العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:16 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الأنبياء [من الآية(45) إلى الآية(47)]

{قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:16 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء القائلين فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون: إنّما أنذركم أيّها القوم بتنزيل اللّه الّذي يوحيه إلى من عنده، وأخوّفكم به بأسه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل إنّما أنذركم بالوحي} أي بهذا القرآن.
وقوله: {ولا يسمع الصّمّ الدّعاء} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {ولا يسمع} بفتح الياء من ( يسمع )، بمعنى أنّه فعلٌ للصّمّ، والصّمّ حينئذٍ مرفوعون.
وروي عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ أنّه كان يقرأ: ( ولا يسمع ) بالياء وضمّها، فالصّمّ على هذه القراءة مرفوعةٌ، لأنّ قوله: ( ولا يسمع ) لم يسمّ فاعله، ومعناه على هذه القراءة: ولا يسمع اللّه الصّمّ الدّعاء.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القراءة عندنا في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجّة من القرّاء عليه. ومعنى ذلك: ولا يصغي الكافر باللّه بسمع قلبه إلى تذكّر ما في وحي اللّه من المواعظ والذّكر، فيتذكّر به ويعتبر، فينزجر عمّا هو عليه مقيمٌ من ضلالةٍ إذا تلي عليه، وأريد به، ولكنّه يعرض عن الاعتبار به، والتّفكّر فيه، فعل الأصمّ الّذي لا يسمع ما يقال له فيعمل به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون} يقول: إنّ الكافر قد صمّ عن كتاب اللّه لا يسمعه، ولا ينتفع به ولا يعقله، كما يسمعه المؤمن وأهل الإيمان). [جامع البيان: 16/282-283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم} يعني الآلهة {ولا هم منا يصحبون} يقول: لا يصحبون من الله بخير، وفي قوله: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: كان الحسن يقول: ظهور النّبيّ صلى الله عليه وسلم على من قاتله أرضا أرضا وقوما وقوما وقوله: {أفهم الغالبون} أي ليسوا بغالبين ولكن الرسول هو الغالب، وفي قوله: {قل إنما أنذركم بالوحي} أي بهذا القرآن {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون} يقول: إن الكافر أصم عن كتاب الله لا يسمعه ولا ينتفع به ولا يعقله كما يسمعه أهل الإيمان، وفي قوله: {ولئن مستهم نفحة} يقول: لئن أصابتهم عقوبة). [الدر المنثور: 10/296-297] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين}.
يقول تعالى ذكره: ولئن مسّت هؤلاء المستعجلين بالعذاب يا محمّد نفحةٌ من عذاب ربّك، يعني بالنّفحة النّصيب والحظّ، من قولهم: نفح فلانٌ لفلانٍ من عطائه: إذا أعطاه قسمًا أو نصيبًا من المال كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك}. الآية، يقول: لئن أصابتهم عقوبةٌ.
وقوله: {ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} يقول: لئن أصابتهم هذه النّفحة من عقوبة ربّك يا محمّد بتكذيبهم بك، وكفرهم، ليعلمنّ حينئذٍ غبّ تكذيبهم بك، وليعترفنّ على أنفسهم بنعمة اللّه وإحسانه إليهم، وكفرانهم أياديه عندهم، وليقولنّ: يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين في عبادتنا الآلهة والأنداد، وتركنا عبادة اللّه الّذي خلقنا، وأنعم علينا، ووضعنا العبادة غير موضعها). [جامع البيان: 16/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم} يعني الآلهة {ولا هم منا يصحبون} يقول: لا يصحبون من الله بخير، وفي قوله: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: كان الحسن يقول: ظهور النّبيّ صلى الله عليه وسلم على من قاتله أرضا أرضا وقوما وقوما وقوله: {أفهم الغالبون} أي ليسوا بغالبين ولكن الرسول هو الغالب، وفي قوله: {قل إنما أنذركم بالوحي} أي بهذا القرآن {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون} يقول: إن الكافر أصم عن كتاب الله لا يسمعه ولا ينتفع به ولا يعقله كما يسمعه أهل الإيمان، وفي قوله: {ولئن مستهم نفحة} يقول: لئن أصابتهم عقوبة). [الدر المنثور: 10/296-297] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة إنما هو مثل كما يجوز الوزن كذلك يجوز الحق). [تفسير عبد الرزاق: 2/24]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني الثوري عن ليث عن مجاهد قال ونضع الموازين قال العدل). [تفسير عبد الرزاق: 2/24]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا عبد الصمد قال سمعت وهبا يقول إنما يوزن من الأعمال خواتيمها فإذا أراد الله بعبد خيرا ختم له بخير عمله وإذا أراد الله بعبد سوآ ختم له بشر عمله). [تفسير عبد الرزاق: 2/24]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا عبد الصمد بن معقل قال سمعت وهب بن منبه يقول في قوله تعالى ونضع الموازين القسط قال إنما يوزن من الأعمال خواتمها). [تفسير عبد الرزاق: 2/48]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا مجاهد بن موسى البغداديّ، والفضل بن سهلٍ الأعرج، وغير واحدٍ قالوا: حدّثنا عبد الرّحمن بن غزوان أبو نوحٍ، قال: حدّثنا ليث بن سعدٍ، عن مالك بن أنسٍ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، أنّ رجلاً قعد بين يدي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إنّ لي مملوكين يكذّبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم؟ قال: يحسب ما خانوك وعصوك وكذّبوك وعقابك إيّاهم، فإن كان عقابك إيّاهم بقدر ذنوبهم كان كفافًا، لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إيّاهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إيّاهم فوق ذنوبهم اقتصّ لهم منك الفضل. قال: فتنحّى الرّجل فجعل يبكي ويهتف، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: أما تقرأ كتاب الله {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا وإن كان مثقال} الآية. فقال الرّجل: واللّه يا رسول الله ما أجد لي ولهم شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدك أنّهم أحرارٌ كلّهم: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث عبد الرّحمن بن غزوان وقد روى أحمد بن حنبلٍ، عن عبد الرّحمن بن غزوان، هذا الحديث). [سنن الترمذي: 5/171-172]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين}.
يقول تعالى ذكره: {ونضع الموازين} العدل وهو {القسط}.
وجعل القسط وهو موحّدٌ من نعت الموازين، وهو جمعٌ، لأنّه في مذهب: عدلٍ ورضًا ونظرٍ.
وقوله: {ليوم القيامة} يقول: لأهل يوم القيامة، ومن ورد على اللّه في ذلك اليوم من خلقه.
وقد كان بعض أهل العربيّة يوجّه معنى ذلك إلى ( في ) كأنّ معناه عنده: ونضع الموازين القسط في يوم القيامة.
وقوله {فلا تظلم نفسٌ شيئًا} يقول: فلا يظلم اللّه نفسًا ممّن ورد عليه منهم شيئًا بأن يعاقبه بذنبٍ لم يعمله أو يبخسه ثواب عملٍ عمله، وطاعةٍ أطاعه بها، ولكن يجازي المحسن بإحسانه، ولا يعاقب مسيئًا إلاّ بإساءته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} إلى آخر الآية، وهو كقوله: {والوزن يومئذٍ الحقّ} يعني بالوزن: القسط بينهم بالحقّ في الأعمال الحسنات، والسّيّئات، فمن أحاطت حسناته بسيّئاته ثقلت موازينه، يقول: أذهبت حسناته سيّئاته، ومن أحاطت سيّئاته بحسناته فقد خفّت موازينه، وأمّه هاويةٌ، يقول: أذهبت سيّئاته حسناته.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} قال: إنّما هو مثلٌ، كما يجوز الوزن كذلك يجوز الحقّ. قال الثّوريّ: قال ليثٌ: عن مجاهدٍ: {ونضع الموازين القسط} قال: العدل.
وقوله: {وإن كان مثقال حبّةٍ من خردل أتينا بها} يقول: وإن كان الّذي له من عمل الحسنات، أو عليه من السّيّئات وزن حبّةٍ من خردل {أتينا بها} يقول: جئنا بها، فأحضرناها إيّاه:
- كما حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وإن كان مثقال حبّةٍ من خردل أتينا بها} قال: كتبناها وأحصيناها له وعليه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وإن كان مثقال حبّةٍ من خردل أتينا بها} قال: يؤتى بها لك وعليك، ثمّ يعفو إن شاء، أو يأخذ، ويجزي بما عمل له من طاعةٍ.
وكان مجاهدٌ يقول في ذلك ما؛
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وإن كان مثقال حبّةٍ من خردل أتينا بها} قال: جازينا بها.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ أنّه كان يقول: {وإن كان مثقال حبّةٍ من خردل أتينا بها} قال: جازينا بها.
وقال: {أتينا بها} فأخرج قوله {بها} مخرج كناية المؤنّث، وإن كان الّذي تقدّم ذلك قوله {مثقال حبّةٍ}، لأنّه عنى بقوله {بها} الحبّة دون المثقال، ولو عنى به المثقال لقيل ( به ).
وقد ذكر أنّ مجاهدًا إنّما تأوّل قوله: {أتينا بها} على ما ذكرنا عنه، لأنّه كان يقرأ ذلك: ( آتينا بها ) بمدّ الألف.
وقوله: {وكفى بنا حاسبين} يقول: وحسب من شهد ذلك الموقف بنا حاسبين، لأنّه لا أحد أعلم بأعمالهم وما سلف في الدّنا من صالحٍ أو سيّئٍ منّا). [جامع البيان: 16/284-287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 47.
أخرج أحمد والترمذي، وابن جرير في تهذيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن عقابك إياك فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل، فجعل الرجل يبكي ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما تقرأ كتاب الله {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} فقال الرجل: يا رسول الله ما أجد لي ولهم شيئا خيرا من مفارقتهم، أشهدك أنهم أحرار). [الدر المنثور: 10/297-298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي ي نوادر الأصول، وابن أبي حاتم عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: قال رجل: يا رسول الله كيف ترى في رقيقنا نضربهم فقال: توزن ذنوبهم وعقوبتكم إياهم فإن كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم، قال: أفرأيت سبنا إياهم قال: توزن ذنوبهم وأذاكم إياهم فإن كان أذاكم إياهم أكثر أعطوا منكم، قال: أرأيت يا رسول الله ولدي أضربهم قال: إنك لا تتهم في ولدك ولا تطيب نفسك تشبع ويجوعون وتكسى ويعرون). [الدر المنثور: 10/298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم عن زيد بن أسلم قال: قال رجل: يا رسول الله ما تقول في ضرب المماليك قال: إن كان ذلك في كنهه وإلا أقيد منكم يوم القيامة، قيل: يا رسول الله ما تقول في سبهم قال: مثل ذلك، قال: يا رسول الله فإنا نعاقب أولادنا ونسبهم قال: إنهم ليسوا أولادكم لأنكم لا تتهمون على أولادكم). [الدر المنثور: 10/298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم عن زياد بن أبي زياد قال: قال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي مالا وإن لي خدما وإني أغضب فأعرم وأشتم وأضرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: توزن ذنوبه بعقوبتك فإن كانت سواء فلا لك ولا عليك وإن كانت العقوبة أكثر فإنما هو شيء يؤخذ من حسناتك يوم القيامة، فقال الرجل: أوه، أوه، يؤخذ من حسناتي أشهدك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مماليكي أحرار أنا لا أمسك شيئا يؤخذ من حسناتي له، قال: فحسبت ماذا ألم تسمع إلى قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط} الآية). [الدر المنثور: 10/299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: يجاء بالناس يوم القيامة إلى الميزان فيتجادلون عنده أشد الجدال). [الدر المنثور: 10/299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ونضع الموازين القسط} الآية، قال: هو كقوله: (والوزن يومئذ الحق) (الأعراف آية 8) ). [الدر المنثور: 10/299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه كان يقرأ وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها بمد الألف، قال: جازينا بها). [الدر المنثور: 10/300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم بن أبي النجود أنه كان يقرأ {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها} على معنى جئنا بها لا يمد أتينا). [الدر المنثور: 10/300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وإن كان مثقال حبة} قال: وزن حبة، وفي قوله: {وكفى بنا حاسبين} قال: محصين). [الدر المنثور: 10/300]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:19 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل إنّما أنذركم بالوحي} [الأنبياء: 45] قال قتادة: بالقرآن، أنذركم به عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة،
يعني المشركين.
قوله: {ولا يسمع الصّمّ الدّعاء} [الأنبياء: 45] يعني النّداء، تفسير السّدّيّ.
{إذا ما ينذرون} [الأنبياء: 45] والصّمّ هاهنا الكفّار، صمّوا عن الهدى.
وقال السّدّيّ: عن الإيمان، وهو واحدٌ.
قال قتادة: إنّ الكافر أصمّ عن كتاب اللّه، لا يسمعه ولا يعقله). [تفسير القرآن العظيم: 1/317]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا يسمع الصّمّ الدّعاء...}

ترفع (الصمّ) لأن الفعل لهم. وقد قرأ أبو عبد الرحمن السّلمي {ولا تسمع الصّمّ الدّعاء}، نصب (الصم) بوقوع الفعل عليه). [معاني القرآن: 2/205]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون}
{ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون}.
ويجوز ولا تسمع الصّمّ الدّعاء، والضم ههنا المعوضون عما يتلى
عليهم من ذكر اللّه فهم بمنزلة من لا يسمع كما قال الشاعر:
أصم عما ساءه سميع). [معاني القرآن: 3/393]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك} [الأنبياء: 46] قال قتادة: عقوبةٌ من عذاب ربّك.
قال يحيى: وهي النّفخة الأولى الّتي يهلك اللّه بها كفّار آخر هذه الأمّة بكفرهم وجحودهم.
{ليقولنّ} [الأنبياء: 46] إذا جاءهم العذاب.
{يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} [الأنبياء: 46] وهي مثل الآية الأولى في أوّل السّورة.
{فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا} [الأعراف: 5] عذابنا {قل أغير اللّه} [الأنعام: 14]، {إنّا كنّا ظالمين} [الأنبياء: 46] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله تعالى: {ولئن مسّتهم نفحة من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين}
أي إن مسّتهم أدنى شيء من العذاب.
{ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} والويل ينادى به، وينادي به كل من وقع في هلكة). [معاني القرآن: 3/393-394]

تفسير قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ونضع الموازين القسط} [الأنبياء: 47] يعني العدل.
{ليوم القيامة} [الأنبياء: 47]
- حدّثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: يوضع الميزان يوم القيامة، ولو وضع في كفّةٍ السّموات والأرض لوسعتهما.
فتقول الملائكة: ربّنا ما هذا؟ فيقول: أزن به لمن شئت من خلقي.
فتقول الملائكة: ربّنا ما عبدناك حقّ عبادتك.
- نا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له بعض أهله، قال يحيى: أخبرني صاحبٌ لي، عن هشامٍ، عن الحسن أنّها عائشة: يا رسول اللّه هل يذكر الرّجل يوم القيامة حميمه؟ فقال: " ثلاثة مواطن لا يذكر فيها أحدٌ حميمه: عند الميزان حتّى ينظر أيثقل ميزانه أم يخفّ، وعند الصّراط حتّى ينظر أيجوز أو لا يجوز، وعند الصّحف حتّى ينظر
أيعطى كتابه بيمينه أم بشماله ".
قوله: {فلا تظلم نفسٌ شيئًا} [الأنبياء: 47] يقول: فلا تنقص من ثواب عملها شيئًا.
وهو تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: لا ينقص المؤمن من حسناته شيئًا ولا يزاد عليه من سيّئات غيره، ولا يزاد على الكافر من سيّئات غيره، ولا يجازى في الآخرة بحسنةٍ قد استوفاها في الدّنيا.
قال: {وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ} [الأنبياء: 47] أي: وزن حبّةٍ من خردلٍ.
{أتينا بها وكفى بنا حاسبين} [الأنبياء: 47] يعني عالمين.
[تفسير القرآن العظيم: 1/318]
وقال الحسن: لا يعلم حساب مثاقيل الذّرّ والخردل إلا اللّه، ولا يحاسب العباد إلا هو.
- وحدّثني النّضر بن معبدٍ أنّ محمّد بن سيرين حدّثه قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأكل طعامه ومعه أبو بكرٍ إذ نزلت هذه السّورة: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} [الزلزلة: 1] إلى آخرها، فأمسك أبو بكرٍ يده وقال: يا رسول اللّه ما من خيرٍ عملت إلا رأيت ولا من شرٍّ عملت إلا رأيت، فقال: «يا أبا بكرٍ ما رأيت ممّا تكره في الدّنيا فهو مثاقيل الشّرّ، وأمّا
مثاقيل الخير فتلقاك يوم القيامة، ولن يهتك اللّه ستر عبدٍ فيه مثقال ذرّةٍ من خيرٍ».
قال يحيى: وبلغني في الكافر أنّه ما عمل في الدّنيا من مثقال ذرّةٍ خيرًا يره في الدّنيا، وما عمل من مثقال ذرّةٍ شرًّا يره في الآخرة.
- أبو أميّة بن يعلى الثّقفيّ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أيّها النّاس لا تغترّوا باللّه فإنّ اللّه لو كان مغفلًا شيئًا لأغفل الذّرّة والخردلة والبعوضة»). [تفسير القرآن العظيم: 1/319]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ونضع الموازين القسط...}

القسط من صفة الموازين وإن كان موحّداً. وهو بمنزلة قولك للقوم: أنتم رضاً وعدل. وكذلك الحقّ إذا كان من صفة واحدٍ أو اثنين أو أكثر من ذلك كان واحداً.
وقوله: {ليوم القيامة} وفي يوم القيامة.
وقوله: عز وجل: {أتينا بها} ذهب إلى الحبّة، ولو كان أتينا به (كان صواباً) لتذكير المثقال. ولو رفع المثقال كما قال {وإن كان ذو عسرة فنظرةٌ} كان صواباً، وقرأ مجاهد (آتينا بها) بمدّ الألف يريد: جازينا بها على فاعلنا.
وهو وجه حسنٌ). [معاني القرآن: 2/205]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مثقال حبّة} مجازه وزن حبة). [مجاز القرآن: 2/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مثقال حبة}: وزن حبة). [غريب القرآن وتفسيره: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبّة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}
{القسط} العدل، المعنى ونضع الموازين ذوات القسط، وقسط مثل عدل مصدر يوصف به، تقول ميزان قسط وميزانان قسط، وموازين - قسط.
والميزان في القيامة - جاء في التفسير - أن له لسانا وكفتين، وتمثّل الأعمال بما يوزن، وجاء في التفسير أنه يوزن خاتمة العمل، فمن كانت خاتمة عمله خيرا جوزي بخير، ومن كانت خاتمة عمله شرا فجزاؤه الشر.
وقوله: {وإن كان مثقال حبّة من خردل}.
نصب (مثقال) على معنى وإن كان العمل مثقال حبّة من خردل، ويقرأ وإن كان مثقال حبّة بالرفع على معنى وإن حصل للعبد مثقال حبة من خردل أتينا بها.
(أتينا بها) معناه جئنا بها، وقد قرئت آتينا بها على معنى جازينا بها وأعطينا بها، وأتينا بها أحسن في القراءة وأقرب في أمل العفو.
{وكفى بنا حاسبين}.
منصوب على وجهين، على التمييز، وعلى الحال، ودخلت الباء في وكفى بنا، لأنه خبر في معنى الأمر، المعنى اكتفوا باللّه حسيبا). [معاني القرآن: 3/394]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِثْقَال حبَّةٍ}: وزن حبّة). [العمدة في غريب القرآن: 207]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:20 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[
ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) }

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والوحي على وجهين: الوحي الصوت مقصور يكتب بالياء، والوحاء من قولك توح أي اعجل ممدود يكتب بالألف). [المقصور والممدود: 24]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
كأن أخا اليهود يخط وحيا = بكاف في منازلها ولام
وحي كتاب وحى يحي وحيا كتب). [نقائض جرير والفرزدق: 1015]
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (الوحْيُ: إِيماءٌ. قال المرَّار:

أَلا رُبَّ سِرٌّ عندنا غَيرِ فاحشٍ = لها ما ذكرناه بوحْيٍ ولا سَفْرِ
أي إعلان). [كتاب الجيم: 3/314]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) }

تفسير قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب تأويل القيامة والجنة والنار
ومن رأى أن القيامة قد قامت بمكان، فإن العدل يبسك في ذلك المكان، لأهله إن كانوا مظلومين، وعليهم إن كانوا ظالمين؛ لأن يوم القيامة يوم الفصل ويوم الجزاء والدين.
قال الله عز وجل: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا}.
فإن رأى أنه دخل الجنة، فذلك بشرى من الله بالخير؛ فإن أصاب شيئا من ثمارها وأكله، فإن ذلك خير يناله في دينه ودنياه، وعلم وبر، وكذلك أزواجها. قال الله عز وجل: {ادخلوها بسلام آمنين} ). [تعبير الرؤيا: 103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وفي خطبة المأمون يوم الفطر بعد التكبير الأوّل
إنّ يومكم هذا يومُ عِيدٍ وسُنَّة وابتهال ورغبة، يومٌ خَتَم الله به صيامَ شهر رمضان وافتتح به حجَّ بيته الحَرَام، فجعله خاتمةَ الشهر وأوّلَ أيام شهور الحجّ، وجعله مُعقِّبًا لمفروض صيامكم ومنتفَل قيامكم، أحل فيه الطعامَ لكم وحَرم فيه الصيامَ عليكم؛ فاطلبوا إلى الله حوائجكَم استغفروه لتفريطكم، فإنه يُقال: لا كبيرَ مع استغفار، ولا صغير مع إصرار. ثم التكبير والتحميد وذكر النبيّ عليه السلام والوصية بالتقوى. ثم قال: فاتقوا الله عبادَ الله وبادروا الأمرَ الذي اعتدَلَ فيه يقينُكم، ولم يتحضِر الشكُ فيه أحدًا منكم، وهو الموت المكتوبُ عليكم، فإنه لا تُستقالُ بعده عَثْرةٌ، ولا تُحْظَر قبله توبة. واعلموا أنه لا شيءَ قبله إلا دونَه ولا شيءَ بعده إلا فوقَه. ولا من على جَزَعه وعَلَزه وكُرَبه، ولا يُعين على القبر وظُلْمته وضِيقه ووَحْشته وهَوْل مَطْلَعه ومسألة ملائكته، إلا العملُ الصالحُ الذي أمر اللّه به. فمن زَلَّت عند الموت قَدَمُه، فقد ظهرت ندامتُه، وفاتته استقالتُه، ودعا من الرَّجْعة إلى ما لا يجاب إليه، وبذَلَ من الفِدْية ما لا يُقْبَلُ منه. فالله اللَّه عبادَ اللهّ! وكونوا قومًا سألوا الرَّجْعةَ فأعْطُوها إذ مُنِعَهَا الذين طَلَبوها فإنه ليس يتمنَى متقدون قبلكم إلا هذا المهلَ المبسوطَ لكم. واحذَرُوا ما حذَّركم الله، واتَقوا اليومَ الذي جمَعُكم الله فيه لوَضْع مَوَازينكم، ونَشْر صُحُفكم الحافِظةِ لأعمالكم. فلينظُرْ عبدٌ ما يَضَعُ في زاده مما يثقل به، وما يًمِلُ في صحيفته الحافِظة لما عليه وله؛ فقد حَكَى الله لكم ما قال مفرطون عندها إذ طال إعراضُهم عنها، قال: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمينَ مُشْفِقِينَ مما فيه}! الآية. وقال: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْم الْقِيَامَةِ}. ولستُ أنهاكم عن الدنيا بأعظمَ مما نهتْكم الدنيا عن نفسها، فإنه كل ما لها ينهَى عنها، وكل ما فيها يدعو إلى غيرها. وأعظمُ ما رأته أعينكم من عجائبها فمُّ كتاب اللّه لها ونَهْيُ اللّه عنها، فإنه يقول: {فَلَا تَغُرنًكُمُ الحَيَاة الدنْيَا وَلاَ يَغُرنكُمْ بِالله الغَرُورُ} وقال: {إنمَا الْحَيَاةُ الدُنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} الآية. فانتفعوا بمعرفتكم بها وبإخبار الله عنها، واعلَموا أنّ قومًا من عباد اللهّ أدركتُهم عِصمةُ اللّه فحذِروا مَصَارِعَها، وجانَبُوا خدائعها، وآثروا طاعةَ الله فيها، فأدركوا الجنَّة بما تركوا منها). [عيون الأخبار: 5/255-256] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 12:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 12:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 12:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين}
المعنى: قل يا أيها المقترحون المتشططون إنما أنذركم بوحي يوحيه الله إلى، وبدلالات على العبر التي نصبها الله تعالى لينظر فيها، كنقصان الأرض من أطرافها وغيره، ولم أبعث بآية مطردة ولا بما تقترحونه، ثم قال: "ولا يسمع" بمعنى: وأنتم معرضون عما أنذر به، فهو غير نافع لكم، ومثل أمرهم بالصم. وقرأ جمهور القراء: "ولا يسمع" بالياء وإسناد الفعل إلى "الصم"، وقرأ ابن عامر وحده: "ولا يسمع" بضم الياء وكسر الميم ونصب "الصم"، وقرأت فرقة: "ولا تسمع" بالتاء مضمومة وفتح الميم وبناء الفعل للمفعول، والفرقتان نصبتا "الدعاء"، وقرأت فرقة: "ولا يسمع الصم الدعاء" بإضافة "الصم" إلى "الدعاء"، وهي قراءة ضعيفة وإن كانت متوجهة). [المحرر الوجيز: 6/173]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم خاطب الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم متوعدا لهم بقوله: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك}، والنفحة: الخطرة والمسة، كما تقول: نفح بيده إذا مال بها هكذا ضاربا إلى جهة، ومنه "نفحة الطيب" كأنه يخطر خطرات على الحاسة، ومنه: نفح له من
[المحرر الوجيز: 6/172]
عطاياه إذا أخذ منها نصيبا، ومنه: "نفح الفرس برجله" إذا ركض، والمعنى: ولئن مس هؤلاء الكفرة صدمة عذاب في دنياهم ليندمن وليقرن بظلمهم). [المحرر الوجيز: 6/173]

تفسير قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون}
لما توعدهم بنفحة من عذاب الدنيا عقب ذلك بتوعد بوضع الموازين، وإنما جمعها وهي ميزان واحد لأن لكل أحد وزنا يخصه، ووحد "القسط" وهو قد جاء بلفظ الموازين مجموعا من حيث "القسط" مصدر وصف به، كما تقول: "قوم عدل ورضى". وقرأت فرقة: "القصط" بالصاد. وقوله سبحانه: "ليوم القيامة" أي: لحساب يوم القيامة، أو لحكم يوم القيامة، فهو بتقدير حذف مضاف.
والجمهور على أن الميزان في يوم القيامة بعمود وكفتين توزن به الأعمال، ليبين للناس المحسوس المعروف عندهم، والخفة والثقل متعلقة بأجسام يقرنها الله تعالى يوم القيامة بالأعمال، فإما أن تكون صحف الأعمال أو مثالات تخلق أو ما شاء الله تبارك وتعالى.
وقرأ نافع وحده: "مثقال" بالرفع على أن تكون مستأنفة، وقرأ جمهور الناس: "مثقال" بالنصب على معنى: وإن كان الشيء أو العمل مثقال). [المحرر الوجيز: 6/173]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {قل إنّما أنذركم بالوحي} أي: إنّما أنا مبلّغٌ عن اللّه ما أنذركم به من العذاب والنّكال، ليس ذلك إلّا عمّا أوحاه اللّه إليّ، ولكن لا يجدي هذا عمّن أعمى اللّه بصيرته، وختم على سمعه وقلبه؛ ولهذا قال: {ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون}).[تفسير ابن كثير: 5/ 345]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} أي: ولئن مسّ هؤلاء المكذّبين أدنى شيءٍ من عذاب اللّه، ليعترفنّ بذنوبهم، وأنّهم كانوا ظالمين أنفسهم في الدّنيا). [تفسير ابن كثير: 5/ 345]

تفسير قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا} أي: ونضع الموازين العدل ليوم القيامة. الأكثر على أنّه إنّما هو ميزانٌ واحدٌ، وإنّما جمع باعتبار تعدّد الأعمال الموزونة فيه.
وقوله: {فلا تظلم نفسٌ شيئًا وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين} كما قال تعالى: {ولا يظلم ربّك أحدًا} [الكهف:49]، وقال: {إنّ اللّه لا يظلم مثقال ذرّةٍ وإن تك حسنةً يضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا} [النّساء:40]، وقال لقمان: {يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّةٍ من خردلٍ فتكن في صخرةٍ أو في السّماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ} [لقمان:16].
وفي الصّحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم: "كلمتان خفيفتان على اللّسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرّحمن: سبحان اللّه وبحمده، سبحان اللّه العظيم".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني، حدّثنا ابن المبارك، عن ليث بن سعدٍ، حدّثني عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إن الله عزّ وجلّ يستخلص رجلًا من أمّتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعةً وتسعين سجلًّا كلّ سجلٍّ مدّ البصر، ثمّ يقول أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمتك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا ربّ، قال: أفلك عذرٌ، أو حسنةٌ؟ " قال: فيبهت الرّجل فيقول: لا يا ربّ. فيقول: بلى، إنّ لك عندنا حسنةً واحدةً، لا ظلم اليوم عليك. فيخرج له بطاقةً فيها: "أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله" فيقول: أحضروه، فيقول: يا ربّ، ما هذه البطاقة مع هذه السّجلّات؟ فيقول: إنّك لا تظلم، قال: "فتوضع السّجلّات في كفّةٍ [والبطاقة في كفّةٍ] "، قال: "فطاشت السّجلّات وثقلت البطاقة" قال: "ولا يثقل شيءٌ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم".
ورواه التّرمذيّ وابن ماجه، من حديث اللّيث بن سعدٍ، به، وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن يحيى، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "توضع الموازين يوم القيامة، فيؤتى بالرّجل، فيوضع في كفة، فيوضع ما أحصى عليه، فتايل به الميزان" قال: "فيبعث به إلى النّار" قال: فإذا أدبر به إذا صائحٌ من عند الرّحمن عزّ وجلّ يقول: [لا تعجلوا]، فإنّه قد بقي له، فيؤتى ببطاقةٍ فيها "لا إله إلّا اللّه" فتوضع مع الرّجل في كفّةٍ حتّى يميل به الميزان".
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدّثنا أبو نوحٍ قرادٌ أنبأنا ليث بن سعدٍ، عن مالك بن أنسٍ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة؛ أنّ رجلًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، جلس بين يديه، فقال: يا رسول اللّه، إنّ لي مملوكين، يكذبونني، ويخونونني، ويعصونني، وأضربهم وأشتمهم، فكيف أنا منهم؟ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يحسب ما خانوك وعصوك وكذّبوك وعقابك إيّاهم، إن كان عقابك إيّاهم دون ذنوبهم، كان فضلًا لك [عليهم] وإن كان عقابك إيّاهم بقدر ذنوبهم، كان كفافًا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إيّاهم فوق ذنوبهم، اقتصّ لهم منك الفضل الّذي يبقى قبلك". فجعل الرّجل يبكي بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ويهتف، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما له أما يقرأ كتاب اللّه؟: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين} فقال الرّجل: يا رسول اللّه، ما أجد شيئًا خيرًا من فراق هؤلاء -يعني عبيده-إنّي أشهدك أنّهم أحرار كلهم). [تفسير ابن كثير: 5/ 345-346]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة