العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزخرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 03:53 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الزخرف [من الآية(15)إلى الآية(18)]

{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 03:55 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله وجعلوا له من عباده جزءا أي عدلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/195]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {جزءًا} [الزخرف: 15] : «عدلًا»). [صحيح البخاري: 6/131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله جزءًا عدلًا وصله عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة بهذا وهو بكسر العين وكذا أخرجه البخاريّ في كتاب خلق أفعال العباد من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مثله وأمّا أبو عبيدة فقال جزءًا أي نصيبًا وقيل جزءًا إناثًا تقول جزّأت المرأة إذا أتت بأنثى). [فتح الباري: 8/569]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (ثنا يونس عن شيبان عن قتادة في قوله 15 الزخرف {وجعلوا له من عباده جزءا} قال عدلا
وقال البخاريّ في كتاب خلق أفعال العباد ثنا روح بن عبد المؤمن ثنا يزيد ابن زريع ثنا سعيد عن قتادة في قوله 15 الزخرف {وجعلوا له من عباده جزءا} قال عدلا). [تغليق التعليق: 4/309]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (جزءًا عدلاً
أشار به إلى قوله عز وجل: {وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين} (الزخرف: 15) وفسّر جزءا بقوله: (عدلا) بكسر العين، وكذا رواه عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة، وفي التّفسير: أي: نصيبا وبعضا. وذلك قولهم: الملائكة بنات الله تعالى الله عن ذلك.
قوله: (وجعلوا) ، أي: المشركون. قوله: (له) ، أي: الله تعالى). [عمدة القاري: 19/161]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({جزءًا}) في قوله تعالى: {وجعلوا له من عباده جزءًا} [الزخرف: 15] أي (عدلًا) بكسر العين وسكون الدال وفي آل ملك عدلًا بفتح العين وسكون الدال أي مثلًا فالمراد بالجزء هنا إثبات الشركاء لله تعالى لأنهم لما أثبتوا الشركاء زعموا أن كل العبادة ليست لله بل بعضها جزء له تعالى وبعضها جزء لغيره، وقيل معنى الجعل أنهم أثبتوا لله ولدًا لأن ولد الرجل جزء منه والأول أولى لأنّا إذا حملنا الآية على إنكار الشريك لله والآية اللاحقة على إنكار الولد كان ذلك جامعًا للرد على جميع المبطلين). [إرشاد الساري: 7/334-335]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عزّ وجلّ: {وجعلوا له من عباده جزءاً} قال: جعلوا له نصيبًا وشريكًا من عباده). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 91]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلوا له من عباده جزءًا إنّ الإنسان لكفورٌ مبينٌ (15) أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين (16) وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلاً ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء المشركون للّه من خلقه نصيبًا، وذلك قولهم للملائكة: هم بنات اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٌ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {وجعلوا له من عباده جزءًا} قال: ولدًا وبناتٍ من الملائكة.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {وجعلوا له من عباده جزءًا} قال: البنات.
وقال آخرون: عنى بالجزء هاهنا: العدل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وجعلوا له من عباده جزءًا} أي عدلاً.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وجعلوا له من عباده جزءًا} أي عدلاً.
وإنّما اخترنا القول الّذي اخترناه في تأويل ذلك، لأنّ اللّه جلّ ثناؤه أتبع ذلك قوله: {أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين} توبيخًا لهم على قولهم ذلك، فكان معلومًا أنّ توبيخه إيّاهم بذلك إنّما هو عمّا أخبر عنهم من قيلهم ما قالوا في إضافة البنات إلى اللّه عزّ وجلّ.
وقوله: {إنّ الإنسان لكفورٌ مبينٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ الإنسان لذو جحدٍ لنعم ربّه الّتي أنعمها عليه، مبينٌ: يقول: يبين كفرانه نعمه عليه، لمن تأمّله بفكر قلبه، وتدبّر حاله). [جامع البيان: 20/560-562]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وجعلوا له من عباده جزءا يعني ولدا بنات من الملائكة). [تفسير مجاهد: 580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {وجعلوا له من عباده جزءا} قال: عدلا). [الدر المنثور: 13/191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وجعلوا له من عباده جزءا} قال: ولدا وبنات من الملائكة، وفي قوله: {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا} قال: ولدا). [الدر المنثور: 13/191-192]

تفسير قوله تعالى: (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ} يقول جلّ ثناؤه موبّخًا هؤلاء المشركين الّذين وصفوه بأنّ الملائكة بناته: اتّخذ ربّكم أيّها الجاهلون ممّا يخلق بناتٍ، وأنتم لا ترضون لأنفسكم، وأصفاكم بالبنين: يقول: وأخلصكم بالبنين، فجعلهم لكم). [جامع البيان: 20/562]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلاً} يقول تعالى ذكره: وإذا بشّر أحد هؤلاء المشركين الجاعلين للّه من عباده جزءًا بما ضرب للرّحمن مثلاً: يقول: بما مثّل للّه، فشبّهه شبهًا، وذلك ما وصفه به من أنّ له بناتٍ.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {بما ضرب للرّحمن مثلاً} قال: ولدًا.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {بما ضرب للرّحمن مثلاً} بما جعل للّه.
وقوله: {ظلّ وجهه مسودًّا} يقول تعالى ذكره: ظلّ وجه هذا الّذي بشّر بما ضرب للرّحمن مثلاً من البنات مسودًّا من سوء ما بشّر به {وهو كظيمٌ} يقول: وهو حزينٌ
- كما حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وهو كظيمٌ} أي حزينٌ). [جامع البيان: 20/562-563]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا يعني البنات). [تفسير مجاهد: 580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم} قال: حزين). [الدر المنثور: 13/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {بما ضرب للرحمن مثلا} بنصب الضاد). [الدر المنثور: 13/192]

تفسير قوله تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال زيد: إن الذي قال الله الذي {ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ}، إنها الأصنام). [الجامع في علوم القرآن: 2/140]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة أو من ينشأ في الحلية قال جعلوا له البنات وهم إذا بشر أحدهم بهن ظل وجهه مسودا وهو كظيم وأما قوله وهو في الخصام غير مبين يقول قل ما تكلمت امرأة تريد أن تكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها). [تفسير عبد الرزاق: 2/195]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال أخبرني الثوري عن علقمة بن مرثد عن مجاهد قال ذكر له أنهم يقولون من تحلى بمثل حر بصيصة يعني دابة صغيرة فقال مجاهد رخص للنساء في الذهب ثم تلا هذه الآية أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين). [تفسير عبد الرزاق: 2/195]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( (ينشأ في الحلية) : «الجواري، جعلتموهنّ للرّحمن ولدًا، فكيف تحكمون؟» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أو من ينشأ في الحلية الجواري يقول جعلتموهنّ للرّحمن ولدًا فكيف تحكمون وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ بلفظه والمعنى أنّه تعالى أنكر على الكفرة الّذين زعموا أنّ الملائكة بنات اللّه فقال أم اتّخذ ممّا يخلق بنات وأصفاكم بالبنين وأنتم تمقتون البنات وتنفرون منهنّ حتّى بالغتم في ذلك فوأدتموهنّ فكيف تؤثرون أنفسكم بأعلى الجزأين وتدّعون له الجزء الأدنى مع أنّ صفة هذا الصّنف الّذي هو البنات أنّها تنشّأ في الحلية والزّينة المفضية إلى نقص العقل وعدم القيام بالحجّة وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله أو من ينشأ في الحلية قال البنات وهو في الخصام غير مبينٍ قال فما تكلّمت المرأة تريد أن تكلّم بحجّةٍ لها إلّا تكلّمت بحجّةٍ عليها تنبيهٌ قرأ ينشأ بفتح أوّله مخفّفًا الجمهور وحمزة والكسائيّ وحفصٌ بضمّ أوّله مثقّلًا والجحدريّ مثله مخفّفًا). [فتح الباري: 8/567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه
وفي قوله 8 الزخرف {ومضى مثل الأوّلين} قال سننهم
وفي قوله 13 الزخرف {وما كنّا له مقرنين} الإبل والخيل والبغال والحمير
وفي قوله 18 الزخرف {أو من ينشأ في الحلية} قال الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون). [تغليق التعليق: 4/306] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ينشأ في الحلية الجواري جعلتموهنّ للرّحمان ولدا فكيف تحكمون
أشار به إلى قوله تعالى: {أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين} (الزخرف: 18) قوله: (ينشأ) ، أي يكبر ويثبت في الحلية أي في الزّينة، وفسره بقوله: الجواري يعني: جعلتم الإناث ولد الله حيث قالوا: الملائكة بنات الله فكيف تحكمون بذلك ولما ترضون به لأنفسكم؟ وقال عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة. في قوله: (أو من ينشأ في الحلية) ، قال: البنات. وقراءة الجمهور: ينشاه، بفتح أوله مخففا، وقرأ حمزة والكسائيّ وحفص بضم أوله مثقلًا وقرأ الجحدري بضم أوله مخففا). [عمدة القاري: 19/159]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ينشأ في الحلية}) أي (الجواري) اللاتي ينشأن في الزينة أي النبات (جعلتموهن) وللأصيلي وأبي ذر يقول جعلتموهن (للرحمن ولد {فكيف تحكمون}) بذلك ولا ترضونه لأنفسكم). [إرشاد الساري: 7/332]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (ينشأ في الحلية الخ) فسر ينشأ في الحلية، أي الزينة بقوله: الجواري الخ، يعني جعلتم الإناث ولد الله حيث قلتم: الملائكة بنات الله فكيف تحكمون بذلك ولا ترضون به لأنفسكم ولا يخفى أن تفسير ما ذكر بما قاله باللازم، وإلا فمعنى الآية، أو يجعلون من ينشأ في الحلية، وهو في الخصام غير مبين، أي: غير مظهر لحجته لضعفه عنها بالأنوثة، فالهمزة للإنكار، والواو للعطف على مقدر). [حاشية السندي على البخاري: 3/68]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ}.
يقول تعالى ذكره: أومن ينبت ويربّى في الحلية ويزيّن بها {وهو في الخصام} يقول: وهو في مخاصمة من خاصمه عند الخصام غير مبينٍ، ومن خصمه ببرهانٍ وحجّةٍ، لعجزه وضعفه، جعلتموه جزء اللّه من خلقه وزعمتم أنّه نصيبه منهم، وفي الكلام متروكٌ استغني بدلالة ما ذكر منه وهو ما ذكرت.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بقوله: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ}، فقال بعضهم: عني بذلك الجواري والنّساء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ} قال: يعني المرأة.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن علقمة، عن مرثدٍ، عن مجاهدٍ قال: رخّص للنّساء في الحرير والذّهب، وقرأ {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ} قال: الجواري جعلتموهنّ للرّحمن ولدًا، كيف تحكمون؟!.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ} قال: الجواري يسفّههنّ بذلك، غير مبينٍ بضعفهنّ.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {أومن ينشّأ في الحلية} يقول: جعلوا له البنات وهم إذا بشّر أحدهم بهنّ ولّى على وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ، قال: وأمّا قوله: {وهو في الخصام غير مبينٍ} يقول: قلّما تتكلّم امرأةٌ فتريد أن تتكلّم بحجّتها إلاّ تكلّمت بالحجّة عليها.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ} قال: النّساء.
وقال آخرون: عني بذلك أوثانهم الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أومن ينشّأ في الحلية} الآية قال: هذه تماثيلهم الّتي يضربونها من فضّةٍ وذهبٍ يعبدونها هم الّذين أنشأوها، ضربوها من تلك الحلية، ثمّ عبدوها {وهو في الخصام غير مبينٍ} قال: لا يتكلّم، وقرأ {فإذا هو خصيمٌ مبينٌ}.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: عني بذلك الجواري والنّساء، لأنّ ذلك عقيب خبر اللّه عن إضافة المشركين إليه ما يكرهونه لأنفسهم من البنات، وقلّة معرفتهم بحقّه، ونحلتهم إيّاه من الصّفات والنّحل، وهو خالقهم ومالكهم ورازقهم، والمنعم عليهم النّعم الّتي عدّدها في أوّل هذه السّورة ما لا يرضونه لأنفسهم، فاتّباع ذلك من الكلام ما كان نظيرًا له أشبه وأولى من اتّباعه ما لم يجر له ذكرٌ.
واختلف القرّاء في قراءة قوله: {أومن ينشّأ في الحلية} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض المكّيّين والكوفيّين (أومن ينشأ) بفتح الياء والتّخفيف من نشأ ينشأ وقرأته عامّة قرّاء الكوفة {ينشّأ} بضمّ الياء وتشديد الشّين، من: نشّأته فهو ينشّأ.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إنّهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى، لأنّ المنشّأ من الإنشاء ناشئٌ، والنّاشئ منشّأ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (أو من لا ينشّأ إلاّ في الحلية).
وفي {من} وجوهٌ من الإعراب؛ الرّفع على الاستئناف، والنّصب على إضمار يجعلون كأنّه قيل: أومن ينشّأ في الحلية يجعلون بنات اللّه وقد يجوز النّصب فيه أيضًا على الرّدّ على قوله: {أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ} {أومن ينشّأ في الحلية}، فيردّ {من} على البنات، والخفض على الرّدّ على (ما) الّتي في قوله: {وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلاً} ). [جامع البيان: 20/563-566]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل أو من ينشأ في الحلية يعني الجواري يقول جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون عز وجل عن ذلك). [تفسير مجاهد: 580]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {أو من ينشأ في الحلية} قال: الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا {كيف تحكمون} الصافات الآية 154). [الدر المنثور: 13/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو من ينشأ في الحلية} قال: هن النساء فرق بين زيهن وزي الرجال ونقصهن من الميراث وبالشهادة وأمرهن بالقعدة وسماهن الخوالف). [الدر المنثور: 13/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أو من ينشأ في الحلية} قال: جعلوا لله البنات {وإذا بشر أحدهم} بهن {ظل وجهه مسودا وهو كظيم} حزين.
وأمّا قوله: {وهو في الخصام غير مبين} قال: قلما تكلمت امرأة تريد أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها). [الدر المنثور: 13/192-193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {أو من ينشأ في الحلية} مخففة الياء). [الدر المنثور: 13/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {ينشأ في الحلية} مخففة منصوبة الياء مهموزة). [الدر المنثور: 13/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية رضي الله عنه أنه سئل عن الذهب للنساء فقال لا بأس به، يقول الله: {أو من ينشأ في الحلية} ). [الدر المنثور: 13/193]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 03:57 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من عباده جزءاً } أي : نصيباً). [مجاز القرآن: 2/202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جزءا}: نصيبا). [غريب القرآن وتفسيره: 332]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وجعلوا له من عباده جزءاً} أي: نصيبا, ويقال: شبها ومثلا، إذ عبدوا الملائكة والجن.
وقال أبو إسحاق الزجاج: إن معنى (جزأ) هاهنا: بنات. يقال:له جزء من عيال، أي بنات
قال: وأنشدني بعض أهل اللغة بيتا يدل على أن معنى (جزء): إناث.
قال: ولا ادري: البيت قديم؟ أم مصنوع؟ -:
إن أجزأت حرة يوما، فلا عجب = قد تجـزي الحـرة المذكـار أحيانـا
فمعنى : إن أجزأت, أي آنثت، أي: أتت بأنثى.
وقال المفضل بن سلمة: حكي لي بعض أهل اللغة: أجزأ الرجل، إذا كان يولد له بنات. وأجزأت المرأة: إذا ولدت البنات.
وانشد المفضل:
زوجتها من بنات الأوس مجزئة = اللدن في أبياتها زجل ).
[تفسير غريب القرآن: 396]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وجعلوا له من عباده جزءا إنّ الإنسان لكفور مبين}
يعنى: به الذين جعلوا الملائكة بنات اللّه، وقد أنشدني بعض أهل اللغة بيتا يدل على أن معنى جزء معنى الإناث ولا أدري البيت، قديم أم مصنوع، أنشدني:
إن أجزأت حرّة يوما فلا عجب = قــــد تــجــزئ الــحــرّة الـمــذكــار
أحيانا: أي إن أنثت، ولدت أنثى). [معاني القرآن: 4/406-407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وجعلوا له من عباده جزء إن الإنسان لكفور مبين}
قال قتادة: جزء أي عدلا
قال أبو جعفر: والمعنى على قولهم أنهم عبدوا الملائكة , فجعلوا لله جل وعز شبها ومثلا .
وقال عطاء: (جزء) أي : نصيبا وشركا
قال أبو جعفر: وهذا أبين كما يقال "هذا جزء فلان", وقيل لهم هذا لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله, هذا قول مجاهد.
ومعنى:{ وجعلوا}, قالوا: هذا ووصفوه). [معاني القرآن: 6/340-342]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ظلّ وجهه مسودّاً...} الفعل للوجه، فلذلك نصبت الفعل، ولو جعلت {ظلّ} للرجل رفعت الوجه والمسود، فقلت: ظل وجهه مسودٌّ وهو كظيم). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلًا} يريد:
جعلتهم البنات للّه: وأنتم إذا ولد لأحدكم بنت، {ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ} أي حزين؟!). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَهُوَ كَظِيمٌ}: الحزين الحابس حزنه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]

تفسير قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أومن ينشّأ في الحلية...}
يريد الإناث، يقول: خصصتم الرحمن بالبنات، وانتم هكذا إذا ولد لأحدكم بنت أصابه ما وصف، فأما قوله: {أومن} فكأنه قال: ومن لا ينشأ إلاّ في الحلية , وهو في الخصام غير مبين، يقول: لا يبلغ من الحجة ما يبلغ الرجل، وفي قراءة عبد الله: { أومن لا ينشّأ إلاّ في الحلية} ، فإن شئت جعلت "من" في موضع رفع على الاستئناف، وإن شئت نصبتها على إضمار فعل يجعلون ونحوه، وإن رددتها على أول الكلام على قوله:
{وإذ بشّر أحدهم بما ضرب} خفضتها وإن شئت نصبتها، وقرأ يحيى بن وثاب وأصحاب عبد الله والحسن البصري: (ينشّأ), وقرأ عاصم, وأهل الحجاز: {ينشأ في الحلية}). [معاني القرآن: 3/29]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أو من ينشؤ في الحلية}: يعني الحلى, وهذه الجواري). [مجاز القرآن: 2/203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ينشأ في الحلية}: الحلى يعني الجواري).[غريب القرآن وتفسيره: 333]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أومن ينشّأ في الحلية}, أي ربي في الحلي، يعني: البنات.
و{الخصام}: جمع «خصيم». ويكون مصدرا لـ «خاصمت».
{غير مبينٍ}: للحجة). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} وهي: آناؤه وساعاته، مأخوذة من نشأت تنشأ نشئا، ونشأت أي: ابتدأت وأقبلت شيئا بعد شيء، وأنشأها الله فنشأت وأنشأت. ومنه قوله سبحانه: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}،وقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي: ابتدأناهن ونبّتناهن، ومنه قيل لصغار الجواري: نشأ).
[تأويل مشكل القرآن: 365](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين}
ويقرأ {ينشأ} ، وموضع "من" نصب.
المعنى أجعلوا من ينشّأ في الحلية - يعني البنات - للّه.
{وهو في الخصام غير مبين}: يعنى البنات، أي الأنثى لا تكاد تستوفي الحجة ولا تبين.
وقد قيل في التفسير: إن المرأة لا تكاد تحتج بحجة إلا عليها.
وقد قيل: إنّه يعني به الأصنام, والأجود أن يكون يعني به المؤنث). [معاني القرآن: 4/407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين}
قال ابن عباس: يعني النساء: جعل زيهن غير زي الرجال.
قال أبو جعفر: يجوز أن يكون المعنى {أومن ينشأ في الحلية}: يجعلون لله جل وعز نصيبا, ويجوز أن يكون في موضع رفع
ثم قال جل وعز: {وهو في الخصام غير مبين}
قال قتادة: قل ما تكلمت امرأة, ولها حجة إلا جعلتها عليها).[معاني القرآن: 6/342-343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}: يعني البنات يريد من ربي في الحلي, وهو لا يبين عن نفسه , جعلتموه لله, ويسود وجه أحدكم إذا بشر بذلك لنفسه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحِلْيَةِ}: الحلي يعني به الجواري). [العمدة في غريب القرآن: 268]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 04:00 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) }

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب أم منقطعةً
وذلك قولك أعمروٌ عندك أم عندك زيد فهذا ليس بمنزلة أيهما عندك ألا ترى أنك لو قلت أيهما عندك عندك لم يستقم إلا على التكرير والتوكيد.
ويدلك على أن هذا الآخر منقطعٌ من الأول قول الرجل إنها لإبلٌ ثم يقول أن شاءٌ يا قوم فكما جاءت أم ههنا بعد الخبر منقطعةً كذلك تجيء بعد الاستفهام وذلك أنه حين قال أعمروٌ عندك فقد ظن أنه عنده ثم أدركه مثل ذلك الظن في زيد بعد أن استغنى كلامه وكذلك إنها لإبلٌ أم شاءٌ إنما أدركه الشك حيث مضى كلامه على اليقين.
وبمنزلة أم ههنا قوله عز وجل: {الم * تنزيل الكتاب
لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه} فجاء هذا الكلام على كلام العرب قد علم تبارك وتعالى ذلك من قولهم ولكن هذا على كلام العرب ليعرفوا ضلالتهم.
ومثل ذلك: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهين} كأن فرعون قال أفلا تبصرون أم أنتم بصراء فقوله أم أنا خيرٌ من هذا بمنزلة أم أنتم بصراء لأنهم لو قالوا أنت خيرٌ منه كان بمنزلة قولهم نحن بصراء عنده وكذلك أم أنا خيرٌ بمنزلته لو قال أم أنتم بصراء.
ومثل ذلك قوله تعالى: {أم اتخذ مما يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين} فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون أن الله عز وجل لم يتخذ ولداً ولكنه جاء على حرف الاستفهام ليبصروا ضلالتهم ألا ترى أن الرجل يقول للرجل آلسعادة أحب إليك أم الشقاء وقد علم أن السعادة أحب إليه من الشقاء وأن المسئول سيقول السعادة ولكنه أراد أن يبصر صاحبه وأن يعلمه). [الكتاب: 3/172-173] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتدخل حروف الاستفهام على من، وما، وأي إذا صرن في معنى الذي بصلاتهن. وكذلك أم، كقول الله عز وجل: {أم من يجيب المضطر إذا دعاه}، وكقوله: {أفمن يلقى في النار خيرٌ أم من يأتي آمناً يوم القيامة}، فقد أوضحت لك حالهما. فأما قول الله عز وجل: {الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه} وقوله: {أم تسألهم أجراً}، وما كان مثله، نحو قوله عز وجل: {أم اتخذ مما يخلق بنات} فإن ذلك ليس على جهة الاستفهام؛ لأن المستخبر غير عالم، إنما يتوقع الجواب فيعلم به. والله - عز وجل - منفيٌّ عنه ذلك. وإنما تخرج هذه الحروف في القرآن مخرج التوبيخ والتقرير، ولكنها لتكرير توبيخ بعد توبيخ عليهم. ألا تراه يقول عز وجل: {أفمن يلقى في النار خيرٌ أم من يأتي آمناً يوم القيامة} - وقد علم المستمعون كيف ذلك - ليزجرهم عن ركوب ما يؤدي إلى النار، كقولك للرجل: السعادة أحب إليك أم الشقاء؛ لتوقفه أنه على خطأ وعلى ما يصيره إلى الشقاء؛ ومن ذلك قوله: {أليس في جهنم مثوًى للمتكبرين}. كما قال:

ألستم خير من ركب المطايا = وأندى العالمين بطون راح
).
[المقتضب: 3/291-292] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قول الله عز وجل: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} فإن قوماً من النحويين يجعلون أو في هذا الموضع بمنزلة بل. وهذا فاسدٌ عندنا من وجهين: أحدهما: أن أو لو وقعت في هذا الموضع موقع بل لجاز أن تقع في غير هذا الموضع، وكنت تقول: ضربت زيدا أو عمرا، وما ضربت زيدا أو عمرا على غير الشك، ولكن على معنى بل فهذا مردودٌ عند جميعهم.
والوجه الآخر: أن بل لا تأتي في الواجب في كلام واحد إلا للإضراب بعد غلطٍ أو نسيان، وهذا منفي عن الله عز وجل؛ لأن القائل إذا قال: مررت بزيد غالطاً فاستدرك، أو ناسياً فذكر، قال: بل عمرو؛ ليضرب عن ذلك، ويثبت ذا. وتقول عندي عشرة بل خمسة عشر على مثل هذا، فإن أتى بعد كلامٍ قد سبق من غيره فالخطأ إنما لحق كلام الأول؛ كما قال الله عز وجل: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً} فعلم السامع أنهم عنوا الملائكة بما تقدم من قوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاُ}.وقال: {أم اتخذ مما يخلق بناتٍ} وقال: {ويجعلون لله ما يكرهون} وقال: {بل عبادٌ مكرمون}، أي: بل هؤلاء الذين ذكرتم أنهم ولدٌ عبادٌ مكرمون. ونظير ذلك أن تقول للرجل: قد جاءك زيدٌ، فيقول: بل عمرو. ولكن مجاز هذه الآية عندنا مجاز ما ذكرنا قبل في قولك: ائت زيدا أو عمرا أو خالدا، تريد: ايت هذا الضرب من الناس، فكأنه قال - والله أعلم -: إلى مائة ألف أو زيادة. وهذا قول كل من نثق بعلمه. وتقول: وكل حقٍّ لها علمناه أو جهلناه. تريد توكيد قولك: كل حقٍّ لها، فكأنك قلت: إن كان معلوماً، أو مجهولاً فقد دخل في هذا البيع جميع حقوقها.
ولها في الفعل خاصةٌ أخرى نذكرها في إعراب الأفعال إن شاء الله. وجملتها أنك تقول: زيد يقعد أو يقوم يا فتى، وإنما أكلم لك زيدا، أو أكلم عمرا. تريد: أفعل أحد هذين؛ كما قلت في الاسم: لقيت زيدا أو عمرا، وأنا ألقى زيدا أو عمرا، أي: أحد هذين. وعلى القول الثاني: أنا أمضي إلى زيد، أو أقعد إلى عمرو، أو أتحدث، أي: أفعل هذا الضرب من الأفعال. وعلى هذا القول الذي بدأت به قول الله عز وجل: {تقاتلونهم أو يسلمون}، أي: يقع أحد هذين. فأما الخاصة في الفعل فأن تقع على معنى: إلا أن، وحتى، وذلك قولك: الزمه أو يقضيك حقك، واضربه أو يستقيم. وفي قراءة أبيٍّ: (تقاتلونهم أو يسلموا)، أي: إلا أن يسلموا، وحتى يسلموا. وهذا تفسيرٌ مستقصًى في بابه إن شاء الله). [المقتضب: 3/304-306] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ} قال: جعل لكم صفوة). [مجالس ثعلب: 133]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فما لك إذ مررت على حنين = كظيما مثل ما زفر اللهيد
...
و(كظيم) ساكت على حُزْن.
...
قال: (الكظيم) و(المكظوم) الذي أخذ بنفسه). [شرح أشعار الهذليين: 1/334] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "ويا عقول ربات الحجال" ينسبهم إلى ضعف النساء وهو السائر في كلام العرب. وقال الله تعالى يذكر البنات {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} ). [الكامل: 1/39]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} قال: الجواري). [مجالس ثعلب: 146]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين * أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين * وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم * أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين * وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون}
الضمير في: "جعلوا" لكفار قريش والعرب، والضمير في: "له": لله تعالى. و"الجزء": القطع من الشيء، وهو بعض الكل، فكأنهم جعلوا جزءا من عباده نصيبا له وحظا، وذلك في قول مجاهد، وكثير من المتأولين قول العرب: الملائكة بنات الله، وقال بعض أهل اللغة: الجزء: الإناث، يقال: أجزأت المرأة إذا ولدت أنثى، ومنه قول الشاعر:
إن أجزأت حرة يوما فلا عجب ... قد تجزئ الحرة المذكار أحيانا
وقد قيل: إن هذا البيت موضوع. وقال قتادة: المراد بالجزء: الأصنام وفرعون وغيره ممن عبد من دون الله، أي: جزءا ندا، فعلى هذا فتعنيف الكفرة في فصلين: في أمر الأصنام، وفي أمر الملائكة، وقوله تعالى: {إن الإنسان لكفور}: أتى بلفظ الجنس العام، والمراد: بعض الإنسان، وهو هؤلاء الجاعلون ومن أشبههم. و"مبين" في هذه الآية غير متعد). [المحرر الوجيز: 7/ 537-538]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أم اتخذ} إضراب وتقرير، وهذه حجة بالغة عليهم; إذ المحمود من الأولاد والمحبوب قد خوله الله تعالى بني آدم، فكيف يتخذ هو لنفسه النصيب الأدنى؟ و"أصفاكم" معناه: خصكم وجعل ذلك صفوة لكم.
ثم قامت الحجة عليهم في هذا المعنى وكانت بقوله تعالى: {وإذا بشر} الآية، و"مسود": خبر "ظل"، و"الكظيم": الممتلئ غيظا الذي قد رد غيظه إلى جوفه، فهو يتجرعه ويروم رده، وهذا محسوس عند الغيظ،
ثم زاد توبيخهم وإفساد رأيهم بقوله تعالى: {أومن ينشأ}، و"من" في موضع نصب بفعل يدل عليه "جعلوا"، كأنه قال: أو من ينشأ في الحيلة وهو الذي خصصتم به الله تعالى؟ ونحو هذا، والمراد بـ"من": النساء، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي، و"ينشأ": معناه: ينبت ويكبر، وقرأ جمهور القراء: "ينشأ" بفتح الياء وسكون النون. وقرأ ابن عباس رضى الله عنهما: "ينشأ" بضم الياء وسكون النون على تعدية الفعل بالهمزة. وقرأ حمزة والكسائي وعاصم -في رواية حفص -: "ينشأ" بضم الياء وفتح النون وشد الشين على التعدية بالتضعيف، وهي قراءة ابن عباس أيضا، والحسن، ومجاهد، وفي مصحف ابن مسعود: "أو من لا ينشأ إلا في الحلية"، و"الحلية": الحلي من الذهب والفضة والأحجار، و"الخصام": المحاجة ومجاذبة المحاورة، وقلما تجد امرأة إلا تفسد الكلام وتخلط المعاني، وفي مصحف ابن مسعود: "وهو في الكلام غير مبين"، و"مبين" في هذه الآية متعد، والتقدير: غير مبين غرضا أو منزعا ونحو هذا، وقال ابن زيد: المراد بـ " من ينشأ في الحلية " الآية: الأصنام والأوثان، لأنهم كانوا يتخذون كثيرا منها من الذهب والفضة، وكانوا يجعلون الحلي على كثير منها). [المحرر الوجيز: 7/ 538-539]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وجعلوا له من عباده جزءًا إنّ الإنسان لكفورٌ مبينٌ (15) أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين (16) وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلًا ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ (17) أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ (18) وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون (19) وقالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علمٍ إن هم إلّا يخرصون (20) }
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين فيما افتروه وكذّبوه في جعلهم بعض الأنعام لطواغيتهم وبعضها للّه، كما ذكر اللّه عنهم في سورة "الأنعام"، في قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون} [الأنعام: 136]. وكذلك جعلوا له من قسمي البنات والبنين أخسّهما وأردأهما وهو البنات، كما قال تعالى: {ألكم الذّكر وله الأنثى. تلك إذًا قسمةٌ ضيزى} [النّجم: 21، 22]. وقال هاهنا: {وجعلوا له من عباده جزءًا إنّ الإنسان لكفورٌ مبينٌ}). [تفسير ابن كثير: 7/ 222]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين} وهذا إنكارٌ عليهم غاية الإنكار.
ثمّ ذكر تمام الإنكار فقال: {وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلا ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ} أي: إذا بشّر أحد هؤلاء بما جعلوه للّه من البنات يأنف من ذلك غاية الأنفة، وتعلوه كآبةٌ من سوء ما بشّر به، ويتوارى من القوم من خجله من ذلك، يقول تعالى: فكيف تأنفون أنتم من ذلك، وتنسبونه إلى اللّه عزّ وجلّ؟).[تفسير ابن كثير: 7/ 222-223]

تفسير قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ} أي: المرأة ناقصةٌ يكمل نقصها بلبس الحليّ منذ تكون طفلةً، وإذا خاصمت فلا عبارة لها، بل هي عاجزةٌ عييّة، أو من يكون هكذا ينسب إلى جناب اللّه عزّ وجلّ ؟! فالأنثى ناقصة الظّاهر والباطن، في الصّورة والمعنى، فيكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس الحليّ وما في معناه، ليجبر ما فيها من نقصٍ، كما قال بعض شعراء العرب:
وما الحلي إلّا زينةٌ من نقيصةٍ = يتمّم من حسن إذا الحسن قصّرا...
وأمّا إذا كان الجمال موفّرا = كحسنك، لم يحتج إلى أن يزوّرا...
وأمّا نقص معناها، فإنّها ضعيفةٌ عاجزةٌ عن الانتصار عند الانتصار، لا عبارة لها ولا همّة، كما قال بعض العرب وقد بشّر ببنتٍ: "ما هي بنعم الولد: نصرها بالبكاء، وبرّها سرقةٌ"). [تفسير ابن كثير: 7/ 223]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة