العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > جمهرة شرح أسماء الله الحسنى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 10:57 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

- أدلّة هذا الاسم


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 10:57 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم (ت:751هـ)[الشرح المطول]



قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( (الحَكِيمُ):
(و... مِنْ أَسْمَائِهِ (( الحَكِيمُ )) )([1]) (الذي لا يَضَعُ الشيءَ إلاَّ في مَوْضِعِهِ)([2]). (والحكمةُ مِنْ صفاتِهِ سبحانَهُ، وحكمتُهُ تَسْتَلْزِمُ وَضْعَ كلِّ شيءٍ مَوْضِعَهُ الذي لا يَلِيقُ بهِ سِوَاهُ)([3]).

(و... اسمُ (( الحكيمِ )) منْ لوازمِهِ ثبوتُ الغاياتِ المحمودةِ المقصودةِ لهُ بأفعالِهِ، ووضعُهُ الأشياءَ في موضعِهَا، وإيقاعُهَا على أحسنِ الوجوهِ) ([4])؛ [فهوَ سبحانَهُ] ( ((الحكيمُ)) الذي بَهَرَتْ حِكْمَتُهُ الألبابَ)([5])، [وهوَ] (سبحانَهُ (( الحكيمُ الخبيرُ )) الذي يَضَعُ الأشياءَ مواضعَهَا وَيُنَـزِّلُهَا مَنَازِلَهَا اللائقةَ بها، فلا يَضَعُ الشيءَ في غيرِ موضعِهِ، ولا يُنْـزِلُهُ غيرَ منـزلتِهِ التي يَقْتَضِيهَا كمالُ عِلْمِهِ وحكمتِهِ وخبرتِهِ، فلا يَضَعُ الحرمانَ والمَنْعَ موضعَ العطاءِ والفضلِ، ولا الفضلَ والعطاءَ موضعَ الحرمانِ والمنعِ، ولا الثوابَ موضعَ العقابِ، ولا العقابَ موضعَ الثوابِ، ولا الخفضَ موضعَ الرفعِ، ولا الرفعَ موضعَ الخفضِ، ولا العزَّ مكانَ الذلِّ، ولا الذلَّ مكانَ العزِّ، ولا يَأْمُرُ بما يَنْبَغِي النَّهْيُ عنهُ، ولا يَنْهَى عَمَّا يَنْبَغِي الأمرُ بهِ)([6]) .

[فـ]( " الحكمةُ " تَتَضَمَّنُ كمالَ علمِهِ وخبرتِهِ، وأنَّهُ أَمَرَ وَنَهَى، وَخَلَقَ وَقَدَّرَ، لِمَا لهُ في ذلكَ من الحِكَمِ والغاياتِ الحميدةِ التي يَسْتَحِقُّ عليها كمالَ الحمدِ)([7])؛ [فإ]نَّهُ سبحانَهُ حكيمٌ، لا يَفْعَلُ شيئاً عَبَثاً ولا لِغَيْرِ مَعْنًى ومصلحةٍ وحكمةٍ هيَ الغايَةُ المقصودةُ بالفعلِ، بلْ أَفْعَالُهُ سبحانَهُ صادرةٌ عنْ حكمةٍ بالغةٍ لأجلِهَا فَعَلَ)([8]).

([فهوَ سبحانَهُ] (( الحكيمُ )) الذي إذا أَمَرَ بأمرٍ كانَ حسناً في نفسِهِ، وإذا نَهَى عنْ شيءٍ كانَ قَبِيحاً في نَفْسِهِ، وإذا أَخْبَرَ بِخَبَرٍ كانَ صَادِقاً، وإذا فَعَلَ فِعْلاً كانَ صَوَاباً، وإذا أَرَادَ شَيْئاً كانَ أَوْلَى بالإرادةِ منْ غيرِهِ، وهذا الوصفُ على الكمالِ لا يكونُ إلاَّ للهِ وحدَهُ)([9]).

(وقدْ تَقَرَّرَ أنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ كامِلُ الصِّفَاتِ، لهُ الأسماءُ الحسنَى، ولا يكونُ عن الكاملِ في ذاتِهِ وصفاتِهِ إلاَّ الفعلُ المُحْكَمُ)([10]).

(ولهذا كانَ (( الحكيمُ )) منْ أسمائِهِ الحُسْنَى، و (( الحكمةُ )) منْ صفاتِهِ العُلَى، والشريعةُ الصادرةُ عنْ أمرِهِ مَبْنَاهَا على الحكمةِ، والرسولُ المبعوثُ بها مبعوثاً بالكتابِ والحكمةِ... فَكَمَا لا يَخْرُجُ مَقْدُورٌ عنْ علمِهِ وقُدْرتِهِ ومشيئتِهِ، فهكذا لا يَخْرُجُ عنْ حكمتِهِ وحمدِهِ). ([11])

([فـ]اسمُهُ سبحانَهُ (( الحكيمُ )) يَتَضَمَّنُ حِكْمَتَهُ في خلقِهِ وأمرِهِ، في إرادتِهِ الدِّينِيَّةِ والكَوْنِيَّةِ، وهوَ حكيمٌ في كلِّ ما خَلَقَ، حَكِيمٌ في كلِّ ما أَمَرَ بهِ)([12]).
(وهوَ الحكيمُ الذي لَهُ الحُكْمُ، قالَ تَعَالَى: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} [غافر: 12]) ([13]).

(وهوَ الحكيمُ وذاكَ مِنْ أوصافِهِ = نوعانِ أيضاً ما هُمَا عَدَمَانِ
حُكْمٌ وإحكامٌ فكلٌّ منهما = نوعانِ أيضاً ثابِتَا البُرْهَانِ
والحُكْمُ شَرْعِيٌّ وَكَوْنِيٌّ وَلا = يَتَلازَمَانِ وما هُمَا سِيَّانِ
بلْ ذاكَ يُوجَدُ دونَ هذا مُفْرَداً = والعكسُ أيضاً ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ
لنْ يَخْلُوَ المَرْبُوبُ مِنْ إِحْدَاهُمَا = أو مِنْهُمَا بلْ ليسَ يَنْتَفِيَانِ
لَكِنَّمَا الشَّرْعِيُّ مَحْبُوبٌ لَهُ = أَبَداً ولنْ يَخْلُو من الأكوانِ
هوَ أَمْرُهُ الدِّينِيُّ جَاءَتْ رُسْلُهُ = بِقِيَامِهِ في سائِرِ الأزمانِ
لَكِنَّمَا الكَوْنِيُّ فَهْوَ قَضَاؤُهُ = في خلقِهِ بالعَدْلِ والإحسانِ
هُوَ كُلُّهُ حَقٌّ وَعَدْلٌ ذُو رِضاً = والشأنُ في المَقْضِيِّ كلُّ الشَّانِ
فَلِذَاكَ نَرْضَى بالقضاءِ وَنَسْخَطُ الْـ = مَقْضِيَّ حينَ يكونُ بالعصيانِ
فاللهُ يَرْضَى بالقضاءِ وَيَسْخَطُ الـ = مَقْضِيَّ ما الأمرانِ مُتَّحِدَانِ
فَقَضَاؤُهُ صفةٌ بهِ قامَتْ وَمَا الـ = مَقْضِيُّ إلاَّ صنعةُ الإنسانِ
والكونُ مَحْبُوبٌ ومبغوضٌ لَهُ = وكلاهُمَا بِمَشِيئَةِ الرحمنِ
هذا البيانُ يُزِيلُ لَبْساً طَالَمَا = هَلَكَتْ عليهِ الناسُ كلَّ زَمَانِ
وَيَحُلُّ مَا قَدْ عَقَّدُوا بأُصُولِهِم = وَبُحُوثِهِم فَافْهَمْهُ فَهْمَ بَيَانِ
مَنْ وَافَقَ الكَوْنِيَّ وَافَقَ سُخْطَهُ = [إِنْ] (14) لَمْ يُوَافِقْ طَاعَةَ الدَّيَّانِ
فلذاكَ لا يَعْدُوهُ ذَمٌّ أوْ فَوَا = تُ الحمدِ معْ أَجْرٍ وَمَعْ رِضْوَانِ
وَمُوَافِقُ الدِّينِيِّ لا يَعْدُوهُ أَجْـ = ـرٌ بلْ لهُ عندَ الصوابِ اثْنَانِ

[فَصْل]:
والحكمةُ العُلْيَا على نَوْعَيْنِ أَيْــ = ـضاً حُصِّلاَ بقواطِعِ البرهانِ
إِحْدَاهُمَا فِي خَلْقِهِ سُبْحَانَهُ = نَوْعَانِ أَيْضاً ليسَ يَفْتَرِقَانِ
إِحْكَامُ هذا الخَلْقِ إذْ إِيجَادُهُ = في غايَةِ الإحكامِ والإتْقَانِ
وَصُدُورُهُ مِنْ أَجْلِ غَايَاتٍ لَهُ = وَلَهُ عليها حَمْدُ كلِّ لِسَانِ
وَالحكمةُ الأُخْرَى فَحِكْمَةُ شَرْعِهِ = أيضاً وفيها ذَانِكَ الوَصْفَانِ
غَايَاتُهَا اللاَّتِي حُمِدْنَ وَكَوْنُهَا = فِي غايَةِ الإتقانِ والإحسانِ)([15])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


([1]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/187) .
([2]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/67) .
([3]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/187) .
([4]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/55) .
([5]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/409) .
([6]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (2/191) .
([7]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/427) .
([8]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/87) .
وقال رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في مَدارجِ السَّالكِينَ (3/428): (و.... الحكمةُ هي الغايةُ التي يُفْعَلُ لأجلِها وتكونُ هي المطلوبةُ بالفعلِ ويكونُ وُجودُها أَوْلَى مِن عَدَمِها).
([9]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/427) .
([10]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (147) .
([11]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (97) .
([12]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (114) .
([13]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/53)
وقال رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في مَدارجِ السَّالكِينَ (2/450 - 451): (فإنه سُبحانَهُ هو الجَوَادُ الذي لا يَنْقُصُ خَزائِنَهُ الإنفاقُ، ولا يَغِيضُ ما في يَمِينِهِ سَعةُ عَطائِه. فما مَنَعَ مَنْ مَنَعَهُ فَضْلَهُ إلا لحكمةٍ كاملةٍ في ذلك فإنه الجَوادُ الحكيمُ وحِكْمَتُهُ لا تُناقِضُ جُودَهُ فهو سبحانه لا يَضَعُ بِرَّهُ وفَضْلَهُ إلا في موضِعِه ووَقْتِهِ، بقدرِ ما تقتضيهِ حِكْمَتُهُ. ولو بَسَطَ اللهُ الرزقَ لعبادِه لَفَسَدُوا وهَلَكُوا. ولو عَلِمَ في الكفارِ خيرًا وقَبُولاً لنِعْمَةِ الإيمانِ، وشُكْرًا له عليها، ومَحبةً له واعترافًا بها، لَهَداهُم إلى الإيمانِ. ولهذا لمَّا قالُوا للمؤمنينَ {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا}) أجابَهُم بقولِه {أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}.
سَمِعْتُ شَيْخَ الإسلامِ ابنَ تَيْمِيَةَ قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ يَقُولُ: هُمُ الذين يَعْرِفُونَ قَدْرَ نعمةِ الإيمانِ، ويشكرونَ الله عليها.
فهو سبحانه ما أَعْطَى إلا بحكمتِه. ولا منعَ إلا بحكمتِه، ولا أضلَّ إلا بحكمَتِه. وإذا تأملَ البصيرُ أحوالَ العالمَ ِوما فيه من النقصِ: رآهُ عينَ الحكمةِ. وما عُمِّرَتِ الدنيا والآخرةُ والجنةُ والنارُ إلا بحِكْمَتِهِ.
وفي الحكمةِ ثلاثةُ أقوالٍ للناسٍ:
أحدُها: أنها مُطابَقَةُ عِلمِه لمَعْلُومِه، وإرادتِه ومَشيئَتِه لمُرادِه. هذا تفسيرُ الجبريَّةِ. وهو في الحقيقةُ نَفْيُ حِكْمَتِه. إذ مطابقةُ المَعْلُومِ والمرادِ، أَعَمُّ من أن يَكُونَ ((حِكْمَةً)) أو خِلافُها، فإن السفيهَ مِن العبادِ: يُطابِقُ عِلْمُه وإِرادَتُه لِمَعْلُومِهِ ومُرادِهِ. معَ كَوْنِهِ سَفِيهًا.
الثاني – مَذْهَبُ القَدَرِيَّةِ النُّفاةِ: أنها مَصالِحُ العبادِ ومَنافِعُهُم العائدةُ عليهم. وهو إنكارٌ لوصفِهِ تَعالَى بالحِكْمَةِ.
ورَدُّوها إلى مخلوقٍ مِن مَخْلُوقَاتِه.
الثالثُ قولُ أهلِ الإثباتِ والسُّنَّةِ: إنها الغاياتُ المحمودةُ المطلوبةُ له سُبحانَهُ بخَلْقِه وأَمْرِهِ، التي أَمَرَ لأَجْلِهَا، وقَدَّرَ وخَلَقَ لأَجْلِهَا. وهي صِفَتُهُ القائمةُ به كسائِرِ صِفاتِه: مِن سَمْعِه وبَصَرِهِ، وقُدرَتِه، وإِرادَتِه وعِلمِه وحَياتِه وكلامِه.
وللردِّ على طائفِتَيِ الجَبْرِيَّةِ والقَدَرِيَّةِ مَوضِعٌ غيرُ هذا. واللهُ أَعْلَمُ).
(14) في الأصلِ (أفَلَمْ) ولعلَّ الصوابَ ما أَثْبَتُّهُ.
([15]) توضيحُ المقاصِدِ لابنِ عِيسَى (2/218-219، 225-226) .


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 11:00 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم(ت:751ه)[الشرح المختصر]



قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (الحَكِيمُ:
(و … مِنْ أَسْمائِهِ " الحَكِيمُ " ) ([90]) (الذي لا يَضَعُ الشَّيْءَ إلاَّ فِي مَوْضِعِه) ([91]) (و.. مِنْ لوَازِمِهِ ثُبُوتُ الغَايَاتِ المَحْمُودَةِ لَهُ بأَفْعَالِهِ، ووَضْعُهُ الأَشْيَاءَ في مَوْضِعِها، وإِيقَاعُها على أَحْسَنِ الوُجُوهِ)([92]).
[فهو سُبْحَانَه] ( " الحَكِيمُ " الذي بَهَرَتْ حِكْمَتُهُ الألْبابَ) ([93])، ([فـ] اسْمُهُ سُبْحانَهُ “ الحَكِيمُ “ يَتَضَمَّنُ حِكْمَتَهُ في خَلْقِهِ ، وأَمْرَهُ في إِرَادَتِهِ الدِّينِيَّةِ والكَوْنِيَّةِ، وهوَ حَكِيمٌ في كُلِّ مَا خَلَقَ، حَكِيمٌ في كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ) ([94]). (وهو الحَكِيمُ الذي لَهُ الحُكْمُ. قَالَ تَعَالَى: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} [غافر: 12] ) ([95]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


([90]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/187).
([91]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/67).
([92]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/55).
([93]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/409).
([94]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (114).
([95]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/53).


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 11:00 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)



قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (الحكيم قد مر الكلام في أصل الحكم في اللغة عند ذكر الحكم فأغنى ذلك عن إعادته ها هنا والحكيم من الرجال يجوز أن يكون فعيلا في معنى فاعل ويجوز أن يكون في معنى مفعل والله حاكم وحكيم.
والأشبه أن تحمل كل واحد منهما على معنى غير غير معنى الآخر ليكون أكثر فائدة فحكيم بمعنى محكم والله تعالى محكم للأشياء متقن لها كما قال تعالى: {صنع الله الذي أتقن كل شيء}). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 11:02 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي


شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)



قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الحكيم
الحكيم: الذي أفعاله محكمة متقنة، لا تفاوت فيها ولا اضطراب، ومنه قيل: «بناء محكم» أي قد أتقن وأحكم، فالله عز وجل حكيم كما وصف نفسه بذلك، لإتقان أفعاله واتساقها وانتظامها وتعلق بعضها ببعض. فالحكيم على هذا التأويل فعيل بمعنى مفعل كما جاء عليم بمعنى عالم في قوله: {عليم بذات الصدور} وقد يكون حكيم بمعنى عليم لأن الفاعل للأشياء المتقنة المحكمة لا يجوز أن يكون جاهلاً بها. فيكون «حكيم» على هذا بتأويل المبالغة في الوصف بالعلم والحكمة، وقد قال الله عز وجل: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}، فقال ابن عباس وغيره: الحكمة: القرآن، سماه حكمة لأنه علم فكأنه قال: ومن يؤت القرآن فقد أوتي علمًا كثيرًا. وقد قال الله عز وجل في موضع آخر: {وآتاه الله الملك والحكمة}. قالوا: يعني: الملك والعلم.
وقال بعض أهل اللغة: إنما سمي القرآن حكمة لامتناعه عن المعارضة كأنه ممتنع من أن يؤتي بمثله أو يعارض. كما قال عز وجل: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.
قال: وكذلك الحكيم من الناس إنما سمي حكيمًا لأنه يمتنع من فعل القبائح ويمنع نفسه منها وإن كان [كذلك هو] عالم، لأنه ليس كل من كان منا عالمًا يمتنع من فعل القبائح. والحكيم لا يسمى حكيمًا حتى يكون عالمًا محكم الأفعال ممتنعًا من القبائح ومجانسة الجهال، وملابسة القبيح والظلم.
واشتقاق ذلك كله من حكمة اللجام وهي الحديدة التي تمنع الفرس وترده إلى مقصد الراكب، وكذلك حكم الحاكم على المحكوم عليه إنما هو أن يلزمه أمرًا واجبًا عليه، ويمنعه الخروج عنه ومخالفته، وكذلك الحاكم بين الناس إنما هو الفاصل بينهم بعلمه والملزم لهم ما لا يمكنهم مخالفته، ولا يدعهم أن يخرجوا عنه، ومنه قيل «أحكمت مرة هذا الحبل» أي شددته حتى يمتنع عن القطع والانتشار.
وقال ابن الأعرابي: تقول: حكم فلان عن الشيء إذا رجع عنه وحكمته عنه أي: منعته فرجع، وأنشد:
أبني حنيفة احكموا سفهاءكم = إني أخاف عليكم أن أغضببا
وكذلك سائر ما يتشعب من هذا إنما أصله هذا ثم يتسع ويستعمل في مقاربه ومجانسه، وكذلك أكثر كلام العرب إنما له أصل منه تشعبه ثم يستعمل في أشياء كثيرة مقاربة له ومجانسة، ولذلك قال أبو العباس المبرد: «كلام العرب إذا تقاربت ألفاظه فبعضه آخذ برقاب بعض».
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في قوله عز وجل: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم}. قال: الكتاب: القرآن، والحكيم: المحكم المبين الموضح. قال: والعرب قد تضع فعيلاً في معنى مفعل فقد جاء [في] آية أخرى {هذا ما لدي عتيد} أي معد. قال: وقد يكون فعيل بمعنى مفعل أيضًا كما قال الشاعر:
................... إني = غدائتذ ولم اشعر خليف
أي: مخلف وعدهم.
وقد يجوز ما قال أبو عبيدة، ويجوز أن يكون الأصل «آيات الكتاب الحكيم» أي المتقن المحكم الممتنع من المعارضة والاختلال والاختلاف والفساد. فقد بان لك أن حكيما يكون في الكلام على ثلاثة أوجه:-
يكون بمعنى مفعل بتأويل الفاعل، ومفعل بتأويل المعفول وقد يكون للمبالغة في الوصف بمنزلة كريم وعليم لا يراد به التعدي إلا وصف الذات بالحكمة كما شرحت لك فيما مضى. وينشد:
فنحكم بالقوافي من أردنا = ونضرب حين تختلط الدماء
أي نمنعه من مشاعرتنا ومفاخرتنا بالقوافي ونفحمه). [اشتقاق أسماء الله: 60-62]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 11:03 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (47- الحكيم: هو المحكم لخلق الأشياء. صرف عن مفعل إلى فعيل، كقولهم: أليم بمعنى: مؤلم، وسميع بمعنى: مسمع؛ كقوله جل وعز: {ألر تلك آيات الكتاب الحكيم} [يونس: 1] وقال في موضع آخر: {كتاب أحكمت آياته} [هود: 1]. فدل على أن المراد بالحكيم هنا الذي أحكمت آياته، صرف عن مفعل إلى فعيل. ومعنى الإحكام لخلق الأشياء، إنما ينصرف إلى إتقان التدبير فيها، وحسن التقدير لها. إذ ليس كل الخليقة موصوفًا بوثاقة البنية، وشدة الأسر كالبقة، والنملة، وما أشبههما من ضعاف الخلق، إلا أن التدبير فيهما، والدلالة بهما على كون الصانع وإثباته، ليس بدون الدلالة عليه بخلق السموات والأرض والجبال وسائر معاظم الخليقة، وكذلك هذا في قوله جل وعز: {الذي أحسن كل شيء خلقه} [السجدة: 7] لم تقع الإشارة به إلى الحسن الرائق في المنظر، فإن هذا المعنى معدوم في القرد، والخنزير، والدب، وأشكالها من الحيوان، وإنما ينصرف المعنى فيه إلى حسن التدبير في إنشاء كل شيء من خلقه على ما أحب أن ينشئه عليه وإبرازه على الهيئة التي أراد أن يهيئه عليها. كقوله تعالى: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} [الفرقان: 2] ). [شأن الدعاء: 73-74]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 08:15 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)



قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("الحكيم": وهو الذي له الحكمة العليا في خلقه وأمره، الذي أحسن كل شيء خلقه {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} فلا يخلق شيئا عبثا، ولا يشرع شيئا سدى، الذي له الحكم في الأولى والآخرة، وله الأحكام الثلاثة لا يشاركه فيها مشارك، فيحكم بين عباده، في شرعه، وفي قدره وجزائه.
والحكمة: وضع الأشياء مواضعها، وتنزيلها منازلها). [تيسير الكريم المنان: 945-946]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة