العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الشورى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:16 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الشورى [ الآيات من 1 إلى 6 ]

تفسير سورة الشورى [ الآيات من 1 إلى 6 ]


{حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6)}




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:17 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (حم (1) عسق (2) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى حم عسق قال اسم من أسماء القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/190]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {حم (1) عسق (2) كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم}.
قد ذكرنا اختلاف أهل التّأويل في معاني حروف الهجاء الّتي افتتحت بها أوائل ما افتتح بها من سور القرآن، وبيّنّا الصّواب من قولهم في ذلك عندنا بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع إذ كانت هذه الحروف نظيرة الماضية منها.
وقد ذكرنا عن حذيفة في معنى هذه خاصّةً قولاً وهو ما:
- حدّثنا به، أحمد بن زهيرٍ قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطيّ قال: حدّثنا أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج الحمصيّ، عن أرطاة بن المنذر قال: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاسٍ، فقال له وعنده حذيفة بن اليمان: أخبرني عن تفسير، قول اللّه: {حم (1) عسق} قال: فأطرق ثمّ أعرض عنه، ثمّ كرّر، مقالته فأعرض، فلم يجبه بشيءٍ وكره مقالته، ثمّ كرّرها الثّالثة فلم يجبه شيئًا، فقال له حذيفة: أنا أنبّئك بها، قد عرفت لم كرهها، نزلت في رجلٍ من أهل بيته يقال له: عبد الإله أو عبد اللّه ينزل على نهرٍ من أنهار المشرق، تبنى عليه مدينتان يشقّ النّهر بينهما شقًّا، فإذا أذن اللّه في زوال ملكهم، وانقطاع دولتهم ومدّتهم، بعث اللّه على إحداهما نارًا ليلاً، فتصبح سوداء مظلمةً قد احترقت، كأنّها لم تكن مكانها، وتصبح صاحبتها متعجّبةً، كيف أفلتت، فما هو إلاّ بياض يومها ذلك حتّى يجتمع فيها كلّ جبّارٍ عنيدٌ منهم، ثمّ يخسف اللّه بها وبهم جميعًا، فذلك قوله: {حم (1) عسق} يعني: عزيمةً من اللّه وفتنةً وقضاءً حمّ، عين: يعني عدلاً منه، سين: يعني سيكون، و(قاف): يعني بهما؛ واقعٌ بهاتين المدينتين.
- وذكر عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرأه: (حم سق) بغير عينٍ، ويقول: إنّ السّين: عمر كلّ فرقةٍ كائنةٍ، وإنّ القاف: كلّ جماعةٍ كائنةٍ ويقول: إنّ عليًّا إنّما كان يعلم العين بها وذكر أنّ ذلك في مصحف عبد اللّه على مثل الّذي ذكر عن ابن عبّاسٍ من قراءته من غير عينٍ). [جامع البيان: 20/464-465]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قيل: قطع حم عسق ولم يقطع كهيعص وألم والمص، لكونها بين سور أوائلها حم فجرت مجرى نظائرها قبلها وبعدها فكان حم مبتدأ وعسق خبره، ولأنّهما عدا آيتين وعدت أخواتها الّتي كتبت موصولة آية واحدة، وقيل: لأنّها خرجت من حيّز الحروف وجعلت فعلا معناه: حم أي قضى ما هو كائن إلى يوم القيامة بخلاف أخواتها لأنّها حروف التهجي لا غير، وذكروا في: حم عسق معاني كثيرة ليس لها محل ههنا). [عمدة القاري: 19/156]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو طالبٍ عبد الجبّار بن عاصمٍ، ثنا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشنيّ الدّمشقيّ، عن أبي معاوية قال: "صعد عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- المنبر فقال: أيّها النّاس (هل سمع منكم أحدٌ) رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفسّر (حم عسق) ؟ فوثب ابن عبّاسٍ فقال: أنا، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، حم اسمٌ من أسماء اللّه- عزّ وجلّ- قال: فعينٌ؟ قال: عاين المشركون عذاب يوم بدر. قال: فسين؟ قال: فسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون. قال: فقافٌ؟ قال: فجلس فسكت، فقال عمر: أنشدكم باللّه، هل سمع أحدٌ منكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفسّر (حم عسق) ؟ فوثب أبو ذر فقال: أنا. فقال: حم؟ فقال: اسم من أسماء الله. قال: عين؟ فقال: عاين المشركون عذاب يوم بدرٍ. قال: فسينٌ؟ قال: سيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون قال: فقافٌ؟ قال: قارعةٌ من السّماء تصيب النّاس".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف الحسن بن يحيى الخشني). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/265]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أبو يعلى: حدثنا أبو طالبٍ عبد الجبّار بن عاصمٍ، ثنا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشنيّ عن أبي معاوية. قال: صعد عمر رضي الله عنه المنبر. فقال: يا أيّها النّاس هل سمع أحدٌ منكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفسّر حم عسق فوثب ابن عباس رضي الله عنهما، فقال لنا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " حم " [الشورى: 1] اسمٌ من أسماء اللّه عزّ وجلّ. قال: فعينٌ: قال: عاين المشركون عذاب يوم بدرٍ. قال: فسينٌ؟ قال: سيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون. قال: فقافٌ؟ فجلس، فسكت. فقال عمر رضي الله عنه: أنشدكم باللّه تعالى، هل سمع أحدٌ منكم؟ فوثب أبو ذرٍّ رضي الله عنه، فقال كما قال ابن عباس رضي الله عنهما. قال: فقافٌ؟ قال: قارعةٌ من السّماء تصيب النّاس). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 4.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن جعفر بن محمد رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة {حم عسق} فرددها مرارا {حم عسق} في بيت ميمونة، فقال: يا ميمونة أمعك {حم عسق} قالت: نعم قال: فاقرئيها فلقد نسيت ما بين أولها وآخرها). [الدر المنثور: 13/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ميمونة قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {حم عسق} فقال: يا ميمونة أتعرفين {حم عسق} لقد نسيت ما بين أولها وآخرها، قالت: فقرأتها فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 13/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم ونعيم بن حماد والخطيب عن ابن قال: جاء رجل إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - وعنده حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - فقال: أخبرني عن تفسير {حم عسق} فأعرض عنه ثم كرر مقالته فأعرض عنه ثم كررها الثالثة فلم يجبه فقال له حذيفة: رضي الله عنه - أنا أنبئك بها لم كررتها نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد إله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا يجتمع فيها كل جبار عنيد فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدتهم بعث الله على إحدهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما هو إلا بياض يومها وذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله بها وبهم جميعا فذلك عدل منه سين - يعني سيكون، ق - يعني واقع بهاتين المدينتين). [الدر المنثور: 13/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي معاوية رضي الله عنه قال: صعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه المنبر فقال: يا أيها الناس هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {حم عسق} فوثب ابن عباس رضي الله عنهما فقال: إن حم اسم من أسماء الله تعالى، قال: فعين قال: عاين المذكور عذاب يوم بدر، قال: فسين قال: (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (الشعراء الآية 227) قال: فقاف فسكت فقام أبو ذر رضي الله عنه ففسر كما فسر ابن عباس رضي الله عنهما وقال: قاف قارعة من السماء تصيب الناس). [الدر المنثور: 13/130]

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم} يقول تعالى ذكره: هكذا يوحي إليك يا محمّد وإلى الّذين من قبلك من أنبيائه وقيل: إنّ (حم عين سين ق) أوحيت إلى كلّ نبيٍّ بعث، كما أوحيت إلى نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم، ولذلك قيل: {كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز} في انتقامه من أعدائه {الحكيم} في تدبيره خلقه). [جامع البيان: 20/465]

تفسير قوله تعالى: (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {له ما في السّموات وما في الأرض وهو العليّ العظيم (4) تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إنّ اللّه هو الغفور الرّحيم}.
يقول تعالى ذكره: للّه ملك ما في السّموات وما في الأرض من الأشياء كلّها {وهو العليّ} يقول: وهو ذو علوٍّ وارتفاعٍ على كلّ شيءٍ، والأشياء كلّها دونه، لأنّهم في سلطانه، جاريةٌ عليهم قدرته، ماضيةٌ فيهم مشيئته {العظيم} الّذي له العظمة والكبرياء والجبريّة). [جامع البيان: 20/466]

تفسير قوله تعالى: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله يتفطرن من فوقهن قال من جلال الله وعظمته). [تفسير عبد الرزاق: 2/190]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله ويستغفرون لمن في الأرض قال للمؤمنين منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/190]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} يقول تعالى ذكره: تكاد السّماوات يتشقّقن من فوق الأرضين من عظمة الرّحمن وجلاله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} قال: يعني من ثقل الرّحمن وعظمته تبارك وتعالى.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} أي من عظمة اللّه وجلاله.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {تكاد السّموات يتفطّرن} قال: يتشقّقن في قوله: {منفطرٌ به} قال: منشقٌّ به.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يتفطّرن من فوقهنّ} يقول: يتصدّعن من عظمة اللّه.
- حدّثنا محمّد بن منصور الطّوسيّ قال: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن قيسٍ قال: جاء رجلٌ إلى كعبٍ، فقال: يا كعب أين ربّنا؟ فقال له النّاس: اتق اللّه، أفتسأل عن هذا؟ فقال كعبٌ: دعوه، فإن يك عالمًا ازداد، وإن يك جاهلاً تعلّم سألت أين ربّنا، وهو على العرش العظيم متّكئٌ، واضع إحدى رجليه على الأخرى، ومسافة هذه الأرض الّتي أنت عليها مسيرة خمسمئة سنةٍ، ومن الأرض إلى الأرض مسيرة خمسمئة سنةٍ، وكثافتها خمسمئة سنةٍ، حتّى تمّ سبع أرضين، ثمّ من الأرض إلى السّماء مسيرة خمسمئة سنةٍ، وكثافتها خمس مئة سنةٍ، واللّه على العرش متّكئٌ، ثمّ تفطر السّماوات ثمّ قال كعبٌ: اقرأوا إن شئتم {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} الآية.
وقوله: {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم} يقول تعالى ذكره: والملائكة يصلّون بطاعة ربّهم وشكرهم له من هيبة جلاله وعظمته.
- كما حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم} قال: والملائكة يسبّحون له من عظمته.
وقوله: {ويستغفرون لمن في الأرض} يقول: ويسألون ربّهم المغفرة لذنوب من في الأرض من أهل الإيمان به.
- كما حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ويستغفرون لمن في الأرض} قال: للمؤمنين.
يقول اللّه عزّ وجلّ: ألا إنّ اللّه هو الغفور لذنوب مؤمني عباده، {الرّحيم} بهم أن يعاقبهم بعد توبتهم منها). [جامع البيان: 20/466-468]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قوله عزّ وجلّ: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} قال: «من الثّقل» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/480]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، أنبأ إسحاق، أنبأ حكّام بن سلمٍ الرّازيّ وكان ثقةً، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن قيس بن عبّادٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} [البقرة: 102] الآية. قال: " إنّ النّاس بعد آدم وقعوا في الشّرك اتّخذوا هذه الأصنام، وعبدوا غير اللّه، قال: فجعلت الملائكة يدعون عليهم ويقولون: ربّنا خلقت عبادك فأحسنت خلقهم، ورزقتهم فأحسنت رزقهم، فعصوك وعبدوا غيرك اللّهمّ اللّهمّ يدعون عليهم، فقال لهم الرّبّ عزّ وجلّ: إنّهم في غيبٍ فجعلوا لا يعذرونهم " فقال: اختاروا منكم اثنين أهبطهما إلى الأرض، فآمرهما وأنهاهما " فاختاروا هاروت وماروت - قال: وذكر الحديث بطوله فيهما - وقال فيه: فلمّا شربا الخمر وانتشيا وقعا بالمرأة وقتلا النّفس، فكثر اللّغط فيما بينهما وبين الملائكة فنظروا إليهما وما يعملان ففي ذلك أنزلت {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم، ويستغفرون لمن في الأرض} [الشورى: 5] الآية. قال: فجعل بعد ذلك الملائكة يعذرون أهل الأرض ويدعون لهم «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/480]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن ابن عبّاسٍ قال: كنّا نقرأ هذه الآيات {تكاد السّماوات يتفطّرن من فوقهنّ} [الشورى: 5]. هكذا وجدته من غير ضبطٍ.
رواه الطّبرانيّ، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/103]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 5 - 9
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا نقرأ هذه الآية تكاد السموات يتفطرن من فوقهن). [الدر المنثور: 13/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك: (يتفطرن من فوقهن) . يقول: يتصدعن من عظمة الله). [الدر المنثور: 13/130-131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما تكاد السموات ينفطرن من فوقهن قال: ممن فوقهن وقرأها خصيف بالتاء المشددة). [الدر المنثور: 13/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن} قال: من عظمة الله تعالى وجلاله). [الدر المنثور: 13/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن} قال: من الثقل). [الدر المنثور: 13/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ويستغفرون لمن في الأرض} قال: الملائكة عليهم السلام يستغفرون للذين آمنوا). [الدر المنثور: 13/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن إبراهيم قال: كان أصحاب عبد الله يقولون: الملائكة خير من ابن الكواء يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض، وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر). [الدر المنثور: 13/132]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين اتّخذوا من دونه أولياء اللّه حفيظٌ عليهم وما أنت عليهم بوكيلٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {والّذين اتّخذوا} يا محمّد من مشركي قومك من دون الله أولياء آلهةً يتولّونها ويعبدونها، {اللّه حفيظٌ عليهم}؛ يحصي عليهم أفعالهم، ويحفظ أعمالهم، ليجازيهم بها يوم القيامة جزاءهم {وما أنت عليهم بوكيلٍ} يقول: ولست أنت يا محمّد بالوكيل عليهم بحفظ أعمالهم، وإنّما أنت منذرٌ، فبلّغهم ما أرسلت به إليهم، فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب). [جامع البيان: 20/468-469]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:18 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {(حم (1) عسق (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {عسق...}.
ذكر عن ابن عباس أنه كان يقول: {حم سق}, ولا يجعل فيها عينا، ويقول: السين كل فرقة تكون، والقاف كل جماعة تكون.
قال الفراء: ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله: {حم سق} كما قال ابن عباس). [معاني القرآن: 3/21]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حم عسق }: مجازها: مجاز ابتداء أوائل السور). [مجاز القرآن: 2/199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {حم (1) عسق (2)}
قد بيّنّا حروف الهجاء، وجاء في التفسير أن هذه الحروف اسم من أسماء اللّه، ورويت حم سق -بغير عين- والمصاحف فيها العين بائنة). [معاني القرآن: 4/393]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (من ذلك قوله جل وعز: {حم عسق}
وفي قراءة ابن مسعود, وابن عباس: { حم سق}
قال ابن عباس: وكان علي عليه السلام يعرف الفتن بها.
وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى: {حم عسق}, قال: اسم من أسماء القرآن). [معاني القرآن: 6/291]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك...}.
{حم عسق} يقال: إنها أوحيت إلى كل نبي، كما أوحيت إلى محمد صلى الله عليه. ^^
قال ابن عباس: وبها كان علي بن أبي طالب يعلم الفتن.
وقد قرأ بعضهم: {كذلك يوحى} لا يسمّي فاعله، ثم ترفع الله العزيز الحكيم يرد الفعل إليه, كما قرأ أبو عبد الرحمن السّلمي, وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم, ثم قال: {شركاؤهم} أي: زينه .
لهم شركاؤهم, ومثله قول من قرأ: {يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال}, ثم تقول: {رجال}, فترفع يريد: يسبّح له رجال). [معاني القرآن: 3/21-22]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم}
وقرئت {يوحى}, وقرئت {نوحي إليك وإلى الذين من قبلك} بالنون.
وجاء في التفسير أن {حم عسق} قد أوحيت إلى كل نبي قبل محمد -صلى الله عليه- وعليهم أجمعين.
وموضع الكاف من "كذلك" نصب, المعنى مثل ذلك يوحى إليك.
فمن قرأ {يوحي} بالياء، فاسم اللّه عزّ جل رفع بفعله, وهو يوحي.
ومن قرأ:{يوحى إليك} , فاسم اللّه مبين عما لم يسم فاعله، ومثل هذا من الشعر:-




ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطّوائح



فبين من ينبغي أن يبكيه.
ومن قرأ: (نوحي إليك) بالنون, جعل نوحي إخبارا عن اللّه عزّ وجلّ.
ورفع {اللّه} بالابتداء وجعل {العزيز الحكيم} خبرا عن {اللّه}، وإن شاء كان {العزيز الحكيم} صفة للّه - عزّ وجلّ - يرتفع كما يرتفع اسم اللّه، ويكون الخبر {له ما في السّماوات وما في الأرض}). [معاني القرآن: 4/393-394]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم}
المعنى {يوحي إليك وإلى الذين من قبلك}: كذلك الوحي الذي تقدم, أو كحروف المعجم .
- وقيل: إنه لم ينزل كتاب إلا وفيه: {حم عسق}
فالمعنى على هذا: كذلك الذي أنزل من هذه السورة, وهذا مذهب الفراء, قال: ويقرأ { كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك }
- قال أبو جعفر: يجوز على هذه القراءة أن يكون هذا التمام, ثم ابتدأ فقال:{ الله العزيز الحكيم } على أن العزيز الحكيم خبر, أو صفة, والخبر له ما في السموات وما في الأرض.
وكذلك يكون على قراءة من قرأ: (نوحي) بالنون, ويجوز على قراءة من قرأ: {يوحى} أن يكون المعنى يوحي الله وأنشد سيبويه:-




ليبك يزيد ضارع لخصومة وأشعث ممن طوحته الطوائح



فقال: ليبك يزيد, ثم بين من ينبغي أن يبكيه, فالمعنى يبكيه: ضارع). [معاني القرآن: 6/292-293]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ يتفطّرن}: يتشققن, ويقال للزجاجة إذا انصدعت: قد انفرطت, وكذلك الحجر). [مجاز القرآن: 2/199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يتفطرن}: يتشققن).[غريب القرآن وتفسيره: 330]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({يتفطّرن}: يتشققن من جلال اللّه تعالى وعظمته). [تفسير غريب القرآن: 391]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {تكاد السّماوات يتفطّرن من فوقهنّ والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إنّ اللّه هو الغفور الرّحيم}
(تكاد السّماوات ينفطرن من فوقهنّ): وقرئت (ممّن فوقهن), وقرئت {يتفطّرن}. ومعنى (ينفطرن), و{يتفطّرن}: ينشققن، ويتشققن، فالمعنى -واللّه أعلم- أي تكاد السّماوات ينفطرن من فوقهن لعظمة اللّه, لأنه لما قال: {وهو العليّ العظيم}
قال: تكاد السّماوات ينفطرن لعظمته، وكذلك - ينفطرن ممن فوقهن، أي من عظمة من فوقهن.
وقوله عزّ وجلّ: {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض}
معنى {يسبّحون} يعظمون اللّه, وينزهونه عن السوء {ويستغفرون لمن في الأرض} من المؤمنين.
ولا يجوز أن يكون يستغفرون لكل من في الأرض، لأن الله تعالى قال في الكفار: {أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين}
ففي هذا دليل على أن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين، ويدل على ذلك قوله في سورة المؤمن: {ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما}). [معاني القرآن: 4/394]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {تكاد السموات ينفطرن من فوقهن}: أي ينشققن من أعلاهن عقوبة, وقال قتادة: لجلالة الله وعظمته.
قال أبو جعفر: وقيل: أي: من فوق الأمم المخالفة, ويقرأ :{يتفطرن من فوقهن}: أي: من عظمة من فوقهن.
ثم قال جل وعز: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض}, وفي الأرض المؤمن والكافر.
فروى معمر, عن قتادة قال: يستغفرن لمن في الأرض من المؤمنين.
قال أبو جعفر: ويبين هذا قوله جل وعلا: {ويستغفرون للذين آمنوا}, وقال في الكفار: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}). [معاني القرآن: 6/293-294]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَتَفَطَّرْنَ}: يتشققن). [العمدة في غريب القرآن: 266]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:19 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {حم (1) عسق (2) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {حم (1) عسق} قال: اسم من أسماء الله، وكان على يعرف بهذا العين. سئل: كيف كان يعرف بهذا العين؟ قال: لا أدري). [مجالس ثعلب: 165]


تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) }

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) }

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حم * عسق * كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم * له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم * تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم}
فصلت: [حم] من [عسق] ولم يفعل ذلك بـ[كهيعص] لتجري هذه مجرى الحواميم أخواتها، وقرأ الجمهور: "حم عسق"، وقرأ ابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهما: [حم سق] بسقوط "عين"، والأقوال في هذه كالأقوال في أوائل السور، وروى حذيفة حديثا في هذا مضمنه أنه سيكون في هذه الأمة مدينتان يشقهما نهر بالمشرق، تهلك إحداهما ليلا ثم تصبح الأخرى سالمة، فيجتمع فيها جبابرة المدينتين متعجبين من سلامتها، فتهلك من الليلة القابلة، وأن "حم" معناه: حم هذه الأمر، و"عين" معناه: عدلا من الله، و"سين": سيكون ذلك، و"قاف": معناه: يقع ذلك بهم. وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يستفيد علم الفتن والحروب من هذه الأحرف التي في أوائل السور.
والكاف في قوله تعالى: "كذلك" نعت لمصدر محذوف، والإشارة بـ"ذلك" تختلف بحسب الأقوال في الحروف، وقرأ جمهور القراء: "يوحي" بالياء على إسناد الفعل إلى الله تعالى، وهي قراءة الحسن، والأعرج، وأبي جعفر، والجحدري، وعيسى، وطلحة، والأعمش، وقرأ أبو حيوة، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم: "نوحي" بنون العظمة، ويكون قوله تعالى: "الله" ابتداء وخبره "العزيز"، ويحتمل أن يكون خبره: له ما في السماوات، وقرأ ابن كثير وحده: "يوحى" بالياء وفتح الحاء على بناء الفعل للمفعول، وهي قراءة مجاهد، والتقدير: يوحى إليك القرآن، يوحيه الله تعالى، وكما قال الشاعر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة
ومنه قوله تعالى: {يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال}، وقوله تعالى: {وإلى الذين من قبلك} يريد: من الأنبياء الذين نزلت عليهم الكتب). [المحرر الوجيز: 7/ 498-500]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {له ما في السماوات} أي الملك والخلق والاختراع، و"العلي" من علو القدر والسلطان، و"العظيم" كذلك، وليس بعلو مسافة ولا عظم جرم، تعالى الله عن ذلك).[المحرر الوجيز: 7/ 500]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ نافع، والكسائي: "يكاد" بالياء، وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، وأبو عمرو، وعاصم: "تكاد" بالتاء، وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، ونافع، وابن عباس، وأبو جعفر، وشيبة، وقتادة: "يتفطرن" من "التفطر"، وهو مطاوع "فطر"، وقرأ أبو عمرو، وعاصم، والحسن، والأعرج، وأبو رجاء، والجحدري: [ينفطرن] من "الانفطار"، وهو مطاوع "فطر"، والمعنى فيهما: يتصدعن ويتشققن من سرعة جريهن خضوعا وخشية من سلطان الله تعالى، وتعظيما له وطاعة، وما وقع للمفسرين هنا من ذكر الثقل ونحوه مردود، وذلك لأن الله تعالى لا يوصف به، وقوله تعالى: {من فوقهن} أي: من أعلاهن، وقال الأخفش علي بن سليمان: الضمير للكفار.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والمعنى: من فوق الفرق والجماعات الملحدة التي من أجل أقوالها تكاد السماوات يتفطرن، فهذه الآية - على هذا - كالآية التي في "كهيعص"، وقالت فرقة: معناه: من فوق الأرضين، إذ قد جرى ذكر الأرض، وذكر الزجاج أنه قرئ: "يتفطرن ممن فوقهن".
وقوله تعالى: {يسبحون بحمد ربهم} قيل: معناه: يقولون سبحان الله، وقيل معناه: يصلون لربهم، وقوله تعالى: {ويستغفرون لمن في الأرض}، قالت فرقة: هذا منسوخ بقوله تعالى في آية أخرى: {ويستغفرون للذين آمنوا}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا قول ضعيف; لأن النسخ لا يتصور في الأخبار.
وقال السدي ما معناه: إن ظاهر الآية العموم، ومعناها الخصوص في المؤمنين، فكأنه قال: ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين، إذ الكفار عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وقالت فرقة: بل هي على عمومها، لكن استغفار الملائكة ليس بطلب غفران الله تعالى للكفرة على أن يبقوا كفرة، وإنما استغفارهم لهم بمعنى طلب الهداية التي تؤدي إلى الغفران لهم، وكأن الملائكة تقول: اللهم، اهد أهل الأرض واغفر لهم، ويؤيد هذا التأويل تأكيده صفة الغفران والرحمة لنفسه بالاستفتاح، وذلك قوله تعالى: {ألا إن الله هو الغفور الرحيم}، أي لما كان الاستغفار لجميع من في الأرض يبعد أن يجاب رجى عز وجل بأن استفتح الكلام تهيئة لنفس السامع، فقال تعالى: {ألا إن الله} هو الذي يطلب هذا منه إذ هذه أوصافه، وهو سبحانه أهل المغفرة). [المحرر الوجيز: 7/ 500-501]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل * وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير * ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير * أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير}
هذه آية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعيد للكفار، وإزالة عن النبي عليه الصلاة والسلام جميع الكلف سوى التبليغ فقط، لئلا يهتم بعدم إيمان قريش وغيرهم، فقال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: إن الذين اتخذوا الأصنام والأوثان أولياء من دون الله، الله هو الحفيظ عليهم كفرهم، المحصي لأعمالهم، المجازي لهم عليها بعذاب الآخرة، وأنت فلست بوكيل عليهم ولا ملازم لأمرهم حتى يؤمنوا، و"الوكيل": المقيم على الأمر، وما في هذا اللفظ من موادعة فهو منسوخ بآية السيف). [المحرر الوجيز: 7/ 501]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 01:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 01:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) عسق (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {حم (1) عسق (2) كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم (3) له ما في السّماوات وما في الأرض وهو العليّ العظيم (4) تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إنّ اللّه هو الغفور الرّحيم (5) والّذين اتّخذوا من دونه أولياء اللّه حفيظٌ عليهم وما أنت عليهم بوكيلٍ (6) }
قد تقدّم الكلام على الحروف المقطّعة.
وقد روى ابن جريرٍ هاهنا أثرًا غريبًا عجيبًا منكرًا، فقال:
حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، حدّثنا أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج، عن أرطاة بن المنذر قال: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاسٍ فقال له -وعنده حذيفة بن اليمان-: أخبرني عن تفسير قول اللّه: {حم عسق} قال: فأطرق ثمّ أعرض عنه، ثمّ كرّر مقالته فأعرض عنه، فلم يجبه بشيءٍ وكره مقالته، ثمّ كرّرها الثّالثة فلم يحر إليه شيئًا. فقال حذيفة: أنا أنبئك بها، قد عرفت لم كرهها؟ نزلت في رجلٍ من أهل بيته يقال له "عبد الإله" -أو: عبد اللّه- ينزل على نهرٍ من أنهار المشرق تبنى عليه مدينتان، يشقّ النّهر بينهما شقًّا، فإذا أذن اللّه في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدّتهم، بعث اللّه على إحداهما نارًا ليلًا فتصبح سوداء مظلمةً وقد احترقت، كأنّها لم تكن مكانها، وتصبح صاحبتها متعجّبةً: كيف أفلتت؟ فما هو إلّا بياض يومها ذلك، حتّى يجتمع فيها كلّ جبّارٍ عنيدٍ منهم، ثمّ يخسف اللّه بها وبهم جميعًا، فذلك قوله: {حم عسق} يعني: عزيمةٌ من اللّه تعالى وفتنةٌ وقضاءٌ حمّ: {حمّ} عينٌ: يعني عدلًا منه، سينٌ: يعني سيكون، ق: يعني واقع بهاتين المدينتين.
وأغرب منه ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصليّ في الجزء الثّاني من مسند ابن عبّاسٍ، وعن أبي ذرٍّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في ذلك، ولكنّ إسناده ضعيفٌ جدًّا ومنقطعٌ، فإنّه قال:
حدّثنا أبو طالبٍ عبد الجبّار بن عاصمٍ، حدّثنا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني الدّمشقيّ، عن أبي معاوية قال: صعد عمر بن الخطّاب المنبر فقال: أيّها النّاس هل سمع منكم أحدٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفسّر {حم عسق}؟ فوثب ابن عبّاسٍ فقال: أنا: قال: " {حم} اسمٌ من أسماء اللّه تعالى" قال: فعينٌ؟ قال: "عاين المولّون عذاب يوم بدرٍ" قال: فسينٌ؟ قال: "سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" قال: فقافٌ؟ فسكت فقام أبو ذرٍّ، ففسّر كما قال ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، وقال: قافٌ: قارعةٌ من السّماء تغشى النّاس). [تفسير ابن كثير: 7/ 189-190]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم} أي: كما أنزل إليك هذا القرآن، كذلك أنزل الكتب والصّحف على الأنبياء قبلك. وقوله: {اللّه العزيز} أي: في انتقامه، {الحكيم} في أقواله وأفعاله.
قال: الإمام مالكٌ -رحمه اللّه- عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة: أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ فيفصم عنّي قد وعيت ما قال. وأحيانًا يأتيني الملك رجلا فيكلّمني، فأعي ما يقول" قالت عائشة فلقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشّديد البرد، فيفصم عنه، وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا.
أخرجاه في الصّحيحين، ولفظه للبخاريّ.
وقد رواه الطّبرانيّ عن عبد اللّه ابن الإمام أحمد، عن أبيه، عن عامر بن صالحٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن الحارث بن هشامٍ؛ أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف ينزل عليك الوحي؟ فقال: "مثل صلصلة الجرس فيفصم عنّي وقد وعيت ما قاله" قال: "وهو أشدّه عليّ" قال: "وأحيانًا يأتيني الملك فيتمثّل لي فيكلّمني فأعي ما يقول".
وقال: الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن عمرو بن الوليد، عن عبد اللّه بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، هل تحسّ بالوحي؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أسمع صلاصل ثمّ أسكت عند ذلك، فما من مرّةٍ يوحى إليّ إلّا ظننت أنّ نفسي تقبض" تفرّد به أحمد.
وقد ذكرنا كيفيّة إتيان الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوّل شرح البخاريّ، بما أغنى عن إعادته هاهنا، وللّه الحمد والمنّة). [تفسير ابن كثير: 7/ 190]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {له ما في السّموات وما في الأرض} أي: الجميع عبيدٌ له وملكٌ له، تحت قهره وتصريفه، {وهو العليّ العظيم} كقوله تعالى: {الكبير المتعال} [الرّعد: 9] {وهو العليّ الكبير} [سبأٍ: 23] والآيات في هذا كثيرةٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 190]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} قال ابن عبّاسٍ، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّيّ، وكعب الأحبار: أي فرقًا، من العظمة {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض} كقوله: {الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلمًا} [غافرٍ:7].
وقوله: {ألا إنّ اللّه هو الغفور الرّحيم} إعلامٌ بذلك وتنويهٌ به). [تفسير ابن كثير: 7/ 190-191]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين اتّخذوا من دونه أولياء} يعني: المشركين، {اللّه حفيظٌ عليهم} أي: شهيدٌ على أعمالهم، يحصيها ويعدّها عدًّا، وسيجزيهم بها أوفر الجزاء. {وما أنت عليهم بوكيلٍ} أي: إنّما أنت نذيرٌ واللّه على كلّ شيءٍ وكيلٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 191]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة