العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 03:40 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

باب ذكر الحرفين اللذين ضم أحدهما إلى صاحبه فصارا حرفا واحدا

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (باب ذكر الحرفين اللذين ضم أحدهما إلى صاحبه فصارا حرفا واحدا، لا يحسن السكوت على أحدهما دون الآخر والحرفين اللذين يحسن الوقف على أحدهما دون الآخر).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/312]

الوقف على {ماذا}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين} [النحل: 24] (ماذا) حرفان لأن المعنى: «ما الذي أنزل ربكم قالوا هو أساطير الأولين». وقوله: {ماذا أنزل ربكم قالوا خير}
[النحل: 30] (ماذا) حرف واحد لأن المعنى «ما أنزل ربكم»، الدليل على هذا أن الرجل إذا قال للرجل: ماذا قلت لفلان؟ فقال: كلامًا حسنا، بالنصب. فـ«ماذا» حرف. وإذا قال: كلام حسن، بالرفع فـ «ماذا» حرفان، ويجوز أن تجعل «ماذا» حرفًا واحدًا في قوله: (ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين) على معنى: ما أنزل. فتنصبه بـ«أنزل» وترفع «الأساطير» بإضمار «هي أساطير الأولين» ويجوز أن تجعل «ماذا» حرفين في قوله: (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) فترفع «ما» بـ«ذا» و«ذا» بـ«ما»، وتنصب الخبر بإضمار «قالوا أنزل خير»، قال الشاعر:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول = أنحب فيقضي أم ضلال وباطل
لك في البيت أن تجعل «ماذا» حرفًا واحدًا فتنصبهما بـ«يحاول»، ولك أن تجعل «ماذا» حرفين، فترفع «ما»
بـ«ذا» و«ذا» بـ«ما». وقوله: {يسألونك ماذا أحل لهم قال أحل لكم الطيبات} [المائدة: 4] لك أن تجعل ماذا حرفًا واحدًا فترفعه بما عاد من «أحل»، ولك أن تجعله حرفين فترفع «ما» بـ«ذا» و«ذا» بـ«ما». وقوله تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} [البقرة: 219] كان أبو جعفر وشيبة ونافع وابن كثير وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون: (قل العفو) بالنصب. وكان الحسن وقتادة وأبو عمرو يقرؤونها: (قل العفو) بالرفع.
فمن قرأ (قل العفو) بالنصب كان له مذهبان: أحدهما أن يقول: جعلت «ماذا» حرفًا واحدًا، فنصبته
بـ«ينفقون»، ونصبت «العفو» بإضمار: قل ينفقون العفو. والوجه الآخر أن يقول: جعلت «ماذا» حرفين، ورفعت «ما» بـ«ذا» و«ذا» بـ«ما» ونصبت العفو بإضمار «ينفقون العفو». والوجه المختار في نصب العفو أن تجعل ماذا حرفًا واحدًا، ويجوز لمن نصب العفو أن يجعل ماذا حرفًا واحدًا فترفع ماذا بهاء مضمرة مع ينفقون كأنه قال: «ماذا ينفقونه» كما تقول في الكلام: ما أكلت والتمر، وما شربت واللبن. يريد ما أكلته والتمر، وما شربته واللبن، ومن رفع «العفو» أراد: «قل هو العفو». وله في «ماذا» الأوجه التي ذكرناها في نصب العفو. قال الشاعر حجة لأن «ماذا» حرف واحد:
ذري ماذا علمت سأتقيه = ولكن بالمغيب نبئيني
قال أبو بكر أراد «ذري ما علمت» فجعل «ماذا» حرفًا واحدًا، هذا قول الأخفش. والذي أذهب إليه في هذا البيت أن تكون «ما» صلة و«ذا» بمعنى «الذي»، كأنه قال: ذري الذي علمت، وأنشد الفراء في هذا:
يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم = لا يستفقن إلى الديرين تحتانا
أراد: «ما بال نسوتكم».
فإن قال قائل: لم جعل «ما» مع «ذا» حرفًا واحدًا؟
فقل: لأن ما عامة وذا عامة. وذلك أن ما تقع على كل الأشياء, و«ذا» تقع على كل الأشياء، فلما اتفقا من جهة العموم ضم أحدهما إلى الآخر. سمعت أبا العباس يحكي هذه الحجة عن أصحابه).[إيضاح الوقف والابتداء:1/324- 329]

القطع في "من ذا"
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} [الحديد: 11] موضع من رفع بـذا وذا بـمن. ولا يجوز أن يكون «ذا» مع «من» حرفًا واحدًا، لأن «من» خاصة للناس و«ذا» عام لكل الأشياء، فلا يجوز أن يضم العام إلى الخاص).[إيضاح الوقف والابتداء:1/329]

الوقف على ما قبل {ما}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (واعلم أن «ما» إذا كانت توكيدًا للكلام لم يحسن الوقف على ما قبلها. و«ما» في التوكيد هي التي يسميها العوام صلة، ولا أستحب أن أقول في القرآن صلة لأنه ليس في القرآن حرف إلا له معنى. فمن ذلك قوله: {مما خطيئاتهم أغرقوا} [نوح: 25] الوقف على «من» قبيح لأن «ما» توكيد معناه: من خطاياهم. وكذلك: {أيما الأجلين قضيت} [القصص: 28] الوقف على أي قبيح لأن ما توكيد، والمعنى: «أي الأجلين قضيت». وكذلك قوله: {أيا ما تدعوا} [الإسراء: 110] الوقف على قوله: «أيا» قبيح لأن المعنى «أيا تدعو» فـ «ما» توكيد. والوقف على «ما» أحسن من الوقف على «أي» قال أبو جعفر محمد بن سعدان: قد كان حمزة يوسليم يقفان جميعًا على «أيا». قال: والوقف الجيد على ما لأن ما صلة لـ«أي». قال أبو بكر: قلت وأرى لحمزة في هذا مذهبًا حسنا وهو أن يكون أراد: «أيا تدعو» فأتى بـ«ما» فعربها بمثل تعريف «أي»
وجعلها تابعة لها لخلافها للفظها. قال الشاعر:
من النفر اللاء الذين إذا هم = يهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا
فجعل «الذين» تابعين لـ«اللائي» لخلافهم للفظه، وقال عنترة بن معاوية العبسي:
حييت من طل تقادم عهده = أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
فنسق «أقفر» على «أقوى»، ومعناه كمعناه لخلافه للفظه. وقال الآخر:
ألا حبذا هند وأرض بها هند = وهند أتى من دونها النأي والبعد
فنسق بـ«البعد» على «النأي» ومعناه كمعناه لما خالف لفظه.
وقال عدي بن زيد:
وقدمت الأديم لراهشيه = وألفى قولها كذبا ومينا
فنسق بـ«المين» على «الكذب» ومعناه كمعناه لخلافه للفظه.
وقوله تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} [الذاريات: 17] فيها وجهان: إن جعلت «ما» توكيدًا وقفت عليها ولم تقف على ما قبلها، ويكون المعنى: «كانوا يهجعون قليلا من الليل». وإن جعلت «ما» مع «يهجعون» مصدرًا على معنى: «كانوا قليلاً من الليل هجوعهم» صلح للمضطر أن يقف على «ما». وقوله: {وقليل ما هم} [ص: 24] في «ما» وجهان: إن جعلتها توكيدًا على معنى: «وقليل هم » وقفت عليها ولم تقف على ما قبلها، وإن جعلتها اسمًا جاز لك أن تقف عليها إذا كنت مضطرًا.
وقوله: {أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعًا} [البقرة: 148] «أينما» حرف لأنها شرط. وكل ما في كتاب الله من ذكر «أينما» على معنى الشرط لم يصلح الوقف على «أين» دون «ما» كقوله: {أينما يوجهه لا يأت بخير} [النحل: 76] وقوله: {أينما كنتم تعبدون. من دون الله} الشعراء: 92، 93]، {أينما كنتم تدعون من دون الله} [الأعراف: 37] الوقف على «أين» جائز للمضطر لأن المعنى «أين الذين كنتم تعبدون» أين الذين كنتم تدعون وهما في المصحف حرف واحد، النون متصلة بالميم.
وقوله {كلما أوقدوا نارا للحرب} [المائدة: 64]، {كلما خبت زدناهم سعيرا} [الإسراء: 97]، {كلما أرادوا أن
يخرجوا منها} بالحج: 22] تقف على «ما» إذا اضطررت ولا تقف على «كل» لأن «ما» مع «كل» حرف. قال محمد بن سعدان: وهي في مصحف عبد الله منقطعة في كل القرآن. قال: وأظن هذا من فعل الكاتب، كما كتبوا «الربو» بالواو. وكما كتبوا: {فما الذين كفروا} [المعارج: 36] فقطعوا اللام من «الذين» في موضع ووصلوها في موضع آخر.
وقوله: {قال ابن أم} [الأعراف: 150] هو في المصحف في سورة الأعراف حرفان، وفي سورة طه حرف واحد.
وقوله: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء} [الحج: 31]، {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} [الأنفال: 6].
وقوله: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}
[الحجر: 2] لا يصلح الوقف على «كأن ورب» لأن «ما» مع ما قبلها بمنزلة حرف واحد.
وقوله تعالى: {نعما يعظم به} [النساء: 58] وقوله: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} [البقرة: 271] قال الكسائي: «نعمًا» حرفان لأن معناه: «نعم الشيء». وقال: كتبا بالوصل، ومن قطعهما لم يخطيء. وحمزة يقف عليهما على الكتاب بالوصل. قال خلف: واتباع الكتاب في مثل هذا أحب إلينا إذا صار قطعه ووصله صوابًا.
وقال الفراء في قوله: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} موضع «هي» رفع بـ«نعما». قال: و«ما» صلة لـ «نعم» وهي معها بمنزلة حرف واحد، بمنزلة «حبذا».
فعلى مذهب الفراء لا يجوز الوقف على «نعم» كما لا يجوز الوقف على «حب» دون «ذا».
وقوله: {بئسما اشتروا به أنفسهم} [البقرة: 90] فيها وجهان: أحدهما أن ترفع «بئسما» بما عاد من الهاء المتصلبة بالباء، وتخفض «أن يكفروا» على الإتباع للهاء، كأنك قلت: «اشتروا أنفسهم أي باعوا أنفسهم بالكفر». فعلى هذا المذهب لا يجوز الوقف على «بئس» لأنها مع «ما» حرف واحد. والوجه الآخر أن ترفع «ما» بـ«بئس»، كأنك قلت: «بئس شراؤهم» وتجعل «أن يكفروا» في موضع رفع على الإتباع لـ«ما» فعلى هذا المذهب يصلح الوقف على «بئس» لأنهما حرفان.
وقال الكسائي: «ما» مرفوعة بـ«بئس» وهي المرفوع الأول و«أن يكفروا» المرفوع الثاني، كأنه قال: «بئس الشراء كفرهم» كما تقول في الكلام: «بئس الرجل زيد» وذلك أن «بئس» تحتاج إلى مرفوعين. وفي المصحف: {فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187] حرفان. وكذلك: {لبئس ما قدمت لهم أنفسهم} [المائدة: 80]
وقوله: {ساء ما يحكمون} [العنكبوت: 4] و{ساء ما يزرون} [الأنعام: 31] يجوز للمضطر أن يقف على ما وذلك أنها في موضع رفع على معنى: «ساء حكمهم، وساء وزرهم».
وقوله: {فبما رحمة من الله} [آل عمران: 159] و{عما قليل} [المؤمنون: 40] لا يصلح الوقف على «عن» لأن
معناه: «عن قليل» و«ما» توكيد. فإن جعلت «ما» اسمًا مخفوضًا بـ«عن» وخفضت «قليلا» على الإتباع لـ «ما» كان جائزًا الوقف على «عن» لأن «ما» اسم. أنشدنا أبو العباس للفرزدق حجة لهذا المذهب:
إني وإياك إن بلغن أرحلنا = كمن بواديه بعد المحل ممطور
خفض «ممطورًا» على الإتباع لـ«من». وأنشد الفراء للأنصاري:
لكفى بنا فضلا على من غيرنا = حب النبي محمد إيانا
خفض «غيرا» على الإتباع لـ «من».
وقوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها} [الأعراف: 132] «مهما» حرف واحد، كان الأصل فيه «ما [ما]» فأبدلوا من الألف هاء ثم وصلوا «مه» بـ«ما» فبدلت على المعنى، ومعنى «مهما» الجزاء، وجواب الجزاء الفاء التي في قوله: {فما نحن لك بمؤمنين} بالأعراف: 132]
قال امرؤ القيس:
أغرك مني أن حبك قاتلي = وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وقال زهير:
فلا تكتمن الله ما في صدوركم = ليخفي ومهما يكتم الله يعلم
وقال آخرون أصل «مهما» «ما» فوصلت العرب «ما» الأولى بـ«ما» الثانية كما قالوا «أما» فوصولا «أن» بـ«ما» فثقل عليهم أن يقولوا «ماما» فأبدلوا من الألف الأولى هاء ليفرقوا بين اللفظين. وقال آخرون في «مهما» معنى «مه» الكف كما تقول للرجل «مه» إذا أمرته أن يكف ثم ابتدأ فقال: «ما تأتنا به من آية» فعلى مذهب هؤلاء يحسن الوقف على «مه».
قال أبو بكر: والاختيار عندي ألا يوقف على «مه» دون «ما» لأنهما في المصحف حرف واحد.
وقوله: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144] «حيثما» حرف واحد لا يصلح الوقف على «حيث» دون «ما» لأنه لا يحسن أن تقول: «حيث الذي» و«حيثما»
بمنزلة {أينما تكونوا يدرككم الموت} [النساء: 78] لا يتم الوقف على أين دون ما لما ذكرنا من أن ما مع من قبلها بمنزلة حرف واحد.
وقوله: (لكيلا) و(كي لا) قال الكسائي: «كيلا» فإن لأن المعنى: كي يكون كذا وكذا، ولكي يكون كذا وكذا. قال: و«لا» لا تزيد في الإعراب شيئًا ولا تنقص منه. وفي المصحف: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم} [الحديد: 23] حرف واحد، وفي سورة الحشر {كي لا يكون سرلة} [7] حرفان.
وقوله: {آلذكرين حرم أم الأنثيين أم ما اشتملت} [الأنعام: 143] «أم ما» حرفان ومعناه: «أم الذي اشتملت عليه أرحام الأنثيين» وموضع ما نصب على النسق على «الذكرين والأنثيين» ومعنى الآية ألحقكم التحريم من جهة الذكرين أم من جهة الأنثيين؟ فإن قالوا: من جهة الذكرين حرم عليهم كل ذكر، وإن قالوا: من جهة الأنثيين حرمت عليهم كل أنثى. وإن قالوا: من جهة الرحم حرم عليهم الذكر والأنثى. وهو في المصحف «أما» حرف واحد).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/330-343]


الوقف على " فإلم "
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله تعالى: {فإلم يتسجيبوا} هو في سورة هود [14] «إلم» حرف واحد لا نون فيه. وفي سورة القصص {فإن لم} حرفان [50]).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/344]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وَصِلُ "إن لَمْ" "أَنْ لنْ" "كَيْ لاَ" وقَطْعُهَا

وَصِلْ فَإلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلاَ = نَجْمَعَ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى

(90) "وَصِلْ" { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لكم } [هود: 14] في "هود". وما عَداه مقطوعٌ. نحوُ: { فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا } [البقرة: 24]، { وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا } [المائدة: 73]، و { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا } [القصص: 50] مقطوعٌ).[الدقائق المحكمة:1/38]

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((وَصِلْ فإلم هودَ أَلَّنْ نَجْعَلاَ) بألفِ الإطلاقِ، وهو مَعْطُوفٌ بالعاطفِ المُقَدَّرِ على (فَإِلَّمْ هودَ) وهودٌ منصوبٌ على الإضافةِ؛ لكونِها عَلَمَ السورةِ، أو على نزعِ الخافضِ واعتبارِ الظرفيَّةِ، والمعنى أنَّ المصاحفَ اتَّفَقَتْ على وصلِ (إن) الشرطيَّةِ بـ (لم) في قولِه تعالى: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} بهودٍ، وعلى قطعِ ما عداهَ، نحوُ: {فإنْ لَمْ تَفْعَلُوا} {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهُوا} {فإنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لكَ} فوجهُ القطعِ هو الأصلُ، ووجهُ الوصلِ اتِّحَادُ عملٍ (إن) و (ولم)).[المنح الفكرية:1/70]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): ( الكلمةُ الخامسةَ عشرةَ: "إن" مكسورةُ الهمزةِ ساكنةُ النونِ وهي الشرطيَّةُ مع "لم" الجازمةِ وهي في كتابِ اللهِ نوعان:
الأوَّلُ: موصولٌ باتِّفاقٍ، أي اتَّفقَت المصاحفُ فيه على وصْلِ "إن" بـ"لم"، وتُدغَمُ النونُ في اللامِ لفظاً وخطًّا وذلك في موضعٍ واحدٍ في التنزيلِ هو قولُه تعالى {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} (هود: آية 14).
الثاني: مقطوعٌ باتِّفاقٍ، أي اتَّفقَت المصاحفُ فيه على قطْعِ "إن" عن "لم" وتُدغَمُ النونُ في اللامِ لفظاً لا خطًّا ويُوقفُ على النونِ اضطراراً أو اختباراً بالموحَّدةِ، وذلك في غيرِ الموضعِ المتَّفقِ فيه على الوصْلِ حيث وَردَ في التنزيلِ سواءً كانت "إن" مقترِنةً بالفاءِ أمْ باللامِ أمْ بالواوِ أمْ لم تقتَرِنْ.
فمثالُ المقترِنةِ بالفاءِ نحوُ قولِه تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} (آية: 24)، وقولِه تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ} (آية: 282) الموضعان بالبقرةِ، وقولِه تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ} (القصص: آية 50)، ومثالُ المقترِنةِ بالواوِ نحوُ قولِه تعالى: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (المائدة: آية 67)، وقولِه تعالى: {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ} (المائدة: آية 73).
ومثالُ المقترِنةِ باللامِ نحوُ قولِه تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا} (الأعراف: آية 149)، وقولِه تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً} (العلق: آية 15).
ومثالُ غيرِ المقترِنةِ بشيءٍ من هذه الحروفِ الثلاثةِ نحوُ قولِه تعالى: {إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا} (الكهف: آية 6) وما إلى ذلك.
وأما إنْ الشرطيَّةُ مع "لا" النافيةِ فاتَّفقَت المصاحفُ على وصلِها بها وإدغامِ النونِ في اللام لفظاً وخطًّا نحوُ قولِه تعالى: {إِلاَّ تَفْعَلُوه} (الأنفال: آية 73) وقولِه تعالى: {إِلاَّ تَنْفِرُوا} (التوبة: آية 39)، {إِلاَّ تَنْصُروه} (التوبة: آية 40)).[الفوائد التجويدية:؟؟]

قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(الرابع عشر: (إن) الشرطية مع (لم) الجازمة نحو قوله: {فإن لم} توصل في موضع واحد في القرآن باتفاق {فإلم يستجيبوا لكم} في سورة هود تقول: {فإلم} وتقطع فيما سواه بلا خلاف تقول: {فإن}).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]

الوقف على " أن لم "
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (قَطْعُ "أَنْ لَمْ"
واقطَعُوا "أَنْ لَم" المفتُوحَ همزتُهُ حيثُمَا وقعَ. نحوُ: { ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ }.[الأنعام: 131]، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} [البلد:7]).[الدقائق المحكمة:1/36]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (أنْ لم المفتوحَ كسرُ إنْ ما) بنصبِ المفتوحِ، على أنَّهُ مفعولٌ، تقديرُه: واقْطَعُوا أنْ لم المفتوحَ همزتُه، وهو (أنْ) المصدريَّةُ عن (لم) الجازمةِ أينَما وقعتْ لإطلاقِ حُكْمِه، نحوَ {ذلكَ أنْ لم يكنْ رَبُّكَ}في الأنعامِ، {أَيَحْسَبُ أنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} في البلدِ (وَقَيَّدَ بالمفتوحِ احترازًا عن المكسورِ فإنَّ بعضَه مقطوعٌ وبعضَه موصولٌ كما سيأتي)).[المنح الفكرية:1/67]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثامنةُ: "أن" مفتوحةُ الهمزةِ ساكنةُ النونِ وهي المخفَّفةُ مع "لم" الجازِمةُ وهذه الكلمةُ وَردَتْ في التنزيلِ قسماً واحداً، اتَّفقَت المصاحفُ على قطْعِ "أن" عن "لم" وتُدغمُ النونُ في اللامِ لفظاً لا خطًّا في عمومِ القرآنِ الكريمِ وهي في عدَّةِ مواضعِ منها: قولُه تعالى: {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} (الأنعام: آية 121)، وقولُه عزَّ شأنُه: {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي} (النساء: آية 73)، وقولُه تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} (آية/ 24)، وقولُه تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} (آية/ 45) كلاهما بسورةِ يونسَ عليه السلامُ، وقولُه تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} (الأعراف: آية 92)، وقولُه تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ} (آية/ 68)، وقولُه تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِمَدْيَنَ} (آية/ 95)، الموضعان بسورةِ هودٍ، وقولُه تعالى: { كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً} (لقمان: آية7)، وقولُه سبحانَه: {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (الجاثية: آية 8)، وقولُه تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} (البلد: آية 7) وما إلى ذلك).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(سابعاً: (أن) المفتوحة مع (لم) الجازمة (لم) بالميم مثل قوله: {أن لم يره أحد} {أن لم يكن ربك} وتقطع في موضعين {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى} بسورة الأنعام تقول: {ذلك أن}، {أيحسب أن لم يره أحد} بسورة البلد تقول: {أيحسب أن} ولا ثالث لهما في القرآن).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]

الوقف على " ألن "

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وَصِلْ "ألن نجعلاَ" أي: { أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا }في "الكهفِ"، و { أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ }[القيامة: 3] بـ "القيامةِ".
وما عدَاهُمَا نحوُ: { أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ } [الفتح: 12]، و { أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ }[الجن: 5]، و { أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } [البلد: 5] مقطوعٌ).[الدقائق المحكمة : 1/38]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وكذلكَ اتَّفَقُوا على وصلِ (أن) المصدريَّةِ بـ(لن) الناصبةِ في موضعينِ؛ قولِه تعالى: {أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا} بالكهفِ، و {أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَه} بالقيامةِ، وعلى قطعِ مَاسِواهُمَا، نحوَ {أنْ لنَ يَنْقَلِبَ الرسولُ} و {أَن لَّنْ تقولَ الإنسُ والجنُّ} {أَن لَّنْ يَقْدِرَ عليه أحدٌ} وأمَّا قولُه: {أَلَّنْ تُحْصُوُه} فقالَُ بعضُهم: موصولٌ، وقالَ آخرونَ: مفصولٌ، على مافي (المقنعِ) ولعلَّ الشيخَ اختارَ الفصلَ، الذي هو الأصلُ؛ ولهذا لم يتعرَّضْ لبيانِ الخلافِ فيه، فوجهُ القطعِ الأصلُ، معَ التنبيهِ على أنَّ العملَ للثاني، ووجهُ الوصلِ التقويَةُ، معَ مجانسةِ الإدغامِ).[المنح الفكرية:1/70]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (
الكلمةُ السادسةَ عشرةَ: "أن" المصدريَّةُ مفتوحةُ الهمزةِ مخفَّفةُ النونِ مع "لن" وَردَتْ هذه الكلمةُ في القرآنِ على ثلاثةِ أقسامٍ:
القسمُ الأوَّلُ: موصولٌ باتِّفاقٍ وذلك في موضعين وهما {أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً} (الكهف: آية 48)، {أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} (القيامة: آية 3)، هذا هو القسمُ الأوَّلُ منها.
القسمُ الثاني: مختلَفٌ فيه بين القطْعِ والوصْلِ وذلك في موضعٍ واحدٍ في القرآنِ الكريمِ، وهو قولُه تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} (المزمل: آية 20)، فرُسِمَ في جُلِّ المصاحفِ مقطوعاً وفي أقلِّها موصولاً، والقطْعُ هو الأشهَرُ وعليه العمَلُ.
هذا: ولم يَتعرَّض الناظمُ لهذا الموضعِ في المقدِّمةِ الجزْرِيَّةِ ولا في النشْرِ, ولا غيرُه من العلماءِ, وتَعرَّضَ لها الحافظُ أبو عمرٍو الداني في المقنعِ وكذلك الإمامُ الخرَّازُ في موْرِدِ الظمآنِ وشهَّرَ فيه القطْعَ وفيه يقولُ:

كذاك في المـزمِّـلِ الوصـلُ ذُكِرْ = فـي مقنـعٍ عـن بعضِهـم وما شُهِـرْ

والقسمُ الثالثُ: مقطوعٌ باتِّفاقٍ، أي اتَّفقَت المصاحفُ على قطْعِ "أن" عن "لن" وإدغامِ النونِ في اللامِ لفظاً لا خطًّا والوقفِ على "أن" اضطراراً أو اختباراً بالموحَّدةِ وذلك في غيرِ موضِعَي الوصْلِ المتَّفقِ عليهما، وغيرِ الموضِعِ المختلَفِ فيه بينَ القطعِ والوصْلِ وذلك نحوُ قولِه تعالى: {أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} (الأنبياء: آية 5)، {أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ} (الجن: آية 5)، وقولِه تعالى: {أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} (البلد: آية 5)، وما إلى ذلك).[الفوائد التجويدية:؟؟]

قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(الخامس عشر: (أن) المصدرية مع (لن) الناصبة كقوله: {ألن نجمع} {أن لن يقدر} توصل في موضعين في القرآن الكريم بلا خلاف وهما: {بل زعمتم ألن نجعل لكم} بسورة الكهف تقول: {بل زعمتم ألن}.
الثاني: {أيحسب الإنسان ألن نجمع} بالقيامة تقول: {أيحسب الإنسان ألن} وتقطع فيما سوى ذلك اتفاقاً تقول: {أن}).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


الوقف على " يوم هم "
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله تعالى: {يوم هم بارزون} [غافر: 16] موضع «هم» رفع بـ«بارزين» و«بارزون» بـ«هم». و(يوم هم) حرفان في هذه السورة، وفي سورة الذاريات: {يوم هم على النار يفتنون} [13] وإنما صار هذا حرفين لأن (هم) في
موضع رفع بما عاد من (يفتنون)، وقوله: {يومهم الذي يوعدون} [الزخرف: 83] و{يومهم الذي فيه يصعقون} [الطور: 45] (يومهم) حرف واحد لأن (هم) في موضع خفض بإضافة «اليوم» إليه. والخافض والمخفوض بمنزلة حرف واحد).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/344-345]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (و"يومَ" في قولِه تعالى: { يومَ هم بارزون }[غافر: 16]، و { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ }[الذاريات: 13]؛ لأنَّ هُمْ مرفوعٌ بالابتداءِ فيهمَا. فالمناسِبُ القطعُ.
وما عداهُمَا نحوُ: { يومِهمُ الذي يُوعَدُونَ }[المعارج: 42]، و { حتَّى يُلاقُوا يومَهُمْ الذي فيه يُصْعَقُونَ}[الطور: 45] موصولٌ. لأنَّ "هُم" مجرورٌ. فالمُناسِبُ الوَصْلُ).
[الدقائق المحكمة:39-1/38]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وكذا اتَّقَفَتْ المصاحفُ على قطعِ (يومٍ) عن (هُمْ) في المرفوعِ المَحَلِّ وحدَه في موضعينِ: {يومَ همُ بَارِزُونَ} بغافرٍ و {يومَ هُمْ على النارِ يُفْتَنُونَ} في الذارياتِ، واتَّفَقَتْ على وصلِ (يَومِهِمْ) المجرورةِ المَحَلِّ نحوُ: {مِن يومِهم الذي يُوعَدُون} {حتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الذي فيه يُصْعَقُونَ}، فوجهُ القطعِ أنَّ (هُمْ) مرفوعٌ بالابتداءِ، مُنْفَصِلٌ، فيُناسِبُه الفصلُ، معَ كونِه هو الأصلَ، ووجهُ الوصلِ أنَّ (هم) المجرورَ مُتَّصِلٌ حُكْمًا، فيلائِمُه الوصلُ، وقد أغربَ اليمنيُّ حيثُ قالَ: وقطعُ لفظِ (هم) الساكنِ الميمَ وقفًا ووصلًا ثابتٌ أيضًا في السورتينِ، قالَ: وإنَّما قَيَّدْنا بالساكنِ الميمَ احترازًا من {يَوْمِهِمْ الذي} فإنَّهُ موصولٌ / ا.هـ. ووجهُ غرابتِه أنَّ هذا فرقٌ عامٌّ لفظيٌّ لا حُكْمٌ خاصٌّ حقيقيٌّ، معَ أنَّ ميمَ الأَوَّلينَ ليسَ ساكنًا في الوصلِ عندَ الكُلِّ، بل فيه خلافٌ لبعضِهم، وأمَّا الوقفُ فلا فرقَ أصلًا).[المنح الفكرية:1/70]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ التاسعةَ عشرَ: "يوم" مفتوحُ الميمِ مع "هم" الضميرِ المنفصِلِ المرفوعِ المحلِّ، وهي في القرآنِ الكريمِ قسمٌ واحدٌ وقد أجمَعَت المصاحفُ على القطْعِ فيه، أي قطْعُ "يوم" عن "هم" وذلك في موضعين اثنين لا ثالثَ لهما في القرآنِ الكريمِ.
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ} (غافر: آية 16).
الثاني: قولُه تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ } (الذاريات: آية 13).
أما إذا كان الضميرُ مجرورَ المحَلِّ فاتَّفقَت المصاحفُ على وصلِه بـ"يوم" نحوُ قولِه تعالى: {حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} (الزخرف: آية 83) و (المعارج: آية 42)، وقولِه سبحانَه: {حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} (الطور: آية 45) وكذلك اتَّفقَت المصاحفُ على وصْلِ كلمةِ {يَوْمِهِمْ} مكسورِ الميمِ والهاءِ، كقولِه تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} (الذاريات: آية 60))[الفوائد التجويدية:؟؟].

قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(الثامن عشر: (يوم) مع (هم) مثل قوله: {يوم هم بارزون} تقطع يوم عن هم بموضعين في القرآن الكريم وهما:
{يوم هم بارزون} بسورة غافر تقول {يوم}.
الثاني: {يوم هم على النار يفتنون} بأول الذاريات. تقول: {يوم}.
وما سواهما موصول باتفاق في جميع القرآن تقول: {يومهم}.
كلام الشيخ هنا يوحي بالتناقض، فكأنه سبق ذهنه، وتمثيله يخالف ما في المصاحف، فكان ينيغي أن يقول: قطع لام الجر عن مجرورها بعد ما، فيمثل بالأربع المذكورة (فمال...... إلخ) وليس (فما، إلخ) كما فعل. وما سوى ذلك موصول بمجرورة تقول(ما....) أو نحو هذا).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]

الوقف على " هم "
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} [المطففين: 3] كان عاصم والأعمش وأبو عمرو والكسائي يقولون: (كالوهم) حرف واحد. والحجة في هذا أن المعنى: «كالوا لهم أو وزنوا لهم» فحذفت اللام، وأوقع الفعل على (هم) فصارا حرفًا واحدًا لأن المكني المنصوب مع ناصبه حرف واحد. والعرب تقول: قد كلتك طعامًا كثيرًا، ووزنتك مالاً عظيما،
بمعنى: قد كلت لك ووزنت لك وأصدتك بمعنى: صدت لك. أنشد الفراء:
ولقد جنيتك أكموءًا وعساقلاً = ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
أراد: ولقد جنيت لك، فحذف اللام. وأنشد الفراء لعنترة:
ولقد أبيت على الطوى وأظله = حتى أنال به كريم المأكل
أراد: وأظل عليه.
وكان عيسى بن عمر يقول: (كالوهم) حرفان، ويقف على 0كالوا) و(وزنوا) ويبتدئ: (هم يخسرون) فموضع
(هم)، من قول عيسى بن عمر، رفع على التوكيد لما في (كالوا) و(وزنوا) كما تقول في الكلام: «قالوا هم وقعدوا هم» ويجوز أن يكون الكلام انقطع عند قوله: (وزنوا) ثم ابتدأ: (هم يخسرون) فرفع (هم) بما عاد من (يخسرون). وقد روي مذهب عيسى بن عمر عن حمزة.
وقال أبو عبيد: الاختيار أن يكون (كالوهم ووزنوهم) حرفًا واحدًا لعلتين: إحداهما أن المصاحف اجتمعت على طرح الألف من (كالوا) و(وزنوا) فدل هذا على أنهما حرف واحد، لأن (كالوا) لو كان منفصلاً من (هم) لكتبوا فيه ألفًا كما كتبوا «قالوا وجاءوا وذهبوا» بألف، والحجة الأخرى أن تأويل (كالوهم أو وزنوهم): كالوا لهم ووزنوا لهم. فحذفت اللام.
وقد ذكرنا في هذا أبياتًا كثيرة في قوله: {قال آتوني أفرغ عليه قطرا} [الكهف: 96]).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/345-348]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ((93) وَ "وَزَنُوهُمْ وكَالُوُهُمْ صِلْ" أي: صِلْهَا حُكْمًا؛ لأنَّهم لم يَكْتُبُوا بعدَ "الواوِ" أَلِفًا).[الدقائق المحكمة :1/39]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وكذا اتَّقَفَتْ المصاحفُ على قطعِ (يومٍ) عن (هُمْ) في المرفوعِ المَحَلِّ وحدَه في موضعينِ: {يومَ همُ بَارِزُونَ} بغافرٍ و {يومَ هُمْ على النارِ يُفْتَنُونَ} في الذارياتِ، واتَّفَقَتْ على وصلِ (يَومِهِمْ) المجرورةِ المَحَلِّ نحوُ: {مِن يومِهم الذي يُوعَدُون} {حتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الذي فيه يُصْعَقُونَ}، فوجهُ القطعِ أنَّ (هُمْ) مرفوعٌ بالابتداءِ، مُنْفَصِلٌ، فيُناسِبُه الفصلُ، معَ كونِه هو الأصلَ، ووجهُ الوصلِ أنَّ (هم) المجرورَ مُتَّصِلٌ حُكْمًا، فيلائِمُه الوصلُ، وقد أغربَ اليمنيُّ حيثُ قالَ: وقطعُ لفظِ (هم) الساكنِ الميمَ وقفًا ووصلًا ثابتٌ أيضًا في السورتينِ، قالَ: وإنَّما قَيَّدْنا بالساكنِ الميمَ احترازًا من {يَوْمِهِمْ الذي} فإنَّهُ موصولٌ / ا.هـ. ووجهُ غرابتِه أنَّ هذا فرقٌ عامٌّ لفظيٌّ لا حُكْمٌ خاصٌّ حقيقيٌّ، معَ أنَّ ميمَ الأَوَّلينَ ليسَ ساكنًا في الوصلِ عندَ الكُلِّ، بل فيه خلافٌ لبعضِهم، وأمَّا الوقفُ فلا فرقَ أصلًا).[المنح الفكرية:1/72] قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثانيةُ والعشرون والثالثةُ والعشرون: {كَالُوهُمْ}، {وَزَنُوهُمْ} في قولِه تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (المطففين: آية 3)، وليس غيرُهما في التنزيلِ، وقد كُتِبتا في جميعِ المصاحفِ العثمانيَّةِ موصولتين ومعنى الوصْلِ فيهما: ترْكُ رَسْمِ الألِفِ الدالَّةِ على الانفصالِ بعدَ الواوِ في الكلمتين، وكان عدَمُ الرسْمِ للألِفِ دليلاً على أنهما موصولتان بما بعدَهما، وعليه فلا يَجوزُ الوقْفُ على كلمةِ {كَالُوهُمْ} أو {وَزَنُوهُمْ} دون (هم) معهما، وإنما يكونُ الوقْفُ على كلمةِ (كَالُوهُم) بأسرِها وكذلك (وَزَنُوهُمْ)).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(الحادي والعشرون: {كالوهم أو وزنوهم} بسورة التطفيف، وهما موصولتان باتفاق تقول: كالوهم، وزنوهم.
والمراد بوصلهما عدم كتابة الألف في كالوا ووزنوا، وهي الألف التي تكتب دائماً في واو الجماعة.
وأما أل المعرفة كالارض والقمر والشمس والليل فهي موصولة باتفاق.
وكذا هاء التنبيه كهأنتم وهؤلاء موصولة باتفاق تقول: {هأنتم} وكذا ياء النداء كيأيها في {يأيها النبي} و{يأيها الناس} موصولة أيضاً باتفاق).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


الوقف على {يومئذ}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {وهم من فزع يومئذ آمنون} [النمل: 89] فقرأ عاصم وحمزة والكسائي (من فزع يومئذ) بتنوين «الفزع» ونصب (يومئذ). وقرأ أبو عمرو: (من فزع يومئذ) بإضافة «الفزع» إلى «اليوم» وخفض «اليوم». ويجوز في العربية: «من فزع يومئذ» بإضافة «الفزع» إلى «اليوم» ونصب «اليوم» وهو مهب نافع فيما حدثنا به إسماعيل عن قالون عنه.
فمن قرأ: (من فزع يومئذ) بتنوين «الفزع» لم يجز له أن قيف على «اليوم» إلا إذا كان مضطرًا لأنه مضاف إلى «إذ»
وإنما أجزنا للمضطر أن يقف عليه لأنه حرف منفصل من الحرف الذي بعده، والمعنى: «من فزع في يومئذ» فلما أسقطنا الخافض نصبنا.
ومن قرأ: (من فزع يومئذ) بكسر الميم جاز له أن يقف على «اليوم» إذا كان مضطرًا لأنه حرف [واحد] منفصل من «إذ».
ومن قرأ: (من فزع مئذ) بإضافة «الفزع» إلى «اليوم» وفتح الميم من «اليوم» لم يجز له أن يقف على «اليوم» لأنه مع «إذ» بمنزلة حرف. حكى الكساي عن العرب: «مضى يومئذ بما فيه» بفتح «الميم» لأنهما حرف واحد. وأنشد الفراء:
رددنا لشعثاء الرسول ولا أرى = كيومئذ شيئا ترد رسائله وقال الفراء: «بعدئذ» ليس بمنزلة «يومئذ» لأن «اليوم» يجعل مع «إذ» حرفًا واحدًا و«بعد» لا يجعل مع «إذ» حرفًا واحدًا.
وقوله تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} [المائدة: 119] الوقف على «اليوم» قبيح لأنه مضاف إلى (ينفع)، ويجوز للمضطر أن يقف عليه. وقرأ الأعرج: (هذا يوم ينفع الصادقين) بنصب الميم على معنى: «هذا الأمر في يوم ينفع الصادقين» فلما أسقط الخافض نصبه على المحل، ويجوز أن يكون منصوبًا على أنه مضاف غير محض، وذلك أن العرب إذا أضافت المواقيت إلى الأفعال نصبوها على كل حال، فقالوا: هذا يوم قام زيد، ونظرت إلى يوم قام زيد، وأنشد الفراء:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما تصح والشيب وازع
وأنشد الفراء:
على حين انحنيت وشاب رأسي = فأي فتى دعوت وأي حين).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/348-351]


الوقف على {ما}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16] الوقف على (ما) قبيح لأنها في معنى الجزاء وهي مجهولة لأنه لا يمكن الجزم فيما بعدها. وقوله: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض} [هود: 107] الوقف على (ما) قبيح لأنها مجهولة، ليست بمعنى الذي ولا صلة، إنما معناها الجزاء. وكذلك {إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها} [المائدة: 24] لا يجوز الوقف على (ما) للعلة التي ذكرناها.
وقوله: {فما لكم في المنافقين فئتين} [النساء: 88]، {ما لكم كيف تحكمون} [الصافات: 154]، {مالك لا تأمنا على يوسف} [يوسف: 11] قال خلف: سمعت الكسائي يقول: هما حرفان. قال: ووجهه من الإعراب: ما قصتكم ما شأنكم، مالك، ما شأنك.
وقوله: {كأن لم تغن بالأمس} [يونس: 24]، {فظن أن لن نقدر عليه} [الأنبياء: 87] حرفان في قياس العربية. وكذا هما في المصحف. وفي سورة القيامة: {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه} [3]. هو في المصحف حرف واحد، والقياس فيه كالقياس في الحرف الذي سورة الأنبياء.
وقوله: {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة} [البقرة: 26] من قال: «ما» توكيد، والمعنى «أن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً بعوضة» وقف على «ما» إذا كان مضطرًا، ولم يقف على المثل لأن ما إذا كانت توكيدًا لم يوقف على ما قبلها، ومن نصب البعوضة على إسقاط «بين» فكأنه قال: «ما بين بعوضة إلى ما فوقها» فلما أسقط «بين» كأنه جعل إعرابها في «البعوضة» ليعلم أن معنى «ما» مراد، وهو بمنزلة قولهم: «له عشرون ما ناقة فجملا» المعنى: ما بين ناقة وجمل فأسقط «بين» وجعل إعرابها في الناقة والجمل. وحكى الكسائي عن العرب: «مطرنا ما زبالة فالنعلبية فزرود» على معنى: «ما بين زبالة» فلما سقطت «بين» جعل إعرابها في «زبالة والثعلبية» وأنشد الفراء:
يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم = ولا حبال محب واصل تصل
أراد: ما بين قرن إلى قدم. فعلى هذا المذهب يصلح الوقف على ما قبل «ما» لأنها اسم وليست توكيدًا. ومن نصب «البعوضة» على الإتباع لـ«ما» ونصب «ما» على الإتباع لـ «المثل» جاز له أيضًا أن يقف على ما قبل «ما» إذا كان مضطرًا لأنها ليست توكيدًا، وقرأ رؤبة بن العجاج، وليس بإمام في القراءة: «ما بعوضة» بالرفع على معنى «ما هي بعوضة» فأضمر «هي» كما قال الأعشى:
فأنت الجواد وأنت الذي = إذا ما النفوس ملأن الصدورا
جدير بطعنة يوم اللقا = ء تضرب منها النساء النحورا
أراد: وأنت الذي هو جدير، فأضمر «هو» وقال عدي بن زيد العبادي:
لم أر مثل الفتيان في غبن = الأيام ينسون ما عواقبها
أراد: ما هو عواقبها، فأضمر «هو»، فعلى هذا المذهب يجوز للمضطر أن يقف على «المثل» لأن «ما» اسم). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/352-356]



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 08:10 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

القول في {ويكأنّه}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} [القصص: 82] فيه ثلاثة أوجه: إن شئت قلت: «ويك» حرف، و«أنه» حرف والمعنى: ألم تر أنه، الدليل على هذا قول الشاعر:
سالتاني الطلاق إذ رأتاني = قل ما لي قد جئتماني بهجر
ويك أن من يكن له نشب يخـ = بب ومن يفتقر يعش عيش ضر
وقال الفراء: حدثني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك ويلك؟ فقال ويك أنه وراء البيت. فمعناه: أما ترينه وراء البيت. والقول الثاني أن يكون «ويك» حرفًا و«أنه» حرفًا، والمعنى: ويلك اعلم أنه، فحذفت اللام كما قالوا: قم لا أباك، يريدون «لا أبالك»، قال عنترة بن معاوية:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها = قيل الفوارس: ويك عنتر أقدم
قال الآخر:
أبا الموت الذي لا بد أني = ملاق لا أباك تخوفيني
أراد: لا أبالك، فحذف اللام. وقال الفراء: لم نجد العرب تضمر الظن وتعمله في «أن» وذلك أنه يبطل إذا كان من الكلمتين أو في آخر الكلمة، فلما أضمر جرى مجرى الترك، والدليل على هذا أن العرب لا تقول: «يا هذا أنك قائم»بلا: «يا هذا اعلم أنك قائم». والقول الثالث أن يكون «وي» حرفًا و«كأنه» حرفًا، فيكون معنى «وي» للتعجب كما تقول: «وي لم فعلت كذا وكذا»، ويكون معنى
«كأنه» أظنه وأعلمه، كما تقول في الكلام: «كأنك بالفرج قد أقبل» فمعناه: أظن الفرج مقبلاً.
فإن قال قائل: لم وصلوا الياء بالكاف فجعلا حرفًا واحدًا وهما حرفان؟ قي له: لما كثر بهما الكلام جعلا حرفًا واحدًا كما جعلوا: {ينبؤم} [طه: 94] في المصحف حرفًا واحدًا، وهما حرفان لكثرتهما، وهو في المصحف «ويكأنه» حرف واحد).

[إيضاح الوقف والابتداء: 1/394-397]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة