العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأعراف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 شعبان 1435هـ/13-06-2014م, 01:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 شعبان 1435هـ/13-06-2014م, 01:03 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 شعبان 1435هـ/13-06-2014م, 01:08 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشرٍ فتمّ ميقات ربّه أربعين ليلةً وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتّبع سبيل المفسدين (142) ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربّه قال ربّ أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقرّ مكانه فسوف تراني}
قرأ أبو عمرو وأبيّ بن كعب وأبو رجاء وأبو جعفر وشيبة «ووعدنا» وقد تقدم في البقرة، وأخبر الله تعالى موسى عليه السلام أن يتهيأ لمناجاته ثلاثين ليلةً ثم زاده في الأجل بعد ذلك عشر ليال، فذكر أن «موسى» عليه السلام أعلم بني إسرائيل بمغيبه «ثلاثين ليلة» فلما زاده العشر في حال مغيبه دون أن تعلم بنو إسرائيل ذلك وجست نفوسهم للزيادة على ما أخبرهم به، فقال لهم السامري: إن «موسى» قد هلك وليس براجع وأضلهم بالعجل فاتبعوه، قاله كله ابن جريج، وقيل: بل أخبرهم بمغيبه أربعين وكذلك أعلمه الله تعالى وهو المراد بهذه الآية، قاله الحسن، وهو مثل قوله: {فصيام ثلاثة أيّامٍ في الحجّ وسبعةٍ إذا رجعتم تلك عشرةٌ كاملةٌ} [البقرة: 196] وأنهم عدوا الأيام والليالي فلما تم «أربعون» من الدهر قالوا قد أخلف «موسى» فضلوا، قال مجاهد إن «الثلاثين» هي شهر ذي القعدة وإن «العشر» هي «عشر» ذي الحجة، وقاله ابن عباس ومسروق.
وروي أن «الثلاثين» إنما وعد بأن يصومها ويتهيأ فيها للمناجاة ويستعد وأن مدة المناجاة هي «العشر»، وقيل بل مدة المناجاة «الأربعون»، وإقبال «موسى» على الأمر والتزامه يحسن لفظ المواعدة، وحيث ورد أن المواعدة أربعون ليلة فذلك إخبار بجملة الأمر وهو في هذه الآية إخبار بتفصيله كيف وقع، وأربعين في هذه الآية وما بعدها في موضع الحال، ويصح أن تكون أربعين ظرفا من حيث هي عدد أزمنة، وفي مصحف أبي بن كعب «وتممناها» بغير ألف وتشديد الميم، وذكر الزجاج عن بعضهم قال: لما صام ثلاثين يوما أنكر خلوف فمه فاستاك بعود خروب فقالت الملائكة: إنا كنا نستنشق من فيك رائحة المسك فأفسدته بالسواك فزيدت عليه عشر ليال، وثلاثين نصب على تقدير أجلناه «ثلاثين» وليست منتصبة على الظرف لأن المواعدة لم تقع في «الثلاثين»، ثم ردد الأمر بقوله فتمّ ميقات ربّه أربعين ليلةً قيل ليبين أن «العشر» لم تكن ساعات وبالجملة فتأكيد وإيضاح.
وقوله تعالى: {وقال موسى لأخيه ... الآية}، المعنى: وقال موسى حين أراد المضي للمناجاة والمغيب فيها، واخلفني معناه كن خليفتي وهذا استخلاف في حياة كالوكالة التي تنقضي بعزل الموكل أو موته لا يقتضي أنه متماد بعد وفاة فينحل على هذا ما تعلق به الإمامية في قولهم: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- استخلف عليا بقوله أنت مني كهارون من «موسى» وقال موسى اخلفني فيترتب على هذا أن عليا خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما ذكرناه يحل هذا القياس. وأمره في هذه الآية بالإصلاح ثم من الطرق الأخر في أن لا يتبع سبيل مفسد، قال ابن جريج: كان من الإصلاح أن يزجر السامري ويغير عليه). [المحرر الوجيز: 4/ 38-39]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر الله تعالى عن «موسى» عليه السلام أنه لما جاء إلى الموضع الذي حد له وفي الوقت الذي عين له وكلمه ربه قال تمنيا منه أي ربّ أرني أنظر إليك وقرأ الجمهور: أرني بكسر الراء، وقرأ أبو عمرو وابن كثير أرني بسكون الراء، والمعنى في قوله كلّمه أي خلق له إدراكا سمع به الكلام القائم بالذات القديم الذي هو صفة ذات، وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: أدنى الله تعالى «موسى» حتى سمع صريف الأقلام في اللوح، وكلام الله عز وجلّ لا يشبه شيئا من الكلام الذي للمخلوقين ولا في جهة من الجهات وكما هو موجود لا كالموجودات، ومعلوم لا كالمعلومات، كذلك كلامه لا يشبه الكلام الذي فيه علامات الحدوث، والواو عاطفة كلّمه على جاء، ويحتمل أن تكون واو الحال والأول أبين، وقال وهب بن منبه كلم الله «موسى» في ألف مقام كان يرى نور على وجهه ثلاثة أيام إثر كل مقام، وما قرب «موسى» النساء منذ «كلمه» الله تعالى، وجواب لمّا في قوله قال، والمعنى أنه لما «كلمه» وخصه بهذه المرتبة طمحت همته إلى رتبة الرؤية وتشوق إلى ذلك، فسأل ربه أن يريه نفسه، قاله السدي وأبو بكر الهذلي، وقال الربيع: قربناه نجيا حتى سمع صريف الأقلام، ورؤية الله عز وجل عند الأشعرية وأهل السنة جائزة عقلا، لأنه من حيث هو موجود تصح رؤيته، قالوا لأن الرؤية للشيء لا تتعلق بصفة من صفاته أكثر من الوجود، إلا أن الشريعة قررت رؤية الله تعالى في الآخرة نصا ومنعت من ذلك في الدنيا بظواهر من الشرع، فموسى عليه السلام لم يسأل ربه محالا وإنما سأل جائزا.
وقوله تعالى: {لن تراني ولكن انظر إلى الجبل ... الآية} ليس بجواب من سأل محالا، وقد قال تعالى لنوح: {فلا تسئلن ما ليس لك به علمٌ إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين} [هود: 46] فلو سأل «موسى» محالا لكان في الكلام زجر ما وتبيين، وقوله عز وجل: لن تراني نص من الله -تعالى- على منعه الرؤية في الدنيا، ولن تنفي الفعل المستقبل ولو بقينا مع هذا النفي بمجرده لقضينا أنه لا يراه «موسى» أبدا ولا في الآخرة لكن ورد من جهة أخرى بالحديث المتواتر ان أهل الإيمان يرون الله تعالى يوم القيامة، فموسى عليه السلام أحرى برؤيته، وقال مجاهد وغيره: إن الله عز وجل قال لموسى: لن تراني ولكن سأتجلى للجبل الذي هو أقوى منك وأشد فإن استقر وأطاق الصبر لهيبتي فستمكنك أنت رؤيتي.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فعلى هذا إنما جعل الله له الجبل مثالا وقالت فرقة: إنما المعنى سأتبدى لك على الجبل فإن استقر لعظمتي فسوف تراني، وروي في كيفية وقوف «موسى» وانتظاره الرؤية قصص طويل اختصرته لبعده وكثرة مواضع الاعتراض فيه). [المحرر الوجيز: 4/ 39-41]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا وخرّ موسى صعقاً فلمّا أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين (143) قال يا موسى إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشّاكرين (144) وكتبنا له في الألواح من كلّ شيءٍ موعظةً وتفصيلاً لكلّ شيءٍ فخذها بقوّةٍ وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين (145)}
قال المتأولون المتكلمون كالقاضي ابن الباقلاني وغيره: إن الله -عز وجل- خلق للجبل حياة وحسا وإدراكا يرى به، ثم تجلى له أي ظهر وبدا سلطانه فاندك الجبل لشدة المطلع، فلما رأى موسى ما بالجبل صعق، وهذا المعنى هو المروي عن ابن عباس، وأسند الطبري عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قرأ فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا قال: فوضع الإبهام قريبا من خنصره قال فساخ الجبل، فقال حميد لثابت: تقول هذا؟ فرفع ثابت يده فضرب صدر حميد، وقال: يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقوله أنس، وأكتمه أنا؟ وقالت فرقة: المعنى فلما تجلى الله للجبل بقدرته وسلطانه اندك الجبل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا التأويل يتمسك به المعتزلة تمسكا شديدا لقولهم إن رؤية الله -عز وجل- غير جائزة، وقائله من أهل السنة إنما يقوله مع اعتقاده جواز الرؤية ولكنه يقول إنه أليق بألفاظ الآية من أن تحمل الآية أن الجبل خلق له إدراك وحياة، وقال الزّجاج: من قال إن التقدير فلما تجلى أمر ربه فقد أخطأ ولا يعرف أهل اللغة ذلك، ورد أبو علي في الإغفال عليه، والدك الانسحاق والتفتت، وقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- وابن مسعود وأنس بن مالك والحسن وأبو جعفر وشيبة ومجاهد وابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم وابن عامر «دكّا»، وقرأ حمزة والكسائي وابن عباس والربيع بن خثيم وغيرهم «دكاء» على وزن حمراء، والدكاء الناقة التي لا سنام لها، فالمعنى جعله أرضا دكاء تشبيها بالناقة، فروي أنه ذهب الجبل بجملته، وقيل ذهب أعلاه وبقي أكثره، وروي أن الجبل تفتت وانسحق حتى صار غبارا تذروه الرياح، وقال سفيان: روي أنه ساخ في الأرض وأفضى إلى البحر الذي تحت الأرضين، قال ابن الكلبي فهو يهوي فيه إلى يوم القيامة، وروي أنه انكسر ست فرق فوقعت منه ثلاث بمكة ثبير وغار ثور وحراء، وثلاث بالمدينة أحد وورقان ورضوى، قاله النقاش، وقال أبو بكر الهذلي: ساخ في الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة، وصعقاً معناه مغشيا عليه كحال من تصيبه الصعقة وهي الصيحة المفرطة، قال الخليل: وهي الوقع الشديد من صوت الرعد قاله ابن زيد وجماعة من المفسرين، وقال قتادة: كان موتا، قال الزجّاج: وهو ضعيف، ولفظة أفاق تقتضي غير هذا، وقوله سبحانك: أي تنزيها لك كذا فسره النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقوله تبت إليك معناه من أن أسألك الرؤية في الدنيا وأنت لا تبيحها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويحتمل عندي أنه لفظ قاله عليه السلام لشدة هول ما اطلع ولم يعن به التوبة من شيء معين ولكنه لفظ يصلح لذلك المقام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والذي يتحرز منه أهل السنة أن تكون توبة من سؤال المحال كما زعمت المعتزلة، وقرأ نافع وأنا بإثبات الألف في الإدراج، قال الزهراوي والأولى حذفها في الإدراج وإثباتها لغة شاذة خارجة عن القياس، وقوله: أوّل إما أن يريد من قومه بني إسرائيل، وهو قول ابن عباس ومجاهد أو من أهل زمانه ان كان الكفر قد طبق الآفاق وإما أن يريد أول المؤمنين بأنك لا ترى في الدنيا، قاله أبو العالية).[المحرر الوجيز: 4/ 41-43]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 شعبان 1435هـ/13-06-2014م, 01:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 شعبان 1435هـ/13-06-2014م, 01:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشرٍ فتمّ ميقات ربّه أربعين ليلةً وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتّبع سبيل المفسدين (142)}
يقول تعالى ممتنًّا على بني إسرائيل، بما حصل لهم من الهداية، بتكليمه موسى، عليه السّلام، وإعطائه التّوراة، وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم، فذكر تعالى أنّه واعد موسى ثلاثين ليلةً.
قال المفسّرون: فصامها موسى، عليه السّلام، فلمّا تمّ الميقات استاك بلحاء شجرةٍ، فأمره اللّه تعالى أن يكمل بعشرٍ أربعين.
وقد اختلف المفسّرون في هذه العشر ما هي؟ فالأكثرون على أنّ الثّلاثين هي ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجّة. قاله مجاهدٌ، ومسروقٌ، وابن جريجٍ. وروي عن ابن عبّاسٍ. فعلى هذا يكون قد كمّل الميقات يوم النّحر، وحصل فيه التّكليم لموسى، عليه السّلام، وفيه أكمل اللّه الدّين لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة:3]
فلمّا تمّ الميقات عزم موسى على الذّهاب إلى الطّور، كما قال تعالى: {يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوّكم وواعدناكم جانب الطّور الأيمن} الآية [طه: 80]، فحينئذٍ استخلف موسى على بني إسرائيل أخاه هارون، وأوصاه بالإصلاح وعدم الإفساد. وهذا تنبيهٌ وتذكيرٌ، وإلّا فهارون، عليه السّلام، نبيٌّ شريفٌ كريمٌ على اللّه، له وجاهةٌ وجلالةٌ، صلوات اللّه وسلامه عليه، وعلى سائر الأنبياء). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 468]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربّه قال ربّ أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقرّ مكانه فسوف تراني فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا وخرّ موسى صعقًا فلمّا أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين (143)}
يخبر تعالى عن موسى، عليه السّلام، أنّه لمّا جاء لميقات اللّه تعالى، وحصل له التّكليم من اللّه [تعالى] سأل اللّه تعالى أن ينظر إليه فقال: {ربّ أرني أنظر إليك قال لن تراني}
وقد أشكل حرف "لن" هاهنا على كثيرٍ من العلماء؛ لأنّها موضوعةٌ لنفي التّأبيد، فاستدلّ به المعتزلة على نفي الرّؤية في الدّنيا والآخرة. وهذا أضعف الأقوال؛ لأنّه قد تواترت الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأنّ المؤمنين يرون اللّه في الدّار الآخرة، كما سنوردها عند قوله تعالى: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ. إلى ربّها ناظرةٌ. ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ} [القيامة:22، 23].
وقوله تعالى إخبارًا عن الكفّار: {كلا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون} [المطفّفين:15]
وقيل: إنّها لنفي التّأبيد في الدّنيا، جمعًا بين هذه الآية، وبين الدّليل القاطع على صحّة الرّؤية في الدّار الآخرة.
وقيل: إنّ هذا الكلام في هذا المقام كالكلام في قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير} وقد تقدّم ذلك في الأنعام [الآية:103].
وفي الكتب المتقدّمة أنّ اللّه تعالى قال لموسى، عليه السّلام: "يا موسى، إنّه لا يراني حيٌّ إلّا مات، ولا يابسٌ إلّا تدهده"؛ ولهذا قال تعالى: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا وخرّ موسى صعقًا}
قال أبو جعفر بن جريرٍ الطّبريّ في تفسير هذه الآية: حدّثنا أحمد بن سهيل الواسطيّ، حدّثنا قرّة بن عيسى، حدّثنا الأعمش، عن رجلٍ، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم قال: "لما تجلّى ربّه للجبل، أشار بإصبعه فجعله دكًّا" وأرانا أبو إسماعيل بإصبعه السّبّابة
هذا الإسناد فيه رجلٌ مبهمٌ لم يسمّ، ثمّ قال
حدّثني المثنّى، حدّثنا حجّاج بن منهال، حدّثنا حمّاد، عن ليث، عن أنسٍ؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ هذه الآية: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا} قال: "هكذا بإصبعه -ووضع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إصبعه الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر-فساخ الجبل"
هكذا وقع في هذه الرّواية "حمّاد بن سلمة، عن ليثٍ، عن أنسٍ". والمشهور: "حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ"، كما قال ابن جريرٍ:
حدّثني المثنّى، حدّثنا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قال {فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا} قال: وضع الإبهام قريبًا من طرف خنصره، قال: فساخ الجبل -قال حميدٌ لثابتٍ: تقول هذا؟ فرفع ثابتٌ يده فضرب صدر حميدٍ، وقال: يقوله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ويقوله أنسٌ وأنا أكتمه؟
وهكذا رواه الإمام أحمد في مسنده: حدّثنا أبو المثنّى، معاذ بن معاذٍ العنبريّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل [جعله دكًّا]} قال: قال هكذا -يعني أنه خرج طرف الخنصر -قال أحمد: أرانا معاذٌ، فقال له حميدٌ الطّويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمّدٍ؟ قال: فضرب صدره ضربةً شديدةً وقال: من أنت يا حميد؟! وما أنت يا حميد؟! يحدّثني به أنس بن مالكٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتقول أنت: ما تريد إليه؟!
وهكذا رواه التّرمذيّ في تفسير هذه الآية عن عبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، عن معاذ بن معاذٍ به. وعن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدّارميّ، عن سليمان بن حربٍ، عن حمّاد [بن سلمة] به ثمّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نعرفه إلّا من حديث حمّادٍ.
وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من طرقٍ، عن حمّاد بن سلمة، به. وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، ولم يخرّجاه
ورواه أبو محمّدٍ الحسن بن محمّدٍ الخلّال، عن محمّد بن عليّ بن سويد، عن أبي القاسم البغويّ، عن هدبة بن خالدٍ، عن حمّاد بن سلمة، فذكره وقال: هذا إسنادٌ صحيحٌ لا علّة فيه.
وقد رواه داود بن المحبّر، عن شعبة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ مرفوعًا [وهذا ليس بشيء، لأن داود ابن المحبّر كذّابٌ ورواه الحافظان أبو القاسم الطّبرانيّ وأبو بكرٍ] بنحوه
وأسنده ابن مردويه من طريقين، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنسٍ مرفوعًا بنحوه، وأسنده ابن مردويه من طريق ابن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعًا، ولا يصحّ أيضًا.
وقال السّدّي، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه تعالى: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل} قال: ما تجلّى منه إلّا قدر الخنصر {جعله دكًّا} قال: ترابًا {وخرّ موسى صعقًا} قال: مغشيًا عليه. رواه ابن جريرٍ.
وقال قتادة: {وخرّ موسى صعقًا} قال: ميّتًا.
وقال سفيان الثّوريّ: ساخ الجبل في الأرض، حتّى وقع في البحر فهو يذهب معه
وقال سنيد، عن حجّاج بن محمّدٍ الأعور، عن أبي بكرٍ الهذليّ: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا} انقعر فدخل تحت الأرض، فلا يظهر إلى يوم القيامة.
وجاء في بعض الأخبار أنّه ساخ في الأرض، فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة، رواه ابن مردويه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا محمّد بن يحيى أبو غسّان الكنانيّ، حدّثنا عبد العزيز بن عمران، عن معاوية بن عبد اللّه، عن الجلد بن أيوب، عن معاوية بن قرّة، عن أنس بن مالكٍ؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لمّا تجلّى اللّه للجبال طارت لعظمته ستّة أجبلٍ، فوقعت ثلاثةٌ بالمدينة وثلاثةٌ بمكّة، بالمدينة: أحدٌ، وورقان، ورضوى. ووقع بمكّة: حراءٌ، وثبير، وثورٌ".
وهذا حديثٌ غريبٌ، بل منكرٌ
وقال ابن أبي حاتمٍ: ذكر عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي الثّلج، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا عثمان بن حصين بن علاق، عن عروة بن رويم قال: كانت الجبال قبل أن يتجلّى اللّه لموسى على الطّور صمًا ملسا، فلمّا تجلّى اللّه لموسى على الطّور دكّ وتفطّرت الجبال فصارت الشّقوق والكهوف.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا وخرّ موسى صعقًا} وذلك أنّ الجبل حين كشف الغطاء ورأى النّور، صار مثل دكٍّ من الدّكاك. وقال بعضهم: {جعله دكًّا} أي: فتّته.
وقال مجاهدٌ في قوله: {ولكن انظر إلى الجبل فإن استقرّ مكانه فسوف تراني} فإنّه أكبر منك وأشدّ خلقًا، {فلمّا تجلّى ربّه للجبل} فنظر إلى الجبل لا يتمالك، وأقبل الجبل فدكّ على أوّله، ورأى موسى ما يصنع الجبل، فخرّ صعقًا.
وقال عكرمة: {جعله دكًّا} قال: نظر اللّه إلى الجبل، فصار صحراء ترابًا.
وقد قرأ بهذه القراءة بعض القرّاء، واختارها ابن جريرٍ، وقد ورد فيها حديث مرفوع، رواه بن مردويه.
والمعروف أنّ "الصّعق" هو الغشي هاهنا، كما فسّره ابن عبّاسٍ وغيره، لا كما فسّره قتادة بالموت، وإن كان ذلك صحيحًا في اللّغة، كقوله تعالى: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون} [الزّمر:68] فإنّ هناك قرينةٌ تدلّ على الموت كما أنّ هنا قرينةً تدلّ على الغشي، وهي قوله: {فلمّا أفاق} والإفاقة إنّما تكون من غشيٍّ.
{قال سبحانك} تنزيهًا وتعظيمًا وإجلالًا أن يراه أحدٌ من الدّنيا إلّا مات.
وقوله: {تبت إليك} قال مجاهد: أن أسألك الرؤية.
{وأنا أوّل المؤمنين} قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: من بني إسرائيل. واختاره ابن جريرٍ. وفي روايةٍ أخرى عن ابن عبّاسٍ: {وأنا أوّل المؤمنين} أنّه لا يراك أحدٌ. وكذا قال أبو العالية: قد كان قبله مؤمنون، ولكن يقول: أنا أوّل من آمن بك أنّه لا يراك أحدٌ من خلقك إلى يوم القيامة.
وهذا قولٌ حسنٌ له اتّجاهٌ. وقد ذكر محمّد بن جريرٍ في تفسيره هاهنا أثرًا طويلًا فيه غرائب وعجائب، عن محمّد بن إسحاق بن يسارٍ [رحمه اللّه] وكأنّه تلقّاه من الإسرائيليّات واللّه [تعالى] أعلم.
وقوله: {وخرّ موسى صعقًا} فيه أبو سعيدٍ وأبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأمّا حديث أبي سعيدٍ، فأسنده البخاريّ في صحيحه هاهنا، فقال:
حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى المازنيّ، عن أبيه، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: جاء رجلٌ من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه، فقال: يا محمّد، إنّ رجلًا من أصحابك من الأنصار لطم وجهي. قال: "ادعوه" فدعوه، قال: "لم لطمت وجهه؟ " قال: يا رسول اللّه، إنّي مررت باليهوديّ فسمعته يقول: والّذي اصطفى موسى على البشر.
قال: قلت: وعلى محمّدٍ؟ فأخذتني غضبةٌ فلطمته، قال: "لا تخيّروني من بين الأنبياء، فإنّ النّاس يصعقون يوم القيامة، فأكون أوّل من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمةٍ من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطّور".
وقد رواه البخاريّ في أماكن كثيرةٍ من صحيحه، ومسلمٌ في أحاديث الأنبياء من صحيحه، وأبو داود في كتاب "السّنّة" من سننه من طرقٍ، عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي الحسن المازنيّ الأنصاريّ المدنيّ، عن أبيه، عن أبي سعيدٍ سعد بن مالك بن سنانٍ الخدريّ، به
وأمّا حديث أبي هريرة فقال الإمام أحمد في مسنده:
حدّثنا أبو كاملٍ، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، حدّثنا ابن شهابٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن وعبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: استبّ رجلان: رجلٌ من المسلمين، ورجلٌ من اليهود، فقال المسلم: والّذي اصطفى محمّدًا على العالمين. وقال اليهوديّ: والّذي اصطفى موسى على العالمين، فغضب المسلم على اليهوديّ فلطمه، فأتى اليهوديّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسأله فأخبره، فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فاعترف بذلك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا تخيّروني على موسى؛ فإنّ النّاس يصعقون يوم القيامة، فأكون أوّل من يفيق، فأجد موسى ممسكًا بجانب العرش، فلا أدري أكان ممّن صعق فأفاق قبلي، أم كان ممّن استثناه اللّه، عزّ وجلّ". أخرجاه في الصّحيحين، من حديث الزّهريّ، به
وقد روى الحافظ أبو بكر بن أبي الدّنيا، رحمه اللّه: أنّ الّذي لطم اليهوديّ في هذه القضيّة هو أبو بكرٍ الصّدّيق، رضي اللّه عنه ولكن تقدّم في الصّحيحين أنّه رجلٌ من الأنصار، وهذا هو أصحّ وأصرح، واللّه أعلم.
والكلام في قوله، عليه السّلام: "لا تخيّروني على موسى"، كالكلام على قوله: "لا تفضّلوني على الأنبياء ولا على يونس بن متّى"، قيل: من باب التّواضع. وقيل: قبل أن يعلم بذلك. وقيل: نهى أن يفضّل بينهم على وجه الغضب والتّعصّب. وقيل: على وجه القول بمجرّد الرّأي والتّشهّي، واللّه أعلم.
وقوله: "فإنّ النّاس يصعقون يوم القيامة"، الظّاهر أنّ هذا الصّعق يكون في عرصات القيامة، يحصل أمرٌ يصعقون منه، واللّه أعلم به. وقد يكون ذلك إذا جاء الرّبّ تبارك وتعالى لفصل القضاء، وتجلّى للخلائق الملك الدّيّان، كما صعق موسى من تجلّي الرّبّ، عزّ وجلّ، ولهذا قال، عليه السّلام: "فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطّور"؟
وقد روى القاضي عياضٌ في أوائل كتابه "الشّفاء" بسنده عن محمّد بن محمّد بن مرزوقٍ: حدّثنا قتادة، حدّثنا الحسن، عن قتادة، عن يحيى بن وثّابٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لمّا تجلّى اللّه لموسى، عليه السّلام، كان يبصر النّملة على الصّفا في اللّيلة الظّلماء، مسيرة عشرة فراسخ" ثمّ قال: "ولا يبعد على هذا أنّ يختصّ نبيًّا بما ذكرناه من هذا الباب، بعد الإسراء والحظوة بما رأى من آيات ربّه الكبرى.
انتهى ما قاله، وكأنّه صحّح هذا الحديث، وفي صحّته نظرٌ، ولا يخلو رجال إسناده من مجاهيل لا يعرفون، ومثل هذا إنّما يقبل من رواية العدل الضّابط عن مثله، حتّى ينتهي إلى منتهاه، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 468-473]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة