العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 10:32 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 15 إلى آخر السورة]


{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}


تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) )

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أخذاً وبيلاً} متخذاً شديداً، يقال: كلأٌ مستو بل أي لا يستمرأ وكذلك الطعام). [مجاز القرآن: 2/273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أخذا وبيلا}: شديدا " يقال كلا مستوبل أي وخيم لا يستمرا "). [غريب القرآن وتفسيره: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أخذاً وبيلًا} أي شديدا. وهو من قولك: «استوبلت البلد»: [إذا استوخمتها]. ويقال: كلا مستوبل، أي لا يستمرا).
[تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأخذناه أخذا وبيلا (16)} الوبيل الثقيل الغليظ جدّا، ومن هذا قيل للمطر الغليظ العظيم وابل). [معاني القرآن: 5/242]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وبيلا} أي: شديدا). [ياقوتة الصراط: 539]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَبِيلاً} أي شديداً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَبِيلًا}: ثقيلاً). [العمدة في غريب القرآن: 321]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فكيف تتّقون إن كفرتم يوماً...}.معناه: فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم، وكذلك هي في قراءة عبد الله سواء). [معاني القرآن: 3/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فكيف تتّقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً}؟! المعنى: فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا، إن كفرتم). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فكيف تتّقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا (17)} المعنى فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم، أي بأي شيء [تتحصّنون] من عذاب اللّه في يوم من هوله يشيب فيه الصّغير من غير كبر. وتذهل فيه كل مرضعة عمّا أرضعت، وترى النّاس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب اللّه شديد). [معاني القرآن: 5/242]

تفسير قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {السّماء منفطرٌ به...}.بذلك اليوم، والسماء تذكر وتؤنث، فهي ها هنا في وجه التذكير. قال الشاعر:
فلو رفع السماء إليه قوماً = لحقنا بالنجوم مع السحاب). [معاني القرآن: 3/199]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({السّماء منفطرٌ به} قال أبو عمرو: السماء منفطرة، ألقى الهاء لأن مجازها السقف، تقول: هذا سماء البيت وقال قوم: قد تلقي العرب من المؤنث الهاآت استغناء، يقال: مهرة ضامر وامرأة طالق. والمعنى متشققة). [مجاز القرآن: 2/274]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({منفطر به}: متشققة). [غريب القرآن وتفسيره: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {السّماء منفطرٌ به} أي منشقّ فيه).
[تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم وصف من هول ذلك اليوم أن قال: {السّماء منفطر به كان وعده مفعولا}
أي السماء تنشق به كما قال: (إذا السّماء انشقّت).
وقيل في التفسير: {السّماء منفطر به} أي السماء مثقلة باللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/242-243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُنفَطِرٌ} أي مُنْشَقَ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُنفَطِرٌ}: منشق). [العمدة في غريب القرآن: 321]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً...}.طريقا ووجهة إلى الله). [معاني القرآن: 3/199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلًا} أي طريقا ووجهة). [تفسير غريب القرآن: 494]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه...} قرأها عاصم والأعمش بالنصب، وقرأها أهل المدينة والحسن البصري بالخفض، فمن خفض أراد: تقوم أقل من الثلثين. وأقل من النصف. ومن الثلث.
ومن نصب أراد: تقوم أدنى من الثلثين، فيقوم النصف أو الثلث، وهو أشبه بالصواب، لأنه قال: أقل من الثلثين، ثم ذكر تفسير القلة لا تفسير أقل من القلة. ألا ترى أنك تقول للرجل: لي عليك أقل من ألف درهم ثماني مائة أو تسع مائة، كأنه أوجه في المعنى من أن تفسر ـ قلة ـ أخرى وكلٌّ صواب.{وطائفةٌ مّن الّذين معك...} كان النبي صلى الله عليه، وطائفة من المسلمين يقومون الليل قبل أن تفرض الصلاة، فشق ذلك عليهم، فنزلت الرخصة. وقد يجوز أن يخفض النصف، وينصب الثلث لتأويل قوم: أنّ صلاة النبي صلى الله عليه انتهت إلى ثلث الليل، فقالوا: إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من الثلثين، ومن النصف، ولا تنقص من الثلث، وهو وجه شاذ لم يقرأ به أحد.
وأهل القراءة الذين يتّبعون أعلم بالتأويل من المحدثين. وقد يجوز، وهو عندي: يريد: الثلث). [معاني القرآن: 3/199-200]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {علم أن لّن تحصوه...}.أن لن تحفظوا مواقيت الليل {فاقرءوا ما تيسّر...} المائة فما زاد. وقد ذكروا: أنه من قرأ عشر آيات لم يكتب من الغافلين، وكل شيء أحياه المصلى من الليل فهو ناشئة). [معاني القرآن: 3/200]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأقيموا الصّلاة...} يعني: المفروضة). [معاني القرآن: 3/200]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أدنى} أقرب). [مجاز القرآن: 2/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" تجدوه عند اللّه هو خيراً " تجدوه عند الله خيراً). [مجاز القرآن: 2/274]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ مّن الّذين معك واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لّن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مّرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضاً حسناً وما تقدّموا لأنفسكم مّن خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رّحيمٌ} وقال: {أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه} وقد قرئت بالجر وهو كثير وليس المعنى عليه فيما بلغنا لأن ذلك يكون على "أدنى من نصفه" و"أدنى من ثلثه" وكان الذي افترض الثلث أو أكثر من الثلث لأنه قال: {قم اللّيل إلاّ قليلاً} [2] {نّصفه أو انقص منه قليلاً} [3] وأما الذي قرأ بالجرّ فقراءته جائزة على أن يكون ذلك - والله أعلم - أي أنكم لم تؤدوا ما افترض عليكم فقمتم أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه ومن ثلثه.وقال: {تجدوه عند اللّه هو خيراً} لأن "هو" و"هما" و"أنتم" و"أنتما" وأشباه ذلك يكن صفات للأسماء المضمرة كما قال: {ولكن كانوا هم الظّالمين} و{تجدوه عند الله هو خير} [وقد] يجعلونها اسما مبتدأ كما تقول "رأيت عبد الله أبوه خيرٌ منه"). [معاني القرآن: 4/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {علم أن لن تحصوه}: لن تطيقوه). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والضرب: المسير، قال الله تعالى: {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقال تعالى: {وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ}). [تأويل مشكل القرآن: 497](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المزّمّل، المتزمّل، فأدغمت التاء في الزّاي، وكذلك المدّثّر هو: المتدثّر بثيابه، فأدغمت التاء في الدال. وكل من التف بثوبه فقد تزمل به.
{قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} أي: صلّ الليل إلا شيئا يسيرا منه تنام فيه وهو الثلث، ثم قال: {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} أي: قم نصفه، فاكتفى بالفعل الأول من الثاني لأنه دليل عليه. أو انقص من النصف قليلا إلى الثلث، أو زد على النصف إلى الثلثين. جعل له سعة في مدّة قيامه بالليل. فلما نزل هذه الآية قام رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، وطائفة من المؤمنين معه، أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، وأخذ المسلمون أنفسهم بالقيام على المقادير حتى شقّ ذلك عليهم، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} أي: وتقوم نصفه وثلثه {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} فيعلم مقدار ثلثيه ونصفه وثلثه، وسائر أجزائه ومواقيته، ويعلم أنكم {أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي: لن تطيقوا معرفة حقائق ذلك والقيام فيه {فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ} رخّص لهم أن يقوموا ما أمكن وخفّ، لغير مدة معلومة ولا مقدار.
وكان هذا في صدر الإسلام، ثم نسخ بالصلوات الخمس. كذلك قال المفسرون). [تأويل مشكل القرآن: 364-365](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفة من الّذين معك واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضا حسنا وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رحيم (20)}
{إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه} فمن قرأ (نصفه) بالنصب (وثلثه) فهو بيّن حسن. وهو تفسير مقدار قيامه لأنه لمّا قال (أدنى من ثلثي الليل) كان نصفه مبينا لذلك الأدنى، ومن قرأ و (نصفه) و (ثلثه)، فالمعنى وتقوم أدنى من نصفه ومن ثلثه.
وقوله: (منفطر به).ولم يقل منفطرة، ومنفطرة جائز وعليه جاء: (إذا السّماء انفطرت).ولا يجوز أن يقرأ في هذا الموضع السماء منفطرة؛ لخلاف المصحف.
والتذكير على ضربين:
أحدهما: على معنى السماء معناه السقف، قال اللّه عزّ وجلّ: {وجعلنا السّماء سقفا محفوظا}.
والوجه الثاني على قوله: امرأة مرضع، أي على جهة النسب.المعنى السماء ذات انفطار، كما تقول امرأة مرضع أي ذات رضاع.
وقوله: (أولي النّعمة).النعمة التنعم، والنّعمة اليد الجميلة عند الإنسان والصنع من اللّه تعالى ولو قرئت أولي النّعمة لكان وجها، لأن المنعم عليهم يكونون مؤمنين وغير مؤمنين، قال اللّه جل ثناؤه: {صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}.
وقوله - جل وعزّ -: {وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيرا وأعظم أجرا} معناه خيرا لكم من متاع الدنيا.و (خيرا) منصوب مفعول ثان لـ (تجدوه)ودخلت " هو " فصلا.وقد فسرنا ذلك فيما سلف من الكتاب، ولو كان في غير القرآن لجاز تجدوه هو خير. فكنت ترفع بـ هو، ولكن النصب أجود في العربية. ولا يجوز في القرآن غيره). [معاني القرآن: 5/243-244]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَن لَّن تُحْصُوهُ} أن لن تطيقوه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة