العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:49 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة القلم[ من الآية (17) إلى الآية (33) ]

{(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:50 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة ،في قوله تعالى: {إذا أقسموا ليصرمنها} قال: «كانت الجنة لشيخ وكان يتصدق وكان بنوه ينهونه عن الصدقة وكان يمسك قوت سنة ويتصدق بالفضل فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين قال وغدوا على حرد قادرين يقول على جد من أمرهم»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 309]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر فقال لقتادة: «أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار»، قال: «لقد كلفتني تعبا»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 309]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، قال: «أخبرني تميم بن عبد الرحمن أنه سمع ابن جبير يقول: هي أرض باليمن يقال لها ضروان»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 309]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين (17) ولا يستثنون}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {إنّا بلوناهم}. أي: بلونا مشركي قريشٍ، يقول: امتحنّاهم فاختبرناهم {كما بلونا أصحاب الجنّة}. يقول: كما امتحنّا أصحاب البستان {إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين}. يقول: إذ حلفوا ليصرمنّ ثمرها إذا أصبحوا). [جامع البيان: 23 / 171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله: تعالى: {إنا بلوناهم} الآيات.
أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} قال: هؤلاء ناس قص الله عليكم حديثهم وبين لكم أمرهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن حريج أن أبا جهل قال يوم بدر: «خذوهم أخذا فاربطوهم في الجبال ولا تقتلوا منهم أحدا» فنزل {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} يقول: «في قدرتهم عليهم كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كما بلونا أصحاب الجنة} قال: «كانوا من أهل الكتاب».
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كما بلونا أصحاب الجنة} قال: «هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة وكان يطعم منها السائلين فمات أبوهم فقال بنوه: إن كان أبونا لأحمق يطعم المساكين فأقسموا ليصرمنها مصبحين وأن لا يطعموا مسكينا».
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة قال: «كانت الجنة لشيخ من بني إسرائيل وكان يمسك قوت سنته ويتصدق بالفضل كان بنوه ينهونه عن الصدقة فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين» {وغدوا على حرد قادرين} يقول: على جد من أمرهم.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {كما بلونا أصحاب الجنة} قال: «هي أرض باليمن يقال لها ضر وإن بينها وبين صنعاء ستة أميال»). [الدر المنثور: 14 / 634-635]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ولا يستثنون} ولا يقولون إن شاء اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ}. قال: «هم ناسٌ من الحبشة كانت لأبيهم جنّةٌ كان يطعم المساكين منها، فلمّا مات أبوهم، قال بنوه: واللّه إن كان أبونا لأحمق حين يطعم المساكين، فأقسموا ليصرمنّها مصبحين، ولا يستثنون، ولا يطعمون مسكينًا».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ليصرمنّها مصبحين}. قال: «كانت الجنّة لشيخٍ، وكان يتصدّق، فكان بنوه ينهونه عن الصّدقة، وكان يمسك قوت سنته، وينفق ويتصدّق بالفضل؛ فلمّا مات أبوهم غدوا عليها فقالوا: {لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ}».
وذكر أنّ أصحاب الجنّة كانوا أهل كتابٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة إذ أقسموا} الآية، قال: «كانوا من أهل الكتاب».
والصّرم: القطع.
وإنّما عنى بقوله: {ليصرمنّها} ليجدّنّ ثمرتها؛ ومنه قول امرئ القيس:
صرمتك بعد تواصلٍ دعد.......وبدا لدعدٍ بعض ما يبدو
). [جامع البيان: 23 / 171-172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي صالح في قوله: {ولا يستثنون} قال: «كان استثناؤهم سبحان الله»). [الدر المنثور: 14 / 635]

تفسير قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصّريم}.
يقول تعالى ذكرٌه: فطرق جنّة هؤلاء القوم ليلاً طارقٌ من أمر اللّه وهم نائمون، ولا يكون الطّائف في كلام العرب إلاّ ليلاً ولا يكون نهارًا، وقد يقولون: أطفت بها نهارًا.
وذكر الفرّاء أنّ أبا الجرّاح أنشده:
أطفت بها نهارًا غير ليلٍ.......وألهى ربّها طلب الرّخال
والرّخال: هي أولاد الضّأن الإناث.
وبنحو الّذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن الطّوفان {فطاف عليها طائفٌ من ربّك} قال: «هو أمرٌ من اللّه».
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون}. قال: «طاف عليها أمرٌ من أمر اللّه وهم نائمون»). [جامع البيان: 23 / 173-174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فطاف عليها طائف من ربك} قال: «هو أمر من الله».
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {فطاف عليها طائف من ربك} قال: «عذاب: عنق من النار خرجت من وادي جهنم».
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون} قال: «أتاها أمر الله ليلا» {فأصبحت كالصريم} قال: «كالليل المظلم».
وأخرج عبد بن حميد عن قطر بن ميمون مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب فينسى به الباب من العلم وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل وإن العبد ليذنب الذنب فينسى فيحرم به رزقا قد كان هيئ له» ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصريم} قد حرموا خير جنتهم بذنبهم). [الدر المنثور: 14 / 636-637]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {كالصّريم} : " كالصّبح انصرم من اللّيل، واللّيل انصرم من النّهار، وهو أيضًا: كلّ رملةٍ انصرمت من معظم الرّمل، والصّريم أيضًا: المصروم، مثل قتيلٍ ومقتولٍ "). [صحيح البخاري: 6 / 159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره كالصّريم كالصّبح انصرم من اللّيل واللّيل انصرم من النّهار قال أبو عبيدة فأصبحت كالصريم النّهار انصرم من اللّيل واللّيل انصرم من النّهار وقال الفرّاء الصّريم اللّيل المسودّ قوله وهو أيضًا كلّ رملةٍ انصرمت من معظم الرّمل هو قول أبي عبيدة أيضًا قال وكذلك الرّملة تنصرم من معظم الرّمل فيقال صريمةٌ وصريمة أمرك قطعه قوله والصّريم أيضًا المصروم مثل قتيل ومقتول هو محصل ما أخرجه بن المنذر من طريق شيبان عن قتادة في قوله فأصبحت كالصريم كأنّها قد صرمت والحاصل أنّ الصّريم مقولٌ بالاشتراك على معانٍ يرجع جميعها إلى انفصال شيءٍ عن شيءٍ ويطلق أيضًا على الفعل فيقال صريمٌ بمعنى مصرومٌ تكميلٌ قال عبد الرّزّاق: عن معمرٍ أخبرني تميم بن عبد الرّحمن أنّه سمع سعيد بن جبيرٍ يقول: «هي يعني الجنّة المذكورة أرضٌ باليمن يقال لها صرفان بينها وبين صنعاء ستّة أميالٍ»). [فتح الباري: 8 / 662]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: كالصّريم كالصّبح انصرم من اللّيل واللّيل انصرم من النّهار وهو أيضا كلّ رملةٍ انصرمت من معظم الرّمل والصّريم أيضا المصروم مثل قتيلٍ ومقتولٍ.
أي: قال غير ابن عبّاس في قوله تعالى: {فأصبحت كالصريم} أي: فأصبحت الجنّة المذكورة كالصريم، وفسره بقوله: (كالصبح انصرم) أي: انقطع من اللّيل إلى آخره، ظاهر). [عمدة القاري: 19 / 256]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) أي غير ابن عباس ({كالصريم}) في قوله تعالى: {فأصبحت كالصريم} أي (كالصبح انصرم) انقطع (من الليل والليل انصرم) انقطع (من النهار) فالصريم يطلق على الليل لسواده وعلى النهار وعلى الصبح فهو من الأضداد، وقال شمر: الصريم الليل والنهار لانصرام هذا عن ذاك وذاك عن هذا (وهو أيضًا كل رملة انصرمت) انقطعت (من معظم الرمل والصريم أيضًا المصروم مثل قتيل ومقتول) فعيل بمعنى مفعول وفي التفسير أي كالبستان الذي صرم ثماره بحيث لم يبق فيه شيء أو كالليل باحتراقها واسودادها أو كالنهار بابيضاضها من فرط اليبس هذا). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأصبحت كالصّريم} اختلف أهل التّأويل في الّذي عني بالصّريم، فقال بعضهم: عني به اللّيل الأسود، وقال: معنى ذلك: فأصبحت جنّتهم محترقةً سوداء كسواد اللّيل المظلم البهيم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سهل بن عسكرٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا شيخٌ لنا، عن شيخٍ من كلبٍ يقال له سليمان، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فأصبحت كالصّريم}. قال: الصّريم: اللّيل، قال: وقال في ذلك أبو عمرو بن العلاء رحمه اللّه:
ألا بكرت وعاذلتي تلوم.......تهجّدني وما انكشف الصّريم
وقال أيضًا:
تطاول ليلك الجون البهيم.......فما ينجاب عن صبحٍ صريم
إذا ما قلت أقشع أو تناهى.......جرت من كلّ ناحيةٍ غيوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فأصبحت كأرضٍ تدعى الصّريم معروفةٌ بهذا الاسم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: أخبرني تميم بن عبد الرّحمن، أنّه سمع سعيد بن جبيرٍ، يقول: «هي أرضٌ باليمن يقال لها: ضروان، من صنعاء على ستّة أميالٍ»). [جامع البيان: 23 / 174-175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون} قال: «أتاها أمر الله ليلا» {فأصبحت كالصريم} قال: «كالليل المظلم».
وأخرج عبد بن حميد عن قطر بن ميمون مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب فينسى به الباب من العلم وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل وإن العبد ليذنب الذنب فينسى فيحرم به رزقا قد كان هيئ له» ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصريم} قد حرموا خير جنتهم بذنبهم). [الدر المنثور: 14 / 636-637] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كالصريم} قال: «مثل الليل الأسود».
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {كالصريم} قال: «الذهب» قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: «نعم أما سمعت قول الشاعر:
غدوت عليه غدوة فوجدته.......قعودا لديه بالصريم عواذله»
). [الدر المنثور: 14 / 637]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين (22) فانطلقوا وهم يتخافتون (23) أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ (24) وغدوا على حردٍ قادرين}.
يقول تعالى ذكره: فتنادى هؤلاء القوم وهم أصحاب الجنّة. يقول: نادى بعضهم بعضًا {مصبحين} يقول: بعد أن أصبحوا). [جامع البيان: 23 / 175]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أن اغدوا على حرثكم} وذلك الزّرع {إن كنتم صارمين} يقول: إن كنتم حاصدي زرعكم). [جامع البيان: 23 / 175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: أن {اغدوا على حرثكم} قال: «كان عنبا»). [الدر المنثور: 14 / 637]

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {يتخافتون} : «ينتجون السّرار والكلام الخفيّ»). [صحيح البخاري: 6 / 159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ يتخافتون ينتجون السّرار والكلام الخفيّ ثبت هذا لأبي ذرٍّ وحده هنا وثبت للباقين في كتاب التّوحيد). [فتح الباري: 8 / 661-662]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وقال ابن عباس يتخافتون من قوله: {فانطلقوا وهم يتخافتون} أي (ينتجون) بفتح التحتية وسكون النون وفتح الفوقية بعدها جيم (السرار والكلام الخفي) وسقط هذا لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فانطلقوا وهم يتخافتون} يقول: فمضوا إلى حرثهم وهم يتسارّون بينهم). [جامع البيان: 23 / 175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وهم يتخافتون} قال: «الإسرار والكلام الخفي».
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وهم يتخافتون} قال: «يسرون بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين» {وغدوا على حرد قادرين} قال: «غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم قادرون عليها في أنفسهم»). [الدر المنثور: 14 / 637-638]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ} يقول: وهم يتسارّون يقول بعضهم لبعضٍ: لا يدخلنّ جنّتكم اليوم عليكم مسكينٌ.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين (22) فانطلقوا وهم يتخافتون}. يقول: «يسرّون ألاّ يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: «لمّا مات أبوهم غدوا عليها»، فقالوا: لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ). [جامع البيان: 23 / 175-176]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن مجاهدـ، في قوله: {أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين} قال: «اضمروا في أنفسهم أن لا يدخل عليهم مسكين»). [تفسير مجاهد: 2/ 688-689]

تفسير قوله تعالى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال قتادة: {حردٍ} : «جدٍّ في أنفسهم»). [صحيح البخاري: 6 / 159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة: حردٍ جدٍّ في أنفسهم هو بكسر الجيم وتشديد الدّال الاجتهاد والمبالغة في الأمر قال بن التّين: وضبط في بعض الأصول بفتح الجيم قال عبد الرّزّاق: عن معمرٍ، عن قتادة: «كانت الجنّة لشيخٍ وكان يمسك قوته سنةً ويتصدّق بالفضل وكان بنوه ينهونه عن الصّدقة فلمّا مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ وغدوا على حردٍ قادرين يقول على جدٍّ من أمرهم» قال معمرٌ وقال الحسن: على فاقةٍ وأخرج سعيد بن منصورٍ بإسنادٍ صحيحٍ عن عكرمة قال: «هم ناسٌ من الحبشة كانت لأبيهم جنّةٌ فذكر نحوه إلى أن قال {وغدوا على حردٍ قادرين}» قال أمرٌ مجتمعٌ وقد قيل في {حردٍ} إنّها اسم الجنّة وقيل اسم قريتهم وحكى أبو عبيدة فيه أقوالًا أخرى القصد والمنع والغضب والحقد). [فتح الباري: 8 / 661]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال قتادة :«حرد جد في أنفسهم» ،وقال ابن عبّاس: {يتخافتون} «ينتجون السرار والكلام الخفي» ،وقال ابن عبّاس: «لضالون أضللنا مكان جنتنا»
أما قول قتادة فقال عبد الرّزّاق في تفسيره ثنا معمر، عن قتادة في قوله: {على حرد} قال: «على جد في أنفسهم»
وقال عبد ثنا يونس ،عن شيبان، عن قتادة: {وغدوا على حرد قادرين} قال: «غدا القوم وهم مجدون إلى جنتهم قادرون عليها في أنفسهم»). [تغليق التعليق: 4 / 346]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة حردٍ: «جدٍّ في أنفسهم»
أشار به قتادة إلى قوله تعالى: {وغدوا على جرد قادرين} وفسّر قوله: (جرد) بقوله: (جد) بكسر الجيم وتشديد الدّال وهو الاجتهاد، والمبالغة في الأمر، وقال ابن التّين: وضبط في بعض الأصول بفتح الجيم رواه عبد الرّزّاق في (تفسيره) عن معمر عن قتادة. وقال الثّعلبيّ: «على قدرة قادرين على أنفسهم»، وعن النّخعيّ ومجاهد وعكرمة على أمر مجمع قد أسسوه بينهم وعن سفيان على حنق وغضب، وعن أبي عبيدة على منع). [عمدة القاري: 19 / 255]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة حرد) بالجر ولأبي ذر بالرفع أي في قوله تعالى: {وغدوا على حرد قادرين} أي (جد) بكسر الجيم (في أنفسهم) وقيل الحرد الغضب والحنق وقيل: المنع من حاردت الإبل انقطع لبنها والسنة قلّ مطرها قاله أبو عبيدة وقادرين حال من فاعل غدوا وعلى حرد متعلق به). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلف أهل التّأويل في معنى الحرد في هذا الموضع، فقال بعضهم: معناه: على قدرةٍ في أنفسهم وجدٍّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وغدوا على حردٍ قادرين}. قال: «ذو قدرةٍ».
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حجّاجٌ، عمّن حدّثه عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {على حردٍ قادرين}. قال: «على جدٍّ قادرين في أنفسهم».
- قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {وغدوا على حردٍ قادرين}. قال: «على جهدٍ»، أو قال «على جدٍّ».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وغدوا على حردٍ قادرين}: غدا القوم وهم محردون إلى جنّتهم، قادرون عليها في أنفسهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وغدوا على حردٍ قادرين}. قال: «على جدٍّ من أمرهم».
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {على حردٍ قادرين}: على جدٍّ قادرين في أنفسهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وغدوا على أمرٍ قد أجمعوا عليه بينهم، واسّسوه، وأسرّوه في أنفسهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهدٍ، {وغدوا على حردٍ قادرين}. قال: «كان حرثٌ لأبيهم، وكانوا إخوةً، فقالوا: لا نطعم مسكينًا منه حتّى نعلم ما يخرج منه {وغدوا على حردٍ قادرين}. على أمرٍ قد أسّسوه بينهم».
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {على حردٍ}. قال: «على أمرٍ مجمعٍ».
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة: {وغدوا على حردٍ قادرين}. قال: «على أمرٍ مجمعٍ».
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وغدوا على فاقةٍ وحاجةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: قال الحسن، في قوله: {وغدوا على حردٍ قادرين}. قال: «على فاقةٍ».
وقال آخرون: بل معنى ذلك: على حنقٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان: {وغدوا على حردٍ قادرين}. قال: «على حنقٍ».
وكأنّ سفيان ذهب في تأويله هذا إلى مثل قول الأشهب بن رميلة:
أسود شرًى لاقت أسود خفيّةٍ.......تساقوا على حردٍ دماء الأساود
يعني: على غضبٍ.
وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يتأوّل ذلك: وغدوا على منعٍ.
ويوجّهه إلى أنّه من قولهم: حاردت السّنة إذا لم يكن فيها مطرٌ، وحاردت النّاقة إذا لم يكن لها لبنٌ، كما قال الشّاعر:
فإذا ما حاردت أو بكأت.......فتّ عن حاجب أخرى طينها.
وهذا قولٌ لا نعلم له قائلاً من متقدّمي العلم قاله وإن كان له وجهٌ، فإذا كان ذلك كذلك، وكان غير جائزٍ عندنا أن يتعدّى ما أجمعت عليه الحجّة، فما صحّ من الأقوال في ذلك إلاّ أحد الأقوال الّتي ذكرناها عن أهل العلم. وإذا كان ذلك كذلك، وكان المعروف من معنى (الحرد) في كلام العرب القصد من قولهم: قد حرد فلانٌ حرد فلانٍ: إذا قصد قصده؛ ومنه قول الرّاجز:
وجاء سيلٌ كان من أمر اللّه.......يحرد حرد الجنّة المغلّة
يعني: يقصد قصدها، صحّ أنّ الّذي هو أولى بتأويل الآية قول من قال: معنى قوله: {وغدوا على حردٍ قادرين} وغدوا على أمرٍ قد قصدوه واعتمدوه، واستسرّوه بينهم، قادرين عليه في أنفسهم). [جامع البيان: 23 / 176-179]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: نا شيبان، عن قتادة {وغدوا على حرد قادرين} قال: «يعني على جد في أنفسهم»). [تفسير مجاهد: 689]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة قال:« كانت الجنة لشيخ من بني إسرائيل وكان يمسك قوت سنته ويتصدق بالفضل كان بنوه ينهونه عن الصدقة فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين {وغدوا على حرد قادرين} »يقول: على جد من أمرهم). [الدر المنثور: 14 / 634-635] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وهم يتخافتون} قال: «يسرون بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين {وغدوا على حرد قادرين}» قال: «غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم قادرون عليها في أنفسهم»). [الدر المنثور: 14 / 637-638] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {على حرد قادرين} يقول: «ذو قدرة».
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن مجاهد قال: {وغدوا على حرد قادرين} قال: «غدوا على أمر قد قدروا عليه وأجمعوا عليه في أنفسهم أن لا يدخل عليهم مسكين».
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {وغدوا على حرد} قال: «غيظ».
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {وغدوا على حرد} يعني المساكين بجد). [الدر المنثور: 14 / 638]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن على فاقة {فلما رأوها قالوا إنا لضالون}). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 309]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة: «يقول أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا» قال بعضهم بل نحن محرومون حورفنا حرمنا حتى راغبون). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 309]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {لضالّون} : «أضللنا مكان جنّتنا»). [صحيح البخاري: 6 / 159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاس {إنّا لضالون} أضللنا مكان جنتنا وصله بن أبي حاتم من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عبّاس في قوله: {قالوا إنّا لضالون} أضللنا مكان جنّتنا وقال عبد الرّزّاق: عن معمرٍ، عن قتادة أخطأنا الطّريق ما هذه جنّتنا تنبيهٌ زعم بعض الشّرّاح أنّ الصّواب في هذا أن يقال ضللنا بغير ألفٍ تقول ضللت الشّيء إذا جعلته في مكانٍ ثمّ لم تدر أين هو وأضللت الشّيء إذا ضيّعته انتهى والّذي وقع في الرّواية صحيح المعنى عملنا عمل من ضيّع ويحتمل أن يكون بضمّ أوّل أضللنا). [فتح الباري: 8 / 662]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم: أنا علّي بن المبارك فيما كتب إليّ ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمّد بن ثور، عن ابن جريج ،عن عطاء ،عن ابن عبّاس في قوله :{قالوا إنّا لضالون} أضللنا مكان جنتنا
وقال ...........). [تغليق التعليق: 4 / 346-347]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {لضالّون}: أضللنا مكان جنّتنا
أي: قال ابن عبّاس، رضي الله تعالى عنهما، في قوله تعالى: {فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالون} أي: أضللنا مكان جنتنا، رواه ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عنه، والضّمير في قوله: {فلمّا رأوها} يرجع إلى الجنّة في قوله: {إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة} [القلم: 17] يعني: امتحنا واختبرنا أهل مكّة بالقحط والجوع (كما بلونا) أي: كما ابتلينا أصحاب الجنّة. قال ابن عبّاس: «بستان باليمن يقال له الضروان دون صنعاء بفرسخين وكانوا حلفوا أن لا يصرمن نخلها إلاّ في الظلمة قبل خروج النّاس من المساكن إليها، فأرسل الله عليها نارا من السّماء فأحرقتها وهم نائمون، فلمّا قاموا وأتوا إليها رأوها قالوا: إنّا لضالون وليست هذه جنتنا». قوله: (أضللنا) ، قال بعضهم: زعم بعض الشّرّاح أن الصّواب في هذا أن يقال: ضللنا، غير ألف. تقول: ضللت الشّيء إذا جعلته في مكن ثمّ لم تدر أين هو، وأضللت الشّيء إذا ضيعته. ثمّ قال: والّذي وقع في الرّواية صحيح المعنى. أي: عملنا عمل من ضيع، ويحتمل أن يكون بضم أول أضللنا. انتهى. قلت: أراد ببعض الشّرّاح الحافظ الدمياطي فإنّه قال هكذا والّذي قاله هو الصّواب لأن اللّغة تساعده، ولكن الّذي اختاره هذا القائل من الوجهين اللّذين ذكرهما بعيد جدا. أما الأول: فليس بمطابق لقول أهل الجنّة فإن عملهم لم يكن إلّا رواحهم إلى جنتهم فقط، وليس فيه عمل عمل من ضيع: وأما الثّاني: فبالاحتمال الّذي لا يقطع، ولكن يقال في تصويب الّذي وقع به الرّواية: أضللنا أنفسنا عن مكان جنتنا يعني: هذه ليست بجنتنا بل تهنا في طريقها). [عمدة القاري: 19 / 255-256]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم (الضالون) أي (اضللنا مكان جنتنا) فتهنا عنها ثم لما رجعوا عما كانوا فيه وتيقنوا أنها هي قالوا بل نحن محرومون أي بل هي هذه ولكن لا حظ لنا ولا نصيب). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا رأوها قالوا إنّا لضّالّون (26) بل نحن محرومون (27) قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا صار هؤلاء القوم إلى جنّتهم، ورأوها محترقًا حرثها، أنكروها وشكّوا فيها، هل هي جنّتهم أم لا؟ فقال بعضهم لأصحابه ظنًّا منه أنّهم قد أغفلوا طريق جنّتهم، وأنّ الّتي رأوا غيرها: إنّا أيّها القوم لضالّون طريق جنّتنا، فقال من علم أنّها جنّتهم، وأنّهم لم يخطئوا الطّريق: بل نحن أيّها القوم محرومون، حرمنا منفعة جنّتنا بذهاب حرثها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون} أي ضللنا الطّريق، {بل نحن محرومون}، بل جوزينا فحرمنا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون} يقول قتادة: «يقولون أخطأنا الطّريق ما هذه بجنّتنا»، فقال بعضهم: {بل نحن محرومون}: حرمنا جنّتنا). [جامع البيان: 23 / 179-180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قالوا إنا لضالون} قال: «أضللنا مكان جنتنا».
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {إنا لضالون} قال: «أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا» وفي قوله: {بل نحن محرومون} قال: «بل حورفنا فحرمناها» وفي قوله: {قال أوسطهم} قال: «أعدل القوم وأحسن القوم فزعا وأحسنهم رجعة»). [الدر المنثور: 14 / 638-639]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال أبو صخر عن القرظي أنه كان يقول في المحروم: الرجل صاحب الحرث بين الحروث يزرعون جميعا فيطعم بعضهم نفع زرعه ويحرمه الآخر، فعليهم أن يجبروه بينهم؛ فقال: {أفرأيتم ما تحرثون (63) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (64) لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون (65) إنا لمغرمون (66) بل نحن محرومون}، قال: {وغدوا على حردٍ قادرين (25) فلما رأوها قالوا إنا لضالون (26) بل نحن محرومون}، قال: جميع الناس كلهم يقولون: المحارف في التجارة). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 75-76] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني محمد بن مسلم عن أيوب بن موسى عن محمد بن كعب القرظي قال: «المحروم الذي تصيبه الجائحة»؛ قال الله: {وغدوا على حردٍ قادرين (25) فلما رأوها قالوا إنا لضالون (26) بل نحن محرومون}، وقال: {فظلتم تفكهون (65) إنا لمغرمون (66) بل نحن محرومون}، قال: المحروم الذي تصيبه الجائحة). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 103-104]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر: وقال قتادة :يقول أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا قال بعضهم بل نحن محرومون حورفنا حرمنا حتى راغبون). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 309] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا رأوها قالوا إنّا لضّالّون (26) بل نحن محرومون (27) قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا صار هؤلاء القوم إلى جنّتهم، ورأوها محترقًا حرثها، أنكروها وشكّوا فيها، هل هي جنّتهم أم لا؟ فقال بعضهم لأصحابه ظنًّا منه أنّهم قد أغفلوا طريق جنّتهم، وأنّ الّتي رأوا غيرها: إنّا أيّها القوم لضالّون طريق جنّتنا، فقال من علم أنّها جنّتهم، وأنّهم لم يخطئوا الطّريق: بل نحن أيّها القوم محرومون، حرمنا منفعة جنّتنا بذهاب حرثها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون} أي ضللنا الطّريق، {بل نحن محرومون}، بل جوزينا فحرمنا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون} يقول قتادة: «يقولون أخطأنا الطّريق ما هذه بجنّتنا»، فقال بعضهم: {بل نحن محرومون}: حرمنا جنّتنا). [جامع البيان: 23 / 179-180] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {إنا لضالون} قال: «أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا» وفي قوله: {بل نحن محرومون} قال:« بل حورفنا فحرمناها» وفي قوله: {قال أوسطهم} قال: «أعدل القوم وأحسن القوم فزعا وأحسنهم رجعة»). [الدر المنثور: 14 / 638-639] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {بل نحن محرومون} قال: «لما تبينوا وعرفوا معالم جنتهم قالوا {بل نحن محرومون} محارفون».
وأخرج ابن المنذر عن معمر قال: «قلنا لقتادة أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار» قال: «لقد كلفتني تعبا»). [الدر المنثور: 14 / 639]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، قال: «أوسطهم» قال: «هو أعدلهم وخيرهم»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 310]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيدٍ في قوله عزّ وجلّ: {قال أوسطهم ألم أقل لكم} قال: «أعدلهم»). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 36][سعيد: هو ابن جبير]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله الله عز وجل: {قال أوسطهم} يقول: «أفضلهم وأعدلهم»). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 122]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال أوسطهم} يعني: «أعدلهم».
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال؛ حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قال أوسطهم}. قال: «أعدلهم»، ويقال: قال «خيرهم»، وقال في البقرة: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا} قال: «الوسط: العدل».
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {قال أوسطهم}. يقول: «أعدلهم».
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الفرات بن خلاّدٍ، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، {قال أوسطهم}: «أعدلهم».
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {قال أوسطهم}. قال: «أعدلهم».
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، {قال أوسطهم}. قال: «أعدلهم».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قال أوسطهم}. أي: أعدلهم قولاً، وكان أسرع القوم فزعًا، وأحسنهم رجعةً {ألم أقل لكم لولا تسبّحون}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {قال أوسطهم}. قال: «أعدلهم».
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {قال أوسطهم}. يقول: «أعدلهم».
وقوله: {ألم أقل لكم لولا تسبّحون}. يقول: «هلاّ تستثنون إذ قلتم: لنصرمنّها مصبحين، فتقولوا: إن شاء اللّه».
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهدٍ، {لولا تسبّحون}. قال: «بلغني أنّه الاستثناء».
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهدٍ {ألم أقل لكم لولا تسبّحون}. قال: «يقول: تستثنون، فكان التّسبيح فيهم الاستثناء»). [جامع البيان: 23 / 180-182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {إنا لضالون} قال: «أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا» وفي قوله: {بل نحن محرومون} قال: «بل حورفنا فحرمناها» وفي قوله: {قال أوسطهم} قال: «أعدل القوم وأحسن القوم فزعا وأحسنهم رجعة»). [الدر المنثور: 14 / 638-639] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في وقوله: {قال أوسطهم} قال: «أعدلهم».
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {قال أوسطهم} يعني أعدلهم وكل شيء في كتاب الله أوسط فهو أعدل.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قال أوسطهم} قال: «أعدلهم».
وأخرج ابن أبي حاتم عن السري في قوله: {ألم أقل لكم لولا تسبحون} قال: «كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح».
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {لولا تسبحون} قال: «لولا تستثنون عند قولهم ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون عند ذلك وكان التسبيح استثناؤهم كما نقول نحن إن شاء الله»). [الدر المنثور: 14 / 639-640]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين (29) فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون (30) قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين}.
يقول تعالى ذكره: قال أصحاب الجنّة: {سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين} في تركنا الاستثناء في قسمنا وعزمنا على ترك إطعام المساكين من ثمر جنّتنا). [جامع البيان: 23 / 182]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون}. يقول جلّ ثناؤه: فأقبل بعضهم على بعضٍ يلوم بعضهم بعضًا على تفريطهم فيما فرّطوا فيه من الاستثناء، وعزمهم على ما كانوا عليه من ترك إطعام المساكين من جنّتهم). [جامع البيان: 23 / 182]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا ويلنا إنّا كنّا طاغين} يقول: قال أصحاب الجنّة: يا ويلنا إنّا كنّا مبعدين: مخالفين أمر اللّه في تركنا الاستثناء والتّسبيح). [جامع البيان: 23 / 183]

تفسير قوله تعالى: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {عسى ربّنا أن يبدلنا خيرًا منها إنّا إلى ربّنا راغبون (32) كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل أصحاب الجنّة: عسى ربّنا أن يبدلنا خيرًا منها بتوبتنا من خطأ فعلنا الّذي سبق ما خيرًا من جنّتنا. {إنّا إلى ربّنا راغبون} يقول: إنّا إلى ربّنا راغبون في أن يبدلنا من جنّتنا إذ هلكت خيرًا منها). [جامع البيان: 23 / 183]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله تعالى ذكره {كذلك العذاب}. يقول جلّ ثناؤه: كفعلنا بجنّة أصحاب الجنّة، إذ أصبحت كالصّريم بالّذي أرسلنا عليها من البلاء والآفة المفسدة، فعلنا بمن خالف أمرنا وكفر برسلنا في عاجل الدّنيا، {ولعذاب الآخرة أكبر}: يعني عقوبة الآخرة بمن عصى ربّه وكفر به، أكبر يوم القيامة من عقوبة الدّنيا وعذابها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} يعني بذلك عذاب الدّنيا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال اللّه: {كذلك العذاب}. أي: عقوبة الدّنيا {ولعذاب الآخرة}. أي: عقوبة الآخرة، {أكبر لو كانوا يعلمون}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كذلك العذاب}. قال: «عذاب الدّنيا»: هلاك أموالهم: أي عقوبة الدّنيا.
وقوله: {لو كانوا يعلمون}. يقول: لو كان هؤلاء المشركون يعلمون أنّ عقوبة اللّه لأهل الشّرك به أكبر من عقوبته لهم في الدّنيا، لارتدعوا وتابوا وأنابوا، ولكنّهم بذلك جهّالٌ لا يعلمون). [جامع البيان: 23 / 183-184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {كذلك العذاب} قال: «عقوبة الدنيا» {ولعذاب الآخرة} قال: «عقوبة الآخرة» وفي قوله: {سلهم أيهم بذلك زعيم} قال: «أيهم كفيل بهذا الأمر»). [الدر المنثور: 14 / 640]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:52 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بلوناهم...}.بلونا أهل مكة كما بلونا أصحاب الجنة، وهم قوم من أهل اليمن كان لرجل منهم زرع، ونخل، وكرم، وكان يترك للمساكين من زرعه ما أخطأه المنجل، ومن النخل ما سقط على البسط، ومن الكرم ما أخطأه القطاف. كان ذلك يرتفع إلى شيء كثير، ويعيش فيه اليتامى والأرامل والمساكين فمات الرجل، وله بنون ثلاثة؛ فقالوا: كان أبونا يفعل ذلك، والمال كثير، والعيال قليل، فأمّا إذ كثر العيال، وقلّ المال فإنا ندع ذلك، ثم تآمروا أن يصرموا في سدف: في ظلمة ـ باقية من الليل لئلا يبقى للمساكين شيء، فسلط الله على ما لهم نارا فأحرقته، فغدوا على ما لهم ليصرموه، فلم يروا شيئا إلا سوادا؛ فقالوا: "إنا لضالّون"، ما هذا بمالنا، ثم قال بعضهم: بل هو مالنا حرمناه بما صنعنا بالأرامل والمساكين، وكانوا قد أقسموا ليصرمنها أول الصباح). [معاني القرآن: 3/ 174-175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين ولا يستثنون} أي حلفوا ليجذنّ ثمرها صباحا، ولم يستثنون). [تفسير غريب القرآن: 479]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين} والجنّة: البستان، وهؤلاء قوم بناحية اليمن كان لهم أب يتصدق من جنته على المساكين، فجاء في التفسير أنه كان يأخذ منها قوت سنته، ويتصدق بالباقي وجاء أيضا أنه كان يترك للمساكين ما أخطأه المنجل، وما كان في أسفل الأكداس، وما أخطاه القطاف من العنب وما خرج عن البساط الذي يبسط تحت النخلة إذا صرمت، فكان يجتمع من ذلك شيء كثير، فقال بنوه: نحن جماعة، وإن فعلنا بالمساكين ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر فحلفوا ليصرمنّها بسدفة من الليل). [معاني القرآن: 5/ 207]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (فالمعنى في قوله: {إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة} إنا بلونا أهل مكة حين دعا عليهم رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف، فابتلاهم الله بالجرب والهلاك وذهاب الأقوات كما بلى أصحاب هذه الجنة باحتراقها وذهاب قوتهم منها»). [معاني القرآن: 5/ 209]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} أي ليجُذُّنّ ثمرها صباحاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ولم يستثنوا: لم يقولوا: إن شاء الله، فقال أخ لهم أوسطهم، أعدلهم قولا: ألم أقل لكم لولا تسبّحون؟ فالتسبيح ها هنا في معنى الاستثناء، وهو كقوله: {واذكر ربّك إذا نسيت}). [معاني القرآن: 3/ 175]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قال الله عزّ وجلّ: {ولا يستثنون} فحلفوا ولم يقولوا: إن شاء اللّه، فلما كان الوقت الذي اتعدوا فيه بسدفة غدوا إلى جنتهم ليصرموها). [معاني القرآن: 5/ 207]

تفسير قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فطاف عليها طائفٌ مّن رّبّك...} لا يكون الطائف إلاّ ليلا، ولا يكون نهاراً، وقد تكلم به العرب، فيقولون: أطفت به نهاراً وليس موضعه بالنهار، ولكنه بمنزلة قولك: لو ترك القطا ليلا لنام؛ لأنّ القطا لا يسري ليلا، قال أنشدني أبو الجراح العقيلي:
أطفت بها نهاراً غير ليلٍ.......وألهى ربّها طلب الرّخال
والرّخل: ولد الضأن إذا كان أنثى). [معاني القرآن: 3/ 175]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {فطاف عليها طائف من ربّك وهم نائمون} أي أرسل عليها عذابا من السماء فاحترقت كلها). [معاني القرآن: 5/ 208]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأصبحت كالصّريم...}. كالليل المسود). [معاني القرآن: 3/ 175]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فأصبحت كالصّريم " انصرم في الليل وهو الليل وكل رملة انصرمت من معظم الرمل فهي الصريمة). [مجاز القرآن: 2/ 265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فأصبحت كالصريم}: ذهب ما فيها، وقالوا الليل انصرم من النهار، والصبح صريم إذا انصرم من الليل). [غريب القرآن وتفسيره: 383-384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فأصبحت كالصّريم} أي سوداء كالليل محترقة. و«الليل» هو: الصّريم، و«الصبح» أيضا: صريم. لأن كل واحد منهما ينصرم من صاحبه.ويقال: «أصبحت: وقد ذهب ما فيها من الثمر، فكأنه صرم»، أي قطع وجذّ). [تفسير غريب القرآن: 479]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن يسمّى المتضادّان باسم واحد، والأصل واحد.
فيقال للصبح: صريم، ولليل: صريم. قال الله سبحانه: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}، أي سوداء كالليل، لأنّ الليل ينصرم عن النّهار، والنهار ينصرم عن الليل.
وللظّلمة: سدفة. وللضوء: سدفة. وأصل السّدفة: السّترة، فكأن الظلام إذا أقبل ستر للضّوء، والضوء إذا أقبل ستر للظلام.
وللمستغيث: صارخ. وللمغيث: صارخ، لأن المستغيث يصرخ في استغاثته، والمغيث يصرخ في إجابته). [تأويل مشكل القرآن: 186-187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
({فأصبحت كالصّريم} أي فأصبحت كالليل سوادا). [معاني القرآن: 5/ 208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالصَّرِيمِ} أي سوداء كالليل. وقيل: مثل المصروم، أي المقطوع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالصَّرِيمِ}: كالليل). [العمدة في غريب القرآن: 310]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين (22)} أي إن كنتم عازمين على صرام النخل). [معاني القرآن: 5/ 208]

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وهم يتخافتون} أي يتسارون). [مجاز القرآن: 2/ 265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وهم يتخافتون} أي تسارّون: بـ {أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ}). [تفسير غريب القرآن: 479]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فانطلقوا وهم يتخافتون} أي يسرون الكلام بينهم بأن: {لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين}، والتخافت إسرار الكلام). [معاني القرآن: 5/ 208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} أي يتسارّون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فانطلقوا وهم يتخافتون...} {أن لاّ يدخلنّها اليوم...}. وفي قراءة عبد الله: "لا يدخلنها"، بغير أن، لأنّ التخافت قول، والقول حكاية، فإذا لم يظهر القول جازت "أن" وسقوطها، كما قال الله: {يوصيكم الله في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين} ولم يقل: أنّ للذّكر، ولو كان كان صوابا). [معاني القرآن: 3/ 175-176]

تفسير قوله تعالى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وغدوا على حردٍ قادرين...} على جدٍّ وقدرة في أنفسهم والحرد أيضاً: القصد، كما يقول الرجل للرجل: قد أقبلت قبلك، وقصدت قصدك، وحردت حردك، وأنشدني بعضهم:
وجاء سيلٌ كان من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغلّه
يريد: يقصد قصدها). [معاني القرآن: 3/ 176]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وغدوا على حردٍ قادرين} مجازها: على منع، بمعنى "حادرت الناقة": فلا لبن لها ؛ وعلى حردٍ أيضاً على قصد، قال الأول:
قد جاء سيلٌ كان من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغلّة
وقال آخر: على حرد: على غضب...
قال الأشهب بن رميلة الذي كان يهاجي الفرزدق:
أسود شرىً لاقت أسود خفيّةً.......تساقوا على حرد دماء الأساود
). [مجاز القرآن: 2/ 265-266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({غدوا على حرد}: على منع، وقالوا الحرد الغضب وقالوا القصد). [غريب القرآن وتفسيره: 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وغدوا على حردٍ} أي منع. و«الحرد» و«المحاردة»: المنع. يقال: حاردت السّنة، إذا لم يكن فيها مطر. وحاردت الناقة: إذا لم يكن لها لبن.

و«الحرد» أيضا: القصد. يقال للرجل: لئن حردت حردك، أي قصدت قصدك. ومنه قول الشاعر:
أمّا إذا حردت حردي فمجرية
أي إذا قصدت قصدي.ويقال: على حردٍ أي على حرد. وهما لغتان، كما يقال: الدّرك والدّرك. قال الأشهب بن رميلة: أسود شري لاقت أسود خفية تساقوا على حرد دماء الأساود{قادرين} أي منعوا: وهم قادرون، أي واجدون). [تفسير غريب القرآن: 479-480]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وغدوا على حرد قادرين (25)} من قولهم: حاردت السنة إذا منعت خيرها.وقيل على غضب.فأما الحرد الذي هو القصد فأنشدوا فيه:
أقبل سيل جاء من أمر الله ....... يحرد حرد الجنّة المغلّه
أي يقصد قصد الجنة المغلّة). [معاني القرآن: 5/ 207-208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَلَى حَرْدٍ} أي على منع. وقيل: على قصد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَرْدٍ}: منع). [العمدة في غريب القرآن: 310]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون}
{فلمّا رأوها} محترقة. {قالوا إنّا لضالّون}، أي قد ضللنا طريق جنتنا، أي ليست هذه). [معاني القرآن: 5/ 208]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم علموا أنّها عقوبة فقالوا: {بل نحن محرومون} أي حرمنا ثمر جنتنا بمنعنا المساكين). [معاني القرآن: 5/ 208]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ولم يستثنوا: لم يقولوا: إن شاء الله، فقال أخ لهم أوسطهم، أعدلهم قولا: ألم أقل لكم لولا تسبّحون؟ فالتسبيح ها هنا في معنى الاستثناء، وهو كقوله: {واذكر ربّك إذا نسيت}). [معاني القرآن: 3/ 175](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({قال أوسطهم}: أعدلهم أمة). [غريب القرآن وتفسيره: 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({قال أوسطهم} أي خيرهم [فعلا]، وأعد لهم قولا -: {ألم أقل لكم لو لا تسبّحون}؟! أي هلا تسبحون).
[تفسير غريب القرآن: 480]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون}
{أوسطهم} أعدلهم من قوله: {وكذلك جعلناكم أمّة وسطا} أي عدلا.
{لولا تسبّحون} قال لهم: استثنوا في يمينكم، لأنهم أقسموا ليصرمنّها مصبحين ولم يستثنوا. ومعنى التسبيح ههنا الاستثناء، وهو أن يقول: إن شاء اللّه، فإذا قال قائل التسبيح أن يقول: سبحان اللّه، فالجواب في ذلك أن كل ما عظمت الله به فهو تسبيح، لأن التسبيح في اللغة فيما جاء عن النبي عليه السلام تنزيه الله عن السوء، فالاستثناء تعظيم الله والإقرار بأنه لا يقدر أحد أن يفعل فعلا إلا بمشيئته - عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5 /208-209]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({قال أوسطهم} أي: أفضلهم وخيرهم). [ياقوتة الصراط: 525]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوْسَطُهُمْ}: أعدلهم). [العمدة في غريب القرآن: 311]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون...} يقول بعضهم لبعض: أنت الذي دللتنا، وأشرت علينا بما فعلنا. ويقول الآخر: بل أنت فعلت ذلك، فذلك تلاومهم). [معاني القرآن: 3/ 176]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) )

تفسير قوله تعالى: (عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) )

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) )


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:53 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (والأصاريمُ، جَمْعُ أَصْرَامٍ، وأَصرامٌ: جَمْعُ صِرْمٍ وهي: القُطُعُ بينَ [؟؟] البُيوتِ والناسِ). [شرح لامية العرب: --]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والصرم القطع يقال صرمت الشيء صرما إذا قطعته وصرمت الرجل أصرمه صرما إذا قطعت كلامه والصرم الاسم والصرم أبيات من الناس مجتمعة وجمعة أصرام والصرمة القطعة من الإبل). [إصلاح المنطق: 24]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل.......وإن كانت قد أزمعت صرمي فأجملي
...
«صُرْمي»: قَطِيعَتي. يقال: صَرَمْت الشيء صَرْما، وأصْرُمُه: إذا قطعته. ومنه «الصَّرائم»: قطع الرمل تنقطع من معظمه، ومنه: (الصَّريمة)؛ وهي العزيمة.
والاسم من صَرَمْت الشيء أصْرُمُه صَرْمًا: الصُّرْم. ومنه سيف صَارِم. ومنه زمن الصِّرَام). [شرح ديوان امرئ القيس:192- 194]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) }

تفسير قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) }

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
طاف الخيال وأين منك لماما.......ارجع لزورك بالسلام سلاما
طاف: أي ألم بك). [نقائض جرير والفرزدق: 38]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

أفي كل ممسى طيف طارقي.......وإن شحطتنا دارها فمؤرقي

و(الطيف) الخيال الذي تراه في المنام ممن تحب وغيره). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 655] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (ويقال: الصّريم أوّل الليل، وقالوا أيضاً: آخره. فجعلوه ضدّاً، مثل: أمر جلل أي هيّن، وأمر جلل: شديد وقال ابن الرّقاع:
فلمّا انجلى الصّريمٌ وأبصرت.......هجاناً يسامي الليل أبيض معلما
وقال ابن حميّر:
علام تقول عاذلتي تلوم.......تؤرّقني إذا انجاب الصّريم
وقد مضى بضعٌ من الليل). [الأزمنة: 50]
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: الصريم الليل والصريم الصبح. وقال بعضهم: الصريم الليل وآخره. وقال بشر:
فبات يقول: أصبح ليل حتى.......تكشف عن صريمته الظلام
وقال الله عز وجل: {فأصبحت كالصريم} ويجوز أن يكون بالصريم كالليل المظلم وأحسبه قول ابن عباس. وقال ابن الرقاع:
فلما انجلى عنها الصريم وأبصرت.......هجانا يسامي الليل أبيض معلما
وقال ابن حمير:
علام تقول عاذلتي تلوم.......تؤرقني إذا انجاب الصريم
كأن المعنى في البيتين الليل. لقوله: فلما انجلى عنها الصريم. قال أبو محمد: كلما انجلى من شيء فهو صريم الليل ينصرم من النهار والنهار ينصرم من الليل، ومن ذلك يقال: صريم الزمان، أي: منقطع من معظمه. ومنه يقال: الصرمة من البيوت، أي: القطعة. ومنه يقال: سيف صارم. ومنه يقال: صرم الناس النخل. ومنه يقال: صريمتي، أي: عزمي وقطعي الأمر). [الأضداد: 121-122]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *صرم* وقال الصريم الصبح والصريم الليل، ومن الصبح قول بشر يصف ثورا (الوافر):

فبات يقول أصبح ليل حتى.......تكشف عن صريمته الظلام
ومن الليل قول الله تعالى: {فأصبحت كالصريم} أي: كالليل). [كتاب الأضداد: 42]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة: الصريم الصبح، والصريم الليل، ومن الصباح قول بشر بن أبي خازم:
فبات يقول أصبح ليل حتى.......تجلى عن صريمته الظلام
ومن الليل قول الله تبارك وتعالى: {فأصبحت كالصريم}
أي احترقت فصارت سوداء مثل الليل). [الغريب المصنف: 2/ 628]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

يمد اليدين في صريم وحائط.......هنيئا مريئا ما ترب وتقفل
الصريم: النخل الذي يصرم). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 537]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
ليشرب ماء القوم بين الصرائم
فهي جمع صريمةٍ، وهي الرملة التي تنقطع من معظم الرمل، وقوله: " صريمة " يريد مصرومة، والصرم: القطع، وأتشد الأصمعي:
فبات يقول أصبح ليل حتى.......تجلى على صريمته الظلام
يعني ثورًا، وصريمته: رملته التي هو فيها. وقال المفسرون في قول الله عز وجل: {فأصبحت كالصريم} [القلم: 20] قولين، قال قوم: كالليل المظلم، وقال قوم: كالنهار المضيء، أي بيضاء لا شيء فيها، فهو من الأضداد. ويقال: لك سواد الأرض وبياضها، أي عامرها وغامرها، فهذا ما يحتج به لأصحاب القول الأخير، ويحتج لأصحاب القول الأول في السواد بقول الله تبارك وتعالى: {فجعله غثاءً أحوى} [الأعلى: 5]، وإنما سمي السواد سوادًا لعمارته، وكل خضرةٍ عند العرب سواد). [الكامل: 1/ 304-305]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال آخرون: إذا وقع الحرف على معنيين متضادين، فالأصل لمعنى واحد، ثم تداخل الاثنان على جهة الاتساع.
فمن ذلك: الصريم، يقال لليل صريم، وللنهار صريم، لأن الليل ينصرم من النهار، والنهار ينصرم من الليل، فأصل المعنيين من باب واحد، وهو القطع). [كتاب الأضداد: 8]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( والصريم من الأضداد؛ يقال لليل صريم، وللنهار صريم؛ لأن كل واحد منهما يتصرم من صاحبه، قال الشاعر:
بكرت علي تلومني بصريم.......فلقد عذلت ولمت غير مليم
أراد (بليل). وقال الآخر:
علام تقول عاذلتي تلوم.......تؤرقني إذا انجاب الصريم
أراد بالصريم الليل، وقد قال الله عز وجل: {فأصبحت كالصريم}، فمعناه كالليل الأسود. وقال زهير:
غدوت عليه غدوة فوجدته.......قعودا لديه بالصريم عواذله
أراد بالليل قبل أن تبدوا معالم الصبح؛ فيأخذ في الاستعداد للشراب، ويمنعه الشغل به عن استماع عذل العواذل. وشبيه بهذا قول ابن أحمر:
قد بكرت عاذلتي سحرة.......تزعم أني بالصبا مشتهر
وقال بشر بن أبي خازم يذكر ثورا:
فبات يقول أصبح ليل حتى.......تجلى عن صريمته الظلام
أي عن الضور. وقال أبو عبيدة: صريمته هاهنا: الرملة التي كان فيها). [كتاب الأضداد: 84-85]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والصُّرم: القطيعة، والصَّرِيمة: القطعة تنقطع من معظم الرمل، والصَّريمة: العزيمة التي قطع عليها صاحبها، والصَّريم: الصبح سمي به لأنه انصرم عن الليل، والصَّريم: الليل لأنه عن النهار، وليس هو عندنا ضدًّا، والصِّرمة: القطعة من الإبل، وسيف صارم: قاطع). [الأمالي: 2/ 318]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) }

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) }

قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل.......وإن كانت قد أزمعت صرمي فأجملي
«صُرْمي»: قَطِيعَتي. يقال: صَرَمْت الشيء صَرْما، وأصْرُمُه: إذا قطعته. ومنه «الصَّرائم»: قطع الرمل تنقطع من معظمه، ومنه: (الصَّريمة)؛ وهي العزيمة.
والاسم من صَرَمْت الشيء أصْرُمُه صَرْمًا: الصُّرْم. ومنه سيف صَارِم. ومنه زمن الصِّرَام). [شرح ديوان امرئ القيس: 192-194] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) }

تفسير قوله تعالى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) }

قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقالوا ظرف ظرفاً وهو ظريف كما قالوا ضعف ضعفاً وهو ضعيف وقالوا: في ضد الحلم جهل جهلاً وهو جاهل كما قالوا حرد حرداً وهو حارد فهذا ارتفاع في الفعل واتضاع). [الكتاب: 4/ 35]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والحرد القصد يقال حرد حرده إذا قصد قصده قال الله عز وجل: {وغدوا على حرد قادرين} ثم قال الراجز:
(أقبل سيل كان من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغله)
وقال الجميح:
(أما إذا حردت حردى فمجرية.......ضبطاء تسكن غيلا غير مقروب)
أي لا يقرب والحرد الغيظ والحرد أن ييبس عصب البعير من عقال أو يكون خلقة فيخبط بها إذا مشى يقال جمل أحرد وناقة حرداء وإبل حرد والجرد الثوب الخلق). [إصلاح المنطق: 47]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال الأشهب بن رميلة: قال أبو الحسن: رميلة اسم أمة:
أسود شرى لاقت أسود خفية.......تساقت على حرد دماء الأساود
قوله: "على حرد" يقول: على قصد، فأما الله عز وجل: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} فإن فيه قولين: أحدهما ما ذكرنا من القصد، قال الشاعر:
قد جاء سيل جاء من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغلة
وقالوا: "على حرد": أي على منع من حاردت السنة إذا منعت قطرها، وحاردت الناقة إذا منعت درها). [الكامل: 1/ 73-75]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "فإذا بيت حريد" يقول: متنحّ عن الناس، وهذا من قولهم: انحرد الجمل، إذا تنحى من الإناث فلم يبرك معها، ويقال في غير هذا الموضع: حرد حردة، أي قصده، قال الراجز:
قد جاء سيلٌ جاء من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغلّة
وقالوا في قوله عزّ وجل: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}، أي: على قصدٍ كما ذكرنا.
وقالوا: هو أيضًا "على منع"، من قولهم: حاردت الناقة إذا منعت لبنها، وحاردت السّنة إذا منعت مطرها، والبعير الحرد: هو الذي يضرب بيده، وأصله الامتناع من المشي). [الكامل: 2/ 610]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال الشاعر:
أسود شرى لاقت أسود خفية.......تساقوا على حرد ماء الأساود
الحرد: الغضب والحقد، من قوله عز وجل: {وغدوا على حرد قادرين}، ويقال: الحرد القصد، ويقال: الحرد المنع). [كتاب الأضداد: 229] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
أما إذا حردت حردي فمجرية.......جرداء تمنع غيلًا غير مقروب
حرد حرده قصد قصده، ومثله قول عبيد:
فنهضت نحوه حثيثة.......وحردت حرده تسيب
يصف العقاب والثعلب، قوله حردت حردي أي قصدت قصدي، والحرد القصد، قال الله عز وجل: {وغدو على حرد قادرين}، وقال الشاعر:
أقبل سيل جاء من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغله
أي يقصد قصدها والمغلة ذات الغلة، يقال حرد يحرد حردًا، ومن الحرد وهو الغضب حرد يحرد حردًا). [شرح المفضليات: 27]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والحرد: القصد قال الله تعالى: {وغدوا على حردٍ قادرين}، أي: على قصدٍ وتعمد، قال الراجز:
أقبل سيل جاء من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغله
أي: يقصد قصدها. وجاء في التفسير: {وغدوا على حردٍ قادرين} أي: على غضب يقال حرد الرجل يحرد
حَرَدًا وحَرْدًا إذا غضب). [شرح المفضليات: 594-595]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (مطلب الكلام على مادة حرد ومعنى قوله تعالى: {وغدوا على حردٍ قادرين} [القلم: 25]
ومعنى قوله جل وعز: {وغدوا على حردٍ قادرين} [القلم: 25] أي على قصد، قال الجميح:
أما إذا حردت حردى فمجرية.......ضبطاء تسكن غيلًا غير مقروب
أي قصدت قصدى.
وقال الآخر:
أقبل سيل جاء من أمر اللّه.......يحرد حرد الجنة المغله
أي يقصد قصدها.
وقال أبو عبيدة: معنى قوله: {على حردٍ} [القلم: 25] أي على غضب وحقد.
وأجاز ما ذكرناه.
قال: ويجوز أن يكون {على حردٍ} [القلم: 25] معناه على منع، واحتج بقول العباس بن مرداس السلمي:
وحارب فإن مولاك حارد نصره.......ففي السيف مولى نصره لا يحارد
وحارد عندى في هذا البيت بمعنى قلّ، يقال: حاردت الإبل إذا قلت ألبانها، قال الكميت:
وحاردت النكد الجلاد ولم يكن.......لعقبة قدر المستعرين معقب
ويقال حرد الرجل حردا بفتح الراء؛ ومن العرب من يقول: حرد الرجل حردا بتسكين الراء إذا غضب، وأنشد أبو عبيدة للأشهب بن رميلة
اسود شرى لاقت أسود خفيةٍ.......تساقوا على حرد دماء الأساود
). [الأمالي: 1/ 7-8]

تفسير قوله تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) }

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) }

تفسير قوله تعالى: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) }

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:09 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:10 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:10 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنّا بلوناهم} يريد قريشا، أي امتحناهم، وأصحاب الجنّة فيما ذكر قوم إخوة كان لأبيهم جنة وحرث مغل فكان يمسك منه قوته، ويتصدق على المساكين بباقيه، وقيل بل كان يحمل المساكين معه في وقت حصاده وجذه، فيجذيهم منه فمات الشيخ، فقال ولده: نحن جماعة وفعل أبينا كان خطأ، فلنذهب إلى جنتنا ولا يدخلها علينا مسكين، ولا نعطي منها شيئا، قال: فبيتوا أمرهم وعزمهم على هذا، فبعث الله عليها بالليل طائفا من نار أو غير ذلك، فاحترقت، فقيل: أصبحت سوداء، وقيل: بيضاء كالزرع اليابس المحصود، فلما أصبحوا إلى جنتهم لم يروها فحسبوا أنهم قد أخطؤوا الطريق، ثم تبينوها فعلموا أن الله تعالى أصابهم فيها، فتابوا حينئذ وأنابوا وكانوا مؤمنين من أهل الكتاب، فشبه الله تعالى قريشا بهم، في أنه امتحنهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وهداه كما امتحن أولئك بفعل أبيهم وبأوامر شرعهم، فكما حل بأولئك العقاب في جنتهم كذلك يحل بهؤلاء في جميع دنياهم وفي حياتهم، ثم التوبة معرضة لمن بقي منهم كما تاب أولئك. وقال كثير من المفسرين: السنون السبع التي أصابت قريشا هي بمثابة ما أصاب أولئك في جنتهم.
وقوله تعالى: ليصرمنّها أي ليجدنها، وصرام النخل: جد ثمره وكذلك في كل شجرة، ومصبحين معناه: إذا دخلوا في الصباح). [المحرر الوجيز: 8/ 372-373]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولا يستثنون} ولا يتوقفون في ذلك، أو ولا ينثنون عن رأي منع المساكين، وقال مجاهد معناه: لا يقولون إن شاء الله، بل عزموا على ذلك عزم من يملك أمره). [المحرر الوجيز: 8/ 373]

تفسير قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والطائف: الأمر الذي يأتي بالليل، ذكر هذا التخصيص الفراء، ويرده قوله تعالى: {إذا مسّهم طائفٌ من الشّيطان} [الأعراف: 201]). [المحرر الوجيز: 8/ 373]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والصريم: قال الفراء ومنذر وجماعة: «أراد به الليل من حيث اسودت جنتهم». وقال آخرون: أراد به الصبح من حيث ابيضت كالحصيد، قاله سفيان الثوري: «والصريم، يقال لليل والنهار من حيث كل واحد منهما ينصرم من صاحبه»، وقال ابن عباس: «الصريم، الرماد الأسود بلغة جذيمة»، وقال ابن عباس أيضا وغيره: «الصريم، رملة باليمن معروفة لا تنبت فشبه جنتهم بها»). [المحرر الوجيز: 8/ 373]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين (22) فانطلقوا وهم يتخافتون (23) أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ (24) وغدوا على حردٍ قادرين (25) فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون (26) بل نحن محرومون (27) قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون (28) قالوا سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين (29)}
«تنادوا» معناه: دعا بعضهم بعضا إلى المضي لميعادهم). [المحرر الوجيز: 8/ 373]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ بعض السبعة: «أن اغدوا» بضم النون وبعضهم بكسرها، وقد تقدم هذا مرارا. وقولهم إن كنتم صارمين، يحتمل أن يكون من صرام النخل، ويحتمل أن يريد إن كنتم من أهل عزم وإقدام على آرائكم من قولك سيف صارم). [المحرر الوجيز: 8/ 373]

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويتخافتون معناه: يتكلمون كلاما خفيا، ومنه قوله تعالى: {ولا تخافت بها} [الإسراء: 110]، وكان هذا التخافت خوفا من أن يشعر بهم المساكين، وكان لفظهم الذي يتخافتون به أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين.وقرأ ابن مسعود وابن أبي عبلة: «لا يدخلنها» بسقوط أن). [المحرر الوجيز: 8/ 373-374]

تفسير قوله تعالى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {على حردٍ} يحتمل أن يريد على منع من قولهم: حاردت الإبل، إذا قلت ألبانها فمنعتها، وحاردت السنة، إذا كانت شهباء لا غلة لها، ومنه قول الشاعر [الكميت]: [الطويل]
وحاردت النكد الجلاد فلم يكن.......لعقبة قدر المستعيرين معقب
ويحتمل أن يريد بالحرد القصد، وبذلك فسر بعض اللغويين، وأنشد عليه [القرطبي]: [الرجز]
أقبل سيل جاء من أمر الله.......يحرد حرد الحبّة المغلة
أي يقصد قصدها، ويحتمل أن يريد بالحرد، الغضب، يقال: حرد الرجل حردا إذا غضب، ومنه قول الأشهب بن رميلة: [الطويل]
أسود شرى لاقت أسودا خفية.......تساقوا على حرد دماء الأساود
وقوله تعالى: قادرين يحتمل أن يكون من القدرة، أي هم قادرون في زعمهم، ويحتمل أن يكون من التقدير كأنهم قد قدروا على المساكين، أي ضيقوا عليهم، ومنه قوله تعالى: {ومن قدر عليه رزقه} [الطلاق: 7]). [المحرر الوجيز: 8/ 374-375]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: {فلمّا رأوها} أي محترقة حسبوا أنهم قد ضلوا الطريق، وأنها ليست تلك، فلما تحققوها علموا أنها أصيبت، فقالوا: بل نحن محرومون، أي قد حرمنا غلتها وبركتها). [المحرر الوجيز: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (فقال لهم أعدلهم قولا وخلقا وعقلا وهو الأوسط، ومنه قوله تعالى: {أمّةً وسطاً} [البقرة: 143] أي عدولا خيارا، وتسبّحون، قيل هي عبارة عن طاعة الله وتعظيمه، والعمل بطاعته. وقال مجاهد وأبو صالح: «هي كانت لفظة، الاستثناء عندهم».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا يرد عليه قولهم: سبحان ربّنا، فبادر القوم عند ذلك وتابوا وسبحوا واعترفوا بظلمهم في اعتقادهم منع الفقراء). [المحرر الوجيز: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون (30) قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين (31) عسى ربّنا أن يبدلنا خيراً منها إنّا إلى ربّنا راغبون (32) كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون (33) إنّ للمتّقين عند ربّهم جنّات النّعيم (34) أفنجعل المسلمين كالمجرمين (35) ما لكم كيف تحكمون (36) أم لكم كتابٌ فيه تدرسون (37) إنّ لكم فيه لما تخيّرون (38)}
يتلاومون معناه: يجعل كل واحد اللوم في حيز صاحبه، ويبرئ نفسه). [المحرر الوجيز: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أجمعوا على أنهم طغوا، أي تعدوا ما يلزم من مواساة المساكين). [المحرر الوجيز: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم انصرفوا إلى رجاء الله تعالى، وانتظار الفرج من لدنه في أن يبدلهم بسبب توبتهم خيرا من تلك الجنة. وقرأ: «يبدلنا» بسكون الباء وتخفيف الدال، وكذلك قرأ الحسن وابن محيصن والأعمش، وقرأ نافع وأبو عمرو: بالتثقيل وفتح الباء). [المحرر الوجيز: 8/ 375-376]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كذلك العذاب} ابتداء مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم في أمر قريش، والإشارة بذلك إلى العذاب الذي نزل بالجنة، أي ذلك العذاب، هو العذاب الذي ينزل بقريش بغتة، ثم عذاب الآخرة بعد ذلك أشد عليهم من عذاب الدنيا، وقال كثير من المفسرين: العذاب النازل بقريش المماثل لأمر الجنة هو الجدب الذي أصابهم سبع سنين، حتى رأوا الدخان وأكلوا الجلود). [المحرر الوجيز: 8/ 376]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:10 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:11 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين (17) ولا يستثنون (18) فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصّريم (20) فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين (22) فانطلقوا وهم يتخافتون (23) أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ (24) وغدوا على حردٍ قادرين (25) فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون (26) بل نحن محرومون (27) قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون (28) قالوا سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين (29) فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون (30) قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين (31) عسى ربّنا أن يبدلنا خيرًا منها إنّا إلى ربّنا راغبون (32) كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون (33)}
هذا مثل ضربه اللّه تعالى لكفّار قريشٍ فيما أهدى إليهم من الرّحمة العظيمة، وأعطاهم من النّعم الجسيمة، وهو بعثه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم إليهم، فقابلوه بالتّكذيب والرّدّ والمحاربة؛ ولهذا قال: {إنّا بلوناهم} أي: اختبرناهم، {كما بلونا أصحاب الجنّة} وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه {إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين} أي: حلفوا فيما بينهم ليجذّن ثمرها ليلًا لئلّا يعلم بهم فقيرٌ ولا سائلٌ، ليتوفّر ثمرها عليهم ولا يتصدّقوا منه بشيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 195-196]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يستثنون} أي: فيما حلفوا به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولهذا حنّثهم اللّه في أيمانهم، فقال: {فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون} أي: أصابتها آفةٌ سماويّةٌ، {فأصبحت كالصّريم} قال ابن عبّاسٍ: «أي كاللّيل الأسود». وقال الثّوريّ، والسّدّيّ: «مثل الزّرع إذا حصد، أي هشيمًا يبسًا».
وقال ابن أبي حاتمٍ: ذكر عن أحمد بن الصّبّاح: أنبأنا بشر بن زاذان، عن عمر بن صبحٍ عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إيّاكم والمعاصي، إنّ العبد ليذنب الذّنب فيحرم به رزقًا قد كان هيّئ له»، ثمّ تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون * فأصبحت كالصّريم} قد حرموا خير جنّتهم بذنبهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فتنادوا مصبحين} أي: لمّا كان وقت الصّبح نادى بعضهم بعضًا ليذهبوا إلى الجذاذ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين} أي: تريدون الصرام. قال مجاهدٌ: «كان حرثهم عنبًا»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فانطلقوا وهم يتخافتون} أي: يتناجون فيما بينهم بحيث لا يسمعون أحدًا كلامهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّر اللّه عالم السّرّ والنّجوى ما كانوا يتخافتون به، فقال: {فانطلقوا وهم يتخافتون * أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ} أي: يقول بعضهم لبعضٍ: لا تمكّنوا اليوم فقيرًا يدخلها عليكم!). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وغدوا على حردٍ} أي: قوّةٍ وشدّةٍ. وقال مجاهدٌ: {وغدوا على حردٍ} أي: جدٍّ وقال عكرمة: «غيظٍ». وقال الشّعبيّ: {على حردٍ} «على المساكين». وقال السّدّيّ: {على حردٍ} أي:« كان اسم قريتهم حرد». فأبعد السّدّيّ في قوله هذا!
{قادرين} أي: عليها فيما يزعمون ويرومون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون} أي: فلمّا وصلوا إليها وأشرفوا عليها، وهي على الحالة الّتي قال اللّه، عزّ وجلّ، قد استحالت عن تلك النّضارة والزّهرة وكثرة الثّمار إلى أن صارت سوداء مدلهمّة، لا ينتفع بشيءٍ منها، فاعتقدوا أنّهم قد أخطئوا الطّريق؛ ولهذا قالوا: {إنّا لضالّون} أي: قد سلكنا إليها غير الطّريق فتهنا عنها. قاله ابن عبّاسٍ وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ رجعوا عمّا كانوا فيه، وتيقّنوا أنّها هي فقالوا: {بل نحن محرومون} أي: بل هذه هي، ولكن نحن لا حظّ لنا ولا نصيب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال أوسطهم} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، ومحمّد بن كعبٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والضّحّاك، وقتادة: أي: «أعدلهم وخيرهم»: {ألم أقل لكم لولا تسبّحون} ! قال مجاهدٌ، والسّدّيّ، وابن جريجٍ: {لولا تسبّحون} أي: «لولا تستثنون». قال السّدّيّ: «وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا».
وقال ابن جريجٍ: هو قول القائل: إن شاء اللّه. وقيل: معناه: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون} أي: هلّا تسبّحون اللّه وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196-197]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين} أتوا بالطّاعة حيث لا تنفع، وندموا واعترفوا حيث لا ينجع؛ ولهذا قالوا: {إنّا كنّا ظالمين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون} أي: يلوم بعضهم بعضًا على ما كانوا أصرّوا عليه من منع المساكين من حقّ الجذاذ، فما كان جواب بعضهم لبعضٍ إلّا الاعتراف بالخطيئة والذّنب، {قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين} أي: اعتدينا وبغينا وطغينا وجاوزنا الحدّ حتّى أصابنا ما أصابنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({عسى ربّنا أن يبدلنا خيرًا منها إنّا إلى ربّنا راغبون} قيل: رغبوا في بذلها لهم في الدّنيا. وقيل: احتسبوا ثوابها في الدّار الآخرة، واللّه أعلم.
ثمّ قد ذكر بعض السّلف أنّ هؤلاء قد كانوا من أهل اليمن -قال سعيد بن جبيرٍ: «كانوا من قريةٍ يقال لها ضروان على ستّة أميالٍ من صنعاء». وقيل: كانوا من أهل الحبشة-وكان أبوهم قد خلّف لهم هذه الجنّة، وكانوا من أهل الكتاب، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرةً حسنةً، فكان ما استغلّه منها يردّ فيها ما يحتاج إليها ويدّخر لعياله قوت سنتهم، ويتصدّق بالفاضل. فلمّا مات ورثه بنوه، قالوا: لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئًا للفقراء، ولو أنّا منعناهم لتوفّر ذلك علينا. فلمّا عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم، فأذهب اللّه ما بأيديهم بالكلية، رأس المال الربح والصّدقة، فلم يبق لهم شيءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {كذلك العذاب} أي: هكذا عذاب من خالف أمر اللّه، وبخل بما آتاه اللّه وأنعم به عليه، ومنع حقّ المسكين والفقراء وذوي الحاجات، وبدّل نعمة اللّه كفرًا {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} أي: هذه عقوبة الدّنيا كما سمعتم، وعذاب الآخرة أشقّ. وقد ورد في حديثٍ رواه الحافظ البيهقيّ من طريق جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليٍّ بن أبي طالبٍ، عن أبيه، عن جدّه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن الجداد باللّيل، والحصاد باللّيل). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة