العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:43 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الأنبياء [من الآية(16) إلى الآية(20)]

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:44 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما لاعبين}.
يقول تعالى ذكره: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما} إلاّ حجّةً عليكم أيّها النّاس، ولتعتبروا بذلك كلّه، فتعلموا أنّ الّذي دبّره، وخلقه لا يشبهه شيءٌ، وأنّه لا تكون الألوهة إلاّ له، ولا تصلح العبادة لشيءٍ غيره، ولم يخلق ذلك عبثًا ولعبًا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما لاعبين} يقول: ما خلقناهما عبثًا ولا باطلاً). [جامع البيان: 16/237-238]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 16.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} يقول: ما خلقناهما عبثا ولا باطلا). [الدر المنثور: 10/276]

تفسير قوله تعالى: (لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى لو أردنا أن نتخذ لهوا قال اللهو في بعض لغة أهل اليمن المرأة لاتخذناه من لدنا إن كنا فعلين يقول ما كنا فاعلين). [تفسير عبد الرزاق: 2/22]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه من لدنّا إن كنّا فاعلين}.
يقول تعالى ذكره: لو أردنا أن نتّخذ زوجةً وولدًا لاتّخذنا ذلك من عندنا، ولكنّا لا نفعل ذلك، ولا يصلح لنا فعله، ولا ينبغي، لأنّه لا ينبغي أن يكون للّه ولدٌ، ولا صاحبةٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني سليمان بن عبيد اللّه الغيلانيّ، قال: حدّثنا أبو قتيبة، قال: حدّثنا سلاّم بن مسكينٍ، قال: حدّثنا عقبة بن أبي جسرة، قال: شهدت الحسن بمكّة قال: وجاءه طاوسٌ وعطاءٌ ومجاهدٌ، فسألوه عن قول اللّه تبارك وتعالى: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه} قال الحسن: اللّهو: المرأة.
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن عليّ بن هارون، عن محمّدٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا} قال: زوجةً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا} الآية، أي أنّ ذلك لا يكون ولا ينبغي. واللّهو بلغة أهل اليمن: المرأة.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ عن معمرٍ، عن قتادة: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا} قال: اللّهو في بعض لغة أهل اليمن: المرأة. {لاتّخذناه من لدنّا}.
وقوله: {إن كنّا فاعلين}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {إن كنّا فاعلين} يقول: ما كنّا فاعلين.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قالوا مريم صاحبته، وعيسى ولده، فقال تبارك وتعالى: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا} نساءً وولدًا، {لاتّخذناه من لدنّا} من عندنا، لاتخذنا نساء وولداً من أهل السماء، وما اتخذنا نساء وولداً من أهل الأرض {إن كنّا فاعلين} ما كنا نفعل.
- قال ابن جريج: قال مجاهد: او أردنا أن نتخذ لهوا وولدا {لاتّخذناه من لدنّا} قال: من عندنا، ولا خلقنا جنّةً، ولا نارًا، ولا موتًا، ولا بعثًا، ولا حسابًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {لاتّخذناه من لدنّا} من عندنا، وما خلقنا جنّةً، ولا نارًا، ولا موتًا، ولا بعثًا، ولا حسابا). [جامع البيان: 16/238-240]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا يعني من عندنا يقول وما خلقنا جنة ولا نارا ولا موتا ولا حياة ولا حسابا). [تفسير مجاهد: 408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 17 - 20.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهوا} قال: اللهو الولد). [الدر المنثور: 10/276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهوا} الآية، يقول: لو أردت أن أتخذ ولدا لاتخذت من الملائكة). [الدر المنثور: 10/276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهوا} قال: النساء). [الدر المنثور: 10/276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: اللهو بلسان اليمن المرأة). [الدر المنثور: 10/276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهوا} قال: اللهو بلغة أهل اليمن المرأة، وفي قوله: {إن كنا فاعلين} أي إن ذلك لا يكون ولا ينبغي). [الدر المنثور: 10/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهوا} قال: نساء {لاتخذناه من لدنا} قال: من الحور العين). [الدر المنثور: 10/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {لو أردنا أن نتخذ لهوا} قال: لعبا). [الدر المنثور: 10/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {لاتخذناه من لدنا} قال: من عندنا {إن كنا فاعلين} أي ما كنا فاعلين، يقول: وما خلقنا جنة ولا نارا ولا موتا ولا بعثا ولا حسابا وكل شيء في القرآن {إن} فهو إنكار). [الدر المنثور: 10/277]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فإذا هو زاهق قال هالك). [تفسير عبد الرزاق: 2/23]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله بل نقذف بالحق قال القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/132]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدثنا أيّوب، عن الحسن؛ في قوله: {لكم الويل ممّا تصفون} قال: هي والله لكلّ واصفٍ كذوبٍ إلى يوم القيامة الويل). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 373-374]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا الحسن بن موسى، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: الويل وادٍ في جهنّم يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قعره.

هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه مرفوعًا إلاّ من حديث ابن لهيعة). [سنن الترمذي: 5/171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقٌ ولكم الويل ممّا تصفون}.
يقول تعالى ذكره: ولكن ننزّل الحقّ من عندنا، وهو كتاب اللّه، وتنزيله على الكفر به وأهله، {فيدمغه} يقول: فيهلكه، كما يدمغ الرّجل الرّجل بأن يشجّه على رأسه شجّةً تبلغ الدّماغ، وإذا بلغت الشّجّة ذلك من المشجوج لم يكن له بعدها حياةٌ.
وقوله {فإذا هو زاهقٌ} يقول: فإذا هو هالكٌ مضمحلٌّ.
- كما حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فإذا هو زاهقٌ} قال: هالكٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فإذا هو زاهقٌ} قال: ذاهبٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقٌ} والحقّ كتاب اللّه القرآن، والباطل: إبليس، {فيدمغه فإذا هو زاهقٌ} أي ذاهبٌ.
وقوله: {ولكم الويل ممّا تصفون} يقول: ولكم الويل من وصفكم ربّكم بغير صفته، وقيلكم إنّه اتّخذ زوجةً وولدًا، وفريتكم عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، إلاّ أنّ بعضهم قال: معنى {تصفون} تكذبون وقال آخرون: معنى ذلك: تشركون.
وذلك وإن اختلفت به الألفاظ فمتّفقةٌ معانيه، لأنّ من وصف اللّه بأنّ له صاحبةً فقد كذب في وصفه إيّاه بذلك، وأشرك به، ووصفه بغير صفته. غير أنّ أولى العبارات أن يعبّر بها عن معاني القرآن أقربها إلى فهم سامعيه.
ذكر من قال ما قلنا في ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولكم الويل ممّا تصفون} أي تكذبون.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ولكم الويل ممّا تصفون} قال: تشركون وقوله {عمّا يصفون} قال: يشركون، قال: وقال مجاهدٌ: {سيجزيهم وصفهم}، قال: قولهم الكذب في ذلك). [جامع البيان: 16/240-242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل نقذف بالحق} قال: القرآن {على الباطل} قال: اللبس {فإذا هو زاهق} قال: هالك). [الدر المنثور: 10/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ولكم الويل مما تصفون} قال: هي والله لكل واصف كذب إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 10/277-278]

تفسير قوله تعالى: (وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى يستحسرون قال لا يعيون). [تفسير عبد الرزاق: 2/23]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لا يستحسرون} [الأنبياء: 19] : " لا يعيون، ومنه {حسيرٌ} [الملك: 4] : وحسرت بعيري "). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ولا يستحسرون لا يعيبون ومنه حسيرٌ وحسرت بعيري هو قول أبي عبيدة أيضًا وكذا روى الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة في قوله ولا يستحسرون قال لا يعيبون
تنبيهٌ: وقع في رواية أبي ذر يعيون بفتح أوله ووهاه ابن التّين وقال هو من أعيي أي الصّواب بضمّ أوّله). [فتح الباري: 8/436]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لا يستحسرون لا يعيون ومنه حسيرٌ وحسرت بعيري

أشار به إلى قوله تعالى: {لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} (الأنبياء: 19) وفسره بقوله: (لا يعيون) بفتح الياء كذا وقع في رواية أبي ذر، ورد عليه ابن التّين، وقال: الصّواب الضّم من الإعياء. قلت: لا وجه للرّدّ عليه بل الصّواب الفتح لأن معنى: لا يعيون، بالفتح لا يعجزون، وقيل: لا ينقطعون ومنه الحسير وهو المنقطع الواقف عياً وكلالاً والإعياء يكون من الغير. قوله: (وحسرت بعيري) أي: أعييته). [عمدة القاري: 19/64]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لا يستحسرون}) قال أبو عبيدة (لا يعيون) في الفرع وأصله بضم أوله مصححًا عليه وثالثه وكلاهما مصلح على كشط من أعيا وفي نسخة عن أبي ذر يعيون بفتحهما ورده ابن التين والسفاقسي وصوّب الضم وأجاب العيني بأن الصواب الفتح لأن معناه لا يعجزون وقيل لا ينقطعون (ومنه حسير وحسرت بعيري) أي أعييته). [إرشاد الساري: 7/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وله من في السّموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون}.
يقول تعالى ذكره: وكيف يجوز أن يتّخذ اللّه لهوًا، وله ملك جميع من في السّماوات والأرض، والّذين عنده من خلقه لا يستنكفون عن عبادتهم إيّاه، ولا يعيون من طول خدمتهم له، وقد علمتم أنّه لا يستعبد والدٌ ولده، ولا صاحبته، وكلّ من في السّماوات والأرض عبيده، فأنّى يكون له صاحبةٌ وولدٌ؟ يقول: أو لا تتفكّرون فيما تفترون من الكذب على ربّكم؟
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا يستحسرون} لا يرجعون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولا يستحسرون} لا يحسرون.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا يستحسرون} قال: لا يفترون.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ عن قتادة قوله: {ولا يستحسرون} قال: لا يعيون.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله.
حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لا يستكبرون عن عبادته، ولا يستحسرون} قال: لا يستحسرون، لا يملّون ذلك الاستحسار، قال: " ولا يفترون، ولا يسأمون " هذا كلّه معناه واحدٌ، والكلام مختلفٌ، وهو من قولهم: بعيرٌ حسيرٌ: إذا أعيا وقام، ومنه قول علقمة بن عبدة:
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها = فبيضٌ، وأمّا جلدها فصليب). [جامع البيان: 16/242-243]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولا يستحسرون يقول ولا يحسرون أي لا يعيون). [تفسير مجاهد: 408-409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ومن عنده} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 10/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اله عنهما في قوله: {ولا يستحسرون} يقول: لا يرجعون). [الدر المنثور: 10/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قول: {ولا يستحسرون} قال: لا يحسرون). [الدر المنثور: 10/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ولا يستحسرون} قال: لا يعيون). [الدر المنثور: 10/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ولا يستحسرون} قال: لا ينقطعون من العبادة). [الدر المنثور: 10/278]

تفسير قوله تعالى: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة عن عامر البكالي قال إن الله جزأ الملائكة والإنس والجن عشرة أجزاء فتسعة أجزاء منهم الكوربيون وهم الملائكة الذين يحملون العرش وهم أيضا يسبحون الليل والنهار لا يفترون قال ومن بقي من الملائكة لأمر الله ولوحي الله ولرسالات الله قال ثم جزأ الإنس والجن عشرة أجزاء فتسعة منها الجن ولا يولد من الإنس ولد إلا ولد من الجن تسعة ثم جزأ الإنس عشرة أجزاء فتسعة منهم يأجوج ومأجوج وسائر الناس جزء واحد). [تفسير عبد الرزاق: 2/28]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن رجلٍ عن مجاهدٍ: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} قال: نفسهم التسبيح [الآية: 20]). [تفسير الثوري: 199]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون (20) أم اتّخذوا آلهةً مّن الأرض هم ينشرون}.
يقول تعالى ذكره: يسبّح هؤلاء الّذين عنده من ملائكة ربّهم اللّيل والنّهار لا يفترون من تسبيحهم إيّاه
- كما حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا حميدٌ، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث، عن أبيه، أنّ ابن عبّاسٍ، سأل كعبًا عن قوله: {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون}، و{يسبّحون له باللّيل والنّهار وهم لا يسأمون} فقال: هل يئودك طرفك؟ هل يئودك نفسك؟ قال: لا، قال: فإنّهم ألهموا التّسبيح، كما ألهمتم الطّرف والنّفس.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو معاوية، عن أبي إسحاق الشّيبانيّ، عن حسّان بن مخارقٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، قال: قلت لكعب الأحبار: {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} أما يشغلهم رسالةٌ أو عملٌ؟ قال: يا ابن أخي إنّه جعل لهم التّسبيح كما جعل لكم النّفس، ألست تأكل وتشرب وتقوم وتقعد وتجيء وتذهب وأنت تنفّس؟ قلت: بلى، قال: فكذلك جعل لهم التّسبيح.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، وأبو داود قالا: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرٍو البكاليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: " إنّ اللّه جزأ الخلق عشرة أجزاءٍ، فجعل تسعة أجزاءٍ الملائكة، وجزءًا سائر الخلق. وجزّأ الملائكة عشرة أجزاءٍ، فجعل تسعة أجزاءٍ يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون، وجزءًا لرسالته. وجزّأ الخلق عشرة أجزاءٍ، فجعل تسعة أجزاءٍ الجنّ، وجزءًا سائر بني آدم. وجزّأ بني آدم عشرة أجزاءٍ، فجعل يأجوج ومأجوج تسعة أجزاءٍ، وجزءًا سائر بني آدم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} يقول: الملائكة الّذين هم عند الرّحمن لا يستكبرون عن عبادته ولا يسأمون فيها. وذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بينما هو جالسٌ مع أصحابه، إذ قال: " تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيءٍ يا نبيّ اللّه، قال: " إنّي لأسمع أطيط السّماء، وما تلام أن تئطّ، وليس فيها موضع راحةٍ إلاّ وفيه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ "). [جامع البيان: 16/244-245]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه أنه سأل كعبا عن قوله: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} أما شغلهم رسالة أما شغلهم عمل فقال: جعل لهم التسبيح كما جعل لكم النفس ألست تأكل وتشرب وتجيء وتذهب وتتكلم وأنت تتنفس فكذلك جعل لهم التسبيح). [الدر المنثور: 10/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} قال: جعلت أنفاسهم تسبيحا). [الدر المنثور: 10/278-279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن يحيى بن أبي كثير قال: خلق الله الملائكة صمدا ليس لهم أجواف). [الدر المنثور: 10/279]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:50 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما لاعبين} [الأنبياء: 16] تفسير مجاهدٍ: ما خلقنا من جنّةٍ، ولا نارٍ، ولا موتٍ، ولا بعثٍ، ولا حسابٍ لاعبين.
وقال السّدّيّ: أي: إنّا لم نخلقهما وما بينهما باطلًا.
قال يحيى: أي: إنّما خلقناهما للبعث والحساب، والجنّة والنّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/302]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا} [الأنبياء: 17] واللّهو: المرأة بلسان اليمن، فيما حدّثنا الحسن بن دينارٍ عن الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/302]
قال السّدّيّ: لهوًا، يعني صاحبةً وولدًا.
قال: {لاتّخذناه من لدنّا} [الأنبياء: 17] قال مجاهدٌ والسّدّيّ: من عندنا.
{إن كنّا فاعلين} [الأنبياء: 17] قال قتادة والسّدّيّ: أي ما كنّا فاعلين، وذلك أنّ المشركين قالوا: إنّ الملائكة بنات اللّه.
وقد قال في آيةٍ أخرى: {أنّى يكون له ولدٌ ولم تكن له صاحبةٌ} [الأنعام: 101] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/303]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لو أردنا أن نّتّخذ لهواً...}

... حدثني حبّان عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس قال: اللهو: الولد بلغة حضرموت.
وقوله: {إن كنّا فاعلين} جاء في التفسير: ما كنا فاعلين و(إن) قد تكون في معنى (ما) كقوله: {إن أنت إلاّ نذيرٌ} وقد تكون إن التي في مذهب جزاء فيكون: إن كنّا فاعلين
وكنا لا نفعل. وهو أشبه الوجهين بمذهب العربيّة والله أعلم). [معاني القرآن: 2/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لو أردنا أن نتّخذ لهواً} أي ولدا. ويقال: امرأة. وأصل اللهو: النكاح. وقد ذكرت هذا في كتاب «تأويل المشكل».
{لاتّخذناه من لدنّا} أي من عندنا لا عندكم). [تفسير غريب القرآن: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ}.
قال قتادة والحسن: اللهو: المرأة.
وقال ابن عباس: هو الولد.
والتفسيران متقاربان، لأن امرأة الرجل لَهْوُهُ، وولده لَهْوُهُ ولذلك يقال: امرأة الرجل وولده ريحانتاه.
وأصل اللهو: الجماع، فكنّي عنه باللهو، كما كني عنه بالسِّرِّ، ثم قيلَ للمرأة: لَهْوٌ؛ لأنها تُجَامع.
قال امرؤ القيس:
ألا زَعَمَتْ بَسباسَةُ اليوم أنّني = كَبَرْتُ وألا يُحْسِنَ اللهوَ أمثالي
أي النكاح.
ويروى أيضا: (وألا يحسن السرَّ أمثالي): أي النكاح.
وتأويل الآية: أن النّصارى لما قالت في المسيح وأمّه ما قالت، قال الله جل وعز: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا}، أي صاحبة وولدا، كما يقولون، لاتخذنا ذلك {مِنْ لَدُنَّا}، أي من عندنا، ولم نتّخذه من عندكم لو كنّا فاعلين ذلك، لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجه يكونان عنده وبحضرته لا عند غيره.
وقال الله في مثل هذا المعنى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}، يعني الملائكة). [تأويل مشكل القرآن: 163]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (لدن): بمعنى عند، قال تعالى: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} أي بلغت من عندي.
وقال: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} أي من عندنا.
وقد تحذف منها النون، كما تحذف من (لم يكن) قال الشاعر:
مِن لَدُ لَحْيَيْهِ إِلَى مَنْحُورِهِ
أي: من عند لحييه.
وفيها لغة أخرى أيضا: لدى، قال الله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} أي عند الباب). [تأويل مشكل القرآن: 563] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لو أردنا أن نتّخذ لهوا لاتّخذناه من لدنّا إن كنّا فاعلين}
اللّهو في لغة حضرموت الولد، وقيل اللهو المرأة، وتأويله أن الولد لهو الدنيا، فلو أردنا أن نتخذ ذا لهو يلهى به.
ومعنى {لاتّخذناه من لدنّا} أي لاصطفيناه مما نخلق.
{إن كنّا فاعلين} معناه ما كنا فاعلين.
وكذلك جاء في التفسير.
ويجوز أن يكون للشرط أي: إن كنا ممن يفعل ذلك ولسنا ممن يفعله. والقول الأول قول المفسرين، والقول الثاني قول النحويين، وهم أجمعون يقولون القول الأول ويستجيدونه.
لأن (إن) تكون في معنى النفي، إلا أن أكثر ما تأتي مع اللام تقول: إن كنت لصالحا، معناه ما كنت إلا صالحا). [معاني القرآن: 3/386-387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا}: أي ولدا وقيل: امرأة، وأصل اللهو: النكاح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {بل نقذف بالحقّ} [الأنبياء: 18] بالقرآن.
{على الباطل} [الأنبياء: 18] على باطلهم، يعني شركهم.
نا سعيدٌ، عن قتادة قال: {بل نقذف بالحقّ} [الأنبياء: 18] وهو كتاب اللّه، قذفه اللّه على باطلهم.
قال: {فيدمغه فإذا هو زاهقٌ} [الأنبياء: 18] داحضٌ، أي: ذاهبٌ.
قال: {ولكم الويل} [الأنبياء: 18] العذاب.
{ممّا تصفون} [الأنبياء: 18] قال قتادة: ممّا تكذبون، لقولهم: إنّ الملائكة بنات اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/303]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فيدمغه} أي يكسره. وأصل هذا إصابة الرأس والدماغ بالضرب وهو مقتل.

{فإذا هو زاهقٌ} أي زائل ذاهب). [تفسير غريب القرآن: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {الويل}: كلمة جامعة للشر كله. قال الأصمعي: ويل تقبيح، قال الله تعالى: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}. تقول العرب: له الويل، والأليل والأليل: الأنين.
وقد توضع في موضع التّحسّر والتّفجع، كقوله: {يَا وَيْلَنَا}. و{يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ}.
وكذلك: ويح وويس، تصغير). [تأويل مشكل القرآن: 561] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل ممّا تصفون}
يعنى بالحق القرآن على باطلهم {فيدمغه} فيذهبه ذهاب الصغار والإذلال.
{فإذا هو زاهق} أي ذاهب.
{ولكم الويل ممّا تصفون} أي ممّا تكذبون في وصفكم في قولكم إنّ للّه ولدا). [معاني القرآن: 3/387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيَدْمَغُهُ}: أي يكسره، من دمغته: إذا ضربت دماغه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وله من في السّموات والأرض ومن عنده} [الأنبياء: 19] يعني الملائكة.
{لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} [الأنبياء: 19]
[تفسير القرآن العظيم: 1/303]
قال مجاهدٌ: ولا يحسرون أي: لا يعيون.
وقال قتادة: أي: ولا يعيون). [تفسير القرآن العظيم: 1/304]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لا يستحسرون} أي لا يفترون ولا يعيون ولا يملون، ويقال: حسرت البعير).
[مجاز القرآن: 2/36]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يستحسرون} أي لا يعيون. والحسير: المنقطع به الواقف إعياء أو كلالا). [تفسير غريب القرآن: 285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وله من في السّماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون}
أي هؤلاء الذين ذكرتم أنهم أولاد اللّه - عزّ وجلّ - عباد اللّه، وهم الملائكة.
وقوله: {لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} أي لا يعيون، يقال حسر واستحسر إذا تعب وأعيا، فالملائكة لا يعيون). [معاني القرآن: 3/387]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا يستحسرون} أي: لا يملون ولا يعيون ولا يفشلون). [ياقوتة الصراط: 359]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا يَسْتَحْسِرُونَ}: أي لا يعيون ويقطعون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا يسْتَحْسِرونَ}: لا يعيون). [العمدة في غريب القرآن: 206]

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} [الأنبياء: 20] حدّثني حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ الطّويل، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ في تفسيرها قال: انظر إلى بصرك هل يئودك؟ أي: هل يثقل عليك؟ وانظر إلى سمعك هل يئودك؟ وانظر إلى نفسك هل يئودك؟ فكذلك الملائكة.
- نا الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ عن من حدّثه، عن جابر بن عبد اللّه وأبي سعيدٍ الخدريّ أنّهما قالا: إنّ أهل الجنّة يلهمون الحمد والتّسبيح كما تلهمون النّفس.
نا ابن لهيعة، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه مثل ذلك.
- نا الحسن، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أهل الجنّة يلهمون الحمد والتّسبيح كما تلهمون النّفس».
- وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ ساجدٌ أو راكعٌ».
- وفي حديث سعيدٍ، عن قتادة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّي أسمع أطيط السّماء وليس فيها موضعٌ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ، أو راكعٌ أو ساجدٌ».
[تفسير القرآن العظيم: 1/304]
وحدّثني الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن عطاءٍ قال: ليس في السّموات السّبع موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/305]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون}

أي لا يشغلهم عن التسبيح رسالة، ومجرى التسبيح منهم كمجرى النفس منا، لا يشغلنا عن النفس شيء، فكذلك تسبيحهم دائم). [معاني القرآن: 3/387-388]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:52 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post


التفسير اللغوي المجموع
[
ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) }

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: زهق الباطل زهوقا: درس وذهب، وزهقت نفس الرجل زهوقا. وقالوا أيضا: زهقت الدابة تزهق زهوقا: إذا اشتد مخ العظم وأكثر قصبه). [الأضداد: 123] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:

أزهقت أم نوفلٍ إذ دعتها مهجتي
وقوله: تأويله: أبطلت وأذهبت، قال الله جل وعزَّ: {فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18]؛ وللزاهق موضع آخرُ، وهو السمين المفرطُ، قال زهيرٌ:
القائدُ الخيل منكوبًا دوابرها = منها الشنونُ ومنها الزاهقُ الزهِمُ).
[الكامل: 2/790]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( والزاهق حرف من الأضداد؛ يقال للميت: زاهق، ويقال للسمين: زاهق، ويقال: فرس زاهق، إذا حسنت حاله وحمل اللحم، ويقال: قد زهق الرجل، إذا مات، أو شارف الموت، وزهق الباطل معناه بطل.
وقال بعض أهل اللغة: يقال أيضا للمقدم: زاهق، قال زهير:

القائد الخيل منكوبا دوابرها = منها الشنون ومنا الزاهق الزهم
قال أبو بكر: الشنون: الذي اضطرب لحمه وتخدد، والزاهق: السمين، والزهم: الذي بلغ الغاية في السمن. وقال الآخر:

وبقد شفى نفسي وأذهب حزنها = إقدامه مهرا له لم يزهق
أراد لم يعطب، ولم يشارف الهلكة). [كتاب الأضداد: 154]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وما تكون لغير الآدميين؛ نحو ما تركب أركب، وما تصنع أصنع. فإن قلت: ما يأتني آته تريد: الناس لم يصلح.
فإن قيل: فقد قال الله عز وجل: {والسماء وما بناها}. ومعناه: ومن بناها، وكذلك {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم}.
قيل: قد قيل ذلك. والوجه الذي عليه النحويون غيره، إنما هو والسماء وبنائها، وإلا على أزواجهم أو ملك أيمانهم. فهي مصادر وإن دلت على غيرها ممن يملك. كقولك: هذا ملك يمينك، وهذا الثوب نسج اليمن وهذا الدرهم ضرب الأمير. ولو كان على ما قالوا لكان على وضع النعت في موضع المنعوت لأن ما إنما تكون لذوات غير الآدميين. ولصفات الآدميين. تقول: من عندك? فيقول: زيدٌ. فتقول: ما زيدٌ? فيقول: جوادٌ أو بخيلٌ أو نحو ذلك، فإنما هو لسؤال عن نعت الآدميين. والسؤال عن كل ما يعقل ب من كما قال عز وجل: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}. فـ من لله عز وجل؛ كما قال: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه} وهذا في القرآن أكثر. وقال تبارك اسمه: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته}. يعني الملائكة. وكذلك في الجن في قوله: {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً} فهذا قولي لك: إنها لما يخاطب ويعقل). [المقتضب: 2/51-52] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: أي الرجلين هندٌ ضاربها أبوها، لم يكن كلاماً؛ لأن أيّاً ابتداءٌ ولم تأت له بخبر.
فإن قلت: هند ضاربها أبوها في موضع خبره لم يجز؛ لأن الخبر إذا كان غير الابتداء فلا بد من راجع إليه.
ولو قلت: أي من في الدار إن يأتيا نأته، كان جيد. كأنك قلت: أي القوم إن يأتنا نأته؛ لأن من تكون جمعاً على لفظ الواحد وكذلك الاثنان. قال الله عز وجل: {ومنهم من يستمع إليك} وقال: {ومنهم من يستمعون إليك} وقال: {ومنهم من يؤمن به} فحمل على اللفظ. وقال: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} فحمل مرة على اللفظ، ومرة على المعنى. وقال الشاعر، فحمل على المعنى:


تعش، فإن عاهدتني لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فهذا مجاز هذه الحروف.
فأما من فإنه لا يعنى بها في خبرٍ ولا استفهام ولا جزاءٍ إلا ما يعقل. لا تقول في جواب من عندك?: فرسٌ ولا متاع، إنما تقول: زيدٌ أو هند. قال الله عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه} وقال عز وجل يعني الملائكة: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} وقال جل اسمه: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
فأما ما فتكون لذوات غير الآدميين، ولنعوت الآدميين. إذا قال: ما عندك? قلت: فرسٌ، أو بعيرٌ، أو متاع أو نحو ذلك. ولا يكون جوابه زيدٌ ولا عمرو. ولكن يجوز أن يقول: ما زيدٌ? فتقول: طويلٌ أو قصير أو عاقل أو جاهل.
فإن جعلت الصفة في موضع الموصوف على العموم جاز أن تقع على ما يعقل.
ومن كلام العرب: سبحان ما سبح الرعد بحمده، وسبحان ما سخركن لنا.
وقال عز وجل: {والسماء وما بناها}. فقال قوم: معناه: ومن بناها. وقال آخرون: إنما هو: والسماء وبنائها. كما تقول: بلغني ما صنعت، أي صنيعك؛ لأن ما إذا وصلت بالفعل كانت مصدراً.
وكذلك قوله عز وجل: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} قال قوم: معناه: أو ملك أيمانهم. وقال آخرون: بل هو: أو من.
فأما أي والذي فعامتان، تقعان على كل شيءٍ على ما شرحته لك في أي خاصةً). [المقتضب: 2/294-295] (م)

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:46 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:47 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:50 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما فرغ وصف هذا الحال وعظ الله تعالى السامعين بقوله: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين}، أي: كما ظن هؤلاء الذين نزل بهم ما نزل، وكما تظنون أيها الكفرة الآن، ففي الآية وعيد بهذا الوجه، والمعنى: إنما خلقنا هذا كله ليعتبر به وينظر فيه ويؤمن بالله بحسبه.
قال بعض الناس: "تسئلون" معناه: تفهمون وتفقهون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تفسير لا يعطيه اللفظ، وقالت فرقة: "تسئلون" معناه: شيئا من أموالكم وعرض دنياكم، على وجه الهزء). [المحرر الوجيز: 6/157]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}
ظاهر هذه الآية الرد على من قال من الكفار أمر مريم وما ضارعه من الكفر، تعالى الله عن قول المبطلين، و"اللهو" في هذه الآية: المرأة، وروي أنها في بعض لغات العرب تقع على الزوجة، و"إن" في قوله: {إن كنا فاعلين} يحتمل أن تكون الشرطية، بمعنى: لو كنا فاعلين، ولسنا كذلك، وللمتكلمين هنا اعتراض وانفصال، ويحتمل أن تكون نافية، بمعنى "ما"، وكل هذا قد قيل). [المحرر الوجيز: 6/157]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "الحق" عام في القرآن والرسالة والشرع وكل ما هو حق، و"الباطل" أيضا عام كذلك، و"يدمغه" معناه: يصيب دماغه، وذلك مهلك في البشر، فكذلك الحق يهلك الباطل، و"الويل": الخزي والهم، وقيل: هو اسم واد في جهنم فهو المراد في هذه الآية، وهذه مخاطبة للكفار الذين وصفوا الله تبارك وتعالى بما لا يجوز عليه وما لا يليق به، تعالى الله وتبارك وتقدس وتنزه عن قولهم، بل هو كما وصف نفسه، وفوق ما نعته به خلقه، لا رب غيره). [المحرر الوجيز: 6/157]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}
قوله تعالى: "وله" يحتمل أن يكون ابتداء كلام، ويحتمل أن يكون معادلا لقوله: "ولكم الويل"، كأنه تقسيم الأمر في نفسه، أي: للمختلقين هذه المقالة الويل وله تعالى من في السماوات والأرض، واللام في "له" لام الملك، ومن في السماوات والأرض يعم الملائكة والنبيين وغيرهم، ثم خصص من هذا العموم من أراد تشريفه من الملائكة بقوله: "ومن عنده"؛ لأن "عند" هنا ليست في المسافات، وإنما هي تشريف في المنزلة، فوصفهم تعالى بأنهم لا يستكبرون عن عبادة الله، ولا يسأمونها ولا يكلون فيها. و"الحسير" من الإبل: المعيي، ومنه قول الشاعر:
هن الوجى كم كن عونا على النوى ولا زال منها ضالع وحسير
و"حسر" و"استحسر" بمعنى واحد، وهذا موجود في كثير من الأفعال، وإن كان في استفعل لطلب الشيء). [المحرر الوجيز: 6/158]

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "لا يفترون"، روي عن كعب الأحبار رحمه الله تعالى أنه قال: جعل الله لهم التسبيح كالنفس وطرف العين للبشر، يقع منهم دائما دون أن تلحقهم فيه سآمة، وقال قتادة رحمه الله: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه إذ قال: "تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء يا رسول الله. قال: "إني لأسمع أطيط السماء، وحق لها أن تئط، ليس فيها موضع راحة إلا وفيها ملك ساجد أو قائم"). [المحرر الوجيز: 6/158]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما لاعبين (16) لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه من لدنّا إن كنّا فاعلين (17) بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقٌ ولكم الويل ممّا تصفون (18) وله من في السّماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون (19) يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون (20) }
يخبر تعالى أنه خلق السموات والأرض بالحقّ، أي: بالعدل والقسط، {ليجزي الّذين أساءوا بما عملوا ويجزي الّذين أحسنوا بالحسنى} [النّجم:31]، وأنّه لم يخلق ذلك عبثًا ولا لعبًا، كما قال: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويلٌ للّذين كفروا من النّار} [ص:27]). [تفسير ابن كثير: 5/ 335]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه من لدنّا إن كنّا فاعلين} قال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه من لدنّا} يعني: من عندنا، يقول: وما خلقنا جنّةً ولا نارًا، ولا موتًا، ولا بعثًا، ولا حسابًا.
وقال الحسن، وقتادة، وغيرهما: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا} اللهو: المرأة بلسان أهل اليمن.
وقال إبراهيم النّخعي: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه} من الحور العين.
وقال عكرمة والسّدّيّ: المراد باللّهو هاهنا: الولد.
وهذا والّذي قبله متلازمان، وهو كقوله تعالى: {لو أراد اللّه أن يتّخذ ولدًا لاصطفى ممّا يخلق ما يشاء سبحانه} [الزّمر:4]، فنزّه نفسه عن اتّخاذ الولد مطلقًا، لا سيّما عمّا يقولون من الإفك والباطل، من اتّخاذ عيسى، أو العزير أو الملائكة، {سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوًّا كبيرًا} [الإسراء:43].
وقوله: {إن كنّا فاعلين} قال قتادة، والسّدّيّ، وإبراهيم النّخعيّ، ومغيرة بن مقسم، أي: ما كنّا فاعلين.
وقال مجاهدٌ: كلّ شيءٍ في القرآن "إن" فهو إنكارٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 335-336]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بل نقذف بالحقّ على الباطل} أي: نبيّن الحقّ فيدحض الباطل؛ ولهذا قال: {فيدمغه فإذا هو زاهقٌ} أي: ذاهبٌ مضمحلٌّ، {ولكم الويل} أي: أيها القاتلون: للّه ولدٌ، {ممّا تصفون} أي: تقولون وتفترون). [تفسير ابن كثير: 5/ 336]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عن عبوديّة الملائكة له، ودأبهم في طاعته ليلًا ونهارًا، فقال: {وله من في السّماوات والأرض ومن عنده} يعني: الملائكة، {لا يستكبرون عن عبادته} أي: لا يستنكفون عنها، كما قال: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا للّه ولا الملائكة المقرّبون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعًا} [النّساء:172].
وقوله: {ولا يستحسرون} أي: لا يتعبون ولا يملّون). [تفسير ابن كثير: 5/ 336]

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} فهم دائبون في العمل ليلًا ونهارًا، مطيعون قصدًا وعملًا قادرون عليه، كما قال تعالى: {لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التّحريم:6].
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن أبي دلامة البغداديّ، أنبأنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن صفوان بن محرز، عن حكيم بن حزام قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين أصحابه، إذ قال لهم: "هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيءٍ. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّي لأسمع أطيط السّماء، وما تلام أن تئطّ، وما فيها موضع شبر إلّا وعليه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ". غريبٌ ولم يخرجوه.
ثمّ رواه ابن أبي حاتمٍ من طريق يزيد بن زريع، عن سعيدٍ، عن قتادة مرسلًا.
وقال أبو إسحاق، عن حسّان بن مخارقٍ، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ قال: جلست إلى كعب الأحبار وأنا غلامٌ، فقلت له: أرأيت قول اللّه [للملائكة] {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} أما يشغلهم عن التّسبيح الكلام والرّسالة والعمل؟. فقال: فمن هذا الغلام؟ فقالوا: من بني عبد المطّلب، قال: فقبّل رأسي، ثمّ قال لي: يا بنيّ، إنّه جعل لهم التّسبيح، كما جعل لكم النّفس، أليس تتكلّم وأنت تتنفّس وتمشي وأنت تتنفّس؟).[تفسير ابن كثير: 5/ 336-337]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة