العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:45 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:45 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولمّا ذكر تعالى أمر أهل النار عقّب بذكر أهل الجنة؛ ليبيّن الفرق.
و(المفاز) موضع الفوز؛ لأنّهم زحزحوا عن النار، وأدخلوا الجنة). [المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والحدائق: البساتين التي عليها جدراتٌ أو حظائر). [المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أتراباً} معناه: على سنٍّ واحدةٍ، والتّربان هما اللذان مسّا التّراب في وقتٍ واحدٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والدّهاق: المترعة. فيما قال الجمهور، وقال ابن جبيرٍ ومجاهدٌ: معناه: المتابعة، وهي من الدّهق.
وقال عكرمة: هي الصافية. وفي البخاريّ، قال ابن عبّاسٍ: سمعت أبي في الجاهلية يقول للساقي: اسقني كأساً دهاقاً). [المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واللّغو: سقط الكلام، وهو ضروبٌ. وقد تقدّم القول في {كذّاباً} إلاّ أنّ الكسائيّ من السبعة قرأها في هذا الموضع: (كذاباً) بالتخفيف، وهو مصدرٌ، ومنه قول الأعشى:
فصدقتها وكذبتها ....... والمرء ينفعه كذابه).
[المحرر الوجيز: 8/ 522]

تفسير قوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف المتأوّلون في قوله تعالى: {حساباً}؛ فقال جمهور المفسّرين واللّغويّين: معناه: محسباً، أي: كافياً، من قولهم: أحسبني هذا الأمر. أي: كفاني، ومنه: حسبي اللّه. وقال مجاهدٌ ما معناه: إنّ {حساباً} معناه: مقسّطاً على الأعمال؛ لأنّ نفس دخول الجنة هو برحمة اللّه تعالى وتفضّله؛ لا بعملٍ، والدّرجات فيها والنّعم على قدر الأعمال، فإذا ضاعف اللّه تعالى لقومٍ حسناتهم بسبعمائة مثلاً، ومنهم المكثر من الأعمال والمقلّ، أخذ كلّ واحدٍ سبعمائةٍ بحسب عمله، وكذلك في كلّ تضعيفٍ، فالحساب هنا هو بموازنة أعمال القوم.
وقرأ الجمهور: {حساباً} بكسر الحاء وتخفيف السين مفتوحةً، وقرأ ابن قطيبٍ: (حسّاباً) بفتح الحاء وشدّ السين، قال أبو الفتح: جاء بالاسم من أفعل على فعّالٍ، كما قالوا: أدرك فهو درّاكٌ.
وقرأ ابن عبّاسٍ، وسراجٌ: (عطاءً حسناً) بالنون من الحسن. وحكى عنه المهدويّ أنه قرأ: (حسباً) بفتح الحاء، وسكون السين، وبالباء.
وقرأ شريح بن يزيد الحمصيّ: (حسّاباً) بكسر الحاء وشدّ السين المفتوحة). [المحرر الوجيز: 8/ 522-523]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ نافعٌ، وأبو عمرٍو، والأعرج، وأبو جعفرٍ، وشيبة، وأهل الحرمين: (ربّ) بالرفع، وكذلك (الرّحمن).
وقرأ ابن عامرٍ، وعاصمٌ، وابن مسعودٍ، وابن أبي إسحاق، وابن محيصنٍ، والأعمش: {ربّ} بالخفض، وكذلك {الرّحمن}.
وقرأ حمزة والكسائيّ: {ربّ} بالخفض، و (الرّحمن) بالرفع، وهي قراءة الحسن، وابن وثّابٍ، والأعمش، وابن محيصنٍ بخلافٍ عنهما. ووجوه هذه القراءة بيّنةٌ.
وقوله تعالى: {لا يملكون منه خطاباً} الضمير للكفّار، أي: لا يملكون من إفضاله وإجماله أن يخاطبوه بمعذرةٍ ولا غيرها، وهذا في موطنٍ خاصٍّ). [المحرر الوجيز: 8/ 523]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (اختلف الناس في (الرّوح) المذكور في هذا الموضع؛ فقال الشّعبيّ والضّحّاك: هو جبريل عليه السلام. ذكره خاصّةً من بين الملائكة؛ تشريفاً. وقال ابن مسعودٍ: هو ملكٌ عظيمٌ، أكبر الملائكة خلقةً، يسمّى بالرّوح. وقال ابن زيدٍ: كان أبي يقول: هو القرآن،. وقد قال اللّه تعالى: {وأوحينا إليك روحاً من أمرنا}.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:
فالقيام فيه مستعارٌ يراد به بيانه وظهوره وشدّة آثاره، والأشياء الكائنة عن تصديقه وتكذيبه، ومع هذا في القول قلقٌ. وقال مجاهدٌ: الرّوح خلقٌ على صورة بني آدم، يأكلون ويشربون. وقال ابن عبّاسٍ، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الرّوح خلقٌ غير الملائكة، وحفظةٌ للملائكة كما الملائكة حفظةٌ للأنبياء ولنا».
وقال ابن عبّاسٍ، والحسن، وقتادة: (الرّوح) هنا اسم جنسٍ يراد به أرواح بني آدم. والمعنى: يوم تقوم الأرواح في أجسادها إثر البعث والنّشأة الآخرة، ويكون الجمع من الإنس والملائكة صفًّا، ولا يتكلّم أحدٌ؛ هيبةً وفزعاً، إلاّ من أذن له الرحمن من ملكٍ أو نبيٍّ، وكان أهلاً أن يقول صواباً في ذلك الموطن.
قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: الضمير في {يتكلّمون} عائدٌ إلى الناس خاصّةً، و (الصّواب) المشار إليه هو (لا إله إلاّ اللّه). قال عكرمة: أي: قالها في الدنيا). [المحرر الوجيز: 8/ 523-524]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك اليوم الحقّ} أي: الحقّ كونه ووجوده. وفي قوله تعالى: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه مآباً} وعدٌ ووعيدٌ وتحريضٌ، و (المآب) المرجع وموضع الأوبة). [المحرر الوجيز: 8/ 524]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير الذي هو الكاف والميم في {أنذرناكم} هو لجميع العالم، وإن كانت المخاطبة لمن حضر النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من الكفّار.
و(العذاب القريب) عذاب الآخرة، ووصفه بالقرب لتحقّق وقوعه، وأنه آتٍ، وكلّ آتٍ قريبٌ، والجميع داخلٌ في النّذارة منه. و (نظر المرء إلى ما قدّمت يداه من عملٍ) قيامٌ للحجّة عليه.
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: (المرء) هنا المؤمن. وقرأ ابن أبي إسحاق: (المرء) بضمّ الميم، وضعّفها أبو حاتمٍ.
قوله تعالى: {ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً}. قيل: إن هذا تمنٍّ أن يكون شيئاً حقيراً، لا يحاسب ولا يلتفت إليه، وهذا قد تجده في الخائفين من المؤمنين؛ فقد قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: (ليتني كنت بعرةً).
وقال أبو هريرة، وعبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما: إنّ اللّه تعالى يحضر البهائم يوم القيامة، فيقتصّ من بعضها لبعضٍ، ثمّ يقول لها بعد ذلك: كوني تراباً. فيعود جميعها تراباً، فإذا رأى الكفّار ذلك تمنّوا مثله.
قال أبو القاسم بن حبيبٍ: رأيت في بعض التفاسير أنّ الكافر هنا إبليس، إذا رأى ما حصل للمؤمنين من بني آدم من الثواب قال: يا ليتني كنت تراباً. أي: كآدم الذي خلق من ترابٍ واحتقره هو أوّلاً). [المحرر الوجيز: 8/ 524]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:45 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:45 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ للمتّقين مفازًا * حدائق وأعنابًا * وكواعب أترابًا * وكأسًا دهاقًا * لّا يسمعون فيها لغوًا ولا كذّابًا * جزاءً من ربّك عطاءً حسابًا}
يقول تعالى مخبراً عن السّعداء وما أعدّ لهم تعالى من الكرامة والنّعيم المقيم؛ فقال: {إنّ للمتّقين مفازاً}؛ قال ابن عبّاسٍ والضّحّاك: متنزّهاً، وقال مجاهدٌ وقتادة: فازوا فنجوا من النّار.
والأظهر ههنا قول ابن عبّاسٍ؛ لأنّه قال بعده: {حدائق}؛ وهي البساتين من النّخيل وغيرها، {وأعناباً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 308]

تفسير قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكواعب أتراباً}؛ أي: وحوراً كواعب، قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وغير واحدٍ.
{كواعب}؛ أي: نواهد، يعنون أن ثديّهنّ نواهد لم يتدلّين؛ لأنّهنّ أبكارٌ عربٌ أترابٌ، أي: في سنٍّ واحدٍ، كما تقدّم بيانه في سورة (الواقعة).
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، حدّثني أبي، عن أبي سفيان عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن تيمٍ، حدّثنا عطيّة بن سليمان أبو الغيث، عن أبي عبد الرّحمن القاسم بن أبي القاسم الدّمشقيّ، عن أبي أمامة أنّه سمعه يحدّث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال:«إنّ قمص أهل الجنّة لتبدو من رضوان اللّه، وإنّ السّحابة لتمرّ بهم فتناديهم: يا أهل الجنّة ماذا تريدون؟ أن أمطركم؟ حتّى إنّها لتمطرهم الكواعب الأتراب »). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 308]

تفسير قوله تعالى: {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وكأساً دهاقاً}؛ قال ابن عبّاسٍ: مملوءةً متتابعةً، وقال عكرمة: صافيةً.
وقال مجاهدٌ والحسن وقتادة وابن زيدٍ: {دهاقاً}: الملأى المترعة. وقال مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ: هي المتتابعة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 308]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لا يسمعون فيها لغواً ولا كذّاباً}، كقوله: {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ}؛ أي: ليس فيها كلامٌ لاغٍ عارٍ عن الفائدة، ولا إثمٌ كذبٌ، بل هي دار السّلام، وكلّ كلامٍ فيها سالمٌ من النّقص). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 308]

تفسير قوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {جزاءً من ربّك عطاءً حساباً}؛ أي: هذا الذي ذكرناه جازاهم اللّه به وأعطاهموه بفضله ومنّه وإحسانه ورحمته، {عطاءً حساباً}؛ أي: كافياً وافراً شاملاً كثيراً، تقول العرب: أعطاني فأحسبني أي: كفاني، ومنه: حسبي اللّه. أي: اللّه كافيّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 309]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ربّ السّماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابًا * يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لّا يتكلّمون إلّا من أذن له الرحمن وقال صوابًا * ذلك اليوم الحقّ فمن شاء اتّخذ إلى ربّه مآبًا * إنّا أنذرناكم عذابًا قريبًا يوم ينظر المرء ما قدّمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابًا}.
يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وأنّه ربّ السّماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، وأنّه الرّحمن الّذي شملت رحمته كلّ شيءٍ.
وقوله: {لا يملكون منه خطاباً}؛ أي: لا يقدر أحدٌ على ابتداء مخاطبته إلاّ بإذنه؛ كقوله: {من ذا الّذي يشفع عنده إلاّ بإذنه}، وكقوله: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 309]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون}؛ اختلف المفسّرون في المراد بالرّوح ههنا ما هو؟ على أقوالٍ:
أحدها: ما رواه العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: أنّهم أرواح بني آدم.
الثّاني: هم بنو آدم، قاله الحسن وقتادة، وقال قتادة: هذا ممّا كان ابن عبّاسٍ يكتمه.
الثّالث: أنّهم خلقٌ من خلق اللّه على صور بني آدم، وليسوا بملائكةٍ ولابشرٍ، وهم يأكلون ويشربون، قاله ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وأبو صالحٍ والأعمش.
الرّابع: هو جبريل، قاله الشّعبيّ وسعيد بن جبيرٍ والضّحّاك، ويستشهد لهذا القول بقوله: {نزل به الرّوح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين}. وقال مقاتل بن حيّان: الرّوح هو أشرف الملائكة وأقرب إلى الرّبّ عزّ وجلّ، وصاحب الوحي.
والخامس: أنّه القرآن، قاله ابن زيدٍ، كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا..} الآية.
والسّادس: أنّه ملكٌ من الملائكة بقدر جميع المخلوقات، قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {يوم يقوم الرّوح}. قال: هو ملكٌ عظيمٌ من أعظم الملائكة خلقاً.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، حدّثنا روّاد بن الجرّاح، عن أبي حمزة، عن الشّعبيّ، عن علقمة، عن ابن مسعودٍ قال: الرّوح في السّماء الرّابعة، هو أعظم من السّماوات ومن الجبال ومن الملائكة، يسبّح كلّ يومٍ اثني عشر ألف تسبيحةٍ، يخلق اللّه من كلّ تسبيحةٍ ملكاً من الملائكة، يجيء يوم القيامة صفًّا وحده. وهذا قولٌ غريبٌ جدًّا.
وقد قال الطّبرانيّ: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عرسٍ المصريّ، حدّثنا وهب اللّه بن رزقٍ أبو هبيرة، حدّثنا بشر بن بكرٍ، حدّثنا الأوزاعيّ، حدّثني عطاءٌ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ للّه ملكاً لو قيل له: التقم السّماوات السّبع والأرضين بلقمةٍ واحدةٍ لفعل، تسبيحه سبحانك حيث كنت».
وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا، وفي رفعه نظرٌ، وقد يكون موقوفاً على ابن عبّاسٍ، ويكون ممّا تلقّاه من الإسرائيليّات، واللّه أعلم.
وتوقّف ابن جريرٍ فلم يقطع بواحدٍ من هذه الأقوال كلّها، والأشبه واللّه أعلم أنّهم بنو آدم.
وقوله: {إلاّ من أذن له الرّحمن}، كقوله: {لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه}. وكما ثبت في الصّحيح:«ولا يتكلّم يومئذٍ إلاّ الرّسل».
وقوله: {وقال صواباً}؛ أي: حقًّا، ومن الحقّ: لا إله إلاّ اللّه، كما قاله أبو صالحٍ وعكرمة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 309-310]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ذلك اليوم الحقّ}؛ أي: الكائن لا محالة، {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه مآباً}. أي: مرجعاً وطريقاً يهتدي إليه، ومنهجاً يمرّ به عليه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 310]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّا أنذرناكم عذاباً قريباً}. يعني: يوم القيامة لتأكّد وقوعه صار قريباً؛ لأنّ كلّ ما هو آتٍ آتٍ.
{يوم ينظر المرء ما قدّمت يداه}؛ أي: يعرض عليه جميع أعماله خيرها وشرّها، قديمها وحديثها؛ كقوله: {ووجدوا ما عملوا حاضراً}، وكقوله: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر}.
{ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً}؛ أي: يودّ الكافر يومئذٍ أنّه كان في الدّار الدّنيا تراباً، ولم يكن خلق ولا خرج إلى الوجود، وذلك حين عاين عذاب اللّه ونظر إلى أعماله الفاسدة قد سطرت عليه بأيدي الملائكة السّفرة الكرام البررة، وقيل: إنّما يودّ ذلك حين يحكم اللّه بين الحيوانات الّتي كانت في الدّنيا، فيفصل بينها بحكمه العدل الّذي لا يجور، حتّى إنّه ليقتصّ للشّاة الجمّاء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني تراباً. فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: {يا ليتني كنت تراباً}؛ أي: كنت حيواناً فأرجع إلى التّراب.
وقد ورد معنى هذا في حديث الصّور المشهور، وورد فيه آثارٌ عن أبي هريرة وعبد اللّه بن عمرٍو وغيرهما). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 310-311]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة