العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الكهف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الآخرة 1434هـ/23-04-2013م, 06:38 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي تفسير سورة الكهف [ من الآية (27) إلى الآية (28) ]

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (27) إلى الآية (28) ]

{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الآخرة 1434هـ/23-04-2013م, 06:40 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ملتحدا قال ملتجأ). [تفسير عبد الرزاق: 1/402]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واتّبع يا محمّد ما أنزل إليك من كتاب ربّك هذا، ولا تتركنّ تلاوته واتّباع ما فيه من أمر اللّه ونهيه، والعمل بحلاله وحرامه، فتكون من الهالكين، وذلك أنّ مصير من خالفه، وترك اتّباعه يوم القيامة إلى جهنّم {لا مبدّل لكلماته} يقول: لا مغيّر لما أوعد بكلماته الّتي أنزلها عليك أهل معاصيه، والعاملين بخلاف هذا الكتاب الّذي أوحيناه إليك.
وقوله: {ولن تجد من دونه ملتحدًا} يقول: وإن أنت يا محمّد لم تتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك فتتبعه وتأتمّ به، فنالك وعيد اللّه الّذي أوعد فيه المخالفين حدوده، لن تجد من دون اللّه موئلاً تئل إليه ومعدلاً تعدل عنه إليه، لأنّ قدرة اللّه محيطةٌ بك وبجميع خلقه، لا يقدر أحدٌ منهم على الهرب من أمرٍ أراد به.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {ملتحدًا} قال أهل التّأويل، وإن اختلفت ألفاظهم في البيان عنه
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ملتحدًا} قال: ملجأً.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {ملتحدًا} قال: ملجأً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولن تجد من دونه ملتحدًا} قال: ملجأً ولا موئلاً.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {ملتحدًا} قال: ملجأً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولن تجد من دونه ملتحدًا} قال: لا يجدون ملتحدًا يلتحدونه ولا يجدون من دونه ملجأً ولا أحدًا يمنعهم.
والملتحد: إنّما هو المفتعل من اللّحد، يقال منه: لحدت إلى كذا: إذا ملت إليه، ومنه قيل للّحد: لحدٌ، لأنّه في ناحيةٍ من القبر، وليس بالشّقّ الّذي في وسطه، ومنه الإلحاد في الدّين، وهو المعاندة بالعدول عنه، والتّرك له). [جامع البيان: 15/234-236]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولن تجد من دونه ملتحدا يعني ملجأ). [تفسير مجاهد: 375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 27 - 29.
أخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ملتحدا} قال: ملجأ). [الدر المنثور: 9/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {ولن تجد من دونه ملتحدا} ما الملتحد قال: المدخل في الأرض قال فيه خصيب الضمري:
يا لهف نفسي ولهف غير محدثه * علي وما عن قضاء الله ملتحد). [الدر المنثور: 9/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن سلمان قال: جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فقالوا: يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم - يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصفوف - جالسناك أو حادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك} إلى قوله: {أعتدنا للظالمين نارا} يهددهم بالنار). [الدر المنثور: 9/521-522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن سلمان قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا والممات). [الدر المنثور: 9/522]

تفسير قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني يحيى بن أيوب عن المثني بن الصباح عن عمرو بن شعيب قال: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، في صلاة الصبح، وصلاة العشي). [الجامع في علوم القرآن: 1/5-6]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني الليث عن سهيل بن حسان أن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال في هذه [الآية: {واصبر] نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، قال: هم الذين [ ..... ]). [الجامع في علوم القرآن: 2/166]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي قال عيينة بن حصن للنبي إن سرك أن نتبعك فاطرد عنك فلانا وفلانا فإنه قد آذاني ريحهم يعني بلالا وسلمانا وصهيبا وناسا من ضعفاء المسلمين فأنزل الله عز و جل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي قال عيينة بن حصن للنبي إن سرك أن نتبعك فاطرد عنك فرنا وفلانا فإنه قد آذاني ريحهم يعني بلالا وسلمانا وصهيبا وناسا من ضعفاء المسلمين فأنزل الله عز و جل ولا تطرد الذين يدعون ربهم والعشي.
وأنزل في عيينة ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه إلى فرطا). [تفسير عبد الرزاق: 1/207-208] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة قال لما نزلت واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي قال: قال النبي الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر معه). [تفسير عبد الرزاق: 1/401]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن منصور عن إبراهيم ومجاهد في قوله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم قال أهل الصلوات الخمس). [تفسير عبد الرزاق: 1/401-402]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن إبراهيم في قوله: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه} قال: الصلوات الخمس [الآية: 28].
سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ مثله). [تفسير الثوري: 177-178]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({فرطًا} [الكهف: 28] : «يقال ندمًا»). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فرطًا ندمًا وصله الطّبريّ من طريق داود بن أبي هند في قوله فرطًا قال ندامةً وقال أبو عبيدة في قوله وكان أمره فرطًا أي تضييعًا وإسرافًا وللطّبريّ عن مجاهدٍ قال ضياعًا وعن السّديّ قال إهلاكا وعن بن جريجٍ نزلت في عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدرٍ الفزاريّ قبل أن يسلم). [فتح الباري: 8/408]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فرطا: ندما
أشار به إلى قوله تعالى: {واتبع هواه وكان أمره فرطا} (الكهف: 28) نزلت في عيينة بن حصين بن بدر الفزاريّ قبل أن يسلم، قاله ابن جريج، وفسّر قوله: فرطا بقوله: ندماً وروى الطّبريّ من طريق داود بن أبي هند في قوله: (فرطا) أي: ندامة، وعن أبي عبيدة تضييعاً وإسرافاً، وعن مجاهد: ضياعًا، وعن السّديّ إهلاكاً). [عمدة القاري: 19/38]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (يقال {فرطًا}) يريد قوله تعالى: {وكان أمره فرطًا} [الكهف: 28] أي (ندمًا) وهذا وصله الطبري من طريق داود بن أبي هند بلفظ ندامة وقال أبو عبيدة تضييعًا وإسرافًا وسقط قوله يقال لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/215]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {واصبر} يا محمّد {نفسك مع} أصحابك {الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ} بذكرهم إيّاه بالتّسبيح والتّحميد والتّهليل والدّعاء والأعمال الصّالحة من الصّلوات المفروضة وغيرها {يريدون} بفعلهم ذلك {وجهه} لا يريدون به عرضًا من عرض الدّنيا.
وقد ذكرنا اختلاف المختلفين في قوله {يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ} في سورة الأنعام، والصّواب من القول في ذلك عندنا، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
والقرّاء على قراءة ذلك: {بالغداة والعشيّ} وقد ذكر عن عبد اللّه بن عامرٍ وأبي عبد الرّحمن السّلميّ أنّهما كانا يقرآنه: ( بالغدوة والعشيّ ) وذلك قراءةٌ عند أهل العلم بالعربيّة مكروهةٌ، لأنّ غدوةً معرفةٌ ولا ألف ولا لام فيها، وإنّما يعرّف بالألف واللاّم ما لم يكن معرفةً، فأمّا المعارف فلا تعرّف بهما.
وبعد فإنّ غدوةً لا تضاف إلى شيءٍ، وامتناعها من الإضافة دليلٌ واضحٌ على امتناع الألف واللاّم من الدّخول عليها، لأنّ ما دخلته الألف واللاّم من الأسماء صلحت فيه الإضافة، وإنّما تقول العرب: أتيتك غداة الجمعة، ولا تقول: أتيتك غدوة الجمعة.
والقراءة عندنا في ذلك ما عليه القرّاء في الأمصار لا نستجيز غيرها لإجماعها على ذلك، وللعلّة الّتي بيّنّا من جهة العربيّة.
وقوله: {ولا تعد عيناك عنهم} يقول جلّ ثناؤه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ولا تصرف عيناك عن هؤلاء الّذين أمرتك يا محمّد أن تصبر نفسك معهم إلى غيرهم من الكفّار، ولا تجاوزهم إليهم.
وأصله من قولهم: عدوت ذلك، فأنا أعدوه: إذا جاوزته.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، في قوله: {ولا تعد عيناك عنهم} قال: لا تجاوزهم إلى غيرهم.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثني عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا تعد عيناك عنهم} يقول: لا تتعدّهم إلى غيرهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {واصبر نفسك}. الآية، قال: قال القوم للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إنّا نستحي أن نجالس فلانًا وفلانًا وفلانًا، فجانبهم يا محمّد، وجالس أشراف العرب، فنزل القرآن {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم} ولا تحقّرهم، قال: قد أمروني بذلك، قال: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا}.
- حدّثنا الرّبيع بن سليمان، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني أسامة بن زيدٍ، عن أبي حازمٍ، عن عبد الرّحمن بن سهل بن حنيفٍ، أنّ هذه الآية، لمّا نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو في بعض أبياته {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه} فخرج يلتمس، فوجد قومًا يذكرون اللّه، منهم ثائر الرّأس، وجافى الجلد، وذو الثّوب الواحد، فلمّا رآهم جلس معهم، فقال: " الحمد للّه الّذي جعل لي في أمّتي من أمرني أن أصبر نفسي معه ".
ورفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد
وقوله: {تريد زينة الحياة الدّنيا} يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تعد عيناك عن هؤلاء المؤمنين الّذين يدعون ربّهم إلى أشراف المشركين، تبغي بمجالستهم الشّرف والفخر، وذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أتاه فيما ذكر قومٌ من عظماء أهل الشّرك، وقال بعضهم: بل من عظماء قبائل العرب ممّن لا بصيرة لهم بالإسلام، فرأوه جالسًا مع خبّابٍ وصهيبٍ وبلالٍ، فسألوه أن يقيمهم عنه إذا حضروا، قالوا: فهمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك، فأنزل اللّه عليه: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه} ثمّ كان يقوم إذا أراد القيام، ويتركهم قعودًا، فأنزل اللّه عليه {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ}. الآية {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا} يريد بـ زينة الحياة الدّنيا: مجالسة أولئك العظماء الأشراف.
وقد ذكرت الرّواية بذلك فيما مضى قبل في سورة الأنعام.
- حدّثني الحسين بن عمرٍو العنقزيّ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ، عن أبي سعيدٍ الأزديّ، وكان قارئ الأزد عن أبي الكنود، عن خبّابٍ، في قصّةٍ ذكرها عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ذكر فيها هذا الكلام مدرجًا في الخبر {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا} قال: تجالس الأشراف.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرت أنّ عيينة بن حصنٍ قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن يسلم: لقد آذاني ريح سلمان الفارسيّ، فاجعل لنا مجلسًا منك لا يجامعوننا فيه، واجعل لهم مجلسًا لا نجامعهم فيه، فنزلت الآية.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّه لمّا نزلت هذه الآية قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " الحمد للّه الّذي جعل في أمّتي من أمرت أن أصبر نفسي معه ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {تريد زينة الحياة الدّنيا} قال: تريد أشراف الدّنيا.
- حدّثنا صالح بن مسمارٍ، قال: حدّثنا الوليد بن عبد الملك، قال: سليمان بن عطاءٍ، عن مسلمة بن عبد اللّه الجهنيّ، عن عمّه أبي مشجعة بن ربعيٍّ، عن سلمان الفارسيّ، قال: جاءت المؤلّفة قلوبهم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: عيينة بن بدر، والأقرع بن حابسٍ وذووهم، فقالوا: يا نبيّ اللّه، إنّك لو جلست في صدر المسجد، ونفيت عنّا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذرٍّ وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جباب الصّوف، ولم يكن عليهم غيرها جلسنا إليك وحادثناك، وأخذنا عنك، فأنزل اللّه: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدًا} حتّى بلغ {إنّا أعتدنا للظّالمين نارًا} يتهدّدهم بالنّار، فقام نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يلتمسهم حتّى أصابهم في مؤخّر المسجد يذكرون اللّه، فقال: " الحمد للّه الّذي لم يمتني حتّى أمرني أن أصبر نفسي مع رجالٍ من أمّتي، معكم المحيا ومعكم الممات ".
وقوله: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه} يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ولا تطع يا محمّد من شغلنا قلبه من الكفّار الّذين سألوك طرد الرّهط الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ عنك، عن ذكرنا، بالكفر وغلبة الشّقاء عليه، واتّبع هواه، وترك اتّباع أمر اللّه ونهيه، وآثر هوى نفسه على طاعة ربّه.
وهم فيما ذكر: عيينة بن حصنٍ، والأقرع بن حابسٍ وذووهم.
- حدّثني الحسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، قال: حدّثنا أبي، قال، حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي سعيدٍ الأزديّ، عن أبي الكنود، عن خبّابٍ، {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} قال: عيينة، والأقرع.
وأمّا قوله: {وكان أمره فرطًا} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معناه: وكان أمره ضياعًا
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {وكان أمره فرطًا} قال ابن عمرو في حديثه قال: ضائعًا. وقال الحارث في حديثه: ضياعًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: ضياعًا.
وقال آخرون: بل معناه: وكان أمره ندمًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا بدل بن المحبّر قال: حدّثنا عبّاد بن راشدٍ، عن داود، {فرطًا} قال: ندامةٌ.
وقال آخرون: بل معناه: هلاكًا.
- ذكر من قال ذلك:
حدّثني الحسين بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبي قال، حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي سعيدٍ الأزديّ، عن أبي الكنود، عن خبّابٍ، {وكان أمره فرطًا} قال: هلاكًا.
وقال آخرون: بل معناه: خلافًا للحقّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: {وكان أمره فرطًا} قال: مخالفًا للحقٍّ، ذلك الفرط.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب، قول من قال: معناه: ضياعًا وهلاكًا، من قولهم: أفرط فلانٌ في هذا الأمر إفراطًا: إذا أسرف فيه وتجاوز قدره، وكذلك قوله: {وكان أمره فرطًا} معناه: وكان أمر هذا الّذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا في البسار والكبر واحتقار أهل الإيمان سرفًا قد تجاوز حدّه، فضيّع بذلك الحقّ وهلك.
- وقد حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، قال: قيل له: كيف قرأ عاصمٌ؟ فقال {كان أمره فرطًا} قال أبو كريبٍ: قال أبو بكرٍ: كان عيينة بن حصنٍ يفخر بقول أنا وأنا). [جامع البيان: 15/236-243]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال يعني صلاة المكتوبة).[تفسير مجاهد: 375]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وكان أمره فرطا قال يعني ضياعا). [تفسير مجاهد: 375]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا حسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا أبي، ثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ، عن أبي سعد، الأزديّ، عن أبي الكنودٍ، عن خبّاب بن الأرت "في قول الله- عز وجل-: (ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيءٍ وما من حسابك عليهم من شيءٍ فتطردهم فتكون من الظالمين) قال: جاء الأقرع بن حابسٍ التّميميّ وعيينة بن حصن الفزاريّ فوجدوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قاعدًا مع بلالٍ وصهيبٍ وخبّابٍ وناسٍ من الضّعفاء من المؤمنين، فلمّا رأوهم حوله حقّروهم، فأتوه فخلوا به، فقالوا: إنّا نحبّ أن تجعل لنا منك مجلسًا تعرف لنا به العرب فضلنا فإن وجوه العرب ترد عليك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنّا، فإذا نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت. قال: نعم. قالوا: فاكتب لنا عليك كتابًا. قال: فدعا بالصّحيفة ودعا عليًّا- رضي اللّه عنه- ليكتب ونحن قعودٌ في ناحيةٍ إذ نزل جبريل- عليه السّلام-: (ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه) إلى قوله: (من الظالمين) ثمّ قال: (وإذا جاءك الّذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرحمة) فرمى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالصّحيفة من يده، ثمّ دعانا فأتيناه وهو يقول: (سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة) فدنونا منه يومئذٍ حتّى وضعنا ركبنا على ركبته، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل اللّه- عزّ وجلّ- (واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) قال: تجالس الأشراف (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) - قال: عيينة والأقرع (واتّبع هواه وكان أمره فرطاً) - قال: هلاكًا، ثمّ قال: ضرب لهم مثلًا رجلين كمثل الحياة الدّنيا. قال: فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقعد معنا فإذا بلغ السّاعة الّتي يقوم فيها قمنا وتركناه وإلّا صبر أبدًا حتّى نقوم".
- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباط بن نصرٍ ... فذكره بتمامه.
- قلت: رواه ابن ماجه في سننه: باختصارٍ عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا أسباط به). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/232-233]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (حديثٌ في نزول قوله تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} مضى في الأنعام). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سلمان قال: نزلت هذه الآية في وفي رجل دخل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم - ومعي شن خوص - فوضع مرفقه في صدري فقال: تنح، حتى ألقاني على البساط ثم قال: يا محمد إنا ليمنعنا كثيرا من أمرك هذا وضرباؤه أن ترى لي قدما وسوادا فلو نحيتهم إذا دخلنا عليك فإذا خرجنا أذنت لهم إذا شئت، فلما خرج أنزل الله {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم} إلى قوله: {وكان أمره فرطا} ). [الدر المنثور: 9/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والطبراني، وابن مردويه عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله فيهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال: الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمري أن أصبر نفسي معهم). [الدر المنثور: 9/522-523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقرأ سورة الحجر وسورة الكهف فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم). [الدر المنثور: 9/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن عساكر من طريق عمر بن ذر عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى نفر من أصحابه - منهم عبد الله بن رواحة - يذكرهم بالله فلما رآه عبد الله سكت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكر أصحابك، فقال: يا رسول الله أنت أحق، فقال: أما إنكم الملأ الذين أمرني أن أصبر نفسي معهم ثم تلا {واصبر نفسك} الآية). [الدر المنثور: 9/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الصغير، وابن مردويه من طريق عمر بن ذر: حدثني مجاهد عن ابن عباس قال: مر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنكم للملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معهم، ثم تلا {واصبر نفسك} الآية، قال: إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معه عدتهم جليسهم من الملائكة إن سبحوا الله سبحوه وإن حمدوا الله حمدوه وإن كبروا الله كبروه، يصعدون إلى الرب وهو أعلم فيقولون: ربنا إن عبادك سبحوك فسبحنا وكبروك فكبرنا وحمدوك فحمدنا، فيقول ربنا: يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقولون: فيهم فلان الخطاء، فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم). [الدر المنثور: 9/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاص يقص فأمسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قص فلأن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب). [الدر المنثور: 9/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وأبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي سعيد قال: أتى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ناس من ضعفة المسلمين ورجل يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم ثم قال: بشر فقراء المسلمين بالنور التام يوم القيامة يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم مقدار خمسمائة عام، هؤلاء في الجنة ينتعمون وهؤلاء يحاسبون). [الدر المنثور: 9/525]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت قال: كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر النّبيّ فكفوا فقال: ما كنتم تقولون قلنا: نذكر الله، قال: فإني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها، ثم قال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم). [الدر المنثور: 9/525]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن: قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات). [الدر المنثور: 9/525]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن نافع قال: أخبرني عبد الله بن عمر في هذه الآية {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم} أنهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن ابن عباس مثله). [الدر المنثور: 9/526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في قوله: {واصبر نفسك} الآية، قال: نزلت في صلاة الصبح وصلاة العصر). [الدر المنثور: 9/526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد الله بن عدي بن الخيار في هذه الآية قال: هم الذين يقرأون القرآن). [الدر المنثور: 9/526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} قال: نزلت في أمية بن خلف وذلك أنه دعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فأنزل الله {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} يعني من ختمنا على قلبه يعني التوحيد {واتبع هواه} يعني الشرك {وكان أمره فرطا} يعني فرطا في أمر الله وجهالة بالله). [الدر المنثور: 9/526-527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن بريدة قال: دخل عيينة بن حصن على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في يوم حار وعنده سلمان عليه جبة من صوف فثار منه ريح العرق في الصوف فقال عيينة: يا محمد إذا نحن أتيناك فأخرج هذا وضرباءه من عندك لا يؤذونا فإذا خرجنا فأنت وهم أعلم، فأنزل الله {ولا تطع من أغفلنا قلبه} الآية). [الدر المنثور: 9/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال: حدثنا أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم تصدى لأمية بن خلف وهو ساه غافل عما يقال له فأنزل الله {ولا تطع من أغفلنا قلبه} الآية، فرجع إلى اصحابه وخلى عن أمية فوجد سلمان يذكرهم فقال: الحمد لله الذي لم أفارق الدنيا حتى أراني أقواما من أمتي أمرني أن أصبر نفسي معهم). [الدر المنثور: 9/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مغيرة عن إبراهيم في قوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: هم أهل الذكر). [الدر المنثور: 9/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر من طريق منصور عن إبراهيم في قوله: {واصبر نفسك} الآية، قال: لا تطردهم عن الذكر). [الدر المنثور: 9/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي جعفر في الآية قال: أمر أن يصبر نفسه مع أصحابه يعلمهم القرآن). [الدر المنثور: 9/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مع الذين يدعون ربهم} قال: يعبدون ربهم، قوله: {ولا تعد عيناك عنهم} يقول: لا تتعداهم إلى غيرهم). [الدر المنثور: 9/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هاشم في الآية قال: كانوا يتفاضلون في الحلال والحرام). [الدر المنثور: 9/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن سعيد بن جبير في قوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: المفاضلة في الحلال والحرام). [الدر المنثور: 9/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن إبراهيم ومجاهد {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: الصلوات الخمس). [الدر المنثور: 9/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: نزلت {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} في عيينة بن حصن، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد آذاني ريح سلمان الفارسي فاجعل لنا مجلسا معك لا يجامعنا فيه واجعل لهم مجلسا منك لا نجامعهم فيه، فنزلت). [الدر المنثور: 9/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وكان أمره فرطا} قال: ضياعا). [الدر المنثور: 9/529]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الآخرة 1434هـ/23-04-2013م, 10:28 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته}
لا يحكم في الآخرة بخلاف ما قال في الدّنيا، هو كقوله: {ما يبدّل القول لديّ}.
قوله: {ولن تجد من دونه ملتحدًا}
قال قتادة: وليًّا ولا مولًى). [تفسير القرآن العظيم: 1/180-181]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {ملتحداً...}
الملتحد: الملجأ). [معاني القرآن: 2/139]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {ولن تجد من دونه ملتحدا} فهو ما فسرنا من قوله {لسان الذي يلحدون إليه} وهو: الميل والاعوجاج إلى الشيء). [معاني القرآن لقطرب: 868]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ملتحدا}
- قالوا: ملجأ.
- وقال بعضهم: معدلا مأخوذ من الإلحاد.). [غريب القرآن وتفسيره: 227]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ملتحداً} أي معدلا. وهو من ألحدت ولحدت: إذا عدلت). [تفسير غريب القرآن: 266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا}
أي لن تجد معدلا عن أمره ونهيه، ولا ملجأ إلا إليه.
وكذلك: {لا مبدّل لكلماته} أي ما أخبر الله به، وما أمر به فلا مبدّل له). [معاني القرآن: 3/280]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا} قال مجاهد أي ملجأ أي يمنعك منه جل وعز.
قال أبو جعفر: وهو حسن في اللغة وأصله في اللغة من اللحد وهو من الميل والملحد المائل عن الحق العادل عنه فإذا ألحدت إلى الشيء فقد ملت إليه.). [معاني القرآن: 4/229]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ملتحدا} أي: ملجأ). [ياقوتة الصراط: 324]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ}
قال قتادة: وهما الصّلاتان: صلاة الفجر وصلاة العصر.

وإنّما فرضت الصّلوات قبل خروج النّبيّ من مكّة إلى المدينة بسنةٍ.
نزلت في سلمان الفارسيّ، وبلالٍ، وصهيبٍ، وخبّاب بن الأرتّ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة.
قال المشركون للنّبيّ: إن أردت أن نجالسك فاطرد عنّا هؤلاء القوم؛ فأنزل اللّه: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ} .
{يريدون وجهه ولا تعد عيناك} محقّرةً لهم إلى غيرهم.
{تريد زينة الحياة الدّنيا}
الخليل بن مرّة قال: سمعت معاوية بن قرّة يقول في هذه الآية: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ}، قال: في الصّلاة.
- الحسن بن دينارٍ، عن قتادة قال: لمّا نزلت: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ} قال رسول اللّه: ((الحمد للّه الّذي جعل في أمّتي من أصبر نفسي معه))، أو قال: ((من أمرت أن أصبر نفسي معه)).
- أشعث، عن يعلى بن عطاءٍ، عن عمرو بن عاصمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لذكر اللّه بالغداة والعشيّ أفضل من خطم السّيوف في سبيل اللّه ومن إعطاء المال سحًّا)).
- الحسن بن دينارٍ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم أتى على سراقة بن مالكٍ وهو يحدّث أصحابه، فلمّا رأى النّبيّ أمسك، ورئي في نفسه أنّ النّبيّ أحقّ بالمجلس، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((حدّث فوالّذي نفسي بيده لأن أصبر نفسي مع قومٍ يذكرون اللّه من صلاة الصّبح حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق أربعةً محرّرين)).
- الرّبيع بن صبيحٍ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لأن أجالس قومًا يذكرون اللّه بعد صلاة العصر حتّى تغيب الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق ثمانيةً من ولد إسماعيل)).
قوله: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه}، يعني: شهوته. تفسير السّدّيّ.
{وكان أمره فرطًا} ضياعًا في تفسير مجاهدٍ والسّدّيّ.
وقال: كان مقصّرًا مضيّعًا وهو مثل قوله: {يا حسرتى على ما فرّطت في جنب اللّه} ، يعني: ضيّعت وقصّرت.
قال يحيى: ومثل قوله: {يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/181-182]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {بالغداة والعشيّ...}

قرأ أبو عبد الرحمن السّلمي {بالغدوة والعشّي} ولا أعلم أحداً قرأ غيره. والعرب لا تدخل الألف واللام في الغدوة؛ لأنها معرفة بغير ألف ولام سمعت أبا الجراح.
يقول: ما رأيت كغدوة قطّ، يعني غداة يومه. وذاك أنها كانت باردة؛ ألا ترى أن العرب لا تضيفها فكذلك لا تدخلها الألف واللام.
إنما يقولون: أتيتك غداة الخميس، ولا يقولون: غدوة الخميس. فهذا دليل على أنها معرفة.
وقوله: {ولا تعد عيناك عنهم} الفعل للعينين: لا تنصرف عيناك عنهم. وهذه نزلت في سلمان وأصحابه.
وقوله: {وكان أمره فرطاً} متروكاً قد ترك فيه الطاعة وغفل عنها. ويقال إنه أفرط في القول فقال: نحن رءوس مضر وأشرافها، وليس كذلك. وهو عيينة بن حصن.
وقد ذكرنا حديثه في سورة الأنعام). [معاني القرآن: 2/140-139]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولن تجد من دونه ملتحداً} أي معدلاً واللّحد منه والإلحاد). [مجاز القرآن: 1/398]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطاً}
وقال: {ولا تعد عيناك عنهم} أي: العينان فلا تعدوان). [معاني القرآن: 2/76]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {بالغداة والعشي}.
الحسن {بالغدوة والعشي}، و{بالغداة} أيضًا.
وأبو عبد الرحمن {بالغدوة والعشي} أدخل الألف واللام على "غدوة" فيمن جعلها نكرة، أراد غدوة من الغدوات؛ ومن ترك صرفها قال: رأيته غدوة يا هذا، صيرها معرفة لغداة يومه). [معاني القرآن لقطرب: 849]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {ولا تعد عيناك عنهم} فالمعنى: لا تنب عيناك عنهم؛ من عدت عيني عنه تعدوا؛ أي نبت). [معاني القرآن لقطرب: 868]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {وكان أمره فرطا} وهو خطأ وتفريط؛ وهو من قوله {أن يفرط علينا} يقال: فرط إلي منه قول، يفرط فروطًا). [معاني القرآن لقطرب: 869]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ولا تعد عيناك}: أي لا تجاوز، من تعديت). [غريب القرآن وتفسيره: 227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا تعد عيناك عنهم} أي لا تتجاوزهم إلى زينة الحياة الدنيا.
{وكان أمره فرطاً} أي ندما. [هذا] قول أبي عبيدة: وقول
المفسرين: سرفا. وأصله العجلة والسّبق. يقال: فرط مني قول قبيح: أي سبق. وفرس فرط: أي متقدم.
و(السّرادق) الحجرة التي تكون حول الفسطاط. وهو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة. وهو الظل ذو الثلاث شعب، الذي ذكره اللّه في سورة والمرسلات عرفا). [تفسير غريب القرآن: 267-266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطا}
وقرئت بالغدوة والعشي، وبالغداة والعشي أجود في قول جميع العلماء لأن " غدوة " معرفة لا تدخلها الألف واللام، والذين أدخلوا الألف واللام جعلوها نكرة،
ومعنى {يدعون ربهم بالغداة والعشي} أي: يدعونه بالتوحيد والإخلاص له، ويعبدونه يريدون وجهه، أي لا يقصدون بعبادتهم إلا إياه.
وقوله: {ولا تعد عيناك عنهم} أي: لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة.
روي أن جماعة من عظماء المشركين قالوا للنبي عليه السلام،: باعد عنك هؤلاء الذين رائحتهم كرائحة الضّأن، وهم موال وليسوا بأشراف لنجالسك ولنفهم عنك، يعنون خبّابا، وصهيبا وعمّارا - وبلالا ومن أشبههم، فأمره اللّه بأن لا يفعل ذلك وأن يجعل إقباله على المؤمنين وألا يلتفت إلى غيرهم فقال: {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطا}أي كان أمره التفريط، والتفريط تقديم العجز). [معاني القرآن: 3/281-280]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (قوله جل وعز: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}
روى ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: الصلاة المكتوبة.
قال مجاهد وإبراهيم: الصلوات الخمس.). [معاني القرآن: 4/230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} أي لا تتجاوزهم إلى المترفين.
وروى عن الحسن أنه قرأ {ولا تعد عينيك عنهم} بتشديد الدال والنصب). [معاني القرآن: 4/231-230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} قال مجاهد: أي ضياعا.
قال أبو جعفر: وقيل إسرافا وقيل ندما وهذه الأقوال متقاربة وهو من الإفراط في الشيء والتجاوز فيه وبين هذا أن سفيان بن سعيد
قال: هو عيينة بن حصن، وقال غيره قال أنا أشرف مضر وأجلها فهذا هو التجاوز بعينه
وقال الفراء: فرطا متروكا قد تركت فيه الطاعة.). [معاني القرآن: 4/232-231]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {فرطا} أي: عجلة بغير تثبت). [ياقوتة الصراط: 324]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولا تعد عيناك} أي لا تتجاوز.
{فرطا} أي ندما، وقيل: سرفا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 143-142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولا تَعْدُ}: لا تجاوز). [العمدة في غريب القرآن: 188]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الآخرة 1434هـ/23-04-2013م, 10:40 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
يـــــا لــهـــب نـفــســي ولــهـــف غــيـــر مـجــديــة.......شـــيـــئـــا ومـــــــــا عـــــــــن قـــــضـــــاء الله مــلــتـــحـــد
...
(ملتحد) منجى، من قوله عز وجل: {ولن تجد من دونه ملتحدا} أي مهربا تصير إليه). [شرح أشعار الهذليين: 1/338] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
.....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 09:14 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 09:15 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 09:18 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {واتل ما أوحي إليك} الآية. من قرأ: "ولا تشرك" بالنهي عطف قوله: "واتل" عليه، ومن قرأ: "ولا يشرك" جعل هذا أمرا بدئ به كلام آخر ليس من
[المحرر الوجيز: 5/595]
الأول، وكأن هذه الآية في معنى العتاب للنبي صلي الله عليه وسلم، عقب العتاب الذي كان على تركه الاستثناء، كأنه يقول: هذه أجوبة الأسئلة، فاتل وحي الله إليك، أي: اتبع في أعمالك، وقيل: اسرد بتلاوتك ما أوحي إليك من كتاب ربك، لا نقص في قوله، ولا مبدل لكلماته، وليس لك سواه جانب تميل إليه وتستند.
و "الملتحد": الجانب الذي يمال إليه، ومنه اللحد، كأنه الميل في أحد شقي القبر، ومنه: الإلحاد في الحق، وهو الميل عن الحق، ولا يفسد قوله: {لا مبدل لكلماته} أمر النسخ; لأن المعنى إما أن يكون: لا مبدل سواه فتبقى الكلمات على الإطلاق، وإما أن يكون أراد من "الكلمات" الخبر ونحوه مما لا يدخله النسخ، والإجماع أن الذي لا يتبدل هو الكلام القائم بالذات الذي بحسبه يجري القدر، فأما الكتب المنزلة فمذهب ابن عباس رضي الله عنهما أنها لا تبدل إلا بالتأويل، ومن العلماء من يقول: إن بني إسرائيل بدلوا ألفاظ التوراة). [المحرر الوجيز: 5/596]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا}
سبب هذه الآية أن عظماء الكفار قيل: من أهل مكة، وقيل عيينة بن حصن وأصحابه، والأول أصوب لأن السورة مكية، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أبعدت هؤلاء عن نفسك لجالسناك وصحبناك، يريدون: عمار بن ياسر، وصهيب بن سنان، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن مسعود، وغيرهم من الفقراء كبلال ونحوه، وقالوا: إن ريح جبابهم تؤذينا، فنزلت الآية بسبب ذلك، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم، وجلس بينهم وقال: "الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معه"،
[المحرر الوجيز: 5/596]
وروي أنه قال لهم: "مرحبا بالذين عاتبني فيهم ربي"، وروى سلمان أن المؤلفة قلوبهم، عيينة بن حصن، والأقرع، وذويهم قالوا ما ذكر فنزلت الآية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فالآية -على هذا- مدنية، ويشبه أن تكون الآية مكية، وفعل المؤلفة فعل قريش فرد عليهم بالآية.
و"اصبر" معناه: احبس، ومنه المصبورة التي جاء فيها الحديث "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صبر الحيوان"، أي: حبسه للرمي ونحوه.
وقرأ الجمهور "بالغداة"، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما "بالغدوة"، وهي قراءة نصر بن عاصم، ومالك بن دينار، وأبي عبد الرحمن، والحسن، وهي في الخط على القراءتين بالواو، فمن يقرأها "بالغداة" فيكتبها كما تكتب "الصلاة والزكوة"، وفي قراءة من قرأ: "بالغدوة" ضعف; لأن "غدوة" اسم معرف فحقه ألا تدخل عليه الألف واللام، ووجه القراءة بذلك أنهم ألحقوها ضربا من التنكير; إذ قالوا: "جئت غدوة"، يريدون: من الغدوات، فحسن دخول الألف واللام، كقولهم: الفينة، وفينة اسم معرف.
[المحرر الوجيز: 5/597]
والإشارة لقوله تعالى: {يدعون ربهم بالغداة والعشي} إلى الصلوات الخمس، قاله ابن عمر، ومجاهد، وإبراهيم. وقال قتادة: المراد صلاة الفجر وصلاة العصر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويدخل في الآية من يدعو في غير صلاة، ومن يجتمع لمذاكرة علم. وقد روى عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله، ومن إعطاء المال سحا".
وقرأ أبو عبد الرحمن: "بالغدو" دون هاء، وقرأ ابن أبي عبلة: "بالغدوات والعشيات" على الجمع.
وقوله تعالى: {ولا تعد عيناك عنهم}، أي: لا تتجاوز عنهم إلى أبناء الدنيا والملابس من الكفار. وقرأ الحسن: "ولا تعد" بضم التاء وفتح العين وشد الدال المكسورة، أي: لا تجاوزها أنت عنهم، وروي عنه: "ولا تعد" بضم التاء وسكون العين، وقوله: {من أغفلنا}، قيل: إنه أراد بذلك معينا وهو عيينة بن حصن، والأقرع، قاله خباب، وقيل: إنما أراد من هذه صفته، وإنما المراد أولا كفار قريش لأن الآية مكية. وقرأ الجمهور: "أغفلنا قلبه" بنصب الباء، على معنى: جعلناه غافلا، وقرأ عمرو بن فائد، وموسى الأسواري: "أغفلنا قلبه"، على معنى: أهمل ذكرنا وتركه، قال ابن جني المعنى: من ظننا غافلين عنه، وذكر أبو عمرو الداني: إنها قراءة عمرو بن عبيد.
و "الفرط" يحتمل أن يكون بمعنى التفريط والتضييع، أي أمره الذي يجب أن يلتزم، ويحتمل أن يكون بمعنى الإفراط والإسراف، أي أمره وهواه الذي هو بسبيله، وقد فسر المتأولون بالعبارتين، أعني التضييع والإسراف، وعبر عنه خباب بالهلاك، وداود بالندامة، وابن زيد بالخلاف للحق، وهذا كله تفسير بالمعنى). [المحرر الوجيز: 5/598]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:31 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدًا (27) واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}
يقول تعالى آمرًا رسوله [عليه الصّلاة والسّلام] بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى النّاس: {لا مبدّل لكلماته} أي: لا مغيّر لها ولا محرّف ولا مؤوّل.
وقوله: {ولن تجد من دونه ملتحدًا} [عن مجاهدٍ: {ملتحدًا} قال: ملجأً. وعن قتادة: وليًّا ولا مولًى] قال ابن جريرٍ: يقول إن أنت يا محمّد لم تتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك، فإنّه لا ملجأ لك من اللّه". كما قال تعالى: {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس} [المائدة:67]، وقال تعالى {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} [القصص:85] أي: سائلك عمّا فرض عليك من إبلاغ الرسالة).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 151]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه} أي: اجلس مع الّذين يذكرون اللّه ويهلّلونه، ويحمدونه ويسبّحونه ويكبرونه، ويسألونه بكرةً وعشيًّا من عباد اللّه، سواءً كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء. يقال: إنّها نزلت في أشراف قريشٍ، حين طلبوا من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلالٍ وعمّارٍ وصهيبٍ [وخبّابٍ] وابن مسعودٍ، وليفرد أولئك بمجلسٍ على حدةٍ. فنهاه اللّه عن ذلك، فقال: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ} الآية [الأنعام:52] الآية، وأمره أن يصبّر نفسه في الجلوس مع هؤلاء، فقال: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه}
وقال مسلمٌ في صحيحه: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأسديّ، عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعدٍ -هو ابن أبي وقاصٍّ-قال: كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ستّة نفرٍ، فقال المشركون للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا!. قال: وكنت أنا وابن مسعودٍ، ورجلٌ من هذيلٍ، وبلالٌ ورجلان نسيت اسميهما فوقع في نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما شاء اللّه أن يقع، فحدّث نفسه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه} انفرد بإخراجه مسلمٌ دون البخاريّ
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن أبي التّيّاح قال: سمعت أبا الجعد يحدّث عن أبي أمامة قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على قاصٍّ يقصّ، فأمسك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "قص، فلأن أقعد غدوةً إلى أن تشرق الشّمس، أحبّ إليّ من أن أعتق أربع رقابٍ"
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدّثنا هاشمٌ حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت كردوس بن قيسٍ -وكان قاصّ العامّة بالكوفة-يقول: أخبرني رجلٌ من أصحابٍ بدرٍ: أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لأن أقعد في مثل هذا المجلس أحبّ إليّ من أن أعتق أربع رقابٍ". قال شعبة: فقلت: أيّ مجلسٍ؟ قال: كان قاصًّا
وقال أبو داود الطّيالسيّ في مسنده: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا يزيد بن أبانٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لأن أجالس قومًا يذكرون اللّه من صلاة الغداة إلى طلوع الشّمس، أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس، ولأن أذكر اللّه من صلاة العصر إلى غروب الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق ثمانيةً من ولد إسماعيل دية كلّ واحدٍ منهم اثنا عشر ألفًا". فحسبنا ديّاتهم ونحن في مجلس أنسٍ، فبلغت ستّةً وتسعين ألفًا، وهاهنا من يقول: "أربعةٌ من ولد إسماعيل" واللّه ما قال إلّا ثمانيةً، دية كلّ واحدٍ منهم اثنا عشر ألفًا
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا عمرو بن ثابت، عن عليّ بن الأقمر، عن الأغرّ أبي مسلمٍ -وهو الكوفيّ-أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مرّ برجلٍ يقرأ سورة الكهف، فلمّا رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سكت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "هذا المجلس الّذي أمرت أن أصبّر نفسي معهم".
هكذا رواه أبو أحمد، عن عمرو بن ثابتٍ، عن عليّ بن الأقمر، عن الأغرّ مرسلًا. وحدّثناه يحيى بن المعلّى، عن منصورٍ، حدّثنا محمّد بن الصّلت، حدّثنا عمرو بن ثابتٍ، عن عليّ بن الأقمر، عن الأغرّ أبي مسلمٍ عن أبي هريرة وأبي سعيدٍ قالا جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ورجلٌ يقرأ سورة الحجر أو سورة الكهف، فسكت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هذا المجلس الّذي أمرت أن أصبّر نفسي معهم".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن بكرٍ حدّثنا ميمونٌ المرئي، حدّثنا ميمون بن سياه، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون اللّه، لا يريدون بذلك إلّا وجهه، إلّا ناداهم منادٍ من السّماء: أن قوموا مغفورًا لكم، قد بدّلت سيئاتكم حسناتٍ" تفرّد به أحمد، رحمه اللّه.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا إسماعيل بن الحسن، حدّثنا أحمد بن صالحٍ، حدّثنا ابن وهبٍ، عن أسامة بن زيدٍ عن أبي حازمٍ، عن عبد الرّحمن بن سهل بن حنيف قال: نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو في بعض أبياته: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه} فخرج يلتمسهم، فوجد قومًا يذكرون اللّه تعالى، منهم ثائر الرّأس، وجافي الجلد وذو الثّوب الواحد، فلمّا رآهم جلس معهم وقال: "الحمد للّه الّذي جعل في أمّتي من أمرني اللّه أنّ أصبّر نفسي معهم"
عبد الرّحمن هذا، ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصّحابة وأمّا أبوه فمن سادات الصحابة، رضي اللّه عنهم.
وقوله: {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا} قال ابن عبّاسٍ: ولا تجاوزهم إلى غيرهم: يعني: تطلب بدلهم أصحاب الشّرف والثّروة.
{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} أي: شغل عن الدّين وعبادة ربّه بالدّنيا {[واتّبع هواه] وكان أمره فرطًا} أي: أعماله وأفعاله سفهٌ وتفريطٌ وضياعٌ، ولا تكن مطيعًا له ولا محبًّا لطريقته، ولا تغبطه بما هو فيه، كما قال تعالى: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدّنيا لنفتنهم فيه ورزق ربّك خيرٌ وأبقى} [طه:131]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 152-154]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة