العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة طه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 08:06 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة طه [ من الآية (105) إلى الآية (110) ]

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 08:07 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا (105) فيذرها قاعًا صفصفًا (106) لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا}.
يقول تعالى ذكره: ويسألك يا محمّد قومك عن الجبال، فقل لهم: يذرّيها ربّي تذريةً، ويطيّرها بقلعها واستئصالها من أصولها، ودكّ بعضها على بعضٍ، وتصييره إيّاها هباءً منبثًّا). [جامع البيان: 16/162-163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: قالت قريش: يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت {ويسألونك عن الجبال} الآية). [الدر المنثور: 10/239]

تفسير قوله تعالى: (فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله قاعا صفصفا قال القاع الأرض والصفصف المستوية). [تفسير عبد الرزاق: 2/20]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {فيذرها قاعا صفصفا} قال: ترى الأرض كلّها مستويةً [الآية: 106]). [تفسير الثوري: 196]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قاعًا} [طه: 106] : «يعلوه الماء والصّفصف المستوي من الأرض»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قاعًا يعلوه الماء والصّفصف المستوي من الأرض قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة القاع الصّفصف الأرض المستوية وقال الفرّاء القاع ما انبسط من الأرض ويكون فيه السّراب نصف النّهار والصفصف الأملس الّذي لا نبات فيه). [فتح الباري: 8/433]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قاعاً يعلوه الماء
أشار به إلى قوله تعالى: {فيذرها قاعاً صفصفاً} (طه: 106) وفسّر القاع بأنّه يعلوه الماء، وهو كذلك لأن القاع ما يعلوه الماء، والصفصف المستوي، وقال عبد الرّزّاق: عن معمر عن قتادة: القاع الصفصف الأرض المستوية، وقال الفراء: القاع ما انبسط من الأرض ويكون فيه السراب نصف النّهار، والصفصف الأملس الّذي لا نبات فيه.
والصّفصف المستوي من الأرض
قد مر الكلام فيه، وفي التّفسير: الصفصف المستوي كأنّها من استوائها على صفة واحدة، وقيل: هي الّتي لا أثر للجبال فيها). [عمدة القاري: 19/57]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({قاعًا}) في قوله: {فيذرها قاعًا} (يعلوه الماء) قال في الدر وفي القاع أقوال قيل هو منتقع الماء ولا يليق معناه هنا أو هو الأرض التي لا نبات فيها ولا بناء أو المكان المستوي وجمع القاع أقوع وأقواع وقيعان.
(والصفصف) هو (المستوي من الأرض) وسقطت هذه لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/236-237]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فيذرها قاعًا صفصفًا}. يقول تعالى ذكره: فيدع أماكنها من الأرض إذا نسفها نسفًا، قاعًا: يعني: أرضًا ملساء، صفصفًا: يعني مستويًا لا نبات فيه، ولا نشز، ولا ارتفاع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قاعًا صفصفًا} يقول: مستويًا لا نبات فيه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {فيذرها قاعًا صفصفًا} قال: مستويًا، الصّفصف: المستوي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {صفصفًا} قال: مستويًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال أخبرنا عبد اللّه بن يوسف، قال: حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، قال: حدّثنا أبو الأسود، عن عروة، قال: كنّا قعودًا عند عبد الملك بن مروان حين قال كعبٌ: إنّ الصّخرة موضع قدم الرّحمن يوم القيامة، فقال: كذب كعبٌ، إنّما الصّخرة جبلٌ من الجبال، إنّ اللّه يقول: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا} فسكت عبد الملك.
وكان بعض أهل العلم بلغات العرب من أهل الكوفة يقول: القاع: مستنقع الماء، والصّفصف: الّذي لا نبات فيه). [جامع البيان: 16/163-164]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قاعا صفصفا قال مستويا). [تفسير مجاهد: 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فيذرها قاعا} قال: مستويا {صفصفا} قال: لا نبات فيه {لا ترى فيها عوجا} قال: واديا {ولا أمتا} قال: رابية). [الدر المنثور: 10/239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عزوجل: {فيذرها قاعا صفصفا} قال: القاع الأملس، والصفصف المستوي، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ملمومة شهباء لو قذفوا بها * شماريخ من رضوى إذا عاد صفصفا). [الدر المنثور: 10/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة أنه سئل عن قوله: {قاعا صفصفا (106) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} قال: كان ابن عباس يقول: هي الأرض الملساء التي ليس فيها رابية مرتفعة ولا انخفاض). [الدر المنثور: 10/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {قاعا صفصفا} قال: مستويا {لا ترى فيها عوجا} قال: خفضا {ولا أمتا} قال: ارتفاعا). [الدر المنثور: 10/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {صفصفا} قال: القاع: الأرض والصفصف: المستوية {لا ترى فيها عوجا} قال: صدعا، {ولا أمتا} قال: أكمة). [الدر المنثور: 10/240]

تفسير قوله تعالى: (لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا ترى فيها عوجا قال صدعا ولا أمتا يقول ولا أكمة). [تفسير عبد الرزاق: 2/19]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} قال: العوج: الشّقّ والأمت: الّمكان المرتفع [الآية: 107]). [تفسير الثوري: 196]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عوجًا} [طه: 107] : «واديًا» ، {ولا أمتًا} [طه: 107] : «رابيةً»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عوجا واديا ولا أمتا رابية وصله بن أبي حاتم أيضا عن بن عبّاسٍ وقال أبو عبيدة العوج بكسر أوّله ما اعوجّ من المسايل والأودية والأمت الانثناء يقال مدّ حبله حتّى ما ترك فيه أمتا). [فتح الباري: 8/433]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {هضما} لا يظلم فيهضم من حسناته {عوجا} واديا {أمتا} رابية {سيرتها} حالتها الأولى {النهى} التقى {ضنكا} الشّقاء {هوى} شقي {المقدّس} المبارك {طوى} اسم الوادي {بملكنا} بأمرنا وقال مجاهد {مكانا سوى} منتصف بينهم {يبسا} يابسا {على قدر} على موعد {ولا تنيا} تضعفا {يفرط} عقوبة
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 112 طه {فلا يخاف ظلما} قال لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيئاته
وبه في قوله 107 طه {لا ترى فيها عوجا} يقول واديا
وفي قوله 107 طه {ولا أمتا} يقول رابية). [تغليق التعليق: 4/255] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (عوجاً: وادياً
أشار به إلى قوله تعالى: {لا ترى فيها عوجا} (طه: 107) وفسره بقوله: (واديا) ، وعن ابن عبّاس: العوج الأودية، وعن مجاهد: العوج الانخفاض.
ولا أمتاً رابيةً
أشار به إلى قوله تعالى: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتاً} وفسّر الأمت بالرابية، وعن ابن عبّاس: الأمت الروابي، وعن مجاهد: الارتفاع، وعن ابن زيد: الأمت التّفاوت، وعن يمان: الأمت الشقوق في الأرض). [عمدة القاري: 19/58]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({عوجًا}) أي (واديًا {ولا أمتًا}) أي (رابية) قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم وسقط لغير أبي ذر لفظ ولا من قوله ولا أمتًا). [إرشاد الساري: 7/237]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {فيذرها قاعًا صفصفًا (106) لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا} قال: لا ترى فيها انخفاضًا ولا ارتفاعًا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 54]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} يقول: لا ترى في الأرض عوجًا ولا أمتًا.
واختلف أهل التّأويل في معنى العوج والأمت، فقال بعضهم: عنى بالعوج في هذا الموضع: الأودية، وبالأمت: الرّوابي والنّشوز.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} يقول: واديًا، ولا أمتًا: يقول: رابيةً.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه المخرّميّ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ العقديّ، عن عبد الواحد بن صفوان مولى عثمان، قال: سمعت عكرمة، قال: سئل ابن عبّاسٍ، عن قوله {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} قال: هي الأرض البيضاء، أو قال: الملساء الّتي ليس فيها لبنةٌ مرتفعةٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {عوجًا} قال: الانخفاض، و{أمتًا} قال: ارتفاعًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} قال: ارتفاعًا، ولا انخفاضًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} قال: لا تعادي، الأمت: التّعادي.
وقال آخرون: عنى بالعوج في هذا الموضع: الصّدوع، وبالأمت: الارتفاع من الآكام وأشباهها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {لا ترى فيها عوجًا} قال: صدعًا {ولا أمتًا} يقول: ولا أكمةً.
وقال آخرون: عنى بالعوج: الميل، وبالأمت: الأثر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} يقول: لا ترى فيها ميلاً، والأمت: الأمر مثل الشّراك.
وقال آخرون: الأمت: المحاني والأحداب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: الأمت: الحدب.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: عنى بالعوج: الميل، وذلك أنّ ذلك هو المعروف في كلام العرب.
فإن قال قائلٌ: وهل في الأرض اليوم من عوجٍ، فيقال: لا ترى فيها يومئذٍ عوجًا.
قيل: إنّ معنى ذلك: ليس فيها أوديةٌ وموانع تمنع النّاظر أو السّائر فيها عن الأخذ على الاستقامة، كما يحتاج اليوم من أخذ في بعض سبلها إلى الأخذ أحيانًا يمينًا، وأحيانًا شمالاً، لما فيها من الجبال والأودية والبحار.
وأمّا الأمت فإنّه عند العرب: الانثناء والضّعف. مسموعٌ منهم: مدّ حبله حتّى ما ترك فيه أمتًا: أي انثناءً، وملأ سقاءه حتّى ما ترك فيه أمتًا، ومنه قول الرّاجز:
ما في انجذاب سيره من أمت
يعني: من وهنٍ وضعفٍ، فالواجب إذا كان ذلك معنى الأمت عندهم أن يكون أصوب الأقوال في تأويله: ولا ارتفاع ولا انخفاض، لأنّ الانخفاض لن يكن إلاّ عن ارتفاعٍ. فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: لا ترى فيها ميلاً عن الاستواء، ولا ارتفاعًا، ولا انخفاضًا، ولكنّها مستويةٌ ملساء، كما قال جلّ ثناؤه: {قاعًا صفصفًا} ). [جامع البيان: 16/164-167]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لا ترى فيها عوجا يعني خفضا ولا أمتا يعني ارتفاعا). [تفسير مجاهد: 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فيذرها قاعا} قال: مستويا {صفصفا} قال: لا نبات فيه {لا ترى فيها عوجا} قال: واديا {ولا أمتا} قال: رابية). [الدر المنثور: 10/239] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة أنه سئل عن قوله: {قاعا صفصفا (106) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} قال: كان ابن عباس يقول: هي الأرض الملساء التي ليس فيها رابية مرتفعة ولا انخفاض). [الدر المنثور: 10/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {قاعا صفصفا} قال: مستويا {لا ترى فيها عوجا} قال: خفضا {ولا أمتا} قال: ارتفاعا). [الدر المنثور: 10/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {صفصفا} قال: القاع: الأرض والصفصف: المستوية {لا ترى فيها عوجا} قال: صدعا، {ولا أمتا} قال: أكمة). [الدر المنثور: 10/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لا ترى فيها عوجا} قال: ميلا {ولا أمتا} قال: الأمت الأثر مثل الشراك). [الدر المنثور: 10/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال: العوج الارتفاع والأمت المبسوط). [الدر المنثور: 10/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال: يعني بالأمت حفرا). [الدر المنثور: 10/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} ما الأمت قال: الشي الشاخص من الأرض قال فيه كعب بن زهير:
فأبصرت لمحة من رأس عكرشة * في كافر ما به أمت ولا شرف). [الدر المنثور: 10/241]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني بكر بن مضر = حدثني أيضا عن رجلٍ عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: يحشر الناس يوم القيامة في ظلمةٍ وتطوى السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر، وينادي منادٍ فيتبع الناس الصوت يؤمونه، قال: فذلك قول الله: {يومئذٍ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً}). [الجامع في علوم القرآن: 2/112]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت مالكا يقول في قول الله: {فلا تسمع إلا همسا}، قال: وطء الأقدام). [الجامع في علوم القرآن: 2/134]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا الثوري في قوله فلا تسمع إلا همسا قال صوت الأقدام). [تفسير عبد الرزاق: 2/19]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {الداعي لا عوج له} قال: لا عوج عنه [الآية: 108]). [تفسير الثوري: 196]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: وطئ الأقدام [الآية: 108]). [تفسير الثوري: 196]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({همسًا} [طه: 108] : «حسّ الأقدام»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله همسًا حسّ الأقدام وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ وعن قتادة قال صوت الأقدام أخرجه عبد الرّزّاق وعن عكرمة قال وطء الأقدام أخرجه عبد بن حميدٍ وقال أبو عبيدة في قوله همسًا قال صوتًا خفيًّا). [فتح الباري: 8/433]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {أوزارا} أثقالا {من زينة القوم} الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون فنبذتها فألقتها {ألقى} صنع {فنسي} موسى هم يقولونه أخطأ الرب {ألا يرجع إليهم قولا} العجل همسا حس الأقدام {حشرتني أعمى} عن حجتي وقد كنت بصيرًا في الدّنيا {أزري} ظهري {المثلى} الأمثل
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 87 طه {ولكنّا حملنا أوزارا من زينة القوم} قال الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون وهي الأنقال
وبه في قوله 96 طه {فقبضت قبضة من أثر الرّسول فنبذتها} قال ألقيتها
وفي قوله 87 طه {فكذلك ألقى السامري} قال صنع
وفي قوله 88 طه {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} هم يقولونه قومه أخطأ الرب
وفي قوله 89 طه {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا} قال العجل
وقال ابن جرير ثنا محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بمعناه في الهمس). [تغليق التعليق: 4/253-254] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (همساً حسّ الأقدام
أشار به إلى قوله تعالى: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلاّ همساً} (طه: 108) وفسره بقوله: (حس الأقدام) ، وكذا فسره الثّعلبيّ، أي: وطء الأقدام ونقلها إلى المحشر، وكذا فسر قتادة وعكرمة، وأصله: الصّوت الخفي، يقال: همس فلان لحديثه إذا أسره وأخفاه). [عمدة القاري: 19/58]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (همسًا) في قوله: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسًا} [طه: 108] هو (حس الأقدام) أي وقعها على الأرض ومنه همست الإبل إذا سمع ذلك من وقع أخفافها على الأرض قال فهن يمشين بنا هميسًا وفسر هنا بخفق أقدامهم ونقلها إلى المحشر وقيل هو تحريك الشفتين من غير نطق والاستثناء مفرغ). [إرشاد الساري: 7/237]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلا همساً} قال: حسّ الأقدام). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 54]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلاّ همسًا}.
يقول تعالى ذكره: يومئذٍ يتّبع النّاس صوت داعي اللّه الّذي يدعوهم إلى موقف القيامة، فيحشرهم إليه {لا عوج له} يقول: لا عوج لهم عنه ولا انحرافٍ، ولكنّهم سراعًا إليه ينحشرون. وقيل: لا عوج له، والمعنى: لا عوج لهم عنه، لأنّ معنى الكلام ما ذكرنا من أنّه لا يعوجون له ولا عنه. ولكنّهم يؤّمونه ويأتونه، كما يقال في الكلام: دعاني فلانٌ دعوةً لا عوج لي عنها: أي لا أعوج عنها.
وقوله {وخشعت الأصوات للرّحمن} يقول تعالى ذكره: وسكنت أصوات الخلائق للرّحمن فوصف الأصوات بالخشوع. والمعنى لأهلها إنّهم خضّعٌ جميعهم لربّهم، فلا تسمع لناطقٍ منهم منطقًا إلاّ من أذن له الرّحمن.
- كما: حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن} يقول: سكنت.
وقوله: {فلا تسمع إلاّ همسًا} قيل: إنّه وطء الأقدام إلى المحشر. وأصله: الصّوت الخفيّ، يقال همس فلانٌ إلى فلانٍ بحديثه إذا أسرّه إليه وأخفاه، ومنه قول الرّاجز:
وهنّ يمشين بنا هميسًا = إن يصدق الطّير ننك لميسا
يعني بالهمس: صوت أخفاف الإبل في سيرها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عليّ بن عابسٍ، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال: وطء الأقدام.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلاّ همسًا} يعني: همس الأقدام، وهو الوطء.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاس {فلا تسمع إلاّ همسًا} يقول: الصّوت الخفيّ.
- حدّثنا إسماعيل بن موسى السّدّيّ، قال: أخبرنا شريكٌ، عن عبد الرّحمن بن الأصبهانيّ، عن عكرمة، {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال: وطء الأقدام.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمانٌ، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن حميدٍ، عن الحسن، {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال: همس الأقدام.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال قتادة: كان الحسن يقول: وقع أقدام القوم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فلا تسمع إلاّ همسًا} قال: تهافتًا أو قال: تخافت الكلام.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {همسًا} قال: خفض الصّوت.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ قال: " خفض الصّوت "، قال: وأخبرني عبد اللّه بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ، قال: كلام الإنسان لا تسمع تحرّك شفتيه ولسانه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، قوله: {فلا تسمع إلاّ همسًا} يقول: لا تسمع إلاّ مشيًا، قال: المشي الهمس: وطء الأقدام). [جامع البيان: 16/167-169]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الهمس خفض الصوت). [تفسير مجاهد: 402-403]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن الحسن همس الأقدام). [تفسير مجاهد: 403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: يحشر الله الناس يوم القيامة في ظلمة تطوى السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر وينادي مناد فيسمع الناس الصوت يأتونه، فذلك قول الله: {يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له} ). [الدر المنثور: 10/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ابي حاتم عن أبي صالح في قوله: {يتبعون الداعي لا عوج له} قال: لا عوج عنه). [الدر المنثور: 10/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ابي حاتم عن قتادة في قوله: {لا عوج له} لا يميلون عنه). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: الصوت الخفي). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: صوت وطء الأقدام). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: أصوات أقدامهم). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وسعيد في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: وطء الأقدام). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت قاعدا عند الشعبي فمرت علينا إبل قد كان عليها جص فطرحته فسمعت صوت أخفافها فقال: هذا الهمس). [الدر المنثور: 10/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا تسمع إلا همسا} قال: هو خفض الصوت بالكلام يحرك لسانه وشفتيه ولا يسمع). [الدر المنثور: 10/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {إلا همسا} قال: سر الحديث وصوت الأقدام، والله أعلم). [الدر المنثور: 10/243]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يومئذٍ لاّ تنفع الشّفاعة إلاّ من أذن له الرّحمن ورضي له قولاً (109) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا}.
يقول تعالى ذكره {يومئذٍ لا تنفع الشّفاعة إلاّ} شفاعة {من أذن له الرّحمن} أن يشفع ورضي له قولًه.
وأدخل في الكلام له دليلاً على إضافة القول إلى كنايةٍ " من " وذلك كقول القاتل الآخر: رضيت لك عملك، ورضيته منك.
وموضع من من قوله {إلاّ من أذن له الرّحمن} نصبٌ لأنّه خلاف الشّفاعة). [جامع البيان: 16/170]

تفسير قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} يقول تعالى ذكره: يعلم ربّك يا محمّد ما بين أيدي هؤلاء الّذين يتّبعون الدّاعي من أمر القيامة، وما الّذي يصيرون إليه من الثّواب والعقاب {وما خلفهم} يقول: ويعلم أمر ما خلّفوه وراءهم من أمر الدّنيا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يعلم ما بين أيديهم} يقول يعلم ما بين أيديهم من أمر السّاعة {وما خلفهم} من أمر الدّنيا.
وقوله: {ولا يحيطون به علمًا} يقول تعالى ذكره: ولا يحيط خلقه به علمًا.
ومعنى الكلام: أنّه محيطٌ بعباده علمًا، ولا يحيط عباده به علمًا.
وقد زعم بعضهم أنّ معنى ذلك: أنّ اللّه يعلم ما بين أيدي ملائكته وما خلفهم، وأنّ ملائكته لا يحيطون علمًا بما بين أيدي أنفسها وما خلفها، وقال: إنّما أعلم بذلك الّذين كانوا يعبدون الملائكة أنّ الملائكة كذلك لا تعلم ما بين أيديها وما خلفها، موبّخهم بذلك ومعرفهم بأنّ من كان كذلك، فكيف يعبد، وأنّ العبادة إنّما تصلح لمن لا تخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السّماء). [جامع البيان: 16/170-171]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 08:11 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويسألونك عن الجبال} [طه: 105] سأل المشركون النّبيّ فقالوا: يا محمّد كيف هذه الجبال في ذلك اليوم الّذي تذكر؟ فقال اللّه: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا} [طه: 105] من أصولها). [تفسير القرآن العظيم: 1/279]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ينسفها ربّي نسفاً...}
يقلعها). [معاني القرآن: 2/191]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً} مجازها: يطيرها فيستأصلها. {فيذرها قاعاً صفصفاً} أي مستوياً أملس). [مجاز القرآن: 2/29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ينسفها ربي نسفا}: يستأصلها). [غريب القرآن وتفسيره: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفا}
النسف التذرية تصير الجبال كالهباء المنثور، تذرّى تذرية). [معاني القرآن: 3/376]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ينسفها ربي نسفا} أي: يقلعها قلعا من أصولها، ثم يذرها رملا: تسيل سيلا، ثم يصيرها كالصوف المنقوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا. قال: ولا يكون العهن من الصوف إلا المصبوغ). [ياقوتة الصراط: 350]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( قوله: {يَنسِفُهَا}: أي يذيبها ويطيرها غباراً متفرقاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيذرها} [طه: 106] فيذر الأرض.
{قاعًا صفصفًا} [طه: 106] القاع الّذي لا ثرى عليه، وهي القرقرة.
والصّفصف، الّذي ليس عليه نباتٌ، كلّها مستويةٌ في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/279]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قاعاً صفصفاً...}

القاع مستنقع الماء والصفصف الأملس الذي لا نبات فيه). [معاني القرآن: 2/191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فيذرها قاعا}: القاع الذي يعلوه الماء.
الصفصف: المستوي من الأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيذرها قاعاً صفصفاً} والقاع من الأرض: المستوي الذي يعلوه الماء، والصّفصف: المستوي. يريد لا نبت فيها.
و(الأمت): النّبك). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فيذرها قاعا صفصفا}
القاع من الأرض المكان الذي يعلوه الماء، ويقال المكان الطيب والصّفصف، المستوي من الأرض). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قاعا صفصفا} القاع: الأرض الملساء بلا نبات ولا بناء، والصفصف: القرعاء. والعوج: التعوج في الفجاج).
[ياقوتة الصراط: 351]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصفصف): الذي لا نبت فيه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (القَـاع): الذي يعلوه المـاء يمينا وشمالا.
{الصّفْصَفُ}: المستوي). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال مجاهدٌ: {لا ترى فيها عوجًا} [طه: 107] يعني انخفاضًا.
{ولا أمتًا} [طه: 107] : ولا ارتفاعًا.
وقال الحسن: غمار البحور ورءوس الجبال سواءٌ.
- سليمان بن يزيد، عن شيخٍ من أهل الجزيرة، عن أبي حازمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: العوج: الوادي.
وقال قتادة: الأمت: الحدب). [تفسير القرآن العظيم: 1/280]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا أمتاً...}

الأمت: موضع النبك من الأرض: ما ارتفع منها ويقال: مسايل الأودية (غير مهموزٍ) ما تسفل وقد سمعت العرب يقولون: ملأ القربة ملأ لا أمت فيها إذا لم يكن فيها استرخاء.
ويقال سرنا سيراً لا أمت فيه ولا وهن فيه ولا ضعف). [معاني القرآن: 2/191]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {عوجاً} مجازه مصدر ما أعوج من المحاني والمسايل والأدوية والارتفاع يميناً وشمالا إذا كسرت أوله، وإنه فتحته فهو في كل رمح وسنٍ وحائطٍ.
{ولا أمتاً} مجازه لا ربى ولا وطئاً أي لا ارتفاع ولا هبوط، يقال: مد حبله حتى ما ترك فيه أمتاً، أي استرخاءً وملأ سقاءه حتى ما ترك فيه أمتا، أي انثناءً.
وقال يزيد بن ضبة:
منعّمةٌ بيضاء ليس بها أمت
وقال الراجز:
ما في انجذاب سيره من أمت).
[مجاز القرآن: 2/30،29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عوجا ولا أمتا}: العوج ما اعوج يمينا وشمالا والأمت ما كان يرتفع فيه مرة ويهبط فيه أخرى.
يقال: مد حبله حتى ما فيه أمت وملأ سقاءه حتى لم يدع فيه أمتا). [غريب القرآن وتفسيره: 251،250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا}
العوج في العصا والجبل ألا يكون مستويا، والأمت أن يغلظ مكان ويدقّ مكان). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (والأمتً): النبك). [ياقوتة الصراط: 351]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (والأمت): النبك، وهو ما قام في الأرض من الطين فجف، واحده: نبكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عِوَجـاً}: مائـلاً). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي} [طه: 108] يوم تكون الأرض والجبال كذلك {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي} [طه: 108] صاحب الصّور، يسرعون إليه حين يخرجون من قبورهم إلى بيت المقدس.
قال عبد اللّه بن مسعودٍ: يقوم ملكٌ بين السّماء والأرض بالصّور فينفخ فيه.
وقال قتادة: من الصّخرة من بيت المقدس.
قوله: {لا عوج له} [طه: 108] لا معدل عنه، في تفسير عاصمٍ عن مجاهدٍ، لا يتعوّجون أي عن إجابته يمينًا ولا شمالًا.
قوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن} [طه: 108] يعني سكنت لقوله: {لا يتكلّمون} [النبأ: 38] قال: {فلا تسمع إلا همسًا} [طه: 108] الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: وطء الأقدام.
- وحدّثنا فطرٌ، عن رجلٍ، عن أبي العالية الرّياحيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: الهمس الوطء.
- سعيدٌ، عن قتادة قال: في قراءة أبيّ بن كعبٍ: لا ينطقون إلا همسًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/280]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يتّبعون الدّاعي...}

يتّبعون صوت الداعي للحشر {لاعوج له} يقول لا عوج لهم عن الداعي فجاز أن يقول (له) لأن المذهب إلى الداعي وصوته. وهو كما تقول في الكلام: دعوتني دعوةً لا عوج لك عنها أي إنّي لا أعوج لك ولا عنك.
وقوله: {إلاّ همساً} يقال: نقل الأقدام إلى المحشر. ويقال: إنه الصّوت الخفيّ. وذكر عن ابن عباس أنه تمثّل:
وهنّ يمشين بنا هميساً =إن تصدق الطير ننك لميسا
فهذا صوت أخفاف الإبل في سيرها). [معاني القرآن: 2/192]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فلا تسمع إلّا همساً} أي صوتاً خفياً وهو مثل الركز، ويقال: همس إلي بحديثٍ، أي أخفاء: {وعنت الوجوه للحيّ القيوّم} فهي تعنو عنواً أي استأسرت فهي عوان لربها، واحدها عانٍ بمنزلة الأسير العاني لأسره، أي ذليل، ومنه قولهم: النساء عوانٍ عند أزواجهن). [مجاز القرآن: 2/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {إلا همسا}: الهمس والركز واحد وهو الصوت الخفي. يقال همس إلى بكذا وكذا أي أخفاه). [غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتّبعون الدّاعي لا عوج} أي لا يعدلون عنه ولا يعرجون في اتباعهم.
{وخشعت الأصوات} أي خفيت.
{فلا تسمع إلّا همساً} أي إلا صوتا خفيا. يقال: هو صوت الأقدام). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ} أي لا عوج لهم عنه). [تأويل مشكل القرآن: 222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {يومئذ يتّبعون الدّاعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلّا همسا}
المعنى لا عوج لهم عن دعائه، لا يقدرون أن لا يتبعوا وقوله - عزّ وجلّ -: {فلا تسمع إلّا همسا}.
الهمس في اللغة الشيء الخفيّ، والهمس - ههنا - في التفسير صوت وطء الأقدام). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وخشعت الأصوات للرحمن}: خشعت خضعت وذلت). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا همسا} قال: الهمس: صوت الأقدام، بعضها على بعض). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا عِوَجَ لَهُ}: أي لا يعدلون عنه. {إِلَّا هَمْسًا}: أي صوتاً خفيا هو صوت الأقدام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الهَمْـسُ}: الصوت الخفـيّ). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يومئذٍ لا تنفع الشّفاعة إلا من أذن له الرّحمن ورضي له قولا} [طه: 109] التّوحيد.
خالدٌ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لأنّ اللّه....».
كقوله: {يوم يقوم الرّوح} [النبأ: 38] روح كلّ شيءٍ في جسده، {والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النبأ: 38] التّوحيد.
إنّ الكفّار ليست لهم شفاعةٌ، لا يشفع لهم كقوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يومئذٍ لاّ تنفع الشّفاعة إلاّ من أذن له...}

{من} في موضع نصب لا تنفع إلا من إذن له أن يشفع فيه.
وقوله: {ورضي له قولاً} كقولك: ورضي منه عمله وقد يقول الرجل. قد رضيت لك عملك ورضيته منك). [معاني القرآن: 2/192]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يعلم ما بين أيديهم} [طه: 110] من أمر الآخرة.
{وما خلفهم} [طه: 110] من أمر الدّنيا، أي: إذا صاروا في الآخرة.
وقال قتادة: يعلم...
من أمر السّاعة.
{ولا يحيطون به علمًا} [طه: 110] ويعلم ما لا يحيطون به علمًا.
تبعٌ للكلام الأوّل.
أي: ويعلم ما لا يحيطون به علمًا، ما لا يعلمون). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم...}

يعني ملائكته الذين عبدهم من عبدهم. فقال: هم لا يعلمون ما بين أيديهم وما خلفهم، هو الذي يعلمه. فذلك قوله: {ولا يحيطون به علماً}). [معاني القرآن: 2/192]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما}.
ما بين أيديهم من أمر القيامة، وجميع ما يكون، وما خلفهم ما قد وقع من أعمالهم). [معاني القرآن: 3/377]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 08:18 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) }

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
ترامين بالأجواز في كل صفصف = وأدنين من خلج البرين الذفاريا
...
والصفصف: القاع المستوي). [نقائض جرير والفرزدق: 176]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
ذرعن بنا ما بين عرضه = إلى الشأم تلقانا رعان وصفصف
...
والصفصف: المستوي من الأرض). [نقائض جرير والفرزدق: 559]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والنقاع واحدها نقع، وهي الأرض الحرة الطيبة ليست فيها حزونة ولا ارتفاع ولا انهباط. والقاع مثله وجمعه قيعان [وقيعة]). [الغريب المصنف: 1/388] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


فأضحى يسح الماء من كل فيقة = يحوز الضباب في صفاصف بيض
...
والصفاصف: جمع صفصف، وهي الصحاري المستوية التي لا نبات فيها، قال الله عز وجل: {فيذرها قاعا صفصفا} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 462-463]

تفسير قوله تعالى: (لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) )
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة ... قال: والعوج في الأرض إذا لم تكن مستوية وكذلك في الدين). [الغريب المصنف: 3/666]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول في العود عوج وتقول في دينه عوج وفي الأرض عوج قال الله جل وعز: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} وقال: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما} قال أبو محمد وسمعت أبا الحسن الطوسي يحكي عن أبي عمرو الشيباني قال يقال في كل شيء عوج إلا قولك عَوِج عَوَجا فإنه مفتوح). [إصلاح المنطق: 164]

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الأمت: الاختلاف والالتباس، ومنه أخذ الارتفاع. ومنه أيضًا قيل ليس في الخمر أمت أي اختلاف في تحريمها. العوج: ما رئي متعوجًا والعوج: ما لم ير ولم يكن له شخص قائم). [مجالس ثعلب: 85]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (قال الراجز:

لقد رأيت عجبا مذ أمسا = عجائزا مثل الأفاعي خمسا
يأكلن ما في رحلهن همسا = لا ترك الله لهن ضرسا
...
و«الهمس»: أن تأكل الشيء وأنت تخفيه. وجعل «مذ» من حروف الجر، ولم يصرف أمس، ففتح آخره وهو في موضع الجر. والرفع الوجه في أمس؛ وفي القرآن: {فلا تسمع إلا همسا}.
قالوا: الحس الخفي). [النوادر في اللغة: 257]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وقال الأصمعي وأبو عمرو: ... غيرهما: الهمس صوت خفي). [الغريب المصنف: 1/67]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) }

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 08:54 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 08:55 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 08:58 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: "ويسئلونك"، قيل: إن رجلا من ثقيف سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجبال، ما يكون أمرها يوم القيامة؟ وقيل: بل سأله عن ذلك جماعة من المؤمنين. وقد تقدم معنى النسف، وروي أن الله تعالى يرسل على الجبال ريحا فيدكدكها حتى تكون كالعهن المنفوش، ثم يتوالى عليها حتى تعيدها كالهباء المنبث، فذلك هو النسف). [المحرر الوجيز: 6/133]

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "فيذرها" يحتمل أن يريد مواضعها، ويحتمل أن يريد ذلك التراب الذي نسفه؛ لأنه إنما يقع على الأرض باعتدال حتى تكون الأرض كلها مستوية. و"القاع": المستوي من الأرض المعتدل الذي لا نشز فيه، ومنه قول ضرار بن الخطاب:
لتكونن بالبطاح قريش بقعة القاع في أكف الإماء.
و"الصفصف" نحوه في المعنى). [المحرر الوجيز: 6/133]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "العوج" ما يعتري اعتدال الأرض من الأخذ يمنة ويسرة بحسب النشز من جبل وظرب وكدية ونحوه، و"الأمت": ما يعتري الأرض من ارتفاع وانخفاض، يقال: "مد حبله حتى ما ترك فيه أمتا"، فكأن "الأمت" في الآية العوج في السماء تجاه الهواء، و"العوج" في الآية مختص بالخفض، وفي هذا نظر). [المحرر الوجيز: 6/133]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما}
المعنى: يوم ننسف الجبال يتبع الخلائق داعي الله تعالى إلى المحشر، وهذا نحو قوله تعالى: {مهطعين إلى الداع}. وقوله: {لا عوج له} يحتمل أن يريد الإخبار به، أي: لا شك فيه، ولا يخالف وجوده خبره، ويحتمل أن يريد: لا محيد لأحد عن اتباعه، والمشي نحو صوته. و"الخشوع": التطامن والتواضع، وهو في الأصوات استعارة بمعنى الخفاء والاستسرار، ومعنى: "للرحمن": لهيبته وهول مطلع قدرته. و"الهمس": الصوت الخفي الخافت، وقد يحتمل أن يريد "بالهمس المسموع" تخافتهم بينهم وكلامهم السر، ويحتمل أن يريد صوت الأقدام، وأن أصوات النطق ساكنة). [المحرر الوجيز: 6/134]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "من" في قوله: {إلا من أذن له الرحمن} يحتمل أن يكون الاستثناء متصلا، ويكون "من" في موضع نصب يراد بها المشفوع له، فكأن المعنى: إلا من أذن له الرحمن في أن يشفع له، ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا على تقدير: لكن من أذن له الرحمن يشفع، فـ "من" في موضع نصب بالاستثناء، ويصح أن يكون في موضع رفع، كما يجوز الوجهان في قولك: "ما في الدار أحد إلا حمارا، وإلا حمار"، والنصب أوجه، و"من" - على هذه التأويلات - للشافع، ويحتمل أن تكون للمشفوع فيه). [المحرر الوجيز: 6/134]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}، قالت فرقة: يريد الملائكة، وقالت فرقة: يريد خلقه أجمع، وقد تقدم القول في ترتيب ما بين اليد وما خلفه في غير
[المحرر الوجيز: 6/134]
موضع، على أن جماعة من المفسرين قالوا في هذه الآية: ما خلفهم: الدنيا، وما بين أيديهم: أمر الآخرة والثواب والعقاب، وهذا بأن يعرضها حالة وقوف حتى يجعلها كالأجرام، وأما إن قدرناها في نسق الزمان فالأمر على العكس بحكم ما بيناه قبل). [المحرر الوجيز: 6/135]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 06:25 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 06:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا (105) فيذرها قاعًا صفصفًا (106) لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا (107) يومئذٍ يتّبعون الدّاعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلا همسًا (108)}
يقول تعالى: {ويسألونك عن الجبال} أي: هل تبقى يوم القيامة أو تزول؟ {فقل ينسفها ربّي نسفًا} أي: يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيّرها تسييرًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 316]

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فيذرها} أي: الأرض {قاعًا صفصفًا} أي: بساطًا واحدًا.
والقاع: هو المستوي من الأرض. والصّفصف تأكيدٌ لمعنى ذلك، وقيل: الّذي لا نبات فيه. والأوّل أولى، وإن كان الآخر مرادًا أيضًا باللّازم؛ ولهذا قال: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} أي: لا ترى في الأرض يومئذٍ واديًا ولا رابيةً، ولا مكانًا منخفضًا ولا مرتفعًا، كذلك قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٌ، والحسن البصريّ، والضّحّاك، وقتادة، وغير واحدٍ من السّلف). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 316]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يومئذٍ يتّبعون الدّاعي لا عوج له} أي: يوم يرون هذه الأحوال والأهوال، يستجيبون مسارعين إلى الدّاعي، حيثما أمروا بادروا إليه، ولو كان هذا في الدّنيا لكان أنفع لهم، ولكن حيث لا ينفعهم، كما قال تعالى: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} [مريم: 38]، وقال: {مهطعين إلى الدّاع يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ} [القمر: 8].
قال محمّد بن كعبٍ القرظي: يحشر اللّه النّاس يوم القيامة في ظلمة، وتطوي السماء، وتتناثر النّجوم، وتذهب الشّمس والقمر، وينادي منادٍ، فيتبع النّاس الصّوت [فيأتونه] فذلك قوله: {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي لا عوج له}.
وقال قتادة: {لا عوج له} لا يميلون عنه.
وقال أبو صالحٍ: {لا عوج له} لا عوج عنه.
وقوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن}: قال ابن عبّاسٍ: سكنت: وكذا قال السّدّيّ.
{فلا تسمع إلا همسًا} قال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: يعني: وطء الأقدام. وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، والضّحاك، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، وابن زيدٍ، وغيرهم.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {فلا تسمع إلا همسًا}: الصّوت الخفيّ. وهو روايةٌ عن عكرمة، والضّحّاك.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {فلا تسمع إلا همسًا}: الحديث، وسرّه، ووطء الأقدام. فقد جمع سعيدٌ كلا القولين وهو محتملٌ، أمّا وطء الأقدام فالمراد سعي النّاس إلى المحشر، وهو مشيهم في سكونٍ وخضوعٍ. وأمّا الكلام الخفيّ فقد يكون في حالٍ دون حالٍ، فقد قال تعالى: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ} [هودٍ: 105]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 316-317]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يومئذٍ لا تنفع الشّفاعة إلا من أذن له الرّحمن ورضي له قولا (109) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا (110) وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلمًا (111) ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا (112)}.
يقول تعالى: {يومئذٍ} أي: يوم القيامة {لا تنفع الشّفاعة} أي: عنده {إلا من أذن له الرّحمن ورضي له قولا} كقوله: {من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]، وقوله: {وكم من ملكٍ في السّماوات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى} [النّجم: 26]، وقال: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] وقال: {ولا تنفع الشّفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأٍ: 23]، وقال: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النّبأ: 38].
وفي الصّحيحين، من غير وجهٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو سيّد ولد آدم، وأكرم الخلائق على اللّه عزّ وجلّ أنّه قال: "آتي تحت العرش، وأخرّ للّه ساجدًا، ويفتح عليّ بمحامد لا أحصيها الآن، فيدعني ما شاء اللّه أن يدعني، ثمّ يقول: يا محمّد، ارفع رأسك، وقل يسمع واشفع تشفّع". قال: "فيحدّ لي حدًّا، فأدخلهم الجنّة، ثمّ أعود"، فذكر أربع مرّاتٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء.
وفي الحديث [أيضًا] يقول تعالى: أخرجوا من النّار من كان في قلبه مثقال حبّةٍ من إيمانٍ، فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثمّ يقول: أخرجوا من النّار من كان في قلبه نصف مثقالٍ من إيمانٍ، أخرجوا من النّار من كان في قلبه ما يزن ذرّةً، من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ" الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 317-318]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} أي: يحيط علمًا بالخلائق كلّهم، {ولا يحيطون به علمًا} كقوله: {ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء} [البقرة: 255]).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 318]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة