العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الرعد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 05:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الرعد [ من الآية (38) إلى الآية (40) ]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 10:37 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرنا ابن سمعان قال: كان مجاهدٌ [يحدّث عن ابن] عبّاسٍ أنّه كان يقول في هذه الآية: {وما [كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلا بإذن الله لكل أجلٍ كتابٌ} [ ........ ] نراك تملك شيئًا [ ....... ] اللّه كلّ شهر رمضان كلّ شيءٍ يكون في السّنة من الأرزاق، المصائب وما يقسم، إلا السّعادة والشّفاء والحياة والموت، قد فرغ من ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 2/58]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجًا وذرّيّةً، وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلاّ بإذن اللّه، لكلّ أجلٍ كتابٌ }.
يقول تعالى ذكره: { ولقد أرسلنا } يا محمّد { رسلاً من قبلك } إلى أممٍ قد خلت من قبل أمّتك فجعلناهم بشرًا مثلك، لهم أزواجٌ ينكحون، وذرّيّةً أنسلوهم، ولم نجعلهم ملائكةً لا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينكحون، فنجعل الرّسول إلى قومك من الملائكة مثلهم، ولكن أرسلنا إليهم بشرًا مثلهم، كما أرسلنا إلى من قبلهم من سائر الأمم بشرًا مثلهم، { وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلاّ بإذن اللّه }.
يقول تعالى ذكره: وما يقدر رسولٌ أرسله اللّه إلى خلقه أن يأتي أمّته بآيةٍ وعلامةٍ، من تسيير الجبال، ونقل بلدةٍ من مكانٍ إلى مكانٍ آخر، وإحياء الموتى، ونحوها من الآيات، إلاّ بإذن اللّه، يقول: إلاّ بأمر اللّه الجبال بالسير، والأرض بالانتقال، والميّت بأن يحيا. { لكلّ أجلٍ كتابٌ } يقول: لكلّ أجلٍ أمرٌ قضاه اللّه كتابٌ قد كتبه، فهو عنده.
وقد قيل: معناه: لكلّ كتابٍ أنزله اللّه من السّماء أجلٌ
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: { لكلّ أجلٍ كتابٌ } يقول: " لكلّ كتابٍ ينزل من السّماء أجلٌ، فيمحو اللّه من ذلك ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب ".
قال أبو جعفرٍ: وهذا على هذا القول نظير قول اللّه: { وجاءت سكرة الموت بالحقّ } وكان أبو بكرٍ رضي اللّه عنه يقرأه: " وجاءت سكرة الحقّ بالموت "، وذلك أنّ سكرة الموت تأتي بالحقّ والحقّ يأتي بها، فكذلك الأجل له كتابٌ، وللكتاب أجلٌ). [جامع البيان: 13/558-559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ، وابن مردويه من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبتل وقرأ قتادة - رضي الله عنه - {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}). [الدر المنثور: 8/465-466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن سعد بن هشام قال: دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فقلت: إني أريد أن أتبتل، قالت: لا تفعل أما سمعت الله يقول {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}). [الدر المنثور: 8/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي عن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من سنن المرسلين: التعطر والنكاح والسواك والختان، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف بلفظ الختان والسواك والتعطر والنكاح من سنتي). [الدر المنثور: 8/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {لكل أجل كتاب} يقول: لكل كتاب ينزل من السماء أجل فيمحو الله من ذلك ما يشاء {ويثبت وعنده أم الكتاب} ). [الدر المنثور: 8/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: قالت قريش حين أنزل {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} ما نراك يا محمد تملك من شيء ولقد فرغ من الأمر، فأنزلت هذه الآية تخويفا لهم ووعيدا لهم {يمحو الله ما يشاء ويثبت} إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ويحدث الله تعالى في كل رمضان فيمحو الله ما يشاء {ويثبت} من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم). [الدر المنثور: 8/467]

تفسير قوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث عن محمّد بن عبيد الله، عن قيس، عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتاهم: بالله، والرحمن الرحيم، والمتشابه، والمحكم، والناسخ والمنسوخ، قالوا: ما نرى لك من الأمر من شيءٍ، فأنزل الله: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}). [الجامع في علوم القرآن: 1/141-142]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (باب الناسخ: وهذا كتاب الناسخ والمنسوخ
وأخبرني القاسم بن عبد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخاطب عن زيد بن أسلم أنّه قال: قال اللّه: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}؛ وقال الله: {وإذا بدلنا آيةً}، {والله أعلم بما ينزل}، وقال: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}؛ فقال زيدٌ: فأوّل ما نسخ من القرآن نسخت القبلة؛ كان محمّدٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يستقبل صخرة بيت المقدس، وهي قبلة اليهود، سبعة عشر شهرًا ليؤمنوا به، ويتبعونه وينصرونه من الأمّيّين من العرب؛
فقال اللّه: {وللّه المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه إن الله واسعٌ عليمٌ}؛ ثمّ قال: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}). [الجامع في علوم القرآن: 3/64-65] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يمحوا الله ما يشاء ويثبت قال ابن عباس هو القرآن كان الله يمحو ما يشاء ويثبت وينسي نبيه ما شاء وينسخ ما شاء وهو المحكم وعنده أم الكتب قال جملة الكتاب وأصله). [تفسير عبد الرزاق: 1/337-338]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى يمحوا الله ما يشاء ويثبت قال إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت). [تفسير عبد الرزاق: 1/338]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معتمر عن أبيه عن عكرمة قال الكتاب كتابان كتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده الأصل أم الكتاب). [تفسير عبد الرزاق: 1/338]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معتمر عن أبيه قال سئل ابن عباس عن ام الكتاب فقال: قال كعب خلق الله الخلق وعلم ما هم عاملون ثم قال لعلمه كن كتابا فكان كتابا). [تفسير عبد الرزاق: 1/338]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري وعن ابن طاوس عن أبيه قال لقي عيسى بن مريم إبليس فقال أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك قال نعم فقال إبليس فأوف بذروة هذا الجبل فترد منه فانظر أتعيش أم لا قال: قال ابن طاوس عن أبيه فقال أما علمت أن الله قال لا يجربني عبدي فإني أفعل ما شئت قال وأما الزهري فقال إن العبد لا يبتلي ربه ولكن الله يبتلي عبده قال فخصمه). [تفسير عبد الرزاق: 1/338]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن الحسن قال من كذب بالقدر فقد كذب بالقرآن). [تفسير عبد الرزاق: 1/339]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب }.
اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: يمحو اللّه ما يشاء من أمور عباده، فيغيّره، إلاّ الشّقاء والسّعادة فإنّهما لا يغيّران
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب } قال: " يدبّر اللّه أمر العباد فيمحو ما يشاء، إلاّ الشّقاء والسّعادة والموت والحياة ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب } قال: " كلّ شيءٍ غير السّعادة والشّقاء، فإنّهما قد فرغ منهما "
- حدّثني عليّ بن سهلٍ قال: حدّثنا يزيد،
- وحدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد، عن سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ يقول: { يمحو } اللّه ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب قال: " إلاّ الشّقاء والسّعادة، والحياة والموت ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ وقبيصة قالا: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ قال: حدّثنا وكيعٌ قال: حدّثنا ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب } قال: قال ابن عبّاسٍ: " إلاّ الحياة والموت، والشّقاء والسّعادة "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب قال: " يقدّر اللّه أمر السّنة في ليلة القدر، إلاّ الشّقاء والسّعادة، والموت والحياة ".
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } قال: " إلاّ الحياة والموت، والسّعادة والشّقاوة، فإنّهما لا يتغيّران ".
- حدّثنا عمرٌو قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا معاذ بن عقبة، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، قال: قلت لمجاهدٍ: إن كنت كتبتني سعيدًا فأثبتني، وإن كنت كتبتني شقيًّا فامحني قال: " الشّقاء والسّعادة قد فرغ منهما "
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: حدّثنا سعيد بن سليمان، قال: حدّثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } قال: " ينزل اللّه كلّ شيءٍ في السّنة في ليلة القدر، فيمحو ما يشاء من الآجال، والأرزاق، والمقادير، إلاّ الشّقاء والسّعادة، فإنّهما ثابتان "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، قال: سألت مجاهدًا فقلت: أرأيت دعاء أحدنا يقول: اللّهمّ إن كان اسمي في السّعداء فأثبته فيهم، وإن كان في الأشقياء فامحه واجعله في السّعداء؟ فقال: حسنٌ، ثمّ أتيته بعد ذلك بحولٍ أو أكثر من ذلك، فسألته عن ذلك، فقال: { إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ، إنّا كنّا منذرين. فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ } قال: " يقضى في ليلة القدر ما يكون في السّنة من رزقٍ أو مصيبةٍ، ثمّ يقدّم ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء، فأمّا كتاب الشّقاء والسّعادة فهو ثابتٌ لا يغيّر ".
وقال آخرون: معنى ذلك: أنّ اللّه يمحو ما يشاء ويثبت من كتابٍ سوى أمّ الكتاب الّذي لا يغيّر منه شيءٌ
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن سليمان التّيميّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال في هذه الآية: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب } قال: " كتابان: كتابٌ يمحو منه ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب "
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا سهل بن يوسف، قال: حدّثنا سليمان التّيميّ، عن عكرمة، في قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب } قال: " الكتاب كتابان، كتابٌ يمحو اللّه منه ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب ".
- قال: حدّثنا أبو عامرٍ قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سليمان التّيميّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ بمثله.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عكرمة قال: " الكتاب كتابان يمحو اللّه ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب ".
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنّه يمحو كلّ ما يشاء، ويثبت كلّ ما أراد
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثّامٌ، عن الأعمش، عن شقيقٍ، أنّه كان يقول: " اللّهمّ " إن كنت كتبتنا أشقياء، فامحنا واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب "
- حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي وائلٍ، قال: " كان ممّا يكثر أن يدعو بهؤلاء الكلمات: اللّهمّ إن كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب "
- قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثنا أبي، عن أبي حكيمة، عن أبي عثمان النّهديّ، أنّ عمر بن الخطّاب قال وهو يطوف بالبيت ويبكي: " اللّهمّ إن كنت كتبت عليّ شقوةً أو ذنبًا فامحه، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب، فاجعله سعادةً ومغفرةً ".
- قال: حدّثنا معتمرٌ، عن أبيه، عن أبي حكيمة، عن أبي عثمان قال: وأحسبني قد سمعته من أبي عثمان، مثله.
- قال: حدّثنا أبو عامرٍ قال: حدّثنا قرّة بن خالدٍ، عن عصمة أبي حكيمة، عن أبي عثمان النّهديّ، عن عمر رضي اللّه عنه، مثله
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثنا حمّادٌ قال: حدّثنا أبو حكيمة قال: سمعت أبا عثمان النّهديّ قال: سمعت عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه يقول وهو يطوف بالكعبة: " اللّهمّ إن كنت كتبتني في أهل السّعادة فأثبتني فيها، وإن كنت كتبت عليّ الذّنب والشّقوة فامحني وأثبتني في أهل السّعادة، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب "
- قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن خالدٍ الحذّاء، عن أبي قلابة، عن ابن مسعودٍ، أنّه كان يقول: " اللّهمّ إن كنت كتبتني في أهل الشّقاء فامحني، وأثبتني في أهل السّعادة "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب } يقول: " وهو الرّجل يعمل الزّمان بطاعة اللّه، ثمّ يعود لمعصية اللّه فيموت على ضلالةٍ، فهو الّذي يمحو، والّذي يثبت: الرّجل يعمل بطاعة اللّه، وقد كان سبق له خيرٌ حتّى يموت، وهو في طاعة اللّه، فهو الّذي يثبت ".
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا شريكٌ، عن هلال بن حميدٍ، عن عبد اللّه بن عكيمٍ، عن عبد اللّه، أنّه كان يقول: " اللّهمّ إن كنت كتبتني في السّعداء فأثبتني في السّعداء، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، أنّ كعبًا قال لعمر رضي اللّه عنه: " يا أمير المؤمنين، لولا آيةٌ في كتاب اللّه لأنبأتك ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، قال: وما هي؟ قال: قول اللّه: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب } "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: { لكلّ أجلٍ كتابٌ } الآية، يقول: { يمحو اللّه ما يشاء } يقول: " أنسخ ما شئت، وأصنع من الأفعال ما شئت، إن شئت زدت فيها، وإن شئت نقصت "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا همّامٌ، قال: حدّثنا الكلبيّ، قال: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } قال: " يمحي من الرّزق ويزيد فيه، ويمحي من الأجل ويزيد فيه "، قلت: من حدّثك؟
- قال: أبو صالحٍ، عن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ الأنصاريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقدم الكلبيّ بعد، فسئل عن هذه الآية: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } قال: " يكتب القول كلّه، حتّى إذا كان يوم الخميس طرح منه كلّ شيءٍ ليس فيه ثوابٌ ولا عليه عقابٌ، مثل قولك: أكلت، شربت، دخلت، خرجت، ونحو ذلك من الكلام، وهو صادقٌ، ويثبت ما كان فيه الثّواب وعليه العقاب ".
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: سمعت الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، نحوه، ولم يجاوز أبا صالحٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّ اللّه ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه، ويثبت ما يشاء منها فلا ينسخه
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: يمحو اللّه ما يشاء قال: " من القرآن، يقول: يبدّل اللّه ما يشاء فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدّله { وعنده أمّ الكتاب } يقول: وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب: النّاسخ والمنسوخ، وما يبدّل، وما يثبّت، كلّ ذلك في كتابٍ ".
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } هي مثل قوله: { ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها } وقوله: { وعنده أمّ الكتاب }: " أي جملة الكتاب وأصله "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } ما يشاء، وهو الحكيم { وعنده أمّ الكتاب } وأصله "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: { يمحو اللّه ما يشاء } بما ينزل على الأنبياء، { ويثبت } ما يشاء ممّا ينزل على الأنبياء، قال: { وعنده أمّ الكتاب } لا يغيّر ولا يبدّل "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ قال: قال ابن جريجٍ: { يمحو اللّه ما يشاء } قال: " ينسخ. قال: { وعنده أمّ الكتاب } قال: " الذّكر ".
وقال آخرون: معنى ذلك أنّه يمحو من قد حان أجله، ويثبت من لم يجئ أجله إلى أجله.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن عوفٍ، عن الحسن، في قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب } يقول: " يمحو من جاء أجله فذهب، والمثبت الّذي هو حيٌّ يجري إلى أجله "
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا عوفٌ قال: سمعت الحسن: { يمحو اللّه ما يشاء } قال: " من جاء أجله { ويثبت } قال: " من لم يجئ أجله إلى أجله ". حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا هوذة قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، نحو حديث ابن بشّارٍ
- قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ قال: أخبرنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن في قوله: { لكلّ أجلٍ كتابٌ } قال: " آجال بني آدم في كتابٍ، { يمحو اللّه ما يشاء } من أجله { ويثبت، وعنده أمّ الكتاب } "
- قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قول اللّه: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } قالت قريشٌ حين أنزل: { وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلاّ بإذن اللّه }: ما نراك يا محمّد تملك من شيءٍ، ولقد فرغ من الأمر، فأنزلت هذه الآية تخويفًا ووعيدًا لهم: إنّا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا، ونحدث في كلّ رمضان، فنمحو ونثبت ما نشاء من أرزاق النّاس ومصائبهم، وما نعطيهم، وما نقسم لهم ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ نحوه.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، نحوه.
وقال آخرون: معنى ذلك: ويغفر ما يشاء من ذنوب عباده، ويترك ما يشاء فلا يغفر
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيدٍ، في قوله: { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } قال: " يثبت في البطن الشّقاء، والسّعادة، وكلّ شيءٍ هو كائن فيغفر منه ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء ".
وأولى الأقوال الّتي ذكرت في ذلك بتأويل الآية، وأشبهها بالصّواب، القول الّذي ذكرناه عن الحسن ومجاهدٍ، وذلك أنّ اللّه تعالى ذكره توعّد المشركين الّذين سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الآيات بالعقوبة وتهدّدهم بها وقال لهم: { وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلاّ بإذن اللّه، لكلّ أجلٍ كتابٌ } يعلمهم بذلك أنّ لقضائه فيهم أجلاً مثبتًا في كتابٍ هم مؤخّرون إلى وقت مجيء ذلك الأجل، ثمّ قال لهم: فإذا جاء ذلك الأجل محى اللّه ما شاء ممّن قد دنا أجله، وانقطع رزقه، أو حان هلاكه، أو اتّضاعه من رفعةٍ، أو هلاك مالٍ، فيقضي ذلك في خلقه، فذلك محوه، ويثبت ما شاء ممّن بقي أجله، ورزقه، وأكله، فيتركه على ما هو عليه فلا يمحوه.
وبهذا المعنى جاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وذلك ما؛
- حدّثني محمّد بن سهل بن عسكرٍ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: حدّثنا اللّيث بن سعدٍ، عن زيادة بن محمّدٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن فضالة بن عبيدٍ، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ اللّه يفتح الذّكر في ثلاث ساعاتٍ يبقين من اللّيل، في السّاعة الأولى منهنّ ينظر في الكتاب الّذي لا ينظر فيه أحدٌ غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت ". ثمّ ذكر ما في السّاعتين الآخرتين
- حدّثنا موسى بن سهلٍ الرّمليّ قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا اللّيث قال: حدّثنا زيادة بن محمّدٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن فضالة بن عبيدٍ، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ اللّه ينزل في ثلاث ساعاتٍ يبقين من اللّيل، يفتح الذّكر في السّاعة الأولى الّذي لم يره أحدٌ غيره، يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء "
- حدّثني محمّد بن سهل بن عسكرٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " إنّ " للّه لوحًا محفوظًا مسيرة خمس مائة عامٍ، من درّةٍ بيضاء لها دفّتان من ياقوتٍ، والدّفّتان لوحان للّه، كلّ يومٍ ثلاث مائةٍ وستّون لحظةً، يمحو ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: حدّثني رجلٌ، عن أبيه، عن قيس بن عبّادٍ، أنّه قال: " العاشر من رجبٍ هو يومٌ يمحو اللّه فيه ما يشاء ".

القول في تأويل قوله تعالى: { وعنده أمّ الكتاب }.
اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: { وعنده أمّ الكتاب } فقال بعضهم: معناه: وعنده الحلال والحرام
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا محمّد بن عقبة، قال: حدّثنا مالك بن دينارٍ، قال: سألت الحسن: قلت: { أمّ الكتاب }، قال: " الحلال والحرام، قال: قلت: فما الحمد للّه ربّ العالمين؟ قال: هذه أمّ القرآن ".
وقال آخرون: معناه: وعنده جملة الكتاب وأصله
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: { وعنده أمّ الكتاب } قال: " جملة الكتاب وأصله ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: { وعنده أمّ الكتاب } قال: " كتابٌ عند ربّ العالمين "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: { وعنده أمّ الكتاب } قال: " جملة الكتاب وعلمه، يعني بذلك ما ينسخ منه وما يثبت "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: { وعنده أمّ الكتاب } يقول: " وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب: النّاسخ، والمنسوخ، وما يبدّل، وما يثبت، كلّ ذلك في كتابٍ "
وقال آخرون في ذلك ما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سيار، عن ابن عبّاسٍ، أنّه سأل كعبًا عن أمّ الكتاب، قال: " علم اللّه ما هو خالقٌ، وما خلقه عاملون، فقال لعلمه: كن كتابًا فكان كتابًا ".
وقال آخرون: هو الذّكر
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ. قال أبو جعفرٍ: لا أدري فيه ابن جريجٍ أم لا، قال: قال ابن عبّاسٍ: { وعنده أمّ الكتاب } قال: " الذّكر ".
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: وعنده أصل الكتاب وجملته، وذلك أنّه تعالى ذكره أخبر أنّه يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، ثمّ عقّب ذلك بقوله: { وعنده أمّ الكتاب } فكان بيّنًا أنّ معناه: وعنده أصل المثبت منه والممحوّ، وجملته في كتابٍ لديه.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: { ويثبت } فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة والكوفة: ( ويثبّت ) بتشديد الباء، بمعنى: ويتركه ويقرّه على حاله فلا يمحوه. وقرأه بعض المكّيّين وبعض البصريّين وبعض الكوفيّين: { ويثبت } بالتّخفيف، بمعنى: يكتب.
وقد بيّنّا قبل أنّ معنى ذلك عندنا: إقراره مكتوبًا وترك محوه، على ما قد بيّنّا، فإذا كان ذلك كذلك فالتّثبيت به أولى، والتّشديد أصوب من التّخفيف، وإن كان التّخفيف قد يحتمل توجيهه في المعنى إلى التّشديد، والتّشديد إلى التّخفيف، لتقارب معنييهما.
وأمّا المحو، فإنّ للعرب فيه لغتين: فأمّا مضر فإنّها تقول: محوت الكتاب أمحوه محوًا، وبه التّنزيل، ومحوته أمحاه محوًا، وذكر عن بعض قبائل ربيعة أنّها تقول: محيت أمحى). [جامع البيان: 13/559-573]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال: قالت قريش حين أنزل وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ما نراك يا محمد تملك من شيء ولقد فرغ من الأمر فنزل يمحو الله ما يشاء ويثبت تخويفا ووعيدا لهم أي إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ويحدث في كل شهر رمضان فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء أرزاق الناس ومصائبهم وما يقسم لهم). [تفسير مجاهد: 329-330]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، ثنا روح بن عبادة، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سليمان التّيميّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قول اللّه عزّ وجلّ {يمحو اللّه ما يشاء} [الرعد: 39] قال: " من أحد الكتابين هما كتابان يمحو اللّه ما يشاء من أحدهما {ويثبت، وعنده أمّ الكتاب} [الرعد: 39] أي جملة الكتاب «قد احتجّ مسلمٌ بحمّادٍ واحتجّ البخاريّ بعكرمة» وهو غريبٌ صحيحٌ من حديث سليمان التّيميّ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/380]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، ثنا حامد بن محمودٍ، ثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، ثنا حنظلة، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «لا ينفع الحذر من القدر، ولكنّ اللّه يمحو بالدّعاء ما يشاء من القدر» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/380]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} [الرعد: 39].
- عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول: " «يمحو اللّه ما يشاء " إلّا الشّقوة والسّعادة والحياة والموت» ".
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه محمّد بن جابرٍ اليماميّ وهو ضعيفٌ من غير تعمّد كذبٍ). [مجمع الزوائد: 7/43]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا العبّاس بن الفضل، ثنا همّام، عن الكلبيّ "في قوله: (يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب) قال: يمحو ما يشاء من الأشياء من الأجل ويزيد فيه ما يشاء. قال همّامٌ: قلت للكلبيّ: من حدّثك به؟ قال: أخبرني أبو صالحٍ عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم
- وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا روح بن عبد المؤمن، ثنا عبد الرّحيم بن موسى، عن سليمان بن أرقم، عن الزّهريّ، عن سالمٍ، عن أبيه قال: "قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (ومن عنده علم الكتاب) ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/226]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال عبد اللّه بن أحمد في الزّهد: حدثنا الحسن بن حمّادٍ الورّاق، ثنا (عثّامٌ)، عن الأعمش قال سمعت شقيقًا يقول: اللّهمّ إن كنت كتبتنا عندك (أشقياء) فامحنا واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء، فأثبتنا، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/751]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الحارث: حدثنا العبّاس بن الفضل، ثنا همّامٌ، عن الكلبيّ، في قوله (تعالى): {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب (39) }، قال: يمحو اللّه (عز وجل) ما يشاء من الأشياء من الأصل ويزيد فيه ما يشاء. قلت له: من حدّثك؟ قال: أبو صالحٍ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {لكل أجل كتاب} يقول: لكل كتاب ينزل من السماء أجل فيمحو الله من ذلك ما يشاء {ويثبت وعنده أم الكتاب} ). [الدر المنثور: 8/466] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: قالت قريش حين أنزل {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} ما نراك يا محمد تملك من شيء ولقد فرغ من الأمر، فأنزلت هذه الآية تخويفا لهم ووعيدا لهم {يمحو الله ما يشاء ويثبت} إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ويحدث الله تعالى في كل رمضان فيمحو الله ما يشاء {ويثبت} من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم). [الدر المنثور: 8/467] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: ينزل الله تعالى في كل شهر رمضان إلى سماء الدنيا يدبر أمر السنة إلى السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء ويثبت إلا الشقوة والسعادة والحياة والممات). [الدر المنثور: 8/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {يمحو الله ما يشاء} هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله تعالى فيموت على ضلاله فهو الذي يمحو والذي يثبت الرجل الذي يعمل بمعصية الله تعالى وقد سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله سبحانه وتعالى). [الدر المنثور: 8/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: من أحد الكتابين هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت {وعنده أم الكتاب} أي جملة الكتاب). [الدر المنثور: 8/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء له دفتان من ياقوت والدفتان لوحان لله كل يوم ثلاث وستون لحظة يمحو ما يشاء {ويثبت وعنده أم الكتاب}). [الدر المنثور: 8/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والطبراني عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل فينسخ الذكر في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهي داره التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها من بني آدم غير ثلاثة: النبيين والصديقين والشهداء ثم يقول: طوبى لمن نزلك، ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته فتنتفض فيقول: قومي بعزتي ثم يطلع إلى عباده فيقول: هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأجيبه حتى يصلى الفجر وذلك قوله (إن قرآن الفجر كان مشهودا) (سورة الإسراء آية 78) يقول: يشهده الله وملائكة الليل والنهار). [الدر المنثور: 8/468-469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر - رضي الله عنهما - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {يمحو الله ما يشاء ويثبت} إلا الشقوة والسعادة والحياة والموت). [الدر المنثور: 8/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن جرير، وابن مردويه عن الكلبي - رضي الله عنه - في الآية قال: يمحو من الرزق ويزيد فيه ويمحو من الأجل ويزيد فيه، فقيل له: من حدثك بهذا قال: أبو صالح، عن جابر بن عبد الله بن رباب الأنصاري عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: ذلك كل ليلة القدر يرفع ويخفض ويرزق غير الحياة والموت والشقاوة والسعادة فإن ذلك لا يزول). [الدر المنثور: 8/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر عن علي - رضي الله عنه - أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال له لأقرن عينيك بتفسيرها ولأقرن عين أمتي بعدي بتفسيرها الصدقة على وجهها وبر الوالدين واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر ويقي مصارع السوء). [الدر المنثور: 8/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لا ينفع الحذر من القدر ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر). [الدر المنثور: 8/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قيس بن عباد - رضي الله عنه - قال: العاشر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء). [الدر المنثور: 8/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن قيس بن عباد - رضي الله عنه - قال: لله أمر في كل ليلة العاشر من أشهر الحرم أما العشر من الأضحى فيوم النحر.
وأمّا العشر من المحرم فيوم عاشوراء.
وأمّا العشر من رجب ففيه {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: ونسيت ما قال في ذي القعدة). [الدر المنثور: 8/470-471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال وهو يطوف بالبيت: اللهم إن كنت كتبت علي شقاوة أو ذنبا فامحه فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة). [الدر المنثور: 8/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وسع الله له في معيشته يا ذا المن ولا يمن عليه يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول لا إله إلا أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين إن كنت كتبتني في أم الكتاب شقيا فامح عني اسم الشقاء وأثبتني عندك سعيدا وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقترا علي رزقي فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتني عندك سعيدا موفقا للخير فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} ). [الدر المنثور: 8/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن السائب بن ملجان من أهل الشام - وكان قد أدرك الصحابة رضي الله عنهم - قال: لما دخل عمر – رضي الله عنه - الشام حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيبا كقيامي فيكم فأمر بتقوى الله وصلة الرحم وصلاح ذات البين وقال: عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة وإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن وأمارة المنافق الذي لا تسوءه سيئته ولا تسره حسنته إن عمل خيرا لم يرج من الله في ذلك ثوابا وإن عمل شرا لم يخف من الله في ذلك الشر عقوبة وأجملوا في طلب الدنيا فإن الله قد تكفل بأرزاقكم وكل سيتم له عمله الذي كان عاملا استعينوا الله على أعمالكم فإنه يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب صلى الله على نبينا محمد وآله وعليه السلام ورحمة الله السلام عليكم، قال البيهقي - رضي الله عنه -: هذه خطبة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على أهل الشام أثرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والديلمي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من المحارم إلا ارتكبه وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: لئن رأيت أبا رومي في بعض أزقة المدينة لأضربن عنقه وإن بعض أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم أتاه ضيف له فقال لامرأته: اذهبي إلى أبي رومي فخذي لنا منه بدرهم طعاما حتى ييسره الله تعالى، فقالت له: إنك تبعثني إلى ابي رومي وهو من أفسق أهل المدينة،، فقال: اذهبي فليس عليك منه بأس إن شاء الله تعالى فانطلقت إليه فضربت عليه الباب فقال: من هذا قالت: فلانة، قال: ما كنت لنا بزوارة ففتح لها الباب فأخذها بكلام رفث ومد يده إليها فأخذها رعدة شديدة، فقال لها: ما شأنك قالت: إن هذا عمل ما عملته قط، قال أبو رومي: ثكلت أبا رومي أمه هذا عمل عمله منذ هو صغير لا تأخذه رعدة ولا يبالي على أبي رومي عهد الله إن عاد لشيء من هذا أبدا فلما أصبح غدا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا بأبي رومي وأخذ يوسع له بالمكان وقال له يا ابا رومي ما عملت البارحة فقال: ما عسى أن أعمل يا نبي الله أنا شر أهل الأرض، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إن الله قد حول مكتبك إلى الجنة، فقال {يمحو الله ما يشاء ويثبت}). [الدر المنثور: 8/472-474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج يعقوب بن سفيان وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من المحارم إلا ارتكبه فلما غد على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلما رآه النّبيّ صلى الله عليه وسلم من بعيد قال: مرحبا بأبي رومي وأخذ يوسع له المكان فقال: يا أبا رومي ما عملت البارحة قال: ما عسى أن أعمل يا نبي الله أنا شر أهل الأرض فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إن الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} ). [الدر المنثور: 8/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: إن الله ينزل كل شيء يكون في السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء من الآجال والأرزاق والمقادير إلا الشقاء والسعادة فإنهما ثابتان). [الدر المنثور: 8/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن منصور - رضي الله عنه - قال: سألت مجاهدا - رضي الله عنه - فقلت: أرأيت دعاء أحدنا يقول: اللهم إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم وإن كان في الأشقياء فامحه منهم واجعله في السعداء، فقال: حسن، ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك فسألته عن ذلك فقال (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أم حكيم) (سورة الدخان آية 3 و4) قال: يعني في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، فأما كتاب الشقاء والسعادة فهو ثابت لا يغير). [الدر المنثور: 8/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: إلا الحياة والموت والشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران). [الدر المنثور: 8/474-475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن شقيق بن أبي وائل قال: كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب). [الدر المنثور: 8/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود - رضي الله - أنه كان يقول: اللهم إن كنت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء وإن كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء وأثبتني في السعداء فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب). [الدر المنثور: 8/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن كعب - رضي الله عنه - أنه قال لعمر - رضي الله عنه - يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة، قال: وما هي قال: قول الله {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} ). [الدر المنثور: 8/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - في الآية قال: يقول: أنسخ ما شئت وأصنع في الآجال ما شئت وإن شئت زدت فيها وإن شئت نقصت {وعنده أم الكتاب} قال: جملة الكتاب وعلمه يعني بذلك ما ينسخ منه وما يثبت). [الدر المنثور: 8/475-476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في المدخل عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله {وعنده أم الكتاب} يقول: وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب الله تعالى). [الدر المنثور: 8/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: هي مثل قوله (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) (سورة البقرة آية 106) وقوله {وعنده أم الكتاب} أي جملة الكتاب وأصله). [الدر المنثور: 8/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال {يمحو الله ما يشاء}: مما ينزل على الأنبياء {ويثبت} ما يشاء مما ينزل على الأنبياء {وعنده أم الكتاب} لا يغير ولا يبدل). [الدر المنثور: 8/476-477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج - رضي الله عنه - {يمحو الله ما يشاء} قال: ينسخ {وعنده أم الكتاب} قال: الذكر). [الدر المنثور: 8/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: يمحو الله الآية بالآية {وعنده أم الكتاب} قال: أصل الكتاب). [الدر المنثور: 8/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {لكل أجل كتاب} قال: أجل بني آدم في كتاب {يمحو الله ما يشاء} قال: من جاء أجله {ويثبت} قال: من لم يجيء أجله بعد فهو يجري إلى أجله). [الدر المنثور: 8/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال: {يمحو الله} رزق هذا الميت {ويثبت} رزق هذا المخلوق الحي). [الدر المنثور: 8/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: يثبت في البطن الشقاء والسعادة وكل شيء هو كائن فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء). [الدر المنثور: 8/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {يمحو الله ما يشاء ويثبت} مخففة). [الدر المنثور: 8/477-478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وعنده أم الكتاب} قال: الذكر). [الدر المنثور: 8/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - {وعنده أم الكتاب} قال: الذكر). [الدر المنثور: 8/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن سيار عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سأل كعبا رضي الله عنه عن أم الكتاب فقال: علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون، فقال لعلمه: كن كتابا، فكان كتابا). [الدر المنثور: 8/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي - رضي الله عنه - {وعنده أم الكتاب} يقول: عنده الذي لا يبدل). [الدر المنثور: 8/478]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: { وإن ما نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك، فإنّما عليك البلاغ، وعلينا الحساب }.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإمّا نرينّك يا محمّد في حياتك بعض الّذي نعد هؤلاء المشركين باللّه من العقاب على كفرهم، أو نتوفّينّك قبل أن نريك ذلك، فإنّما عليك أن تنتهي إلى طاعة ربّك فيما أمرك به من تبليغهم رسالته، لا طلب صلاحهم ولا فسادهم، وعلينا محاسبتهم فمجازاتهم بأعمالهم، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ). [جامع البيان: 13/574]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 12:03 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لكلّ أجلٍ كتابٌ...}
جاء التفسير: لكل كتاب أجل. ومثله {وجاءت سكرة الموت بالحقّ} وذلك عن أبي بكر الصّديق رحمه الله: {وجاءت سكرة الموت بالحقّ} لأن الحقّ أتى بها وتأتّى به.
فكذلك تقول: لكل أجلٍ مؤجّل ولكل مؤجّل أجل والمعنى واحد والله أعلم). [معاني القرآن: 2/66-65]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لكلّ أجلٍ كتابٌ} أي وقت قد كتب). [تفسير غريب القرآن: 228]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لكل أجل كتاب} أي وقت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 120]

تفسير قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت...}
(ويثبّت) مشدّد قراءة أصحاب عبد الله وتقرأ و(يثبت) خفيف. ومعنى تفسيرها أنه - عزّ وجلّ - ترفع إليه أعمال العبد صغيرها وكبيرها، فيثبت ما كان فيه عقاب أو ثواب ويمحو ما سوى ذلك). [معاني القرآن: 2/66]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يمحوا الله ما يشاء} محوت تمحو، وتمحي: لغة). [مجاز القرآن: 1/334]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {يمحو الله ما يشاء ويثبت} من أثبت، وأصحاب عبد الله {ويثبت} من ثبت). [معاني القرآن لقطرب: 763]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله: {يمحو الله ما يشاء} لغة مضر: محا يمحو محوًا ويمحا، قد قالوا أيضًا: محيت أمحا محيا؛ إلا أن الكتاب متبع لأن الآية جاءت بالواو). [معاني القرآن لقطرب: 770]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يمحو اللّه ما يشاء} أي ينسخ من القرآن ما يشاء {ويثبت} أي يدعه ثابتا فلا ينسخه، وهو المحكم {وعنده أمّ الكتاب} أي جملته وأصله.
وفي رواية أبي صالح: أنه يمحو من كتب الحفظة ما تكلم به الإنسان مما ليس له ولا عليه، ويثبت ما عليه وما له). [تفسير غريب القرآن: 229-228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب}
أي يمحو الله ما يشاء مما يكتبه الحفظة على العباد ويثبت.
قال بعضهم: يمحو الله ما يشاء ويثبت، أي من أتى أجله محي، ومن لم يأت أجله أثبت.
وقيل يمحو اللّه ما يشاء ويثبت أي ينسخ مما أمر به ما يشاء ويثبت أي ويبقي من أمره ما يشاء.
{وعنده أمّ الكتاب} أي أصل الكتاب.
وقيل يمحو الله ما يشاء ويثبت أي من قدّر له رزقا وأجلا محا ما يشاء من ذلك وأثبت ما يشاء). [معاني القرآن: 3/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت}
وقرأ ابن عباس ويثبت
روي عنه يحكم الله جل وعز أمر السنة في شهر رمضان فيمحو ما يشاء ويثبت إلا الحياة والموت والشقوة والسعادة
وفي رواية أبي صالح يمحو الله مما كتب الحفظة ما ليس للإنسان وليس عليه ويثبت ما له وعليه
وحدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يمحو الله ما يشاء} يقول يبدل الله من القرآن ما يشاء فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله
وعنده أم الكتاب يقول جملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وكذلك قال قتادة
وقال ابن جريج يمحو الله ما يشاء أي ينسخ وكأن معنى ويثبت عنده لا ينسخه فيكون محكما
ويثبت بالتشديد على التكثير
قال أبو جعفر ويثبت بالتخفيف أجمع لهذه الأقوال من يثبت
وكان أبو عبيد قد اختار ويثبت على أن أبا حاتم قد أومأ إلى أن معناهما واحد
وروى عوف عن الحسن قال يمحو من جاء أجله ويثبت من لم يجيء أجله بعد إلى أجله). [معاني القرآن: 3/503-502]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أم الكتاب}: اللوح الحفوظ). [ياقوتة الصراط: 283]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن مّا نرينّك بعض الّذي نعدهم...}وأنت حيّ.
{أو نتوفّينّك} يكون بعد موتك {فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب}). [معاني القرآن: 2/66]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك} ألف إما مكسورة لأنه في موضع أحد الأمرين). [مجاز القرآن: 1/334]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}.
فإنه لم يرد أن عليك البلاغ بعد الوفاة كما ظنّوا، وإنما أراد: إن أريناك بعض الذي نعدهم في حياتك، أو توفيناك قبل أن نريك ذلك- فليس عليك إلا أن تبلّغ، وعلينا أن نجازي.
ومثل هذا: رجل بعثته واليا وقلت له: سر إلى بلد كذا فادعهم، فإن استجابوا لك فأحسن فيهم السيرة، وابسط المعدلة، وإن عصوك فعظهم وحذّرهم عقاب المعصية، فإن أقاموا على الغَواية أعلمتني ليأتيهم النّكير؛ فصار إليهم فمانعوه، ووعظهم فخالفوه، وأقام حينا مستبطئا ما أوعدتهم به، فقلت: إن أريناك ما وعدناهم من العقوبة أو عزلناك قبل أن نريك ذلك- فليس لك أن تستبطئنا، إنما عليك التّبليغ والعظة، وعلينا الجزاء والمكافأة). [تأويل مشكل القرآن: 84-85]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وإن ما نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب }
" إن " أدخلت عليها (ما) لتوكيد الشرط.
دخلت النون مؤكدة للفعل.
{أو نتوفّينّك}.
عطف على (نرينّك) وجواب الجزاء: {فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب} أي علينا الحساب لنجزي كل نفس بما عملت.
والمعنى إما أريناك بعض الذي وعدناهم من إظهار دين الإسلام على الدين كله، أو توفيناك قبل ذلك، فليس عليك إلّا البلاغ - كفروا هم به أو آمنوا). [معاني القرآن: 3/151-150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله عز وجل: {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}
أي إما نرينك بعض ما وعدناك من إظهار دين الإسلام على الدين كله أو نتوفينك قبل ذلك فإنما عليك أن تبلغهم وعلينا أن نحاسبهم فنجازيهم بأعمالهم). [معاني القرآن: 3/504]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 05:23 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) )


تفسير قوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وأنشد لقحيف العقيلي:

أتعرف أم لا رسم دار معطلا = من العام يمحاه ومن عام أولا
وفي الصحصحيين الذين ترحلوا = كواعب من بكر تسام وتحبلا
...
قال أبو الحسن أما قوله يمحاه فإن العرب تقول مَحَا يَمْحُو ويَمْحَى وقد جاء يَمْحِي وهي شاذة قليلة، يقول بعضهم مَحَيْتُ كما
يقول الآخروت محوت. ومن قال يَمْحَى فإنما يفتح لأن الحاء من حروف الحلق). [النوادر في اللغة: 533-534]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:56 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:57 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:59 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك} الآية. في صدرها تأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم، ورد على المقترحين من قريش بالملائكة، المتعجبين من بعثة الله بشرا رسولا، فالمعنى: أن بعثك يا محمد ليس ببدع، فقد تقدم هذا في الأمم، ثم جاء قوله: {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} الآية، لفظه لفظ النهي والزجر، والمقصد به إنما هو النفي المحض، لكنه نفي تأكيد بهذه العبارة، ومتى كانت هذه العبارة عن أمر واقع تحت قدرة المنهي فهي زجر، ومتى لم يقع ذلك تحت قدرته فهو نفي محض مؤكد. وبإذن الله معناه: إلا أن يأذن الله في ذلك.
وقوله تعالى: {لكل أجل كتاب} لفظ عام في جميع الأشياء التي لها آجال، وذلك أنه ليس كائن فيها إلا وله أجل في بدئه وفي خاتمته، وكل أجل مكتوب محصور، فأخبر الله تعالى عن كتبه الآجال التي للأشياء عامة، وقال الضحاك، والفراء: المعنى: لكل كتاب أجل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا العكس غير لازم، ولا وجه له، إذ المعنى تام في ترتيب القرآن، بل يمكن
[المحرر الوجيز: 5/211]
هدم قولهما بأن الأشياء التي كتبها الله أزلية باقية كتنعيم أهل الجنة وغيره يوجد كتابها ولا أجل له). [المحرر الوجيز: 5/212]

تفسير قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت}، قرأ نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: "ويثبت" بتشديد الباء، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم بتخفيفها، وقد تخبط الناس في معنى هذه الألفاظ، والذي يتلخص به مشكلها: أن نعتقد أن الأشياء التي قدرها الله تعالى في الأزل، وعلمها بحال ما، لا يصح فيها محو ولا تبديل، وهي التي كتبت في أم الكتاب، وسبق بها القضاء، وهذا مروي عن ابن عباس وغيره من أهل العلم، وأما الأشياء التي قد أخبر الله تعالى أنه يبدل فيها وينقل كغفر الذنوب بعد تقريرها، وكنسخ آية بعد تلاوتها واستقرار حكمها ففيها يقع المحو والتثبيت فيما يقيده الحفظة ونحو ذلك، وأما إذا رد الأمر إلى القضاء والقدر فقد محا الله ما محا وثبت ما ثبت، وجاءت العبارة مستقبلة لمحي الحوادث، وهذه الأمور فيما يستأنف من الزمان، فينتظر البشر ما يمحو أو ما يثبت، وبحسب ذلك خوفهم ورجاؤهم ودعاؤهم، وقالت فرقة منهم الحسن: هي في آجال بني آدم، وذلك أن الله تعالى في ليلة القدر -وقيل: ليلة نصف شعبان- يكتب آجال الموتى، فيمحى ناس من ديوان الأحياء ويثبتون في ديوان الموتى، وقال قيس بن عباد: العاشر من رجب هو يوم يمحوا الله ما يشاء ويثبت.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا التخصيص في الآجال أو غيرها لا معنى له، وإنما يحسن من الأقوال هنا ما كان عاما في جميع الأشياء، فمن ذلك أن يكون معنى الآية: أن الله تعالى يغير الأمور على أحوالها، أعني ما من شأنه أن يغير على ما قدمناه، فيمحو من تلك الحالة ويثبته في التي نقله إليها، وروي عن عمر، وابن مسعود أنهما كانا يقولان في دعائهما: "اللهم إن كنت كتبتنا في ديوان الشقاوة فامحنا وأثبتنا في ديوان السعادة، فإنك تمحو ما تشاء
[المحرر الوجيز: 5/212]
وتثبت"، وهذا دعاء في غفران الذنوب وعلى جهة الجزع منهما. أي: اللهم إن كنا شقينا بمعصيتك، وكتبت علينا ذنوب وشقاوة فامحها عنا بالمغفرة والطاعة، وفي لفظ عمر رضي الله عنه -في بعض الروايات- بعض من هذا، ولم يكن دعاؤهما البتة في تبديل سابق القضاء، ولا يتأول عليهما ذلك.
وقيل: إن هذه الآية نزلت لأن قريشا لما سمعت قول الله تعالى: {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} قالوا: ليس لمحمد في هذا الأمر قدرة ولا حظ، فنزلت يمحو الله ما يشاء ويثبت أي: ربما أذن الله من ذلك كما تكرهون بعد أن لم يكن يأذن.
وحكى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يمحو الله ما يشاء ويثبت من أمور عباده، إلا السعادة والشقاوة والآجال فإنه لا محو فيها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا نحو ما أصلناه أولا في الآية.
وحكي عن فرقة أنها قالت: يمحو الله ما يشاء ويثبت من كتاب حاشى أم الكتاب الذي عنده الذي لا يغير منه شيئا، وقالت فرقة: معناه: يمحو كل ما يشاء ويثبت كل ما أراد، ونحو هذه الأقوال التي هي سهلة المعارضة. وأسند الطبري عن إبراهيم النخعي أن كعبا قال لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة، قال: وما هي؟ قال: قوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}، وذكر أبو المعالي في التلخيص أن عليا رضي الله عنه هو الذي قال هذه المقالة المذكورة عن كعب، وذلك عندي- لا يصح عن علي.
واختلفت أيضا عبارة المفسرين في تفسير أم الكتاب -فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هو الذكر، وقال كعب: هو علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأصوب ما يفسر به أم الكتاب أنه ديوان الأمور المحدثة التي قد سبق
[المحرر الوجيز: 5/213]
القضاء فيها بما هو كائن، وسبق ألا يبدل، ويبقى المحو والتثبيت في الأمور التي سبق في القضاء أن تبدل وتمحى وتثبت، قال نحوه قتادة، وقالت فرقة: معنى أم الكتاب: الحلال والحرام، وهذا قول الحسن بن أبي الحسن). [المحرر الوجيز: 5/214]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}
"إن" شرط دخلت عليها "ما"، وهي قبل الفعل، فصارت بعد في ذلك بمنزلة اللام المؤكدة في القسم التي تكون قبل الفعل في قولك: "والله لتخرجن"، فلذلك يحسن أن تدخل النون الثقيلة في قولك "نرينك" لحلولها هنا محل اللام هناك، ولو لم تدخل "ما" لما جاز ذلك إلا في الشعر.
وخص "البعض" بالذكر إذ مفهوم أن الأعمار تقصر عن إدراك جميع ما تأتي به الأقدار مما يوعد به الكفار، وكذلك أعطى الوجود، ألا ترى أن أكثر الفتوح إنما كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم، و"أو" عاطفة.
وقوله: "فإنما" جواب الشرط، ومعنى الآية: إن تبق يا محمد لترى، أو نتوفينك
[المحرر الوجيز: 5/214]
فعلى كلا الوجهين إنما يلزمك البلاغ فقط. وقوله: "نعدهم" يحتمل أن يريد به المضار التي توعد بها الكفار، فأطلق فيها لفظة الوعد لما كانت تلك المضار معلومة مصرحا بها، ويحتمل أن يريد الوعد لمحمد عليه الصلاة والسلام في إهلاك الكفر، ثم أضاف الوعد إليهم لما كان في شأنهم). [المحرر الوجيز: 5/215]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:15 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:20 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجًا وذرّيّةً وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلا بإذن اللّه لكلّ أجلٍ كتابٌ (38) يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب (39)}
يقول تعالى: وكما أرسلناك، يا محمّد، رسولًا بشريًّا كذلك [قد] بعثنا المرسلين قبلك بشرًا يأكلون الطّعام، ويمشون في الأسواق ويأتون الزّوجات، ويولد لهم، وجعلنا لهم أزواجًا وذرّيّةً، وقد قال [اللّه] تعالى لأشرف الرّسل وخاتمهم: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ} [الكهف: 110].
وفي الصّحيحين: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أمّا أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآكل الدّسم وأتزوّج النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، أنبأنا الحجّاج بن أرطاة عن مكحولٍ قال: قال أبو أيّوب: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أربعٌ من سنن المرسلين: التّعطّر، والنّكاح، والسّواك، والحنّاء".
وقد رواه أبو عيسى التّرمذيّ، عن سفيان بن وكيع عن حفص بن غياث، عن الحجّاج، عن مكحولٍ، عن أبى الشّمال عن أبي أيّوب = فذكره، ثمّ قال: وهذا أصحّ من الحديث الّذي لم يذكر فيه أبو الشّمال .
وقوله: {وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلا بإذن اللّه} أي: لم يكن يأتي قومه بخارقٍ إلّا إذا أذن له فيه، ليس ذلك إليه، بل إلى اللّه، عزّ وجلّ، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
{لكلّ أجلٍ كتابٌ} أي: لكلّ مدّةٍ مضروبةٍ كتابٌ مكتوبٌ بها، وكلّ شيءٍ عنده بمقدارٍ، {ألم تعلم أنّ اللّه يعلم ما في السّماء والأرض إنّ ذلك في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [الحجّ: 70].
وكان الضّحّاك بن مزاحمٍ يقول في قوله: {لكلّ أجلٍ كتابٌ} أي: لكلّ كتابٍ أجلٌ يعني لكلّ كتابٍ أنزله من السّماء مدّةٌ مضروبةٌ عند اللّه ومقدارٌ معيّنٌ، فلهذا يمحو ما يشاء منها ويثبت، يعني حتّى نسخت كلّها بالقرآن الّذي أنزله اللّه على رسوله، صلوات اللّه وسلامه عليه.
وقوله: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} اختلف المفسّرون في ذلك، فقال الثوري، ووكيع، وهشيم، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ: يدبّر أمر السّنة، فيمحو ما يشاء، إلّا الشّقاء والسّعادة، والحياة والموت. وفي روايةٍ: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: كلّ شيءٍ إلّا الحياة والموت، والشّقاء والسّعادة فإنّهما قد فرغ منهما.
وقال مجاهدٌ: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} إلّا الحياة والموت، والشّقاء والسّعادة، فإنّهما لا يتغيّران.
وقال منصورٌ: سألت مجاهدًا فقلت: أرأيت دعاء أحدنا يقول: اللّهمّ، إن كان اسمي في السّعداء فأثبته فيهم، وإن كان في الأشقياء فامحه عنهم واجعله في السّعداء. فقال: حسنٌ. ثمّ لقيته بعد ذلك بحولٍ أو أكثر، فسألته عن ذلك، فقال: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} [الدّخان: 3، 4] قال: يقضي في ليلة القدر ما يكون في السّنة من رزقٍ أو مصيبةٍ، ثمّ يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء، فأمّا كتاب الشّقاوة والسّعادة فهو ثابتٌ لا يغير.
وقال الأعمش، عن أبي وائلٍ شقيق بن سلمة: إنّه كان يكثر أن يدعو بهذا الدّعاء: اللّهمّ، إن كنت كتبتنا أشقياء فامحه، واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب. رواه ابن جريرٍ.
وقال ابن جريرٍ أيضًا: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثني أبي، عن أبي حكيمة عصمة، عن أبي عثمان النّهدي؛ أنّ عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، قال وهو يطوف بالبيت وهو يبكي: اللّهمّ، إن كنت كتبت عليّ شقوةً أو ذنبًا فامحه، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب، فاجعله سعادةً ومغفرةً.
وقال حمّادٌ عن خالدٍ الحذّاء، عن أبي قلابة عن ابن مسعودٍ أنّه كان يدعو بهذا الدّعاء أيضًا.
ورواه شريكٌ، عن هلال بن حميدٍ، عن عبد اللّه بن عكيم، عن ابن مسعودٍ، بمثله.
وقال ابن جرير: حدثني المثنى، حدثنا حجاج، حدّثنا خصافٌ، عن أبي حمزة، عن إبراهيم؛ أنّ كعبًا قال لعمر بن الخطّاب: يا أمير المؤمنين، لولا آيةٌ في كتاب اللّه لأنبأتك بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة. قال: وما هي؟ قال: قول اللّه تعالى: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب}.
ومعنى هذه الأقوال: أنّ الأقدار ينسخ اللّه ما يشاء منها، ويثبت منها ما يشاء، وقد يستأنس لهذا القول بما رواه الإمام أحمد:
حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، وهو الثّوريّ، عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد اللّه بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إن الرّجل ليحرم الرّزق بالذّنب يصيبه، ولا يردّ القدر إلّا الدّعاء، ولا يزيد في العمر إلّا البرّ".
ورواه النّسائيّ وابن ماجه، من حديث سفيان الثّوريّ، به.
وثبت في الصّحيح أنّ صلة الرّحم تزيد في العمر وفي الحديث الآخر: "إنّ الدّعاء والقضاء ليعتلجان بين السّماء والأرض".
وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن سهل بن عسكرٍ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا ابن جريج، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ للّه لوحًا محفوظًا مسيرة خمسمائة عامٍ، من درّةٍ بيضاء لها دفّتان من ياقوتٍ -والدّفّتان: لوحان -للّه، عزّ وجلّ [كلّ يومٍ ثلاثمائةٍ] وستّون لحظةً، يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب.
وقال اللّيث بن سعدٍ، عن زياد بن محمّدٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " [إن الله] يفتح الذّكر في ثلاث ساعاتٍ يبقين من اللّيل، في السّاعة الأولى منها ينظر في الذّكر الّذي لا ينظر فيه أحدٌ غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت". وذكر تمام الحديث. رواه ابن جريرٍ.
وقال الكلبيّ: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: يمحو من الرّزق ويزيد فيه، ويمحو من الأجل ويزيد فيه. فقيل له: من حدّثك بهذا؟ فقال: أبو صالحٍ، عن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. ثمّ سئل بعد ذلك عن هذه الآية فقال: يكتب القول كلّه، حتّى إذا كان يوم الخميس، طرح منه كلّ شيءٍ ليس فيه ثوابٌ ولا عقابٌ، مثل قولك: أكلت وشربت، دخلت وخرجت ونحوه من الكلام، وهو صادقٌ، ويثبت ما كان فيه الثّواب، وعليه العقاب.
وقال عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: الكتاب كتابان: فكتّابٌ يمحو اللّه منه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب} يقول: هو الرّجل يعمل الزّمان بطاعة اللّه، ثمّ يعود لمعصية اللّه فيموت على ضلالةٍ، فهو الّذي يمحو -والّذي يثبت: الرّجل يعمل بمعصية اللّه، وقد كان سبق له خيرٌ حتّى يموت وهو في طاعة اللّه، وهو الّذي يثبت.
وروي عن سعيد بن جبير: أنّها بمعنى: {فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء والله على كلّ شيءٍ قديرٌ} [البقرة: 284].
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} يقول: يبدّل ما يشاء فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، {وعنده أمّ الكتاب} يقول: وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب، النّاسخ، والمنسوخ، وما يبدّل، وما يثبت كلّ ذلك في كتابٍ.
وقال قتادة في قوله: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} كقوله {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها} [البقرة: 106]
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ في قوله: {يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت} قال: قالت كفّار قريشٍ حين أنزلت: {وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلا بإذن اللّه} ما نراك يا محمّد تملك من شيءٍ، ولقد فرغ من الأمر. فأنزلت هذه الآية تخويفًا، ووعيدًا لهم: إنّا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا، ونحدث في كلّ رمضان، فنمحو ونثبت ما نشاء من أرزاق النّاس ومصائبهم، وما نعطيهم، وما نقسم لهم.
وقال الحسن البصري: {يمحوا اللّه ما يشاء} قال: من جاء أجله، فذهب، ويثبت الّذي هو حيٌّ يجري إلى أجله.
وقد اختار هذا القول أبو جعفر بن جريرٍ، رحمه اللّه.
وقوله: {وعنده أمّ الكتاب} قال: الحلال والحرام.
وقال قتادة: أي جملة الكتاب وأصله.
وقال الضّحّاك: {وعنده أمّ الكتاب} قال: كتابٌ عند ربّ العالمين.
وقال سنيد بن داود، حدّثني معتمرٌ، عن أبيه، عن سيّار، عن ابن عبّاسٍ؛ أنّه سأل كعبًا عن "أمّ الكتاب"، فقال: علم اللّه، ما هو خالقٌ، وما خلقه عاملون، ثمّ قال لعلمه: "كن كتابًا". فكانا كتابًا.
وقال ابن جريرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وعنده أمّ الكتاب} قال: الذكر، [والله أعلم] ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 468-472]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإن ما نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب (40) أولم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها واللّه يحكم لا معقّب لحكمه وهو سريع الحساب (41)}
يقول تعالى لرسوله: {وإن ما نرينّك} يا محمّد {بعض الّذي نعدهم} أي: نعد أعداءك من الخزي والنّكال في الدّنيا، {أو نتوفّينّك} [أي] قبل ذلك، {فإنّما عليك البلاغ} أي: إنّما أرسلناك لتبلّغهم رسالة اللّه وقد بلّغت ما أمرت به، {وعلينا الحساب} أي: حسابهم وجزاؤهم، كما قال تعالى: {فذكّر إنّما أنت مذكّرٌ لست عليهم بمصيطرٍ إلا من تولّى وكفر فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر إنّ إلينا إيابهم ثمّ إنّ علينا حسابهم} [الغاشية: 21 -26]).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 472]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة