العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة سبأ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:28 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة سبأ [ من الآية (43) إلى الآية (46) ]

تفسير سورة سبأ
[ من الآية (43) إلى الآية (46) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (43) وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45) قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:46 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قالوا ما هذا إلاّ رجلٌ يريد أن يصدّكم عمّا كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلاّ إفكٌ مفترًى وقال الّذين كفروا للحقّ لمّا جاءهم إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وإذا تتلى على هؤلاء المشركين آيات كتابنا {بيّناتٍ} يقول: واضحاتٍ أنّهنّ حقٌّ من عندنا {قالوا ما هذا إلاّ رجلٌ يريد أن يصدّكم عمّا كان يعبد آباؤكم} يقول: قالوا عند ذلك: لا تتّبعوا محمّدًا، فما هو إلاّ رجلٌ يريد أن يصدّكم عمّا كان يعبد آباؤكم من الأوثان، ويغيّر دينكم ودين آبائكم {وقالوا ما هذا إلاّ إفكٌ مفترًى} يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون: ما هذا الّذي يتلو علينا محمّدٌ، يعنون القرآن، {إلاّ أفكّ}، يقول: إلاّ كذبٌ مفترًى؛ يقول: مختلقٌ. متخرّصٌ {وقال الّذين كفروا للحقّ لمّا جاءهم إنّ هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ} يقول جلّ ثناؤه: وقال الكفّار {للحقّ}، يعني محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم {لمّا جاءهم}، يعني: لمّا بعثه اللّه نبيًّا: هذا سحرٌ مبينٌ؛ يقول: قالوا لما أتاهم به من الآيات والحجج: {إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ} يقول: ما هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ، يبين لمن رآه وتأمّله أنّه سحرٌ). [جامع البيان: 19/300-301]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما آتيناهم من كتبٍ يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذيرٍ (44) وكذّب الّذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وما أنزلنا على المشركين القائلين لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا جاءهم بآياتنا: هذا سحرٌ مبينٌ بما يقولون من ذلك كتبًا يدرسونها: يقول: يقرؤونها.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما آتيناهم من كتبٍ يدرسونها} أي يقرؤونها.
{وما أرسلنا إليهم قبلك من نذيرٍ} يقول: وما بعثنا إلى هؤلاء المشركين من قومك يا محمّد فيما يقولون ويعملون قبلك من نبيٍّ ينذرهم بأسنا عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما أرسلنا إليهم قبلك من نذيرٍ} قال: ما أنزل اللّه على العرب كتابًا قبل القرآن، ولا بعث إليهم نبيًّا قبل محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 19/301-302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وما آتيناهم من كتب يدرسونها} قال: لم يكن عندهم كتاب يدرسونه فيعلمون أن ما جئت به حق أم باطل). [الدر المنثور: 12/228-229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتاده رضي الله عنه في قوله {وما آتيناهم من كتب يدرسونها} أي يقرؤونها {وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير} وقال: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} فاطر الآيه 24 ولا ينقص هذا هذا ولكن كلما ذهب نبي فمن بعده في نذارته حتى يخرج النّبيّ الآخر). [الدر المنثور: 12/229]

تفسير قوله تعالى: (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وما بلغوا معشار ما آتيناهم قال كذب الذين من قبلهم هؤلاء ولم يبلغ هؤلاء معشار ما أوتي أولئك من القوة والجلد يقول فقد أهلك الله أولئك وهم أقوى وأجلد). [تفسير عبد الرزاق: 2/132]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {معشارٌ} [سبأ: 45] : عشرٌ). [صحيح البخاري: 6/121]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله معشار عشر قال أبو عبيدة في قوله تعالى وما بلغوا معشار ما آتيناهم أي عشر ما أعطيناهم وقال الفرّاء المعنى وما بلغ أهل مكّة معشار الّذين أهلكناهم من قبلهم من القوّة والجسم والولد والعدد والمعشار العشر). [فتح الباري: 8/536]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (معشارٌ: عشرٌ
أشار به إلى قوله: {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} (سبإ: 45) وفسّر بقوله: (عشر) أي: ما بلغوا عشر ما أعطيناهم، وقال الفراء: المعنى: وما بلغ أهل مكّة معشار الّذين أهلكناهم من قبلهم من القوّة والجسم والولد والعدد). [عمدة القاري: 19/128]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({معشار}) في قوله تعالى: {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} [سبأ: 45] معناه (عشر) بنى مفعال من لفظ العشر كالمرباع ولا ثالث لهما من ألفاظ العدد فلا يقال مسداس ولا مخماس). [إرشاد الساري: 7/308]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وكذّب الّذين من قبلهم} يقول: وكذّب الّذين من قبلهم من الأمم رسلنا وتنزيلنا {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} يقول: ولم يبلغ قومك يا محمّد المكذّبوك عشر ما أعطينا الّذين من قبلهم من الأمم من القوّة والأيدي والبطش، وغير ذلك من النّعم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} يقول: من القوّة في الدّنيا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} يقول: ما جاوزوا معشار ما أنعمنا عليهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وكذّب الّذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم} يخبركم أنّه أعطى القوم ما لم يعطكم من القوّة وغير ذلك.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} قال: ما بلغ هؤلاء أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {معشار ما آتيناهم} يعني: الّذين من قبلهم، وما أعطيناهم من الدّنيا، وبسطنا عليهم {فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير}.
قوله: {فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير} يقول: فكذّبوا رسلي فيما أتوهم به من رسالتي، فعاقبناهم بتغييرنا بهم ما كنّا آتيناهم من النّعم، فانظر يا محمّد {كيف كان نكير}. يقول: كيف كان تغييري بهم وعقوبتي). [جامع البيان: 19/302-303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} يقول: من القدرة في الدنيا). [الدر المنثور: 12/229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه في قوله {وكذب الذين من قبلهم} قال: القرون الأولى {وما بلغوا} أي الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم {معشار ما آتيناهم} من القوه والإجلال والدنيا والأموال). [الدر المنثور: 12/229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتاده رضي الله عنه في قوله {وكذب الذين من قبلهم} قال: كذب الذين قبل هؤلاء {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} قال: يخبركم أنه أعطى القوم ما لم يعطكم من القوة وغير ذلك {فكيف كان نكير} يقول: فقد أهلك الله أولئك وهم أقوى وأخلد، قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد). [الدر المنثور: 12/230]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله قل إنما أعظكم بواحدة يقول بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى فهذه واحدة وعظهم بها). [تفسير عبد الرزاق: 2/132]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {أعظكم بواحدةٍ} [سبأ: 46] : «بطاعة اللّه» ، {مثنى وفرادى} [سبأ: 46] : «واحدٌ واثنين»). [صحيح البخاري: 6/121]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أعظكم بواحدةٍ بطاعة اللّه مثنى وفرادى واحد واثنين وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بهذا). [فتح الباري: 8/537]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {نجازي} نعاقب {أعظكم بواحدة} بطاعة الله {مثنى وفرادى} واحد واثنين {التناوش} الرّد من الآخرة إلى الدّنيا وبين ما يشتهون من مال أو ولد أو زهرة {بأشياعهم} بأمثالهم وقال ابن عبّاس كالجوابي وكالجوبة من الأرض الخمط الأراك والأثل الطرفاء والعرم الشّديد
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله 17 سبأ {وهل نجازي إلّا الكفور} قال هل نعاقب
وفي قوله 46 سبأ {إنّما أعظكم بواحدة} قال بطاعة الله
وفي قوله 46 سبأ {أن تقوموا لله مثنى وفرادى} قال اثنين وواحد). [تغليق التعليق: 4/288-289] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أعظكم بواحدةٍ بطاعة الله مثنى وفرادى واحدا واثنين
أشار به إلى قوله تعالى: {قل إنّما أعظكم بواحدة إن تقوموا لله مثنى وفرادى} (سبأ: 46) الآية. وفي التّفسير: أعظكم أي: آمركم وأوصيكم، بواحدة أي: بخصلة واحدة وهي أن تقوموا لله، وأن في محل الخفض على البيان من واحدة، والترجمة عنها مثنى اثنين اثنين متناظرين، وفرادى واحدًا واحدًا متفكرين، والتفكر طلب المعنى بالقلب، وقيل: معنى وفرادى أي: جماعة ووحدانا، وقيل: مناظرا مع غيره ومتفكرا في نفسه. قوله: (واحدًا أو اثنين) قال الكرماني: فإن قلت: معنى مثنى وفرادى مكرر، فلم ذكره مرّة واحدة؟ قلت: المراد التّكرار ولشهرته اكتفى بواحد منه). [عمدة القاري: 19/130]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أعظكم بواحدة}) أي (بطاعة الله) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي.
({مثنى وفرادى}) أي (واحد واثنين) فإن الازدحام يشوّش الخاطر والمعروف في تفسير مثله
التكرير أي واحد واحد واثنين اثنين). [إرشاد الساري: 7/309]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {إن هو إلّا نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ} [سبأ: 46]
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن خازمٍ، حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: صعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الصّفا ذات يومٍ، فقال: «يا صباحاه» ، فاجتمعت إليه قريشٌ، قالوا: ما لك؟ قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ يصبّحكم أو يمسّيكم، أما كنتم تصدّقوني؟» قالوا: بلى، قال: «فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ» فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل اللّه: {تبّت يدا أبي لهبٍ} [المسد: 1]). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله إن هو إلّا نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ)
ذكر فيه طرفا من حديث بن عبّاسٍ في نزول قوله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين وقد تقدّم شرحه مستوفًى في سورة الشّعراء). [فتح الباري: 8/539]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ قوله تعالى: {إن هو إلاّ نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ} (سبأ: 46)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {إن هو} أي: ما هو، أي: محمّد، صلى الله عليه وسلم، (إلّا نذير لكم) أي: مخوف (بين يدي عذاب شديد) يوم القيامة.
- حدّثنا عليّ بن عبد الله حدّثنا محمّد بن خازمٍ حدّثنا الأعمش عن عمرو بن مرّة عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال صعد النبيّ صلى الله عليه وسلم الصفّا ذات يومٍ فقال يا صباحاه فاجتمعت إليه قريشٍ قالوا مالك قال أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ يصبّحكم أو يمسّيكم أما كنتم تصدّقوني قالوا بلى قال فإنّي {نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ} فقال أبو لهبٍ تبا لك ألهاذا جمعتنا؟ فأنزل الله {تبّت يدا أبي لهبٍ} (المسد: 1) .
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وعلي بن عبد الله المعروف بابن المدينيّ، ومحمّد بن خازم، بالخاء المعجمة والزّاي أبو معاوية الضّرير، والأعمش سليمان، وعمرو بن مرّة بضم الميم وتشديد الرّاء، والحديث قد مر في سورة الشّعراء، ومر الكلام فيه هناك. قوله: (يا صباحاه) هذه الكلمة شعار الغارة إذ كان الغالب منها في الصّباح). [عمدة القاري: 19/131]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {إن هو إلاّ نذيرٌ لكم بين يدى عذابٍ شديدٍ}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} [سبأ: 46]) يوم القيامة.
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن خازمٍ، حدّثنا الأعمش عن عمرو بن مرّة عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: صعد النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- الصّفا ذات يومٍ فقال: «يا صباحاه»، فاجتمعت إليه قريشٌ قالوا: ما لك؟ قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ يصبّحكم أو يمسّيكم أما كنتم تصدّقوني»؟ قالوا: بلى. قال: «فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ». فقال أبو لهبٍ تبًّا لك ألهذا جمعتنا؟ فأنزل اللّه {تبّت يدا أبي لهبٍ} [المسد: 1].
وبه قال: (حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: (حدّثنا محمد بن خازم) بالخاء والزاي المكسورة المعجمتين أبو معاوية الضرير قال: (حدّثنا الأعمش) سليمان (عن عروة بن مرّة) بضم الميم وتشديد الراء (عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه (قال: صعد النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- الصفا ذات يوم فقال):
(يا صباحاه) بسكون الهاء في الفرع مصححًا عليه وفي غيره بضمها. قال أبو السعادات: هذه كلمة يقولها المستغيث وأصلها إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح فكان القائل يا صباحاه يقول قد غشينا العدوّ، وقيل إن المتقاتلين كانوا إذا جاء الليل يرجعون عن القتال فإذا عاد النهار عاودوه فكأنه يريد بقوله يا صباحاه قد جاء وقت الصباح فتأهبوا للقتال (فاجتمعت إليه قريش. قالوا) ولأبي ذر فقالوا (ما لك؟ قال) ولأبي ذر فقال: (أرأيتم) أي أخبروني (لو أخبرتكم أن العدوّ يصبحكم أو يمسيكم أما) بالتخفيف (كنتم تصدقوني) ولأبي ذر تصدقونني بنونين (قالوا: بلى) نصدقك (قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) أي قدامه (فقال أبو لهب: تبًّا لك ألهذا جمعتنا فأنزل الله) تعالى ({تبت}) أي خسرت أو هلكت ({يد أبي لهب}).
وهذا الحديث سبق بالشعراء). [إرشاد الساري: 7/310-311]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (يا صباحاه) هو شعار الغارة إذ كان الغالب فيه أنه يقال: في الصباح اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/66]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {إن هو إلّا نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ}
- أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدّثني عمر بن حفص بن غياثٍ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا الأعمش، قال: حدّثني عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] صعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الصّفا، فجعل ينادي: «يا بني فهرٍ، يا بني عديٍّ، يا بني فلانٍ»، لبطون قريشٍ، حتّى اجتمعوا، فجعل الرّجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا ينظر، وجاء أبو لهبٍ وقريشٌ قد اجتمعوا، فقال: «أرأيتم لو أخبرتكم أنّ خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدّقيّ؟»، قالوا: نعم، ما جرّبنا عليك إلّا صدقًا، قال: «فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ»، قال أبو لهبٍ: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟، فنزلت {تبّت يدا أبي لهبٍ} [المسد: 1]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/227]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّةٍ إن هو إلاّ نذيرٌ لّكم بين يدي عذابٍ شديدٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين من قومك: إنّما أعظكم أيّها القوم بواحدةٍ، وهي طاعة اللّه.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّما أعظكم بواحدةٍ} قال: بطاعة اللّه.
وقوله: {أن تقوموا للّه مثنى وفرادى} يقول: وتلك الواحدة الّتي أعظكم بها هي أن تقوموا للّه اثنين اثنين، وفرادًا فرادًا، فـ{أن} في موضع خفضٍ ترجمةً عن الواحدة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثني أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {أن تقوموا، للّه مثنى وفرادى} قال: واحدًا واثنين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل إنّما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا للّه مثنى وفرادى} قال: هذه الواحدة الّتي وعظتكم بها؛ أن تقوموا لله رجلاً ورجلين.
وقيل: إنّما قيل: {إنّما أعظكم بواحدةٍ}، وتلك الواحدة أن تقوموا للّه بالنّصيحة وترك الهوى {مثنى} يقول: يقوم الرّجل منكم مع آخر فيتصادقان على المناظرة، هل علمتم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم جنونًا قطّ؟ ثمّ ينفرد كلّ واحدٍ منكم، فيتفكّر ويعتبر فردًا هل كان ذلك به؟ فتعلموا حينئذٍ أنّه نذيرٌ لكم.
وقوله: {ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّةٍ} يقول: ثمّ تتفكّروا في أنفسكم، فتعلموا ما بمحمّدٍ من جنونٍ.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّةٍ} يقول: إنّ صاحبكم ليس بمجنونٍ.
وقوله {إنّ هو إلاّ نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ} يقول: ما محمّدٌ إلاّ نذيرٌ لكم {بين يدي عذابٍ شديدٍ} يقول: ينذركم على كفركم باللّه عقابه أمام عذاب جهنّم قبل أن تصلوها.
وقوله: {هو} كناية اسم محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 19/303-305]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنما أعظكم بواحدة عني بطاعة الله أن تقوموا لله مثنى وفرادى يقول واحدا واثنين). [تفسير مجاهد: 528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {قل إنما أعظكم بواحدة} قال: بطاعة الله {أن تقوموا لله مثنى وفرادى} قال: واحد واثنين). [الدر المنثور: 12/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {قل إنما أعظكم بواحدة} قال: بلا إله إلا الله). [الدر المنثور: 12/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه في قوله {قل إنما أعظكم بواحدة} قال: لا إله إلا الله، وفي قوله {أن تقوموا لله} قال: ليس بالقيام على الأرجل كقوله {كونوا قوامين بالقسط} النساء الآيه 135، واخرج ابن المنذر، وابن ابي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في الآيه قال: يقوم الرجل مع الرجل أو وحده فيتفكر ما بصاحبكم من جنة يقول: إنه ليس بمجنون). [الدر المنثور: 12/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أمامه رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول أعطيت ثلاثا لم يعطهن نبي قبلي ولا فخر، أحلت لي الغنائم ولم تحل لمن كان قبلي كانوا يجمعون غنائمهم فيحرقونها، وبعثت إلى كل أحمر وأسود وكان كل نبي يبعث إلى قومه وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا أتيمم بالصعيد وأصلي فيها حيث أدركتني الصلاة قال الله تعالى {أن تقوموا لله مثنى وفرادى} وأعنت بالرعب مسيرة شهر بين يدي). [الدر المنثور: 12/231]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 10:46 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ} [سبأ: 43] القرآن.
{قالوا ما هذا} [سبأ: 43] يعنون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
{إلا رجلٌ يريد أن يصدّكم عمّا كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا} [سبأ: 43]، أي: القرآن.
{إلا إفكٌ} [سبأ: 43] كذبٌ.
{مفترًى} [سبأ: 43] افتراه محمّدٌ.
قال اللّه: {وقال الّذين كفروا للحقّ} [سبأ: 43] للقرآن.
{لمّا جاءهم إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ} [سبأ: 43] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/768]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما آتيناهم من كتبٍ يدرسونها} [سبأ: 44] يقرءونها بما هم عليه من الشّرك.
{وما أرسلنا إليهم قبلك من نذيرٍ} [سبأ: 44] كقوله: {لتنذر قومًا ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك} [القصص: 46] من أنفسهم، يعني: قريشًا.
قال الحسن: وكان موسى عليهم حجّةً). [تفسير القرآن العظيم: 2/768]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما آتيناهم مّن كتبٍ يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك مّن نّذيرٍ...}

أي : من أين كذّبوا بك , ولم يأتهم كتاب , ولا نذيرٌ بهذا.). [معاني القرآن: 2/364]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير (44)}
يعنى به : مشركو العرب بمكة لم يكونوا أصحاب كتب , ولا بعث بنبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم .). [معاني القرآن: 4/256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير}
أي: لم يكونوا أهل كتاب , ولم يبعث إليهم نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم.). [معاني القرآن: 5/421]


تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وكذّب الّذين من قبلهم} [سبأ: 45] من قبل قومك يا محمّد، يعني: من أهلك من الأمم السّالفة.
قال: {وما بلغوا} [سبأ: 45]، أي: وما بلغ هؤلاء.
{معشار} [سبأ: 45]، أي: عشر.
{ما آتيناهم} [سبأ: 45] من الدّنيا، يعني: الأمم السّالفة، وقال في آيةٍ أخرى: {كالّذين من قبلكم كانوا أشدّ منكم قوّةً وأكثر أموالا وأولادًا} [التوبة: 69].
[تفسير القرآن العظيم: 2/768]
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، قال: {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} [سبأ: 45] قال: ما عملوا بعشر ما أمروا به.
قال: {فكذّبوا رسلي} [سبأ: 45] فأهلكتهم.
{فكيف كان نكير} [سبأ: 45]، أي: عقابي، على الاستفهام، أي: كان شديدًا، يحذّرهم أن ينزل بهم مثل ما نزل بهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/769]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وكذّب الّذين من قبلهم...}
وما بلغ أهل مكّة معشار الذين أهلكنا من القوّة في الأجسام , والأموال, ويقال: ما بلغوا معشار ما آتيناهم في العدّة, والمعشار في الوجهين العشر.). [معاني القرآن: 2/364]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وما بلغوا معشار ما آتيناهم }:أي : عشر ما أعطيناهم, { فكيف كان نكير}: أي : تغييري , وعقوبتي.). [مجاز القرآن: 2/150]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وكذّب الّذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير}
وقال: {معشار ما آتيناهم}: أي: عشره, ولا يقولون: هذا في سوى العشر.).[معاني القرآن: 3/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({معشار ما آتيناهم}: عشره). [غريب القرآن وتفسيره: 308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما بلغوا معشار ما آتيناهم} : أي: عشره.


{فكيف كان نكير}: أي: إنكاري, وكذلك: {فستعلمون كيف نذير}: أي: إنذاري , وجمعه: نكر ونذر.). [تفسير غريب القرآن: 358]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وكذّب الّذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير (45)}
أي : عشر الذي آتينا من قبلهم من القوة , والقدرة.
{فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير}: حذفت الياء، المعنى : فكيف كان نكيري، لأنه آخر آية.). [معاني القرآن: 4/256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم}
قال قتادة : (أي : كذب الذين قبل هؤلاء , وما بلغ هؤلاء معشار ما أوتي أولئك , كانوا أجلد وأقوى , وقد أهلكوا) .
قال أبو جعفر : معشار : بمعنى عشر , ونظير هذه الآية قوله تعالى: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} ). [معاني القرآن: 5/421-422]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {معشار}: أي: عشرا واحدا.). [ياقوتة الصراط: 415]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِعْشَار}: عشر.). [العمدة في غريب القرآن: 247]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شدِيدٍ (46)}َ
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {قل إنّما أعظكم بواحدةٍ} [سبأ: 46] بلا إله إلا اللّه، يقوله للمشركين.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّةٍ} [سبأ: 46] قال: أن تقوموا للّه واحدًا واحدًا، واثنين اثنين، ثمّ تتفكّروا، ما بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من جنونٍ.
{إن هو إلا نذيرٌ لكم} [سبأ: 46] من العذاب.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {مثنى وفرادى} [سبأ: 46] واحدٌ واثنان.
قال: {بين يدي عذابٍ شديدٍ} [سبأ: 46] جهنّم أرسل اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم نذيرًا {بين يدي عذابٍ شديدٍ} [سبأ: 46]، يعني: عذاب جهنّم.
- حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن والمبارك، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما مثلي ومثل السّاعة كهاتين فما فضل إحداهما على الأخرى» وجمع بين أصبعين: الوسطى والسّبّابة). [تفسير القرآن العظيم: 2/769]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {قل إنّما أعظكم بواحدةٍ...}

أي: يكفيني منكم أن يقوم الرجل منكم وحده، أو هو , وغيره، ثم تتفكروا ك هل جرّبتم على محمدٍ كذباً , أو رأوا به جنوناً؛ ففي ذلك ما يتيقنون أنه بني.) [معاني القرآن: 2/364]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ مثنى وفرادى}: اثنين اثنين , وفرداً فرداً , ولا ينون في مثنى، زعم النحويون لأنه صرف عن وجهه.). [مجاز القرآن: 2/150]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({مثنى}: أي : اثنين اثنين، {وفرادى}:واحدا واحدا.
ويريد بـ «المثنى»: أن يتناظروا في أمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وبـ «فرادي»: أن يفكروا, فإن في ذلك، ما دلهم على أن النبي صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم ليس بمجنون , ولا كذاب.). [تفسير غريب القرآن: 358]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}.
تأويله أنّ المشركين قالوا: إن محمدا مجنون وساحر، وأشباه هذا من خرصهم، فقال الله جل وعز لنبيه صلّى الله عليه وسلم: قل لهم: اعتبروا أمري بواحدة، وهي أن تنصحوا لأنفسكم، ولا يميل بكم هوىّ عن حق، فتقوموا لله وفي ذاته، مقاما يخلو فيه الرجل منكم بصاحبه فيقول له: هلمّ فلنتصادق، هل رأينا بهذا الرجل جنّة قط أو جرينا عليه كذبا؟ فهذا موضع قيامهم مثنى.
ثم ينفرد كل واحد عن صاحبه فيفكّر وينظر ويعتبر. فهذا موضع قيامهم فرادى.
فإنّ في ذلك ما دلهم على أنه نذير.
وكل من تحير في أمر قد اشتبه عليه واستبهم، أخرجه من الحيرة فيه: أن يسأل ويناظر، ثم يفكّر ويعتبر). [تأويل مشكل القرآن: 312-313]


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {قل إنّما أعظكم بواحدة أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّة إن هو إلّا نذير لكم بين يدي عذاب شديد (46)ِ} أي : أعظكم بأن توحدوا الله , وأن تقولوا لا إله إلا اللّه مخلصا , وقد قيل : واحدة في الطاعة، والطاعة تتضمّن التوحيد والإخلاص.

المعنى:

فأنا أعظكم بهذه الخصلة الواحدة أن تقوموا، أي: لأن تقوموا.
{أن تقوموا للّه مثنى وفرادى}:أي :أعظكم بطاعة اللّه لأن تقوموا للّه منفردين ومجتمعين.
{ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّة}:المعنى : ثم تتفكروا فتعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو بمجنون كما تقولون، والجنّة الجنون.
{إن هو إلّا نذير لكم بين يدي عذاب شديد}:أي : ينذركم أنكم إن عصيتم , لقيتم عذابا شديدا.). [معاني القرآن: 4/256-257]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى}
قال قتادة : (أي: واحدة أعظكم بها أن تقوموا لله, وهذا وعظهم) .
والمعنى على قول قتادة : إنما أعظكم بخصلة واحدة, ثم بينها فقال:{ أن تقوموا لله مثنى وفرادى }.
وقال مجاهد : {بواحدة}: (بطاعة الله جل وعز , وقيل : بتوحيده) .
والمعنى على هذا : لأن تقوموا لله مثنى وفرادى , ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة .
أي : يقوم أحدكم وحده , ويشاور غيره , فيقول : هل علمت أن هذا الرجل كذب قط , أو سحر , كهن , أو شعر,ثم تتفكروا بعد ذلك, فإنه يعلم أن ما جاء به من عند الله جل وعز .
ويقال:إن من تحير في أمر,ثم شاور فيه ثم فكر بعد ذلك تبين له الحق,واعتبر.). [معاني القرآن: 5/423]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 10:52 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) }

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) }
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (وفرادى: أفراد). [الأمالي: 2/241] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا}. ذكر في هذه الآية أقوال وأنواع كلامهم عند ما يقرأ عليهم القرآن، ويسمعون حكمه وبراهينه البينة، فقائل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يقدح في الأوثان ودين الآباء، وقائل طعن عليه بأن هذا القرآن مفترى، أي: مصنوع من قبل محمد ويدعي أنه من عند الله، وقائل طعن عليه بأن ما عنده من الرقة واستجلاب النفوس واستمالة الأسماع إنما هو سحر به يجلب ويستدعي، تعالى الله عن أقوالهم، وتقدست شريعته عن طعنهم). [المحرر الوجيز: 7/ 192-193]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير * وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير * قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد}
معنى هذه الآية أنهم يقولون بآرائهم في كتاب الله تبارك وتعالى، فيقول بعضهم: سحر، وبعضهم: افتراء، وهو منهم تجرؤ لا يستندون فيه إلى إثارة علم، ولا إلى خبر من يقبل خبره، فإنا ما آتيناهم كتبا يدرسونها، ولا أرسلنا إليهم نذيرا فيمكنهم أن يدعوا أن أقوالهم تستند إلى أمره.
وقرأ جمهور الناس: "يدرسونها" بسكون الدال، وقرأ أبو حيوة: "يدرسونها" بفتح الدال وشدها وكسر الراء، والمعنى: وما أرسلنا من نذير يشافههم بشيء، ولا يباشر أهل عصرهم ولا من قرب من آبائهم، وإلا فقد كانت النذارة في العالم وفي العرب مع شعيب وصالح وهود، ودعوة الله وتوحيده أمر قديم، لم تخل الأرض من داع إليه، فإنما المعنى: من نذير يختص بهؤلاء الذين بعثناك إليهم، وقد كان عند العرب كثير من نذارة إسماعيل عليه السلام، والله تعالى يقول: {إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا}، ولكن لم يتجرد للنذارة ولا قاتل عليها إلا محمد صلوات الله وسلامه عليه). [المحرر الوجيز: 7/ 193]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم مثل لهم بالأمم المكذبة قبلهم، وقوله: {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} يحتمل ثلاثة معان: أحدها أن يعود الضمير في "بلغوا" على قريش، وفي "آتيناهم" على الأمم الذين من قبلهم، والمعنى: من القوة والنعم والظهور في الدنيا، قاله ابن عباس، وقتادة، وابن زيد رضي الله عنهم، والثاني بالعكس، والمعنى: من الآيات والبينات والنور الذي جئتهم به، والثالث أن يعود الضمير على الأمم المتقدمة، والمعنى: من شكر النعمة وجزاء المنة. و"المعشار": العشر، ولم يأت هذا البناء إلا في العشرة والأربعة، فقالوا: مرباع ومعشار، وقال قوم: المعشار: عشر العشر، وهذا ليس بشيء.
و"النكير" مصدر كالإنكار في المعنى، وكالعرين في الوزن، وسقطت الياء منه تخفيفا لأنها آخر آية، و"كيف" تعظيم للأمر، وليست استفهاما مجردا، وفي هذا تهديد لقريش، أي: أنهم معرضون لنكير مثله). [المحرر الوجيز: 7/ 193-194]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى عبادة الله، والنظر في حقيقة نبوته هو، ويعظهم بأمر يقرب للأفهام، فقوله: "بواحدة" معناه: بقضية واحدة إيجازا لكم وتقريبا عليكم، وقوله: "أن" مفسرة، ويجوز أن تكون بدلا من "واحدة". وقوله: {تقوموا لله مثنى وفرادى} يحتمل أن يريد بالطاعة والإخلاص والعبادة، فتكون الواحدة التي وعظ بها هذه، ثم عطف عليها أن يتفكروا في أمره هو، هل به جنة أو هو بريء من ذلك؟ والوقف عند أبي حاتم "تتفكروا"، فيجيء "ما بصاحبكم" نفيا مستأنفا، وهو عند سيبويه جواب ما تنزل منزلة القسم; لأن "تفكر" من الأفعال التي تعطي التحقيق كتبين، وتكون الفكرة - على هذا - في آيات الله والإيمان به، ويحتمل أن يريد بقيامهم أن يكون لوجه الله في معنى التفكر في محمد عليه الصلاة والسلام، فتكون الواحدة التي وعظ بها "أن يقوموا"، لمعنى: أن تقوموا للفكرة في أمر حاجتهم، وكأن المعنى أن يفكر الواحد بينه وبين نفسه، ويتناظم الاثنان على جهة طلب التحقيق، هل بمحمد صلى الله عليه وسلم جنة أم لا؟ وعلى هذا لا يوقف على الفكرة. وقدم المثنى لأن الحقائق من متعاضدين في النظر أجدى من فكرة واحدة، فإذا انقدح الحق بين الاثنين فكر كل واحد منهما بعد ذلك فيزيد بصيرة، وقد قال الشاعر:
إذا اجتمعوا جاءوا بكل غريبة ... فيزداد بعض القوم من بعضهم علما
وقرأ يعقوب: "ثم تفكروا" بتاء واحدة، وقال مجاهد (بواحدة) معناه: بلا إله إلا الله، وقيل غير هذا مما لا تعطيه الآية.
وقوله: "بين يدي" مرتب على أن محمدا صلى الله عليه وسلم جاء في الزمن من قبل العذاب الشديد الذي توعدوا به).[المحرر الوجيز: 7/ 194]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قالوا ما هذا إلا رجلٌ يريد أن يصدّكم عمّا كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفكٌ مفترًى وقال الّذين كفروا للحقّ لـمّا جاءهم إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ (43) وما آتيناهم من كتبٍ يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذيرٍ (44) وكذّب الّذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير (45)}.
يخبر تعالى عن الكفّار أنّهم يستحقّون منه العقوبة والأليم من العذاب؛ لأنهم كانوا إذا تتلى عليهم آياته بيّناتٍ يسمعونها غضّةً طريّةً من لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، {قالوا ما هذا إلا رجلٌ يريد أن يصدّكم عمّا كان يعبد آباؤكم}، يعنون أنّ دين آبائهم هو الحقّ، وأنّ ما جاءهم به الرّسول عندهم باطلٌ -عليهم وعلى آبائهم لعائن اللّه- {وقالوا ما هذا إلا إفكٌ مفترًى} يعنون: القرآن، {وقال الّذين كفروا للحقّ لـمّا جاءهم إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ}). [تفسير ابن كثير: 6/ 524-525]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وما آتيناهم من كتبٍ يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذيرٍ} أي: ما أنزل اللّه على العرب من كتابٍ قبل القرآن، وما أرسل إليهم نبيًّا قبل محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد كانوا يودّون ذلك ويقولون: لو جاءنا نذيرٌ أو أنزل علينا كتابٌ، لكنّا أهدى من غيرنا، فلمّا منّ اللّه عليهم بذلك كذّبوه وعاندوه وجحدوه). [تفسير ابن كثير: 6/ 525]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وكذّب الّذين من قبلهم} أي: من الأمم، {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} قال ابن عبّاسٍ: أي من القوّة في الدّنيا. وكذلك قال قتادة، والسّدّيّ، وابن زيدٍ. كما قال تعالى: {ولقد مكّنّاهم فيما إن مكّنّاكم فيه وجعلنا لهم سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيءٍ إذ كانوا يجحدون بآيات اللّه وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [الأحقاف: 26]، {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشدّ قوّةً} [غافرٍ: 82]، أي: وما دفع ذلك عنهم عذاب اللّه ولا ردّه، بل دمّر اللّه عليهم لـمّا كذّبوا رسله؛ ولهذا قال: {فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير} أي: فكيف كان نكالي وعقابي وانتصاري لرسلي؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 525]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إنّما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّةٍ إن هو إلا نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ (46)}.
يقول تعالى: قل يا محمّد لهؤلاء الكافرين الزّاعمين أنّك مجنونٌ: {إنّما أعظكم بواحدةٍ} أي: إنّما آمركم بواحدةٍ، وهي: {أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّةٍ} أي: تقوموا قيامًا خالصًا للّه، من غير هوًى ولا عصبيّةٍ، فيسأل بعضكم بعضًا: هل بمحمّدٍ من جنونٍ؟ فينصح بعضكم بعضًا، {ثمّ تتفكّروا} أي: ينظر الرّجل لنفسه في أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ويسأل غيره من النّاس عن شأنه إن أشكل عليه، ويتفكّر في ذلك؛ ولهذا قال: {أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّةٍ}.
هذا معنى ما ذكره مجاهدٌ، ومحمّد بن كعبٍ، والسّدّيّ، وقتادة، وغيرهم، وهذا هو المراد من الآية.
فأمّا الحديث الّذي رواه ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا صدقة بن خالدٍ، حدّثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: "أعطيت ثلاثًا لم يعطهنّ من قبلي ولا فخرٌ: أحلّت لي الغنائم، ولم تحلّ لمن قبلي، كانوا قبلي يجمعون غنائمهم فيحرقونها. وبعثت إلى كلّ أحمر وأسود، وكان كلّ نبيٍّ يبعث إلى قومه، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، أتيمّم بالصّعيد، وأصلّي حيث أدركتني الصّلاة، قال اللّه: {أن تقوموا للّه مثنى وفرادى} وأعنت بالرّعب مسيرة شهرٍ بين يديّ" -فهو حديثٌ ضعيف الإسناد، وتفسير الآية بالقيام في الصّلاة في جماعةٍ وفرادى بعيدٌ، ولعلّه مقحمٌ في الحديث من بعض الرّواة، فإنّ أصله ثابتٌ في الصّحاح وغيرها واللّه أعلم.
وقوله: {إن هو إلا نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ}: قال البخاريّ عندها:
حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ قال: صعد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الصّفا ذات يومٍ، فقال: "يا صباحاه". فاجتمعت إليه قريشٌ، فقالوا: ما لك؟ فقال: "أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ يصبّحكم أو يمسّيكم، أما كنتم تصدّقوني؟ " قالوا: بلى. قال: "فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٌ شديدٍ". فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك! ألهذا جمعتنا؟ فأنزل اللّه: {تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ} [المسد].
وقد تقدّم عند قوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشّعراء: 214].
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا بشير بن المهاجر، حدّثني عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال: خرج إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومًا فنادى ثلاث مرّاتٍ فقال: "أيّها النّاس، أتدرون ما مثلي ومثلكم؟ " قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: "إنّما مثلي ومثلكم مثل قومٍ خافوا عدوًّا يأتيهم، فبعثوا رجلًا يتراءى لهم، فبينما هو كذلك أبصر العدوّ، فأقبل لينذرهم وخشي أن يدركه العدوّ قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه: أيّها النّاس، أوتيتم. أيّها النّاس، أوتيتم -ثلاث مرّاتٍ".
وبهذا الإسناد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بعثت أنا والسّاعة جميعًا، إن كادت لتسبقني". تفرّد به الإمام أحمد في مسنده). [تفسير ابن كثير: 6/ 525-526]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة