العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:27 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الإسراء [ من الآية (66) إلى الآية (69) ]

{رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:29 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال قتادة في قوله تعالى ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر قال يسيرها في البحر فيرسل عليكم قاصفا من الريح قال ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا يقول لا يتبعنا أحد بشيء من ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/382]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يزجي الفلك يجري الفلك). [صحيح البخاري: 6/84]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يزجي الفلك يجري الفلك وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه به ومن طريق سعيدٍ عن قتادة يزجي الفلك أي يسيّرها في البحر). [فتح الباري: 8/394]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {موفورا} وافرا {تبيعا} ثائرا وقال ابن عبّاس نصيرًا {خبت} طفئت وقال ابن عبّاس {ولا تبذر} لا تنفق في الباطل {ابتغاء رحمة} رزق {مثبورا} ملعونا {ولا تقف} لا تقل {فجاسوا} تيمموا {يزجي لكم الفلك} يجري الفلك {يخرون للأذقان} للوجوه
قال عبد بن حميد ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 63 الإسراء {موفورا} قال وافرا
وبه في قوله 69 الإسراء {به تبيعا} قال نصيرًا ثائرا
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله تبيعا قال نصيرًا
وبه في قوله 97 الإسراء {كلما خبت} قال طفئت
أخبرنا أبو الفرج بن الغزّي أنا يوسف بن عمر الختني وهو آخر من حدث عنه بالسّماع أنا عبد الوهّاب بن رواج وهو آخر من تقيّ من حضر عنده أو سمع عليه أنا الحافظ أبو طاهر السلفي أنا أبو طاهر بن البطر أنا عبيدالله بن عبد الله بن البيع ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا محمود بن خداش ثنا هشيم أنا حصين عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله 27 الإسراء {إن المبذرين كانوا إخوان الشّياطين} قال المبذر المنفق في غير حق
رواه البخاريّ في كتاب الأدب المفرد عن عارم عن هشيم به فوقع لنا بدلا عاليا
وقال أبو جعفر الطّبريّ ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 26 الإسراء {ولا تبذر} قال لا تنفق في الباطل فإن المبذر هو المسرف في غير حق
وبه في قوله 28 الإسراء {ابتغاء رحمة من ربك} قال رزق
وقال أيضا ثنا علّي هو ابن داود ثنا عبد الله هو ابن صالح ثنا معاوية عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 102 الإسراء {وإنّي لأظنك يا فرعون مثبورا} قال ملعونا
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي تنا أبو صالح حدثني معاوية عن علّي عن ابن عبّاس قوله 36 الإسراء {ولا تقف} يقول لا تقل
وبه في قوله 5 الإسراء {فجاسوا خلال الديار} قال فمشوا
وقال ابن جرير ثنا علّي هو ابن داود ثنا عبد الله هو ابن صالح حدثني معاوية عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 66 الإسراء {ربكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر} يقول يجري لكم الفلك). [تغليق التعليق: 4/240-242] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يزجي الفلك: يجري الفلك
أشار به إلى قوله تعالى: {ربكم الّذي يزجى لكم الفلك في البحر} (الإسراء: 66) وفسّر: (يزجي) ، من الإزجاء الزّاي، بقوله: (يجري) من الإجراء بالراء المهملة، ويقال: معناه يسوق الفلك ويسيره حالا بعد حال، ويقال: أزجيت الإبل سقتها، والرّيح تزجي السّحاب والبقرة تزجي ولدها، وروى الطّبريّ من طريق سعيد عن قتادة: يزجي الفلك أي يسيرها في البحر، والله أعلم). [عمدة القاري: 19/25-26]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يزجي الفلك}) في قوله تعالى: {ربكم الذي يزجي لكم الفلك} [الإسراء: 66] أي (يجري الفلك) قاله ابن عباس فيما وصله الطبري). [إرشاد الساري: 7/203]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنّه كان بكم رحيمًا}.
يقول تعالى ذكره للمشركين به: ربّكم أيّها القوم هو الّذي يسيّر لكم السّفن في البحر. فيحملكم فيها {لتبتغوا من فضله} لتوصّلوا بالرّكوب فيها إلى أماكن تجاراتكم ومطالبكم ومعايشكم، وتلتمسون من رزقه. {إنّه كان بكم رحيمًا} يقول: إنّ اللّه كان بكم رحيمًا حين أجرى لكم الفلك في البحر، تسهيلاً منه بذلك عليكم التّصرّف في طلب فضله في البلاد النّائية الّتي لولا تسهيله ذلك لكم لصعب عليكم الوصول إليها.
وبنحو ما قلنا في قوله: {يزجي لكم} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر} يقول: يجري الفلك
- حدّثني محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر} قال: يسيّرها في البحر
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ {ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر} قال: يجري
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر} قال: يجريها). [جامع البيان: 14/666-667]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 66 - 69
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يزجي} قال: يجري). [الدر المنثور: 9/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله: {يزجي لكم الفلك} قال: يسيرها في البحر). [الدر المنثور: 9/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله: {الفلك} قال: السفن). [الدر المنثور: 9/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله: {إنه كان بكم رحيما} قال: نزلت في المشركين). [الدر المنثور: 9/398]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا مسّكم الضّرّ في البحر ضلّ من تدعون إلاّ إيّاه فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم وكان الإنسان كفورًا}.
يقول تعالى ذكره: وإذا نالتكم الشّدّة والجهد في البحر ضلّ من تدعون: يقول فقدتم من تدعون من دون اللّه من الأنداد والآلهة، وجار عن طريقكم فلم يغثكم، ولم تجدوا غير اللّه مغيثًا يغيثكم دعوتموه، فلمّا دعوتموه وأغاثكم، وأجاب دعاءكم ونجّاكم من هول ما كنتم فيه في البحر أعرضتم عمّا دعاكم إليه ربّكم من خلع الأنداد والبراءة من الآلهة، وإفراده بالألوهة كفرًا منكم بنعمته {وكان الإنسان كفورًا} يقول: وكان الإنسان إذًا جحد لنعم ربّه). [جامع البيان: 14/668]

تفسير قوله تعالى: (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({حاصبًا} [الإسراء: 68] : " الرّيح العاصف، والحاصب أيضًا: ما ترمي به الرّيح "، ومنه: {حصب جهنّم} [الأنبياء: 98] : " يرمى به في جهنّم، وهو حصبها، ويقال: حصب في الأرض ذهب، والحصب: مشتقٌّ من الحصباء والحجارة "). [صحيح البخاري: 6/83]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حاصبًا الرّيح العاصف والحاصب أيضًا ما ترمي به الرّيح ومنه حصب جهنّم يرمى به في جهنّم وهم حصبها ويقال حصب في الأرض ذهب والحاصب مشتقٌّ من الحصباء الحجارة تقدّم في صفة النّار من بدء الخلق قال أبو عبيدة في قوله ويرسل عليكم حاصبا أي ريحًا عاصفًا تحصب ويكون الحاصب من الجليد أيضًا قال الفرزدق بحاصبٍ كنديف القطن منثور وفي قوله حصب جهنّم كلّ شيءٍ ألقيته في النّار فقد حصبتها به وروى بن أبي حاتمٍ من طريق سعيدٍ عن قتادة قال أو يرسل عليكم حاصبا قال حجارةٌ من السّماء ومن طريق السّدّيّ قال راميًا يرميكم بحجارةٍ). [فتح الباري: 8/390-391]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({حاصباً} الرّيح العاصف والحاصب أيضاً ما ترمي به الرّيح ومنه حصب جهنّم يرمى به في جهنّم وهو حصبها ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتقٌّ من الحصباء والحجارة.
أشار به إلى قوله تعالى: {أو يرسل عليكم حاصباً ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا} (الإسراء: 68) وفسّر الحاصب بالرّيح العاصف، وفي التّفسير: حاصباً حجارة تمطر من السّماء عليكم كما أمطر على قوم لوط، وقال أبو عبيدة والقتبي: الحاصبا الرّيح الّتي ترمي بالحصباء، وهي الحصى الصغار، وهو معنى قوله: (والحاصب أيضا ما ترمي به الرّيح) . وقال الجوهري: الحاصب الرّيح الشّديدة الّتي تثير الحصباء. قوله: (ومنه) ، أي: ومن معنى لفظ الحاصب: حصب جهنّم، وكل شيء ألقيته في النّار فقد حصبتها به. قوله: (وهو حصبها) أي: الشّيء الّذي يرمي فيها هو حصبها، ويروى: وهم حصبها أي القوم الّذين يرمون فيها حصبها. قوله: (ويقال: حصب في الأرض ذهب) ، كذا قاله الجوهري أيضا. قوله: (والحصب مشتقّ من الحصباء) لم يرد بالاشتقاق الاشتقاق المصطلح به، أعني: الاشتقاق الصّغير لعدم صدقه عليه على ما لا يخفى، وفسّر الحصباء بالحجارة، وهو من تفسير الخاص بالعام، وقال أهل اللّغة: الحصباء الحصى). [عمدة القاري: 19/21]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({حاصبًا}) في قوله تعالى: {أو يرسل عليكم حاصبًا} [الإسراء: 68] هو (الريح العاصف) أي الشديد ولم يؤنثه لأنه مجازي (والحاصب أيضًا ما ترمي به الريح ومنه: {حصب جهنم}) أي (يرمى به في جهنم) بضم الياء وفتح الميم مبنيًّا للمفعول (وهو) أي الشيء الذي يرمى به، ولأبي ذر وهم أي القوم الذين يرمون فيها (حصبها ويقال حصب في الأرض) أي (ذهب) فيها (والحصب) محركًا (مشتق من الحصباء الحجارة). قال العيني لم يرد بالاشتقاق الاشتقاق المصطلح عليه أعني الاشتقاق الصغير لعدم صدقه عليه وتفسير الحصباء بالحجارة هو من تفسير الخاص بالعام قالوا والحصب الرمي بالحصباء وهي الحجارة الصغار قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربهم = حصباء مثل نديف القطن منثور
ولغير أبي ذر الحصباء والحجارة بزيادة واو). [إرشاد الساري: 7/199-200]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا ثمّ لا تجدوا لكم وكيلاً}.
يقول تعالى ذكره: {أفأمنتم} أيّها النّاس من ربّكم، وقد كفرتم نعمته بتنجيته إيّاكم من هول ما كنتم فيه في البحر، وعظيم ما كنتم قد أشرفتم عليه من الهلاك، فلمّا نجّاكم وصرتم إلى البرّ كفرتم به، وأشركتم في عبادته غيره {أن يخسف بكم جانب البرّ} يعني ناحية البرّ {أو يرسل عليكم حاصبًا} يقول: أو يمطركم حجارةً من السّماء تقتلكم، كما فعل بقوم لوطٍ {ثمّ لا تجدوا لكم وكيلاً} يقول: ثمّ لا تجدوا لكم قيما يقوم بالمدافعة عنكم من عذابه وما يمنعكم منه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا} يقول: حجارةً من السّماء {ثمّ لا تجدوا لكم وكيلاً} أي منعةً ولا ناصرًا
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا} قال: مطر الحجارة إذا خرجتم من البحر.
وكان بعض أهل العربيّة يوجّه تأويل قوله {أو يرسل عليكم حاصبًا} إلى: أو يرسل عليكم ريحًا عاصفًا تحصب، ويستشهد لقوله ذلك بقول الشّاعر:
مستقبلين شمال الشّام تضربنا = بحاصبٍ كنديف القطن منثور
وأصل الحاصب: الرّيح تحصب بالحصباء، الأرض فيها الرّمل والحصى الصّغار.
يقال في الكلام: حصب فلانٌ فلانًا: إذا رماه بالحصباء. وإنّما وصفت الرّيح بأنّها تحصب لرميها النّاس بذلك، كما قال الأخطل:
ولقد علمت إذا العشار تروّحت = هدج الرّئال تكبّهنّ شمالا
ترمي العضاه بحاصبٍ من ثلجها = حتّى يبيت على العضاه جفالا). [جامع البيان: 14/668-670]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أو يرسل عليكم حاصبا} قال: مطر الحجارة). [الدر المنثور: 9/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنهما في قوله: {أو يرسل عليكم حاصبا} قال: حجارة من السماء {ثم لا تجدوا لكم وكيلا} أي منعة ولا ناصرا {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى} أي مرة أخرى في البحر). [الدر المنثور: 9/398]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {تارة أخرى} قال: مرة أخرى [الآية: 69]). [تفسير الثوري: 174]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تارةً} [الإسراء: 69] : «مرّةً، وجماعته تيرةٌ وتاراتٌ»). [صحيح البخاري: 6/83]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تارةً أي مرّةً والجمع تيرٌ وتاراتٌ هو كلام أبي عبيدة أيضًا وقوله والجمع تيرٌ بكسر المثنّاة الفوقانية وفتح المثنّاة التحتانيه وروى بن أبي حاتمٍ من طريق شعبة عن قتادة في تارة أخرى قال مرّة أخرى). [فتح الباري: 8/391]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تارةً مرّةً وجماعته تيرةٌ وتاراتٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى} (الإسراء: 69) وفسّر: تارة، بقوله: مرّة، وكذا فسره أبو عبيدة، ويجمع على تيرة بكسر التّاء وفتح اليا آخر الحروف وعلى تارات، وقال ابن التّين: الأحسن سكون الياء آخر الحروف وفتح الرّاء كما يقال في جمع قاعة: قيعة). [عمدة القاري: 19/21-22]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({تارة}) في قوله تعالى: {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة} [الإسراء: 69] أي (مرة) فهي مصدر (وجماعته) أي لفظ تارة (تيرة) بكسر الفوقية وفتح التحتية (وتارات) قال الشاعر:
وإنسان عيني يحسر الماء تارة = فيبدو تارات يجم فيغرق
وألفها يحتمل أن تكون عن واو أو ياء. قال الراغب: هو فيما قيل من تار الجرح بمعنى التأم). [إرشاد الساري: 7/200]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قاصفًا} [الإسراء: 69] : «ريحٌ تقصف كلّ شيءٍ»). [صحيح البخاري: 6/83]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قاصفاً: ريحٌ تقصف كلّ شيءٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {فيرسل عليكم قاصفاً من الرّيح فيغرقكم} (الإسراء: 69) الآية، وفسّر القاصف بقوله: (ريح) أي: القاصف (ريح تقصف كل شيء) . أي: تكسره بشدّة، وهكذا روي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، والله تعالى أعلم). [عمدة القاري: 19/23]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قاصفًا) من الريح هو (ريح تقصف كل شيء) تمرّ به من قصف متعديًا وهذه ساقطة لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/202]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (تقصف كل شيء) أي: تكسره وتجعله كالرميم إذا مر به اهـ سندي). [حاشية السندي على البخاري: 3/57]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تبيعًا} [الإسراء: 69] : «ثائرًا» وقال ابن عبّاسٍ: «نصيرًا»). [صحيح البخاري: 6/84]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تبيعًا ثائرًا وقال بن عبّاسٍ نصيرًا أمّا قول مجاهدٍ فوصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيح عنه في قوله ثمّ لا تجد لك علينا به تبيعًا أي ثائرًا وهو اسم فاعلٍ من الثأر يقال لكل طالب بثأر وغيره تبيعٌ وتابعٌ ومن طريق سعيدٍ عن قتادة أي لا تخاف أن تتبع بشيءٍ من ذلك وأما قول بن عبّاس فوصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه في قوله تبيعًا قال نصيرًا). [فتح الباري: 8/393-394]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {موفورا} وافرا {تبيعا} ثائرا وقال ابن عبّاس نصيرًا {خبت} طفئت وقال ابن عبّاس {ولا تبذر} لا تنفق في الباطل {ابتغاء رحمة} رزق {مثبورا} ملعونا {ولا تقف} لا تقل {فجاسوا} تيمموا {يزجي لكم الفلك} يجري الفلك {يخرون للأذقان} للوجوه
قال عبد بن حميد ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 63 الإسراء {موفورا} قال وافرا
وبه في قوله الإسراء {به تبيعا} قال نصيرًا ثائرا
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله تبيعا قال نصيرًا). [تغليق التعليق: 4/240-241] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تبيعاً ثائراً
أشار به إلى قوله تعالى: {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً} (الإسراء: 69) وفسّر (تبيعاً) بقوله: (ثائراً) أي: طالبا للثأر ومنتقماً، ويقال لكل طالب بثأر: تبيع، وتابع، وهذا أيضا تفسير مجاهد وصله الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عنه.
وقال ابن عبّاس نصيراً
أي: ابن عبّاس فسر تبيعاً بقوله: (نصيرًا) وكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه). [عمدة القاري: 19/25]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({تبيعًا}) في قوله تعالى: {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} [الإسراء: 69] أي (ثائرًا) أي طالبًا للثأر منتقمًا وهذا تفسير مجاهد وصله عنه الطبري من الطريق السابق.
(وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه في قوله تبيعًا أي (نصيرًا) ). [إرشاد الساري: 7/203]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارةً أخرى فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح فيغرقكم بما كفرتم ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا}.
يقول تعالى ذكره: أم أمنتم أيّها القوم من ربّكم، وقد كفرتم به بعد إنعامه عليكم النّعمة الّتي قد علمتم أن يعيدكم في البحر تارةً أخرى: يقول: مرّةً أخرى.
والهاء الّتي في قوله " فيه " من ذكر البحر. كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أن يعيدكم، فيه تارةً أخرى} أي في البحر مرّةً أخرى.
{فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح} وهي الّتي تقصف ما مرّت به فتحطّمه وتدقّه، من قولهم: قصف فلانٌ ظهر فلانٍ: إذا كسره {فيغرقكم بما كفرتم} يقول: فيغرقكم اللّه بهذه الرّيح القاصف بما كفرتم، يقول: بكفركم به {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} يقول: ثمّ لا تجدوا لكم علينا تابعًا يتبعنا بما فعلنا بكم، ولا ثائرًا يثأرنا بإهلاكناكم وقيل: تبيعًا في موضع التّابع، كما قيل: عليمٌ في موضع عالمٍ. والعرب تقول لكلّ طالبٍ بدمٍ أو دينٍ أو غيره: تبيعٌ. ومنه قول الشّاعر:
عدوًا وعدت غزلانهم فكأنّها = ضوامن غرمٍ لزّهنّ تبيع.
وبنحو الّذي قلنا في القاصف والتّبيع، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح} يقول: عاصفًا
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: قاصفًا الّتي تغرق
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} يقول نصيرًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال محمّدٌ: ثائرًا، وقال الحارث: نصيرًا ثائرًا
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} قال: ثائرًا
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} أي لا نخاف أن نتّبع بشيءٍ من ذلك
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} يقول: لا يتبعنا أحدٌ بشيءٍ من ذلك.
والتّارة: تجمع تاراتٌ وتيرٌ، وأفعلت منه: أترت). [جامع البيان: 14/670-672]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله تبيعا يعني ثائرا نصيرا.
- نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يوم ندعو كل أناس بإمامهم قال بكتبهم). [تفسير مجاهد: 366-367]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنهما في قوله: {أو يرسل عليكم حاصبا} قال: حجارة من السماء {ثم لا تجدوا لكم وكيلا} أي منعة ولا ناصرا {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى} أي مرة أخرى في البحر). [الدر المنثور: 9/398] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فيرسل عليكم قاصفا من الريح} قال: التي تغرق). [الدر المنثور: 9/398-399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: القاصف والعاصف في البحر). [الدر المنثور: 9/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قاصفا} قال: عاصفا، وفي قوله: {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا} قال: نصيرا). [الدر المنثور: 9/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {تبيعا} قال: ثائرا). [الدر المنثور: 9/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا} قال: لا يتبعنا أحد بشيء من ذلك). [الدر المنثور: 9/399]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:37 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك} [الإسراء: 66] يجريها.
{في البحر لتبتغوا من فضله} [الإسراء: 66] طلب التّجارة في البحر.
{إنّه كان بكم رحيمًا} [الإسراء: 66] فبرأفته ورحمته سخّر لكم ذلك.
والرّحمة على الكافر في هذا رحمة الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/149]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {يزجي لكم الفلك} أي يسيرها.

قال الشاعر:
فتى يزجي المطيّ على وجاها
(الحاصب): الريح. سميت بذلك: لأنها تحصب، أي ترمي بالحصباء، وهي: الحصى الصغار.
والقاصف: الريح التي تقصف الشجر، أي تكسره). [تفسير غريب القرآن: 259-258]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنّه كان بكم رحيما }
تفسير {يزجي} يسيّر، وقد زجّيت قدمت الشيء، وهذا الكلام ذكر معطوفا على قوله: {كونوا حجارة أو حديدا}
وقوله: (قل الّذي فطركم أول مرة) فالمعنى أنه يبعثكم الذي بدأ خلقكم، والابتداء والإنشاء أشد من الإعادة.
ثم أعلمهم أن الذي قدر على تسخير الفلك في البحر – والفلك كالجبال - قادر على إعادتهم، قال اللّه تعالى: {وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام} أي كالجبال).
[معاني القرآن: 3/251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ربكم الذي يزجي لكم الفلك} أي يسوق). [معاني القرآن: 4/174]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يزجي} أي: يسوق). [ياقوتة الصراط: 311]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يزجي لكم الفلك} أي يسيرها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا مسّكم الضّرّ} [الإسراء: 67]، يعني: الأهوال.
{في البحر ضلّ من تدعون} [الإسراء: 67]، يعني: ما تعبدون من دونه ضلّوا عنهم.
قال: {إلا إيّاه} [الإسراء: 67] تدعونه، كقوله: {بل إيّاه تدعون} [الأنعام: 41] يعلمون أنّه لا ينجّيهم من الغرق إلا اللّه.
قال: {فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم} [الإسراء: 67] عن الّذي نجّاكم ورجعتم إلى شرككم.
{وكان الإنسان كفورًا} [الإسراء: 67]، يعني: المشرك). [تفسير القرآن العظيم: 1/149]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(والضُّرّ: الشدة والبلاء ... ومنه: الهول، كقوله: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ} ). [تأويل مشكل القرآن: 483]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وكان الإنسان كفورا} الإنسان ههنا يعنى به الكفار خاصة). [معاني القرآن: 3/251]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (ضل) أي: غاب). [ياقوتة الصراط: 311]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ} [الإسراء: 68] كما خسف بقوم لوطٍ وبقارون.
{أو يرسل عليكم حاصبًا} [الإسراء: 68] قال قتادة: أي حجارةً من السّماء.
يقول: يحصبكم بها كما فعل بقوم لوطٍ، يعني: الّذين خرجوا من القرية فأرسل عليهم الحجارة، وخسف بأهل القرية.
قال: {ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا} [الإسراء: 68] سعيدٌ، عن قتادة قال: أي منيعًا ولا نصيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/149]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {أو يرسل عليكم حاصباً} ريحاً عاصفاً، تحصب قال الفرزدق:

مستقبلين شمال الشام تضربنا= بحاصبٍ كنديف القطن منثور
أي بصقيع). [مجاز القرآن: 1/385]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن {أفأمنتم أن يخسف} بالياء، {أو يرسل} بالياء.
ومجاهد {نخسف} {أو نرسل} بالنون.

أبو عمرو وأهل مكة {نخسف} {أو نرسل} بالنون {فنغرقكم} بالنون). [معاني القرآن لقطرب: 828]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {أو يرسل عليكم حاصبا} فزعم أبو خيرة: أن الحاصب التراب؛ وقالوا: الحجارة؛ وكأنه من الريح فيها الحصباء؛ والحصباء: الحصا الصغار.
وقال ذو الرمة:
تكاد أواليها تفري جلودها = ويكتحل التالي بترب وحاصب). [معاني القرآن لقطرب: 839]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حاصبا}: الحاصب الريح العاصف). [غريب القرآن وتفسيره: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبا ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا }
الحاصب التراب الذي فيه الحصباء، والحصباء حصى صغار). [معاني القرآن: 3/251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا}
الحاصب الريح التي ترمي بالحصباء وهي الحصى الصغار). [معاني القرآن: 4/175-174]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {حاصبا} أي: حجارة). [ياقوتة الصراط: 311]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الحاصب) الريح، سميت بذلك لأنها تحصب: أي ترمي بالحصباء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الحَاصِبُ): الريح العاصف). [العمدة في غريب القرآن: 183]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أم أمنتم أن يعيدكم} [الإسراء: 69] في البحر.
[تفسير القرآن العظيم: 1/149]
{تارةً أخرى} [الإسراء: 69] مرّةً أخرى.
{فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح} [الإسراء: 69] والقاصف الرّيح الشّديدة.
{فيغرقكم بما كفرتم ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} [الإسراء: 69] لا تجدوا أحدًا يتبعنا بذلك لكم، فينتصر لكم، وهو كقوله: {فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم فسوّاها} [الشمس: 14] سوّى عليها بالعذاب {ولا يخاف عقباها} [الشمس: 15] التّبعة، فينتصر لهم.
وقال قتادة: أي لا يخاف أن يتبع بشيءٍ ممّا أصابكم.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {تبيعًا} [الإسراء: 69] ثائرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/150]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً...}

يقال: ثائراً وطالباً. فتبيع في معنى تابع). [معاني القرآن: 2/127]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تارةً أخرى} مرّة أخرى والجميع تارات وتير). [مجاز القرآن: 1/385]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فيرسل عليكم قاصفاً من الرّيح} أي تقصف كل شيء أي تحطم،
يقال: بعث الله عليهم ريحاً عاصفاً قاصفاً لم تبق لهم ثاغيةً ولا راغية). [مجاز القرآن: 1/385]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً} أي من يتبعنا لكم تبيعة ولا طالباً لنا بها). [مجاز القرآن: 1/385]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر {فتغرقكم} بالتاء؛ كأنه الريح، فأنث عليها). [معاني القرآن لقطرب: 828]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله: {تارة أخرى} فقالوا: أترته أتيره إتارة: إذا أعدته تارة أخرى.
وأما قوله عز وجل {تبيعا} فالتبيع: الذي يتبع أمه؛ والتبيعة: التي تتبع أمها؛ والمتبع أيضًا يقال له التبيع، والمتبعة أيضًا تبيعة؛ كالغريم: للطالب والمطلوب.
قال ابن عباس {تبيعا} لا تاثرًا، ولا ناصرًا.
[وعن محمد بن صالح]:
المتبع والمتبعة بالتشديد). [معاني القرآن لقطرب: 839]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {قاصفا}: تقصف كل شيء.
{تبيعا}: مطالبا). [غريب القرآن وتفسيره: 218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً} أي من يتبعنا بدمائكم، أي يطالبنا.
ومنه قوله: {فاتّباعٌ بالمعروف} أي مطالبة جميلة). [تفسير غريب القرآن: 259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أم: تكون بمعنى أو، كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا}، وكقوله: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى}.
هكذا قال المفسرون، وهي كذلك عند أهل اللغة في المعنى، وإن كانوا قد يفرقون بينهما في الأماكن). [تأويل مشكل القرآن: 546]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الرّيح فيغرقكم بما كفرتم ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعا }
{ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعا}
أي لا تجدوا من يتبعنا بإنكار ما نزل بكم، ولا من يتبعنا بأن يصرفه عنكم). [معاني القرآن: 3/252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح}
قال ابن عباس هي التي تغرق
قال أبو جعفر يقال قصفه إذا كسره كأنها من شدتها تكسر الشجر). [معاني القرآن: 4/175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا}
قال مجاهد ثائرا
قال أبو جعفر وهو من الثأر وكذلك يقال لكل من طلب بثأر أو غيره تبيع وتابع ومنه قوله تعالى: {فاتباع بالمعروف} أي مطالبة). [معاني القرآن: 4/176-175]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قاصفا} أي: ريحا قاتلة تقصف الأصلاب والشجر). [ياقوتة الصراط: 312]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {به تبيعا} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب عن ابن الأعرابي - قال: يقال للطالب بالشيء: تابع وتبيع به تبيعا). [ياقوتة الصراط: 312]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (والقاصف) من الريح: الذي يقصف الشجرة، أي يكسرها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَبِيعاً}: مطالبا). [العمدة في غريب القرآن: 184]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 09:22 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
لا زالت الريح تزجي كل ذي لجب = غيثا إذا ما ونته ديمة دفقا
...
وتزجي: تسوق). [شرح ديوان كعب بن زهير: 234]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (
وراحت الريح تزجي بلقه = ودهمه ثم تزجي ورقه
...
وقوله: تزجي يقول: تسوقه وتستحثهُ). [الكامل: 2/841]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويزجيها: يسوقها). [شرح المفضليات: 386]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب استعمالهم إيا إذا لم تقع مواقع الحروف التي ذكرنا
فمن ذلك قولهم إياك رأيت وإياك أعني فإنما استعملت إياك هاهنا من قبل أنك لا تقدر على الكاف. وقال الله عز وجل: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} من قبل أنك لا تقدر على كم ههنا.
وتقول إني وإياك منطلقان لأنك لا تقدر على الكاف. ونظير ذلك قوله تعالى جده: {ضل من تدعون إلا إياه} ). [الكتاب: 2/356] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) }

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه أيضا: التبيع. فالتبيع: المتبِع. والتبيع: المتبَع. قال الله عز وجل: {علينا به تبيعا} ). [الأضداد: 103]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومنها أيضا التبيع: التابع، والتبيع المتبوع، قال الله جل ذكره: {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا}، أي تابعا مطالبا). [كتاب الأضداد: 372]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 02:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 02:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 02:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا}
"الإزجاء": سوق الثقيل السير; إما لضعف أو ثقل حمل أو غيره، فالإبل الضعاف تزجى، ومنه قول الفرزدق:
على زواحف تزجيها محاسير
والسحاب تزجى، ومنه قوله تعالى: {ألم تر أن الله يزجي سحابا}، والبضاعة المزجاة هي التي تحتاج لاختلالها أن تساق بشفاعة وتدفع بمعاون إلى الذي يقبضها، وإزجاء الفلك سوقه بالريح اللينة والمجاديف. و"الفلك" هنا جمع. و"البحر": الماء الكثير عذبا كان أو ملحا، وقد غلب الاسم على هذا المشهور والفلك تجري فيه، وقوله: {لتبتغوا من فضله} لفظ يعم البحر وطلب الأجر في حج أو غزو أو نحوه، ولا خلاف في جواز ركوبه للحج والجهاد والمعاش، واختلف في وجوبه للحج، أعني الكثير منه. واختلف في كراهيته للثروة وتزيدا لمال، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بركوبه للغزو في حديث أم حرام، وقد روي عنه أنه قال: "البحر لا أركبه أبدا"، وهو حديث يحتمل أنه رأي رآه لنفسه، ويحتمل أنه أوحي إليه ذلك، وهذه الآية توقيف على آلاء الله وفضله عند عباده). [المحرر الوجيز: 5/511]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الضر" لفظ يعم خوف الغرق، والإمساك في المشي، وأهول حالاته اضطرابه وتموجه. وقوله تعالى: "ضل" معناه: تلف وفقد، وهي عبارة تحقير لمن يدعي إلها من دون الله تبارك وتعالى، والمعنى في هذه الآية أن الكفار إنما يعتقدون في أصنامهم أنها شافعة، وأن لها فضلا، وكل واحد منهم بالفطرة يعلم علما لا يقدر على مدافعته أن الأصنام لا فعل لها في الشدائد العظام، فوفقهم الله من ذلك على حالة البحر، وقوله تعالى: "كفورا" أي بالنعم. و"الإنسان" هنا للجنس، وكل أحد لا يكاد يؤدي شكر الله تعالى كما يجب. وقال الزجاج: "الإنسان" يراد به الكفار.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا غير بارع). [المحرر الوجيز: 5/512]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر} الآية.
المعنى: أفأمنتم أيها المعرضون الناسون الشدة حين صرتم إلى الرخاء أن يخسف الله بكم مكانكم من البر; إذا أنتم في قبضة القدرة في البحر والبر.
و "الحاصب": العارض الرامي بالبرد والحجارة ونحو ذلك، ومنه قول الشاعر:
مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب كنديف القطن منثور
ومنه قول الأخطل:
ترمي العضاة بحاصب من ثلجها ... حتى يبيت على العضاه جفالا
[المحرر الوجيز: 5/512]
ومنه الحاصب الذي أصاب قوم لوط. والحصب: الرمي بالحصباء، وهي الحجارة الصغار.
وقرأ نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: "يخسف" بالياء، على معنى: يخسف الله). [المحرر الوجيز: 5/513]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: "يخسف" بالياء، على معنى: يخسف الله، وكذلك "يرسل" و"يعيدكم" و"فيرسل" و"فيغرقكم"، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو ذلك كله بالنون، وقرأ - أبو جعفر، ومجاهد: "فتغرقكم" بالتاء، أي الريح. وقرأ حميد "فنغرقكم" بالنون حفيفة، وأدغم القاف في الكاف، ورويت عن أبي عمرو، وابن محيصن، وقرأ الحسن، وأبو رجاء: "فنغرقكم" بشد الراء. و"الوكيل": القائم بالأمور، و"القاصف": الذي يكسر كل ما يلقى ويقصفه. و"تارة" جمعها تارات وتير، ومعناها: مرة أخرى، وقرأ أبو جعفر: "من الرياح" بالجمع. و"التبيع": الذي يطلب ثأرا أو دينا أو نحو هذا، ومنه قول الشاعر:
غدوا وغدت غزلانهم فكأنها ... ضوامن عزم لزهن تبيع
ومن هذه اللفظة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا اتبع أحدكم على ملي فليتبع"، فالمعنى: لا تجدون من يتبع فعلنا بكم ويطلب نصرتكم). [المحرر الوجيز: 5/513]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 05:20 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 05:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ربّكم الّذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنّه كان بكم رحيمًا (66)}.
يخبر تعالى عن لطفه بخلقه في تسخيره لعباده الفلك في البحر، وتسهيلها لمصالح عباده لابتغائهم من فضله في التّجارة من إقليمٍ إلى إقليمٍ؛ ولهذا قال: {إنّه كان بكم رحيمًا} أي: إنّما فعل هذا بكم من فضله عليكم، ورحمته بكم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 95]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا مسّكم الضّرّ في البحر ضلّ من تدعون إلا إيّاه فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم وكان الإنسان كفورًا (67)}
أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا ثمّ لا تجدوا لكم وكيلًا (68) أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارةً أخرى فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح فيغرقكم بما كفرتم ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا (69)
يخبر تعالى أنّه إذا مسّ النّاس ضرٌّ، دعوه منيبين إليه، مخلصين له الدّين؛ ولهذا قال: {وإذا مسّكم الضّرّ في البحر ضلّ من تدعون إلا إيّاه} أي: ذهب عن قلوبكم كلّ ما تعبدون غير اللّه، كما اتّفق لعكرمة بن أبي جهلٍ لمّا ذهب فارًّا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين فتح مكّة، فذهب هاربًا، فركب في البحر ليدخل الحبشة، فجاءتهم ريحٌ عاصفٌ، فقال القوم بعضهم لبعضٍ: إنّه لا يغني عنكم إلّا أن تدعو اللّه وحده. فقال عكرمة في نفسه: واللّه لئن كان لا ينفع في البحر غيره، فإنّه لا ينفع في البرّ غيره، اللّهمّ لك عليّ عهدٌ، لئن أخرجتني منه لأذهبنّ فأضعن يدي في يديه، فلأجدنّه رءوفًا رحيمًا. فخرجوا من البحر، فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأسلم وحسن إسلامه، رضي اللّه عنه وأرضاه.
وقوله: {فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم} أي: نسيتم ما عرفتم من توحيده في البحر، وأعرضتم عن دعائه وحده لا شريك له.
{وكان الإنسان كفورًا} أي: سجيّته هذا، ينسى النّعم ويجحدها، إلّا من عصم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 95-96]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا (68)}
يقول تعالى: أفحسبتم أن نخرجكم إلى البرّ أمنتم من انتقامه وعذابه!
{أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبًا}، وهو: المطر الّذي فيه حجارةٌ. قاله مجاهدٌ، وغير واحدٍ، كما قال تعالى: {إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا إلا آل لوطٍ نجّيناهم بسحرٍ} [القمر: 34] وقد قال في الآية الأخرى: {وأمطرنا عليها حجارةً من سجّيلٍ} [هودٍ: 82] وقال: {أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السّماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير} [الملك: 16، 17].
وقوله: {ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا} أي: ناصرًا يردّ ذلك عنكم، وينقذكم منه [واللّه سبحانه وتعالى أعلم] ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 96]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارةً أخرى فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح فيغرقكم بما كفرتم ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا (69)}.
يقول تعالى: {أم أمنتم} أيّها المعرضون عنّا بعدما اعترفوا بتوحيدنا في البحر، وخرجوا إلى البرّ {أن يعيدكم} في البحر مرّةً ثانيةً {فيرسل عليكم قاصفًا من الرّيح} أي: يقصف الصّواري ويغرق المراكب.
قال ابن عبّاسٍ وغيره: القاصف: ريح البحار الّتي تكسر المراكب وتغرقها.
وقوله: {فيغرقكم بما كفرتم} أي: بسبب كفركم وإعراضكم عن اللّه تعالى.
وقوله: {ثمّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} قال ابن عبّاسٍ: نصيرًا.
وقال مجاهدٌ: نصيرًا ثائرًا، أي: يأخذ بثأركم بعدكم.
وقال قتادة: ولا نخاف أحدًا يتبعنا بشيءٍ من ذلك).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 96-97]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة