العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:38 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الواقعة

التفسير اللغوي لسورة الواقعة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 02:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 26]

{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26)}

تفسير قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إذا وقعت الواقعة } و { أزفت الآزفة}: وهي القيامة والساعة). [مجاز القرآن: 2/247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({الواقعة} القيامة). [تفسير غريب القرآن: 445]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {إذا وقعت الواقعة}
يقال لكل آت كان يتوقع قد وقع، تقول: قد وقع الأمر.
كقولك : قد جاء الأمر.
والواقعة ههنا : الساعة , والقيامة). [معاني القرآن: 5/107]

تفسير قوله تعالى:{ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {ليس لوقعتها كاذبةٌ...}.
يقول: ليس لها مردودة ولا رد، فالكاذبة ها هنا : مصدر مثل: العاقبة، والعافية.
قال: وقال لي أبو ثروان في كلامه: إن بني نمير ليس لحدهم مكذوبة، يريد: تكذيب، ثم قال: {خافضةٌ رافعة}على الاستئناف: أي الواقعة يومئذ خافضة لقومٍ إلى النار، ورافعة لقوم إلى الجنة، ولو قرأ قارئ: خافضةً رافعةً يريد إذا وقعت خافضة لقوم. رافعةً لآخرين، ولكنه يقبح لأن العرب لا تقول: إذا أتيتي زائراً حتى يقولوا: إذا أتيتني فأتني زائراً أو ائتني زائراً، ولكنه حسن في الواقعة؛ لأنّ النصب قبله آية يحسن عليها السكوت، فحسن الضمير في المستأنف). [معاني القرآن: 3/121]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ليس لوقعتها كاذبةٌ خافضةٌ }: مجازها في الكلام الأول، ولو كانت في الكلام الأول، ولو كانت في الكلام الثاني لنصبت قوله إذا وقعت الواقعة خافضةً رافعةً والعرب إذا كرروا الأخبار وأعادوها أخرجوها من النصب إلى الرفع فرفعوا، وفي آية أخرى{كلّاً إنّها لظى نزّاعةً للشوّى تدعو من أدبر وتولّى } رفعت وقطعت من النصب إلى الرفع كأنك تخبر عنها، قال الراجز:

من يك ذا بتٍّ فهذا بتّي مقيّظٌ مصيّفٌ مشتّى
من ثلّةٍ من نعجات : ستّ). [مجاز القرآن: 2/247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ليس لوقعتها كاذبةٌ} أي ليس لها مردود. يقال: حمل عليه فما كذب، أي فما رجع.
قال الفراء: «قال لي أبو ثروان: إن بني نمير ليس لحدّهم مكذوبة، أي تكذيب»). [تفسير غريب القرآن: 445]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {ليس لوقعتها كاذبة (2)}
أي لا يردها شيء كما تقول: قد حمل فلان لا يكذب، أي لا يرد حملته شيء , و {كاذبة} مصدر كقولك : عافاه الله عافية وعاقبه عاقبة، وكذلك كذب كاذبة، وهذه أسماء في موضع المصادر). [معاني القرآن: 5/107]

تفسير قوله تعالى: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (ثم قال: {خافضةٌ رافعةٌ} : أي : تخفض قوما إلى النار، وترفع آخرين إلى الجنة). [تفسير غريب القرآن: 445]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{خافضة رافعة }
المعنى أنها تخفض أهل المعاصي، وترفع أهل الطاعة.
و{خافضة رافعة}: ا لقراءة بالرفع، والنصب جائز ولم يقرأ به إمام من القراء، وقد رويت عن الزيدي صاحب أبي عمرو ابن العلاء، فمن رفع وهو الوجه.
فالمعنى : هي خافضة رافعة
ومن نصب فعلى وجهين:
أحدهما { إذا وقعت الواقعة خافضة رافعة}: على الحال ويجوز على إضمار " تقع " ويكون المعنى إذا وقعت تقع خافضة رافعة - على الحال من تقع المضمر). [معاني القرآن: 5/107]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} أي تخفض قوما إلى النار، وترفع آخرين إلى الجنّة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 257]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إذا رجّت الأرض رجّاً...}: إذا زلزلت حتى ينهدم كل بناء على وجه الأرض). [معاني القرآن: 3/121]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إذا رجّت الأرض رجّاً }: اضطربت والسهم يرتج في الغرض). [مجاز القرآن: 2/247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إذا رجت الأرض رجا}: اضطربت وتحركت، والسهم يرتج في الأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({إذا رجّت الأرض رجًّا}: أي: زلزلت). [تفسير غريب القرآن: 445]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{إذا رجّت الأرض رجّا}
موضع " إذا " نصب.
المعنى إذا وقعت في ذلك الوقت .
ويجوز النصب على "تقع": {إذا رجّت الأرض رجّا}
ومعنى {رجّت}:حركت حركة شديدة وزلزلت). [معاني القرآن 5/107-108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رُجَّتِ} زلزلت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رُجَّتِ}: اضطربت). [العمدة في غريب القرآن: 295]

تفسير قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وبسّت الجبال بسّاً...}.
صارت كالدقيق، وذلك قوله: {وسيّرت الجبال}، وسمعت العرب تنشد:
لا تخبزا خبزا وبسّا بسّا ملسا بذودا لحلسّ ملسا
والحمّس أيضا والبسيسة عندهم الدقيق، أو السويق يلت، ويتخذ زاداً). [معاني القرآن: 3/121-122]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وبسّت الجبال بسّاً}: مجازها كمجاز السويق المبسوس أي المبلول
والعجين قال لصٌ من غطفان وأراد أن يخبز فخاف أن يعجل عن الخبز فبل الدقيق فأكله عجيناً وقال:
لا تخبزا خبزأً وبسّاً بسّا). [مجاز القرآن: 2/247-248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وبست الجبال بسا}: قال بعضهم سويت، وقال آخرون نشرت).[غريب القرآن وتفسيره: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وبسّت الجبال بسًّا}: فتّتت، حتى صارت كالدقيق والسّويق المبسوس). [تفسير غريب القرآن: 445]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وبسّت الجبال بسّا} :{بسّت}: لتّت وخلطت، و {بسّت}: أيضا سابت). [معاني القرآن: 5/108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَبُسَّت}: فتِّتت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وبُسَّتِ}: نثرت). [العمدة في غريب القرآن: 295]

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فكانت هباءً منبثّاً }: الهباء الغبار الذي تراه في الشمس من الكوة منبثاً منثوراً متفرقاً, والهبوة من الغبار , والعجاج يرى في الظل). [مجاز القرآن: 2/248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {هباء منبثا}: متفرقا منثورا، والهباء والهبوة الغبار). [غريب القرآن وتفسيره: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فكانت هباءً منبثًّا} : أي ترابا منتشرا. و{الهباء المنبث}: ما سطح من سنابك الخيل). [تفسير غريب القرآن: 445]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فكانت هباء منبثّا}: غبارا، ومثله : {وسيّرت الجبال فكانت سرابا}
ومثل : خلطت ولتّت
قول الشاعر:
لا تخبزوا خبزا وبسّا بس
ومثل : (سابت وانسابت) قوله:
وانبسّ حيّات الكثيب الأهيل)
[معاني القرآن: 5/108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الهَبَاء المُنبَث} : ما سطع من الغبار من سنابك الخيل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَبَاء}: متفرقاً , {مُّنبَثًّا}: منشوراً). [العمدة في غريب القرآن: 295]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكنتم أزواجاً ثلاثةً ...} , ثم فسرهم فقال: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة...}.
عجّب نبيّه منهم فقال: ما أصحاب الميمنة؟, أي شيء هم؟ , وهم أصحاب اليمين، {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة...}، عجّبه أيضا منهم، وهم أصحاب الشمال، ثم قال: {والسّابقون السّابقون...}: فهذا الصنف الثالث، فإن شئت رفعت السابقين بالسابقين الثانية وهم المهاجرون، وكل من سبق إلى نبي من الأنبياء فهو من هؤلاء، فإذا رفعت أحدهما بالآخر، كقولك الأول السابق، وإن شئت جعلت الثانية تشديداً للأولى، , ورفعت بقوله: {أولئك المقرّبون...} ). [معاني القرآن: 3/122]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة "}: أصحاب الميسرة , ويقال لليد اليسرى: الشومى ويقال: أهو الجانب الأشمى الأيسر؛ سميت اليمنى لأنها عن يمين الكعبة والشام أنها عن شمال الكعبة). [مجاز القرآن: 2/248]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة}
قال: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} , {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} , فقوله: {ما أصحاب المشأمة} هو الخبر.
وتقول العرب: "زيدٌ وما زيدٌ" تريد "زيد شديدٌ"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المشأمة}: الميسرة لأنه يقال لليد اليسرى الشؤمي، والجانب الأيسر الأشام، ويروى أنهم يعطون كتبهم بشمائلهم).[غريب القرآن وتفسيره: 365-366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وكنتم أزواجاً ثلاثةً} , أي: أصنافا). [تفسير غريب القرآن: 445]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}؟!
على التعجب. كأنه قال: أي شيء هم؟!.
ويقال في الكلام: «زيد ما زيد!» أي أي رجل هو). [تفسير غريب القرآن: 446-445]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة}؟! , أي: أصحاب الشمال.
والعرب تسمي اليد اليسرى: الشّؤمي، والجانب الأيسر: الجانب الأشأم. ومنه قيل: اليمن والشّؤم. فاليمن: كأنه ما جاء عن اليمين، والشؤم: ما جاء عن الشمال. ومنه سميت «اليمن» و«الشّام»). [تفسير غريب القرآن: 446]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكنتم أزواجا ثلاثة}
أي : أصنافا ثلاثة، يقال للأصناف التي بعضها مع بعض أزواج , كما يقال للخفين زوجان). [معاني القرآن: 5/108]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}
رفع بالابتداء, والمعنى : وأصحاب الميمنة ما هم، أي شيء هم , {وأصحاب المشأمة}, أي شيء هم.
وهذا اللفظ مجراه في العربية مجرى التعحب، ومجراه من اللّه - عزّ وجلّ - في مخاطبة العباد مجرى ما يعظم به الشأن عندهم..
ومثله {الحاقة. ما الحاقة}، و {القارعة * ما القارعة}
ومعنى {أصحاب الميمنة}: أصحاب اليمين.
{وأصحاب المشأمة}: أصحاب الشمال.
{وأصحاب اليمين}: هم أصحاب المنزلة الرفيعة.
و{أصحاب الشمال }: هم أصحاب المنزلة الدنيئة الخسيسة). [معاني القرآن: 5/108-109]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والسّابقون السّابقون * أولئك المقرّبون}
معناه - واللّه أعلم - السابقون السابقون إلى طاعة اللّه عزّ وجل والتصديق بأنبيائه.
والسابقون الأول رفع بالابتداء، والثاني توكيد، ويكون الخبر : {أولئك المقربون}). [معاني القرآن: 5/108-109]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَشْأَمَةِ} : أي الشمال , يقال لليد اليسرى: الشُّؤْمَى، والجانب الأيسر: الأشأم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَيْمَنَةِ}: عن اليمين , {الميسرة}: عن اليسار). [العمدة في غريب القرآن: 296]

تفسير قوله تعالى:{أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {والسّابقون السّابقون * أولئك المقرّبون}
معناه - واللّه أعلم - السابقون السابقون إلى طاعة اللّه عزّ وجل والتصديق بأنبيائه.
والسابقون الأول رفع بالابتداء، والثاني توكيد، ويكون الخبر {أولئك المقربون}). [معاني القرآن: 5/109](م)

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أخبر أين محلهم فقال: {في جنّات النّعيم}
ويجوز أن يكون السابقون الأول رفعا بالابتداء.
ويكون خبره{السابقون}الثاني.
فيكون المعنى - واللّه أعلم - السابقون إلى طاعة اللّه السابقون إلى رحمة اللّه.
ويكون{أولئك المقربون}: من صفتهم). [معاني القرآن: 5/109]

تفسير قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ثلّةٌ من الأوّلين }: تجيء جماعة وأمة , وتجيء بقية). [مجاز القرآن: 2/248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ثلة من الأولين}: تجيء جماعة وتجيء بقية). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({ثلّةٌ}: جماعة). [تفسير غريب القرآن: 446]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ثلّة من الأوّلين * وقليل من الآخرين}
{ثلّة} رفع على معنى هم {ثلّة}.
والثّلّة: الجماعة، وهذا - واللّه أعلم - .
معنى {ثلّة من الأوّلين} : أي جماعة ممن عاين الأنبياء وصدق بهم.
فالذين عاينوا جميع النبيين وصدّقوا بهم أكثر ممن عاين النبي عليه السلام، وذلك قوله في قصة يونس: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتّعناهم إلى حين}
هؤلاء سوى سائر من آمن بجميع الأنبياء ممن عاينهم وصدّقهم , ويجوز أن يكون الثّلّة : بمعنى قليل من الأولين وقليل من الآخرين لأن اشتقاق الثلة من القطعة.
والثل : الكسر والقطع، والثّلّة نحو الفئة والفرقة). [معاني القرآن: 5/109]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({ثلة من الأولين}: أي: جماعة). [ياقوتة الصراط: 501]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ثُلَّةٌ} أي: جماعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ثُلَّةٌ}: فرقة). [العمدة في غريب القرآن: 296]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {على سررٍ مّوضونةٍ...}
موضونه: منسوجة، وإنما سمت العرب وضين الناقة وضيناً لأنه منسوج، وقد سمعت بعض العرب يقول: فإذا الآجر موضون بعضه على بعض يريد: مشرج، (قال الفراء: الوضين الحزام] ). ) [معاني القرآن: 3/122]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({على سرر موضونةٍ}: بعضها على بعض مداخلةٌ كما توضن كحلق الدرع بعضها في بعض مضاعفةٌ وقال الأعشى:
ومن نسج داؤد موضونةً تساق مع الحيّ عيراً فعيرا
والوضين البطان من السيور إذا نسج نساجةً بعضه على بعض مضاعفاً كالحلق حلق الدرع فهو وضينٌ وضع في موضع موضون كما يقولون: قتيل في موضع مقتول، قال:
إليك تعدو قلقاً وضينها
معترضاً في بطنها جنينها
مخالفاً دين النصارى دينها
وهي ليس لها، هو دينه , وهو قول رجل في الجاهلية، وقاله ابن عمر في الإسلام). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({موضونة}: مضاعفة بعضها في بعض. ويقال موضونة موصولة بالذهب). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({على سررٍ موضونةٍ}: أي منسوجة, كأن بعضها أدخل في بعض، أو نضّد بعضها على بعض.
ومنه قيل للدّرع: موضونة, ومنه قيل: وضين الناقة, وهو بطان من سيور يرصع ويدخل بعضه في بعض.
قال الفراء: «سمعت بعضهم يقول: الآجرّ موضون بعضه إلى بعض، أي مشرج (صفيف)» ). [تفسير غريب القرآن: 446]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {على سرر موضونة * متّكئين عليها متقابلين}
(متكئين، ومتقابلين): منصوبان على الحال، المعنى : {أولئك المقربون في جنات النعيم}: في هذه الحال.
والسرر : جمع سرير، مثل كثيب وكثب.
ومعنى{متقابلين}: ينظر بعضهم إلى وجوه بعض ولا ينظر في أقفاء بعض.
وصفوا مع نعمهم بحسن العشرة , وتهذيب الأخلاق، وصفاء المودة ومن ذلك قوله عزّ وجلّ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين}
وجاء في التفسير {موضونة}: مرمولة ومعنى مرمولة منسوجة، نحو نسج الدروع، وجاء في التفسير أنها من ذهب.
ومثل موضونة قول الأعشى:
ومن نسج داود موضونة = يساق بها الحيّ عيرا فعيرا)
[معاني القرآن: 5/109-110]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّوْضُونَةٍ}: أي : منسوجة، أُدخل بعضها في بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّوْضُونَةٍ}: مضاعفة). [العمدة في غريب القرآن: 296]

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({مّتّكئين عليها متقابلين}
وقال: {مّتّكئين عليها متقابلين}: على المدح نصبه على الحال يقول: (لهم هذا متّكئين)). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {على سرر موضونة * متّكئين عليها متقابلين}
(متكئين، ومتقابلين) منصوبان على الحال، المعنى أولئك المقربون في جنات النعيم في هذه الحال.
والسرر جمع سرير، مثل كثيب وكثب.
ومعنى{متقابلين} ينظر بعضهم إلى وجوه بعض ولا ينظر في أقفاء بعض.
وصفوا مع نعمهم بحسن العشرة وتهذيب الأخلاق، وصفاء المودة ومن ذلك قوله عزّ وجلّ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين}). [معاني القرآن: 5/109-110](م)

تفسير قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولدانٌ مّخلّدون...}.
يقال: إنهم على سن واحدة لا يتغيرون، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط: إنه
لمخلّد، وإذا لم تذهب أسنانه عن الكبر قيل أيضاً: إنه لمخلد، ويقال: مخلّدون مقرّطون، ويقال: مسوّرون). [معاني القرآن: 3/122-123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولدانٌ مخلّدون }من الخلد أي لا يهرمون يبقون على حالهم لا يتغيرون ولا يكبرون). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولدانٌ مخلّدون} يقال: على سن واحدة لا يتغيرون، (لا يموتون).
ومن خلد وخلق للبقاء: لم يتغير , ويقال: مسورون.
ويقال: مقرطون وينشد فيه شعر:
ومخلدات باللجين كأنما أعجازهن اقاوز الكثبان)
[تفسير غريب القرآن: 446-447]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وِلْدَانٌ}: وصائف, {مُّخَلَّدُونَ}: باقون). [العمدة في غريب القرآن: 296]

تفسير قوله تعالى: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بأكوابٍ وأباريق...}.
والكوب: ما لا أذن له ولا عروة له.
والأباريق: ذوات الآذان والعرا). [معاني القرآن: 3/123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ بأكوابٍ وأباريق }:واحدها كوب,وهو الذي لا خرطوم له من الأباريق واسع الرأس.
{ وكأسٍ من معينٍ} شراب من معين والمعين الماء الطاهر). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{بأكوابٍ وأباريق}:لا عرى لها , ولا خراطم). [تفسير غريب القرآن: 447]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن توقع الفعل على شيئين وهو لأحدهما، وتضمر للآخر فعله.
كقوله سبحانه: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}). [تأويل مشكل القرآن: 212-215](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {يطوف عليهم ولدان مخلّدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين}
الأكواب آنية لا عرى لها ولا خراطيم، والإبريق ما له خرطوم وعروة.
{وكأس من معين}: والكأس: الإناء فيه الشراب، فإن لم يكن فيه شراب فليس بكأس.
وقوله: {من معين}:معناه من خمر تجري من العيون). [معاني القرآن: 5/110]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَكْوَابٍ}: كيزان لا عرى لها
{أَبَارِيقَ}: لا خراطيم لها
{مَّعِينٍ}: جار على وجه الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 296-297]
تفسير قوله تعالى: {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ يصدّعون عنها...} :عن الخمر , {ولا ينزفون...} أي: لا تذهب عقولهم.
يقال للرجل إذا سكر؛ قد نزف عقله، وإذا ذهب دمه وغشي عليه أو مات قيل: منزوف.
ومن قرأ "ينزفون": يقول: لا تفنى خمرهم، والعرب تقول للقوم إذا فنى زادهم: قد أنزفوا وأقتروا، وأنفضوا، وأرملوا، وأملقوا). [معاني القرآن: 3/123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ لا يصدّعون عنها}:من الصداع في الرأس.
{ولا ينزفون}: لا يسكرون قال الأبيرد:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا
وقوم يجعلون "المنزف" مثل المنزوف الذي قد نزف دمه). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وكأسٍ من معينٍ * لا يصدّعون عنها}.
كان بعضهم يذهب في قوله: لا يصدّعون إلى أن معناه: أي لا يتفرقون عنها. من قولك: صدعته فانصدع.
ولا أراه إلا من «الصّداع» الذي يعتري شراب الخمر في الدنيا،
لقول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم - في وصف الجنة -: «وأنهار من كأس ما أن بها صداع ولا ندامة».
{ولا ينزفون}: قد ذكرناه). [تفسير غريب القرآن: 447]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وتبيّن قوله في وصف خمر أهل الجنة: {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} كيف نفى عنها بهذين اللفظينِ جميعَ عيوبِ الخمر، وجمعَ بقوله: (ولا ينزفون) عدمَ العقل، وذهابَ المال، ونفادَ الشراب). [تأويل مشكل القرآن:7]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون}
تأويله لا ينالهم عن شربها ما ينال أهل الدنيا من الصّداع.
{ولا ينزفون}: لا يسكرون، والنزيف السكران، وإنما قيل له نزيف ومنزوف لأنه نزف عقله.
ويقرأ {ولا ينزفون}: معناه لا ينزف شرابهم). [معاني القرآن: 5/110]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا يُصَدَّعُونَ} أي: لا يتفرّقون. وقيل: لا ينالهم الصُّداع الذي يعرض لشُرّاب الخمر في الدنيا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا يُصَدَّعُون}: لا ينالهم صداع, {وَلَا يُنزِفُونَ}: لا يفنى شرابهم). [العمدة في غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ولحم طيرٍ }: جماعة طائر وقد يجوز أن يكون واحدا). [مجاز القرآن: 2/249]

تفسير قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن توقع الفعل على شيئين وهو لأحدهما، وتضمر للآخر فعله.
كقوله سبحانه: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}
ثم قال: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ} والفاكهة واللحم والحور العين لا يطاف بها، وإنما أراد: ويؤتون بلحم طير.
ومثله قوله: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} أي: وادعوا شركاءكم، وكذلك هو في مصحف عبد الله.
قال الشاعر:
تراهُ كأنّ الله يجدع أنفَهُ = وعينيه إنْ مولاه ثابَ له وَفْرُ
أي يجدع أنفه، ويفقأ عينيه.
وأنشد الفراء:
علَّفْتُهَا تِبناً وماءً باردًا = حَتى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيناهَا
أي علفتها تبنا، وسقيتها ماء باردا.
وقال آخر:
إذا ما الغانيات برزن يوما = وَزَجَّجْنَ الحواجبَ والعيونا
والعيون لا تزجّج، وإنما أراد: وزجّجن الحواجب، وكحّلن العيون.
وقال الآخر:
ورأيتُ زوجَكِ في الوَغَى = متقلِّدًا سَيفًا وَرُمْحَا
أي متقلدا سيفا، وحاملا رمحا). [تأويل مشكل القرآن: 212-215]

تفسير قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ (22) }

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({وحورٌ عينٌ}
وقوله: {وحورٍ عينٍ...} خفضها أصحاب عبد الله وهو وجه العربية، وإن كان أكثر القراء على الرفع؛ لأنهم هابوا أن يجعلوا الحور العين يطاف بهن، فرفعوا على قولك: ولهم حور عين، أو عندهم حور عين. والخفض على أن تتبع آخر الكلام بأوله، وإن لم يحسن في أخره ما حسن في أوله، أنشدني بعض العرب:
إذا ما الغانيات برزن يوماً وزجّجن الحواجب والعيونا
بالعين لا تزجج إنما تكحّل فردّها على الحواجب
لأن المعنى يعرف، وأنشدني آخر:
ولقيت زوجك في الوغى متقلداً سيفاً ورمحاً
والرمح لا يتقلد فردّه على السيف
وقال آخر:
تسمع للأحشاء منه لغطاً ولليدين جسأةً وبددا
وأنشدني بعض بني دبير:
علفتها تبناً وماءً بارداً حتى شتت همالةً عيناها
والماء لا يعتلف؛ إنما يشرب، فجعله تابعاً للتبن، وقد كان ينبغي لمن قرأ: وحورٌ عين لأنهن ـ زعم ـ لا يطاف بهن أن يقول: "وفاكهةٌ ولحم طير"؛ لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما ـ ليس بطاف إلاّ بالخمر وحدها ففي ذلك بيان؛ لأن الخفض وجه الكلام. وفي قراءة أبي بن كعب: وحورا عيناً أراد الفعل الذي تجده في مثل هذا من الكلام كقول الشاعر:
جئني بمثل بني بدرٍ لقومهم أو مثل أسرة منظور بن سيار)
[معاني القرآن: 3/123-124]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وحور عين * كأمثال اللّؤلؤ المكنون}
بالخفض، وقرئت بالرفع، والذين قرأوها بالرفع كرهوا الخفض لأنّه عطف على قوله: {يطوف عليهم ولدان مخلّدون * بأكواب...}
فقالوا: الحور ليس مما يطاف به، ولكن مخفوض على غير ما ذهب إليه هؤلاء لأن معنى (يطوف عليهم ولدان مخلدون) ينعمون بهذا، وكذلك ينعمون بلحم طير وكذلك ينعمون بحور عين.
ومن قرأ بالرفع فهو أحسن الوجهين لأن معنى :{يطوف عليهم ولدان مخلّدون}: بهذه الأشياء بمعنى ما قد ثبت لهم فكأنه قال: ولهم حور عين.
ومثله مما حمل على المعنى قول الشاعر:
بادت وغيّر آيهن مع البلي إلاّ رواكد جمرهنّ هباء
ومشجج أما سواء قذا له فبدا وغيره ساره المعزاء
لأنه قال: إلّا رواكد، كان المعنى بها رواكد، فحمل ومشجج على المعنى.
وقد قرئت {وحورا عينا} بالنّصب على الحمل على المعنى أيضا، لأن المعنى يعطون هذه الأشياء يعطون حورا عينا، إلا أن هذه القراءة تخالف المصحف الذي هو الإمام، وأهل العلم يكرهون أن يقرا بما يخالف الإمام.
ومعنى الحور: الشديدات البياض، والعين الكبيرات العيون حسانها). [معاني القرآن: 5/110-111]

تفسير قوله تعالى: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى {كأمثال اللّؤلؤ المكنون}
أي كأمثال الدر حين يخرج من صدفه وكنّه.
لم يغيره الزّمان واختلاف أحوال الاستعمال وإنما يعنى بقوله: {كأمثال اللّؤلؤ}:أي : في صفائهن وتلألئهن كصفاء الدّرّ وتلألئه). [معاني القرآن: 5/111]

تفسير قوله تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {جزاء بما كانوا يعملون} منصوب مفعول له، المعنى : يفعل بهم ذلك لجزاء أعمالهم.
ويجوز أن يكون {جزاء}: منصوبا على أنه مصدر.
لأن معنى {يطوف عليهم ولدان مخلّدون} يجازون جزاء بأعمالهم, وهذا الوجه عليه أكثر النحويين). [معاني القرآن: 5/111-112]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً }: مجازه مجاز " أكلت خبزاً ولبناً " واللبن لا يؤكل فجاز إذا كان معها شيء يوكل، والتأثيم لا يسمع إنما يسمع اللغو). [مجاز القرآن: 2/249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَغْوًا}: الباطل , {تَأْثِيمًا}: أثماً). [العمدة في غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ قيلاً سلاماً سلاماً...}.
إن شئت جعلت السلام تابعاً للقيل، وهو هو، وإن شئت أردت ـ إلاّ قيل سلامٍ سلامٍ، فإذا نونت نصبت، لأن الفعل واقع عليه، ولو كان مرفوعاً ـ قيلا سلامٌ سلامٌ لكان جائزاً . وأنشدني بعض العرب وهو العقبلي:
فقلنا السلام فاتقت من أميرها فما كان إلا ومؤها بالحواجب
أراد حكاية المبتدي بالسلام.
وسمع الكسائي العرب يقولون: التقينا , فقلنا: سلام سلام، ثم تفرقنا , أراد قلنا: سلام عليكم , فردوا علينا). [معاني القرآن: 3/124]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إلّا قيلاً} نصب "يسمعون" ؛ "سلاماً سلاماً" نصبت على المصدر). [مجاز القرآن: 2/250]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إلاّ قيلاً سلاماً سلاماً}
وقال: {إلاّ قيلاً سلاماً سلاماً}: إن شئت نصبت السلام بالقيل وإن شئت جعلت السلام عطفا على القيل كأنه تفسير له وإن شئت جعلت الفعل يعمل في السلام تريد "لا تسمع إلاّ قيلاً الخير" تريد: إلاّ أنّهم يقولون الخير، والسلام هو الخير). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إلّا قيلا سلاما سلاما}
{قيلا}: منصوب بقوله: {لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما * إلّا قيلا سلاما سلاما}
فالمعنى: لا يسمعون إلّا قيلا سلاما سلاما، منصوب من جهتين:
- إحداهما: أن يكون من نعت لـ {قيلا} ، فيكون المعنى لا يسمعون إلا قيلا , يسلم فيه من اللغو والإثم.
- والوجه الثاني: أن يكون{سلاما} : منصوبا على المصدر، فيكون المعنى لا يسمعون فيها إلا أن يقول بعضهم لبعض سلاما سلاما.
ودليل هذا قوله تعالى: {تحيّتهم فيها سلام} ). [معاني القرآن: 5/112]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 02:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيا من 27 إلى 40]

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40)}

تفسير قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) )

تفسير قوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في سدرٍ مّخضودٍ...} لا شوك فيه). [معاني القرآن: 3/124]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ سدرٍ مخضودٍ } : لا شوك فيه). [مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {سدر مخضود}: لا شوك فيه وقال بعضهم الموقر). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {في سدرٍ مخضودٍ} : أي : لا شوك فيه, كأنه خضد شوكه، أي قطع.
ومنه قول النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - في المدينة: «لايخضد شوكها، ولا يعضد شجرها»). [تفسير غريب القرآن: 447]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {في سدر مخضود * وطلح منضود}
المخضود: الذي قد نزع شوكه، والطلح جاء في التفسير أنه شجر الموز، والطلح شجر أم غيلان أيضا، وجائز أن يكون يعنى به ذلك الشجر.
لأنّ له نورا طيب الرائحة جدّا، فخوطبوا ووعدوا بما يحبّون مثله، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا). [معاني القرآن: 5/112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّخْضُودٍ} : لا شوك فيه، قد خُضِد شوكه، أي قطع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّخْضُودٍ}: لا شوك فيه). [العمدة في غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى:{وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وطلحٍ مّنضودٍ...}
ذكر الكلبي: أنه الموز، ويقال: هو الطلح الذي تعرفون). [معاني القرآن: 3/124]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وطلحٍ منضودٍ }: زعم المفسرون أنه الموز وأما العرب الطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك، وقال الحادي:

بشّرها دليلها وقالا = غداً ترين الطّلح والحبالا)
[مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وطلح منضود}: زعم المفسرون أنه الموز). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وطلحٍ منضود}: الطلح عند العرب: شجر من العضاه عظام، والعضاه: كل شجر له شوك.
قال مجاهد: «أعجبهم طلح «وج» , وحسنه، فقيل لهم: {وطلحٍ منضودٍ}».
وكان بعض السلف يقرأه: وطلع منضود، واعتبره بقوله في ق: {لها طلعٌ نضيدٌ}.
وقال المفسرون: «الطّلح» هاهنا: الموز.
و«المنضود»: الذي نضد بالحمل من أوله إلى آخره، أو بالورق والحمل، فليست له سوق بارزة.
وقال مسروق: «انهار الجنة تجري في غير أخدود، وشجرها نضيد من أصلها إلى فرعها»، أي من أسفلها إلى أعلاها). [تفسير غريب القرآن: 448]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {في سدر مخضود * وطلح منضود}
المخضود: الذي قد نزع شوكه، والطلح جاء في التفسير أنه شجر الموز، والطلح شجر أم غيلان أيضا، وجائز أن يكون يعنى به ذلك الشجر.
لأنّ له نورا طيب الرائحة جدّا، فخوطبوا ووعدوا بما يحبّون مثله، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا). [معاني القرآن: 5/112](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والطَّلْح} شجر من العضاة عظيم. العضاة: كل شجر له شوكة. وقيل: الطلح هنا: الموز.
{مَّنضُودٍ}: أي نُضد بالثمر من أوله إلى آخره، فليس له ساق من كثرة الورق والثمر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وطَلْحٍ}: الموز , {مَّنضُودٍ}: بعضه على بعض). [العمدة في غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى:{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وظلٍّ مّمدودٍ...}.
لا شمس فيه كظل ما بين طلوع الفجر إلى أن تطلع الشمس). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ وظلٍّ ممدودٍ }, ولا تنسجه الشمس، دائم يقال: للدهر الممدود والعيش إذا كان لا ينقطع قال لبيد:
غلب العزاء وكنت غير مغلّبٍ دهرٌ طويلٌ دائمٌ ممدود)
[مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {وظل ممدود}: لا تنسخه الشمس. دائم). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وظلٍّ ممدودٍ}: لا شمس فيه). [تفسير غريب القرآن: 448]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا}.
امتداد الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. كذلك قال المفسرون، ويدلك عليه أيضا قوله في وصف الجنة: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} أي لا شمس فيه، كأنه ما بين هذين الوقتين). [تأويل مشكل القرآن: 314](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {وظلّ ممدود} معناه تام دائم). [معاني القرآن: 5/112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّمْدُودٍ}: دائم). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وماء مّسكوبٍ...}: جارٍ غير منقطع). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وماءٍ مسكوبٍ }: مصبوب سائل). [مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ماء مسكوب}: جار غير منقطع). [تفسير غريب القرآن: 448]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{وماء مسكوب}: يعنى به أنه ماء لا يتعبون فيه ينسكب لهم كيف يحبون). [معاني القرآن: 5/112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَاء مَّسْكُوبٍ} أي جار غير منقطع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258 ]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّسْكُوبٍ}: مصبوب). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) }

تفسير قوله تعالى: {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وفاكهةٍ كثيرةٍ... لاّ مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ...}.
لا تجيء في حين وتنقطع في حين، هي أبداً دائمة ولا ممنوعة كما يمنع أهل الجنان فواكههم). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وفاكهةٍ كثيرةٍ * لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ } , جرها على الجر الأول, و " لا " لا تعمل إنما هي لمعنى الموالاة تتبع الأول). [مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطوعةٍ} أي : لا تجيء في حين وتنقطع في حين، {ولا ممنوعةٍ}: لا محظورة عليها كما يخطر على بساتين الدنيا). [تفسير غريب القرآن: 449]

تفسير قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وفرشٍ مّرفوعةٍ...} بعضها فوق بعض). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وفرش مرفوعةٍ }: مجازها طويلة، يقال: بناء مرفوع، أي طويل). [مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وفرشٍ مرفوعةٍ }, ثم قال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}، ولم يذكر النساء قبل ذلك: لأن الفرش محل النساء، فاكتفى بذكر الفرش.
يقول: أنشأنا الصبيّة والعجوز إنشاء جديدا). [تفسير غريب القرآن: 449]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء...}.
يقول: أنشأنا الصّبية والعجوز، فجعلناهن أتراباً أبناء ثلاث وثلاثين). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّا أنشأناهنّ إنشاءً }: أعاد إلى النساء إلى حور العين). [مجاز القرآن: 2/251]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً}, وقال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً} : فأضمرهن ولم يذكرهن قبل ذاك). [معاني القرآن: 4/24](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفرشٍ مرفوعةٍ}, ثم قال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}، ولم يذكر النساء قبل ذلك: لأن الفرش محل النساء، فاكتفى بذكر الفرش.
يقول: أنشأنا الصبيّة والعجوز إنشاء جديدا). [تفسير غريب القرآن: 449](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} وهي: آناؤه وساعاته، مأخوذة من نشأت تنشأ نشئا، ونشأت أي: ابتدأت وأقبلت شيئا بعد شيء، وأنشأها الله فنشأت وأنشأت. ومنه قوله سبحانه: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} وقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي: ابتدأناهن ونبّتناهن، ومنه قيل لصغار الجواري: نشأ). [تأويل مشكل القرآن: 365](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء} : يعني الحور، أنشئن لأولياء الله عزّ وجل، ليس ممن وقعت عليه ولادة). [معاني القرآن: 5/112]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أترابا}
وقال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً} فأضمرهن ولم يذكرهن قبل ذاك). [معاني القرآن: 4/24](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فجعلناهنّ أبكارا}: لم يطمثن). [معاني القرآن: 5/112]

تفسير قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا (37) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عرباً...}.
واحدهن: عروب، وهيالمتحببة إلى زوجها الغنجة...
- وحدثني شيخ , عن الأعمش قال: كنت أسمعهم يقرءون: {عرباً أتراباً}: بالتخفيف، وهو مثل قولك: الرسل والكتب في لغة تميم وبكر بالتخفيف ولتثقيل وجه القراءة، لأن كلّ فعول أو فعيل أو فعال جمع على هذا المثال، فهو مثقّل مذكراً كان أو مؤنثاً، والقراء على ذلك). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عرباً }: واحدها عروب , وهي الحسنة التبعل قال لبيد:
وفي الحدوج عروبٌ غير فاحشةٍ ريّا الروادف يعشى دونها البصر)
[مجاز القرآن: 2/251]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً}
وقال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً} , فأضمرهن ولم يذكرهن قبل ذاك. وأما "الأتراب" فواحدهن "الترب" وللمؤنّث: "التربة" هي "تربى" وهي "تربتي" مثل "شبه" وأشباه" و"الترب" و"التربة" جائزة في المؤنث ويجمع: بـ"الأتراب" كما تقول "حيّةٌ" و"أحياء" إذا عنيت المرأة و"ميتةٌ" و"أمواتٌ"). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عربا}: العروب الحسنة التبعل.
{أترابا}: مستويات). [غريب القرآن وتفسيره: 367]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً}: أي شيئا واحدا، وسنّا واحدا.
و«عربا»: جمع «عروب»، وهي: المتحبّبة إلى زوجها. ويقال: الغنجة). [تفسير غريب القرآن: 449]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({عربا أترابا}: عربا، والعرب المتحببات إلى أزواجهن). [معاني القرآن: 5/112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عُرُباً}: جمع عَروب, وهي المتحبّبة إلى زوجها. , وقيل: الغَنِجَة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عُرُبًا}: ضواحك , {أَتْرَابًا}على سن واحد). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى:{لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لأصحاب اليمين...} أي: هذا لأصحاب اليمين). [معاني القرآن: 3/125-126]

تفسير قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله ها هنا: {ثلّةٌ مّن الأوّلين... وثلّةٌ مّن الآخرين...}.
وقد قال في أول السورة: {ثلّةٌ من الأوّلين. وقليلٌ من الآخرين}: وذكروا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا , وشق عليهم.
قوله: {وقليل من الآخرين}، فأنزل الله جل وعز هذه {ثلّةٌ مّن الأوّلين، وثلّةٌ مّن الآخرين}: ورفعها على الاستئناف، وإن شئت جعلتها مرفوعة، تقول: ولأصحاب اليمين ثلتان: ثلة من هؤلاء، وثلة من هؤلاء، والمعنى: هم فرقتان: فرقة من هؤلاء، وفرقة من هؤلاء). [معاني القرآن: 3/126]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: { ثلّة من الأوّلين * وثلّة من الآخرين}
معناه واللّه أعلم: جماعة ممن تبع النبي صلى الله عليه وسلم وعاينه، وجماعة ممن آمن به وكان بعده). [معاني القرآن: 5/113]

تفسير قوله تعالى: {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله ها هنا: {ثلّةٌ مّن الأوّلين... وثلّةٌ مّن الآخرين...}.
وقد قال في أول السورة: {ثلّةٌ من الأوّلين . وقليلٌ من الآخرين}: وذكروا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا وشق عليهم.
قوله: {وقليل من الآخرين}، فأنزل الله جل وعز هذه: {ثلّةٌ مّن الأوّلين، وثلّةٌ مّن الآخرين}, ورفعها على الاستئناف، وإن شئت جعلتها مرفوعة، تقول: ولأصحاب اليمين ثلتان: ثلة من هؤلاء، وثلة من هؤلاء، والمعنى: هم فرقتان: فرقة من هؤلاء، وفرقة من هؤلاء). [معاني القرآن: 3/126](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثلّة من الأوّلين * وثلّة من الآخرين}
معناه واللّه أعلم: جماعة ممن تبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعاينه، وجماعة ممن آمن به وكان بعده). [معاني القرآن: 5/113](م)


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 02:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 41 إلى 74]

{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)}

تفسير قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) )

تفسير قوله تعالى: {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42)}

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في سمومٍ} أي في حر النار). [تفسير غريب القرآن: 449]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({السَمُومٍ}: ريح حارة , {الحَمِيمٍ}: الماء الحار). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وظلٍّ مّن يحمومٍ...}: واليحموم: الدخان الأسود). [معاني القرآن: 3/126]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وظلٍّ من يحمومٍ }: من شدة وساده يقال: أسود يحمومٌ). [مجاز القرآن: 2/251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من يحموم}: أي شديد السواد). [غريب القرآن وتفسيره: 367]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وظلٍّ من يحموم }: أي : دخان اسود. و«اليحموم»: الأسود). [تفسير غريب القرآن: 449]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وهذا مثل قوله سبحانه: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} واليحموم: الدّخان وهو سرادق أهل النار فيما ذكر المفسرون). [تأويل مشكل القرآن: 320] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله:{وظلّ من يحموم}
اليحموم الشديد السواد، وقيل إنه الدخان الشديد السّواد.
وقيل {وظلّ من يحموم}: أي , من نار يعذبون بها.
ودليل هذا قوله عزّ وجلّ: {لهم من فوقهم ظلل من النّار ومن تحتهم ظلل}: إلا أنه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد). [معاني القرآن: 5/113]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِّن يَحْمُوم}: أي: من دخان أسود). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اليَحْمُوم}: الدخان الكثير السواد). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ باردٍ ولا كريمٍ...}.
وجه الكلام أن يكون خفضاً متبعاً لما قبله،

ومثله: {زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيّةٍ}, وكذلك: {وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة} ، ولو رفعت ما بعد لكان صوابا من كلام العرب، أنشدني بعضهم:
وتريك وجهاً كالصحيفة، لا ظمآن مختلجٌ، ولا جهم
كعقيلة الدّرّ استضاء بها محراب عرش عزيزها العجم
وقال آخر:
ولقد أبيت من الفتاة بمنزلٍ فأبيت لا زانٍ ولا محروم
يستأنفون بلا، فإذا ألقوها لم يكن إلاّ أن تتبع أول الكلام بآخره، والعرب تجعل الكريم تابعاً لكل شيء نفت عنه فعلا تنوي به الذم، يقال: أسمينٌ هذا؟ فتقول: ما هو بسمين ولا كريم، وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة). [معاني القرآن: 3/126-127]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لا باردٍ }: جره على الأول). [مجاز القرآن: 2/251]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّهم كانوا قبل ذلك مترفين...}.
متنعمين في الدنيا). [معاني القرآن: 3/127]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مترفين}: متكبرين). [مجاز القرآن: 2/251]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكانوا يصرّون على الحنث العظيم...}.
الشرك: هو الحنث العظيم). [معاني القرآن: 3/127]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وكانوا يصرّون }: المصر المقيم على الإثم). [مجاز القرآن: 2/251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وكانوا يصرّون على الحنث العظيم}: أي يقيمون على الحنث العظيم، ولا يتوبون عنه.
و«الحنث»: الشّرك، وهو: الكبير من الذنوب أيضا). [تفسير غريب القرآن: 449-450]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وكانوا يصرّون على الحنث العظيم}
قيل في التفسير: الحنث الشرك، وقيل على الإثم العظيم، وهو –واللّه أعلم- الشرك والكفر بالبعث، لأن في القرآن دليل ذلك وهو: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت بلى وعدا عليه حقاً }, فهذا -واللّه أعلم- إصرارهم على الحنث العظيم). [معاني القرآن: 5/113]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({على الحنث العظيم}: أي: الشرك العظيم هاهنا). [ياقوتة الصراط: 501]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُصِرُّونَ }: أي يقيمون, {عَلَى الْحِنثِ} وهو الشرك والذنوب العظام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحِنثِ}: الشرك). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {أَوَ آَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أو آباؤنا الأوّلون}: الواو متحركة لأنها ليست بواو , وإنما { وآباؤنا الأولون } : فدخلت عليها ألف الاستفهام فتركت مفتوحة). [مجاز القرآن: 2/251]

تفسير قوله تعالى: {لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لآكلون من شجرٍ...}.
وهي في قراءة عبد الله: الآكلون من شجرة من زقوم، فمعنى شجر وشجرة واحد، لأنك إذا قلت: أخذت من الشاء، فإن نويت واحدة أو أكثر من ذلك فهو جائز). [معاني القرآن: 3/127]

تفسير قوله تعالى: {فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {فمالئون منها...}: من الشجرة، ولو قال: فمالئون منه إذ لم يذكر الشجرة كان صواباً يذهب إلى الشجر في منه، وتؤنث الشجر، فيكون منها كناية عن الشجر، والشجر تؤنث ويذكر مثل الثمر). [معاني القرآن: 3/127]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من الحميم}
وقال: {فمالئون منها البطون} أي: من الشجرة). [معاني القرآن: 4/24](م)

تفسير قوله تعالى:{فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فشاربون عليه من الحميم...}.
إن شئت كان على الشجر، وإن شئت فعلى الأكل). [معاني القرآن: 3/127]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من الحميم}
وقال: {فمالئون منها البطون}: أي: من الشجرة , {فشاربون عليه} : لأنّ "الشجر" يؤنّث ويذكّر. وأنّث لأنه حمله على"الشجرة" لأن "الشجرة" قد تدل على الجميع تقول العرب: "نبتت قبلنا شجرةٌ مرّةٌ وبقلةٌ رذية" , وهم يعنون الجميع). [معاني القرآن: 4/24]

تفسير قوله تعالى:{فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فشاربون شرب الهيم...}.
حدثنا الفراء قال: حدثني الكسائي عن رجل من بني أمية يقال له: يحيى بن سعيد الأموي قال: سمعت ابن جريج يقرأ: {فشاربون شرب الهيم} بالفتح، قال: فذكرت ذلك لجعفر ابن محمد قال: فقال: أو ليست كذاك؟, أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه بعث بديل ابن ورقاء الخزاعي إلى أهل منى، فقال: إنها أيام أكلٍ وشرب وبعالٍ.
قال الفراء: البعال: النكاح، وسائر القراء يرفعون الشين: {فشاربون شرب الهيم}
{والهيم}: الإبل التي يصيبها داء فلا تروى من الماء، واحدها: أهيم، والأنثى: هيماء.
ومن العرب من يقول: هائم، والأنثى هائمة، ثم يجمعونه على هيم، كما قالوا: عائط وعيط، وحائل وحول، وهو في المعنى: حائل حول إلا أن الضمة تركت في هيم لئلا تصير الياء واوا. ويقال: إن الهيم الرمل. يقول: يشرب أهل النار كما تشرب السّهلة.
قال: قال الفراء: الرملة بعينها السهلة، وهي سهلة وسهلة). [معاني القرآن: 3/127-128]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (و {الهيم}: واحدها أهيم وهو الذي لا يروى من رمل كان أو بعير). [مجاز القرآن: 2/251]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فشاربون شرب الهيم},و قال: {فشاربون شرب} و{شرب} مثل "الضّعف" و"الضّعف"). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({شرب الهيم}: قالوا الإبل العطاش واحدها أهيم وكل عطشان لا يروى فهو أهيم والأنثى هيماء. والهيام داء يأخذه من شدة العطش). [غريب القرآن وتفسيره: 367]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( و{الهيم}: الإبل يصيبها داء فلا تروى من الماء. يقال: بغير أهيم، وناقة هيماء). [تفسير غريب القرآن: 450]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فشاربون شرب الهيم}, ويقرأ {شرب الهيم}: والشّرب المصدر، والشّرب الاسم، وقد قيل إن الشّرب أيضا مصدر. والهيم الإبل العطاش). [معاني القرآن: 5/113]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): (و{الهيم}: أي: العطاش من الإبل). [ياقوتة الصراط: 502]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْهِيمِ}: جمع أَهْيَم، وهي الإِبل يصيبها داء فلا تَروَى من الماء. وقيل: الهيم: الرمال). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْهِيمِ}: الإبل العطاش). [العمدة في غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى:{هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({هذا نزلهم يوم الدّين} : أي: رزقهم وطعامهم). [تفسير غريب القرآن: 450]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا نزلهم يوم الدّين} أي: هذا غذاؤهم يوم الجزاء أي يوم يجازون بأعمالهم). [معاني القرآن: 5/113]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و{هَذَا نُزُلُهُمْ} أي رزقهم وطعامهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلولا تصدّقون }: فهلا تصدقون). [مجاز القرآن: 2/251]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أفرأيتم مّا تمنون...}: يعني: النّطف إذا قدفت في أرحام النساء). [معاني القرآن: 3/128]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أفرأيتم مّا تمنون } : من المنى , {أنتم تخلقنونه} ). [مجاز القرآن: 2/251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ما تمنون}: من المني). [غريب القرآن وتفسيره: 368]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أفرأيتم ما تمنون}:أي ما تصبّونه في أرحام النساء من المنيّ). [تفسير غريب القرآن: 450]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفرأيتم ما تمنون} : أي ما يكون منكم من المنيّ الذي يكون منه الولد، يقال: أمنى الرجل يمني، ومنى يمني.
فيجوز على هذا { تمنون} بفتح التاء، ولا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأنّ بها إلا أن تثبت رواية). [معاني القرآن: 5/113]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تُمْنُونَ}: من المني). [العمدة في غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أأنتم تخلقونه...}
تخلقون تلك النطف , أم نحن الخالقون, وقد يقال للرجل: منى وأمنى، ومذى وأمذى، فأمنى أكثر من مني، ومذى أكثر من أمذى). [معاني القرآن: 3/128]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون}
احتج عليهم في البعث بالقدرة على ابتداء الخلق كما قال عزّ وجلّ:
{وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم * قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة وهو بكلّ خلق عليم} ). [معاني القرآن: 5/114]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {نحن قدّرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدّل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون}
أي: إن أردنا أن نخلق خلقا غيركم لم يسبقنا سابق ولا يفوتنا ذلك). [معاني القرآن: 5/114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَسْبُوقِينَ}: بمغلوبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وننشئكم فيما لا تعلمون }: نبدلكم عما تعلمون من أنفسكم). [مجاز القرآن: 2/251]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {نحن قدّرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدّل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون}
أي: إن أردنا أن نخلق خلقا غيركم لم يسبقنا سابق , ولا يفوتنا ذلك). [معاني القرآن: 5/114](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وننشئكم في ما لا تعلمون} أي : إن أردنا أن نجعل منكم القردة والخنازير لم نسبق ولا فاتنا ذلك). [معاني القرآن: 5/114]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({وننشئكم في ما لا تعلمون}: أي: ننشئكم فيما لا تعلمون من الأمور، من: الخير، والشر، والعافية، والمرض، والغنى والفقر). [ياقوتة الصراط: 502]

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ولقد علمتم النّشأة الأولى فلولا تذكّرون}
أي: قد علمتم ابتداء الخلق, فلم أنكرتم البعث؟!
ومعنى { لولا تذكّرون }: هلّا تذكرون). [معاني القرآن: 5/114]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أفرأيتم مّا تحرثون....}: أي: تنبتونه). [معاني القرآن: 3/128]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أفرأيتم ما تحرثون}: أي تزرعون). [تفسير غريب القرآن: 450]

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)}

تفسير قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فظلتم تفكّهون...}
تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم، ويقال: معنى تفكهون: تندمون). [معاني القرآن: 3/128]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ حطاماً فظلتم تفكّهون }
الحطام: الهشيم والرفات والرخام واحد ومتاع الدنيا حطام). [مجاز القرآن: 2/251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فظلتم تفكهون}: تندمون).[غريب القرآن وتفسيره: 368]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فظلتم تفكّهون}: تعجبون مما نزل بكم في زرعكم إذا صار حطاما.
و يقال: {تفكّهون}: تندمون، مثل «تفكّنون». وهي لغة لعكل). [تفسير غريب القرآن: 450]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكّهون}
أي لو جعلنا ما تزرعون حطاما، أي أبطلناه حتى يكون متحطما لا حنطة فيه , ولا شيء مما تزرعون.
{فظلتم تفكّهون}: أي تندّمون، ويجوز فظلتم تفكهون - بكسر الظاء -). [معاني القرآن: 5/114]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ( {فظلتم تفكهون}: أي: أي أصبحتم تندمون). [ياقوتة الصراط: 502]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَفَكَّهُونَ}: أي :تندمون، في لغة عُكْل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَفَكَّهُونَ}: تندمون). [العمدة في غريب القرآن: 299]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا لمغرمون...}.
يقال: إنا لمعذّبون، ويقال: إنا لمولع بنا وهو من قبلهم). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّا لمغرمون }: معذبون قال بشر بن أبي خازم:
ويوم النّسار ويم الجفا ر كانا عذاباً وكانا غراما)
[مجاز القرآن: 2/251-252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّا لمغرمون}: أي معذبون, من قوله عز وجل: {إنّ عذابها كان غراماً} أي هلكة). [تفسير غريب القرآن: 450]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{إنّا لمغرمون}: أي: يقولون قد غرمنا , وذهب زرعنا، {بل نحن محرومون}). [معاني القرآن: 5/114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَمُغْرَمُونَ}: أي مُعَذّبون , ومهلكون من قوله: {إَنَّ عَذَابّهَا كَانَ غَرَاماً} أي هَلَكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)}

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68)}

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ المزن}:السحاب , واحدها مزنة). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من المزن}: من السحاب). [غريب القرآن وتفسيره: 368]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: (و{المزن}: السحاب). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون}: وهي السحاب , واحدته مزنة , وجمعه مزن). [معاني القرآن: 5/114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمُزْنِ}: السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لو نشاء جعلناه أجاجاً...}.
وهو الملح المر الشديد المرارة من الماء). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أجاجاً } : أشد الملوحة). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الأجاج): الشديد المرارة). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون}
الأجاج الماء الملح الذي لا يمكن شربه ألبتّة.
{ فلولا تشكرون }: معناه " فهلّا). [معاني القرآن: 5/115]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({النّار التّي تورون}: تستخرجون، من أوريت وأكثر ما يقال: وريت، وأهل نجد يقولون ذلك). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تورون}: تستخرجون من أوريت أي أوقدت). [غريب القرآن وتفسيره: 368]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({الّتي تورون} :أي: تستخرجون من الزّنود). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أفرأيتم النّار الّتي تورون}
معناه: تقدحون، تقول وري الزند, يري, وريا، فهو وار إذا انقدحت منه النار، وأوريت النار إذا قدحتها، والعرب تقدح بالزند والزندة، وهذا خشب يحك بعضه على بعض فيخرج منه النار، فقال:
{أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون * نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين} ). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تُورُونَ }: تقدحونها). [العمدة في غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أأنتم أنشأتم شجرتها}: التي تتخذ منها الزنود؟, {أم نحن المنشؤن}؟). [تفسير غريب القرآن: 451]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نحن جعلناها تذكرةً ومتاعاً لّلمقوين...}.
يعني: منفعة للمسافرين إذا نزلوا بالأرض القيّ , يعني: القفر). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({متاعاً للموقين }: المقوى الذي لا زاد معه ولا مال وكذلك الدار التي قد أقوت من أهلها، وموضع آخر المقوى الكثير المال، يقال: أكثر من مال فلان فإنه مقوٍ). [مجاز القرآن: 2/252]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({نحن جعلناها تذكرةً ومتاعاً لّلمقوين}
وقال: {متاعاً لّلمقوين} : أي : للمسافرين في الأرض القيّ. تقول: "أقوى الشيء": إذا ذهب كلّ ما فيه). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( (المقوين): الذين لا زاد معهم ولا مال لهم، ومنه منزل قواء أي لا شيء فيه). [غريب القرآن وتفسيره: 368]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({نحن جعلناها تذكرة}: أي تذكركم جهنم، {ومتاعاً}: أي منفعة, {للمقوين} يعني: المسافرين. سموا بذلك: لنزولهم القواء، وهو: القفر.
وقال أبو عبيدة: «المقوي: الذي لا زاد معه، [يقال: أقوى الرجل، إذا نفد زاده]».
ولا أرى التفسير إلا الأول، ولا أرى الذي لا زاد معه، أولى بالنار , ولا أحوج إليها من الذي معه الزاد, بل صاحب أولى بها، وإليها أحوج). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والمتاع: المنفعة، قال الله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ}، وقال تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} وقال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ}.
وقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ} أي ينفعكم ويقيكم من الحرّ والبرد، يعني الخانات.
ومنه: متعة المطلّقة). [تأويل مشكل القرآن: 512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون * نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين}
أي: إذا رآها الرائي ذكر جهنم , وما يخافه من العذاب، فذكر الله عزّ وجلّ , واستجار به منها.
ومعنى {متاعا للمقوين}: المقوي الذي ينزل بالقواء, وهي الأرض الخالية.
فذكر اللّه -عزّ وجلّ- جمع ما يدل على توحيده وما أنعم به عليهم من خلقهم، وتغذيتهم مما يأكلون ويشربون، مما يدل على قدرته ووحدانيته). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({للمقوين}: للأغنياء والفقراء). [ياقوتة الصراط: 503]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِّلْمُقْوِينَ} المسافرين، سُمّوا بذلك لنزولهم القَوَى , وهو القَفْر, ووقيل: المقوي: الذي لا زاد معه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِّلْمُقْوِينَ}: الذين لا زاد لهم). [العمدة في غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم قال عزّ وجلّ: {فسبّح باسم ربّك العظيم}
أي فبرّئ الله - عزّ وجلّ.
[لما ذكر ما يدل على توحيده، وقدرته، وإنعامه، قال: «فسبح» أي: برّء الله ونزّهه عما يقولون في وصفه] ). [معاني القرآن: 5/115]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 03:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 75 إلى آخر السورة]

{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جرير قاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقع النّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
- حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم }: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {فلا أقسم}: المعنى فأقسم.
{بمواقع النجوم}: مساقطها حيث تغيب). [غريب القرآن وتفسيره: 368-369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب»). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:
{لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهل الكتاب.
ومواقع النجوم مساقطها، كما قال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم * إنّه لقرآن كريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّه لقسمٌ لّو تعلمون عظيمٌ...}: يدل على أنه القرآن.
ويقال: فلا أقسم بموقع النجوم، بمسقط النجوم إذا سقطن). [معاني القرآن: 3/129]

تفسير قوله تعالى: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {في كتاب مكنون}: أي: مصون في السماء في اللوح المحفوظ). [معاني القرآن: 5/115]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ يمسّه إلاّ المطهّرون...}.
- حدثني حبّان, عن الكلبي, عن أبي صالح , عن ابن عباس قال: لا يمسّ ذلك اللوح المحفوظ إلا المطهرون يقول: الملائكة الذين طهروا من الشرك.
ويقال: لا يمسه: لا يجد طعمه ونفعه إلا المطهرون من آمن به). [معاني القرآن: 3/129-130]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا يمسّه إلّا المطهّرون}
يعنى به الملائكة: لا يمسه في اللوح المحفوظ إلا الملائكة.
ويقرأ{المطهّرون}: وهي قليلة، ولها وجهان:
أحدهما: الذين طهّروا أنفسهم من الذنوب, والثاني: أن يكون الّذين يطهّرون غيرهم.). [معاني القرآن: 5/116]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تنزيل من ربّ العالمين}
صفة لقوله {كريم}، وإن شئت كان مرفوعا على قوله هو تنزيل من ربّ العالمين). [معاني القرآن: 5/116]

تفسير قوله تعالى:{أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أنتم مّدهنون...} مكذبون وكافرون، كلّ قد سمعته). [معاني القرآن: 3/130]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أنتم مدهنون }: واحدها مدهن , وهو المداهن). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مدهنون}: أي مكذبون. مدهنون مكذبون وكافرون كل قد سمعته قد أدهن: قد كفر، واحدها مدهن، والمدهن والمداهن واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أنتم مدهنون}: أي مداهنون. يقال: أدهن في دينه، وداهن). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون}
أي: أفبالقرآن تكذبون، والمدهن المداهنّ والكذاب المنافق). [معاني القرآن: 5/116]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({مدهنون}: أي: منافقون). [ياقوتة الصراط: 503]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و{أَنتُم مُّدْهِنُونَ} أي مداهنون, وقيل: مدهنون: مكذّبون.
وقيل: منافقون, وقيل: أنتم تليّنون القول للمكذّبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّدْهِنُونَ}: مكذبون). [العمدة في غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون...}.
جاء في الأثر: تجعلون رزقكم: شكركم، وهو في العربية حسن أن تقول: جعلت زيارتي إياك أنك استخففت بي، فيكون المعنى: جعلت ثواب الزيارة ـ الجفاء. كذلك جعلتم شكر الرزق ـ التكذيب). [معاني القرآن: 3/130]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وتجعلون رزقكم أنكم تكبون}: أي شكركم. يقال فعلت بك كذا وكذا فما رزقتني أي ما شكرتني).[غريب القرآن وتفسيره: 369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وتجعلون رزقكم} : أي : شكركم، {أنّكم تكذّبون}: أي جعلتم شكر الرزق التكذيب.
قال عطاء: «كانوا يمطرون، فيقولون: مطرنا بنوء كذا»). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون}
كانوا يقولون: مطرنا بنوء كذا، ولا ينسبون السقيا إلى اللّه عزّ وجلّ ,فقيل لهم: أتجعلون رزقكم أي شكركم بما رزقتم التكذيب.
وقرئت (وتجعلون شكركم أنكم أنّكم تكذّبون), ولا ينبغي أن يقرأ بها لخلاف المصحف.
وقد قالوا: إن تفسير رزقكم ههنا الشكر، ورووا أنه يقال "وتجعلون رزقي في معنى شكري" , وليس بصحيح.
إنما الكلام في قوله {وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون}: يدل على معنى {وتجعلون شكركم أنكم تكذبون }: أي تجعلون شكر رزقكم أن تقولوا: مطرنا بنوء كذا، فتكذبون في ذلك). [معاني القرآن: 5/116]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رِزْقَكُمْ}: شكركم). [العمدة في غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم...} يعني: النّفس عند الموت). [معاني القرآن: 3/130]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فلولا إذا بلغت الحلقوم}: أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم} يعنى : إذا بلغت الروح الحلقوم). [معاني القرآن: 5/116]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنتم حينئذٍ تنظرون...} يعني: أهل الميت عنده ينظرون إليه.
والعرب تخاطب القوم بالفعل كأنهم أصحابه، وإنما يراد به بعضهم: غائباً كان أو شاهداً، فهذا من ذلك كقولك للقوم: أنت قتلتم فلاناً، وإنما قتله الواحد الغائب. ألا ترى أنك قد تقول لأهل المسجد لو آذوا رجلا بالازدحام: اتقوا الله، فإنكم تؤذون المسلمين، فيكون صوابا.
وإنما تعظ غير الفاعل في كثير من الكلام، ويقال: أين جواب (فلولا) الأولى، وجواب التي بعدها؟ والجواب في ذلك: أنهما أجيبا بجواب واحد وهو ترجعونها، وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد. فهذا من ذلك، ومنه: {فإمّا يأتينّكم منّي هدًى فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم}. أجيبا بجواب واحد وهما جزاءان، ومن ذلك قوله: {لا تحسبنّ الّذين يفرحون بما أتوا وّيحبّون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنّهم}.
وقوله: {أيعدكم أنّكم إذا متّم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم مخرجون} , وقد فسّر في غير هذا الموضوع). [معاني القرآن: 3/130-131]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنتم حينئذ تنظرون} : أي: أنتم يا أهل الميّت في تلك الحال ترونه قد صار إلى أن تخرج نفسه). [معاني القرآن: 5/116]

تفسير قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون}
جاء في التفسير أنه لا يموت أحد حتى يعلم أهو من أهل الجنّة أم من أهل النّار). [معاني القرآن: 5/116-117]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {غير مدينين...} مملوكين، وسمعت: مجزيين). [معاني القرآن: 3/131]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ غير مدينين }: غير مجزيين، دنته، كما تدين تدان، والعبد مدينٌ، قال الأخطل:

ربت وربا في كرمها ابن مدينةٍ يظلّ على مسحاته يتركّل
ابن مدينة : ابن أمةٍ). [مجاز القرآن: 2/252-253]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلولا إذا بلغت الحلقوم}
وقال: {فلولا إذا بلغت الحلقوم} , ثم قال: {فلولا إن كنتم غير مدينين} أي: غير مجزيّين مقهورين ترجعون تلك النفس وأنتم ترون كيف تخرج عند ذلك {إن كنتم صادقين}: أنكم تمتنعون من الموت). [معاني القرآن: 4/24-25]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({غير مدينين}: غير مجزيين بأعمالكم). [غريب القرآن وتفسيره: 369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {فلولا إن كنتم غير مدينين}: أي غير مملوكين أذلاء. من قولك: دنت له بالطاعة, وقال أبو عبيدة: {مدينين}: مجزيين). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( "لولا" و"لوما"
لولا تكون في بعض الأحوال بمعنى: هلّا وذلك إذا رأيتها بغير جواب، تقول: لولا فعلت كذا تريد هلّا، فعلت كذا، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ}، {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ}، {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}، {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}، أي فهلا. وقال: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ} .
وقال الشاعر:
تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُمْ = بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلا الكَمِيَّ المقنَّعَا
أي: فهّلا تعدُّونَ الكميَّ.
وكذلك (لوما)، قال: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} أي هلّا تأتينا). [تأويل مشكل القرآن: 540-541](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({غَيْرَ مَدِينِينَ} : أي غير مملوكين. وقيل: [غير] مجزيين بأعمالكم عند أنفسكم.
وقيل: غير مبعوثين، على قولكم. وقيل: غير محاسبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 260]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَدِينِينَ}: مجزيين بأعمالهم). [العمدة في غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلولا إذا بلغت الحلقوم}
وقال: {فلولا إذا بلغت الحلقوم}, ثم قال: {فلولا إن كنتم غير مدينين} أي: غير مجزيّين مقهورين ترجعون تلك النفس , وأنتم ترون كيف تخرج عند ذلك {إن كنتم صادقين}: أنكم تمتنعون من الموت). [معاني القرآن: 4/24-25] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ترجعونها}: أي تردون النفس!). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ترجعونها إن كنتم صادقين (87)}: ومعناه: هلّا ترجعون الروح إن كنتم غير مدينين، أي غير مملوكين مدبّرين ليس لكم في الحياة والموت قدرة، فهلّا إن كنتم كما زعمتم ومثل قولكم الذي جاء في القرآن: {الّذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين}, كما قال :{أو كانوا غزّى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا}
فالمعنى: إن كنتم تقدرون أن تؤخروا أجلا فهلّا ترجعون الروح إذا بلغت الحلقوم، وهلّا تدرأون عن أنفسكم الموت). [معاني القرآن: 5/117]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأمّا إن كان من المقرّبين...} من أهل جنة عدن). [معاني القرآن: 3/131]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (ثم أخبرهم فقال: {فأمّا إن كان من المقرّبين}). [معاني القرآن: 4/25]

تفسير قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({فروحٌ وريحانٌ...}...
- وحدثني شيخ , عن حماد بن سلمة , عن عبد الله بن شقيق, عن عائشة, عن النبي صلى الله عليه أنه قال: {فروح وريحان}, وقراءة الحسن كذلك، والأعمش, وعاصم والسّلمي, وأهل المدينة, وسائر القراء.
{فروحٌ} أي: فروح في القبر، ومن قرأ {فروحٌ}: يقول: حياة لا موت فيها، {وريحان}: رزق). [معاني القرآن: 3/131]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فروحٌ وريحانٌ }, فحياة , وبقاء ورزق , وروح أي: برد). [مجاز القرآن: 2/253]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فروحٌ وريحان}: أي: فله روحٌ وريحان). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {فروح}: برد "ومن قرأ فروح فهو الحياة والبقاء أي أحياه الله ورزقه الله".
{وريحان}: أي رزق). [غريب القرآن وتفسيره: 370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فروحٌ} في القبر، أي طيب نسيم، {وريحانٌ}: رزق, ومن قرأ: {فروحٌ}، أراد: فحياة وبقاء). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن قرأ: (فرُوحٌ وريحانٌ) بضم الراء، أراد فرحمة ورزق.
والريحان: الرزق. قال النّمر بن تولب:
سلام الإله وريحانه = ورحمته وسماء درر
فجمع بين الرّزق والرحمة، كما قال الله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ}، وهذا شاهد لتفسير المفسرين.
قال أبو عبيدة: فرُوحٌ، أراد: حياة وبقاء لا موت فيه.
ومن قرأ: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} بالفتح، أراد: الرّاحة وطيب النّسيم.
وقد تكون الرَّوح: الرحمة، قال الله تعالى: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}، أي من رحمته. سمّاها روحا لأنّ الرّوح والرّاحة يكونان بها). [تأويل مشكل القرآن: 487-488] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {فأمّا إن كان من المقرّبين * فروح وريحان وجنّت نعيم}
بفتح الراء في {روح}, ومعناه فاستراحة وبرد، {وريحان}: رزق قال الشاعر:
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
ورويت {فروح} بضم الراء، وتفسيره فحياة دائمة لا موت بعدها (وريحان) رزق. وجائز أن يكون ريحان ههنا تحية لأهل الجنة، وأجمع النحويون أن أصل ريحان في اللغة (ريّحان) من ذوات الواو فالأصل " ريوحان " فقلبت الواو ياء وأدغمت فيها الأولى، فصارت ريحان، فخفف كما قالوا في " ميّت ميت، ولا يجوز في " ريحان " التشديد إلا على بعد لأنه قد زيد فيه ألف ونون فخفف بحذف الياء وألزم التخفيف.
ورفعه على معنى فأما إن كان المتوفى من المقربين فله روح وريحان). [معاني القرآن: 5/117-118]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَرَوْح}: أي طيب نسيم من القبر. ومن قرأ: {فُروح}: أراد حياة وبقاء, {وَرَيْحَانٌ}: رزق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 260]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فرَوْحٌ}: الحياة , {ورَيْحَانٌ}: رزق). [العمدة في غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: { وأمّا إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين}
وقد بيّن ما لأصحاب اليمين في أول السورة). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: {فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فسلامٌ لّك من أصحاب اليمين...}.
أي: فذلك مسلّم لك أنك من أصحاب اليمين، وألقيت أن , وهو معناها كما تقول: أنت مصدّق مسافر عن قليل إذا كان قد قال: إني مسافر عن قليل.
وكذلك تجد معناه: أنت مصدق أنك مسافر، ومعناه: فسلام لك أنت من أصحاب اليمين.
وقد يكون كالدعاء له، كقولك: فسقيا لك من الرجال، وإن رفعت السلام فهو دعاء.
والله أعلم بصوابه). [معاني القرآن: 3/131]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأمّا إن كان من أصحاب اليمين * فسلامٌ لّك من أصحاب اليمين} أي: فيقال له "سلامٌ لك"). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى {فسلام لك من أصحاب اليمين}: أنك ترى فيهم ما تحب من السّلامة وقد علمت ما أعدّ لهم من الجزاء). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأمّا إن كان من المكذّبين الضّالّين * فنزل من حميم}
ويقرأ {فنزل} بالتخفيف والتثقيل.
فمعناه: فغذاء من حميم وتصلية جحيم) ). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وتصلية جحيم}: أي: إقامة في جحيم.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن الجحيم ههنا للمكذبين الضالين). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لهو حقّ اليقين}: مضافاً إلى اليقين وقد يكون صفة له، كقولك: صلاة الأولى وصلاة العصر). [مجاز القرآن: 2/253]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّ هذا لهو حقّ اليقين}
وقال: {حقّ اليقين} فأضاف إلى "اليقين" كما قال: {دين القيّمة} أي: ذلك دين الملّة القيّمة، وذلك حقّ الأمر اليقين. وأما "هذا رجل السوء" فلا يكون فيه: هذا الرجل السوء, كما يكون في "الحقّ اليقين" لأن "السّوء" ليس بـ"الرّجل" و"اليقين هو الحقّ"). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين}
أي إن هذا الذي قصصنا عليك في هذه السورة من الأقاصيص وما أعد اللّه لأوليائه وأعدائه وما ذكر مما يدل على وحدانيته ليقين حق اليقين، كما تقول: " إن زيدا لعالم حق عالم، وإنه للعالم حق العالم " إذا بالغت في التوكيد). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فسبّح باسم ربّك العظيم}
أي فنزّه اللّه - عزّ وجلّ - عن السوء، لأن معنى سبحان اللّه تنزيه اللّه عن السوء. كذلك جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأهل اللغة كذلك يفسّرونه: براءة اللّه من السوء.
وأنشد سيبويه في هذا المعنى:
أقول لما جاء في فخره = سبحان من علقمة الفاجر
أي: أبرأ منه). [معاني القرآن: 5/118-119]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة