العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > المعجم النحوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة التأنيث والتذكير

دراسة التأنيث والتذكير
في سيبويه [7:1]: «واعلم أن المذكر أخف عليهم في المؤنث، لأن المذكر أول، وهو أشد تمكنًا، وإنما يخرج التأنيث من التذكير، ألا ترى أن الشيء يقع على كل ما أخبر عنه من قبل أن يعلم أذكر هو أو أنثى؟ والشيء مذكر فالتنوين علامة للأمكن عندهم، والأخف عليهم».
وفي سيبويه [
22:2]: «وإنما كان المؤنث بهذه المنزلة، ولم يكن كالمذكر، لأن الأشياء كلها أصلها التذكير، ثم يختص بعد، فكل مؤنث شيء، والشيء يذكر، فالتذكير أول، وهو أشد تمكنًا، كما أن النكرة هي أشد تمكنًا من المعرفة».


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي معاني التاء

معاني التاء
1- الأصل في "التاء" أن يؤتي بها للفرق بين المذكر والمؤنث في الصفات.
1- {قالت نملة} [18:27]
يجوز أن تكون نملة مذكرًا، و"التاء" للوحدة، فيكون "تاء" (قالت) "لتاء" الوحدة في (نملة) لا لكونها مؤنثًا حقيقيًا. الرضي [
152:2]
2- {ويل لكل همزة لمزة} [1:104]
"التاء" التي تدخل لتوكيد الصفة قد تدخل كثيرًا على (فعل) مفتوح "العين" بمعنى الفاعل، وعلى (فعل) ساكنها بمعنى المفعول نحو: سببه وسبة، ولعنة ولعنة، وهي هذين الوزنين لازمة. الرضي [
152:2]
تدخل "التاء" لتأكيد تأنيث الجمع، وذلك إما واجب الدخول، وهو في "بتاءين":
1- أفعله كأغربه.
2- وفعله كغلمة.
وقد تلزم كما في حجارة وذكارة، وفعولة كصقورة، وبعولة وخبوطة وخؤولة وعمومة. الرضي [
153:2]
"التاء" في (وبعولتهن) لتأنيث الجمع، ولا يقاس، فلا يقال في كعوب كعوبة
البحر [
175:2]
دخولها لتأكيد معنى التأنيث كما في ناقة ونعجة.
دخولها أمارة للنقل من الوصفية إلى الاسمية كالنطيحة والذبيحة.
الرضي [
153:2]
أن يدل إلحاق "التاء" على الجمع، كقولهم: رجل جمال ورجال جمالة، وبغال وبغالة وحمار وحمارة وسيار وسيارة. أمالي الشجري [
289:2]
ضرب من الجمع جاء على مثال مفاعل دخلته "التاء" تغليبًا لمعنى الجماعة، ولم تلزمه نحو: صيرف وصيارفة ومنه الملائكة والملائك، والملائكة أكثر.
أمالي الشجري [
292:2]
وقال الرضي [
153:2]: لتأكيد تأنيث الجمع ما لحقته "التاء" عوضًا من محذوف، نحو: عدة، أقام إقامة، واستعان استعانة، وعدى تعدية.
{وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} [75:27]
قال الزمخشري: سمي الشيء بغيب ويخفي غائبة وخافية، فكانت "التاء" فيهما بمنزلها في العاقبة والعاقبة، ونظيرهما النطيحة والذبيحة والرمية في أنها أسماء غير صفات. ويجوز أن يكون صفتين، وتاؤها للمبالغة كالراوية في قولهم:
ويل للشاعر من رواية السوء. الكشاف [
282:3]، البحر [95:7]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي فعليل

فعليل
في سيبويه [209:2] «وقد أجري شيء من (فعيل) مستويًا في المذكر والمؤنث، شبه بمفعول وذلك قولك: جديد وسديس، وكتيبة خصيف، وريح خريق».
وفي سيبويه [
312:2]: «وأما (فعيل) إذا كان في معنى مفعول فهو في المؤنث والمذكر سواء، وهو بمنزلة (فعول) ولا نجمعه "بالواو" و"النون"؛ كما لا تجمع (فعول) لأن قصته كقصته، وإذا كسرته فعلى (فعلى) وذلك قتيل وقتلى، وجريح وجرحى، وعقير وعقرى، ولديغ ولدغى».
وفي التسهيل:[
254]: «أو (فعيل) بمعنى مفعول، إلا أن يحذف موصوف (فعيل) قلتحقه، لشبه بفعيل بمعنى فاعل، وقد يحمل أحدهما على الآخر في اللحاق وعدمه، وصوغ (فعيل) بمعنى مفعول مع كثرته غير مقيس».
وقال الرضي [
155:2]: «ومما يستوي فيه المذكر والمؤنث، ولا تلحقه "التاء" (فعيل) بمعنى مفعول، إلا أن يحذف موصوفه، نحو: هذه قتيلة فلان وجريمته، لشبهه لفظًا بفعيل بمعنى فاعل، قد يحمل عليه، فيلحقه "التاء"، كما يحمل فعيل بمعنى فاعل عليه، فيحذف منه "التاء"، نحو ملحفة جديدة من جد يجد جده عند البصريين، وقال الكوفيون: هو بمعنى مجدود من جده، أي قطعه، وبناء (فعيل) بمعنى مفعول مع كثرته غير مفيس». ابن يعيش [102:5]
وفي المذكر والمؤنث للفراء: [
60]: «رجل كريم، وامرأة كريمة، فيمر القياس بهذا لا ينكسر، حتى ينتهي إلى امرأة قتيل، وكف خضيب وعتر رمى، طرحوا "الهاء" من هذا لأنه مصروف عن جهته، وكان ينبغي أن يقول: كف مخضوبة، وامرأة مقتول، فصرف إلى (فعيل) وطرحت "الهاء" منه، ليكون فرقًا بين ما هو مفعول به وبين ماله الفعل ألا ترى أن قولك: كف خضيب معناها: خضبت، وامرأة كريمة معناها: كرمت. وإنما حذفت "الهاء" أيضًا إذا كان وصفًا قد ذكرت قبله أنثاه، فإذا أفردت فقلت: مررت بقتيل، ولا تذكرن قبلها اسمًا مؤنثًا (هذه) ولا غيرها، إنما يقولونها إذا أفردوا، كما قال الله عز وجل: (والنطيحة)، وكذلك الذبيحة، وفريسة الأسد، وأكيلة السبع، وقولهم: كما يمرق السهم من الرمية، جعلوها "بالهاء" لما صيرت اسمًا مفردًا».
1- {والنصيحة وما أكل السبع} [3:5]
{النطيحة}: هي التي ينطحها غيرها، فتموت بالنطح، وهي فعيلة بمعنى مفعول، صفة جرت مجرى الأسماء، فوليت العوامل، فلذلك ثبتت فيها "الهاء".
البحر [
410:3]
2- {كل نفس بما كسبت رهينة} [38:74]
في الكشاف [
654:4]: «(رهينة) ليست بتأنيث رهين في قوله: (كل امرئ بما كسب رهين) لتأنيث النفس لأنه لو قصدت الصفة لقيل: رهين، لأن فعيلاً بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث، وإنما هي اسم بمعنى الرهن، كالشتيمة بمعنى الشتم، كأنه قيل: كل نفس بما كسبت رهن، ومنه بيت الحماسة:
أبعد الذي بالعنف نعف كويكب ..... رهينة رمس ذي تراب وجندل
كأنه قال: «رهن رمس».
وفي البحر [
379:8]: «رهينة بمعنى رهن: وقيل: "الهاء" في (رهينة) للمبالغة، وقيل: على تأنيث اللفظ، لا على الإنسان، والذي اختاره أنها مما دخلت فيه "التاء"، وإن كان بمعنى مفعول في الأصل، لا على الإنسان، والذي اختاره أنها مما دخلت فيه "التاء"، وإن كان بمعنى مفعول في الأصل، كالنطحية، ويدل على ذلك أنه لما كان خبرًا عن المذكر أنى بغير "التاء"، وحيث كان خبرًا عن المؤنث أتى "بالتاء"، كهذه الآية».
3- {قال من يحيي العظام وهي رميم} [78:36]
في الكشاف [
31:4] «الرميم: اسم لما يلي من العظام غير صفة كالرمة والرفات، فلا يقال: لم لم يؤنث وقد وقع خبرًا لمؤنث، ولا هو فعيل بمعنى فاعل أو مفعول».
البحر [
348:7]
4- {ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً} [45:25]
دليل: فعيل بمعنى فاعل، وقيل: بمعنى المفعول، أي دللنا الشمس على الظل، حتى ذهبت به؛ أي اتبعناها إياه، فالشمس دليل، أي حجة وبرهان ولم يؤنث، وهو صفة للشمس، لأنه في معنى الاسم، كما يقال: الشمس برهان، والشمس حق. الجمل [
362:3]
5- {وما قوم لوط منكم ببعيد}. [89:11]
وفي البحر [
255:5]: «أجري (بعيدًا) على قوم إما باعتبار الزمان أو المكان، أي بزمان بعيد، أو بمكان بعيد، أو باعتبار موصوف غيرهما، أي بشيء بعيد، أو باعتبار مضاف إلى قوم، أي وما إهلاك قوم لوط.
ويجوز أن يسوي وبعيد وكثير وقليل بين المفرد والجمع، وبين المذكر والمؤنث، كما قالوا: هو صديق وهم صديق، وهي صديق، وهن صديق».
وفي الكشاف [
22:2]: «فإن قلت: ما لبعيد لم يرد على ما يقتضيه قوم من حمله على لفظه أو معناه!
قلت: إما أن يراد: وما إهلاكهم ببعيد، أو ما هم بشيء بعيد، أو بزمان أو بمكان بعيد.
ويجوز أن يسوي في قريب وبعيد وقليل وكثير بين المذكر والمؤنث لو ردوها على زنة المصادر التي هي الصهيل والنهيق ونحوهما».
6- {وما يدريك لعل الساعة قريب} [17:42]
وفي البحر [
513:7]: «ذكرها على معنى البعث، أو على حذف مضاف، أي لعل مجيء الساعة».
الكشاف [
217:4]
وفي المشكل [
277:2]: «إنما ذكر (قريب) لأن التقدير: لعل وقت الساعة قريب، أو قيام الساعة، ونحوه.
وقيل: ذكر على النسب، أي ذات قرب.
وقيل: ذكر بينه وبين قرابة النسب.
وقيل: ذكر، لأن التأنيث غير حقيقي.
وقيل: ذكر لأنه حمل على المعنى، لأن الساعة بمعنى البعث والحشر، فذكر التذكير البعث والحشر».
7- {بل الإنسان على نفسه بصيرة} [14:75]
{بصيرة}: "الهاء" للمبالغة، وقال الأخفش: هو كقولك: فلان عبرة وحجة، وقيل: أنت لأنه أراد جوارحه.
8- {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا} [8:17]
{حصيرًا}: أي حاصرًا
وقيل: التذكير على معنى الجنس.
وقيل: لأن تأنيث جهنم غير حقيقي. العكبري [
47:2]
على معنى النسب، أي ذات حصر، كقوله: (السماء منفطر به). البحر [
11:6]
9- {إن رحمة الله قريب من المحسنين} [55:7]
في مجاز القرآن [
216:1]: «هذا موضع يكون في المؤنثة والثنتين والجمع منها بلفظ واحد، ولا يدخلون فيها "الهاء"؛ لأنه ليس بصفة، ولكنه ظرف لهن وموضوع، والعرب تفعل ذلك في قريب وبعيد قال:
قال تمس ابنة السهمي منا .... بعيدًا لا نكلمها كلامًا
وقال الشنفري:
تؤرقني وقد أمست بعيدًا ..... وأصحابي بعيهم أو تبالة
فإذا جعلوها صفة في معنى مقتربة قالوا: هي ثريبة وهما قريبتان، وهن قريبات».
10- {فجعلناها حصيدًا} [24:10]
في مجاز القرآن [
227:1]: «أي مستأصلين. والحصيد من الزرع والنبات: المجذوذ من أصله، وهو يقع أيضًا لفظه على معنى الجميع، وقد يقال: حصائد الزرع: اللواتي تحصد».
11- {فما لبث أن جاء بعجل حنيذ}. [73:11]
في مجازي القرآن [
292:1]: «في موضع محنوذ، وهو المشوى، يقال: حنذت فرسي: أي سخنته وعرفته».
12- {إنه حميد مجيد} [73:11]
في مجاز القرآن [
293:1]: «أي محمود ماجد».
13- {من كل شيطان رجيم}
في مجاز القرآن [
348:1]: «أي مرجوم بالنجوم، خرج مخرج قتيل في موضع مقتول».
14- {وهو كظيم} [58:16]
أي يكظم شدة حزنه ووجده، ولا يظهره، وهو في موضع كاظم، خرج مخرج عليم وعالم.
في مجاز القرآن [
361:1]:
15- {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}. [29:51]
في المذكر والمؤنث لابن الأنباري: [
237]: «وامرأة عقيم».
قال الله عز وجل: (فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) سمعت أبا العباس يقول: المعنى: وقالت أنا عجوز عقيم».
وقال السهيلي في (الروض الأنف: [
185]: «والرئى فعيل بمعنى مفعول، ولا يكون إلا من الجن. ولا يكون فعيل بمعنى مفعول في غير الجن إلا أن يؤثر فيه الفعل، نحو: جريح وقتيل وذبيح وطحين، ولا يقال من الشكر: شكير، ولا ذكرته فهو ذكير، ولا فيمن لطم: لطيم، إلا أن تغير منه اللطمة، كما قالوا: لطيم الشيطان..
وقالوا من الحمد: حميد، ذهبوا به مذهب كريم..
انظر باب فعيل في المذكر والمؤنث لابن الأنباري: [
233-241]، والمخصص [154:16-160]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي مفعول

مفعول
وفي المقتضب [165:3]: «وكذلك امرأة قتول، ورجل قتول».
وفي التسهيل: [
254]: «أو (فعول) بمعنى فاعل».
وفي الرضي [
155:2]: «وكذلك (فعول) بمعنى فاعل، وقد قالوا: عدوة الله.
وأما (فعول) بمعنى مفعول فيستو فيه أيضًا المذكر والمؤنث كالركوب والقتوب والجزور، لكن كثيرًا ما يلحقها "التاء" علامة النقل إلى الاسمية، لا للتأنيث، فيكون بعد لحاق "التاء" صالحًا للمذكر والمؤنث».
وفي المذكر والمؤنث للفراء [
61-64]: «ثم يأتي نوع آخر منقولهم: صبور وشكور، فيمر في هذا أنثاه كذكره بغير "الهاء"، وإنما ألقيت من أنثاه "الهاء"، لأنه عدل صابر إلى صبور، فإن قلت: قد صبر فذلك للصابر.
ولو أدخلت فيها "الهاء" عند الإفراد كان وجهًا.
وقد قالت العرب: امرأة عدوة الله، وترك بعضهم "الهاء". فالذين أدخلوا "الهاء" وجهوها إلى الأسماء، والذين طرحوا "الهاء" ذهبوا بها إلى النعت، ومضوا على القياس حتى ينتهي إلى قوله: (حلوبة) و(أكولة الراعي) فإن هذه "بالهاء" لا يكادون يطرحون، لأنها مصروفة عن جهتها؛ ألا ترى أن قولهم: ما عندي حلوبة ولا جزوزة تجد معناها: ما عندي شاة تحلب ولا تجز، وأن قولهم: صبور وشكور معناه: هو الذي يصبر ويشكر، فكرهوا أن يدخلوا "الهاء" فيما له الفعل، وفيما ليس له الفعل، فقرقوا "بالهاء" بينهما..
وفى قراءتنا: (فمنها ركوبهم). والركوب هاهنا مبهم، أي فمنها ما يركبون، فجرى على التذكير، إذا لم يقصد به قصد تأنيث».
وفى المحتسب [
216:2-217]«ومن ذلك قراءة الحسن والأعمش (ركوبهم) برفع "الراء"، وقرأ (ركوبتهم) عائشة وأبى بن كعب».
قال أبو الفتح: أما الركوب بضم "الراء" فمصدر، والكلام محمول على حذف المضاف مقدمًا أو مؤخرًا.. وأما ركوبتهم فهي المركوبة كالقتوبة والجزوزة والحلوبة، أي ما يقتب ويجز ويحلب».
1- {فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} [72:36]
في معاني القرآن للفراء [
381:2]: «اجتمع الفراء على فتح "الراء"، لأن المعنى: فمنها ما يركبون، ويقوى ذلك أن عائشة قرأت (فمنها ركوبتهم) لو قرأ قارئ: (فمنها ركوبهم) كما تقول: منها أكلهم وشربهم وركوبهم كان وجهًا».
وفي المشكل [
231:2-232]: «(ركوبهم) إنما أتى بغير "تاء" على جهة النسب عند البصريين، والركوب: ما يركب بالفتح، والركوب، بضم "الراء": اسم للفعل.
وقرأت عائشة رضي الله عنها: (ركوبتهم) "بالتاء"، وهو الأصل عند الكوفيين ليفرق بين ما هو فاعل وبين ما هو مفعول، فيقولون: امرأة صبور وشكور، فهذا فاعل ويقولون: ناقة حلوبة وركوبة، فيثبتون الهاء لأنها مفعولة».
وفي البحر [
348:7]: «وقرأ الجمهور (ركوبهم) وهو فعول بمعنى مفعول كالحصور والحلوب والقذوع وهو مما لا ينقاس.
وقرأ أبي وعائشة (ركوبتهم) "بالتاء"، وهي فعولة بمعنى مفعولة.
وقال الزمخشري: وقيل الركوبة جمع.
ويعني اسم جمع؛ لأن (فعولة) بفتح "الفاء" ليس بجمع تكسير..
فينبغي أن يعتقد فيها اسم مفرد، لا جمع تكسير ولا اسم جمع، أي مركوبتهم كالحلوبة بمعنى الحلوبة.
وقرأ الحسن وأبو البرهشيم والأعمش (ركوبهم) بضم "الراء"، وبغير "تاء"، هو مصدر حذف مضافه». الكشاف [
28:4]
2- {ولم أك بغيًا} [20:19]
في الكشاف [
10:3]: « (بغيًا) فعول عند المبرد، بغوي فأدغمت "الواو" في "الياء".
وقال ابن جني في كتاب: (إلتمام): هي فعيل، ولو كانت (مفعولاً) لقيل: بغو؛ كما قيل: فلان نهو عن المنكر».
وفي البحر [
181:6]: «وزنه (فعول عند المبرد، اجتمعت "واو" و"ياء" وسبقت إحداهما بالسكون فقبلت "الواو" "ياء"، وأدغمت "الياء" في "الياء"، وكسر ما قبلها لأجل "الياء"، كما كسر في عصي ودلي.
قيل: ولو كان (فعيلا) لحقتها "هاء" التأنيث، فيقال: بغية.
وقال ابن جني في كتاب (التمام): هي فعيل لو كانت (فعولاً) لقيل بغو؛ كما قيل: فلان نهو عن المنكر.
وقيل: ولما كان هذا اللفظ خاصًا بالمؤنث لم يحتج إلى علامة تأنيث، فصار كحائض وطالق، وإنما يقال الرجل: باغ وقيل: بغى فعيل بمعنى مفعول كعين كحيل، أي مبغية يطلب أمثالها».
كتاب (التمام) في أشعار هذيل لابن جني طبع بالعراق وليس فيه حديث عن كلمة (بغى) وكيف يقيس ابن جني على (نهو) مع شذوذها، والقياس نهى؟
وفي المخصص [
33:4]: «أبو عبيد: البغي: الفاجرة..
والبغي: الأمة على: يصلح أن يكون فعيلاً كخريج، وفعولاً كهلوك بغو ثم قلبت الضمة كسرة لتسلم "الياء"، وكلامه في (بغو) غير مستقيم لأن الأصل بغوى، قلبت "الواو" "ياء" وأدغمت في "الياء"، ثم قلبت الضمة كسرة.
3- {توبوا إلى الله توبة نصوحا} [8:66]
وامرأة نصوح أمالي ابن الشجري [
48:2].
وانظر الحديث عن (فعول) في المخصص [
138:16-151]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 04:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي مِفعَل مِفعَال مِفعِيل

مِفعَل مِفعَال مِفعِيل
في سيبويه [92:2]: «وقال: مفعل ومفعيل قل ما جاءت "الهاء" فيه.
ومفعل قد جاءت "الهاء" فيه كثيرًا، نحو: مطعن ومدعس، ويقال مصك ومصكة».
وفي سيبويه [
209:2-210]: «وأما ما كان (مفعالاً) فإنه يكسر على مثال (مفاعيل) كالأسماء وذلك أن شبه مفعول، حيث كان المذكر والمؤنث فيه سواء، وفعل ذلك به، كما كسر (فعول) على (فعل) فوافق الأسماء، وذلك أن شبه مفعول، حيث كان المذكر والمؤنث فيه سواء، وفعل ذلك به، كما كسر (فعول) وذلك قولك: مكثار ومكاثير، ومهذار ومهاذير، ومقلات ومقاليت.
وما كان (مفعلاً) فهو بمنزلته، لأنه للمذكر والمؤنث سواء.
وأما (مفعل) فنحو مدعس ومقول، تقول: مداعس ومقال، وكذلك المرأة.
وأما (المفعيل) فنحو محضير ومحاضير، ومئشير ومآشير، وقالوا: مسكينة شهبت بفقيرة حيث لم تكن في معنى الإكثار، فصار بمنزلة فقير وفقيرة، فإن شئت قلت: مسكينون، كما تقول: فقيرون، وقالوا مساكين، كما قالوا: مآشير، وقالوا أيضًا: امرأة مسكين».
وفي التسهيل: [
254]: «لا تلحق "التاء" غالباً صفة على مثال مفعال، أو مفعل، ويفعل، أو مفعيل».
وقال الرضي [
155:2]: «ومما لا يلحق "تاء" غالباً، مع كونه صفة، فيستوي فيه المذكر والمؤنث مفعال، ومفعل، ومفعيل، وفعال كمعطار ومحرب ومنطيق وحصان.
وقد حكى سيبويه: امرأة جبان وجبانة، وناقة دلاث».
وفي المذكر والمؤنث للفراء: [
67-68]: «ثم نقول في (مفعال) من هذا القول وغيره: امرأة محملق ومذكار ومئناث: تلد الإناث، وديمة مدرار، ولا يقال من هذا شيء "بالهاء"، وذلك أنه انعدل عن الصفات انعدالاً أشد من انعدال صبور وشكور، وما أشبههما من المصروف عن جهته، لأنه أشبه بالمصادر، إذ كان مكسورًا، ولزيادة هذه "الميم" فيه، ولأنه مبنى على غير فعل.
وقد قيل: رجل مجذامة ومطرابة ومعزابة، فجعلوا فيه "الهاء" في المذكر على وجهين:
أما أحدهما فعلى المدح والآخر ذم، فيوجهون المدح إلى الداهية، وتكون "الهاء" التي دخلت على المذكر يراد بها المدح والمبالغة في نوعه الذي وصف به..
وأما الذم فقولهم: إنه لجخابة هلباجة فقاقة، فيما لا أحصية، وكأنه يذهب إلى البهيمة».
وفي سيبويه [
91:2]: «وزعم الخليل أن فعولاً ومفعالاً ومفعلاً، نحو: قؤول ومقوال إنما يكون في تكثير الشيء وتشديده والمبالغة فيه، وأنه وقع في كلامهم على أنه مذكر، وزعم الخليل أنهم في هذه الأشياء كأنهم يقولون: قولي وضربي».
{يرسل السماء عليكم مدرارًا} [11:71]
وفي المشكل [
411:2]: «لم تثبتت "الهاء" في (مفعال) لأنه للمؤنث بغير "هاء" يكون إذا كان جاريًا على الفعل، نحو امرأة مذكار ومئناث ومطلاق».
وفي البحر [
339:8]: «مدرارًا: من الدر، وهو صفة يستوي فيها المذكر والمؤنث و(مفعال) لا تلحقه "التاء" إلا نادرًا، فيشرك فيه المذكر والمؤنث.
تقول: رجل مجذامة ومطرابة، وامرأة مجذامة ومطرابة.
1- {وأرسلنا السماء عليهم مدرارًا} [6:6]
2- {ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا} [52:11، 11:71]
في مجاز القرآن [
186:1]: «مجاز السماء هناء مجاز المطر، يقال مازلنا في سماء، أي في مطر، ومازلنا نطأ السماء، أي أثر المطر، وأنى أخذتكم هذه السماء
ومجاز (أرسلنا): أنزلنا وأمطرنا.
مدرارًا: أي غزيرة دائمة».
وقال ابن الأنباري: [
274]: «ويقال: ديمة مدرار: إذا كانت ديمة غزيرة.
قال جرير:
أمست زيارتنا عليك بعيدة ..... فسقي ديارك ديمة مدرار
وعقد ابن الأنباري بابًا لمفعال في كتابه المذكر والمؤنث: [272-276] بدأه بقوله:
أعلم أن (مفعالاً) يكون نعتًا للمؤنث بغير "هاء"، لأنه انعدل عن النعوت انعدالاً أشد من انعدال صبور وشكور وما أشبههما من المصروف عن جهته، لأنه شبه بالمصادر لزيادة هذه "الميم" فيه، ولأنه مبنى على غير فعل، ويجمع على (مفاعيل) ولا يجمع المذكر "بالواو" و"النون"، ولا المؤنث "بالألف" و"التاء"، إلا قليلاً..
وقد نقل هذا الفصل ابن سيده في المخصص [
135:16، 137].
وانظر الحديث عن (مفعل) و(مفعيل) في المخصص [
135:16، 137].


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 04:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي اسم الجنس الجمعي

اسم الجنس الجمعي
فيه لغتان: التذكير والتأنيث، وقد جاءت اللغتان في القرآن فمن التذكير قوله تعال:
1- {وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [164:2]
2- {فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ} [48:30]
3- {سحاب مركوم} [44:52]
4- {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ} [57:7]
5- {فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ} [9:35]
6- {يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} [43:24]
7- {جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا} [80:36]
8- {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [10:16]
9- {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [6:55]
10- {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [7:54]
11- {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [20:54]
ومن التأنيث قوله تعالى:
1- {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} [12:13]
2- {لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ. فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ}. [51:56-52]
3- {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}[7:69]
4- {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} [99:6]
5- {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [148:26]
6- {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [10:50]
7- {وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ} [11:55]
قال الزمخشري: الأغلب عليه التذكير. الأمالي [
83:1]
التأنيث لغة الحجاز، والتذكير لغة تميم ونجد.
البحر [
83:1]، [380:3]
وقال الرضي [
152:2]: «يذكره الحجازيون، ويؤنثه غيرهم».
وانظر المقتضب وحواشيه[
346:3-347]، والمؤنث والمذكر للفراء: [69-70]
وفي المذكر والمؤنث للفراء: [
101]: «أهل الحجاز يقولون: هي النخل، وهي اليسر والتمر، والشعير قال الفراء في كتاب (الجمع واللغات): كل جمع كان واحدته "بالهاء"، وجمعه بطرح "الهاء" فإن أهل الحجاز يؤنثونه، وربما ذكروا، والأغلب عليهم التأنيث، وأهل نجد يذكرون ذلك، وربما أنثوا، والأغلب عليهم التذكير».

قراءات
1- {إن البقر تشابه علينا} [70:2]
في البحر [
254:1]: «وقرأ الجمهور [تشابه] جعلوه فعلاً ماضيًا على وزن (تفاعل) مسند الضمير البقر على أن (البقر) مذكر.
وقرأ الحسن: (تشابه) بضم "الهاء" جعله مضارعًا محذوف "التاء"، وماضيه تشابه، وفيه ضمير يعود على البقر.
وروى أيضًا عن الحسن.
وقرأ محمد المعيطي المعروف بذي الشامة (تشبه علينا).
وقرأ مجاهد تشبه، جعله ماضيًا على تفعل.
وقرأ ابن (يشابه) "بالياء" وتشديد "الشين"، جعله مضارعًا من تفاعل، ولكنه أدغم "التاء" في "الشين"، وقرى (متشبه) اسم فاعل من تشبه.
وقرأ أبي (تشابهت).
وقرأ الأعمش (متشابه) ومتشابهة».
وانظر ابن خالويه: [
7]
2- {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [145:4]
في الإتحاف: [
145] «واختلف في (الدرك): فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإسكان "الراء"، وافقهم الأعمش.
والباقون بفتحها، وهما لغتان، وقيل بالفتح جمع دركة كبقرة وبقر، وبالسكون مصدر.
ولا خلاف في قوله تعالى: {لا يخاف دركًا} بطه أنه بفتح "الراء"، إلا ما روى عن سكونه لأبي حيوة». النشر [
253:2]
قرأ الحرميان والعربيان (في الدرك) بفتح "الراء". قال عاصم: لو كان بالفتح لقيل: السفلى. قال بعضهم: ذهب عاصم إلى أن الفتح إنما هو على أنه جمع دركة كبقرة وبقر.
ولا يلزم ما ذكر من التأنيث؛ لأن اسم الجنس المميز مفرده "بالهاء" يؤنث في لغة الحجاز، ويذكر في لغة تميم ونجد، وقد جاء القرآن بهما.
البحر [
380:3]
3- {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا} [37:10]
قطع: جمع قطعة نحو سدرة وسدر، فيجوز إذ ذاك أن يوصف بالمذكر، نحو (نخل منقعر) وبالمؤنث نحو (نخل خاوية). ويجوز على هذا أن يكون (مظلمًا) حالاً من (الليل). البحر [
150:5]
4- {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا} [80:36]
قرئ (الخضراء) وأهل الحجاز يؤنثون الجنس المميزة واحده "بالتاء"، وأهل نجد يذكرون ألفاظًا.
البحر [
348:7]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 04:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي اسم الجمع

اسم الجمع
قال الرضي [159:2-160]: «وأما اسم الجمع فبعضه واجب التأنيث كالإبل والخيل والغنم، فحاله كحال جمع التكسير في الظاهر والضمير. وبعضه يجوز تذكيره وتأنيثه كالركب... فهو كاسم الجنس، نحو: مضي الركب، ومضت الركب، والركب مضى، ومضت، ومضوا».
1- {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ} [3:105-4]
الجمهور "بالتاء" (ترميهم) والطير يذكر ويؤنث، والتذكير كقراءة أبي حنيفة وابن يعمر (يرميهم) "بالياء"، وقيل: الضمير يرجع إلى الله تعالى.
البحر [
512:8]
2- {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} [94:12]
قرأ ابن عباس: (ولما انفصل العير). البحر [
345:5]
{العير}: مؤنث: جمعها عيرات. البحر [
326:5]
حائض ونحوه من الأوصاف المختصة بالمؤنث
فيها ثلاثة مذاهب:
1- مذهب الكوفيين: "التاء" إنما يؤتى بها للفرق بين المذكر والمؤنث ولم يقع الاشتراك بين المذكر والمؤنث في هذه الأوصاف؛ فلا حاجة إلى المجيء بعلامة التأنيث.
2- مذهب سيبويه: هذه الأوصاف صفة لموصوف مذكر، أي شيء، والشيء مذكر، فكأنهم قالوا: هذا شيء حائض، ثم وصفوا به المؤنث؛ كما وصفوا المذكر بالمؤنث، فقالوا: رجل نكحة.
سيبويه [
91:2]
3- مذهب الخليل: هذه الصفات بمعنى النسب كدارع ونابل، ولم تجر على الفعل، فتقول: مرضع، إذا أردت ذات رضاع، ولم تجرها على أرضعت ولا ترضع، فإذا أراد ذلك قال مرضعة، وتقول: هي حائضة غدًا. سيبويه [
91:2]
وارتضى المبرد مذهب الخليل، فقال في لمقتضب [
163:3-164]:
«وكذلك كل مؤنث نعت بغير "هاء"، نحو: طامث، وحامض، ومتئم، وطالق. فما كان من هذا مبنيًا على فعل كقولك: ضربت فهي ضاربة وجلست فهي جالسة. قال الله – عز وجل: {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت} لأنه جاء مبنيًا على أرضعت. وما كان على غير فعل فعلى معنى النسب الذي ذكرت لك، وذلك أنك تريد: لها حيض، ومعها طلاق، وتأويله: هي ذات كذا».
وضعف الرضي مذهب سيبويه فقال [
154:2]: «واتفاقهم على أنه يلحقه "التاء" مع قصد الحدوث دليل على أن العلة شيء آخر غير هذا التأويل».
وضعف أبو بكر بن الأنباري مذهب سيبويه فقال في كتابه: (المذكر والمؤنث):
قال أبو بكر: «وهذا كله خطأ؛ لأنا لو قلنا: هند حائض، ونحن نريد: هند شخص حائض، ونحن نريد: هند شخص حائض، وشيء حائض للزمنا أن نقول: هند قائم، وجمل جالس، على معنى: هند شخص قائم، وجمل شيء جالس، وفي إجازة هذا خروج عن العربية.
قال الفراء: يلزم من قال: حائض وصف لشيء أن يقول: هذه امرأة جالس، ولا يقول: هذه، بل يقول: هذا، وقال الفراء: يلزمه أن يقول: الحائض بحيض، على معنى: الشخص يحيض، وقال: لم نجد لهذا القوم مذهبًا...
ومما يدل على صحة قول الفراء، وعلى فساد القولين الآخرين أنهم يقولون: امرأة قاعدة، "بالهاء" إذا أرادوا الجلوس، فيدخلون "الهاء" في هذا النعت؛ لأنه يشترك فيه الرجال والنساء، ويقولون: امرأة قاعد، للتي قعدت عن الحيض؛ فلا يدخلون "الهاء" في هذا النعت؛ لأنه لاحظ للرجال فيه».
وضعف المبرد مذهب الكوفيين فقال في المقتضب [
164:3]: «فأما قول بعض النحويين: إنما تنزع "الهاء" من كل مؤنث لا يكون له مذكر.. فليس بشيء؛ لأنك تقول: رجل عاقر، وامرأة عاقر، وناقة ضامر، وبكر ضامر».
1- هذا يبطل بقوله تعالى: {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت} فلو كانت علامة التأنيث إنما تدخل للفصل بين المذكر والمؤنث لكان ينبغي ألا تدخل هاهنا؛ لأن هذا وصف لا يكون في المذكر.
2- جاء حذف "التاء" مع وجود الاشتراك وعدم الاختصاص. قالوا: رجل عاشق وامرأة عاشق، ورجل عانس وامرأة عانس، ورجل عاقر، وامرأة عاقر ورأس ناصل من الخضاب ولحية ناصل، وجمل ضامر وناقة ضامر، وجمل بازل وناقة بازل.
3- لو كان الاختصاص سببًا لحذف التأنيث من اسم الفاعل لوجب أن يكون ذلك سببًا لحذفها من الفعل، فيقال: امرأة طلق، وحاض وطمث، فلما لم يجز حذفها من الفعل ذل على أنه تعليل فاسد.
ولا يلزم هذا من قال: إنسان حائض، لأن الحمل على المعنى اتساع يقتصر فيه على السماع، والتعليل بالاختصاص ليس باتساع، فلا يقصر فيه على السماع.
ولا يلزم أيضًا من حمله على النسب، لأن جعل (حائضًا) بمعنى ذات حيض والفعل لا يدل على نفس الشيء، فيقال: إن هندًا حاض، بمعنى: هند ذات حيض، وإنما شأن الفعل الدلالة على المصدر والزمان.
انظر الإنصاف المسألة: [
111]، والرضي [154:2]، المذكر والمؤنث للفراء [58-59]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة