العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة التوبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إنّما السّبيل على الّذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع اللّه على قلوبهم فهم لا يعلمون (93) يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبّأنا اللّه من أخباركم وسيرى اللّه عملكم ورسوله ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون (94)
قوله في هذه الآية إنّما ليس بحصر وإنما هي للمبالغة فيما يريد تقريره على نحو ذلك إنما الشجاع عنترة ويقضي بذلك انّا نجد السبيل في الشرع على غير هذه الفرقة موجودا، والسّبيل قد توصل ب على وإلى فتقول لا سبيل على فلان ولا سبيل إلى فلان غير أن وصولها ب على يقتضي أحيانا ضعف المتوصل إليه وقلة منعته، فلذلك حسنت في هذه الآية، وليس ذلك في إلى، ألا ترى أنك تقول فلان لا سبيل إلى الأمر ولا إلى طاعة الله ولا يحسن في شبه هذا على، والسّبيل في هذه الآية سبيل المعاقبة، وهذه الآية نزلت في المنافقين المتقدم ذكرهم عبد الله بن أبيّ والجد بن قيس ومعتب وغيرهم، وقد تقدم نظير تفسير الآية). [المحرر الوجيز: 4/ 385-386]

تفسير قوله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله: يعتذرون إليكم الآية، هذه المخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وشرك معه المسلمون في بعض لأن المنافقين كانوا يعتذرون أيضا إلى المؤمنين ولأن أنباء الله أيضا تحصل للمؤمنين وقوله: رجعتم يريد من غزوة تبوك، وقوله: لن نؤمن لكم معناه لن نصدقكم، ولكن لفظة نؤمن تتصل بلام أحيانا كما تقدم في قوله يؤمن للمؤمنين [التوبة: 61]، و «نبأ» في هذه الآية قيل هي بمعنى عرف لا تحتاج إلى أكثر من مفعولين، فالضمير مفعول أول، وقوله من أخباركم مفعول ثان على مذهب أبي الحسن في زيادة من في الواجب، فالتقدير قد نبأنا الله أخباركم، وهو على مذهب سيبويه نعت لمحذوف هو المفعول الثاني تقديره قد نبأنا الله جلية من أخباركم، وقيل «نبأ» بمعنى أعلم يحتاج إلى ثلاثة مفاعيل، فالضمير واحد ومن أخباركم ثان حسب ما تقدم من القولين، والثالث محذوف يدل الكلام عليه، تقديره قد نبأنا الله من أخباركم كذبا أو نحوه.
وحذف هذا المفعول مع الدلالة عليه جائز بخلاف الاقتصار، وذلك أن الاقتصار إنما يجوز إما على المفعول الأول ويسقط الاثنان إذ هما الابتداء والخبر، وإما على الاثنين الأخيرين ويسقط الأول، وإما أن يقتصر على المفعولين الأولين ويسقط الثالث دون دلالة عليه، فذلك لا يجوز، ويجوز حذفه مع الدلالة عليه والإشارة بقوله: قد نبّأنا اللّه إلى قوله ما زادوكم إلّا خبالًا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة [التوبة: 47] ونحو هذا، وقوله وسيرى اللّه توعد معناه وسيراه في حال وجوده ويقع الجزاء منه عليه إن خيرا فخير وإن شرا فشر، وقوله: ثمّ تردّون إلى عالم الغيب يريد البعث من القبور، والغيب والشهادة يعمان جميع الأشياء وقوله: فينبّئكم معناه التخويف ممن لا تخفى عليه خافية). [المحرر الوجيز: 4/ 386-387]

تفسير قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: سيحلفون باللّه لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنّهم رجسٌ ومأواهم جهنّم جزاءً بما كانوا يكسبون (95) يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإنّ اللّه لا يرضى عن القوم الفاسقين (96) الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً وأجدر ألاّ يعلموا حدود ما أنزل اللّه على رسوله واللّه عليمٌ حكيمٌ (97)
قيل إن هذه الآية من أول ما نزل في شأن المنافقين في غزوة تبوك وذلك أن بعض المنافقين اعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واستأذنوه في القعود قبل مسيره فأذن لهم فخرجوا من عنده وقال أحدهم والله ما هو إلا شحمة لأول آكل، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل فيهم القرآن، فانصرف رجل من القوم فقال للمنافقين في مجلس منهم: والله لقد نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فيكم قرآن، فقالوا له وما ذلك؟ فقال لا أحفظ إلا أني سمعت وصفكم فيه بالرجس، فقال لهم مخشي والله لوددت أن أجلد مائة جلدة ولا أكون معكم، فخرج حتى لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ما جاء بك؟ فقال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تسفعه الريح وأنا في الكنّ، فروي أنه ممن تاب وقوله: فأعرضوا عنهم أمرنا بانتهارهم وعقوبتهم بالإعراض والوصم بالنفاق.
وهذا مع إجمال لا مع تعيين مصرح من الله ولا من رسوله، بل كان لكل واحد منهم ميدان المغالطة مبسوطا، وقوله رجسٌ أي نتن وقذر، وناهيك بهذا الوصف محطة دنياوية، ثم عطف بمحطة الآخرة فقال ومأواهم جهنّم أي مسكنهم، ثم جعل ذلك جزاء بتكسبهم المعاصي والكفر مع أن ذلك مما قدره الله وقضاه لا رب غيره ولا معبود سواه، وأسند الطبري عن كعب بن مالك أنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك جلس للناس فجاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون، وكانوا بضعة وثمانين رجلا، فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى). [المحرر الوجيز: 4/ 387-388]

تفسير قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله يحلفون لكم لترضوا عنهم، هذه الآية والتي قبلها مخاطبة للمؤمنين مع الرسول، والمعنى يحلفون لكم مبطلين ومقصدهم أن ترضوا لا أنهم يفعلون ذلك لوجه الله ولا للبر، وقوله فإن ترضوا إلى آخر الآية، شرط يتضمن النهي عن الرضى عنهم، وحكم هذه الآية يستمر في كل مغموص عليه ببدعة ونحوها، فإن المؤمن ينبغي أن يبغضه ولا يرضى عنه لسبب من أسباب الدنيا). [المحرر الوجيز: 4/ 388]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ليس على الضّعفاء ولا على المرضى ولا على الّذين لا يجدون ما ينفقون حرجٌ إذا نصحوا للّه ورسوله ما على المحسنين من سبيلٍ واللّه غفورٌ رحيمٌ (91) ولا على الّذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولّوا وأعينهم تفيض من الدّمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون (92) إنّما السّبيل على الّذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع اللّه على قلوبهم فهم لا يعلمون (93)}
ثمّ بيّن تعالى الأعذار الّتي لا حرج على من قعد فيها عن القتال، فذكر منها ما هو لازمٌ للشّخص لا ينفكّ عنه، وهو الضّعف في التّركيب الّذي لا يستطيع معه الجلاد في الجهاد، ومنه العمى والعرج ونحوهما، ولهذا بدأ به. ما هو عارضٌ بسبب مرضٍ عنّ له في بدنه، شغله عن الخروج في سبيل اللّه، أو بسبب فقره لا يقدر على التّجهّز للحرب، فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم، ولم يرجفوا بالنّاس، ولم يثبّطوهم، وهم محسنون في حالهم هذا؛ ولهذا قال: {ما على المحسنين من سبيلٍ واللّه غفورٌ رحيمٌ}
وقال سفيان الثّوريّ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن أبي ثمامة، رضي اللّه عنه، قال: قال الحواريّون: يا روح اللّه، أخبرنا عن النّاصح للّه؟ قال: الّذي يؤثر حقّ اللّه على حقّ النّاس، وإذا حدث له أمران -أو: بدا له أمر الدّنيا وأمر الآخرة -بدأ بالّذي للآخرة ثمّ تفرّغ للّذي للدنيا.
وقال الأوزاعيّ: خرج النّاس إلى الاستسقاء، فقام فيهم بلال بن سعدٍ، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: يا معشر من حضر: ألستم مقرّين بالإساءة؟ قالوا: اللّهمّ نعم. فقال: اللّهمّ، إنّا نسمعك تقول: {ما على المحسنين من سبيلٍ} اللّهمّ، وقد أقررنا بالإساءة فاغفر لنا وارحمنا واسقنا. ورفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا.
وقال قتادة: نزلت هذه الآية في عائذ بن عمرٍو المزنيّ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن عبيد اللّه الرّازيّ، حدّثنا ابن جابرٍ، عن ابن فروة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن ثابتٍ قال: كنت أكتب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فكنت أكتب "براءة" فإنّي لواضع القلم على أذني إذ أمرنا بالقتال، فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ينظر ما ينزل عليه، إذا جاء أعمى فقال: كيف بي يا رسول اللّه وأنا أعمى؟ فأنزل اللّه {ليس على الضّعفاء ولا على المرضى} الآية
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: وذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أمر النّاس أن ينبعثوا غازين معه، فجاءته عصابةٌ من أصحابه، فيهم عبد اللّه بن مغفّل المزنيّ فقالوا: يا رسول اللّه، احملنا. فقال لهم: "واللّه لا أجد ما أحملكم عليه". فتولّوا ولهم بكاءٌ، وعزّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد، ولا يجدون نفقةً ولا محملًا. فلمّا رأى اللّه حرصهم على محبّته ومحبّة رسوله أنزل عذرهم في كتابه، فقال: {ليس على الضّعفاء ولا على المرضى ولا على الّذين لا يجدون ما ينفقون حرجٌ} إلى قوله تعالى: {فهم لا يعلمون}.
وقال مجاهدٌ في قوله: {ولا على الّذين إذا ما أتوك لتحملهم} نزلت في بني مقرّنٍ من مزينة.
وقال محمّد بن كعبٍ: كانوا سبعة نفرٍ، من بني عمرو بن عوفٍ: سالم بن عمير -ومن بني واقفٍ: هرمي بن عمرٍو -ومن بني مازن بن النّجّار: عبد الرّحمن بن كعبٍ، ويكنّى أبا ليلى -ومن بني المعلى: [سلمان بن صخرٍ -ومن بني حارثة: عبد الرّحمن بن يزيد، أبو عبلة، وهو الّذي تصدّق بعرضه فقبله اللّه منه] ومن بني سلمة: عمرو بن عنمة وعبد اللّه بن عمرٍو المزنيّ.
وقال محمّد بن إسحاق في سياق غزوة تبوك: ثمّ إنّ رجالًا من المسلمين أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهم البكّاءون، وهم سبعة نفرٍ من الأنصار وغيرهم، من بني عمرو بن عوفٍ: سالم بن عمير وعلبة بن زيدٍ أخو بني حارثة، وأبو ليلى عبد الرّحمن بن كعبٍ، أخو بني مازن بن النّجّار، وعمرو بن الحمام بن الجموح، أخو بني سلمة، وعبد اللّه بن المغفّل المزنيّ؛ وبعض النّاس يقول: بل هو عبد اللّه بن عمرٍو المزنيّ، وهرميّ بن عبد اللّه، أخو بني واقفٍ، وعرباض بن سارية الفزاريّ، فاستحملوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وكانوا أهل حاجةٍ، فقال: لا أجد ما أحملكم عليه فتولّوا وأعينهم تفيض من الدّمع حزنًا ألّا يجدوا ما ينفقون
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عمر بن الأوديّ، حدّثنا وكيع، عن الرّبيع، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لقد خلّفتم بالمدينة أقوامًا، ما أنفقتم من نفقةٍ، ولا قطعتم واديًا، ولا نلتم من عدوٍّ نيلًا إلّا وقد شركوكم في الأجر"، ثمّ قرأ: {ولا على الّذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه} الآية.
وأصل هذا الحديث في الصّحيحين من حديث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ بالمدينة أقوامًا ما قطعتم واديًا، ولا سرتم [مسيرًا] إلّا وهم معكم". قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: "نعم، حبسهم العذر"
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لقد خلّفتم بالمدينة رجالًا ما قطعتم واديًا، ولا سلكتم طريقًا إلّا شركوكم في الأجر، حبسهم المرض".
ورواه مسلمٌ، وابن ماجه، من طرقٍ، عن الأعمش، به
ثمّ ردّ تعالى الملامة على الّذين يستأذنون في القعود وهم أغنياء، وأنّبهم في رضاهم بأن يكونوا مع النّساء الخوالف في الرّحال، {وطبع اللّه على قلوبهم فهم لا يعلمون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 198-200]

تفسير قوله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبّأنا اللّه من أخباركم وسيرى اللّه عملكم ورسوله ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون (94) سيحلفون باللّه لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنّهم رجسٌ ومأواهم جهنّم جزاءً بما كانوا يكسبون (95) يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإنّ اللّه لا يرضى عن القوم الفاسقين (96)}
أخبر تعالى عن المنافقين بأنّهم إذا رجعوا إلى المدينة أنّهم يعتذرون إليهم، {قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم} أي: لن نصدّقكم، {قد نبّأنا اللّه من أخباركم} أي: قد أعلمنا اللّه أحوالكم، {وسيرى اللّه عملكم ورسوله} أي: سيظهر أعمالكم للنّاس في الدّنيا، {ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون} أي: فيخبركم بأعمالكم، خيرها وشرّها، ويجزيكم عليها. [تفسير القرآن العظيم: 4/ 200-201]

تفسير قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر عنهم أنّهم سيحلفون معتذرين لتعرضوا عنهم فلا تؤنّبوهم، {فأعرضوا عنهم} احتقارًا لهم، {إنّهم رجسٌ} أي: خبثاء نجسٌ بواطنهم واعتقاداتهم، {ومأواهم} في آخرتهم {جهنّم} {جزاءً بما كانوا يكسبون} أي: من الآثام والخطايا. [تفسير القرآن العظيم: 4/ 201]

تفسير قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وأخبر أنّهم وإن رضوا عنهم بحلفهم لهم، {فإنّ اللّه لا يرضى عن القوم الفاسقين} أي: الخارجين عن طاعته وطاعة رسوله، فإنّ الفسق هو الخروج، ومنه سمّيت الفأرة "فويسقة" لخروجها من جحرها للإفساد، ويقال: "فسقت الرّطبة": إذا خرجت من أكمامها). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 201]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة