تفسير قوله تعالى: (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فجمع السّحرة لميقات يومٍ معلومٍ (38) وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون (39) لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين}.
يقول تعالى ذكره: فجمع الحاشرون الّذين بعثهم فرعون لحشر السّحرة السّحرة {لميقات يومٍ معلومٍ} يقول: لوقتٍ واعد فرعون لموسى الاجتماع معه فيه من يومٍ معلومٍ، وذلك {يوم الزّينة، وأن يحشر النّاس ضحى} ). [جامع البيان: 17/567]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: فجمع السّحرة لميقات يومٍ معلومٍ
- وبه، عن محمّد بن إسحاق يعنى قوله: فجمع السّحرة لميقات يومٍ معلومٍ فذكر لي واللّه أعلم أنّه جمع له خمسة عشر ألف ساحرٍ
- حدّثنا أبي، ثنا عمرو بن رافعٍ، ثنا جريرٌ، عن عبد العزيز ابن رفيعٍ، عن أبي سودة، عن كعبٍ قال: كان سحرة فرعون اثنا عشر ألفًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2762]
تفسير قوله تعالى: (وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقيل للنّاس: هل أنتم مجتمعون لتنظروا إلى ما يفعل الفريقان، ولمن تكون الغلبة، لموسى أو للسّحرة؟ فلعلّنا نتّبع السّحرة.
ومعنى لعلّ هنا: كي. يقول: كي نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين موسى.
وإنّما قلت ذلك معناها، لأنّ قوم فرعون كانوا على دين فرعون، فغير معقولٍ أن يقول من كان على دينٍ: أنظر إلى حجّة من هو على خلافي لعلّي أتّبع دينه، وإنّما يقال: أنظر إليها كي أزداد بصيرةً بديني، فأقيم عليه. وكذلك قال قوم فرعون، فإيّاه عنوا بقيلهم: {لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين}.
وذكر: إنّ اجتماعهم للميقات الّذي اتّعد للاجتماع فيه فرعون وموسى كان بالإسكندريّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون} قال: كانوا بالإسكندريّة، قال: ويقال: بلغ ذنب الحيّة من وراء البحيرة يومئذٍ، قال: وهربوا وأسلموا فرعون وهمّت به، فقال: فخذها يا موسى، قال: فكان ممّا بلي النّاس به منه أنّه كان لا يضع على الأرض شيئًا، قال: فأحدث يومئذٍ تحته، قال: وكان إرساله الحيّة في القبّة الحمراء). [جامع البيان: 17/567-568]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون
- حدّثنا أبو زرعة عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون؟ يقول حشر النّاس ينظرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2762]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {وقيل للناس هل أنتم مجتمعون} قال: كانوا بالاسكندرية قال: ويقال بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة يومئذ قال: وهزموا وسلم فرعون وهمت به فقال: خذها يا موسى، وكان مما بلى الناس به منه انه كان لا يضع على الأرض شيئا فاحدث يومئذ تحته وكان ارساله الحية في القبة الخضراء). [الدر المنثور: 11/244]
تفسير قوله تعالى: (لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ومعنى لعلّ هنا: كي. يقول: كي نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين موسى.
وإنّما قلت ذلك معناها، لأنّ قوم فرعون كانوا على دين فرعون، فغير معقولٍ أن يقول من كان على دينٍ: أنظر إلى حجّة من هو على خلافي لعلّي أتّبع دينه، وإنّما يقال: أنظر إليها كي أزداد بصيرةً بديني، فأقيم عليه. وكذلك قال قوم فرعون، فإيّاه عنوا بقيلهم: {لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين}.
وذكر: إنّ اجتماعهم للميقات الّذي اتّعد للاجتماع فيه فرعون وموسى كان بالإسكندريّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون} قال: كانوا بالإسكندريّة، قال: ويقال: بلغ ذنب الحيّة من وراء البحيرة يومئذٍ، قال: وهربوا وأسلموا فرعون وهمّت به، فقال: فخذها يا موسى، قال: فكان ممّا بلي النّاس به منه أنّه كان لا يضع على الأرض شيئًا، قال: فأحدث يومئذٍ تحته، قال: وكان إرساله الحيّة في القبّة الحمراء). [جامع البيان: 17/567-568]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، ثنا محمّد بن الحسين ويزيد بن هارون واللّفظ لمحمّدٍ، عن أصبغ بن زيدٍ الورّاق، عن القاسم بن أبي أيوب حدثني سعيد ابن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ يعنى قوله: لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين قال: فلمّا اجتمعوا في صعيدٍ قال: النّاس بعضهم لبعضٍ انطلقوا فلنحضر هذا الأمر ونتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين، يعني بذلك موسى وهارون عليهما السّلام استهزاءً بهما وذكر الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 8/2762]
تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاء السّحرة قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجرًا إن كنّا نحن الغالبين (41) قال نعم وإنّكم إذًا لّمن المقرّبين (42) قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون (43) فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون}.
يقول تعالى ذكره: {فلمّا جاء السّحرة} فرعون لوعدٍ لموسى وموعد فرعون.
{قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجرًا} بسحرنا قبلك {إن كنّا نحن الغالبين} موسى). [جامع البيان: 17/568-569]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا جاء السّحرة قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجرًا إن كنّا نحن الغالبين (41)
قوله: فلمّا جاء السّحرة
- حدّثنا محمّد بن عمّارٍ، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن ابن أبي زيادٍ، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ يعني
قوله: فلمّا جاء السّحرة قالوا: إنّ هذا فعل كذا وكذا قالوا: هذا ساحرٌ يسحر النّاس ولا يسحر السّاحر السّاحر قال نعم وإنّكم إذًا لمن المقرّبين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق يعنى قوله: فلمّا جاء السّحرة قال: فاجتمعوا إليه أمرهم أمره فقال: لهم إنّه قد جاءنا ساحرٌ لم نر مثله قطّ، وإنّكم إن غلبتموه أكرمتكم وقرّبتكم وفضّلتكم على أهل مملكتي.
قوله تعالى: قالوا لفرعون أإن لنا لأجرًا إن كنّا نحن الغالبين
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، ثنا محمّد بن الحسين وزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ فلمّا أتوا فرعون قالوا بم يعمل هذا السّاحر؟ قالوا عمله بالحيّات قالوا: فلا واللّه ما في الأرض قومٌ يعملون السّحر بالحيّات والحبال والعصيّ الّذي نعمل فلما أجرنا إن غلبناه؟ قال: فقال: لهم: أنتم أقاربي وخاصّتي وأنا صانعٌ إليكم كلّ ما أحببتم.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: فلمّا جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرًا إن كنّا نحن الغالبين يقول عطيّةً تعطينا إن كنّا نحن الغالبين قال: نعم وإنّكم إذًا لمن المقرّبين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2763]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا محمد بن الفضل عن عبد العزيز بن رفيع عن خيثمة عن كعب الأحبار قال كانت السحرة سبعة عشر ألفا أصبحوا كفارا وأمسوا شهداء). [تفسير مجاهد: 460]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال فرعون لهم نعم لكم الأجر على ذلك {وإنّكم إذًا لمن المقرّبين} منّا). [جامع البيان: 17/569]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال نعم وإنّكم إذًا لمن المقرّبين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فلمّا اجتمعوا إليّه أمرهم أمره فقال: إنّه قد جاءنا ساحرٌ لم نر مثله قطّ وإنّكم إن غلبتموه أكرمتكم وقرّبتكم وفضّلتكم على أهل مملكتي قال إنّ لنا ذلك إن غلبناه؟ قال: نعم قالوا فعده لنا موعدًا نجتمع فيه نحن وهو وكان رؤس الحسرة الّتي جمع فرعون لموسى فيما بلغني أربعةً من الّذين آمنوا حين رأوا من سلطان اللّه فآمنت معهم السّحرة جميعًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2763]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقالوا عند ذلك لموسى {إمّا أن تلقي وإمّا أن نكون نحن الملقين} وترك ذكر قيلهم ذلك لدلالة خبر اللّه عنهم أنّهم قال لهم موسى {ألقوا ما أنتم ملقون}، على أنّ ذلك معناه ف {قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون} من حبالكم وعصيّكم). [جامع البيان: 17/569]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون (43)
قوله: قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ، ثنا محمّد بن الحسين ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: اليوم الّذي أظهر اللّه فيه موسى على فرعون والسّحرة هو يوم عاشوراء فلمّا اجتمعوا في صعيدٍ قال: النّاس بعضهم لبعضٍ انطلقوا فلنحضر هذا الأمر ونتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين يعنون بذلك موسى وهارون استهزاءً بهما قالوا يا موسى لقدرتهم لسحرهم إمّا أن تلقي وإمّا أن نكون نحن الملقين... فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون فرأى موسى من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفةً فأوحى اللّه إليه أن ألقى العصا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2764]
تفسير قوله تعالى: (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فألقوا حبالهم وعصيّهم} من أيديهم {وقالوا بعزّة فرعون} يقول: أقسموا بقوّة فرعون وشدّة سلطانه، ومنعة مملكته {إنّا لنحن الغالبون} موسى). [جامع البيان: 17/569]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: فألقوا حبالهم وعصيّهم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ فألقوا حبالهم وعصيّهم وكانوا بضعةً وثلاثين ألف رجلٍ، ليس فيهم رجلٌ إلا معه حبل او عصى فلمّا ألقوا سحروا أعين النّاس واسترهبوهم
قوله: وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون فوجدوا اللّه عزّ وجلّ أعزّ منه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ قال: قال: بشر بن منصورٍ قال: بلغني أنّه لمّا تكلّم ببعض هذا وقالوا بعزّة فرعون أو نحو هذا قالت الملائكة قصّه وربّ الكعبة قال: فقال: اللّه عزّ وجلّ: تألّون عليّ قد أمهلته أربعين عامًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2764]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون} قال: فوجدوا الله أعز منه). [الدر المنثور: 11/244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن بشر بن منصور قال: بلغني انه لما تكلم ببعض هذا {وقالوا بعزة فرعون} قالت الملائكة: قصمه ورب الكعبة فقال الله تالون علي قد أمهلته أربعين عاما). [الدر المنثور: 11/244-245]
تفسير قوله تعالى: (فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون (45) فألقي السّحرة ساجدين (46) قالوا آمنّا بربّ العالمين (47) ربّ موسى وهارون (48) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم، إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر، فلسوف تعلمون}.
يقول تعالى ذكره: {فألقى موسى عصاه} حين ألقت السّحرة حبالهم وعصيّهم. {فإذا هي تلقف ما يأفكون}، يقول: فإذا عصا موسى تزدرد ما يأتون به من الفرية والسّحر الّذي لا حقيقة له، وإنّما هو مخايل وخدعةٌ). [جامع البيان: 17/569]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى فألقى موسى عصاه
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القسم حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله فألقى عصاه قال: أوحى اللّه إليه أن ألقي العصا فلمّا ألقاها صارت ثعبانًا عظيمًا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان، ثنا جريرٌ، عن يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: وعصا موسى اسمها ما شاء وهي مع يوشع بن نونٍ.
قوله: فإذا هي تلقف ما يأفكون
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ، ثنا محمّد بن الحسين ويزيد بن هارون، عن أصبغ، عن القاسم حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: فأوحى اللّه إليه أن ألقي العصا فلمّا ألقاها صارت ثعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها قال: فجعلت العصا بدعوة موسى تلتبس بالحبال فصارت جرزًا إلى الثّعبان حتّى تدخل فيه حتّى ما بقيت عصًا ولا حبلٌ إلا ابتلعته
قوله: يأفكون
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يأفكون يكذبون
- حدّثنا محمّد بن يحيى أخبرنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة فإذا هي تلقف ما يأفكون من سحرهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/2764-2765]
تفسير قوله تعالى: (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فألقي السّحرة ساجدين} يقول: فلمّا تبيّن السّحرة أنّ الّذي جاءهم به موسى حقٌّ لا سحرٌ، وأنّه ممّا لا يقدر عليه غير اللّه الّذي فطر السّموات والأرض من غير أصلٍ، خرّوا لوجوههم سجّدًا للّه، مذعنين له بالطّاعة، مقرّين لموسى بالّذي أتاهم به من عند اللّه أنّه هو الحقّ، وأنّ ما كانوا يعملونه من السّحر باطلٌ، قائلين: {آمنّا بربّ العالمين} ). [جامع البيان: 17/569-570]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فألقي السّحرة ساجدين (46)
قوله: فألقي السحرة ساجدين
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرازي، عن موسى ابن عبيدة، عن ابن كعبٍ قال: كانت السّحرة الّذين توفّاهم اللّه مسلمين ثمانين ألفًا.
وروي، عن محمّد بن المنكدر مثل ذلك
الوجه الثّاني
- حدّثني أبي ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ، عن عبد العزيز ابن رفيعٍ، عن خيثمة، عن أبي سودة، عن كعبٍ قال: كان سحرة فرعون اثنا عشر ألفًا.
الوجه الثّالث
- ذكر، عن زكريّا بن يحيى الكسائيّ، ثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عبد العزيز رفيعٍ، عن أبي سبرة، عن كعبٍ قال: كان سحرة فرعون تسعة عشر ألفًا.
الوجه الرّابع
- ذكر، عن معاوية بن هشامٍ، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن أبي ثمامة قال: سحرة فرعون سبعة عشر ألفًا.
الوجه الخامس
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: كان السّحرة بضعةً وثلاثين ألف رجلٍ.
- وبه في قوله ساجدين قال: أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى موسى أن ألق ما في يمينك فألقى عصاه، فأكلت كلّ حيّةٍ لهم فلمّا رأوا ذلك سجدوا.
- ذكر، عن سعيد بن سلامٍ، ثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن سليمان، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ وألقي السّحرة ساجدين قال: رأوا منازلهم تبنى لهم وهم في سجودهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/2765-2766]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({آمنّا بربّ العالمين} الّذي دعانا موسى إلى عبادته دون فرعون وملئه). [جامع البيان: 17/570]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا آمنّا بربّ العالمين (47)
قوله تعالى: قالوا آمنّا بربّ العالمين (47) ربّ موسى وهارون
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطي محمد الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: فلمّا عرف السّحرة ذلك قالوا: لو كان هذا سحرًا لم يبلغ من سحرنا كلّ هذا ولكن هذا أمرٌ من اللّه آمنّا باللّه وبما جاء به موسى ونتوب إلى اللّه ممّا كنّا عليه
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ السّحرة قالوا حين اجتمعوا إن يكن ما جاء به موسى سحرًا فلن نغلب وإن يكن من اللّه فلن يخفى علينا فلمّا قذف عصاه تلقّفت ما أفكوا من سحرهم وجاءوا به من حبالهم وعصيّهم علموا أنّه من الله فألقى السحرة عند ذلك اجدين قالوا آمنّا بربّ العالمين ربّ موسى وهارون.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: وكان من رؤوس السّحرة الّذي جمع فرعون لموسى فيما بلغني سابور، وعاذور، وحصحط، ومصفًّى أربعةٌ هم الّذين آمنوا حين رأوا ما رأوا من سلطان اللّه فآمنت معهم السّحرة جميعًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2766]
تفسير قوله تعالى: (رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) )
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا آمنّا بربّ العالمين (47)
قوله تعالى: قالوا آمنّا بربّ العالمين (47) ربّ موسى وهارون
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطي محمد الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: فلمّا عرف السّحرة ذلك قالوا: لو كان هذا سحرًا لم يبلغ من سحرنا كلّ هذا ولكن هذا أمرٌ من اللّه آمنّا باللّه وبما جاء به موسى ونتوب إلى اللّه ممّا كنّا عليه
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ السّحرة قالوا حين اجتمعوا إن يكن ما جاء به موسى سحرًا فلن نغلب وإن يكن من اللّه فلن يخفى علينا فلمّا قذف عصاه تلقّفت ما أفكوا من سحرهم وجاءوا به من حبالهم وعصيّهم علموا أنّه من الله فألقى السحرة عند ذلك اجدين قالوا آمنّا بربّ العالمين ربّ موسى وهارون.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: وكان من رؤوس السّحرة الّذي جمع فرعون لموسى فيما بلغني سابور، وعاذور، وحصحط، ومصفًّى أربعةٌ هم الّذين آمنوا حين رأوا ما رأوا من سلطان اللّه فآمنت معهم السّحرة جميعًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2766] (م)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ربّ موسى وهارون (48) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم} يقول جلّ ثناؤه: قال فرعون للّذين كانوا سحرته فآمنوا: آمنتم لموسى بأنّ ما جاء به حقٌّ قبل أن آذن لكم في الإيمان به {إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر}. يقول: إنّ موسى لرئيسكم في السّحر، وهو الّذي علّمكموه، ولذلك آمنتم به {فلسوف تعلمون} يقول: فلسوف تعلمون عند عقابي إيّاكم وبال ما فعلتم، وخطأ ما صنعتم من الإيمان به). [جامع البيان: 17/570]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ولأصلّبنّكم أجمعين (49) قالوا لا ضير إنّا إلى ربّنا منقلبون}.
يقول {لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم} مخالفًا في قطع ذلك منكم بين قطع الأيدي والأرجل، وذلك أن أقطع اليد اليمنى والرّجل اليسرى، ثمّ اليد اليسرى والرّجل اليمنى، ونحو ذلك من قطع اليد من جانبٍ ثمّ الرّجل من الجانب الآخر، وذلك هو القطع من خلافٍ {ولأصلّبنّكم أجمعين} فوكّد ذلك بأجمعين إعلامًا منه أنّه غير مستبقٍ منهم أحدًا). [جامع البيان: 17/570]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر فلسوف تعلمون لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ولأصلّبنّكم أجمعين (49)
قوله تعالى: قال آمنتم له قبل أن آذن لكم
- به، عن ابن إسحاق قال: قال: لهم فرعون وأسف ورأى الغلبة البيّنة آمنتم له قبل أن آذن لكم
قوله: إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر فلسوف تعلمون
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: إنّه لكبيركم يعنى بكبيرهم موسى- صلّى اللّه عليه وسلّم-.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر أي إنّه لعظيم السّحّار الّذي علّمكم السّحر.
قوله: لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ولأصلّبنّكم أجمعين
قد تقدّم تفسيره غير مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2767]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا لا ضير} يقول تعالى ذكره: قالت السّحرة: لا ضير علينا؛ وهو مصدرٌ من قول القائل: قد ضار فلانٌ فلانًا فهو يضير ضيرًا، ومعناه: لا ضرر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لا ضير} قال: يقول: لا يضرّنا الّذي تقول وإن صنعته بنا وصلبتنا. {إنّا إلى ربّنا منقلبون} يقول: إنّا إلى ربّنا راجعون، وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك إيّانا، وثباتنا على توحيده، والبراءة من الكفر به). [جامع البيان: 17/570-571]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قالوا لا ضير
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه: قالوا لا ضير يقولون: لا يضرّنا ما تقول وإن صنعت بنا وإن صلبتنا.
قوله: إنّا إلى ربّنا منقلبون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن لهيعة، ثنا عطاء، عن سعيد بن جبيرٍ إنّا إلى ربّنا منقلبون يعني إنّا إلى ربّنا راجعون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2767]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {لا ضير} قال: يقولون لا يضرنا الذي تقول وان صنعت بنا وصلبتنا {إنا إلى ربنا منقلبون} يقول: انا إلى ربنا راجعون، وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك ايانا وثباتنا على توحيده والبراءة من الكفر به وفي قوله {أن كنا أول المؤمنين} قال: كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رآها). [الدر المنثور: 11/245]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا أن كنّا أوّل المؤمنين (51) وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل السّحرة: {إنّا نطمع}: إنّا نرجو أن يصفح لنا ربّنا عن خطايانا الّتي سلفت منّا قبل إيماننا به، فلا يعاقبنا بها.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا} قال: السّحر والكفر الّذي كانوا فيه.
{أن كنّا أوّل المؤمنين} يقول: لأن كنّا أوّل من آمن بموسى وصدّقه بما جاء به من توحيد اللّه وتكذيب فرعون في ادّعائه الرّبوبيّة في دهرنا هذا وزماننا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أن كنّا أوّل المؤمنين} قال: كانوا كذلك يومئذٍ أوّل من آمن بآياته حين رأوها). [جامع البيان: 17/571]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: إنّا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا.. الآية
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قوله: إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا قال: السّحر والكفر الّذي كانوا فيه أن كنّا أوّل المؤمنين قال: كانوا كذلك يومئذٍ أوّل من آمن بآياته حين رأوها). [تفسير القرآن العظيم: 8/2767]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {لا ضير} قال: يقولون لا يضرنا الذي تقول وان صنعت بنا وصلبتنا {إنا إلى ربنا منقلبون} يقول: انا إلى ربنا راجعون، وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك ايانا وثباتنا على توحيده والبراءة من الكفر به وفي قوله {أن كنا أول المؤمنين} قال: كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رآها). [الدر المنثور: 11/245] (م)