العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:37 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة القمر

التفسير اللغوي لسورة القمر

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 10:14 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 17]


{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)}

تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وانشقّ القمر...} ذكر: أنّه انشقّ، وأنّ عبد الله بن مسعودٍ رأى حراء من بين فلقتيه فلقتي القمر). [معاني القرآن: 3/104]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({اقتربت السّاعة} أي قربت). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}
أجمع المفسرون - وروينا عن أهل العلم الموثوق بهم - أن القمر انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو إسحاق: وزعم قوم عندوا عن القصد وما عليه أهل العلم: أنّ تأويله أن القمر ينشق يوم القيامة، والأمر بين في اللفظ وإجماع أهل العلم لأن قوله: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ}
فكيف يكون هذا في القيامة.
قال أبو إسحاق: وجميع ما أملم عليكم في هذا ما حدثني به إسماعيل ابن إسحاق قال حدثنا محمد بن المنهال، قال حدثنا يزيد بن زريع قال ثنا شعبة عن قتادة - عن أنس أن أهل مكة سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- آية فأراهم القمر مرتين انشقاقه، وكان يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
- حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا مسدد، قال ثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: انشق القمر فرقين.
ثنا نصر بن علي قال ثنا حرمي بن عمارة، قال ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
- حدثنا إسماعيل قال ثنا محمد بن عيد قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة عن أنس قال: سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - آية فانشق القمر بمكة مرتين، فقال: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ} يعني ذاهب.
- ثنا إسماعيل قال ثنا نصر قال ثنا أبو أحمد قال ثنا إسرائيل عن سماك عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه قال: انشق القمر فأبصرت الجبل بين فرجتي القمر.
- ثنا إسماعيل قال ثنا نصر قال حدثني أبي قال أخبرنا إسرائيل عن سماك عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه في قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: انشق القمر حتى رأيت الجبل بين فلقتي القمر.
- ثنا إسماعيل قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ثنا أبو معاوية قال: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد اللّه قال: انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم -بمعنى حتى ذهبت فرقة منه خلف الجبل- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا)).
ثنا إسماعيل قال: ثنا مسدد قال: ثنا يحيى عن شعبة وسفيان عن الأعمش وعن إبراهيم عن أبي معمر عن أبي مسعود قال: انشق القمر على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا)).
- ثنا إسماعيل قال: ثنا مسعود قال: ثنا يحيى عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر مثله.
- ثنا إسماعيل قال: ثنا علي بن عبد اللّه قال: ثنا سفيان قال: أخبرنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن أبي معمر عن عبد اللّه: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقتين، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا اشهدوا)).
- ثنا إسماعيل قال: قال علي وحدثنا به مرة أخرى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود: انشق القمر شقتين حتى رأيناه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا)).
- ثنا إسماعيل قال: ثنا محمد بن أبي بكر قال: ثنا محمد بن كثير عن سليمان -يعني ابن كثير عن حصين- عن محمد بن جبير عن أبيه، قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرقتين على هذا الجبل وعلى هذا الجبل فقال الناس: سحرنا محمد، فقال رجل: إن سحركم فلم يسحر الناس كلّهم.
- وحدثنا إسماعيل قال ثنا محمد بن أبي بكر قال ثنا زهير بن إسحاق عن داود عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: ثلاث قد ذكرهن الله في القرآن قد تقضين: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} فقد انشق القمر على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شقتين حتى رآه الناس.
- ثنا إسماعيل قال: ثنا نصر بن علي قال: ثنا عبد الأعلى قال: ثنا داود بن أبي هند عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: قد مضى قبل الهجرة وانشق القمر حتى - رأوا شقتيه.
- حدثنا إسماعيل قال ثنا علي بن عبد الله قال: ثنا سفيان قال: قال عمرو عن عكرمة قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المشركون سحر القمر سحر القمر، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ}.
- حدثنا إسماعيل قال: ثنا محمد بن أبي بكر قال: ثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عمرو عن عكرمة: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال المشركون: سحر القمر، سحر القمر، فنزلت: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ}.
- حدثنا إسماعيل قال ثنا عارم بن الفضل وسليمان بن حرب قالا: ثنا حماد ابن زيد عن عكرمة عن عطار بن السائب عن أبي عبد الرحمن السّلّمي قال: انطلقت مع أبي يوم الجمعة فخطبنا حذيفة - وقال سليمان في حديثه: فخطب حذيفة وهو بالمدائن فتلا: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، ثم قال: ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق، إلا وإن المضمار اليوم والسباق غدا، قال سليمان في حديثه: فقلت لأبي يا أبتاه ترسل الخيل غدا وقال عارم في حديثه: فقلت لأبي يستبق الناس غدا، فلما كانت الجمعة التي تليها خطبنا فتلا: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، فقال: ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشقّ على عهد نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ألا وإن المضمار اليوم والسباق غدا، والغاية النار والسابق من سبق إلى الجنّة.
- حدثنا إسماعيل قال: ثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبد اللّه بن حبيب، قال: كنا بالمدائن فجئنا إلى الجمعة فخطبنا حذيفة فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى يقول: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}، ألا إنّ اليوم المضمار وغدا السباق، ألا وإن الغاية النّار، فلما كانت الجمعة الأخرى خطبنا فحمد اللّه وأثنى عليه، قال: فقال مثل قوله، وقال: السابق من سبق إلى الجنة.
- ثنا إسماعيل ثنا علي قال: ثنا سفيان عن سليمان، وقطر عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال: مضى اللزام ومضت البطشة ومضى الدخان ومضى الروم.
- حدثنا إسماعيل قال ثنا عبد الله بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}
قال ابن زيد: انشق القمر في زمان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فكان يرى نصفه على قعيقعان والنصف الآخر على أبي قيس). [معاني القرآن: 5/81-85]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({اقتربت الساعة وانشق القمر} قال ثعلب: هذا مقدم ومؤخر، لأن القمر قد انشق، وكانت إحدى آيات النبوة، قال: وقال ابن مسعود وحذيفة: ولقد رأيناه، وقد صار نصفه على جبل، ونصفه على جبل آخر). [ياقوتة الصراط: 493]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن يروا آيةً...} يعني القمر، {يعرضوا ويقولوا سحرٌ مّستمرٌّ...}.
أي: سيبطل ويذهب.
وقال بعضهم: سحر يشبه بعضه بعضاً). [معاني القرآن: 3/104]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" سحرٌ مستمرٌّ). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {مستمر}: ذاهب). [غريب القرآن وتفسيره: 358]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سحرٌ مستمرٌّ} أي شديد قويّ. وهو من «المرّة» مأخوذ.

والمرة: الفتل، يقال: استمرت مريرته.
ويقال: هو من «المرارة». [يقال]: أمر الشيء واستمر [إذا صار مرّا] ). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرّ}
أي ذاهب وقيل دائم). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّسْتَمِرٌّ}: أي متماد شديد قوي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّسْتَمِرٌّ}: شديد). [العمدة في غريب القرآن: 289]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكلّ أمرٍ مّستقرٌّ...}.
سيقر قرار تكذيبهم، وقرار قول المصدّقين حتّى يعرفوا حقيقته بالعقاب والثواب). [معاني القرآن: 3/104]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكذّبوا واتّبعوا أهواءهم وكلّ أمر مستقرّ}
تأويله أنه يستقر لأهل النار عملهم ولأهل الجنة عملهم). [معاني القرآن: 5/86]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مزدجرٌ...} منتهىً). [معاني القرآن: 3/104]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما فيه مزدجرٌ} أي متّعظ ومنتهى). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ : {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر}
يعنى من أخبار من قد سلف، قبلهم فأهلكوا بتكذيبهم ما فيه مزدجر، أي ما فيه منتهى، تقول: نهيته فانتهى وزجرته فازدجر.
والأصل فازتجر بالتاء، ولكن التاء إذا وقعت بعد زاي أبدلت دالا نحو مزدان أصله مزتان، وكذلك مزتجر.
وإنما أبدلت دالا لأن التاء حرف مهموس والزاي حرف مجهور فأبدل من التاء من مكانها حرف مجهور، وهو دال، فهذا لا يفهمه إلا من أحكم كل العربية، وهذا في آخر كتاب سيبويه، والذي ينبغي أن يقال للمتعلم إذا بنيت افتعل أو مفتعل مما أوله زاي فاقلب التاء دالا، نحو ازدجر ومزدجر). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُزْدَجَرٌ}: أي متعظ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]

تفسير قوله تعالى: {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حكمةٌ بالغةٌ...}.
مرفوعٌ على الردّ على (ما فيه مزدجر)، و(ما) في موضع رفع، ولو رفعته على الاستئناف كأنّك تفسّر به (ما) لكان صواباً، ولو نصب على القطع لأنّه نكرة، وما معرفة كان صواباً.
ومثله في رفعه: {هذا ما لديّ عتيدٌ} ولو كان (عتيدٌ) منصوباً كان صواباً.
وقوله: {فما تغن النّذر...} إن شئت جعلت (ما) جحداً تريد: ليست تغني عنهم النذر، وإن شئت جعلتها في موضع أي ـ كأنك قلت. فأيّ شيء تغني النذر). [معاني القرآن: 3/104-105]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقال عزّ وجلّ: {حكمة بالغة فما تغن النّذر}
رفعت (حكمة) بدلا من " ما "، المعنى: ولقد جاءهم حكمة بالغة.
وإن شئت رفعت حكمة بإضمار (هو) المعني هو حكمة بالغة.
وقوله: (فما تغن النّذر).
" ما " جائز أن يكون في لفظ الاستفهام، ومعناها التوبيخ، فيكون المعنى فأي شيء تغني النّذر، ويكون موضعها نصبا بـ (تغن).
ويجوز أن يكون نفيا على معنى فليست تغني النذر). [معاني القرآن: 5/85]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إلى شيءٍ نكرٍ} أي منكر). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فتولّ عنهم يوم يدع الدّاع إلى شيء نكر}
وقف التمام (فتولّ عنهم).
وقوله (إلى شيء نكر) إلى ما كانوا ينكرونه من البعث، فتول عنهم يوم كذا في الآية.
و (يوم) منصوب بقوله (يخرجون من الأجداث).
فأمّا حذف الواو من (يدعو) في الكتاب فلأنها تحذف في اللفظ لالتقاء السّاكنين، وهما الواو من (يدعو) واللام من (الداعي)، فأجريت في الكتاب على ما يلفظ بها، وأما الداعي فإثبات الياء فيه أجود.
وقد يجوز حذفها لأن - الكسرة تدل عليها). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ}: أي منكر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]

تفسير قوله تعالى: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {خشّعاً أبصارهم...}.
إذا تقدّم الفعل قبل اسمٍ مؤنثٍ، وهو له أو قبل جمع مؤنثٍ مثل: الأبصار، والأعمار وما أشبهها ـ جاز تأنيث الفعل وتذكيره وجمعه، وقد أتى بذلك في هذا الحرف، فقرأه ابن عباس(خاشعاً)...
- وحدثني هشيمٌ وأبو معاوية عن وائل ابن داود عن مسلم بن يسارٍ عن ابن عباسٍ أنّه قرأها (خاشعاً)...
- وحدثني هشيمٌ عن عوفٍ الأعرابي عن الحسن وأبي رجاء العطارديّ أن أحدهما قال: (خاشعاً) والآخر (خشّعاً)...
وهي في قراءة عبد الله (خاشعةً أبصارهم) . وقراءة الناس بعد (خشعاً أبصارهم).
وقد قال الشاعر:
وشبابٍ حسنٍ أوجههم = من إياد بن نزار نب معدّ
وقال الآخر.
يرمي الفجاج الركبان معترضاً = أعناق بزّلها مرخًى لها الجدل
...
- الجدل: جمع الجديل، وهو الزمام، فلو قال: معترضاتٍ،، أو معترضةً لكان صواباً، مرخاةً ومرخياتٍ). [معاني القرآن: 3/105-106]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({خشّعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جرادٌ مّنتشرٌ}
قال{خشّعاً} نصب على الحال، أي يخرجون من الأجداث خشعا.
وقرأ بعضهم {خاشعا} لأنها صفة مقدمة فأجراها مجرى الفعل نظيرها {خاشعةً أبصارهم}). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {خشّعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جراد منتشر}
منصوب على الحال، المعنى: يخرجون من الأجداث خشعا أبصارهم.
وقرئت (خاشعا أبصارهم).
وقرأ ابن مسعود (خاشعة أبصارهم).
ولك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد نحو خاشعا أبصارهم، ولك التوحيد والتأنيث - لتأنيث الجماعة - خاشعة أبصارهم.
ولك الجمع نحو خشعا أبصارهم.
تقول: مررت بشبّان حسن أوجههم، وحسان أوجههم، وحسنة أوجههم، قال الشاعر:
وشباب حسن أوجههم = من إياد بن نزار بن معدّ). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (من الأجداث) أي: من القبور، واحدها: جدث). [ياقوتة الصراط: 494]

تفسير قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّهطعين...}. ناظرين قبل الداع). [معاني القرآن: 3/106]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" مهطعين إلى الدّاع " مسرعين). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مهطعين إلى الداع}: الإهطاع أن يديم النظر فلا يطرف). [غريب القرآن وتفسيره: 358]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مهطعين} قال أبو عبيدة: مسرعين إلى الدّاع.

وفي التفسير: «ناظرين قد دفعوا رؤوسهم إلى الداعي»). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {مهطعين إلى الدّاع يقول الكافرون هذا يوم عسر}
منصوب أيضا على - الحال، المعنى: يخرجون خشعا أبصارهم مهطعين.
ومعنى (مهطعين) ناظرين لا يقلعون أبصارهم). [معاني القرآن: 5/86]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (مهطعين) أي: مسرعين). [ياقوتة الصراط: 494]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّهْطِعِينَ}: أي مسرعين وقيل: ناظرين، وقد رفعوا رؤوسهم إلى الداعي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّهْطِعِينَ}: يديمون النظر). [العمدة في غريب القرآن: 289]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقالوا مجنونٌ وازدجر...}.
زجر بالشتم، وازدجر افتعل من زجرت، وإذا كان الحرف أوله زايٌ صارت تاء الافتعال فيه دالاً؛ من ذلك: زجر، وازدجر، ومزدجرٌ، ومن ذلك: المزدلف ويزداد هي من الفعل يفتعل فقس عليه ما ورد). [معاني القرآن: 3/106]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وازدجر " افتعل من زجر). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وازدجر} أي زجر. وهو: «افتعل» من ذلك). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كذّبت قبلهم قوم نوح فكذّبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر}
أي كذبت قوم نوح نوحا قبل قومك يا محمد.
{وقالوا مجنون وازدجر} وقالوا هو مجنون كما قال قومك يا محمد لك - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين.
{وازدجر}، زجر بالشتم.
وقد بيّنّا ما في مزدجر في انقلاب التاء دالا وأصل هذا وازتجر). [معاني القرآن: 5/86-87]

تفسير قوله تعالى: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فدعا ربّه أنّي مغلوب فانتصر}
والقراءة (أنّي) بفتح الألف وقرأ عيسى بن عمر النحوي (إنّي) – بكسر الألف - وفسر سيبويه (إنّي) بالكسر فقال على إرادة القول على معنى فدعا ربّه فقال إنّي مغلوب.
قال: ومثله: {والّذين اتّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفى}.
المعنى، قالوا ما نعبدهم إلا لقربونا.
ومن فتح - وهو الوجه - فالمعنى دعا ربّه بأنّي مغلوب). [معاني القرآن: 5/87]

تفسير قوله تعالى: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بماءٍ منهمرٍ} أي كثير سريع الانصباب. ومنه يقال: همر الرجل، إذا أكثر من الكلام وأسرع). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ففتحنا أبواب السّماء بماء منهمر}
المعنى فأجبنا دعاءه فنصرناه، وبيّن النصر الذي نصر به فقال: {ففتحنا أبواب السّماء بماء منهمر}.
ينصبّ انصبابا شديدا). [معاني القرآن: 5/87]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (منهمر) أي: منصب). [ياقوتة الصراط: 494]

تفسير قوله تعالى: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر...}.
أراد الماءين: ماء الأرض، وماء السماء، ولا يجوز التقاءٌ إلاّ لاسمين، فما زاد، وإنّما جاز في الماء، لأن الماء يكون جمعاً وواحداً.
وقوله: {على أمرٍ قد قدر} قدر في أمّ الكتاب.
ويقال: قد قدر أن الماءين كان مقدارهما واحداً. ويقال: قد قدر لما أراد الله من تعذيبهم). [معاني القرآن: 3/106]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر} مجازه: الماء الذي خرج من الأرض وما سال من السماء). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فالتقى الماء} أي التقي ماء الأرض وماء السماء). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر}
هذا أكثر القراءة (عيونا) بالضم.
وقد رويت (عيونا) - بكسر العين - وهي رديئة في العربية.
وقوله عزّ وجلّ: {فالتقى الماء على أمر قد قدر}.
يعني ماء السماء والأرض ولم يقل فالتقى الماءان، ولو كان ذلك لكان جائزا، إلا أن الماء اسم يجمع ماء الأرض وماء السماء.
ومعنى {على أمر قد قدر} أي قد قدر في اللوح المحفوظ.
وقيل قد قدر أي كان قدر ماء السماء كقدر ماء الأرض). [معاني القرآن: 5/87]

تفسير قوله تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وحملناه...}.
حملنا نوحاً على ذات ألواحٍ يعني: السفينة، {ودسرٍ...} مسامير السفينة، وشرطها التي تشد بها). [معاني القرآن: 3/106]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ألواحٍ ودسرٍ " الدسر المسامير والخزر واحدها دسار، يقال هات لي دساراً). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ودسر}: واحدها دسير ودسار وهي المسامير). [غريب القرآن وتفسيره: 358]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و(الدسر): المسامير، واحدها: «دسار». وهي أيضا: الشّرط التي تشدّ بها السفينة). [تفسير غريب القرآن: 432]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وحملناه على ذات ألواح ودسر}
المعنى على سفينة ذات ألواح.
والدّسر اسم المسامير والشّرط التي تشدّ بها الألواح، وكل شيء نحو السّمر أو إدخال شيء في شيء بقوّة وشدة قهر فهو دسر، يقال: دسرت المسمار أدسره وأدسره.
والدّسر: واحدها دسار، نحو حمار، وحمر). [معاني القرآن: 5/87-88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الدُسُر): المسامير واحدها دسار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دُسُرٍ}: مسامير). [العمدة في غريب القرآن: 289]

تفسير قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جزاء لّمن كان كفر...} أي: جحد.
يقول: فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع بنوحٍ وأصحابه، فقال: لمن يريد القوم، وفيه معنى ما. ألا ترى أنّك تقول: غرّقوا لنوحٍ ولما صنع بنوح، والمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/106-107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({تجري بأعيننا} أي بمرأى منا وحفظ، {جزاءً لمن كان كفر} يعني: نوحا -عليه السّلام- ومن حمله معه من المؤمنين.
و«كفر»: جحد ما جاء به). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر}
أي فعلنا ذلك جزاء لنوح وأصحابه، أي - نجيناه ومن آمن معه، وأغرقنا من كذّب به جزاء لما صنع به.
وقوله: {تجري بأعيننا} أي تجري بمرأى منا وحفظ). [معاني القرآن: 5/88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كُفِر}: أي جحد فلم يؤمن به يعني نوحا "صلى الله عليه وسلم"). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد تّركناها آيةً...}.
يقول: أبقيناها من بعد نوح آيةً.
وقوله: {فهل من مّدّكرٍ...} المعنى: مذتكرٍ، وإذا قلت: مفتعلٌ فيما أوّله ذالٌ صارت الذال وتاء الافتعال دالاً مشدّدة وبعض بني أسدٍ يقولون: مذّكرٌ، فيغلبون الذّال فتصير ذالاً مشددةً...
- وحدثني الكسائي -[وكان والله ما علمته إلاّ صدوقا]- عن إسرائيل والقرزميّ عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال: قلنا لعبد الله: فهلم من مذّكرٍ، أو مدّكرٍ، فقال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه: (مدّكرٌ) بالدال). [معاني القرآن: 3/107]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" مدّكرٍ " مذتكر فلما أدغم التاء في الذال تحولت الذال دالاً). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فهل من مدّكرٍ} أي معتبر ومتعظ. وأصله «مفتعل» من الذكر: «مذتكر». فأدغمت الذال في التاء، ثم قلبتا دالا مشدّدة). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} فإنه عدّد في هذه السورة نعماءه، وأذكر عباده آلاءه، ونبههم على قدرته ولطفه بخلفه، ثم أتبع ذكر كل خلّة وصفها بهذه الآية، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين، ليفهّمهم النّعم ويقرّرهم بها.
وهذا كقولك للرجل أجل أحسنت إليه دهرك وتابعت عنده الأيادي، وهو في ذلك ينكرك ويكفرك: ألم أبوّئك منزلا وأنت طريد؟ أفتنكر هذا؟ وألم أحملك وأنت راجل؟ ألم أحج بك وأنت صرورة؟ أفتنكر هذا؟.
ومثل ذلك تكرار {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} في سورة (اقتربت الساعة) أي: هل من معتبر ومتّعظ؟). [تأويل مشكل القرآن: 239-240](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عز وجلّ: {ولقد تركناها آية فهل من مدّكر}
أي تركنا هذه الفعلة وأمر سفينة نوح، آية أي علامة ليعتبر بها.
(فهل من مدّكر) القراءة بالدال غير المعجمة، وأصله مذتكر بالذال والتاء، ولكن التاء أبدل منها الدال، والذال من موضع التاء، وهي أشبه بالدال من التاء فأدغمت الذال في الدال، فهذا هو الوجه، أعني القراءة بالدال - غير معجمة - وقد قال بعض العرب (مذّكر) بالذال معجمة، فأدغم الثاني في الأول وهذا ليس بالوجه إنما الوجه إدغام الأول في الثاني). [معاني القرآن: 5/88]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فكيف كان عذابي ونذر...}.
النذر ها هنا مصدرٌ معناه: فكيف كان إنذاري، ومثله {عذراً أو نذراً} يخفّفان ويثقلان كما قال {إلى شيء نّكرٍ} فثقّل في "اقتربت" وخفف في سورة النساء القصرى فقيل "نكراً"). [معاني القرآن: 3/107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فكيف كان عذابي ونذر} جمع نذير. و«نذير» بمعنى الإنذار، أي فكيف كان عذابي وإنذاري. ومثله: «النّكير» بمعنى الإنكار). [تفسير غريب القرآن: 432]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر...}.
يقول: هوّناه ولولا ذلك ما أطاق العباد أن يتكلموا بكلام الله.
ويقال: {ولقد يسرنا القرآن للذكر}: للحفظ، فليس من كتاب يحفظ ظاهراً غيره). [معاني القرآن: 3/107-108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر} أي سهلناه للتلاوة.
ولو لا ذلك: ما أطلق العباد أن يلفظوا به، ولا أن يستمعوا [له] ). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر}
المعنى سهّلنا، وقيل: إنّ كتب أهل الأديان نحو التوراة والإنجيل إنما
يتلوها أهلها نظرا، ولا يكادون يحفظون كتبهم من أولها إلى آخرها كما يحفظ القرآن). [معاني القرآن: 5/88]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 10:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 18 إلى 32]


{كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) }

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في يوم نحسٍ مّستمرٍّ...} استمر عليهم بنحوسته). [معاني القرآن: 3/108]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ("صرصراً" شديدة ذات صوت.
"مستمرٍ" شديد قد استمر). [مجاز القرآن: 2/240]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحسٍ مّستمرٍّ}
وقال: {في يوم نحسٍ} و{يوم نحسٍ} على الصفة). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يوم نحس مستمر}: قال بعضهم ذاهب. وقال آخرون من المرارة. يقال قد استمر ومر هذا الشيء). [غريب القرآن وتفسيره: 358-359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (1(الصرصر): الريح الشديدة ذات الصوت.

{في يوم نحسٍ} أي في يوم شؤم {مستمرٍّ} أي استمر عليهم بالنحوسة). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمرّ}
صرصر شديدة البرد.
{في يوم نحس مستمرّ} يعني نحس مشؤوم، مستمر أي دائم الشؤم، وقيل في يوم أربعاء في آخر الشهر لا يدور). [معاني القرآن: 5/88-89]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَرْصَرًا}: أي ريحاً شديدة ذات صوت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّسْتَمِرٍّ}: من المرارة ذاهب). [العمدة في غريب القرآن: 289]


تفسير قوله تعالى: {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كأنّهم أعجاز نخلٍ...} أسافلها. منقعرٌ المصرّع من النخل). [معاني القرآن: 3/108]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" أعجاز نخلٍ منقعرٍ " أسافل نخلٍ منقلع من أصله، يقال: هي النخل وهو النخل فمجازها ها هنا: لغة من ذكر وفي آية أخرى " أعجاز نخلٍ خاويةٍ " في لغة من أنث). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أعجاز نخل منقعر}: أسافل نخل منقلع). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {تنزع النّاس} أي تقلعهم من مواضعهم، {كأنّهم أعجاز نخلٍ} أي أصول نخل، {منقعرٍ}: منقطع ساقط. يقال: قعرته فانقعر، أي قلعته فسقط). [تفسير غريب القرآن: 433]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {تنزع النّاس كأنّهم أعجاز نخل منقعر}
" كأنّهم " ههنا في موضع الحال.
والمعنى تنزع الناس مشبهين النخل المنقعر، فالمنقعر المقطوع من أصوله، وكانت الريح تكبّهم على وجوههم.
وقوله: (منقعر) النخل يذكّر ويؤنث، يقال: هذا نخل، وهذه نخل فمنقعر على من قال: هذا نخل، ومن قال: هذه نخل.
فمثل قوله تعالى {أعجاز نخل خاوية}). [معاني القرآن: 5/89]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَنزِعُ النَّاسَ}: أي تقلع الناس من الحفر التي كانوا حفروها لأنفسهم وقيل إن الريح فرعت رؤوسهم من أجسادهم فتركتهم كنخل ملقاة
{أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ}: أي أصول نخل ساقط). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَعْجَازُ نَخْلٍ}: أسافل
{مُّنقَعِرٍ}: منقطع). [العمدة في غريب القرآن: 289]


تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)}
تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {كذّبت ثمود بالنّذر}
النّذر جمع نذير). [معاني القرآن: 5/89]


تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا إذاً لّفي ضلالٍ وسعرٍ...}. أراد بالسّعر: العناء للعذاب). [معاني القرآن: 3/108]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ضلالٍ وسعرٍ " جميع سعيرة). [مجاز القرآن: 2/241]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فقالوا أبشراً مّنّا واحداً نّتّبعه إنّا إذا لّفي ضلالٍ وسعرٍ}
وقال: {أبشراً مّنّا واحداً نّتّبعه} فنصب البشر لما وقع عليه حرف الاستفهام وقد أسقط الفعل على شيء من سببه). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إنّا إذاً لفي ضلالٍ وسعرٍ} أي جنون. وهو من - «تسعّرت النار»: إذا التهبت. يقال: ناقة مسعورة، أي كأنها مجنونة من النشاط). [تفسير غريب القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فقالوا أبشرا منّا واحدا نتّبعه إنّا إذا لفي ضلال وسعر}
(بشرا) منصوب بفعل مضمر الذي ظهر يفسره، المعنى أنتبع بشرا.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّا إذا لفي ضلال وسعر} معناه إنا إذا لفي ضلال وجنون، يقال: ناقة مسعورة إذا كان بها جنون.
ويجوز أن يكون على معنى إن اتبعناه فنحن في ضلال وفي عذاب). [معاني القرآن: 5/89]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَسُعُرٍ}: أي جنون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سُعُرٍ}: نشاط).[العمدة في غريب القرآن: 290]


تفسير قوله تعالى: {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كذّابٌ أشرٌ...} قرأ مجاهدٌ وحده: الأشر...
- وحدثني سفيان بن عيينة عن رجلٍ عن مجاهدٍ أنه قرأ (سيعلمون) بالياء كذا قال سفيان {مّن الكذّاب الأشر...} وهو بمنزلة قولك في الكلام: رجل حذر، وحذرٌ، وفطنٌ، وفطنٌ. وعجل، وعجلٌ...
- حدثني محمد بن الفضل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب أنه قرأ: سيعلمون غدا ـ بالياء). [معاني القرآن: 3/108]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" أألقى الذّكر عليه من بيننا " أجاءه الذكر كما تقول: ألقيت عليه مسئلة وألقيت عليه حسابا). [مجاز القرآن: 2/241]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" الأشر " ذو التجبر والكبرياء وربما كان النشاط). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الأشر} المرح). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الأشر): المرح المتكبر). [تفسير غريب القرآن: 433]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بل هو كذّاب أشر}
(أشر) بمعنى بطر، يقال: أشر يأشر أشرا فهو أشر، مثل بطر يبطر بطرا فهو بطر). [معاني القرآن: 5/89]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَشِرُ}: المرح المتكبر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الأَشِرٌ}: البطر). [العمدة في غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّا مرسلو النّاقة}، أي مخرجوها {فتنةً لهم فارتقبهم واصطبر}). [تفسير غريب القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا مرسلو النّاقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر}
(فتنة) منصوب مفعول له، المعنى إنا مرسلو النّاقة لنفتنهم، أي لنختبرهم). [معاني القرآن: 5/89]

تفسير قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم...}.
للناقة يوم، ولهم يوم، فقال: بينهم وبين الناقة.
وقوله: {كلّ شربٍ مّحتضرٌ...}. يحتضره أهله ومن يستحقه). [معاني القرآن: 3/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم} وبين الناقة: لها يوم، ولهم يوم.
{كلّ شربٍ} أي كل حظ منه لأحد الفريقين {محتضرٌ}: يحتضره صاحبه ومستحقه). [تفسير غريب القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ونبّئهم أنّ الماء قسمة بينهم كلّ شرب محتضر}
أي الماء قسمة بين الناقة وبين ثمود لها يوم ولهم يوم، وهذا معناه كل شرب محتضر، يحضر القوم الشرب يوما، وتحضر الناقة يوما). [معاني القرآن: 5/90]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّحْتَضَرٌ}: أي يحضره صاحبه ومستحقه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]

تفسير قوله تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتعاطى} أي تعاطى عقر الناقة، {فعقر} أي قتل.
و«العقر» قد يكون: القتل، قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم - حين ذكر الشهداء -: «من عقر جواده، وهريق دمه»). [تفسير غريب القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر}
وكان يقال له أحمر ثمود، وأحيمر ثمود، والعرب تغلط فتجعل أحمر عاد فنضرب به المثل في الشؤم، قال زهير يصف حربا:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلّهم = كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
ومعنى (فتعاطى فعقر) فتعاطى عقر الناقة فعقر فبلغ ما أراد). [معاني القرآن: 5/90]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَتَعَاطَى}: أي تعاطى أن يعقرها فيقتل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فكانوا كهشيم المحتظر...}.
الذي يحتظر على هشيمه، وقرأ الحسن وحده: كهشيم المحتظر، فتح الظاء فأضاف الهشيم إلى المحتظر، وهو كما قال: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين}، والحق هو اليقين، وكما قال: {ولدار الآخرة خيرٌ} فأضاف الدار إلى الآخرة، وهي الآخرة، والهشيم: الشجر إذا يبس). [معاني القرآن: 3/108-109]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كهشيم المحتظر} صاحب الحظيرة والمحتظر هو الحظار،
والهشيم ما يبس من الشجر أجمع). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كهشيم المحتظر}: (الهشيم) ما يبس من الشجر أجمع.
و{المحتظر} صاحب الحظيرة). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فكانوا كهشيم المحتظر} و«الهشيم»: يابس النبت الذي يتهشّم، أي تكسر.

و«المحتظر» صاحب الحظيرة. وكأنه يعني: صاحب الغنم الذي يجمع الحشيش في الحظيرة لغنمه.
ومن قرأه {المحتظر} بفتح الظاء، أراد الحظار، وهو: الحظيرة.
ويقال: (المحتظر) هاهنا: الذي يحظر على غنمه وبيته بالنبات، فييبس ويسقط، ويصير هشيما بوطء الدوابّ والناس). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر}
بكسر الظاء، ويقرأ المححتظر بفتح الظاء، والهشيم ما يبس من الورق وتكسّر وتحطّم، أي فكانوا كالهشيم الذي يجمعه صاحب الحظيرة، أي قد بلغ الغاية في الجفاف، حتى بلغ إلى أن يجمع ليوقد.
ومن قرأ (المحتظر) - بفتح الظاء - فهو اسم للحظيرة.
المعنى كهشيم المكان الذي يحتظر فيه الهشيم.
ومن قرأ (المحتظر). - بكسر الظاء نسبة إلى الذي يجمع الهشيم من الحطب في الحظيرة، فإن ذلك المحتظر، لأنه فاعل). [معاني القرآن: 5/90]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (كهشيم المحتظر) أي: الرجل الجامع للورق، والمحتظر، أي: كالورق إذا جف وجمع). [ياقوتة الصراط: 494-495]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمُحْتَظِرِ}: أي صاحب الحظيرة.
(والهشيم): يابس الزرع الذي يتهشم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الهَشِيمِ): المتكسر
{الْمُحْتَظِرِ}: صاحب الحظيرة). [العمدة في غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) }


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 10:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 33 إلى آخر السورة]


{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نّجّيناهم بسحرٍ...}.
سحر ههنا يجري؛ لأنه نكرة، كقولك: نجيناهم بليلٍ، فإذا ألقت منه العرب الباء لم يجروه، فقالوا: فعلت هذا سحر يا هذا، وكأنهم في تركهم إجراءه أنّ كلامهم كان فيه بالألف واللام، فجرى على ذلك، فلما حذفت الألف واللام، وفيه نيتهما لم يصرف.
كلام العرب أن يقولوا: ما زال عندنا مذ السحر، لا يكادون يقولون غيره). [معاني القرآن: 3/109]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أرّسلنا عليهم حاصباً} حجارة والحاصب أيضاً يكون من الجليد قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا = بحاصب كنديفٍ القطن منثور
على عمائمنا يلقى وأرحلنا = على زواحف تزجى مخّهارير). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إلّا آل لوط نجّيناهم بسحر}
(سحر) إذا كان نكرة يراد به سحرا من الأسحار انصرف، تقول: أتيت زيدا سحرا من الأسحار، فإذا أردت سحر يومك قلت أتيته لسحر يا هذا وأتيته سحر يا هذا). [معاني القرآن: 5/90]

تفسير قوله تعالى: {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر}
منصوب مفعول له، المعنى: نجيناهم للإنعام عليهم.
ولو قرئت " نعمة من عندنا " كان وجها، ويكون المعنى تلك نعمة من عندنا، وإنجاؤنا إياهم نعمة من عندنا.
قال أبو إسحاق: ولكني لا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأنّ بها إلّا أن تثبت رواية صحيحة.
قال مشايخنا من أهل العلم: القراءة سنّة متّبعة، ولا يرون أن يقرأ أحد بما يجوز في العربية إذا لم تثبت رواية صحيحة). [معاني القرآن: 5/90-91]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتماروا بالنّذر...}. كذّبوا بما قال لهم). [معاني القرآن: 3/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتماروا بالنّذر} أي شكوا في الإنذار). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فتَمَارَوْا} أي شكوا في الإنذار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فطمسنا أعينهم} لا يرى شق العين والريح تطمس الأعلام). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر}
راود قوم لوط لوطا عن ضيفه، وهم الملائكة، فأمر اللّه - عزّ وجلّ جبريل فسفق أعينهم بجناحيه سفقة، فأذهبها وطمسها، فبقوا في البيت عميا حيارى). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مّستقرٌّ...}:
العرب تجري: غدوة، وبكرة، ولا تجريمها، وأكثر الكلام في غدوة ترك الإجراء وأكثره في بكرة أن تجري.
قال: سمعت بعضهم يقول: أتيته بكرة باكرا، فمن لم يجرها جعلها معرفة؛ لأنها اسم تكون أبداً في وقت واحد بمنزلة أمس وغدٍ، وأكثر ما تجري العرب غدوة إذا قرنت بعشية، فيقولون: إني لآتيك غدوةً وعشيةً، وبعضهم غدوةً وعشية، ومنهم من لا يجري عشية لكثرة ما صحبت غدوة.
وقوله: {عذابٌ مّستقرٌّ...} يقول: عذابٌ حق). [معاني القرآن: 3/109]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد صبّحهم بكرة عذاب مستقرّ}
بكرة وغدوة إذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا، وإذا أردت بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما، فـ (بكرة) ههنا نكرة، ولو كانت قرئت بكرة عذاب مستقر، وقرئت " نجيناهم بسحر نعمة من عندنا " كانتا جائزتين في العربية.
يكون المعنى بكرة يومهم، وسحر يومهم، ولكن النكرة والصرف أجود في هذه الآية، ولم تثبت رواية في أنه كان في يوم كذا من شهر كذا). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أكفّاركم خيرٌ مّن أولئكم...}
يقول: أكفاركم يأهل مكة خير من هؤلاء الذين أصابهم العذاب أم لكم براءة في الزبر؟ يقول: أم عندكم براءة من العذاب). [معاني القرآن: 3/109-110](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أكفّاركم خيرٌ من أولئكم}؟! أي يا أهل مكة! أنتم خير من أولئك الذين أصابهم العذاب؟! {أم لكم براءةٌ} من العذاب {في الزّبر}؟! يعني: الكتب المتقدمة. واحدها: «زبور»). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أكفّاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزّبر }
أي أكفاركم يا معشر العرب، ومن أرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - (خير من أولائكم)
أي الكفار الذين ذكرنا أقاصيصهم وإهلاكهم.
(أم لكم براءة في الزّبر) أي أم أتاكم في الكتب أنكم مبرّأون ممّا يوجب عداءكم). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أكفّاركم خيرٌ مّن أولئكم...}
يقول: أكفاركم يأهل مكة خير من هؤلاء الذين أصابهم العذاب أم لكم براءة في الزبر؟ يقول: أم عندكم براءة من العذاب، ثم قال: أم يقولون: أي أيقولون: نحن جميع كثير منتصر، فقال الله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر...} وهذا يوم بدر). [معاني القرآن: 3/109-110](م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أم يقولون نحن جميعٌ مّنتصرٌ}
وقال: {أم يقولون نحن جميعٌ مّنتصرٌ} {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال: {وإنّا لجميعٌ حاذرون} وقال: {لا يرتدّ إليهم طرفهم}). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أم يقولون نحن جميع منتصر}
والمعنى بل أيقولون نحن جميع منتصر، فيدلون بقوة واجتماع عليك). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أكفّاركم خيرٌ مّن أولئكم...}
يقول: أكفاركم يأهل مكة خير من هؤلاء الذين أصابهم العذاب أم لكم براءة في الزبر؟ يقول: أم عندكم براءة من العذاب، ثم قال: أم يقولون: أي أيقولون: نحن جميع كثير منتصر، فقال الله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر...} وهذا يوم بدر.
وقال: الدبر فوحّد، ولم يقل: الأدبار، وكلّ جائز، صواب أن تقول: ضربنا منهم الرءوس والأعين، وضربنا منهم الرأس واليد، وهو كما تقول: إنه لكثير الدينار والدرهم، تريد الدنانير والدراهم). [معاني القرآن: 3/109-110]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أم يقولون نحن جميعٌ مّنتصرٌ}
وقال: {أم يقولون نحن جميعٌ مّنتصرٌ} {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال: {وإنّا لجميعٌ حاذرون} وقال: {لا يرتدّ إليهم طرفهم}). [معاني القرآن: 4/22](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سيهزم الجمع}: يوم بدر، {ويولّون الدّبر}). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم اللّه -عزّ وجلّ- أنه يهلكهم في الجهة التي يقدرون الغلبة منها فقال: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فأعلم الله عزّ وجلّ نبيّه عليه السلام أنه يظهره عليهم ويجعل كلمته العليا، فقال: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فكانت هذه الهزيمة يوم بدر). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والسّاعة أدهى وأمرّ...} يقول: أشد عليهم من عذاب يوم بدر، وأمرّ من المرارة). [معاني القرآن: 3/110]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال عزّ وجلّ: {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ}
أي ليس ما نزل بهم من القتل في يوم بدر والأسر بمخفف عنهم من عذاب الآخرة شيئا، فقال: (والسّاعة أدهى وأمرّ).
أي أشدّ، وكل داهية فمعناها الأمر الشديد الذي لا يهتدى لدوائه.
ومعنى (وأمرّ) أشد مرارة من القتل والأسر). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({في ظلال وسعر}: يقال ناقة مسعورة كأنها مجنونة من نشاطها). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ المجرمين في ضلال وسعر}

في التفسير إن هذه الآية نزلت في القدريّة). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم...}.
وفي قراءة عبد الله "يوم يسحبون إلى النار على وجوههم".
وقوله: {ذوقوا مسّ سقر...}. (سقر): اسم من أسماء جهنم لا يجري، وكل اسم كان لمؤنث فيه الهاء أو ليس فيه الهاء فهو يجري إلا أسماء مخصوصة خفت فأجريت، وترك بعضهم إجراءها، وهي: هند، ودعد، وجمل، ورئم، تجري ولا تجري. فمن لم يجرها قال: كل مؤنث فحظه ألا يجري، لأن فيه معنى الهاء، وإن لم تظهر ألا ترى أنك إذا حقّرتها وصغرتها قلت: هنيدة، ودعيدة، ومن أجراها قال: خفت لسكون الأوسط منها، وأسقطت الهاء، فلم تظهر فخفّفت فجرت). [معاني القرآن: 3/110]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر * إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}
وقال: {ذوقوا مسّ سقر} {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال: "كيف وجدت طعم الضرب"؟ وهذا مجاز. وأما نصب {كلّ} ففي لغة من قال "عبد الله ضربته" وهو في كلام العرب كثير.
وقد رفعت "كلّ" في لغة من رفع ورفعت على وجه آخر). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر}
المعنى يقال لهم: {ذوقوا مسّ سقر}). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (قال: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه} فجعل {خلقناه} من صفة الشيء). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم. يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا}). [تأويل مشكل القرآن: 293-294](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر}
أي كل ما خلقنا فمقدور مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه.
ونصب " كلّ شيء " بفعل مضمر، المعنى إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر.
ويدل على هذا). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما أمرنا إلاّ واحدةٌ...} أي: مرة واحدة هذا للساعة كلمح خطفة). [معاني القرآن: 3/110]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقد روي "وما أمرنا إلاّ وحدةً" بالنصب وكأنه أضمر فعلا ينصب به الواحدة، كما تقول للرجل: ما أنت إلا ثيابك مرة، ودابتك مرة، ورأسك مرة، أي: تتعاهد ذاك.
وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: إنما العامري عمّته، أي: ليس يعاهد من لباسه إلا العمة، قال الفراء: ولا أشتهي نصبها في القراءة). [معاني القرآن: 3/111]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فعلوه في الزّبر} جماعة زبور ويقال: زبرت الكتاب وذبرته). [مجاز القرآن: 2/241]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ...}. يريد: كل صغير من الذنوب أو كبير فهو مكتوب). [معاني القرآن: 3/111]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مستطرٌ} أي مفتعل مكتوب، مجازها مجاز مسطور). [مجاز القرآن: 2/241]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ}
وقال: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ} فجعل الخبر واحدا على الكل). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مستطر}: مكتوب). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مستطرٌ} أي مكتوب: «مفتعل» من «سطرت»: إذا كتبت. وهو مثل «مسطور»). [تفسير غريب القرآن: 434]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وكلّ شيء فعلوه في الزّبر * وكلّ صغير وكبير مستطر}
(مستطر) مفعول من السطر، المعنى كل صغير من الذنوب وكبير مستطر مكتوب على فاعليه قبل أن يفعلوه، ومكتوب لهم وعليهم إذا فعلوه ليجازوا على أفعالهم.
وقوله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} المعنى: ويولّون الأدبار، كما قال: {وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبار ثمّ لا ينصرون}.
وكذا المعنى في قوله: {إنّ المتّقين في جنّات ونهر}). [معاني القرآن: 5/92-93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُسْتَطَرٌ}: أي مكتوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُسْتَطَرٌ}: مكتوب). [العمدة في غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ...} معناه: أنهار، وهو في مذهبه كقوله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} . وزعم الكسائي أنه سمع العرب يقولون: أتينا فلاناً فكنّا في لحمةٍ ونبيذة فوحد ومعناه الكثير.
ويقال: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ} في ضياء وسعة، وسمعت بعض العرب ينشد:
إن تك ليليا فإني نهر = متى أرى الصبح فلا أنتظر
ومعنى نهر: صاحب نهار وقد روي). [معاني القرآن: 3/111]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في جنّاتٍ ونهرٍ} مجازها: أنهار). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ}.
قال الفراء: «وحّد: لأنه رأس آية، فقابل بالتوحيد رؤوس الآي».
قال: ويقال: «النهر: الضياء والسعة، من قولك: أنهرت الطعنة، إذا وسعتها. قال قيس بن الخطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفى، فانهرت فتقها = يرى قائم من دونها ما وراءها
أي وسعت فتقها). [تفسير غريب القرآن: 434-435]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّ المتّقين في جنّات ونهر}
المعنى في جنات وأنهار والاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأ به من الجميع.
وأنشد سيبويه والخليل:
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها = فبيض وأمّا جلدها فصليب
يريدون وأما جلودها.
وأنشد:
في حلقكم عظم وقد شجينا
المعنى في حلوقكم عظام، وكما قال:
كلوا في بعض بطنكم تعفّوا = فإنّ زمانكم زمن خميص
المعنى كلوا في بعض بطونكم). [معاني القرآن: 5/93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَنَهَرٍ}: قيل ضياء وقيل أنهار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة