٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّهُ عَلَى إِصْبَعِهِ حَيْثُ لَدَغَتْهُ وَيَمْسَحُهَا وَيُعَوِّذُهَا بالمُعَوِّذَتَيْنِ. وَفِي لَفْظٍ: فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا وَيَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} [الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ). [الدر المنثور: 15/771]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ الطبرانيُّ في الصغيرِ عَنْ عَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ قَالَ: لَدَغَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غببعَقْرَبٌ وَهوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: (( لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ لا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلا غَيْرَهُ)). ثمَّ دَعَا بماءٍ وَمِلْحٍ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ عليها وَيَقْرَأُ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]). [فتح القدير: 5/757]

رقية آل الأسود بن يزيد من العقرب
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ):(حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ لآلِ الأَسْوَدِ رُقْيَةٌ يَرْقُونَ بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ مِنَ الحُمَةِ، قَالَ: فَعَرَضَهَا الأَسْوَدُ عَلَى عَائِشَةَ، قَالَ: فَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يَرْقُوا بِهَا، قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لا رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/392]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ القَعْقَاعِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رُقْيَةُ العَقْرَبِ: شجة قرنية ملحة بحر قفطا.
- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ القَعْقَاعِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: عَرَضْتُهَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: هَذِهِ مَوَاثِيقُ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حدَّثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ البَراء قالَ: حدَّثنا المُعَافَى بنُ سُليمانَ قالَ: حدَّثنا مُوسَى بنُ أَعينَ عَنْ زيدِ بنِ بكرِ بنِ خُنَيسٍ عَنْ إسماعيلَ بنِ مسلمٍ عَنْ أبي مَعْشَرٍ عن إبراهيمَ عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ قال: ذُكِرَ عندَ النَّبي صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ رُقْيَةً مِنَ الحُمَةِ؛ فقال: ((اعرِضُوهَا عَلَيَّ))؛ فَعَرَضُوهَا عَلَيهِ: (باسمِ اللهِ شَجة قرنية ملحة بحر قفطا؛ فقال: ((هَذهِ مَواثيقُ أَخَذَهَا سُليمَانُ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ عَلَى الهَوَامِّ لا أَرَى بهَا بَأَسًا))
قال: فَلُدِغَ رجلٌ وهو مع علقمة فرقاه بها فكأنما نشط من عقال.
لم يرو هذا الحديث عن أبي معشر إلا إسماعيل بن مسلم ولا عن إسماعيل إلا زيد بن بكر تفرد به موسى بن أعين). [المعجم الأوسط: 5/266]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حدثنا مطلب بن شعيب نا عبد الله بن صالح نا الليث عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن زيد بن عبد الله قال عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية من الحمة فأذن لنا بها وقال إنما هي مواثيق والرقية باسم الله شجة قرنية ملحة بحر قفطا لا يروى هذا الحديث عن زيد بن عبد الله إلا بهذا الإسناد تفرد به الليث). [المعجم الأوسط: 8/297]
قالَ أَبُو نُعَيمٍ أَحْمَدُ بنُ عَبدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ(ت:430هـ):(حدثنا سليمان بن أحمد في الأوسط، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث بن سعد، حدثني إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ الأنصاري، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن زيد بن عبد الله ح، قال: وحدثناه عن عبد الله بن جعفر البغدادي، بمصر، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ الأنصاري، عن الحسن بن أبي الحسن، عن زيد بن عبد الله، قال: عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم رقية من الحية، فأذن لنا بها وقال: « إنما هي مواثيق »، والرقية: « باسم الله شجة ملحة بحر قرنية قطفاء »، لفظهما سواء ورواه فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن زيد بن عبد الله الأنصاري). [معرفة الصحابة: ]
قالَ ابنُ السُّنِّيِّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:364 هـ): (حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد السلام بن عبد الحميد، ثنا موسى بن أعين، عن زيد بن بكر، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية الحمة، فقال: « اعرضها »، فعرضتها عليه: باسم الله شجة قرنية ملحة بحر قفطا. فقال: « هذه مواثيق أخذها سليمان بن داود عليهما السلام، ولا أرى بها بأسا ». فلدغ رجل وهو مع علقمة، فرقاه بها، فكأنما نشط من عقال). [عمل اليوم والليلة: ]
قالَ ابنُ السُّنِّيِّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:364 هـ): (أخبرنا علي بن محمد بن عامر، حدثنا عمرو بن أحمد بن شريح، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ الأنصاري، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن زيد بن عبد الله، أنه قال: عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية الحمة، فأذن لنا فيها، وقال: « إنما هي مواثيق » والرقية: باسم الله شجة ملحة قرنيه بحري قفطى). [عمل اليوم والليلة: ]

حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ أَبِي مُخَاشِنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يُلْدَغْ، أَوْ لَمْ يَضُرَّهُ» ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج لدغة العقرب
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (فصل في هَدْيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في علاج لدغة العقرب بالرُّقْيَة.
روى ابن أبي شَيْبَةَ في مسنده من حديث عبد الله بن مسعود قال: بينا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلِّى، إذ سجد فَلَدَغَتْه عقربٌ في أُصبعه، فانصرفَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: (( لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ ما تَدَعُ نبيًّا ولا غَيْرَه ))، قال: ثُمَّ دعا بإناءٍ فيه ماء ومِلح، فَجَعَلَ يَضَعُ موضِعَ اللَّدغة في الماء والمِلحِ، ويقرأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ حتى سكنتْ.
ففي هذا الحديث العلاجُ بالدواء المركَّب مِنَ الأمرين: الطبيعىِّ والإلهيِّ، فإنَّ في سورة الإخلاص مِن كمال التوحيد العِلمى الاعتقادى، وإثبات الأحَدِيَّة للهِ، المستلزِمة نفيَ كُلِّ شركة عنه، وإثباتِ الصَّمديَّةِ المستلزمةِ لإثبات كُلِّ كمال له مع كونِ الخلائق تَصمُدُ إليه في حوائجها، أى: تقصِدُه الخليقةُ، وتتوجه إليه، عُلويُّها وسُفليُّها، ونفيَ الوالد والولد، والكُفْءِ عنه المتضمن لنفي الأصل، والفرع والنظير، والمماثل مما اختصَّت به وصارت تعدِلُ ثُلُثَ القرآن، ففي اسمه (الصمد) إثباتُ كل الكمال، وفي نفي الكُفْءِ التنزيهُ عن الشبيه والمثال.
وفي (الأحد) نفيُ كُلِّ شريك لذى الجلال، وهذه الأُصول الثلاثة هي مجامعُ التوحيد.
وفي المعوِّذتين الاستعاذةُ مِن كل مكروه جملةً وتفصيلاً، فإنَّ الاستعاذَة مِن شَرِّ ما خلق تَعُمُّ كُلَّ شَرٍّ يُستعاذ منه، سواء أكان في الأجسام أو الأرواح، والاستعاذَةَ مِن شَرِّ الغاسق وهو اللَّيل، وآيتِهِ وهو القمر إذا غاب، تتضمن الاستعاذةَ مِن شَرِّ ما ينتشِرُ فيه من الأرواح الخبيثة التى كان نورُ النهار يحولُ بينها وبين الانتشار، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمرُ، انتشرت وعاثت.
والاستعاذة مِن شَرِّ النفاثات في العُقد تتضمن الاستعاذة من شَرِّ السواحر وسِحرهن.
والاستعاذة مِن شَرِّ الحاسد تتضمن الاستعاذَة مِن النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها.
والسورةُ الثانية: تتضمن الاستعاذة مِن شَرِّ شياطين الإنس والجن، فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كُلِّ شَرٍّ، ولهما شأنٌ عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها، ولهذا أوصى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُقبةَ بن عامر بقراءتهما عَقِبَ كُلِّ صلاةٍ، ذكره الترمذىُّ في "جامعه" وفي هذا سِرٌّ عظيم في استدفاع الشرورِ من الصلاة إلى الصلاة.
وقال:
(( ما تَعَوَّذ المتعوِّذون بمثلهما )).
وقد ذُكر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ في إحدى عشرةَ عُقدة، وأنَّ جبريلَ نزل عليه بهما، فجعَلَ كُلَّما قرأ آية منهما انحلَّتْ عُقدة، حتى انحلَّتِ العُقَد كُلُّها، وكأنما أُنْشِطَ من عِقَال.
وأما العلاج الطبيعى فيه، فإنَّ في المِلح نفعًا لكثير من السُّموم، ولا سِيَّما لدغة العقرب، قال صاحب "القانون": يُضمَّد به مع بذر الكتان للسع العقرب، وذكره غيرُه أيضًا. وفي المِلح من القوة الجاذبة المحلِّلة ما يَجذِبُ السُّموم ويُحللها، ولَمَّا كان في لسعها قوةٌ نارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج جمع بين الماءِ المبرد لنار اللَّسعة، والمِلح الذي فيه جذبٌ وإخراج، وهذا أتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله، وفيه تنبيه على أنَّ علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والإخراج. والله أعلم.
وقد روى مسلم في "صحيحه" عن أبي هُريرة قال: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله؛ ما لقيتُ مِنْ عقربٍ لَدَغَتْني البارحةَ فقال: (( أما لو قُلْتَ حِينَ أمْسَيْتَ: أعُوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ،لم تَضُرَّك )).
واعلم أنَّ الأدوية الطبيعية الإلهية تنفعُ مِن الداء بعد حصوله، وتمنَعُ من وقوعه، وإن وقع لم يقع وقوعًا مضرًّا، وإن كان مؤذيًا، والأدوية الطبيعية إنما تنفعُ، بعد حصول الداء، فالتعوُّذاتُ والأذكار، إما أن تمنعَ وقوعَ هذه الأسباب، وإما أن تحولَ بينها وبين كمالِ تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه، فالرُّقَى والعُوَذ تُسْتَعمل لحفظ الصحة، ولإزالة المرض، أما الأول: فكما في "الصحيحين" من حديث عائشة كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أوى إلى فراشِهِ نَفَثَ في كَفَّيْهِ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْن. ثم يمسحُ بهما وجهه، وما بلغت يدُه من جسده".
وكما في حديث عُوذة أبي الدرداء المرفوع: (( اللهُمَّ أنت رَبِّي لا إله إلا أنت عليكَ تَوَكَّلْتُ وأنتَ رَبُّ العَرْشِ العظيم ))، وقد تقدَّم وفيه: (( مَن قالها أوَّل نهارِهِ لم تُصِبْهُ مُصيبة حتى يُمسِيَ، ومَن قالها آخر نهارِهِ لم تُصِبْه مُصيبةٌ حتى يُصْبِح )).
وكما في الصحيحين: (( مَن قَرَأَ الآيَتَيْن مِن آخرِ سُورةِ البقرةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ )).
وكما في صحيح مسلم عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَن نَزَلَ مَنْزِلاً فقال: أَعُوذُ بكلمات ِاللهِ التَّامَّاتِ مِن شرَِّ ما خَلَقَ، لم يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِن مَنْزِلهِ ذلِكَ )).
وكما في سنن أبي داود أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في السفر يقول باللَّيل: (( يا أرضُ؛ رَبِّي ورَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ باللهِ مِن شَرِّكِ وشَرِّ ما فِيكِ، وشَرِّ ما يَدُبُّ عليكِ، أعوذُ باللهِ مِن أسَدٍ وأسْوَدٍ، ومِن الحَيَّةِ والعقربِ، ومِن ساكنِ البَلَدِ، ومن والدٍ وما وَلَدَ )).
وأما الثاني: فكما تقدَّم من الرُّقية بالفاتحة، والرُّقية للعقرب وغيرها مما يأتى).
[زاد المعاد:4/182-184]


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:38 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


الرقية من المس


دخول الجني في جسد الإنسي
قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (وُجُودُ الجِنِّ ثَابِتٌ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَاتِّفَاقِ سَلَفِ الأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا، وَكَذَلِكَ دُخُولُ الجِنِّيِّ فِي بَدَنِ الإِنْسَانِ ثَابِتٌ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ} [البقرة: 275] وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ )).
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ قُلْت لأَبِي: إنَّ أَقْوَامًا يَقُولُونَ: إنَّ الجِنِّيَّ لا يَدْخُلُ فِي بَدَنِ المَصْرُوعِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ يَكْذِبُونَ هَذَا يَتَكَلَّمُ عَلَى لِسَانِهِ.
وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَمْرٌ مَشْهُورٌ فَإِنَّهُ يُصْرَعُ الرَّجُلُ فَيَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لا يُعْرِفُ مَعْنَاهُ وَيُضْرَبُ عَلَى بَدَنِهِ ضَرْبًا عَظِيمًا لَوْ ضُرِبَ بِهِ جَمَلٌ لأثَّرَ بِهِ أَثَرًا عَظِيمًا، وَالمَصْرُوعُ مَعَ هَذَا لا يُحِسُّ بِالضَّرْبِ وَلا بِالكَلامِ الَّذِي يَقُولُهُ، وَقَدْ يَجُرُّ المَصْرُوعَ وَغَيْرَ المَصْرُوعِ وَيَجُرُّ البِسَاطَ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَيْهِ وَيُحَوِّلُ آلاتٍ وَيَنْقُلُ مِنْ مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ وَيُجْرِي غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ مَنْ شَاهَدَهَا أَفَادَتْهُ عِلْمًا ضَرُورِيًّا بِأَنَّ النَّاطِقَ عَلَى لِسَانِ الإِنْسِيِّ، وَالمُحَرِّكَ لِهَذِهِ الأَجْسَامِ جِنْسٌ آخَرُ غَيْرُ الإِنْسَانِ.
وَلَيْسَ فِي أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ مَنْ يُنْكِرُ دُخُولَ الجِنِّيِّ فِي بَدَنِ المَصْرُوعِ وَغَيْرِهِ وَمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَادَّعَى أَنَّ الشَّرْعَ يُكَذِّبُ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ عَلَى الشَّرْعِ، وَلَيْسَ فِي الأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ مَا يَنْفِي ذَلِكَ). [مجموع الفتاوى:24/277-279]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (أَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنَ المُعْتَزِلَةِ كالجبائي وَأَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِمَا دُخُولَ الجِنِّ فِي بَدَنِ المَصْرُوعِ وَلَمْ يُنْكِرُوا وُجُودَ الجِنِّ إذْ لَمْ يَكُنْ ظُهُورُ هَذَا فِي المَنْقُولِ عَنِ الرَّسُولِ كَظُهُورِ هَذَا وَإِنْ كَانُوا مُخْطِئِينَ فِي ذَلِكَ. وَلِهَذَا ذَكَرَ الأَشْعَرِيُّ فِي مَقَالاتِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إنَّ الجِنِّيَّ يَدْخُلُ فِي بَدَنِ المَصْرُوعِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ} [البقرة: 275] وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ: قُلْت لأَبِي: إنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنَّ الجِنِّيَّ لا يَدْخُلُ فِي بَدَنِ الإِنْسِيِّ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ يَكْذِبُونَ هُوَ ذَا يَتَكَلَّمُ عَلَى لِسَانِهِ. وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ.
وَالمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ جَمِيعَ طَوَائِفِ المُسْلِمِينَ يُقِرُّونَ بِوُجُودِ الجِنِّ وَكَذَلِكَ جُمْهُورُ الكُفَّارِ كَعَامَّةِ أَهْلِ الكِتَابِ وَكَذَلِكَ عَامَّةُ مُشْرِكِي العَرَبِ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَوْلادِ الهذيل وَالهِنْدِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَوْلادِ حَامٍ وَكَذَلِكَ جُمْهُورُ الكَنْعَانِيِّينَ واليونانيين وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَوْلادِ يافث.
فَجَمَاهِيرُ الطَّوَائِفِ تُقِرُّ بِوُجُودِ الجِنِّ بَلْ يُقِرُّونَ بِمَا يَسْتَجْلِبُونَ بِهِ مُعَاوَنَةَ الجِنِّ مِنَ العَزَائِمِ وَالطَّلاسِمِ سَوَاءٌ أَكَانَ ذَلِكَ سَائِغًا عِنْدَ أَهْلِ الإِيمَانِ أَوْ كَانَ شِرْكًا فَإِنَّ المُشْرِكِينَ يَقْرَءُونَ مِنَ العَزَائِمِ وَالطَّلاسِمِ وَالرُّقَى مَا فِيهِ عِبَادَةٌ لِلْجِنِّ وَتَعْظِيمٌ لَهُمْ وَعَامَّةُ مَا بِأَيْدِي النَّاسِ مِنَ العَزَائِمِ وَالطَّلاسِمِ وَالرُّقَى الَّتِي لا تُفْقَهُ بِالعَرَبِيَّةِ فِيهَا مَا هُوَ شِرْكٌ بِالجِنِّ. وَلِهَذَا نَهَى عُلَمَاءُ المُسْلِمِينَ عَنِ الرُّقَى الَّتِي لا يُفْقَهُ مَعْنَاهَا؛ لأَنَّهَا مَظِنَّةُ الشِّرْكِ وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ الرَّاقِي أَنَّهَا شِرْكٌ).
[مجموع الفتاوى:19/13]


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:40 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

القراءة على الدابة

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ بَغْلَةً فَحَادَتْ بِهِ، فَحَبَسَهَا وَأَمَرَ رَجُلاً أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهَا {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 1، 2]. فَسَكَنَتْ وَمَضَتْ). [الدر المنثور: 15/790-791]

حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَهْدَى النَّجَاشِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً شَهْبَاءَ، فَكَانَ فِيهَا صعوبةٌ، فَقَالَ للزبيرِ: ((ارْكَبْهَا وَذَلِّلْهَا)).
فَكَأَنَّ الزُّبَيْرَ اتَّقَى، فَقَالَ لَهُ: ((ارْكَبْهَا وَاقْرَأِ القُرْآنَ)).
قَالَ: مَا أَقْرَأُ؟
قَالَ: ((اقْرَأْ {قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ} [الفلق: 1]؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا قُمْتَ تُصَلِّي بِمِثْلِهَا)) ). [الدر المنثور: 15/791]


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:43 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


تأثير الرقى


حديث حكيم بن حزام
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَشِّيُّ ثَنَا إِبرَاهِيمُ بنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ ثَنَا صَالِحُ بنُ أَبي الأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! رُقًى كُنَّا نَسْتَرْقِي بهَا وَأَدْوِيَةٌ كُنَّا نَتَدَاوَى بهَا، هَلْ تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللهِ؟ فَقَالَ: ((هِيَ مِن قَدَرِ اللهِ))). [المعجم الكبير:3/192]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أَخبرَنا أبو بَكْرِ بنُ إِسْحَاقَ أَنبأَ أَبُو مُسْلِمٍ ثَنَا إِبرَاهِيمُ بنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ثَنَا صَالِحُ بنُ أَبي الأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! رُقًى كُنَّا نَسْتَرْقِي بهَا وَأَدْوِيَةٌ كُنَّا نَتَدَاوَى بهَا، هَلْ تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللهِ؟ فَقَالَ: ((هِيَ مِن قَدَرِ اللهِ)) ). [المستدرك:4/446]

حديث يعمر السَّعدي
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيسَى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (‏‏حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي خِزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا، وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ شَيْئًا؟
قَالَ: ((هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي خِزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ كِلْتَا الرِّوَايَتَيْنِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنْ أَبِي خِزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ، وقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنِ ابْنِ أَبِي خِزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَقَدْ رَوَى غَيْرُ ابْنِ عُيَيْنَةَ هَذَا الحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي خِزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَهَذَا أَصَحُّ وَلا نَعْرِفُ لأَبِي خِزَامَةَ غَيْرَ هَذَا الحَدِيثِ). [جامع الترمذي: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:(ورواه ابن ماجه عن محمد بن الصباح عن سفيان بن عيينة عن الزهري به).
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا إدريسُ بنُ جَعْفَرٍ العَطَّارُ ثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ ثَنَا يُونُسُ بنُ يَزِيدَ الأَيلِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبي خِزَامَةَ عَنِ الحَارِثِ بنِ سَعْدٍ عَنْ أَبيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرقِي بهَا وَأَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بهَا، تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللهِ؟ قَالَ: ((هِيَ مِن قَدَرِ اللهِ)).
هَكَذَا رَوَاهُ عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ عَن يُونُسَ، وَخَالَفَهُ النَّاسُ فَرَوَوْهُ عَن يُونُسَ كَمَا رَوَاهُ النَّاسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبي خِزَامَةَ). [المعجم الكبير:6/47]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (قالَ يَحْيَى بنُ مَعِينٍ: حدَّثَ عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ عَن يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبي خِزَامَةَ عَنِ الحَارِثِ بنِ سَعْدٍ أَخْطَأَ فِيهِ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبي خِزَامَةَ أَحَدِ بَنِي الحَارِثِ بنِ سَعْدِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِينٍ : الصَّوَابُ فِيهِ عَنْ أَبي خِزَامَةَ عَنْ أَبيهِ).

حديث كعب بن مالك
قالَ أَبُو حَاتمٍ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ البُسْتِيُّ (ت:354هـ):(أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو بالفُسْطَاطِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ العَلاءِ الزُّبيديُّ، حدَّثنا عمرُو بنُ الحارِثِ، حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ سَالمٍ، عَنِ الزُّبيدِيِّ مُحَمَّدِ بنِ الوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ عَنْ أَبيهِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى بهِ، وَرُقًى نَسْتَرْقِي بهَا، وَأَشْيَاءَ نَفْعَلُهَا، هَلْ تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللهِ؟
قالَ: (( يَا كَعْبُ، بَلْ هِيَ مِن قَدَرِ اللهِ )) ). [صحيح ابن حبان:13/465]

فقه الحديث
قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (فِي السُّنَنِ أنَّهُ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَىَ بهَا، وَرُقًى نَسْتَرْقِيهَا، وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا، هَلْ تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللهِ شَيْئًا؟
فَقَالَ: (( هِيَ مِن قَدَرِ اللهِ )).
بيَّنَ أنَّ الأسبابَ التي تُدْفَعُ بهَا المكَارِهُ هِي مِن قَدَرِ اللهِ لَيسَ القَدَرُ مُجَرَّدَ دَفْعِ المكرُوهِ بلا سَبَبٍ.
وَكَذلكَ قولُ مَنْ قالَ إِنَّ الدُّعاءَ لا يؤثِّرُ شيئًا وَالتَّوَكُّلُ لا يُؤثِّرُ شَيئًا هُوَ مِن هَذَا الجنسِ، لَكِنَّ إِنكارَ مَا أُمِرَ بهِ مِنَ الأَعمالِ كُفْرٌ ظَاهِرٌ، بخلافِ تَأثيرِ التَّوَكُّلِ، وَلكنَّ الأصلَ وَاحدٌ، وهو النَّظَرُ إِلَى المقدورِ مُجَرَّدًا عَن أسبابهِ وَلَوازِمِهِ.
وَمِن هَذَا البَابِ أَنَّ المقتولَ يَمُوتُ بأَجَلِهِ عندَ عامَّةِ المسلمينَ إِلا فِرْقَةً مِنَ القَدَرِيَّةِ قَالوا: إِنَّ القاتلَ قَطَعَ أَجَلَهُ، ثمَّ تَكَلَّمَ الجمهورُ: لَوْ لَمْ يُقْتَلْ؟
فقالَ: بعضُهُم كانَ يمُوتُ؛ لأَنَّ الأجَلَ قَدْ فَرَغَ.
وَقالَ بعضُهُم: لا يَمُوتُ لانتفَاءِ السَّبَبِ.
وَكِلا القَوْلَينِ قَدْ قَالَه مَن ينتسِبُ إِلَى السُّنَّةِ، وَكِلاهُمَا خَطَأٌ؛ فَإِنَّ القَدَرَ سَبَقَ بأَنَّهُ يَمُوتُ َبهَذَا السَّبَبِ لا بغَيرِهِ؛ فَإِذَا قُدِّرَ انتفَاءُ هذَا السَّبَبِ كَانَ فَرْضَ خِلافِ مَا فِي المقدورِ، وَلَوْ كانَ المقدورُ أَنَّهُ لا يَمُوتُ بهَذَا السَّبَبِ أَمْكَنَ أَنْ يكونَ المقدَّرُ أنَّهُ يَمُوتُ بغَيرِهِ، وَأَمكنَ أَن يكونَ المقدَّرُ أنَّه لا يَمُوتُ؛ فالجزمُ بأحَدِهِمَا جَهْلٌ.
فَمَا تَعَدَّدَتْ أَسبابُه لَم يُجْزَم بعدَمِهِ عندَ عَدَمِ بعضِهَا، وَلَو لَمْ يُجزَم بثُبُوتِهِ إِن لَمْ يُعْرَف لَه سَبَبٌ آخَرُ، بخلافِ مَا لَيسَ لَهُ إِلا سبَبٌ واحِدٌ مثلَ دُخُولِ النَّارِ فَإِنَّه لا يَدْخُلُهَا إِلا مَن عَصَى؛ فَإِذَا قُدِّرَ أنَّه لَمْ يَعْصِ لَمْ يَدْخُلْهَا). [جامع الرسائل/رسالة في تحقيق التوكل: 1/94]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (فِي الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ أَنَّهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَرَأَيْت أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا، وَرُقًى نسترقي بِهَا، وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ شَيْئًا؟
فَقَالَ: ((هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ )).
وَذَلِكَ لأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ يَعْلَمُ الأَشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ يَكْتُبُهَا؛ فَإِذَا كَانَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا تَكُونُ بِأَسْبَابٍ مِنْ عَمَلٍ وَغَيْرِهِ، وَقَضَى أَنَّهَا تَكُونُ كَذَلِكَ، وَقَدَّرَ ذَلِكَ؛ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُظَنَّ أَنَّ تِلْكَ الأُمُورَ تَكُونُ بِدُونِ الأَسْبَابِ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ أَسْبَابًا، وَهَذَا عَامٌّ فِي جَمِيعِ الحَوَادِثِ.
مِثَالُ ذَلِكَ: إذَا عَلِمَ اللهُ وَكَتَبَ أَنَّهُ سَيُولَدُ لِهَذَيْنِ وَلَدٌ، وَجَعَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ مُعَلَّقًا بِاجْتِمَاعِ الأَبَوَيْنِ عَلَى النِّكَاحِ وَإِنْزَالِ المَاءِ المَهِينِ الَّذِي يَنْعَقِدُ مِنْهُ الوَلَدُ؛ فَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ وُجُودُ الوَلَدِ بِدُونِ السَّبَبِ الَّذِي عُلِّقَ بِهِ وُجُودُ الوَلَدِ.
وَالأَسْبَابُ وَإِنْ كَانَتْ نَوْعَيْنِ: مُعْتَادَةً وَغَرِيبَةً:
-فَالمُعْتَادَةُ: كَوِلادَةِ الآدَمِيِّ مِنْ أَبَوَيْنِ.
-وَالغَرِيبَةُ: كَوِلادَةِ الإِنْسَانِ مِنْ أُمٍّ فَقَطْ كَمَا وُلِدَ عِيسَى، أَوْ مِنْ أَبٍ فَقَطْ كَمَا وُلِدَتْ حَوَّاءُ، أَوْ مِنْ غَيْرِ أَبَوَيْنِ كَمَا خُلِقَ آدَمُ أَبُو البَشَرِ مِنْ طِينٍ.
فَجَمِيعُ الأَسْبَابِ قَدْ تَقَدَّمَ عِلْمُ اللهِ بِهَا، وَكِتَابَتُهُ لَهَا وَتَقْدِيرُهُ إيَّاهَا، وَقَضَاؤُهُ بِهَا، كَمَا تَقَدَّمَ رَبْطُ ذَلِكَ بِالمُسَبِّبَاتِ، كَذَلِكَ أَيْضًا الأَسْبَابُ الَّتِي بِهَا يُخْلَقُ النَّبَاتُ مِنْ إنْزَالِ المَطَرِ وَغَيْرِهِ). [مجموع الفتاوى: 8/276]


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:44 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


كلام لابن القيم في تأثير الرقى

قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (وقد روى ابن ماجه في سُنَنِهِ من حديث عليٍّ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خَيْرُ الدَّوَاءِ القُرآنُ)) ومن المعلوم أنَّ بعض الكلام له خواصُّ ومنافعُ مُجرَّبة، فما الظنُّ بكلام ربِّ العالمين، الذي فَضْلُهُ على كل كلامٍ كفضلِ اللهِ على خلقه الذي هو الشفاءُ التام، والعِصْمةُ النافعة، والنورُ الهادي، والرحمة العامة، الذي لو أُنزِلَ على جبل لتَصَدَّعَ من عظمته وجلالته. قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82] و(مِن) ههنا لبيان الجنس لا للتبعيض، هذا أصَحُّ القولين، كقوله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيماً} [الفتح: 29]، وكُلُّهُمْ مِن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فما الظنُّ بفاتحة الكتاب التى لم يُنزل في القرآن، ولا في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزَّبور مِثلُها، المتضمنة لجميع معاني كتب الله، المشتملة على ذكر أُصول أسماء الرب تعالى ومجامعها، وهي: الله، والرَّب، والرحمن، وإثبات المعاد، وذكرِ التوحيدين: توحيدِ الربوبية، وتوحيدِ الإلهية، وذكر الافتقار إلى الربِّ سُبحانه في طلبِ الإعانة وطلب الهداية، وتخصيصه سبحانه بذلك، وذكر أفضل الدعاء على الإطلاق وأنفعِهِ وأفرَضِه، وما العبادُ أحوج شَيْءٍ إليه، وهو الهدايةُ إلى صِراطه المستقيم، المتضمن كمالَ معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمرَ به، واجتنابِ ما نَهَى عنه، والاستقامة عليه إلى الممات، ويتضمن ذِكْر أصنافِ الخلائق وانقسامهم إلى مُنْعمٍ عليه بمعرفة الحق، والعمل به، ومحبته، وإيثاره، ومغضوب عليه بعدُوله عن الحق بعد معرفته له، وضال بعدم معرفته له. وهؤلاء أقسامُ الخليقة مع تضمنها لإثبات القَدَر، والشرع، والأسماء، والصفات، والمعاد، والنبوات، وتزكيةِ النفوس، وإصلاح القلوب، وذكر عدل الله وإحسانه، والرَّدِّ على جميع أهل البدع والباطل، كما ذكرنا ذلك في كتابنا الكبير مدارج السالكين في شرحها.
وحقيقٌ بسورةٍ هذا بعضُ شأنها، أن يُستشفى بها من الأدواء، ويُرقَى بها اللديغُ.
وبالجملة فما تضمنته الفاتحةُ مِن إخلاص العبودية والثناء على اللهِ، وتفويضِ الأمر كُلِّه إليه، والاستعانة به، والتوكل عليه، وسؤاله مجامع النِّعَم كُلِّها، وهي الهداية التى تجلبُ النِّعَم، وتدفَعُ النِّقَم، من أعظم الأدوية الشافية الكافية.
وقد قيل: إنَّ موضع الرُّقْيَة منها: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، ولا ريبَ أنَّ هاتين الكلمتين من أقوى أجزاء هذا الدواء، فإنَّ فيهما من عموم التفويض والتوكل، والالتجاء والاستعانة، والافتقارِ والطلبِ، والجمع بين أعلى الغايات، وهي عبادةُ الربِّ وحده، وأشرف الوسائل وهي الاستعانةُ به على عبادته ما ليس في غيرها، ولقد مرَّ بي وقت بمكة سَقِمْتُ فيه، وفَقَدْتُ الطبيبَ والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربةً من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارًا، ثم أشربه، فوجدتُ بذلك البرءَ التام، ثم صِرتُ أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غايةَ الانتفاع). [زاد المعاد:4/173-174]
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (وفي تأثير الرُّقَى بالفاتحة وغيرها في علاج ذواتِ السُّموم سِرٌّ بديعٌ، فإنَّ ذواتِ السمومِ أثَّرت بكيفيَّات نفوسِها الخبيثةِ، كمَا تقدَّم، وسِلاحُها حُمَاتُها التى تلدَغُ بها، وهي لا تلدغُ حتَّى تغضَبَ، فإذا غَضِبَت، ثارَ فيها السُّمُّ، فتقذِفُهُ بآلَتِهَا، وقد جعل اللهُ سبحانه لكل داءٍ دواءً، ولكل شَيْءٍ ضِدًّا، ونفس الراقي تفعلُ في نفس المَرْقِيِّ، فيقعُ بين نفسيهما فِعلٌ وانفعالٌ، كما يقع بين الداء والدواء، فتقوى نفسُ الراقي وقُوَّته بالرُّقية على ذلك الداء، فيدفعُه بإذن اللهِ، ومدارُ تأثير الأدوية والأدواء على الفعل والانفعال، وهو كما يقع بين الداء والدواء الطبيعيين، يقع بين الداء والدواء الروحانيين، والروحاني والطبيعي، وفي النَّفْث والتَّفل استعانة بتلك الرطوبة والهواء، والنَّفَس المباشر للرُّقية، والذِكْر والدعاء، فإنَّ الرُّقية تخرُج مِن قلب الراقي وفمه، فإذا صاحبها شيءٌ من أجزاء باطنه من الرِّيق والهواء والنَّفَس، كانت أتمَّ تأثيرًا، وأقوى فعلاً ونفوذًا، ويحصُل بالازدواج بينهما كيفيةٌ مؤثرة شبيهةٌ بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية.
وبالجملة.. فنفْسُ الراقي تُقابل تلك النفوس الخبيثة، وتزيدُ بكيفية نفسه، وتستعين بالرُّقية وبالنفثِ على إزالة ذلك الأثر، وكلَّما كانت كيفيةُ نَفَس الراقي أقوى، كانت الرُّقيةُ أتمَّ، واستعانتُهُ بنفْثه كاستعانة تلك النفوسِ الرديئة بلسعها.
وفي النفث سِرٌّ آخر، فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة، ولهذا تفعلُه السّحَرةُ كما يفعلَهُ أهلُ الإيمان. قال تعالى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ في العُقَدِ} [الفلق: 4]، وذلك لأن النفْس تتكيَّفُ بكيفية الغضب والمحاربة، وتُرسِلُ أنفاسَها سِهامًا لها، وتمدُّها بالنفْث والتفْل الذي معه شيء مِن الرِّيق مصاحب لكيفية مؤثرة، والسواحِرُ تستعين بالنفث استعانةً بيِّنةً، وإن لم تتصل بجسم المسحور، بل تنفثُ على العُقدة وتعقِدها، وتتكلم بالسِّحْر، فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السُّفلية الخبيثة، فتقابِلُها الرُّوحُ الزكية الطيبة بكيفيَّة الدفع والتكلم بالرُّقية، وتستعينُ بالنفث، فأيُّهُما قَوِيَ كان الحكمُ له، ومقابلةُ الأرواح بعضها لبعض، ومحاربتُها وآلتها مِن جنس مقابلة الأجسام، ومحاربتها وآلتها سواء، بل الأصلُ في المحاربة والتقابلِ للأرواح والأجسام آلتها وجندها، ولكن مَن غلب عليه الحِسُّ لا يشعرُ بتأثيرات الأرواح وأفعالِهَا وانفعالاتِهَا لاستيلاء سُلطان الحِسِّ عليه، وبُعْدِهِ من عالَم الأرواح، وأحكامها، وأفعالها.
والمقصود أنَّ الرُّوح إذا كانت قويةً وتكيَّفتْ بمعاني الفاتحة، واستعانت بالنفث والتفْل، قابلت ذلك الأثَر الذي حصل من النفوس الخبيثة، فأزالته.. والله أعلم). [زاد المعاد:4/178-180]
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ) في سِياقِ كَلامِهِ عَنِ الفَاتِحَةِ: (وأما تضمُّنُها لشفاءِ الأبدانِ فنذكُرُ منهُ ما جَاءتْ بهِ السُّنةُ ومَا شَهِدَتْ بهِ قواعِدُ الطبِّ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ التَّجرِبَةُ.
فَأَمَّا ما دلَّت عليهِ السُّنةُ ففِي الصحيحِ من حديثِ أبي المتوكِّلِ النَّاجِي عَن أبي سَعِيدٍ الخدريِّ أنَّ ناسًا من أَصحابِ النبيِّ مرُّوا بحيٍّ منَ العربِ فلمْ يَقْرُوهم ولم يُضَيِّفُوهُمْ؛ فَلُدِغَ سيِّدُ الحيِّ فأتَوْهُم؛ فَقَالُوا: هلْ عندَكم من رُقْيَةٍ؟ أو هلْ فيكم مِن رَاقٍ؟
فقالُوا: نَعَمْ، وَلَكِنَّكُم لَمْ تَقْرُونا فلا نَفْعَلُ حتَّى تَجْعَلُوا لنا جُعْلاً؛ فَجَعَلُوا لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ قَطِيعًا مِنَ الغنمِ فجعلَ رجلٌ مِنَّا يَقْرَأُ عليهِ بفاتِحَةِ الكِتَابِ؛ فَقَامَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بهِ قَلَبَةٌ؛ فقلنا: لا تَعْجَلُوا حتَّى نأتي النبيَّّ؛ فأتَيْنَاهُ فَذَكَرْنَا لَهُ ذَلِكَ؛ فَقَالَ: ((مَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ كُلُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بسَهْمٍ)).
فَقد تضمَّنَ هذَا الحديثُ حصولَ شِفَاءِ هذَا اللديغِ بقرَاءَةِ الفاتِحَةِ عليهِ؛ فَأَغْنَتْهُ عَنِ الدَّوَاءِ، وَرُبَّمَا بلَغَت مِن شِفَائِهِ مَا لَمْ يبلغْهُ الدواءُ، هذَا معَ كونِ المحلِّ غيرَ قابلٍ؛ إِمَّا لِكَونِ هؤلاءِ الحيِّ غَيْرَ مُسْلِمِينَ أَوْ أهلَ بخلٍ وَلُؤْمٍ؛ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ المحلُّ قَابلاً.

فَصْلٌ
وَأمَّا شهادَةُ قَواعِدِ الطبِّ بذلكَ؛ فاعْلَمْ أنَّ اللدغَةَ تَكُونُ مِن ذَوَاتِ الحُمَاتِ وَالسُّمُومِ، وَهِي ذَوَاتُ الأَنفُسِ الخبيثَةِ الَّتي تتكيَّفُ بكيفيَّةٍ غضَبيَّةٍ تُثِيرُ فِيهَا سُمِّيَّةً نَارِيَّةً يَحْصُلُ بهَا اللَّدْغُ، وَهِي مُتَفَاوِتَةٌ بِحَسَبِ تَفَاوُتِ خُبْثِ تِلْكَ النُّفُوسِ وَقُوَّتِهَا وَكَيْفِيَّتِهَا؛ فَإِذَا تَكَيَّفَتْ أَنْفُسُهَا الخَبيثَةُ بتِلْكَ الكَيفيَّةِ الغَضَبيَّةِ أَحْدَثَ لَهَا ذَلِكَ طَبيعَةً سُمِّيَّةً تَجِدُ رَاحَةً وَلَذَّةً فِي إِلقَائِهَا إِلَى المحلِّ القَابلِ كَمَا يَجِدُ الشِّرِّيرُ مِنَ النَّاسِ رَاحَةً وَلَذَّةً فِي إِيصَالِ شَرِّهِ إِلَى مَن يُوصِلُهُ إِلَيهِ، وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لا يَهنأُ لهُ عَيشٌ فِي يَوْمٍ لا يُؤْذِي فِيهِ أَحَدًا مِن بَنِي جِنسِهِ وَيَجِدُ فِي نَفْسِهِ تَأذِّيًا بِحَمْلِ تلكَ السُّمِّيَّةِ وَالشَّرِّ الَّذِي فِيهِ حتَّى يُفرِّغَه في غَيرِهِ فَيَبْرُدُ عِندَ ذَلِكَ أنينُهُ وَتسكنُ نفسُه ويصيبُه في ذلكَ نظيرُ ما يصيبُ مَنِ اشتدَّت شَهوتُهُ إِلَى الجِمَاعِ فَيسوءُ خلقُهُ وتثقُل نفسُه حتَّى يقضِيَ وَطَرَهُ، هذَا فِي قوَّةِ الشَّهوةِ، وَذَاكَ فِي قوَّةِ الغَضَبِ.
وَقَدْ أقامَ اللهُ تعالَى بحكمتهِ السُّلطانَ وازِعًا لِهَذِه النفوسِ الغضبيَّةِ؛ فَلَوْلا هُو لَفَسَدَتِ الأرضُ وَخَرَجَتْ، {وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم ببَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ} [البقرة: 251] وَأباحَ اللهُ بلُطْفِهِ وَرحْمَتِهِ لهذِهِ النُّفُوسِ مِنَ الأزواجِ وَمُلْكِ اليَمِينِ مَا يَكْسِرُ حِدَّتَهَا.
والمقصودُ أنَّ هذهِ النفوسُ الغضبيَّةُ إذَا اتَّصَلَت بالمحلَِّ القابلِ أثَّرَت فيهِ، وَمنهَا مَا يؤثِّرُ فِي المحلِّ بمجرَّدِ مُقَابَلَتِهِ لَهُ وَإِن لَمْ يَمَسَّهُ؛ فَمِنهَا مَا يَطْمِسُ البَصَرَ وَيُسْقِطُ الحَبَلَ.
وَمِن هَذَا نَظَرُ العَائِنِ فإِنَّهُ إذَا وقَعَ بصرُهُ علَى المَعِينِ حدَثَت فِي نَفْسِهِ كيفيَّةٌ سُمِّيَّةٌ أَثَّرَتْ فِي المَعِينِ بحسَبِ عَدَمِ استعدَادِهِ، وَكَوْنِهِ أَعْزَلَ مِن السِّلاحِ، وبحسَبِ قوَّةِ تلكَ النفسِ.
وَكَثيرٌ مِن هذِهِ النُّفُوسِ يؤثِّرُ في المعينِ إذَا وُصِفَ لَهُ فتتكيَّفُ نفسُه وتقابلُه علَى البُعْدِ فيتأثَّرُ بهِ، وَمُنكِرُ هذَا لَيْسَ مَعْدُودًا مِن بَنِي آدَمَ إِلاَّ بالصُّورَةِ والشَّكْلِ.
فَإِذَا قابَلَتِ النَّفسُ الزَّكِيَّةُ العُلْويَّةُ الشَّرِيفَةُ الَّتي فِيهَا غَضَبٌ وَحَمِيَّةٌ للحَقِّ هَذِه النفوسَ الخبيثةَ السُّمِّيَّةَ، وَتَكَيَّفَت بحقَائِقِ الفَاتِحَةِ وأسرَارِهَا ومَعَانيها، وَمَا تضمَّنتهُ مِنَ التَّوحِيدِ وَالتوَكُّلِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، وَذِكْرِ أُصُولِ أَسْمَائِهِ الحُسْنَى، وَذِكْرِ اسْمِهِ الَّذِي مَا ذُكِرَ عَلَى شَرٍّ إِلا أَزَالَهُ وَمَحَقَهُ، وَلا عَلَى خَيْرٍ إِلا نَمَّاهُ وَزَادَهُ دَفَعَتْ هَذِهِ النَّفْسُ بما تكيَّفَت بهِ مِن ذَلِكَ أَثَرَ تِلكَ النفسِ الخبيثَةِ الشَّيطانيةِ؛ فَحَصَلَ البُرْءُ؛ فَإِنَّ مَبْنَى الشِّفَاءِ وَالبُرْءِ عَلَى دَفْعِ الضِّدِّ بضِدِّهِ، وَحِفْظِ الشَّيءِ بمثلِهِ؛ فَالصِّحَّةُ تُحْفَظُ بالمِثْلِ، وَالمرَضُ يُدْفَعُ بالضِّدِّ، أَسْبَابٌ رَبَطَهَا بمسَبِّبَاتِهَا الحَكِيمُ العَلِيمُ خَلْقًا وَأَمْرًا.
وَلا يَتِمُّ هذَا إلاَّ بقوَّةٍ مِنَ النَّفْسِ الفَاعِلَةِ، وَقَبُولٍ مِنَ الطَّبيعَةِ المنفَعِلَةِ؛ فَلَو لَمْ تَنفَعِلْ نَفْسُ الملدُوغِ لِقَبُولِ الرُّقْيَةِ، وَلَمْ تَقْوَ نَفْسُ الرَّاقِي عَلَى التَّأْثِيرِ لَمْ يَحْصُلِ البُرْءُ.
فَهُنَا أَمُورٌ ثَلاثَةٌ:
-مُوَافَقَةُ الدَّوَاءِ للدَّاءِ.
-وَبَذْلُ الطَّبيبِ لَهُ.
-وَقَبُولُ طَبيعَةِ العَلِيلِ.
فَمَتَى تَخَلَّفَ وَاحِدٌ مِنهَا لَمْ يَحْصُلِ الشِّفَاءُ، وَإِذَا اجْتَمَعَتْ حَصَلَ الشِّفَاءُ وَلا بُدَّ بإِذْنِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَمَنْ عَرَفَ هَذَا كَمَا يَنبغِي تَبَيَّنَ لَهُ أَسْرَارُ الرُّقَى، وَمَيَّزَ بَينَ النَّافِعِ مِنْهَا وَغَيرِهِ، وَرَقَى الدَّاءَ بمَا يُنَاسِبُهُ مِنَ الرُّقَى، وَتَبَيَّنَ لَهُ أَنَّ الرُّقْيَةَ برَاقِيهَا وَقَبُولِ المحَلِّ، كَمَا أَنَّ السَّيفَ بضَارِبهِ مَعَ قَبُولِ المحلِّ للقَطْعِ.
وَهَذِهِ إِشَارَةٌ مُطْلِعَةٌ عَلَى مَا وَرَاءَهَا لِمَن دَقَّ نَظَرُهُ وَحَسُنَ تَأَمُّلُهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَأَمَّا شَهَادَةُ التجاربِ بذَلِكَ فَهِيَ أكثرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ زَمَانٍ، وقد جرَّبتُ أَنَا مِن ذَلكِ فِي نَفْسِي وَفِي غَيرِي أُمورًا عَجِيبَةً وَلا سِيَّمَا مُدَّةَ المقامِ بمكَّةَ فَإِنَّهُ كَانَ يَعْرِضُ لِي آلامٌ مُزْعِجَةٌ بحيثُ تكادُ تقطعُ الحركةَ منِّي، وَذَلِكَ فِي أثناءِ الطَّوَافِ وَغَيرِهِ؛ فَأُبَادِرُ إِلَى قِراءَةِ الفَاتِحَةِ وَأَمْسَحُ بهَا عَلَى مَحَلِّ الأَلَمِ فَكَأَنَّهُ حَصَاةٌ تَسْقُطُ، جَرَّبتُ ذلكَ مِرَارًا عدِيدَةً، وَكنتُ آخذُ قدَحًا مِن مَاءِ زَمْزَمَ فَأقرَأُ عَلَيهِ الفَاتِحَةَ مِرَارًا فأشرَبُهُ فَأَجِدُ بهِ مِنَ النَّفْعِ وَالقُوَّةِ مَا لَمْ أَعْهَد مِثلَهُ فِي الدَّوَاءِ، وَالأَمْرُ أَعظمُ مِن ذلكَ، وَلكِن بحسَبِ قُوَّةِ الإِيمَانِ وَصِحَّةِ اليَقِينِ، وَاللهُ المستعَانُ).
[مدارج السالكين:1/56-58]


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:45 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


شروط جواز الرقية

قالَ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فَرْقَدٍ الشَّيْبَانِيُّ (ت:189هـ): (لا بَأْسَ بالرُّقَى بما كَانَ فِي القُرْآنِ وَمَا كَانَ مِن ذِكْرِ اللهِ؛ فَأَمَّا مَا كَانَ لا يُعْرَفُ مِن كَلامٍ فَلا يَنْبَغِي أَنْ يُرْقَى بهِ). [الموطأ برواية محمد بن الحسن:3/337]
قالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الجَصَّاصُ (ت: 370هـ): (فَالرُّقْيَةُ المَنْهِيُّ عَنْهَا هِيَ رُقْيَةُ الجَاهِلِيَّةِ لِمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنَ الشِّرْكِ وَالكُفْرِ، وَأَمَّا الرُّقْيَةُ بِالقُرْآنِ وَبِذِكْرِ اللهِ تَعَالَى فَإِنَّهَا جَائِزَةٌ, وَقَدْ أَمَرَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَدَبَ إلَيْهَا، وَكَذَلِكَ قَالَ أَصْحَابُنَا فِي التَّبَرُّكِ بِالرُّقْيَةِ بِذِكْرِ اللهِ). [أحكام القرآن: 3/648-649]
قالَ أَبُو سُلَيْمَانَ حَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطَّابِيُّ (ت:388هـ): (فَأَمَّا الرُّقَى فَالمنْهِيُّ عَنْهُ هُوَ مَا كَانَ مِنْهَا بغَيْرِ لِسَانِ العَرَبِ فَلا يُدْرَى مَا هُوَ وَلَعَلَّهُ قَدْ يُدْخِلُهُ سِحْرًا أوكُفْرًا، فَأَمَّا إِذَا كَانَ مَفْهُومَ المعْنَى وَكَانَ فِيهِ ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ مُسْتَحَبٌّ مُتَبَرَّكٌ بهِ وَاللهُ أَعْلَمُ). [معالم السنن: ]
قالَ أَبُو حَاتمٍ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ البُسْتِيُّ (ت:354هـ):(العِلَّةُ في الزَّجْرِ عَنِ الاكْتِوَاءِ وَالاسْتِرْقَاءِ هِيَ أَنَّ أَهْلَ الجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَسْتَعْمِلونَهَا وَيَرَوْنَ البُرْءَ مِنْهُمَا مِن غَيرِ صُنْعِ البَارِي جَلَّ وَعَلا فِيهِ؛ فَإِذَا كَانتْ هَذِهِ العِلَّةُ مَوجودةً كانَ الزَّجْرُ عَنْهمَا قَائِمًا، وَإِذَا اسْتَعْمَلهُمَا المرْءُ وَجَعَلهُمَا سَبَبَينِ للبُرْءِ الَّذِي يَكُونُ مِن قَضَاءِ اللهِ أَن يَرَى ذَلِكَ مِنْهُمَا كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا). [صحيح ابن حبان:13/448]
قالَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ البَيهَقِيُّ (ت:458هـ): (وَأَمَّا الرُّقَى وَالتَّمَائِمُ فَإِنَّمَا أَرَادَ عَبْدُ اللهِ مَا كَانَ بِغَيْرِ لِسَانِ العَرَبِيَّةِ مِمَّا لا يُدْرَى مَا هُوَ). [السنن الكبرى:9/350 ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ البَيهَقِيُّ (ت:458هـ): (وَفِيمَا ذَكَرْنَا دَلالَةٌ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْهُ إِذَا كَانَ فِيهِ شِرْكٌ أَو اسْتُعْمِلَ شَيْءٌ مِن ذَلِكَ عَلَى الوَجْهِ الَّذِي كَانُوا يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ مِنْ إِضَافَةِ الشِّفَاءِ إِلَيْهِ دَونَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ). [معرفة السنن والآثار: ]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بنِ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (المسألةُ الثانِيَةُ: اخْتَلَفُوا في أنَّه هل يَجُوزُ الاسْتِعَانَةُ بالرُّقَى والعُوَذِ أم لا؟
منهم من قالَ: إِنَّه يَجُوزُ واحْتَجُّوا بوُجُوهٍ:
أحدُها: مَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اشْتَكَى فَرَقَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فقالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِن كلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، واللهُ يَشْفِيكَ.
وثانيها: قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا مِن الأَوْجَاعِ كلِّها والحُمَّى هذا الدَّعاءَ: ((بِسْمِ اللهِ الكَرِيمِ، أَعُوذُ باللهِ العَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، ومِن شَرِّ حَرِّ النَّارِ)).
وثالِثُها: قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: ((مَنْ دَخَلَ علَى مَرِيضٍ لَمْ يَحْضُرْه أَجَلُه، فقالَ: أسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ شُفِي)).
ورَابِعُها: عن عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ قالَ: كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَل علَى مَرِيضٍ قالَ: ((أذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شَافِيَ إِلا أَنْتَ)).
وخامِسُها: عن ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ يقولُ: ((أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَيْطَانٍ وهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ)) ويَقُولُ: ((هَكَذَا كَانَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ يُعَوِّذُ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلَ وإِسْحَاقَ)).
وسَادِسُها: قالَ عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيُّ: قَدِمْتُ علَى رَسُولِ اللهِ وَبِي وَجَعٌ قَدْ كانَ يُبْطِلُنِي، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اجْعَلْ يَدَكَ اليُمْنَى عَلَيْهِ، وَقُلْ بِاسْمِ اللهِ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ سَبْعَ مَرَّاتٍ)) ففَعَلْتُ ذلك فشَفَانِي اللهُ.
وسابِعُها: رُوِيَ أَنَّه عَلَيْهِ السَّلامُ كان إذا سَافَرَ فنَزَلَ مَنْزِلًا يقولُ: ((يَا أَرْضُ، رَبِّي ورَبُّكِ اللهُ أَعُوذُ باللهِ مِنْ شَرِّكِ وشَرِّ ما فِيكِ وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْكِ وَشَرِّ مَا يَدِبُّ عَلَيْكِ، وأَعُوذُ باللهِ مِن أَسَدٍ وأَسْوَدٍ وحَيَّةٍ وعَقْرَبٍ، ومِنْ شَرِّ سَاكِنِي البَلَدِ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ)).
وثامِنُها: قالَتْ عَائِشَةُ: كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذا اشْتَكَى شَيْئًا مِن جَسَدِه قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ في كَفِّهِ اليُمْنَى ومَسَحَ بِهَا المَكانَ الذي يَشْتَكِي.

ومِن الناسِ مَن مَنَعَ مِن الرُّقَى، لِمَا رُوِيَ عن جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الرُّقَى
-وقالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: ((إِنَّ للهِ عِبَادًا لا يَكْتَوُونَ ولا يَسْتَرْقُونَ وعلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ)).
-وقالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: ((لَمْ يَتَوَكَّلْ علَى اللهِ مَنِ اكْتَوَى وَاسْتَرْقَى)).
وأُجِيبَ عنه بأَنَّه يَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ النَّهْيُ عن الرُّقَى المَجْهُولَةِ التي لا تُعْرَفُ حَقَائِقُها، فأَمَّا مَا كانَ لَهُ أَصْلٌ مَوْثُوقٌ فَلا نَهْيَ عنه). [التفسير الكبير: 32/173-174]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُودٍ النَّسَفِيُّ (ت: 710هـ):(رُوِيَ أنه عَلَيهِ السلامُ سُحِرَ؛ فمَرِضَ... فنَزَلَتْ هاتانِ السُّورتَانِ، فكُلَّمَا قرَأ جِبريلُ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حتَّى قام صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ عندَ انْحلالِ العُقْدَةِ الأخيرةِ كأنَّمَا نُشِطَ من عِقالٍ، وجعَلَ جِبريلُ يَقولُ: بِاسْمِ اللهِ أرْقِيكَ واللهُ يَشْفِيكَ من كلِّ داءٍ يُؤْذِيكَ.
ولهذَا جُوِّزَ الاسْتِرقاءُ بما كانَ مِن كِتابِ اللهِ، وكلامِ رسولِه عليه السَّلامُ، لا بِمَا كان بالسُّرْيَانِيَّةِ والعِبْرَانيَّةِ والهِنْدِيَّةِ؛ فإنَّه لا يَحِلُّ اعْتِقادُه والاعتمادُ عَلَيه). [مدارك التنزيل:3/2016]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ):(وأمَّا الرُّقَى والتعاويذُ فقد اتَّفَقَ الإجماعُ على جَوَازِ ذلكَ إذا كانَ بآياتٍ مِن القرآنِ، أوْ إذا كانَتْ وَرَدَتْ في الحديثِ، وَيَدُلُّ على صِحَّتِهِ الأحاديثُ الواردةُ في ذلكَ؛ منها حديثُ أبي سَعِيدٍ المُتَقَدِّمُ أنَّ جِبْرِيلَ رَقَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
ومنها ما رُوِيَ عنْ عُبَيْدِ بنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ أنَّ أسماءَ بنْتَ عُمَيْسٍ قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إليهم العَيْنُ، أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قالَ: ((نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ القَدَرِ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ))، أخرجَهُ التِّرْمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ صَحِيحٌ.
وعنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يَتَعَوَّذُ ويقولُ: ((أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ))، فلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بهما وتَرَكَ ما سِوَاهُمَا، أخرجَهُ التِّرْمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
فهذهِ الأحاديثُ تدُلُّ على جوازِ الرُّقْيَةِ، وإنَّما المَنْهِيُّ عنهُ منها ما كانَ فيهِ كُفْرٌ أوْ شِرْكٌ أوْ ما لا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ ممَّا لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ لجوازِ أنْ يكونَ فيهِ كُفْرٌ، واللهُ أعلمُ). [لباب التأويل: 4/501]
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 728هـ):(ومِن الناسِ مَن لم يُرَخِّصْ فِي الرُّقَى؛ لرِوايةِ جابِرٍ: نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ عن الرُّقَى وقالَ: ((إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)).
وأُجِيبَ بأنَّ النهْيَ واردٌ على الرُّقَى المجهولةِ التي لا يُفْهَمُ معناها). [غرائب القرآن: 30/226]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (وَأَمَّا مُعَالَجَةُ المَصْرُوعِ بِالرُّقَى وَالتَّعَوُّذَاتِ فَهَذَا عَلَى وَجْهَيْنِ: فَإِنْ كَانَتِ الرُّقَى وَالتَّعَاوِيذُ مِمَّا يُعْرَفُ مَعْنَاهَا وَمِمَّا يَجُوزُ فِي دِينِ الإِسْلامِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا الرَّجُلُ دَاعِيًا اللهَ ذَاكِرًا لَهُ وَمُخَاطِبًا لِخَلْقِهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُرْقَى بِهَا المَصْرُوعُ وَيُعَوَّذَ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَذِنَ فِي الرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا، وَقَالَ: ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ)).
وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ كَلِمَاتٌ مُحَرَّمَةٌ مِثْلُ أَنْ يَكُونَ فِيهَا شِرْكٌ أَوْ كَانَتْ مَجْهُولَةَ المَعْنَى يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ فِيهَا كُفْرٌ فَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَرْقِيَ بِهَا وَلا يُعَزِّمَ وَلا يُقْسِمَ وَإِنْ كَانَ الجِنِّيُّ قَدْ يَنْصَرِفُ عَنِ المَصْرُوعِ بِهَا فَإِنَّ مَا حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ضَرَرُهُ أَكْثَرُ مِنْ نَفْعِهِ كَالسِّيميا وَغَيْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ السِّحْرِ فَإِنَّ السَّاحِرَ السيماوي وَإِنْ كَانَ يَنَالُ بِذَلِكَ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ كَمَا يَنَالُ السَّارِقُ بِالسَّرِقَةِ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ وَكَمَا يَنَالُ الكَاذِبُ بِكَذِبِهِ وَبِالخِيَانَةِ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ وَكَمَا يَنَالُ المُشْرِكُ بِشِرْكِهِ وَكُفْرِهِ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ وَهَؤُلاءِ وَإِنْ نَالُوا بَعْضَ أَغْرَاضِهِمْ بِهَذِهِ المُحَرَّمَاتِ فَإِنَّهَا تُعْقِبُهُمْ مِنَ الضَّرَرِ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَعْظَمَ مِمَّا حَصَّلُوهُ مِنْ أَغْرَاضِهِمْ. فَإِنَّ اللهَ بَعَثَ الرُّسُلَ بِتَحْصِيلِ المَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا وَتَعْطِيلِ المَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا فَكُلُّ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ وَرَسُولُهُ فَمَصْلَحَتُهُ رَاجِحَةٌ عَلَى مَفْسَدَتِهِ وَمَنْفَعَتُهُ رَاجِحَةٌ عَلَى المَضَرَّةِ وَإِنْ كَرِهَتْهُ النُّفُوسُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] الآيَةَ.
فَأَمَرَ بِالجِهَادِ وَهُوَ مَكْرُوهٌ لِلنُّفُوسِ لَكِنَّ مَصْلَحَتَهُ وَمَنْفَعَتَهُ رَاجِحَةٌ عَلَى مَا يَحْصُلُ لِلنُّفُوسِ مِنْ أَلَمِهِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَشْرَبُ الدَّوَاءَ الكَرِيهَ لِتَحْصُلَ لَهُ العَافِيَةُ فَإِنَّ مَصْلَحَةَ حُصُولِ العَافِيَةِ لَهُ رَاجِحَةٌ عَلَى أَلَمِ شُرْبِ الدَّوَاءِ). [مجموع الفتاوى:24/277-279]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (وَعَامَّةُ مَا بِأَيْدِي النَّاسِ مِنَ العَزَائِمِ وَالطَّلاسِمِ وَالرُّقَى الَّتِي لا تُفْقَهُ بِالعَرَبِيَّةِ فِيهَا مَا هُوَ شِرْكٌ بِالجِنِّ.
وَلِهَذَا نَهَى عُلَمَاءُ المُسْلِمِينَ عَنِ الرُّقَى الَّتِي لا يُفْقَهُ مَعْنَاهَا؛ لأَنَّهَا مَظِنَّةُ الشِّرْكِ وَإِنْ لَمْ يَعْرِفِ الرَّاقِي أَنَّهَا شِرْكٌ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأشجعي قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ((اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ)).
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَيْضًا عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ العَقْرَبِ وَإِنَّك نَهَيْت عَنِ الرُّقَى قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: ((مَا أَرَى بَأْسًا مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ )) ). [مجموع الفتاوى:19/13]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (( لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا)) فَنَهَى عَنِ الرُّقَى الَّتِي فِيهَا شِرْكٌ كَالَّتِي فِيهَا اسْتِعَاذَةٌ بِالجِنِّ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6].
وَلِهَذَا نَهَى العُلَمَاءُ عَنِ التَّعَازِيمِ وَالأَقْسَامِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا بَعْضُ النَّاسِ فِي حَقِّ المَصْرُوعِ وَغَيْرِهِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ الشِّرْكَ؛ بَلْ نَهَوْا عَنْ كُلِّ مَا لا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ شِرْكٌ بِخِلافِ مَا كَانَ مِنَ الرُّقَى المَشْرُوعَةِ فَإِنَّهُ جَائِزٌ). [مجموع الفتاوى:1/336]
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (وَفِي الصَّحِيحينِ عَن عَائشةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُهَا أَن تَسْتَرْقِيَ مِنَ العَيْنِ.
-وَفِي الصَّحِيحينِ عَن أُمِّ سَلَمَةَ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَارِيَةٍ فِي بَيتِ أُمِّ سَلَمَةَ رَأَى بوَجْهِهَا سُفْعَةً؛ فَقَالَ: ((بهَا نَظْرَةٌ فاسْتَرْقُوا لَهَا )) يَعْنِي بوَجْهِهَا صُفْرَةٌ.
-وفي صحيحِ مسلمٍ عَن جَابرٍ قَالَ: رَخَّصَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ لآلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الحيَّةِ.
-وَقَالَ لأَسماءَ بنتِ عُمَيْسٍ: ((مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً؟ أَتُصِيبُهُمُ الحَاجَةُ؟)) قَالَتْ: لا، وَلَكِنَّ العَيْنَ تُسْرِعُ إِلَيهِمْ.
قالَ: ((ارْقِيهِمْ)) قالَ: فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: ((ارْقِيهِمْ)).
- وَفِي صَحيحِ مُسْلِمٍ أَيضًا عَن جَابرٍ قَالَ: لَدَغَتْ رَجُلاً مِنَّا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللهِ أَرقِي؟ قالَ: ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُمْ أَن يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ))
- وَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُسلمٌ فِي صَحِيحِهِ مِن حَدِيثِ جَابرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم نَهَى عَنِ الرُّقَى.
فهذَا لا يُعارضُ هذِه الأحَاديثَ فإِنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنِ الرُّقَى الَّتِي تتضَمَّنُ الشِّرْكَ وَتعظيمَ غَيرِ اللهِ سُبحانَهُ كَغَالِبِ رُقَى أَهْلِ الشِّرْكِ، وَالدَّليلُ عَلَى هَذَا مَا رَوَاهُ مُسلمٌ فِي صَحِيحِهِ مِن حَديثِ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الجَاهِلِيَّةِ؛ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ((اعْرِضُوا عليَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فيه شرك)).
وَفِي حَدِيث النَّهْيِ أَيْضًا مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّ جَابِرًا قَالَ: نَهَى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى, فَجَاءَ آلُ عَمْرو بْن حَزْم إِلَى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالُوا: يَا رَسُول الله, إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدنَا رُقْيَة نَرْقِي بِهَا مِنَ العَقْرَب, وَإِنَّك نَهَيْت عَنِ الرُّقَى, قَالَ: ((فَاعْرِضُوهَا عَلَيَّ)) فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ, فَقَالَ: (( مَا أَرَى بِهَا بَأْسًا, مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَع أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ )) رَوَاهُ مُسْلِم.
وَهَذَا المَسْلَك فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ وَأَمْثَالِهَا: فِيمَا يَكُون المَنْهِيُّ عَنْهُ نَوْعًا, وَالمَأْذُون فِيهِ نَوْعًا آخَر, وَكِلاهُمَا دَاخِل تَحْت اسْمٍ وَاحِد مَنْ تَفَطَّنَ لَهُ زَالَ عَنْهُ اضْطِرَاب كَثِير , يَظُنُّهُ مَنْ لَمْ يُحِطْ عِلْمًا بِحَقِيقَةِ المَنْهِيُّ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ الجِنْس , وَالمَأْذُون فِيهِ مُتَعَارِضًا , ثُمَّ يَسْلُك مَسْلَك النَّسْخ , أَوْ تَضْعِيف أَحَد الأَحَادِيث.
وَأَمَّا هَذِهِ الطَّرِيقَة فَلا يَحْتَاج صَاحِبُهَا إِلَى رُكُوبِ طَرِيقِ النَّسْخِ , وَلا تَعَسُّفِ أَنْوَاعِ العِلَل، وَقَدْ يَظْهَرُ فِي كَثِير مِنَ المَوَاضِع, مِثْل هَذَا المَوْضِع, وَقَدْ يَدِقُّ وَيَلْطُف فَيَقَع الاخْتِلاف بَيْن أَهْل العِلْم, وَالله يُسْعِد بِإِصَابَةِ الحَقِّ مَنْ يَشَاء, وَذَلِكَ فَضْله يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء وَاللهُ ذُو الفَضْل العَظِيم). [تهذيب سنن أبي داود: 2/251-252]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَقَالَ ابْن التِّين: الرُّقَى بِالمُعَوِّذَاتِ وَغَيْرهَا مِنْ أَسْمَاء الله هُوَ الطِّبُّ الرُّوحَانِيُّ، إِذَا كَانَ عَلَى لِسَان الأَبْرَار مِنَ الخَلْق حَصَلَ الشِّفَاء بِإِذْنِ الله تَعَالَى، فَلَمَّا عَزَّ هَذَا النَّوْع فَزِعَ النَّاس إِلَى الطِّبِّ الجُسْمَانِيِّ وَتِلْكَ الرُّقَى المَنْهِيُّ عَنْهَا الَّتِي يَسْتَعْمِلهَا المُعَزِّم وَغَيْره مِمَّنْ يَدَّعِي تَسْخِير الجِنِّ لَهُ فَيَأْتِي بِأُمُورٍ مُشْتَبِهَة مُرَكَّبَة مِنْ حَقٍّ وَبَاطِل يَجْمَع إِلَى ذِكْر الله وَأَسْمَائِهِ مَا يَشُوبهُ مِنْ ذِكْر الشَّيَاطِين وَالِاسْتِعَانَة بِهِمْ وَالتَّعَوُّذ بِمَرَدَتِهِمْ، وَيُقَال: إِنَّ الحَيَّة لِعَدَاوَتِهَا لِلْإِنْسَانِ بِالطَّبْعِ تُصَادِق الشَّيَاطِين لِكَوْنِهِمْ أَعْدَاء بَنِي آدَم، فَإِذَا عَزَّمَ عَلَى الحَيَّة بِأَسْمَاءِ الشَّيَاطِين أَجَابَتْ وَخَرَجَتْ مِنْ مَكَانهَا، وَكَذَا اللَّدِيغ إِذَا رُقِيَ بِتِلْكَ الأَسْمَاء سَالَتْ سَمُومهَا مِنْ بَدَن الإِنْسَان، فَلِذَلِكَ كُرِهَ مِنَ الرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ بِذِكْرِ الله وَأَسْمَائِهِ خَاصَّة وَبِاللِّسَانِ العَرَبِيِّ الَّذِي يُعْرَفُ مَعْنَاهُ لِيَكُونَ بَرِيئًا مِنَ الشِّرْك، وَعَلَى كَرَاهَة الرُّقَى بِغَيْرِ كِتَاب الله عُلَمَاء الأَمَة). [فتح الباري:10/196]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَقَدْ أَجْمَعَ العُلَمَاء عَلَى جَوَاز الرُّقَى عِنْدَ اجْتِمَاع ثَلاثَةِ شُرُوط:
-أَنْ يَكُون بِكَلامِ الله تَعَالَى أَوْ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاته.
-وَبِاللِّسَانِ العَرَبِيِّ أَوْ بِمَا يُعْرَف مَعْنَاهُ مِنْ غَيْرِهِ.
-وَأَنْ يُعْتَقَدَ أَنَّ الرُّقْيَة لا تُؤَثِّرُ بذَاتِهَا بَلْ بِذَاتِ الله تَعَالَى.
وَاخْتَلَفُوا فِي كَوْنهَا شَرْطًا، وَالرَّاجِح أَنَّهُ لا بُدَّ مِنِ اعْتِبَار الشُّرُوط المَذْكُورَة؛ فَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَوْف بْن مَالِك قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الجَاهِلِيَّة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله كَيْف تَرَى فِي ذَلِكَ؟
فَقَالَ: ((اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْس بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْك )).
وَلَهُ مِنْ حَدِيث جَابِر: نَهَى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى، فَجَاءَ آل عَمْرو بْن حَزْم فَقَالُوا: يَا رَسُول الله إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ العَقْرَب.
قَالَ: فَعَرَضُوا عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: (( مَا أَرَى بَأْسًا، مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَع أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ)).
وَقَدْ تَمَسَّكَ قَوْم بِهَذَا العُمُوم فَأَجَازُوا كُلَّ رُقْيَة جُرِّبَتْ مَنْفَعَتهَا وَلَوْ لَمْ يُعْقَل مَعْنَاهَا، لَكِنْ دَلَّ حَدِيث عَوْف أَنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الرُّقَى يُؤَدِّي إِلَى الشِّرْك يُمْنَع، وَمَا لا يُعْقَل مَعْنَاهُ لا يُؤْمَن أَنْ يُؤَدِّي إِلَى الشِّرْك فَيُمنَعُ احْتِيَاطًا، وَالشَّرْط الآخِر لا بُدَّ مِنْهُ.
وَقَالَ قَوْمٌ: لا تَجُوز الرُّقْيَةُ إِلاَّ مِنَ العَيْنِ وَاللدْغَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي (بَاب مَنِ اكْتَوَى) مِنْ حَدِيث عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ: (لا رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ)
وَأُجِيبَ بِأَنَّ مَعْنَى الحَصْرِ فِيهِ أَنَّهُمَا أَصْلاَ كُلِّ مَا يَحْتَاج إِلَى الرُّقْيَة، فَيَلْتَحِق بِالعَيْنِ جَوَاز رُقْيَة مَنْ بِهِ خَبَل أَوْ مَسٌّ وَنَحْوُ ذَلِكَ لاشْتِرَاكِهَا فِي كَوْنهَا تَنْشَأُ عَنْ أَحْوَال شَيْطَانِيَّة مِنْ إِنْسِيٍّ أَوْ جِنِّيٍّ، وَيَلْتَحِق بِالسُّمِّ كُلُّ مَا عَرَضَ لِلْبَدَنِ مِنْ قَرْحٍ وَنَحْوِه مِنَ المَوَادِّ السُّمِّيَّة.
وَقَدْ وَقَعَ عِنْد أَبِي دَاوُدَ فِي حَدِيث أَنَس مِثْل حَدِيث عِمْرَان وَزَادَ ((أَوْ دَمٍ ))، وَفِي مُسْلِم مِنْ طَرِيق يُوسُف بْن عَبْد الله بْن الحَارِث عَنْ أَنَس قَالَ: رَخَّصَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقَى مِنَ العَيْن وَالحُمَة وَالنَّمْلَة، وَفِي حَدِيث آخَر: ((وَالأُذُن )).
وَلأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيث الشِّفَاء بِنْت عَبْد الله أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: ((أَلا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ - يَعْنِي حَفْصَة - رُقْيَة النَّمْلَةِ)).
وَالنَّمْلَةُ قُرُوحٌ تَخْرُج فِي الجَنْب وَغَيْره مِنَ الجَسَد.
وَقِيلَ المُرَاد بِالحَصْرِ مَعْنَى الأَفْضَل، أَيْ لا رُقْيَةَ أَنْفَعُ كَمَا قِيلَ: لا سَيْفَ إِلاَّ ذُو الفَقَار.
وَقَالَ قَوْمٌ: المَنْهِيُّ عَنْهُ مِنَ الرُّقَى مَا يَكُون قَبْل وُقُوع البَلاءِ، وَالمَأْذُون فِيهِ مَا كَانَ بَعْد وُقُوعه، ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ وَالبَيْهَقِيُّ وَغَيْرهمَا، وَفِيهِ نَظَر.
وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الخَبَرِ الَّذِي قُرِنَتْ فِيهِ التَّمَائِم بِالرُّقَى؛ فَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَابْن مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ مِنْ طَرِيق ابْن أَخِي زَيْنَب امْرَأَة ابْن مَسْعُود عَنْهَا عَنِ ابْن مَسْعُود رَفَعَهُ: (( إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِم وَالتِّوَلَة شِرْك )). وَفِي الحَدِيث قِصَّة). [فتح الباري:10/195]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَقَالَ القُرْطُبِيُّ: الرُّقَى ثَلاثَة أَقْسَام:
أَحَدُهَا: مَا كَانَ يُرْقَى بِهِ فِي الجَاهِلِيَّة مِمَّا لا يُعْقَل مَعْنَاهُ فَيَجِب اجْتِنَابه لِئَلَّا يَكُون فِيهِ شِرْك أَوْ يُؤَدِّي إِلَى الشِّرْك.
الثَّانِي: مَا كَانَ بِكَلامِ الله أَوْ بِأَسْمَائِهِ فَيَجُوز؛ فَإِنْ كَانَ مَأْثُورًا فَيُسْتَحَبُّ.
الثَّالِثُ: مَا كَانَ بِأَسْمَاءِ غَيْر الله مِنْ مَلَك أَوْ صَالِح أَوْ مُعَظَّم مِنَ المَخْلُوقَات كَالعَرْشِ، قَالَ: فَهَذَا لَيْسَ مِنَ الوَاجِب اجْتِنَابه وَلا مِنَ المَشْرُوع الَّذِي يَتَضَمَّنُ الالتِجَاءَ إِلَى الله وَالتَّبَرُّك بِأَسْمَائِهِ؛ فَيَكُون تَرْكُهُ أَوْلَى إِلاَّ أَنْ يَتَضَمَّن تَعْظِيم المُرْقَى بِهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُجْتَنَب كَالحَلِفِ بِغَيْرِ الله تَعَالَى). [فتح الباري:10/196]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (لَمْ أَجِدْ هَذَا الكَلامَ فِي تَفْسِيرِ القُرْطُبيِّ وَلا فِي كِتَابِ التَّذْكِرَةِ لَهُ؛ فَلَعَلَّهُ فِي كِتَابٍ آخَرَ، وَمَا ذَكَرَهُ فِي القِسْمِ الثَّالِثِ مُتَعَقَّبٌ لأَنَّهُ مِنَ الشِّرْكِ المنهِيِّ عَنْهُ؛ فَكَيْفَ لا يَكُونُ مِنَ الوَاجِبِ اجتنابُهُ؟!!).
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (قَوْلُهُ: (لا بَأْسَ بالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الشِّرْكِ) المحرَّمِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ علَى جَوَازِ الرُّقَى وَالتَّطَبُّبِ بمَا لا ضَرَرَ فِيهِ وَلا مَنْعَ مِن جِهَةِ الشَّرْعِ وَإِن كَانَ بغَيْرِ أَسْمَاءِ اللهِ وَكَلامِهِ لَكِنْ إِذَا كَانَ مَفْهُومًا لأَنَّ مَا لا يُفْهَمُ لا يُؤْمَنُ أَن يَكُونَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الشِّرْكِ). [نيل الأوطار: ]

الرقية بغير العربية
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ المصْرِيُّ (ت:197هـ): (حَدَّثَني عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ وَعَبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ وَيُونُسُ بنُ يَزِيدَ أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُمْ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ اكْتَوَى مِن اللَّقْوَةِ، وَرُقِيَ مِنَ العَقْرَبِ.
وَأَخْبَرَنِي غَيرُهُمْ عَن نَافِعٍ أَنَّ ابنَ عُمَرَ اسْترقَى مِنَ العَقْرَبِ برُقْيَةٍ فَارِسِيَّةٍ). [جامع ابن وهب: ]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ عُبيدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: كَانَ يَرْقي بِالحِمْيَرِيَّةِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الحَليمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت:728هـ): (كُرِهَتِ الرُّقَى العَجَمِيَّةُ كَالعِبرَانِيَّةِ أوِ السُّريَانِيَّةِ أو غيرِهَا خَوفًا أَن يكونَ فِيهَا مَعَانٍ لا تَجُوزُ). [اقتضاء الصراط المستقيم:]

ما يستنكر من الرقى
ما روي عن طاوس بن كيسان مرسلاً ومقطوعًا
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عَن مَعْمَرٍ عَن ابنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَقْرَبُ الرُّقَى إِلَى الشِّرْكِ رُقْيَةُ الحيَّةِ وَالمجنُونِ)) ). [مصنف عبد الرزاق:11/18]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عَنْ مَعْمَرٍ، عَن ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقْرَبُ الرُّقَى إِلَى الشِّرْكِ رُقْيَةُ الحَيَّةِ، وَرُقْيَةُ المَجْنُونِ). [تفسير عبد الرزاق: 2/409]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):(قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عن مَعْمَرٍ، عن ابنِ طاوسٍ، عن أبيه، قالَ: ما مِنْ شَيْءٍ أقرَبُ إلى الشرْكِ مِن رُقْيَةِ الحيةِ والمَجَانِينِ). [جامع البيان: 24/749-751]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:(في حَدِيثِ عُمَيرٍ مَوْلَى آبي اللحْمِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم أَمَرَهُ أَن يَطْرَحَ بَعْضَ مَا فِي رُقْيَتِهِ الَّتِي يَرْقِي بهَا المجَانِينَ).
أثر ابن عباس
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):(حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، قالَ: ثَنِي أَبِي، قالَ: ثَنِي عَمِّي، قالَ: ثَنِي أَبِي، عن أبيه، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) } [الفلق: 4] قالَ: ما خَالَطَ السِّحْرَ مِنَ الرُّقَى). [جامع البيان: 24/749]

أثر قتادة
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قَالَ مَعْمَرٌ: تَلا قَتَادَةُ: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) } [الفلق: 4] قَالَ: إِيَّاكُمْ وَمَا خَالَطَ السِّحْرَ مِنْ هَذِهِ الرُّقَى). [تفسير عبد الرزاق: 2/408] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):(حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلى، قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عن مَعْمَرٍ، قالَ: تلا قتَادَةُ: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) } [الفلق: 4] قالَ: إيَّاكُمْ وما خَالَطَ السِّحْرَ مِن هذه الرُّقَى). [جامع البيان: 24/749]

أثر الحسن البصري
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):(حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عن قَتَادَةَ، قالَ: كان الحسنُ يقولُ إذا جَازَ: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (4) } [الفلق: 4] قالَ: إياكُم وما خَالَطَ السِّحْرَ).
[جامع البيان: 24/751]


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:48 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


فضل ترك الاسترقاء توكلاً على الله عز وجل

حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: ((عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلانِ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي؛ فَقِيلَ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ.
ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ؛ فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ!
فَقِيلَ لِي: انْظُرْ، هَكَذَا وَهَكَذَا؛ فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ
فَقِيلَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ))
فَتَفَرَّقَ النَّاسُ، وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ؛ فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: ((هُمُ الَّذِينَ لا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ))
فَقَامَ عُكَّاشَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: ((نَعَمْ)).
فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؛ فَقَالَ: ((سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ)) ). [صحيح البخاري: كتاب الطب/باب من لم يرق]
- قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (وَليسَ عندَ البُخَارِيِّ (لا يَرقُونَ) قالَ شيخُنَا: وَهُوَ الصَّوابُ وهذهِ اللَّفظةُ وقعَتْ مُقحَمَةً في الحديثِ وهيَ غَلَطٌ من بعضِ الرُّواةِ؛ فإنَّ النَّبي جَعَلَ الوَصْفَ الَّذِي يستحقُّ بهِ هؤلاءِ دُخولَ الجنَّةِ بغيرِ حِسَابٍ هُو تَحْقِيقَ التَّوحيدِ وتجريدُهُ؛ فلا يَسأَلونَ غيرَهم أنْ يرقِيَهم ولا يَتَطَيَّرُونَ وعَلى ربِّهمْ يتوَكَّلونَ، والطِّيَرَةُ نوعٌ منَ الشِّركِ، وَيتوكَّلونَ علَى اللهِ وحدَهُ لا عَلَى غيرِه، وتركُهمُ الاستِرْقَاءَ والتطَيُّرَ هو من تَمَامِ التَّوَكُّلِ علَى اللهِ كَمَا في الحَدِيثِ: ((الطِّيَرَةُ الشِّركُ ))قالَ ابنُ مَسْعُودٍ: (وَمَا مِنَّا إِلا مَن تَطَيَّرَ، وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُهُ بالتَّوَكُّلِ)؛ فَالتَّوَكُّلُ يُنافِي التَّطَيُّرَ، وأمَّا رُقْيةُ العَينِ فَهِيَ إِحسَانٌ مِنَ الرَّاقِي، قَد رَقَى رَسُولَ اللهِ جِبريلُ، وأَذِنَ فِي الرُّقَى وقالَ: لا بَأْسَ بها مَا لَمْ يَكُن فِيهَا شِرْكٌ، واستأذَنُوه فِيهَا فَقَالَ: ((مَنِ استطَاعَ منِكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْينفَعْهُ)) وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا نَفْعٌ وإحسَانٌ، وذَلِكَ مُسْتَحَبٌّ مَطلوبٌ للهِ ورسولِهِ؛ فالرَّاقِي مُحْسِنٌ، والمسترْقِي سائلٌ راجٍ نفعَ الغيرِ، والتَّوَكُّلُ يُنَافِي ذَلِكَ.
فَإن قِيلَ: فَعَائشةُ قَدْ رَقَت رَسُولَ اللهِ، وَجِبرِيلُ قَدْ رَقَاهُ.
قِيلَ: أَجَلْ، وَلِكنْ هُوَ لَمْ يَستَرْقِ، وَهُو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقُلْ: (وَلا يَرْقِيهِمْ رَاقٍ) وَإنَّمَا قَالَ: لا يَطْلُبونَ مِن أَحَدٍ أَن يَرقِيَهُمْ). [حادي الأرواح: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (حَدِيثُ ((الطِّيَرَةُ الشِّركُ))رَوَاهُ بهَذَا اللَّفظِ أبو يَعْلَى الموصِليُّ في مُسنَدِهِ مِن حَدِيثِ إسرَائيلَ عن منصورٍ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن عِيسَى بنِ عَاصِمٍ الأسَدِيُّ عَن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ عَن عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ مَرفُوعًا.
وَقَدْ رَوَاهُ أبو دَاودَ الطَّيالِسِيُّ وابنُ أبي شَيبةَ وأحمدُ والبخَارِيُّ في الأدَبِ المفرَدِ وأبو دَاودَ وابنُ ماجَهْ والحَاكِمُ وابنُ حِبَّانَ والبيهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ وغيرُهُم بلَفْظِ: ((الطِّيَرَةُ شِرْكٌ)) كلُّهُمْ إِمَّا من طَرِيقِ سُفيانَ الثَّورِيِّ عن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ بهِ، وإِمَّا مِن طَريقِ شُعْبَةَ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ بهِ، إلا أنَّ بعضَهُمْ يَروِيهِ بالإفرَادِ، وبعضَهُمْ يَروِيهِ بالتَّثنيةِ -أي تكرير الجملة مرتين، وَبَعضَهُم يَرويهِ بالتَّثْلِيثِ.
وَرَوَاهُ أيضًا أحْمَدُ والتِّرمِذِيُّ والبَزَّارُ وابنُ الجَعْدِ والطَّحَاوِيُّ والبَغَوِيُّ بلفظِ: ((الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ)) ).
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصف السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، زاد مسلم وحده (ولا يرقون)
فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هذه الزيادة وَهْمٌ من الراوي لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا يرقون) لأن الراقي محسن إلى أخيه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم -وقد سئل عن الرقى- فقال: (( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه )).
وقال: (( لا بأس بالرُّقى ما لم تكن شركًا)) والفرق بين الراقي والمسترقي أن المسترقي سائل مسقط ملتفت إلى غير الله بقلبه والراقي محسن نافع.
قلت: والنبي صلى الله عليه وسلم لا يجعل ترك الإحسان المأذون فيه سببا للسبق إلى الجنان، وهذا بخلاف ترك الاسترقاء فإنه توكل على الله ورغبة عن سؤال غيره ورضاء بما قضاه، وهذا شيء، وهذا شيء.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا عدوى ولا طيرة، وأحبُّ الفألَ الصالح ))ونحوه من حديث أنس، وهذا يحتمل أن يكون نفيا، وأن يكون نهيًا أي: لا تطيروا، ولكن قوله في الحديث: (( ولا عدوى ولا صفر ولا هامة )) يدل على أن المرادَ النفيُ وإبطالُ هذه الأمورِ التى كانت الجاهلية تعانيها، والنفيُ في هذا أبلغُ من النهيِ لأن النفيَ يدل على بطلانِ ذلكَ وعدم تأثيرِهِ والنهي إنما يدل على المنع منه.
وقد روى ابن ماجه في سننه من حديث سفيان عن سلمة عن عيسى بن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الطيرة شرك ))، وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل).
وهذه اللفظة: وما منا إلى آخره مدرجة في الحديث ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك قاله بعض الحفاظ، وهو الصواب؛ فإنَّ الطيرةَ نوعٌ من الشركِ كما هو في أثر مرفوع: ((من ردته الطيرة فقد قارف الشرك )) وفي أثر (( من أرجعته الطيرة من حاجة فقد أشرك ))
قالوا: وما كفارة ذلك؟
قال: (( أن يقول أحدكم: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك )) ). [مفتاح دار السعادة:2/234]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (الأثر الأخير رواه ابن السني من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن ابن هبيرة السبائي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعًا.
وقال ابن وهب في جامعه: (حدثني ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن أبي الحصين عن فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من ردته الطيرة فقد قارف الشرك)) ).
قال: (وأخبرنيه الليث بن سعد عن عياش بن عباس عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن فضالة بن عبيد مثله).
قال: (وأخبرني ابن لهيعة عن عبيد الله بن هبيرة عن أبي عبد الرحمن المعافري عن عبد الله بن عمرو بن العاص بنحو ذلك).
قال الألباني: (فهذه أسانيد ثلاثة فالأول منها والثالث صحيح، رجالهما كلهم ثقات، وأبو الحصين اسمه الهيثم بن شفي المصري، وظاهرها الوقف ولكن الثالث قد أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (287) من طريق ابن وهب به مرفوعًا، وزاد: (قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟
قال: يقول أحدهم: ((اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك)).
و كذلك أخرجه أحمد (2/220) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة به.
قال الهيثمي في المجمع (5/105): (رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات).
قلت: الضعف الذي في حديث ابن لهيعة إنما هو في غير رواية العبادلة عنه وإلا فحديثهم عنه صحيح كما حققه أهل العلم في ترجمته، ومنهم عبد الله بن وهب وقد رواه عنه كما رأيت وذلك من فوائد هذا الكتاب، والحمد لله الذي به تتم الصالحات). ا.هـ كلام الألباني.
وروى البزار من حديث شييم بن بيتان عن شيبان بن أمية عن رويفع بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من ردته الطيرة عن شيء فقد قارف الشرك »
قال البزار: شييم بن بيتان غير مشهور، وقال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر).


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة