العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (65) إلى الآية (69) ]
{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نسقيكم ممّا في بطونه (66)
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب (نسقيكم) بفتح النون، وفي المؤمنين مثله.
والباقون ضموا النون في السورتين.
قال أبو منصور: هما لغتان: سقيته، وأسقيته بمعنى واحد.
وقال لبيد فجمع بين اللغتين:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى... نميراً والقبائل من هلال
وقال بعضهم في سقيته الماء، إذا ناولته إياه فشربه.
وأسقيته: جعلته له سقيا). [معاني القراءات وعللها: 2/81]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم} [66].
قرأ نافع وعاصم في رواية ابي بكر وابن عامر {نسقيكم} بفتح النون وكذلك في (قد أفلح).
وقرأ الباقون بالضم.
فاختلف الناس في ذلك، فقال قوم: سقى وأسقى لغتان وأنشدوا:
سقى قومي بني مجد وأسقى = نميرا والقبائل من هلال
وقال آخرون: سقيته ماء لشفته. كقوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/357]
وأسقيته: سألت الله أن يسقيه، وأنشدوا لذي الرمة:
وقفت على ربع لمية ناقتي = فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه = تكلمني أحجاره وملاعبه
وفيه قول ثالث: أن ما كان من الأنهار وبطون الأنعام فبالضم.
وفيه قول رابع: ذكر أبو عبيد قال: ما سقى مرة واحدة. قلت: سقيته شربة، وما كان دائمًا قلت: أسقيته كقولك: أسقيته غير ماء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون وضمّها من قوله تعالى: لعبرة نسقيكم [66] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي نسقيكم بضم النون، وفي المؤمنين [21] مثله.
وقرأ ابن عامر ونافع وعاصم في رواية أبي بكر: (نسقيكم) بفتح النون فيهما. حفص عن عاصم (نسقيكم) بضم النون، وفي المؤمنين مثلها.
قال أبو علي: تقول: سقيته حتى روي، أسقيه، وعلى هذا قوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا [الإنسان/ 21]، وقال: والذي هو يطعمني ويسقن [الشعراء/ 79] وقال: وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [محمد/ 15]، وقال: شاربون شرب الهيم [الواقعة/ 55] وقال:
انحنا فسمناها النّطاف فشارب... قليلا وآب صدّ عن كلّ مشرب
[الحجة للقراء السبعة: 5/74]
وقوله: ويسقى من ماء صديد [إبراهيم/ 16] مثل يضرب، وليس مثل يكرم، يدل على ذلك قوله: وسقوا ماء حميما، وتقدير من ماء صديد من ماء ذي صديد فهذا خلاف قوله: وسقاهم ربهم شرابا طهورا [الإنسان/ 21].
فأما قوله: وأسقيناكم ماء فراتا [المرسلات/ 27]، وقوله: فأسقيناكموه [الحجر/ 22] فمعنى ذلك جعلناه سقيا لكم، كما تقول: أسقيته نهرا، أي جعلته شربا له، وقالوا:
سقيته في معنى: أسقيته يدل على ذلك قوله:
سقى قومي بني مجد وأسقى... نميرا والقبائل من هلال
فسقى قومي: ليس يريد به ما يروي عطاشهم، ولكن يريد: رزقهم سقيا لبلادهم، يخصبون منها- وبعيد أن يسأل لقومه ما يروي العطاش، ولغيرهم ما يخصبون منه، ويبيّن ذلك قول الشاعر:
أخطا الربيع بلادهم فسقوا... ومن أجلهم أحببت كلّ يمان
فقوله: سقوا، دعا لهم بالسّقيا التي أخطأت بلادهم.
وهذا- وإن كان الأكثر فيما يرفع العطش- سقى، وفي السقيا:
[الحجة للقراء السبعة: 5/75]
أسقى، فإن من قرأ: نسقيكم يريد: إنّا جعلناه في كثرته، وإدامته كالسقيا، فهو كقولك: أسقيته نهرا. وأما من فتح النون، فإنه لما كان للشفة فتح النون، فجعله بمنزلة قوله:
وسقاهم ربهم شرابا طهورا والذين ضمّوا النون جعلوا ذلك لدوامه عليهم كالسقيا لهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/76]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الثقفي: [سَيْغًا]، وقراءة الناس: {سَائِغًا}.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون "سَيْغ" هذا محذوفا من سَيِّغ، كمَيْت ومَيِّت، وهَيْن وهَيِّن؛ وذلك أنه من الواو، لقولهم ساغ شرابهم يسُوغ. ولو كان سيْغ فعْلا لكان "سوْغا". ومنه قولهم: هو أخوه سوْغُه، أي: قابل له غير متباعد عنه، كالشراب إذا قبلتْهُ نفسُ شاربِهِ، ولم تنْبُ عنه). [المحتسب: 2/11]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم ممّا في بطونه}
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم} بفتح النّون وقرأ الباقون بالرّفع
قال الخليل سقيته كقولك ناولته فشرب وأسقيته جعلت له سقيا وقال الفراء العرب تقول كل ما كان من بطون الأنعام ومن ماء السّماء أو نهر أسقيت وفي الفرقان {ونسقيه ممّا خلقنا أنعاما} وتقول سقيته إذا ناولته ماء يشربه لا يقولون غيره قال الله
[حجة القراءات: 391]
تعالى {وسقاهم ربهم} فمن قرأ بالرّفع فإنّه يريد أنا جعلنا في كثرته وإدامته كالسقيا كقولك أسقيته نهرا قال الله تعالى {وأسقيناكم ماء فراتا} أي جعلناه سقيا لكم وأما من فتح النّون فإنّه لما كان للشفة فتح النّون
وقال آخرون سقى وأسقى لغتان قال الشّاعر:
سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال). [حجة القراءات: 392]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {نسقيكم مما في بطونه} قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/38]
بفتح النون، وقرأ الباقون بالضم، ومثله في المؤمنين.
وحجة من فتح النون أنه جعله ثلاثيًا، فبناه على «سقيت أسقي» كما قال تعالى ذكره: {وسقاهم ربهم} «الإنسان 21» وقال: {يطعمني ويسقين} «الشعراء 79» وقال: {وسقوا ماءً حميمًا} «محمد 15» ومنه {يسقى بماء واحد} «الرعد 4» {ويسقى من ماء صديد} «إبراهيم 16» كله من سقى يسقي، إجماع.
17- وحجة من ضم النون أنه بناه على «أسقيت فلانًا» بمعنى: جعلت له شرابًا يشربه، فالمعنى في الضم، فجعل لكم شربًا مما في بطون الأنعام، وقد قال تعالى ذكره: {وأسقيناكم ماءً فراتًا} «المرسلات 27» أي: جعلنا لكم شربًا، ليس هو من سقي الفم، لرفع «العطش» فالمعنى: جعلنا لكم شربًا لا ينقطع كالسقيا، وقد قالوا: سقيته وأسقيته بمعنى، جعلت له شربًا، فتكون القراءتان بمعنى واحد على هذه اللغة، قال الشاعر:
سقى قومي بني نجدٍ وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
فليس يريد بـ «سقى قومي» ما يروي عطاشهم، لم يدع لهم لأجل عطشٍ بهم، إنما دعا لهم بالخصب والسقي، يريد: رزقهم الله سقيًا لبلدهم يخصبون منها، ويبعد أن يسأل لقومه ما يروي عطاشهم، ويسأل لغيرهم ما يخصبون منه، لأنه قال: واسقى نميرًا، أي: جعل لهم سقيا وخصبا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/39]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {نَسْقِيكُمْ} [آية/ 66] بفتح النون:
قرأها نافعٌ وابن عامر وعاصم ياش- ويعقوب.
والوجه أنه من سقاه يسقيه، وذلك لما يكون للشفة، قال الله تعالى {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}.
[الموضح: 739]
وقرأ الباقون {نُسْقِيكُمْ} بضم النون.
والوجه أنه من أسقيته إذا جعلت له سُقيا، يقال أسقيته نهرًا إذا جعلته شِربًا له، والمعنى إنا نجعله في كثرته وإدامته كالسقيا لكم.
وقال بعضهم: سقيتُه وأسقيتُه واحد). [الموضح: 740]

قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}

قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {يعرشون} [68].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر بضم الراء.
وقرأ الباقون بالكسر، وقد ذكرت علته في (الأعراف) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر (يعرشون) [68] بضم الراء.
وقرأ الباقون بكسر الراء، وروى حفص عن عاصم: يعرشون بكسر الراء.
هما لغتان: (يعرش ويعرش) ومثله: يحشر ويحشر، ويعكف
[الحجة للقراء السبعة: 5/76]
ويعكف، ويفسق ويفسق، قال أبو عبيدة: كلّ شيء مما عرش فهو عريش، وحكى الضم والكسر في يعرش). [الحجة للقراء السبعة: 5/77]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({اتخذي من الجبال بيوتًا ومن الشّجر وممّا يعرشون}
قرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} بضم الرّاء وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان يقال عرش يعرش ويعرش). [حجة القراءات: 392]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {يَعْرُشُونَ} [آية/ 68] مضمومة الراء:
قرأها ابن عامر وعاصم ياش-.
وقرأ الباقون {يعرِشون} مكسورة الراء.
وقد مضى الكلام على هذا). [الموضح: 740]

قوله تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (70) إلى الآية (74) ]
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73) فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أفبنعمة اللّه يجحدون (71)
قرأ عاصم في رواية أبي بكر ويعقوب (تجحدون) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: التاء للخطاب، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 2/82]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أفبنعمة الله يجحدون} [71].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر بالتاء، أي: قل لهم يا محمد: أفمن أجل ما أنعم الله عليكم أشرتم وبطرتم وجحدتم.
وقرأ الباقون بالياء، الله تعالى يوبخهم على جحودهم، وروى أبو عبيد هذا الحرف عن عاصم الجحدري، لا عن عاصم بن أبي النجود، ولعله غلط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلهم قرأ: أفبنعمة الله يجحدون [71] بالياء، غير عاصم فإنه قرأ في رواية أبي بكر: (تجحدون) بالتاء. وروى حفص عن عاصم بالياء.
ومن قال: يجحدون بالياء، فلأنه يراد به غير المسلمين والمسلمون لا يخاطبون بجحدهم نعمة الله.
ووجه التاء: قل لهم: أفبنعمة الله بهذه الأشياء التي تقدم اقتصاصها تجحدون، ويقوّي الياء قوله: وبنعمة الله هم يكفرون [النحل/ 72] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/76]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أفبنعمة الله يجحدون}
قرأ أبو بكر (أفبنعمة الله تجحدون) بالتّاء أي قل لهم يا محمّد أفبنعمة الله أي بهذه الأشياء الّتي ذكرها تجحدون وحجته قوله أول الآية {والله فضل بعضكم على بعض}
وقرأ الباقون {يجحدون} بالياء الله وبخهم على جحودهم ويقوّي الياء قوله تعالى بعدها {وبنعمة الله هم يكفرون} ). [حجة القراءات: 392]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {أفبنعمة الله يجحدون} قرأه أبو بكر بالتاء، رده على الخطاب الذي قبله، وهو قوله: {والله فضل بعضكم على بعضٍ في الرزق} أي: فعل بكم ذلك وتجحدون بنعمة الله، ويجوز أن يكون على معنى: قل لهم يا محمد:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/39]
أبنعمة الله تجحدون، فهو خطاب للكفار، وفيه معنى التوبيخ لهم، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله: {فما الذين فضلوا}، وقوله: {فهم فيه سواء} ولفظ الغيبة أقرب إليه من لفظ الخطاب، وهو الاختيار، وهو أولى، ولأن الجماعة عليه.
وقد ذكرنا {يعرشون} في الأعراف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/40]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {أَفَبِنِعْمَةِ الله تَجْحَدُونَ} [آية/ 71] بالتاء:
قرأها عاصم ياش- ويعقوب يس-.
والوجه أنه على إضمار القول، والتقدير: قل لهم أفبنعمة الله تجحدون؟
وقرأ الباقون {يَجْحَدُونَ} بالياء.
والوجه أنه على الإخبار عن الكفار؛ لأن المسلمين لا يوصفون بجحدهم نعمة الله تعالى، فكأنه قال أفبنعمة الله يجحد هؤلاء الكفار حيث يتخذون معه شركاء). [الموضح: 740]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {جَعَل لَّكُمْ} [آية/ 72 و78 و80 و81] بالإدغام:
قرأها يعقوب يس- في ثمانية مواضع من هذه السورة، مثل أبي عمرو إذا أدغم.
والوجه أنه لما اجتمع حرفان مثلان أدغم أحدهما في الآخر، وإن كانا من كلمتين.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب بالإظهار فيهن.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الإدغام إعلالٌ، والأصل الصحة). [الموضح: 741]

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)}

قوله تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (75) إلى الآية (76) ]
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}

قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)}

قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود وعلقمة ويحيى ومجاهد وطلحة: [أَيْنَمَا يُوَجِّهْ]، وروي عن علقمة: [يُوَجَّهْ]، بفتح الجيم.
قال أبو الفتح: أما [يُوَجِّهْ]، بكسر الجيم فعلى حذف المفعول، أي أينما يوجِّه وجهَه؛ قال أبو الفتح: أما [يُوَجَّهْ]؛
[المحتسب: 2/11]
فحذف للعلم به. وأما [يُوَجَّهْ]، بفتح الجيم، أي أينما يرسل أو يبعث لا يأت بخير). [المحتسب: 2/12]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سور النحل

[ من الآية (77) إلى الآية (79) ]
{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {مِنْ بُطُونِ إمّهَاتِكُمْ} [آية/ 78] بكسر الألف:
قرأها حمزة والكسائي.
وكسر الميم حمزة، وفتحها الكسائي.
والوجه أن حركة الهمزة قد أُتبعت حركة ما قبلها وهي كسرة، فكسرت الهمزة أيضًا للإتباع.
وأما ما قرأ به حمزة من كسر الميم فإنه أيضًا إتباعٌ أتبع حركة الميم حركة
[الموضح: 741]
الهمزة وهذا بعيد، وإن كان قد صحت الرواية فيه، وقد مضى ذكر ذلك.
وقرأ الباقون {أُمَّهاتِكُمْ} بضم الألف وفتح الميم، وهو الأصل). [الموضح: 742]

قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السّماء}
[حجة القراءات: 392]
قرأ ابن عامر وحمزة (ألم تروا إلى الطير) بالتّاء على الخطاب وحجتهما أن المخاطبة لاصقة بقوله قبلها {والله أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون} 78 فكذلك (ألم تروا إلى الطير)
وقرأ الباقون {ألم يروا} بالياء وكان أبو عمرو يرد الياء إلى قوله قبل آيات {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا} ألم ير هؤلاء إلى تسخير الطير). [حجة القراءات: 393]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {ألم يروا إلى الطير} قرأه حمزة وابن عامر بالتاء، على الخطاب رداه على لفظ الخطاب الذي قبله، وهو قوله: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم} «78» وعلى قوله قبل ذلك: {فلا تضربوا لله الأمثال} «74» وقوله: {وأنتم لا تعلمون}، ثم قال: {ألم تروا} فجرى كله على الخطاب، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة في قوله: {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقًا} «73» وقوله: {ولا يستطيعون}، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/40]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ} [آية/ 79] بالتاء:
قرأها ابن عامر وحمزة ويعقوب.
والوجه أن المراد به خطاب الكافة على تغليب الخطاب على الغيبة.
ويجوز أن يكون على إضمار القول، أي قل لهؤلاء {أَلَمْ تَرَوْا}.
وقرأ الباقون {أَلَمْ يَرَوْا} بالياء.
والوجه أن المراد به الغُيَّبُ، وهم الكافرون؛ لأن الكلام خرج مخرج التبصير للآيات الدالة على الصانع تعالى، والمؤمنون قد تحققوا ذلك بما أُعطوه من الإيمان وثلج اليقين). [الموضح: 742]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:33 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (80) إلى الآية (83) ]
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) }

قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يوم ظعنكم (80)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (يوم ظعنكم) مثقلًا، وقرأ الباقون بإسكان العين.
قال أبو منصور: الظعن والظعن لغتان، مثل: النّهر والنّهر). [معاني القراءات وعللها: 2/82]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {يوم ظعنكم} [80].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر بإسكان العين على أصل الكلمة ظعن زيد ظعنًا وظعنًا، وطعن بالرمح طعنًا وطعنًا وطعن في نسبه طعانًا، وضرب ضربًا والفعل أصل لكل مصدر.
وقرأ الباقون: {يوم ظعنكم} بالفتح، وإنما حركوه لأن العين من حروف الحلق مثل نهر ونهر وشمع وشمع؟ وقد ذكرت لم صار ذلك كذلك في (الأنعام) عند قوله: {ومن المعز اثنين} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/359]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح العين وإسكانها من قوله عز وجلّ: يوم ظعنكم [80]. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (ظعنكم) بفتح العين.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: ظعنكم، ساكنة العين.
هما لغتان. ومثل ذلك: الشّمع والشّمع، والنّهر والنّهر، قال الأعشى:
فقد أشرب الراح قد تعلمي... ن يوم المقام ويوم الظّعن
ولا يجوز أن يكون الظّعن مخففا عن الظّعن، كما أن عضدا وكتفا ونحو ذلك، مخفّف عن الكسر والضم، ألا ترى أن من قال: في عضد، وعضد لم يخفّف نحو: جمل ورسن كما أن الذي يقول: والليل إذا يسر [الفجر/ 4] وذلك ما كنا نبغ [الكهف/ 64] لا يقول إلا: والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى [الليل/ 1، 2] وحرف الحلق وغيره في ذلك سواء). [الحجة للقراء السبعة: 5/77]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتًا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {يوم ظعنكم} بفتح العين وقرأ الباقون ساكنة العين وهما لغتان مثل النّهر والنّهر تقول ظعن وظعنا وحجّة الإسكان في قوله {سرا وجهرا} والهاء أحق أن تفتح لخفائها فلمّا كانوا قد أجمعوا على إسكانها ردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه). [حجة القراءات: 393]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {يوم ظعنكم} قرأ الكوفيون وابن عامر بإسكان العين، وفتح الباقون، وهما لغتان كالسمَع والسمَع والنهْر والنهَر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/40]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {يَوْمَ ظَعَنِكُمْ} [آية/ 80] بفتح العين:
قرأها ابن كثير ونافعٌ وأبو عمرو ويعقوب.
[الموضح: 742]
وقرأ الباقون {ظَعْنِكُمْ} بسكون العين.
وهما لغتان ظَعَنٌ وظَعْنٌ كفحَمٍ وفحْمٍ، قال الأعشى:
76- وقد أشرب الراح قد تعلميـ = ـن يوم المُقام ويوم الظعَن
وذكر أبو علي مجيء فعْل وفعَل بمعنى واحد، ولم يفرّق فيه بين ما فيه حرف الحلق بموضع العين واللام وبين ما لم يكن.
وفرق جماعة من النحويين بينهما، وزعموا أن فعْلًا وفعَلًا بمعنى واحد إنما يجيئان فيما كان عينه أو لامه حرف حلق.
وليس الظعْن المسكّن عينه بمخفف من الظعَن المفتوح عينه، فإن المفتوح في الصحيح لا يُخفف). [الموضح: 743]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)}

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82)}

قوله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (84) إلى الآية (89) ]
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) }

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)}

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)}

قوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (90) إلى الآية (91) ]
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}

قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (92) إلى الآية (94) ]
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) }

قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)}

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)}

قوله تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (95) إلى الآية (100) ]
{وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)}

قوله تعالى: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95)}

قوله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وليجزينّ الّذين صبروا أجرهم (96)
قرأ ابن كثير وعاصم (ولنجزينّ) بالنون، وقرأ الباقون (وليجزينّ) بالياء). [معاني القراءات وعللها: 2/82]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {ولنجزين الذين صبروا} [96].
قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر برواية ابن ذكوان بالنون. وحجتهم إجماعهم على: {ولنجزينهم أجرهم} بالنون [97].
وقرأ الباقون بالياء؛ لذكر اسم الله قبله: {وما عند الله باق وليجزين} فإذا عطفت الآية على شكلها كانت أحسن من أن تقطع مما قبلها. وكل صواب بحمد الله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/359]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (وليجزين الذين صبروا) [96] في الياء والنون.
[الحجة للقراء السبعة: 5/77]
فقرأ ابن كثير وعاصم: ولنجزين الذين صبروا بالنون.
وقرأ نافع، وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي: (وليجزينّ) بالياء.
عليّ بن نصر عن أبي عمرو ولنجزين بالنون مثل عاصم ولم يختلفوا في قوله: ولنجزينهم أجرهم [النحل/ 97] أنها بالنون.
حجّة الياء: وما عند الله باق [النحل/ 96] والنون في المعنى مثل الياء). [الحجة للقراء السبعة: 5/78]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ ولنجزين الّذين صبروا أجرهم}
قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر {ولنجزين} بالنّون أخبر جلّ وعز عن نفسه وحجتهم إجماعهم على قوله في الآية بعدها {ولنجزينهم} بالنّون
وقرأ الباقون (وليجزين) بالياء إخبارًا عن الله جلّ وعز
[حجة القراءات: 393]
وحجتهم ذكر الله قبله وهو قوله (وما عند الله باقٍ وليجزين) فإذا عطفت الآية على مثلها كان أحسن من أن تقطع ممّا قبلها). [حجة القراءات: 394]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {ولنجزين} قرأ عاصم وابن كثير بالنون، على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالجزاء الذي أكده بالقسم وهو خروج من غيبة إلى إخبار، كقوله: {والذين كفروا بآيات الله ولقائه}، ثم قال: {أولئك يئسوا من رحمتي} «العنكبوت 23» وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة في قوله: {وما عند الله باق}، والاختيار الياء، لأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/40]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا} [آية/ 96] بالنون:
قرأها ابن كثير وابن عامر (وعاصم).
والوجه أن الله تعالى قد أخبر عن نفسه بأنه يجزيهم فقال {وَلَنَجْزِيَنَّ}
[الموضح: 743]
بالنون على الجمع إجراءً للكلام على سُنّة الملوك تفخيمًا.
وقرأ الباقون {لَيَجْزِيَنَّ} بالياء.
والوجه أن الجازي هو الله تعالى، وقد جرى ذكره في قوله سبحانه {وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍ}.
فأُعيد الضمير إلى اسم الله تعالى). [الموضح: 744]

قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واتفقوا على النون في قوله: (ولنجزينّهم (97).
قال أبو منصور: المعنى في النون والياء واحد، اللّه الجازي). [معاني القراءات وعللها: 2/82]

قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)}

قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة