العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:36 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة ق

التفسير اللغوي لسورة ق

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 05:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 11]


({ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)} )

تفسير قوله تعالى: (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {ق والقرآن المجيد...}.
{قاف}: فيها المعنى الذي أقسم به ذكر أنه قضى والله كما قيل في حمّ: قضى والله، وحمّ والله: أي قضي.
ويقال: إن {قاف} جبل محيط بالأرض، فإن يكن كذلك فكأنه في موضع رفع، أي هو (قافٌ والله)، وكان [ينبغي] لرفعه أن يظهر لأنه اسم وليس بهجاء، فلعل القاف وحدها ذكرت من اسمه كما قال الشاعر:
قلنا لها: قفي، فقالت: قاف.
ذكرت القاف أرادت القاف من الوقوف، أي: إني واقفة). [معاني القرآن: 3/75]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (قوله عزت قدرته: " ق " مجازها مجاز أوائل السور). [مجاز القرآن: 2/222]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ق والقرآن المجيد}
قال: {ق والقرآن المجيد} قسم على {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [4] ). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ {ق والقرآن المجيد (1)}
أكثر أهل اللغة وما جاء في التفسير أن مجاز {ق} مجاز الحروف التي تكون في أوائل السور نحو {ن}، و {الم}، و {ص} وقد فسرنا ذلك ويجوز أن يكون معنى ({اف} معنى قضي الأمر، كما قيل {حم} حمّ الأمر.
واحتج الذين قالوا من أهل اللغة أن معنى {ق} بمعنى قضي الأمر بقول الشاعر:
قلنا لها قفي قالت قاف... لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف
معناه فقالت أقف
ومذهب الناس أن قاف ابتداء للسورة على ما وصفنا، وقد جاء في بعض التفسير أن قاف جبل محيط بالدنيا من ياقوتة خضراء وأن السماء بيضاء وإنما اخضرت من خضرته، واللّه أعلم
وجواب القسم في {ق والقرآن المجيد} محذوف، يدل عليه {أإذا متنا وكنّا ترابا}.
المعنى واللّه أعلم: والقرآن المجيد إنكم لمبعوثون.
فعجبوا فقالوا {أإذا متنا وكنّا ترابا}.
[معاني القرآن: 5/41]
أي أنبعث إذا - متنا وكنا ترابا. ولو لم يكن إذا متعلق لم يكن في الكلام فائدة). [معاني القرآن: 5/42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ق} قال الفراء: قضي الأمر والله فاكتفى به من الجملة
وقيل: هو قسم وقيل: هو اسم من أسماء الله وقيل: من أسماء القرآن وقيل: من أسماء السور
وقيل {ق} جبل من زمردة خضراء تحيط بالأرض وخضر البحر والسماء منها.
و{الْمَجِيدِ}: الكريم وقيل: رفيع القدر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 237]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) )

تفسير قوله تعالى: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أإذا متنا وكنّا تراباً...}.
كلام لم يظهر قبله ما يكون هذا جواباً له، ولكن معناه مضمر، إنما كان ـ والله ـ أعلم: {ق والقرآن المجيد} لتبعثن. بعد الموت، فقالوا: أنبعث إذا كنا تراباً؟ فجحدوا البعث
[معاني القرآن: 3/75]
ثم قالوا: {ذلك رجع بعيدٌ...}. جحدوه أصلا {و}قوله: {بعيد} كما تقول للرجل يخطئ في المسألة: لقد ذهبت مذهباً بعيداً من الصواب: أي أخطأت). [معاني القرآن: 3/76]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {ذلك رجعٌ بعيدٌ} " ردٌ بعيدٌ). [مجاز القرآن: 2/222]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أإذا متنا وكنّا تراباً ذلك رجعٌ بعيدٌ}
وقال: {أإذا متنا وكنّا تراباً ذلك رجع بعيدٌ} لم يذكر "أنه رجع" وذلك - والله أعلم - لأنه كان على جواب كأنه قيل لهم: إنّكم ترجعون. فقالوا "أإذا كنّا تراباً ذلك رجعٌ بعيد"). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({رجع بعيد}: أي رد). [غريب القرآن وتفسيره: 345]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ذلك رجعٌ بعيدٌ} يريدون: البعث بعد الموت، أي لا يكون).
[تفسير غريب القرآن: 417]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار: القسم بلا جواب إذا كان في الكلام بعده ما يدلّ على الجواب.
كقوله: { ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا} [ق: 1-3] نبعث. ثم قالوا: {ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [ق: 3] أي: لا يكون). [تأويل مشكل القرآن: 223-224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({ذلك رجع بعيد (3)}
أي يبعد عندنا أن نبعث بعد الموت.
ويجوز أن يكون الجواب {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم}، فيكون المعنى: ق والقرآن المجيد لقد علمنا ما تنقص الأرض منهم وحذفت اللام لأن ما قبلها عوض منها كما قال: {والشمس وضحاها} إلى قوله: {قد أفلح من زكاها} المعنى لقد أفلح من زكاها). [معاني القرآن: 5/42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَجْعٌ}: رد). [العمدة في غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم...} ما تأكل منهم). [معاني القرآن: 3/76]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ق والقرآن المجيد}
قال: {ق والقرآن المجيد} قسم على {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [4] ). [معاني القرآن: 4/20] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم}، أي تأكل من لحومهم إذا ماتوا). [تفسير غريب القرآن: 417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (والمعنى {ما تنقص الأرض منهم}.
ما تأخذه الأرض من لحومهم). [معاني القرآن: 5/42]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في أمرٍ مّريجٍ...}.
في ضلال). [معاني القرآن: 3/76]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {فهم في أمرٍ مريجٍ} " مختلط، يقال: قد مرج أمر الناس اختلط وأهمل قال أبو ذؤيب:
فخرّ كأنه حوطٌ مريج
أي سهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ((كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم)) " أي اختلطت). [مجاز القرآن: 2/222]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (5- {أمر مريج}: أي مختلط ملتبس. يقال مرج أمر الناس أي اختلط. ومرج الخاتم في يدي). [غريب القرآن وتفسيره: 345]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فهم في أمرٍ مريجٍ}، أي مختلط. يقال: مرج أمر الناس، ومرج الدين.

وأصل «المرج»: أن يقلق الشيء، فلا يستقر. يقال: مرج الخاتم في يدي مرجا، إذا قلق من الهزال). [تفسير غريب القرآن: 417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {بل كذّبوا بالحقّ لمّا جاءهم فهم في أمر مريج (5)}
{مريج}: مختلف ملتبس عليهم مرة يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاعر ومره ساحر ومرة معلّم.
فهذا دليل على أن أمرهم مريج ملتبس عليهم). [معاني القرآن: 5/42]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فهم في أمر مريج} أي: مختلط). [ياقوتة الصراط: 477]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّرِيجٍ}: أي مختلط). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَّرِيجٍ}: رد). [العمدة في غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما لها من فروجٍ...}.
ليس فيها خلل ولا صدع). [معاني القرآن: 3/76]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ("{ ما لها من فروجٍ} " أي فتوق واحدها فرج وفتق). [مجاز القرآن: 2/222]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من فروج}: من فتوق. والفرج والفتق واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 345]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما لها من فروجٍ} أي صدوع. وكذلك قوله: {هل ترى من فطورٍ}؟! [سورة الملك آية: 3] ).
[تفسير غريب القرآن: 417]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم دلهم عزّ وجلّ على قدرته على بعثهم بعد الموت بعظيم خلقه الذي يدل على وحدانيته وأنه على كل شيء قدير فقال:
{أفلم ينظروا إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها وما لها من فروج (6)}
وأن الله عزّ وجلّ ممسكها بغير عمد من أن تقع على الأرض.
{وما لها من فروج}.
لا صدع فيها ولا فرجة). [معاني القرآن: 5/42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِن فُرُوجٍ}: أي من صدوع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فُرُوجٍ}: فتوق). [العمدة في غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {من كلّ زوجٍ بهيجٍ} " أي حسن). [مجاز القرآن: 2/223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {من كلّ زوجٍ بهيجٍ} أي من كل جنس حسن يبتهج به). [تفسير غريب القرآن: 417]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، والكريم: الحسن، وذلك من الفضل. قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [الشعراء: 7] أي: حسن. وكذلك قوله: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 5]و [ق: 7] أي: حسن يبتهج به. وقال تعالى: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]، أي حسنا.
وهذا وإن اختلف، فأصله الشرف). [تأويل مشكل القرآن: 495] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ زوج بهيج (7)
والرواسي الجبال}). [معاني القرآن: 5/42]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بهيج} أي: حسن). [ياقوتة الصراط: 477]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زَوْجٍ بَهِيجٍ}: أي جنس حسن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 237]

تفسير قوله تعالى: (تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {تبصرةً وذكرى لكلّ عبدٍ منيبٍ} " نصبها كنصب المصادر). [مجاز القرآن: 2/223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({منيب}: قالوا مجيب مخبت). [غريب القرآن وتفسيره: 345]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ( {وأنبتنا فيها من كلّ زوج بهيج (7) تبصرة وذكرى لكلّ عبد منيب (8)}
[معاني القرآن: 5/42]
أي فعلنا ذلك لنبصّر به وندلّ على القدرة.
ثم قال {لكلّ عبد منيب}
أي لكل عبد يرجع إلى اللّه ويفكر في قدرته). [معاني القرآن: 5/43]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُّنِيبٍ}: مجيب). [العمدة في غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وحبّ الحصيد...}.
والحب هو الحصيد، وهو مما أضيف إلى نفسه مثل قوله: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين}، ومثله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد...}.
والحبل هو الوريد بعينه أضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ اسميه، والوريد: عرق بين الحلقوم والعلباوين). [معاني القرآن: 3/76]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وحبّ الحصيد} أراد: والحب الحصيد، فأضاف الحب إلى الحصيد. كما يقال: صلاة الأولى، يراد: الصلاة الأولى. ويقال: مسجد الجامع، يراد: المسجد الجامع). [تفسير غريب القرآن: 417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ونزّلنا من السّماء ماء مباركا فأنبتنا به جنّات وحبّ الحصيد (9)}
أي وأنبتنا فيها حب الحصيد، فجمع بذلك جميع ما يقتات به من حب الحنطة والشعير وكل ما حصد). [معاني القرآن: 5/43]

تفسير قوله تعالى: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والنّخل باسقاتٍ...}.
طوال، يقال: قد بسق طولا، فهن طوال النخل.
وقوله: {لّها طلعٌ نّضيدٌ...}.
يعني: الكفرّي ما كان في أكمامه وهو نضيد، أي منضود بعضه، فوق بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد). [معاني القرآن: 3/76]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {والنّخل باسقاتٍ} " طوال ويقال: جبل باسق وحسبٌ باسق قال ابن نوفل لابن هبيرة:
يا بن الذين بفضلهم... بسقت على قيسٍ فزاره
" {طلعٌ نضيدٌ} " منضود). [مجاز القرآن: 2/223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {والنخل باسقات}: طوال. جبل باسق. وبسق الشيء إذا طال.
{طلع نضيد}: منضود وواحد الطلع طلعة). [غريب القرآن وتفسيره: 345]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والنّخل باسقاتٍ} أي طوالا. يقال: بسق الشيء يبسق بسوقا، إذا طال.
{لها طلعٌ نضيدٌ} أي منضود: بعضه فوق بعض. وذلك قبل أن يتفتح. فإذا انشق جف الطلعة وتفرق: فليس بنضيد.
ونحوه قوله: {وطلحٍ منضودٍ} [سورة الواقعة آية: 29]. وقد قرأ بعض السلف: وطلع منضود، كأنه اعتبره بقول في ق: {لها طلعٌ نضيدٌ}). [تفسير غريب القرآن: 418]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ( {والنّخل باسقات لها طلع نضيد (10)}
بسوقها طولها، المعنى وأنبتنا فيها هذه الأشياء). [معاني القرآن: 5/43]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {باسقات}أي: طوالا. {نضيد} أي: منضود، أي: بعضه على بعض). [ياقوتة الصراط: 478]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نَّضِيدٌ}: أي بعضه فوق بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَاسِقَاتٍ}: طوال
{نَّضِيدٌ}: بعضه على بعض). [العمدة في غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: (رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {كذلك الخروج} " يوم القيامة قال العجاج:
أليس يوم سمّى الخروجا... أعظم يوم رجّةً رجوجا). [مجاز القرآن: 2/223]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج (11)}
ينتصب على وجهين:
أحدهما على معنى رزقناهم رزقا لأن إنباته هذه الأشياء رزق، ويجوز أن يكون مفعولا له، المعنى: فأنبتنا هذه الأشياء للرزق.
ثم قال: {كذلك الخروج}.
أي كما خلقنا هذه الأشياء نبعثكم). [معاني القرآن: 5/43]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 05:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 12 إلى 30]


({كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} )

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {وأصحاب الرّسّ} " المعدن وكل ركية لم تطو قال الجعدي:
سبقت إلى فرطٍ ناهلٍ... تنابلةً يحفرون الرّساسا). [مجاز القرآن: 2/223]

تفسير قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ( {كلّ كذّب الرّسل فحقّ وعيد (14)}
أي فحقت عليه كلمة العذاب والوعيد للمكذبين للرسل، وكذلك قوله:
({فأنذرتكم نارا تلظّى (14) لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16) }). [معاني القرآن: 5/43]

تفسير قوله تعالى: (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أفعيينا بالخلق الأوّل...}.
يقول: كيف نعيا عندهم بالبعث ولم نعي بخلقهم أولا؟ ثم قال: {بل هم في لبسٍ مّن خلقٍ جديدٍ}، أي هم في ضلال وشك). [معاني القرآن: 3/77]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أفعيينا بالخلق الأوّل بل هم في لبسٍ مّن خلقٍ جديدٍ}
وقال: {بل هم في لبسٍ} لأنك تقول: لبست عليه لبساً). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أفعيينا بالخلق الأوّل}!؟ أي أفعيينا بإبداء الخلق، فنعيا بالبعث، وهو: الخلق الثاني؟!.
{بل هم في لبسٍ} أي في شك {من خلقٍ جديدٍ} أي من البعث). [تفسير غريب القرآن: 418]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفعيينا بالخلق الأوّل بل هم في لبس من خلق جديد (15)}
هذا تقرير لأنهم اعترفوا بأن اللّه - عزّ وجلّ - الخالق، وأنكروا البعث؛ فقال: {أفعيينا بالخلق الأوّل)} يقال: عييت بالأمر إذا لم تعرف وجهه.
وأعييت إذا تعبت.
[معاني القرآن: 5/43]
وقوله عزّ وجلّ: {بل هم في لبس من خلق جديد}.
أي بل هم في لبس من البعث). [معاني القرآن: 5/44]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِي لَبْسٍ}: أي شك من البعث). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 238]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه...}.
الهاء لما، وقد يكون ما توسوس أن تجعل الهاء للرجل الذي توسوس به ـ تريد ـ توسوس إليه وتحدثه). [معاني القرآن: 3/77]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {أقرب إليه من حبل الوريد }" وريداه في حلقه والحبل حبل العاتق قال الشاعر:
كأن وريديه رشاء خلب

فأضافه إلى الوريد كما أضاف الحبل إلى العاتق). [مجاز القرآن: 2/223-224]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
وقال: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} يقول: أملك به وأقرب إليه في المقدرة عليه). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}. و«الوريدان»: عرقان بين الحلقوم والعلباوين. والحبل هو: الوريد، فأضيف إلى نفسه: لاختلاف لفظي اسميه). [تفسير غريب القرآن: 418]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (16)}
أي نعلم ما يخفي وما يكنه في نفسه.
{ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)}
والوريد عرق في باطن العنق، وهما وريدان، قال الشاعر:
كأن وريداه رشاءا خلب
يعني من ليف). [معاني القرآن: 5/44]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَبْلِ الْوَرِيدِ} : أي الحبل الوريد مثل صلاة الأولى والوريد هو عرق بين الحلقوم والعلباوين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 238]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ...}.
يقال: قعيد، ولم يقل: قعيدان. حدثنا الفراء قال: وحدثني حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قعيد عن اليمين وعن الشمال يريد ـ قعود، فجعل القعيد جمعا، كما تجعل الرسول للقوم والاثنين. قال الله تعالى: {إنّا رسول ربّ العالمين} لموسى وأخيه، وقال الشاعر:

ألكني إليها، وخير الرسول =أعلمهم بنواحي الخبر
فجعل الرسول للجمع، فهذا وجه، وإن شئت جعلت القعيد واحداً اكتفى به من صاحبه، كما قال الشاعر:
نحن بما عندنا، وأنت بما = عندك راضٍ، والرأي مختلف
ومثله قول الفرزدق:
إنّي ضمنت لمن أتاني ما جنى =وأبى، وكان وكنت غير غدور
[معاني القرآن: 3/77]
ولم يقل: غدورين). [معاني القرآن: 3/78]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ}
وقال: {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ} ولم يقل "عن اليمين قعيدٌ وعن الشّمال قعيد". ذكر احدهما واستغنى كما قال: {يخرجكم طفلاً} فاستغنى بالواحد عن الجمع كما قال: {فإن طبن لكم عن شيءٍ مّنه نفساً} ). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ يتلقّى المتلقّيان} أي يتلقيان القول ويكتبانه، يعني: الملكين. {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ} أراد: قعيدا من كل جانب. فأكتفي بذكر واحد: إذ كان دليلا على الآخر.
و«قعيد» بمعنى قاعد، كما يقال: «قدير» بمعنى قادر.
ويكون بمنزلة «أكيل وشريب، [ونديم]»، أي مؤاكل ومشارب
[تفسير غريب القرآن: 418]
[ومنادم]. كذلك: «قعيد» أي مقاعد). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال عز وجل: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} [الإسراء: 7]. أراد: بعثناهم ليسوءوا وجوهكم، فحذفها، لأنه قال قبل: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا} [الإسراء: 5]. فاكتفى بالأول من الثاني، إذ كان يدل عليه.
وكذلك قوله: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق: 17]. فاكتفى بذكر الثاني من الأول). [تأويل مشكل القرآن: 218] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان فيجعل الفعل لأحدهما، أو تنسبه إلى أحدهما وهو لهما:
كقوله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة: 11].
وقوله: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: 62].
وقوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].
وقال: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق: 17] أراد: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد.
وقال الشاعر:
إنّ شرخ الشّباب والشّعر الأسـ = ـود ما لم يعاص كان جنونا
[تأويل مشكل القرآن: 288]
وقال آخر:
نحن بما عندنا وأنت بما عنـ = ـدك راضٍ والرأي مختلف).
[تأويل مشكل القرآن: 289] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين وعن الشّمال قعيد (17)}
{المتلقيان} كاتباه الموكلان به، يتلقيان ما يعمله فيثبتانه.
المعنى عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، فدل أحدهما على الآخر، فحذف المدلول عليه، ومثله قول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما عن..=. دك راض والرّأي مختلف
أي نحن بما عندنا راضون وأنت بما عندك راض، ومثله أيضا:
رماني بأمر كنت منه ووالدي..=. بريئا ومن أجل الطّوىّ رماني
المعنى رماني بأمر كنت منه بريئا، ووالدي بريئا منه). [معاني القرآن: 5/44]

تفسير قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله {ما يلفظ من قول إلّا لديه رقيب عتيد (18)}
{عتيد} أي ثابت لازم). [معاني القرآن: 5/45]

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحقّ...} وفي قراءة عبد الله: سكرة الحق بالموت، فإن شئت أردت {بالحق} أنه الله عز وجل، وإن شئت جعلت السكرة هي الموت، أضفتها إلى نفسها كأنك قلت: جاءت السكرة الحقّ بالموت، وقوله: {سكرة الموت بالحقّ} يقول: بالحق الذي قد كان غير متبين لهم من أمر الآخرة، ويكون الحق هو الموت، أي جاءت سكرة الموت بحقيقة الموت). [معاني القرآن: 3/78]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({وجاءت سكرة الموت بالحقّ ذلك ما كنت منه تحيد (19)}
أي جاءت السكرة التي تدل الإنسان على أنه ميت.
{بالحقّ} أي بالموت الذي خلق له.
وقال بعضهم: وجاءت سكرة الحق بالموت، ورويت عن أبي بكر رحمه اللّه والمعنى واحد، وقيل الحق ههنا اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/45]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تحيد} أي: تجور وتفر عنه). [ياقوتة الصراط: 478]

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 21 - 29].
السائق هاهنا: قرينها من الشياطين، سمّي سائقا، لأنه يتبعها وإن لم يحثّها ويدفعها. وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، يسوق أصحابه، أي يكون وراءهم.
والشّهيد: الملك الشاهد عليها بما عملت). [تأويل مشكل القرآن: 423]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ( {وجاءت كلّ نفس معها سائق وشهيد (21)}
قيل في التفسير سائق يسوقها إلى محشرها، و {شهيد} يشهد عليها بعملها وقيل: و {شهيد} هو العمل نفسه). [معاني القرآن: 5/45]

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فبصرك اليوم حديدٌ...}.
يقول: قد كنت تكذب، فأنت اليوم عالم نافذ البصر، والبصر ها هنا: هو العلم ليس بالعين). [معاني القرآن: 3/78]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فبصرك اليوم حديدٌ} أي حاد، كما يقال: حافظ وحفيظ). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قول الله عز وجل: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 35-40].
هذا مثل ضربه الله لقلب المؤمن، وما أودعه بالإيمان والقرآن من نوره فيه. فبدأ فقال:
[تأويل مشكل القرآن: 327]
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، أي بنوره يهتدي من في السموات والأرض.
ثم قال: {مَثَلُ نُورِهِ}، يعني في قلب المؤمن. كذلك قال المفسّرون. وكان أبيّ يقرأ: الله نور السموات والأرض مثل نور المؤمن، روى ذلك عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرّازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية.
كمشكاةٍ، وهي: الكوّة غير النافذة.
فيها مصباحٌ، أي سراج المصباح في قنديل، القنديل كأنه من شدة بياضه وتلألئه، كوكب درّي، يتوقّد ذلك المصباح بزيت من شجرة لا شرقيّةٍ، أي لا بارزة للشمس كلّ النهار ولا غربيّةٍ لا مستترة في الظلّ كلّ النهار. ولكنها شرقية غربية تصيبها الشمس في بعض النهار، والظلّ في بعض النهار. وإذا كان كذلك فهو أنضر لها، وأجود لحملها، وأكثر لنزلها، وأصفى لدهنها.
{يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ} يسرج به من شدة صفائه. وتم الكلام ثم ابتدأ فقال: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}، يعني نور المصباح على نور الزّجاجة والدّهن، {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} ثم قال:
[تأويل مشكل القرآن: 328]
هذا المصباح في بيوتٍ، يعني المساجد. وذكر أهلها فقال: {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}، يريد أن القلوب يوم القيامة تعرف أمره يقينا فتتقلّب عما كانت عليه من الشك والكفر، وأن الأبصار يومئذ ترى ما كانت مغطّاة عنه فتتقلّب عمّا كانت عليه. ونحوه قوله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22]). [تأويل مشكل القرآن: 329] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (يقول الله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} في الدنيا. {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ}
أي: أريناك ما كان مستورا عنك في الدنيا.
{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي: فأنت ثاقب البصر لمّا كشف عنك الغطاء). [تأويل مشكل القرآن: 422]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (22)}
وهذا مثل، المعنى كنت بمنزلة من عليه غطاء وعلى قلبه غشاوة.
{فبصرك اليوم حديد)}
أي فعلمك بما أنت فيه نافذ، ليس يراد بهذا البصر من - بصر العين - كما تقول: فلان بصير بالنحو والفقه، تريد عالما بهما، ولم ترد بصر العين). [معاني القرآن: 5/45]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {حديد} أي: إلى لسان الميزان، ويقال: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد} أي: فرأيك اليوم نافذ). [ياقوتة الصراط:478- 479]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَدِيدٌ}: أي حاد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 238]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا ما لديّ عتيدٌ...}.
رفعت العتيد على أن جعلته خبرا صلته لما، وإن شئت جعلته مستأنفا على مثل قوله: {هذا بعلي شيخٌ}. ولو كان نصبا كان صوابا؛ لأن (هذا، وما) ـ معرفتان، فيقطع العتيد منهما). [معاني القرآن: 3/81]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وَقَالَ قَرِينُهُ} يعني: الملك.
{هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} يعني: ما كتبه من عمله، حاضر عندي). [تأويل مشكل القرآن: 422]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ( {وقال قرينه هذا ما لديّ عتيد (23)}
{ما} رفع بهذا و {عتيد} صفة لـ {ما} فيمن جعل " {ما} " في مذهب النكرة، المعنى هذا شيء لدي عتيد.
ويجوز أن يكون رفعه على وجهين غير هذا الوجه، على أن يرفع {عتيد} بإضمار، كأنك قلت: هذا شيء لديّ هو عتيد ويجوز أن ترفعه على أنه خبر بعد خبر، كما تقول هذا حلو حامض، فيكون المعنى هذا شيء لديّ عتيد.
ويجوز أن يكون رفعه على البدل من " {ما} "، فيكون المعنى هذا عتيد). [معاني القرآن: 5/45]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} أي ما عندي حاضر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 238]

تفسير قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألقيا في جهنّم كلّ كفّارٍ عنيدٍ...}.
العرب تأمر الواحد والقوم بما يؤمر به الاثنان، فيقولون للرجل: قوما عنا، وسمعت بعضهم: ويحك! ارحلاها وازجرها، وأنشدني بعضهم:
فقلت لصاحبي لا تحبسانا = بنزع أصوله، واجتزّ شيحا
قال: ويروى: واجدزّ يريد: واجتز، قال: وأنشدني أبو ثروان:
وإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر = وإن تدعاني أحم عرضاً ممنّعاً
ونرى أن ذلك منهم أن الرجل أدنى أعوانه في إبله وغنمه اثنان، وكذلك الرّفقة، أدنى ما يكونون ثلاثة، فجرى كلام الواحد على صاحبيه، ألا ترى الشعراء أكثر شيء، قيلا: يا صاحبيّ، يا خليلي، فقال امرؤ القيس:
[معاني القرآن: 3/78]
خليليّ، مرّا بي على أم جندب = نقضّي لبانات الفؤاد المعذب
ثم قال:
ألم تر أني كلما جئت طارقا = وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
فقال: ألم تر، فرجع إلى الواحد، وأول كلامه اثنان، قال: وأنشدني آخر:
خليليّ قوما في عطالة فانظرا = أناراً ترى من نحو بابين أو برقا
وبعضهم: أنارا نرى). [معاني القرآن: 3/79]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن تأمر الواحد والاثنين والثلاثة فما فوق أمرك الاثنين: فتقول: افعلا.
قال الله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [ق: 24]، والخطاب لخزنة جهنم، أو زبانيتها.
قال الفراء: والعرب تقول: ويلك ارحلاها وازجراها، وأنشد لبعضهم:
فقلت لصاحبي لا تحبسانا = بنزع أصوله واجتزّ شيحا
قال الشاعر:

فإن تزجراني يا ابن عفّان أنزجر = وإن تدعاني أحم عرضا ممنّعا
[تأويل مشكل القرآن: 291]
قال الفراء: ونرى أصل ذلك أنّ الرّفقة أدنى ما تكون: ثلاثة نفر، فجرى كلام الواحد على صاحبيه، ألا ترى أنّ الشعراء أكثر شيء قيلا: يا صاحبيّ، ويا خليليّ.
وقال غير الفراء: قال النبي، صلّى الله عليه وسلم: «((الواحد شيطان والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب))».
وتوعّد معاوية روح بن زنباع فاعتذر روح
[تأويل مشكل القرآن: 292]
فقال معاوية خلّيا عنه:
إذا الله سنّى عقد شيء تيسّرا
وقوله: سنّى: أي فتح.
قالوا: وأدنى ما يكون الآمر والنّاهي بين الأعوان اثنان، فجرى كلامهم على ذلك، ووكّل الله، عز وجل، بكل عبد ملكين، وأمر في الشهادة بشاهدين). [تأويل مشكل القرآن: 293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} يقال: هو قول الملك، ويقال: قول الله جل ذكره). [تأويل مشكل القرآن: 422]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألقيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد (24)}
أي عند عن الحق، وقوله: {ألقيا}، الوجه عندي - واللّه أعلم – أن يكون أمر الملكين، لأن {ألقيا} للاثنين،، وقال بعض النحويين: إن العرب
[معاني القرآن: 5/45]
تأمر الواحد بلفظ الاثنين، فتقول قوما واضربا زيدا يا رجل، ورووا أن الحجاج كان يقول: يا حرسي اضربا عنقه، وقالوا: إنما قيل ذلك لأن أكثر ما يتكلم به العرب فيمن تأمره بلفظ الاثنين، نحو:
خليلي مرا بي على أمّ جندب قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وقال محمد بن يزيد: هذا فعل مثنى توكيدا كأنّه لمّا قال ألقيا ناب عن قوله ألق ألق، وكذلك عنده قفا معناه عنده قف قف، فناب عن فعلين فبنى.
وهذا قول صالح وأنا اعتقد أنه أمر الاثنين، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/46]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما أطغيته} يقوله الملك الذي كان يكتب السيئات للكافر، وذلك أن الكافر قال: كان يعجلني عن التوبة، فقال: ما أطغيته يا رب، ولكن كان ضالا). [معاني القرآن: 3/79]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قال قرينه ربّنا ما أطغيته}. مفسر في كتاب [تأويل المشكل]). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {قَالَ قَرِينُهُ} من الشياطين: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}.
وهذا مثل قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر. ومنه قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أي: قرنّاهم بهن.
ثم قال: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} [الصافات: 27 - 31] يعني: نحن وأنتم ذائقون العذاب، وقد تقدم تفسير هذا.
قال الله تعالى: {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} [ق: 28] يعني: المجرمين وقرناءهم من الشياطين {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} [ق: 28- 29]. أي: لا يغيّر عن جهته، ولا يحرّف، ولا يزاد فيه ولا ينقص، لأنّي أعلم كيف ضلّوا وكيف أضللتموهم.
{وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 29] ). [تأويل مشكل القرآن: 423]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال قرينه ربّنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد (27)}
المعنى إنما طغى وهو بضلاله وإنما دعوته فاستجاب، كما قال: {وقال الشّيطان لمّا قضي الأمر إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلّا أن دعوتكم فاستجبتم لي)} ). [معاني القرآن: 5/46]


تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله تعالى: {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} [ق: 28] يعني: المجرمين وقرناءهم من الشياطين {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} [ق: 28] ). [تأويل مشكل القرآن: 423]

تفسير قوله تعالى: (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قال الله تبارك وتعالى: {ما يبدّل القول لديّ...}. أي: ما يكذب عندي لعلمه عز وجل بغيب ذلك). [معانى القران:3/79]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} [ق: 28- 29]. أي: لا يغيّر عن جهته، ولا يحرّف، ولا يزاد فيه ولا ينقص، لأنّي أعلم كيف ضلّوا وكيف أضللتموهم.
{وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 29]). [تأويل مشكل القرآن: 423]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما يبدّل القول لديّ وما أنا بظلّام للعبيد (29)}
أي من عمل حسنة فله عشر أمثالها، ومن عمل سيئة - فلا يجزى إلّا مثلها). [معاني القرآن: 5/46]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد (30)}
وقرئت {يوم يقول لجهنّم}
نصب {يوم} على وجهين:
على معنى ما يبدل القول لديّ في ذلك اليوم.
وعلى معنى أنذرهم يوم نقول لجهنم، كما قال: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر}.
[معاني القرآن: 5/46]
وقوله عزّ وجلّ: {هل امتلأت}
أي: أم لم تمتلئ، وإنما السؤال توبيخ لمن أدخلها، وزيادة في مكروهه.
ودليل على تصديق قوله: {لأملأنّ جهنّم منك وممّن تبعك منهم أجمعين}
فأمّا قوله: {وتقول هل من مزيد}
ففيه وجهان عند أهل اللغة:
أحدهما أنها تقول ذلك بعد امتلائها فتقول: {هل من مزيد}
أي هل بقي في موضع لم يمتلئ، أي قد امتلأت.
ووجه آخر: تقول: هل من مزيد تغيظا على من عصى كما قال عزّ وجلّ: {سمعوا لها تغيّظا وزفيرا}
فأمّا قولها هذا ومخاطبتها فاللّه - عز وجل - جعل فيها ما به تميز وتخاطب، كما جعل فيما خلق أن يسبح بحمده، وكما جعل في النملة أن قالت: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم}
وقد زعم قوم أنها امتلأت فصارت صورتها صورة من لو ميّز لقال: {هل من مزيد}
كما قال الشاعر:
امتلأ الحوض وقال قطني..=. مهلا رويدا قد ملأت بطني
وليس هناك قول.
وهذا ليس يشبه ذاك، لأن الله عزّ وجلّ قد أعلمنا أن المخلوقات تسبح وأننا لا نفقه تسبيحها، فلو كان إنما هو أن يدل على أنها مخلوقة كنا نفقه تسبيحها). [معاني القرآن: 5/47]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 05:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 31 إلى آخر السورة]

({وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) })
تفسير قوله تعالى: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {وأزلفت الجنّة للمتقّين} " قربت). [مجاز القرآن: 2/224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأزلفت الجنة}: قربت). [غريب القرآن وتفسيره: 346]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأزلفت الجنّة} أي أدنيت). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} أي أدنيت وقربت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأُزْلِفَتِ}: قربت). [العمدة في غريب القرآن: 279]
تفسير قوله تعالى: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا ما توعدون لكلّ أوّابٍ حفيظٍ...} {مّن خشي...}.
إن شئت جعلت {من} خفضا تابعة لقوله: ( {كلّ}، وإن شئت استأنفتها فكانت رفعا يراد بها الجزاء. من خشي الرحمن بالغيب قيل له: ادخل الجنة، و{ادخلوها} جواب للجزاء أضمرت قبله القول وجعلته فعلاً للجميع؛ لأن من تكون في مذهب الجميع). [معاني القرآن: 3/79]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا ما توعدون لكلّ أوّابٍ حفيظٍ...} {مّن خشي...}.
إن شئت جعلت {من} خفضا تابعة لقوله: {لكلّ}، وإن شئت استأنفتها فكانت رفعا يراد بها الجزاء. من خشي الرحمن بالغيب قيل له: ادخل الجنة، و{ادخلوها} جواب للجزاء أضمرت قبله القول وجعلته فعلاً للجميع؛ لأن من تكون في مذهب الجميع). [معاني القرآن: 3/79] (م)
تفسير قوله تعالى: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا ما توعدون لكلّ أوّابٍ حفيظٍ...} {مّن خشي...}.
إن شئت جعلت {من}خفضا تابعة لقوله: {لكلّ} وإن شئت استأنفتها فكانت رفعا يراد بها الجزاء. من خشي الرحمن بالغيب قيل له: ادخل الجنة، و{ادخلوها}جواب للجزاء أضمرت قبله القول وجعلته فعلاً للجميع؛ لأن من تكون في مذهب الجميع). [معاني القرآن: 3/79] (م)
تفسير قوله تعالى: (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ( {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد (35)}
المعنى لهم فيها ما يشاءون ولدينا مزيد مما لم يخطر على قلوبهم.
وجاء في التفسير أن السحاب يمر بأهل الجنة فيمطر لهم الحور، فيقول الحور نحن الذين قال اللّه عزّ وجلّ فيهم، {ولدينا مزيد} ). [معاني القرآن: 5/47]
تفسير قوله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فنقّبوا في البلاد...}.
قراءة القراء يقول: خرّقوا البلاد فساروا فيها، فهل كان لهم من الموت من محيص؟ أضمرت كان ههنا كما قال: {وكأيّن من قريةٍ هي أشدّ قوّةً مّن قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم}، والمعنى: فلم يكن لهم ناصر عند إهلاكهم. ومن قرأ: {فنقّبوا}
[معاني القرآن: 3/79]
في البلاد، فكسر القاف فإنه كالوعيد. أي: اذهبوا في البلاد فجيئوا واذهبوا). [معاني القرآن: 3/80]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فنقّبوا في البلاد " طافوا وتباعدوا قال امرؤ القيس:

لقد نقّبت في الآفاق حتى..=. رضيت من الغنيمة بالإياب
" من محيصٍ " من معدل). [مجاز القرآن: 2/224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فنقبوا في البلاد}: أي طافوا وتباعدوا.
{من محيص}: من معدل). [غريب القرآن وتفسيره: 346]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فنقّبوا في البلاد} أي طافوا وتباعدوا.
{هل من محيصٍ} أي هل يجدون من الموت محيصا؟! فلم يجدوا ذلك). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ( {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشدّ منهم بطشا فنقّبوا في البلاد هل من محيص (36)}
اختلف الناس في القرن فقال قوم: القرن عشر سنين، وقال قوم ثلاثون سنة، وقال قوم أربعون سنة، وقال قوم سبعون سنة، وقالوا مائة سنة، وقال قوم مائة وعشرون سنة.
والقرن واللّه أعلم مقدار التوسط في أعمار أهل الزمان، فالقرن في قوم نوح على مقدار أعمارهم.
واشتقاقه من الاقتران فكأنه المقدار الذي هو أكبر ما يقترن فيه أهل ذلك الزمان في بقائهم.
وقوله عزّ وجلّ: {فنقّبوا في البلاد هل من محيص}.
وقرئت {فنقبوا} - بالتشديد والتخفيف - المعنى طوّقوا وفتّشوا، فلم تروا محيصا من الموت.
قال امرؤ القيس:
لقد نقّبت في الآفاق حتّى..=. رضيت من الغنيمة بالإياب
وتقرأ نقّبوا في البلاد، أي فتشوا وانظروا، ومن هذا نقيب القوم للذي يعرف أمرهم، مثل العريف). [معاني القرآن: 5/48]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ}: أي طافوا وتباعدوا يطلبون النجاة فلم يجدوا ذلك
{هَلْ مِن مَّحِيصٍ}: أي ملجأ من الموت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 238]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ...}.
يقول: لمن كان له عقل، وهذا جائز في العربية أن تقول: مالك قلب وما قلبك معك، وأين ذهب قلبك؟ تريد العقل لكل ذلك.
وقوله: {أو ألقى السّمع...}.
يقول: أو ألقى سمعه إلى كتاب الله وهو شهيد، أي شاهد ليس بغائب). [معاني القرآن: 3/80]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ألقى السّمع " استمع يقول الرجل للرجل: ألق إلى سمعك أي استمع مني). [مجاز القرآن: 2/224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أو ألقى السمع}: أي استمع، يقال للرجل: ألق سمعك إلي، معناها: استمع). [غريب القرآن وتفسيره: 346]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ} أي فهم وعقل، {أو ألقى السّمع وهو شهيدٌ}. يقول: استمع كتاب اللّه: وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37] أي عقل لأن القلب موضع العقل، فكنَى عنه به). [تأويل مشكل القرآن: 152]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: ({إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد (37)}
وقرئت {أو ألقي السمع} ومعنى {من كان له قلب} أي من صرف قلبه إلى التّفهّم، ألا ترى أن قوله: {صمّ بكم عمي} أنهم لم يستمعوا استماع متفهم مسترشد فجعلوا بمنزلة من لم يسمع كما قال الشاعر:
[معاني القرآن: 5/48]
أصمّ عما ساءه سميع
ومعنى {أو ألقى السمع }أي استمع ولم يشغل قلبه بغير ما يسمع.
والعرب تقول: ألق إليّ سمعك، أي استمع مني.
ومعنى {وهو شهيد} أي وقلبه فيما يسمع.
وجاء في التفسير أنه يعنى به أهل الكتاب الذين كانت عندهم صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فالمعنى على هذا التفسير {أو ألقى السّمع وهو شهيد}أن صفة النبي عليه السلام في كتابه). [معاني القرآن: 5/49]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَلْقَى السَّمْعَ}: استمع). [العمدة في غريب القرآن: 279]
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما مسّنا من لّغوبٍ...}.
يقول: من إعياء، وذلك أن يهود أهل المدينة قالوا: ابتدأ خلق السماوات والأرض يوم لأحد، وفرغ يوم الجمعة، فاستراح يوم السبت، فأنزل الله: {وما مسّنا من لّغوبٍ} إكذابا لقولهم، وقرأها أبو عبد الرحمن السلمي: من لغوب بفتح اللام وهي شاذة). [معاني القرآن: 3/80]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لغوب}: تعب. واللاغب المعيي). [غريب القرآن وتفسيره: 346]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({ولقد خلقنا السّماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام وما مسّنا من لغوب (38)}
اللّغوب: التّعب والإعياء، يقال: لغب يلغب لغوبا.
وهذا فيما ذكر أن اليهود - لعنت - قالت: خلق اللّه السّماوات والأرض في ستة أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة، واستراح يوم السبت، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنه خلقها في ستة أيام وسبحانه وتعالى أن يوصف بتعب أو نصب). [معاني القرآن: 5/49]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مِنْ لُغُوبٍ} أي: من تعب). [ياقوتة الصراط: 479]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لُّغُوبٍ}: لغب). [العمدة في غريب القرآن: 280]
تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال:
{فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب (39)}
يعني قبل طلوع الشمس صلاة الفجر، وقبل الغروب صلاة العصر). [معاني القرآن: 5/49]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود...}.
وإدبار. من قرأ: وأدبار جمعه على دبر وأدبار، وهما الركعتان بعد المغرب، جاء ذلك عن علي ابن أبي طالب أنه قال، وأدبار السجود: الركعتان بعد المغرب، {وإدبار النّجوم}. الركعتان {قبل الفجر} و كان عاصم يفتح هذه التي في قاف، وبكسر التي في الطور، وتكسران جميعاً، وتنصبان جميعاً جائزان). [معاني القرآن: 3/80]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود (40)}
{ومن اللّيل فسبّحه}
صلاة المغرب.
{وأدبار السّجود}
الركعتان بعد صلاة المغرب على هذا.
ويجوز أن يكون الأمر بالتسبيح بعد الفراغ من الصلاة.
ويقرأ {ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود}
و {إدبار السّجود} فمن قرأ و {أدبار}بفتح الألف فهو جمع دبر.
ومن قرأ و {إدبار} فهو على مصدر أدبر يدبر إدبارا). [معاني القرآن: 5/49]
تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واستمع يوم يناد المناد من مّكانٍ قريبٍ...}.
يقال: إن جبريل عليه السلام يأتي بيت المقدس فينادى بالحشر، فذلك قوله: {من مّكانٍ قريبٍ}). [معاني القرآن: 3/81]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({واستمع يوم يناد المناد من مكانٍ قريبٍ} يقال: صخرة بيت المقدس). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب (41)}
جاء في التفسير أنه يعنى به أنه ينادى بالحشر من مكان قريب.
وقيل: هي الصخرة التي في بيت المقدس، ويقال إنها في وسط الأرض). [معاني القرآن: 5/50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ}: قيل: صخرة بيت المقدس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 239]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {ذلك يوم الخروج} " يوم القيامة). [مجاز القرآن: 2/224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ذلك يوم الخروج}: يوم البعث من القبور.
ويقال ليوم العيد: يوم الخروج، لخروج الناس فيه). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ ({يوم يسمعون الصّيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج (42)}
أي يوم يبعثون ويخرجون، ومثله ({يوم يدع الدّاع إلى شيء نكر (6) خشّعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جراد منتشر (7)}.
والأجداث القبور
وقال أبو عبيدة: يوم الخروج من أسماء يوم القيامة.
واستشهد بقول العجاج.
أليس يوم سمّي الخروجا... أعظم يوم رجّة رجوجا؟). [معاني القرآن: 5/50]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم تشقّق الأرض عنهم سراعاً...}.
إلى المحشر وتشقق، والمعنى واحد مثل: مات الرجل وأميت). [معاني القرآن: 3/81]

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما أنت عليهم بجبّارٍ...}.
يقول: لست عليهم بمسلّط، جعل الجبار في موضع السلطان من الجبريّة، قال أنشدني المفضل:

ويوم الحزن إذ حشدت معدٌّ =وكان الناس إلا نحن دينا
عصينا عزمة الجبار حتى=صبحنا الجوف ألفا معلمينا
أراد بالجبار: المنذر لولايته.
وقال الكلبي بإسناده: لست عليهم بجبّار يقول: لم تبعث لتجبرهم على الإسلام والهدى؛ إنما بعثت مذكّرا فذكّر، وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم.
والعرب لا تقول: فعّال من أفعلت، لا يقولون: هذا خرّاج ولا دخّال، يريدون مدخل ولا مخرج من أدخلت وأخرجت، إنما يقولون: دخال من دخلت، وفعّال من فعلت: وقد قالت العرب: درّاك من أدركت، وهو شاذ، فإن حملت الجبار على هذا المعنى فهو وجه.
وقد سمعت بعض العرب يقول: جبره على الأمر يريد: أجبره، فالجبار من هذه اللغة صحيح يراد به: يقهرهم ويجبرهم). [معاني القرآن: 3/81]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وما أنت عليهم بجبار}: أي بمسلط فتقهرهم على الإسلام، والجبار الله القاهر خلقة على ما أراد). [غريب القرآن وتفسيره: 346]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما أنت عليهم بجبّارٍ} أي بمسلط.
وليس هو من «أجبرت الرجل على الأمر»: إذا قهرته عليه. لأنه لا يقال من ذلك: «فعال».
و«الجبار»: الملك، يسمى بذلك: لتجبره. يقول: فلست عليهم بملك مسلط). [تفسير غريب القرآن: 419]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({وما أنت عليهم بجبّار فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد (45)}
هذا كما قال: ({لست عليهم بمصيطر (22)}.
وهذا قبل أن يؤمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحرب لأن سورة (ق) مكية). [معاني القرآن: 5/50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِجَبَّار}: أي بمسلط). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 239]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِجَبَّارٍ}: بمسلط). [العمدة في غريب القرآن: 280]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة