العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:28 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الإسراء [ من الآية (86) إلى الآية (89) ]

{ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87)قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:29 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك ثمّ لا تجد لك به علينا وكيلاً}.
يقول تعالى ذكره: ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي آتيناك من العلم الّذي أوحينا إليك من هذا القرآن لنذهبنّ به، فلا تعلمه، ثمّ لا تجد لنفسك بما نفعل بك من ذلك وكيلاً، يعني: قيّمًا يقوم لك، فيمنعنا من فعل ذلك بك، ولا ناصرًا ينصرك، فيحول بيننا وبين ما نريد بك.
قالا: وكان عبد اللّه بن مسعودٍ يتأوّل معنى ذهاب اللّه عزّ وجلّ به رفعه من صدور قارئيه.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن شداد بن معقلٍ، قال: قلت لعبد اللّه، وذكر أنّه يسرى على القرآن: كيف وقد أثبتناه في صدورنا ومصاحفنا؟ قال: يسرى عليه ليلاً، فلا يبقى منه في مصحفٍ ولا في صدر رجلٍ، ثمّ قرأ عبد اللّه: {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثنا إسحاق بن يحيى، عن المسيّب بن رافعٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: تطرق النّاس ريحٌ حمراء من نحو الشّام، فلا يبقى في مصحف رجلٍ ولا قلبه آيةٌ. قال رجلٌ: يا أبا عبد الرّحمن، إنّي قد جمعت القرآن، قال: لا يبقى في صدرك منه شيءٌ. ثمّ قرأ ابن مسعودٍ: {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}). [جامع البيان: 15/73-74]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك} [الإسراء: 86].
- عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: لينزعنّ هذا القرآن من بين أظهركم، قال: يا أبا عبد الرّحمن، ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يسري على القرآن ليلًا فلا يبقى في قلب عبدٍ ولا في مصحفه منه شيءٌ، ويصبح النّاس فقراء كالبهائم، ثمّ قرأ عبد اللّه: {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك ثمّ لا تجد لك به علينا وكيلًا} [الإسراء: 86].
رواه الطّبرانيّ، ورجاله رجال الصّحيح غير شدّاد بن معقلٍ وهو ثقةٌ). [مجمع الزوائد: 7/51-52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 86 – 87
أخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس قال: لما قدم وفد اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقالوا: أبيت اللعن: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله، إنما يقال هذا للملك ولست ملكا، أنا محمد بن عبد الله، فقالوا: إنا لا ندعوك باسمك، قال: فأنا أبو القاسم، فقالوا: يا أبا القاسم إنا قد خبأنا لك خبيئا، فقال: سبحان الله، إنما يفعل هذا بالكاهن والكاهن والمتكهن والكهانة في النار، فقال له أحدهم: فمن يشهد لك أنك رسول الله فضرب بيده إلى حفنة حصا فأخذها فقال: هذا يشهد أني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبحن في يده فقلن: نشهد أنك رسول الله، فقالوا له: أسمعنا بعض ما أنزل عليك، فقرأ (والصافات صفا) حتى انتهى إلى قوله: (فأتبعه شهاب ثاقب) (الصافات الآية 1 - 10) فإنه لساكن ما ينبض منه عرق وإن دموعه لتسبقه إلى لحيته فقالوا له: إنا نراك تبكي، أمن خوف الذي بعثك تبكي قال: بل من خوف الذي بعثني ابكي إنه بعثني على طريق مثل حد السيف إن زغت عنه هلكت، ثم قرأ {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا} ). [الدر المنثور: 9/436-437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن سيرفع، قيل: كيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في المصاحف، قال: يسرى عليه في ليلة واحدة فلا يترك منه آية في قلب ولا مصحف إلا رفعت فتصبحون وليس فيكم منه شيء، ثم قرأ {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} ). [الدر المنثور: 9/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ليسرين على القرآن في ليلة فلا يترك آية في مصحف أحد إلا رفعت). [الدر المنثور: 9/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يسر ى على القرآن ليلا فيذهب به من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء). [الدر المنثور: 9/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اقرؤوا القرآن قبل أن يرفع فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع، قالوا: هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الناس، قال: يعدى ليلا فيرفع من صدورهم فيصبحون فيقولون: لكأنا كنا نعلم شيئا ثم يقعون في الشعر). [الدر المنثور: 9/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آبائنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها). [الدر المنثور: 9/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه عن حذيفة رضي الله عنه قال: يوشك أن يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ويقرأ الناس القرآن لا يجدون له حلاوة فيبيتون ليلة فيصبحون وقد أسري بالقرآن وما قبله من كتاب حتى ينتزع من قلب شيخ كبير وعجوز كبير فلا يعرفون وقت صلاة ولا صيام ولا نسك، حتى يقول القائل منهم: إنا سمعنا الناس يقولون: لا إله إلا الله فنحن نقول لا إله إلا الله). [الدر المنثور: 9/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي داود، وابن أبي حاتم عن شمر بن عطية رضي الله عنه قال: يسرى على القران في ليلة فيقوم المتهجدون في ساعاتهم فلا يقدرون على شيء فيفزعون إلى مصاحفهم فلا يقدرون عليها فيخرج بعضهم إلى بعض فيلتقون فيخبر بعضهم بعضا بما قد لقوا). [الدر المنثور: 9/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يأتي الناس زمان يرسل إلى القرآن ويرفع من الأرض). [الدر المنثور: 9/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن من حيث نزل له دوي حول العرش كدوي النحل يقول: أتلى ولا يعمل بي). [الدر المنثور: 9/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر عن الليث بن سعد رضي الله عنه قال: إنما يرفع القرآن حين يقبل الناس على الكتب ويكبون عليها ويتركون القرآن). [الدر المنثور: 9/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أطيعوني ما دمت بين أظهركم فإن ذهبت فعليكم بكتاب الله، أحلوا حلاله وحرموا حرامه فإنه سيأتي على الناس زمان يسرى على القرآن في ليلة فينسخ من القلوب والمصاحف). [الدر المنثور: 9/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: يسرى على كتاب الله فيرفع إلى السماء فلا يبقى على الأرض من القرآن ولا من التوراة والإنجيل والزبور فينزع من قلوب الرجال فيصبحون في الصلاة لا يدرون ما هم فيه). [الدر المنثور: 9/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه والديلمي عن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسرى على كتاب الله ليلا فيصبح الناس ليس في الأرض ولا في جوف مسلم منه آية). [الدر المنثور: 9/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يرفع الذكر والقرآن). [الدر المنثور: 9/441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس، وابن عمر رضي الله عنها قالا: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس ما هذه الكتب التي بلغني أنكم تكتبونها مع كتاب الله يوشك أن يغضب الله لكتابه فيسرى عليه ليلا لا يترك في قلب ولا ورق منه حرفا إلا ذهب به، فقيل: يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات قال: من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا الله). [الدر المنثور: 9/441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال: يسرى على القرآن في جوف الليل يجيء جبريل عليه السلام فيذهب به ثم قرأ {ولئن شئنا لنذهبن} الآية). [الدر المنثور: 9/441]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إلاّ رحمةً من ربّك إنّ فضله كان عليك كبيرًا}.
يقول عزّ وجلّ: {ولئن شئنا لنذهبنّ} يا محمّد {بالّذي أوحينا إليك} ولكنّه لا يشاء ذلك، رحمةً من ربّك وتفضّلاً منه عليك {إنّ فضله كان عليك كبيرًا} باصطفائه إيّاك لرسالته، وإنزاله عليك كتابه، وسائر نعمه عليك الّتي لا تحصى). [جامع البيان: 15/75]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا}.
يقول جلّ ثناؤه: قل يا محمّد للّذين قالوا لك: إنّا نأتي بمثل هذا القرآن: لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله، لا يأتون أبدًا بمثله، ولو كان بعضهم لبعضٍ عونًا وظهرًا.
وذكر أنّ هذه الآية نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بسبب قومٍ من اليهود جادلوه في القرآن، وسألوه أن يأتيهم بآيةٍ غيره شاهدةٍ له على نبوّته، لأنّ مثل هذا القرآن بهم قدرةٌ على أن يأتوا به.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس بن بكيرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، قال: حدّثني سعيد بن جبيرٍ أو عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم محمود بن سيحان، ونعمان بن أضان، وبحريّ بن عمرٍو، وعزيز بن أبي عزيزٍ، وسلاّم بن مشكمٍ، فقالوا: أخبرنا يا محمّد بهذا الّذي جئت به حقٌّ من عند اللّه عزّ وجلّ، فإنّا لا نراه متناسقًا كما تناسق التّوراة، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أما واللّه إنّكم لتعرفون أنّه من عند اللّه تجدونه مكتوبًا عندكم، ولو اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله ما جاءوا به " فقالوا عند ذلك، وهم جميعًا: فنحاصٌ، وعبد اللّه بن صوريا، وكنانة بن أبي الحقيق، وأشيع، وكعب بن أسدٍ، وشمويل بن زيدٍ، وجبل بن عمرٍو: يا محمّد ما يعلّمك هذا إنسٌ ولا جانٌّ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم " أما واللّه إنّكم لتعلمون أنّه من عند اللّه وأنى رسول الله تجدونه مكتوبًا عندكم في التّوراة والإنجيل " فقالوا: يا محمّد، إنّ اللّه يصنع لرسوله إذا بعثه ما شاء، ويقدر منه على ما أراد، فأنزل علينا كتابًا نقرؤه ونعرفه، وإلاّ جئناك بمثل ما تأتي به، فأنزل اللّه عزّ وجلّ فيهم وفيما قالوا: {قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله {لئن اجتمعت الإنس والجنّ}.. إلى قوله {ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا} قال: معينًا، قال: يقول: لو برزت الجنّ وأعانهم الإنس، فتظاهروا لم يأتوا بمثل هذا القرآن.
وقوله عزّ وجلّ {لا يأتون بمثله} رفعٌ، وهو جوابٌ لقوله " لئن "، لأنّ العرب إذا أجابت لئن بلا رفعوا ما بعدها، لأنّ " لئن " كاليمين وجواب اليمين بلا مرفوعٌ، وربّما جزم لأنّ لئن إن الّتي يجاب بها زيدت عليه لامٌ، كما قال الأعشى:
لئن منيت بنا عن غبّ معركةٍ = لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل). [جامع البيان: 15/75-77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 88 - 89.
أخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمود بن سيحان ونعيمان بن أصي ومجزئ بن عمر وسلام بن مشكم فقالوا: يا محمد هذا الذي جئت به حق من عند الله فإنا لا نراه متناسقا كما تتناسق التوراة، فقال لهم: أما والله إنكم لتعرفون أنه من عند الله قالوا: إنا نجيئك بمثل ما أتي به، فأنزل الله {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} الآية). [الدر المنثور: 9/441-442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} الآية، قال: يقول: لو برزت الجن وأعانهم الإنس فتظاهروا لم يأتوا هذا القرآن). [الدر المنثور: 9/442]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({صرّفنا} [الإسراء: 89] : «وجّهنا»). [صحيح البخاري: 6/83]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صرّفنا وجّهنا قال أبو عبيدة في قوله ولقد صرّفنا للنّاس في هذا القرآن أي وجهنا وبينا). [فتح الباري: 8/393]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (صرّفنا وجّهنا
أشار به إلى قوله تعالى: {ولقد صرفنا للنّاس في هذا القرآن} (الإسراء: 89) وفسره بقوله: وجهنا، وكذا فسره أبو عبيدة ويقال: أي وبينا من الأمثال وغيرها ممّا يوجب الاعتبار به). [عمدة القاري: 19/24]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({صرّفنا}) للناس قال أبو عبيدة أي (وجهنا) وبيّنّا وفي مفعوله وجهان:
أحدهما؛ أنه مذكور وفي مزيدة أي ولقد صرفنا هذا القرآن.
والثاني؛ أنه محذوف أي ولقد صرفنا أمثاله ومواعظه وقصصه وأخباره وأوامره). [إرشاد الساري: 7/202]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد صرّفنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ فأبى أكثر النّاس إلاّ كفورًا}.
يقول تعالى ذكره: ولقد بيّنّا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ احتجاجًا بذلك كلّه عليهم، وتذكيرًا لهم، وتنبيهًا على الحقّ ليتّبعوه ويعملوا به {فأبى أكثر النّاس إلاّ كفورًا} يقول: فأبى أكثر النّاس إلاّ جحودًا للحقٍّ، وإنكارًا لحجج اللّه وأدلّته). [جامع البيان: 15/77]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:33 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك} [الإسراء: 86]، يعني القرآن حتّى لا يبقى منه شيءٌ.
{ثمّ لا تجد لك به علينا وكيلا} [الإسراء: 86] وليًّا يمنعك من ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/161]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك ثمّ لا تجد لك به علينا وكيلا}

أي لو شئنا لمحوناه من القلوب ومن الكتب حتى لا يوجد له أثر.
{ثمّ لا تجد لك به علينا وكيلا} أي لا تجد من يتوكل في رد شيء منه). [معاني القرآن: 3/259-258]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك}
أي لو شئنا لأذهبناه من الصدور والكتب ثم لا تجد لك به علينا وكيلا أي من يتوكل في رده
قال الحسن أي يمنعك منا إذا أردناك). [معاني القرآن: 4/192-191]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا رحمةً من ربّك} [الإسراء: 87] فيها إضمارٌ، يقول: وإنّما أنزلناه عليك رحمةً من ربّك.
{إنّ فضله كان عليك كبيرًا} [الإسراء: 87] يقول: أعطاك النّبوّة وأنزل عليك القرآن.
- حمّادٌ، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيشٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: ليسرينّ على القرآن ليلةً، فلا تبقى منه آية في قلب رجلٍ ولا مصحفٍ إلا رفعت). [تفسير القرآن العظيم: 1/161]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ رحمةً مّن رّبّك...}

استثناء كقوله: {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها}). [معاني القرآن: 2/130]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا رحمة من ربّك إنّ فضله كان عليك كبيرا }
استثناء ليس من الأول، والمعنى ولكن اللّه رحمك فأثبت ذلك في قلبك وقلوب المؤمنين. ثم احتج اللّه عليهم بعد احتجاجه بقوله {قل كونوا حجارة أو حديدا} بالقرآن فأعلمهم - وهم العرب العاربة أهل البيان، ولهم تأليف الكلام - فقال لهم:
{قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} ). [معاني القرآن: 3/259]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إلا رحمة من ربك} إن فضله كان عليك كبيرا وهذا استثناء ليس من الأول أي لكن الله ثبته رحمة منه وتفضلا). [معاني القرآن: 4/192]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا} [الإسراء: 88]، أي: عوينًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/161]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون...}

جواب لقوله: {لئن} والعرب إذا أجابت (لئن) (لا) جعلوا ما بعد لا رفعا؛ لأن (لئن) كاليمين، وجواب اليمين (لا) مرفوعٌ. وربما جزم الشاعر، لأن (لئن) إن التي يجازى بها زيدت عليها لام، فوجّه الفعل فيها إلى فعل، ولو أتى بيفعل لجاز جزمه. وقد جزم بعض الشعراء بلئن، وبعضهم بلا التي هي جوابها.
قال الأعشى:
لئن منيت بنا عن غبّ معركة = لا تلفنا من دماء القوم ننتفل
وأنشدتني امرأة عقيليّة فصيحة:

لئن كان ما حدّثته اليوم صادقاً = أصم في نهار القيظ للشمس باديا
وأركب حماراً بين سرج وفروة = وأعر من الخاتام صغرى شماليا
قال وأنشدني الكسائي للكميت بن معروف:
لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم = ليعلم ربّي أنّ بيتي واسع
وقوله: {لبعضٍ ظهيراً} الظهير العون). [معاني القرآن: 2/131-130]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لبعض ظهيرا} فقالوا: ظاهرته: أعنته، ومالأته، وآزرته، وواطأته على الأمر؛ والظهير: العون). [معاني القرآن لقطرب: 841]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً} أي عونا). [تفسير غريب القرآن: 261]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا }
والظهير المعين). [معاني القرآن: 3/259]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} قال الحسن أي معينا). [معاني القرآن: 4/192]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ظهيرا} أي: معينا). [ياقوتة الصراط: 314]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ظهيرا} عونا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 139]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد صرّفنا للنّاس} [الإسراء: 89] ضربنا للنّاس، {في هذا القرءان من كلّ مثلٍ فأبى أكثر النّاس إلا كفورًا {89} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/161]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولقد صرّفنا للنّاس في هذا القرآن} أي وجّهنا وبيّنا).
[مجاز القرآن: 1/390]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولقد صرّفنا} أي وجهنا القول فيه بكل مثل. وهو من قولك: صرفت إليك كذا، أي عدلت به إليك.
وشدد ذلك للتكثير. كما يقال: فتّحت الأبواب). [تفسير غريب القرآن: 261]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} أي وجهنا القول بكل مثل وهو من قوله صرفت اليك كذا أي عدلت به إليك). [معاني القرآن: 4/193]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:35 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
عانية قرقف لم تطلع سنة = يجنها مدمج بالطين مختوم
...
ويجنها: يسترها وسمي الجنين جنينًا لاستتاره في بطن
أمه وسمي الترس مجنًا لأنه يستتر به وسميت الجن جنًا لاستتارهم عن أعين الناس). [شرح المفضليات: 813-814]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 07:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 07:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 07:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} الآية، فيها شدة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي عتاب على قوله: "غدا أعلمكم"، فأمر بأن يقول: إن الروح من أمر ربي، فيذعن بالتسليم لله في أنه يعلم بما شاء، ويمسك عن عباده ما شاء، ثم قيل له: وما أوتيتم أنت يا محمد وجميع الخلائق من العلم إلا قليلا، فالله تعالى يعلم من علمه بما شاء، ويدع ما شاء، ولئن شاء لذهب بالوحي الذي أتاك، ثم لا ناصر لك منه، فليس بعظيم ألا تجيء بتفسير في الروح الذي أردت تفسيره للناس ووعدتهم بذلك. وروى ابن مسعود أنه ستخرج ريح حمراء من قبل الشام فتزيل القرآن من المصاحف ومن الصدور، وتذهب به، ثم يتلو هذه الآية.
[المحرر الوجيز: 5/536]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
أراد ابن مسعود بتلاوة الآية أن يبدي أن الأمر جائز الوقوع ليظهر مصداق خبره من كتاب الله عز وجل. و"الوكيل": القائم بالأمر في الانتصار أو المخاصمة ونحو ذلك من وجود النفع). [المحرر الوجيز: 5/537]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "إلا رحمة" استثناء منقطع، أي: لكن رحمة من ربك يمسك ذلك عليك، وهذا الاستثناء المنقطع يخصص تخصيصا ما، وليس كالمتصل; لأن المتصل يخصص من الجنس أو الجملة، والمنقطع يخصص أجنبيا من ذلك، ولا ينكر وقوع المنقطع في القرآن إلا أعجمي، وقد حكي ذلك عن ابن خويز مقداد. ثم عدد عليه عز وجل كبر فضله في اختصاصه بالنبوة، وحمايته من المشركين، إلى غير ذلك مما لا يحصى). [المحرر الوجيز: 5/537]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} الآية.
سبب هذه الآية أن جماعة من قريش قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد. جئنا بآية
[المحرر الوجيز: 5/537]
غريبة غير هذا القرآن فإنا نقدر على المجيء بمثل هذا، فنزلت هذه الآية المصرحة بالتعجيز، المعلمة بأن جميع الخلائق إنسا وجنا لو اجتمعوا على ذلك لم يقدروا عليه.
والعجز في معارضة القرآن إنما وقع في النظم والرصف لمعانيه، وعلة ذلك الإحاطة التي لا يتصف بها إلا الله تعالى. والبشر مقصر ضرورة بالجهل والنسيان والغفلة وأنواع النقص، فإن نظم كلمة خفي عنه -للعلل التي ذكرنا- أليق الكلام بها في المعنى، وقد ذكرت هذه المسألة في صدر هذا الديوان.
وقوله تعالى: {لا يأتون بمثله} في موضع رفع، و"لا" متلقية قسما، واللام في قوله تعالى: "لئن" مؤذنه غير لازمة، قد تحذف أحيانا، وقد تجيء هذه اللام مؤكدة فقط، ويجيء الفعل المنفي مجزوما، وهذا اعتماد على الشرط، ومنه قول الأعمش:
لئن منيت بنا عن غب معركة ... لا تلفنا عن دماء القوم ننتقل
و "الظهير": المعين، ومنه قوله عز وجل: {وإن تظاهرا عليه} الآية.
[المحرر الوجيز: 5/538]
فال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفهمت العرب بخلوص فهمها في ميز الكلام ودربتها به ما لا نفهمه نحن ولا كل من خالطته حضارة، ففهموا العجز عنه ضرورة ومشاهدة، وعلمه الناس بعدهم استدلالا ونظرا، ولكل حصل علم قطعي، لكن ليس في مرتبة واحدة، وهذا كما علمت الصحابة شرع النبي عليه الصلاة والسلام وأعماله مشاهدة علم ضرورة، وعلمنا نحن المتواتر من ذلك بنقل التواتر، فحصل للجميع القطع، لكن في مرتبتين، وفهم إعجاز القرآن أرباب الفصاحة الذين لهم غرائب في ميز الكلام. ألا ترى إلى فهم الفرزدق شعر جرير في شعر ذي الرمة في قوله:
يعد الناسبون إلى تميم.
الأبيات كلها. وألا ترى قصة جرير في نوادره مع الفرزدق في قول الفرزدق:
علام تلفتين.
[المحرر الوجيز: 5/539]
وفي قوله:
تلفت أنها تحت ابن قين.
وألا ترى إلى قول الأعرابي: "عز فحكم فقطع"؟ وألا ترى إلى استدلال الآخر على البعث بقوله تعالى: {حتى زرتم المقابر}، فقال: إن الزيارة تقتضي الانصراف.
ومنه علم بشار بقول أبي عمرو بن العلاء في شعر الأعشى:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت.
[المحرر الوجيز: 5/540]
ومنه قول الأعرابي للأصمعي:
من أحوج الكريم إلى أن يقسم؟
ومن فهمهم أنهم ببدائههم يأتون بكلمة منثورة تفضل المنقح من الشعر، وأمثلة ذلك محفوظة، ومن ذلك أجوبتهم المسكتة، إلى غير ذلك من براعتهم في الفصاحة وكونهم فيها النهاية، كما كان السحر في زمن موسى عليه السلام، والطب في زمن عيسى عليه السلام، فهم مع هذه الأفهام أقروا بالعجز، ولجأ المحاد منهم إلى السيف، ورضي بالقتل والسباء وكشف الحرم، وهو كان يجد المندوحة عن ذلك بالمعارضة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وكذلك التحدي بالعشر السور، والتحدي بالسورة، إنما وقع كله على حد واحد في النظم خاصة، وقيد العشر بالافتراء لأنهم قالوا: إن القرآن مفترى، فدعاهم بعقب ذكر ذلك إلى الإتيان بعشر سور مفتريات، ولم يذكر الافتراء في السورة لأنه لم يجر عنهم
[المحرر الوجيز: 5/541]
ذكر ذلك قبل، بل قال: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله، على أنه قد جاء ذكر السورة مع ذكرهم الافتراء في سورة هود، وقد اختلف الناس في هذا الموضع - فقيل: دعوا إلى السورة المماثلة في النظم والغيوب وغير ذلك من الأوصاف، وكان ذلك من تكليف ما لا يطاق، فلما عسر عليهم خفف بالدعوة إلى المفتريات، وقيل غير هذا مما ينحل عند تحصيله). [المحرر الوجيز: 5/542]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا}
هذه آية تنبيه على فضل الله في القرآن على العالم، وتوبيخ للكفار منهم على قبيح فعلهم. و"تصريف القول" هو ترديد البيان عن المعنى. وقرأ الجمهور: "صرفنا" بتشديد الراء، وقرأ الحسن: "صرفنا" بفتح الراء خفيفة.
وقوله تعالى: {من كل مثل} يجوز أن تكون "من" لابتداء الغاية، ويكون المفعول بـ "صرفنا" مقدرا، تقديره: ولقد صرفنا في هذا القرآن التنبيه والعبر من كل مثل ضربناه، ويجوز أن تكون مؤكدة زائدة، التقدير: ولقد صرفنا كل مثل، وهذا كقوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}.
وقوله تعالى: "فأبى" عبارة عن تكسب الكفار الكفر، وإعراضهم عن الإيمان، وفي العبارة بـ "أبى" تغليظ، والكفر بالخلق والاختراع هو من فعل الله تعالى، وبالتكسب والدءوب هو من الإنسان. و"كفورا" مصدر كالخروج). [المحرر الوجيز: 5/543]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 05:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 05:46 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك ثمّ لا تجد لك به علينا وكيلا (86) إلا رحمةً من ربّك إنّ فضله كان عليك كبيرًا (87) قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا (88) ولقد صرّفنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ فأبى أكثر النّاس إلا كفورًا (89)}.
يذكر تعالى نعمته وفضله العظيم على عبده ورسوله الكريم، فيما أوحاه إليه من القرآن المجيد، الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ.
قال ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه: يطرق النّاس ريحٌ حمراء -يعني في آخر الزّمان- من قبل الشّام، فلا يبقى في مصحف رجلٍ ولا في قلبه آيةٌ، ثمّ قرأ ابن مسعودٍ: {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك} الآية). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 117]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ نبّه تعالى على شرف هذا القرآن العظيم، فأخبر أنّه لو اجتمعت الإنس والجنّ كلّهم، واتّفقوا على أن يأتوا بمثل ما أنزله على رسوله، لما أطاقوا ذلك ولما استطاعوه، ولو تعاونوا وتساعدوا وتظافروا، فإنّ هذا أمرٌ لا يستطاع، وكيف يشبه كلام المخلوقين كلام الخالق، الّذي لا نظير له، ولا مثال له، ولا عديل له؟!
وقد روى محمّد بن إسحاق عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن سعيد [بن جبيرٍ] أو عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: إنّ هذه الآية نزلت في نفرٍ من اليهود، جاءوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا له: إنّا نأتيك بمثل ما جئتنا به، فأنزل اللّه هذه الآية.
وفي هذا نظرٌ؛ لأنّ هذه السّورة مكّيّةٌ، وسياقها كلّه مع قريشٍ، واليهود إنّما اجتمعوا به في المدينة. فاللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 117]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد صرّفنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ} أي: بيّنّا لهم الحجج والبراهين القاطعة، ووضّحنا لهم الحقّ وشرحناه وبسطناه، ومع هذا {فأبى أكثر النّاس إلا كفورًا} أي: جحودًا وردًّا للصّواب). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 117]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة