العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:55 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الإسراء [ من الآية (22) إلى الآية (27) ]

{لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 07:07 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا تجعل مع اللّه إلهًا آخر فتقعد مذمومًا مخذولاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تجعل يا محمّد مع اللّه شريكًا في ألوهته وعبادته، ولكن أخلص له العبادة، وأفرد له الألوهة، فإنّه لا إله غيره، فإنّك إن تجعل معه إلهًا غيره، وتعبد معه سواه، تقعد مذمومًا، يقول: تصير ملومًا على ما ضيّعت من شكر اللّه على ما أنعم به عليك من نعمه، وتصييرك الشّكر لغير من أولاك المعروف، وفي إشراكك في الحمد من لم يشركه في النّعمة عليك غيره، مخذولاً قد أسلمك ربّك لمن بغاك سوءًا، وإذا أسلمك ربّك الّذي هو ناصر أوليائه لم يكن لك من دونه وليٍّ ينصرك ويدفع عنك كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {لا تجعل مع اللّه إلهًا آخر فتقعد مذمومًا مخذولاً} يقول: مذمومًا في نعمة اللّه.
وهذا الكلام وإن كان خرج على وجه خطاب اللّه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنه معنيّ به جميع من لزمه التّكليف من عباد اللّه جلّ وعزّ). [جامع البيان: 14/540-541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 22.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مذموما} يقول ملوما). [الدر المنثور: 9/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فتقعد مذموما} يقول: في نقمة الله {مخذولا} في عذاب الله). [الدر المنثور: 9/286]

تفسير قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه قال أمروا ألا يعبدوا إلا الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/376]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في حرف ابن مسعود ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه). [تفسير عبد الرزاق: 1/376]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عيسى عن مجاهد {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلّا إيّاه} قال: أمر ربك ألا تعبدوا إلا إياه [الآية: 23].
سفيان [الثوري] قال: كان أصحاب عبد اللّه يقرؤونها (ووصى ربّك ألّا تعبدوا إلا إيّاه) قال: أمر ربك). [تفسير الثوري: 170]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {إما يبلغن عندك الكبر} قال: إذا بلغا عندكم الكبر قال: أن يخريا ويبولا فلا تقذّرهما كما كانا لا يقذّرانك إذ كنت صبيا [الآية: 23]). [تفسير الثوري: 171]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وقضى ربّك} [الإسراء: 23] : «أمر ربّك، ومنه الحكم» . {إنّ ربّك يقضي بينهم} [يونس: 93] ، " ومنه: الخلق ". {فقضاهنّ سبع سمواتٍ} : «خلقهنّ» ). [صحيح البخاري: 6/83]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله وقضينا إلى بني إسرائيل)
أخبرناهم إنّهم سيفسدون والقضاء على وجوه قضى ربك أمر ومنه الحكم إنّ ربّك يقضي بينهم ومنه الخلق فقضاهن سبع سماوات خلقهنّ قال أبو عبيدة في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل أي أخبرناهم وفي قوله وقضى ربك أي أمر وفي قوله إنّ ربّك يقضي بينهم أي يحكم وفي قوله فقضاهنّ سبع سماواتٍ أي خلقهنّ وقد بيّن أبو عبيدة بعض الوجوه الّتي يرد بها لفظ القضاء وأغفل كثيرًا منها واستوعبها إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ في كتاب الوجوه والنّظائر فقال لفظة قضى في الكتاب العزيز جاءت على خمسة عشر وجها الفراغ فإذا قضيتم مناسككم والأمر إذا قضى أمرا والأجل فمنهم من قضى نحبه والفصل لقضى الأمر بيني وبينكم والمضي ليقضي الله أمرا كان مفعولا والهلاك لقضى إليهم أجلهم والوجوب لما قضى الأمر والإبرام في نفس يعقوب قضاها والإعلام وقضينا إلى بني إسرائيل والوصيّة وقضى ربك أن لا تعبدوا إلّا إيّاه والموت فوكزه موسى فقضى عليه والنّزول فلمّا قضينا عليه الموت والخلق فقضاهن سبع سماوات والفعل
- كلا لما يقض ما أمره يعني حقًّا لم يفعل والعهد إذ قضينا إلى موسى الأمر وذكر غيره القدر المكتوب في اللّوح المحفوظ كقوله وكان أمرا مقضيا والفعل فاقض ما أنت قاض والوجوب إذ قضى الأمر أي وجب لهم العذاب والوفاء كفائت العبادة والكفاية وإن يقضي عن أحد من بعدك انتهى وبعض هذه الأوجه متداخلٌ وأغفل أنّه يرد بمعنى الانتهاء فلمّا قضى زيد منها وطرأ وبمعنى الإتمام ثمّ قضى أجلًا وأجلٌ مسمًّى عنده وبمعنى كتب إذا قضى أمرا وبمعنى الأداء وهو ما ذكر بمعنى الفراغ ومنه قضى دينه وتفسير قضى ربّك أن لا تعبدوا بمعنى وصّى منقولٌ من مصحف أبيّ بن كعبٍ أخرجه الطّبريّ وأخرجه أيضًا من طريق قتادة قال هي في مصحف بن مسعودٍ ووصّى ومن طريق مجاهدٍ في قوله وقضى قال وأوصى ومن طريق الضّحّاك أنّه قرأ ووصّى وقال ألصقت الواو بالصّاد فصارت قافًا فقرئت وقضى كذا قال واستنكروه منه وأمّا تفسيره بالأمر كما قال أبو عبيدة فوصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ ومن طريق الحسن وقتادة مثله وروى بن أبي حاتمٍ من طريق ضمرة عن الثّوريّ قال معناه أمر ولو قضى لمضى يعني لو حكم وقال الأزهريّ القضاء مرجعه إلى انقطاع الشّيء وتمامه ويمكن ردّ ما ورد من ذلك كلّه إليه وقال الأزهريّ أيضًا كلّ ما أحكم عمله أو ختم أو أكمل أو وجب أو ألهم أو أنفذ أو مضى فقد قضى وقال في قوله تعالى وقضينا إلى بني إسرائيل أي أعلمناهم علمًا قاطعًا انتهى والقضاء يتعدّى بنفسه وإنّما تعدّى بالحرف في قوله تعالى وقضينا إلى بني إسرائيل لتضمّنه معنى أوحينا). [فتح الباري: 8/389-390] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({وقضينا إلى بني إسرائيل} (الإسراء: 4) أخبرناهم أنّهم سيفسدون والقضاء على وجوهٍ {وقضى ربّك} أمر ربّك ومنه الحكم {إنّ ربّك يقضي بينهم} ومنه الخلق {فقضاهنّ سبع سماواتٍ}
أشار به إلى قوله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض} الآية، وفسّر قوله: (وقضينا إلى بني إسرائيل) بقوله: (أخبرناهم) ، وكذا فسره أبو عبيدة، ويقال: معناه أعلمناهم إعلاماً قاطعا. قوله: (والقضاء على وجوه) ، أشار بهذا إلى أن لفظ القضاء يأتي لمعان كثيرة، وذكر منها ثلاثة: الأول: أن القضاء بمعنى الأمر كما في قوله تعالى: {وقضى ربك} (الإسراء: 23) أي أمر. الثّاني: أنه بمعنى الحكم في قوله تعالى: {إن ربك يقضي بينهم} (النّمل: 79، يونس: 93) أي يحكم. الثّالث: أنه بمعنى الخلق، كما في قوله: {فقضاهن سبع سموات} (فصلت: 12) أي: خلقهنّ، وفي بعض النّسخ بعد سبع سموات خلقهنّ.
وذكر بعضهم فيه معاني جملتها ثمانية عشر وجها، منها الثّلاثة الّتي ذكرت، والرّابع: الفراغ كما في قوله تعالى: {فإذا قضيتم مناسككم} (البقرة: 200) أي: إذا فرغتم منها. والخامس: الكتابة كما في قوله: {فإذا قضى أمرا} (غافر: 86) أي: كتب. والسّادس: الأجل كما في قوله تعالى: {فمنهم من قضى نحبه} (الأحزاب: 23) ، والسّابع: الفصل، كما في قوله: {لقضي الأمر بيني وبينكم} (الأنعام: 58) . والثّامن: المضيّ، كما في قوله: {ليقضي الله أمرا كان مفعولا} (الأنفال: 42 و 44) . والتّاسع: الهلاك، كما في قوله: {لقضي إليهم أجلهم} (يونس: 11) . والعاشر: الوجوب، كما في قوله تعالى: {لما قضي الأمر} (إبراهيم: 22) . والحادي عشر: الإبرام، كما في قوله تعالى: {إلاّ حاجة في نفس يعقوب قضاها} (يوسف: 68) . والثّاني عشر: الوصيّة كما في قوله: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلّا إيّاه} (الإسراء: 23) . والثّالث عشر: الموت كما في قوله تعالى: {فوكزه موسى فقضى عليه} (القصص: 15) . والرّابع عشر: النّزول، كما في قوله تعالى: {فلمّا قضينا عليه الموت} (سبإ: 15) . والخامس عشر: الفعل كما في قوله تعالى: {كلا لما يقض ما أمره} (عبس: 23) يعني: حقًا لم يفعل ما أمره. والسّادس عشر: العهد كما في قوله تعالى: {إذ قضينا إلى موسى الأمر} (القصص: 44) . والسّابع عشر: الدّفع كما في قولهم. قضى دينه، أي: دفع ما لغريمه عليه بالأداء. والثّامن عشر: الختم والإتمام، كما في قوله تعالى: {ثمّ قضى أجلًا} (الأنعام: 2) . وقال الأزهري: قضى في اللّغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشّيء وتمامه). [عمدة القاري: 19/19-20] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وقضى ربك}) [الإسراء: 3] أي (أمر ربك) أمرًا مقطوعًا به، وسقط: ربك لأبي ذر (ومنه الحكم) كقوله تعالى: ({وإن ربك يقضي بينهم}) [يونس: 93]. أي يحكم بينهم (ومنه الخلق) كقوله تعالى: ({فقضاهن سبع سماوات}) [فصلت: 12]. زاد أبو ذر: خلقهن). [إرشاد الساري: 7/199]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانًا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لّهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لّهما قولاً كريمًا}.
يعني بذلك تعالى ذكره حكم ربّك يا محمّد بأمره إيّاكم ألاّ تعبدوا إلاّ اللّه، فإنّه لا ينبغي أن يعبد غيره.
وقد اختلفت ألفاظ أهل التّأويل في تأويل قوله {وقضى ربّك} وإن كان معنى جميعهم في ذلك واحدًا
ذكر ما قالوا في ذلك
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه} يقول: أمر
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا زكريّا بن سلاّمٍ، قال: جاء رجلٌ إلى الحسن، فقال: إنّه طلّق امرأته ثلاثًا، فقال: إنّك عصيت ربّك وبانت منك امرأتك، فقال الرّجل: قضى اللّه ذلك عليّ، قال الحسن، وكان فصيحًا: ما قضى اللّه: أي ما أمر اللّه، وقرأ هذه الآية {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه} فقال النّاس: تكلّم الحسن في القدر
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه} أي أمر ربّك في ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه، فهذا قضاء اللّه العاجل، وكان يقال في بعض الحكمة: من أرضى والديه: أرضى خالقه، ومن أسخط والديه، فقد أسخط ربّه
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه} قال: أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه، وفي حرف ابن مسعودٍ: " وصّى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه "
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، قال: حدّثنا نصير بن أبي الأشعث، قال: حدّثني ابن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبيه، قال: أعطاني ابن عبّاسٍ مصحفًا، فقال: هذا على قراءة أبيّ بن كعبٍ، قال أبو كريبٍ: قال يحيى: رأيت المصحف عند نصيرٍ فيه: " ووصّى ربّك " يعني: وقضى ربّك.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه} قال: وأوصى ربّك
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه} قال: أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي إسحاق الكوفيّ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، أنّه قرأها: " ووصّى ربّك " وقال: إنّهم ألصقوا الواو بالصّاد فصارت قافًا
وقوله: {وبالوالدين إحسانًا} يقول: وأمركم بالوالدين إحسانًا أن تحسنوا إليهما وتبرّوهما. ومعنى الكلام: وأمركم أن تحسنوا إلى الوالدين، فلمّا حذفت " أن " تعلّق القضاء بالإحسان، كما يقال في الكلام: آمرك به خيرًا، وأوصيك به خيرًا، بمعنى: آمرك أن تفعل به خيرًا، ثمّ تحذف " أن " فيتعلّق الأمر والوصيّة بالخير، كما قال الشّاعر:
عجبت من دهماء إذ تشكونا
ومن أبي دهماء إذ يوصينا
خيرًا بها كأنّنا جافونا
فإعمل يوصينا في الخير.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله {إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة، وبعض قرّاء الكوفيّين: {إمّا يبلغنّ} على التّوحيد على توجيه ذلك إلى أحدهما لأنّ أحدهما واحدٌ، فوحّدوا {يبلغنّ} لتوحيده، وجعلوا قوله {أو كلاهما} معطوفًا على الأحد.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين ( إمّا يبلغان ) على التّثنية وكسر النّون وتشديدها، وقالوا: قد ذكر الوالدان قبل، وقوله: " يبلغان " خبرٌ عنهما بعد ما قدّم أسماءهما. قالوا: والفعل إذا جاء بعد الاسم كان الكلام أن يكون فيه دليلٌ على أنّه خبرٌ عن اثنين أو جماعةٍ. قالوا: والدّليل على أنّه خبرٌ عن اثنين في الفعل المستقبل الألف والنّون. قالوا: وقوله {أحدهما أو كلاهما} كلامٌ مستأنفٌ، كما قيل: {فعموا وصمّوا ثمّ تاب اللّه عليهم ثمّ عموا وصمّوا كثيرٌ منهم} وكقوله {وأسرّوا النّجوى} ثمّ ابتدأ فقال {الّذين ظلموا}.
وأولى القراءتين بالصّواب عندي في ذلك، قراءة من قرأه {إمّا يبلغنّ} على التّوحيد على أنّه خبرٌ عن أحدهما، لأنّ الخبر عن الأمر بالإحسان في الوالدين، قد تناهى عند قوله {وبالوالدين إحسانًا} ثمّ ابتدأ قوله {إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما}
وقوله: {فلا تقل لهما أفٍّ} يقول: فلا تأفّف من شيءٍ تراه من أحدهما أو منهما ممّا يتأذّى به النّاس، ولكن اصبر على ذلك منهما، واحتسب في الأجر صبرك عليه منهما، كما صبرا عليك في صغرك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن محبّبٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما} قال: إن بلغا عندك من الكبر ما يبولان ويخرآن، فلا تقل لهما أفٍّ تقذرهما
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهد ٍقوله: إمّا يبلغان عندك الكبر فلا تقل لهما أفٍّ حين ترى الأذى، وتميط عنهما الأذى والبول، كما كانا يميطانه عنك صغيرًا، ولا تؤذهما.
وقد اختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى " أفٍّ "، فقال بعضهم: معناه: كلّ ما غلظ من الكلام وقبح.
وقال آخرون: الأفّ: وسخ الأظفار والتّفّ كلّ ما رفعت بيدك من الأرض من شيءٍ حقيرٍ.
وللعرب في أفٍّ لغاتٌ ستٌّ: رفعها بالتّنوين وغير التّنوين، وخفضها كذلك، ونصبها.
فمن خفض ذلك بالتّنوين، وهي قراءة عامّة أهل المدينة. شبهها بالأصوات الّتي لا معنى لها، كقولهم في حكاية الصّوت غاقٍ غاقٍ، فخفضوا القاف ونوّنوها، وكان حكمها السّكون، فإنّه لا شيء يعربها من أجل مجيئها بعد حرفٍ ساكنٍ وهو الألف، فكرهوا أن يجمعوا بين ساكنين، فحرّكوا إلى أقرب الحركات من السّكون، وذلك الكسر، لأنّ المجزوم إذا حرّك فإنّما يحرّك إلى الكسر.
وأمّا الّذين خفضوا بغير تنوينٍ، وهي قراءة عامّة قرّاء الكوفيّين والبصريّين، فإنّهم قالوا: إنّما يدخلون التّنوين فيما جاء من الأصوات ناقصًا، كالّذي يأتي على حرفين مثل: مهٍ وصهٍ وبخٍ، فيتمّم بالنون لنقصانه عن أبنية الأسماء. قالوا: وأفٌّ تامٌّ لا حاجة بنا إلى تتمّته بغيره، لأنّه قد جاء على ثلاثة أحرفٍ. قالوا: وإنّما كسرنا الفاء الثّانية لئلاّ نجمع بين ساكنين.
وأمّا من ضمّ ونوّن، فإنّه قال: هو اسمٌ كسائر الأسماء الّتي تعرب وليس بصوتٍ، وعدل به عن الأصوات.
وأمّا من ضمّ ذلك بغير تنوينٍ، فإنّه قال: ليس هو باسمٍ متمكّنٍ فيعرب بإعراب الأسماء المتمكّنة، وقالوا: نضمّه كما نضمّ قوله {للّه الأمر من قبل ومن بعد} وكما نضمّ الاسم في النّداء المفرد، فنقول: يا زيد.
ومن نصبه بغير تنوينٍ، وهو قراءة بعض المكّيّين وأهل الشّام فإنّه شبّهه بقولهم: مدّ يا هذا وردّ.
ومن نصب بالتّنوين، فإنّه أعمل الفعل فيه، وجعله اسمًا صحيحًا، فيقول: ما قلت له: أفًّا ولا تفًّا.
وكان بعض نحويّي البصرة يقول: قرئت: أفٍّ، وأفًّا لغةٌ جعلوها مثل نعتها. وقرأ بعضهم " أفٌّ "، وذلك أنّ بعض العرب يقول: " أفٌّ لك " على الحكاية: أي لا تقل لهما هذا القول. قال: والرّفع قبيحٌ، لأنّه لم يجئ بعده بلامٍ، والّذين قالوا: " أفٍّ " فكسروا كثيرٌ، وهو أجود. وكسر بعضهم ونوّن.
وقال بعضهم: " أفّي "، كأنّه أضاف هذا القول إلى نفسه، فقال: أفّي هذا لكما، والمكسور من هذا منوّنٌ وغير منوّنٍ على أنّه اسمٌ غير متمكّنٍ، نحو أمس وما أشبهه، والمفتوح بغير تنوينٍ كذلك.
وقال بعض أهل العربيّة: كلّ هذه الحركات السّتّ تدخل في " أفٍّ " حكايةً تشبّهٌ بالاسم مرّةً وبالصّوت أخرى.
قال: وأكثر ما تكسر الأصوات بالتّنوين إذا كانت على حرفين مثل صهٍ ومهٍ وبخٍ. وإذا كانت على ثلاثة أحرفٍ شبّهت بالأدوات " أفّ " مثل: ليت ومدّ، وأفّ مثل مدّ يشبّه بالأدوات. وإذا قال أفّ مثل صهّ. وقالوا: سمعت مضّ يا هذا ومضّ.
وحكي عن الكسائيّ أنّه قال: سمعت " ما علّمك أهلك إلاّ مضّ ومضّ "، وهذا كأفّ وأفّ. ومن قال: " أفًّا " جعله مثل سحقًا وبعدًا.
والّذي هو أولى بالصّحّة عندي في قراءة ذلك، قراءة من قرأه: " فلا تقل لهما أفٍّ " بكسر الفاء بغير تنوينٍ لعلّتين، إحداهما: أنّها أشهر اللّغات فيها وأفصحها عند العرب، والثّانية: أنّ حظّ كلّ ما لم يكن له معربٌ من الكلام السّكون، فلمّا كان ذلك كذلك، وكانت الفاء في أفٍّ حظّها الوقوف، ثمّ لم يكن إلى ذلك سبيلٌ لاجتماع السّاكنين فيه، وكان حكم السّاكن إذا حرّك أن يحرّك إلى الكسر حرّكت إلى الكسر، كما قيل: مدّ وشدّ وردّ الباب
وقوله: {ولا تنهرهما} يقول جلّ ثناؤه: ولا تزجرهما. كما:
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، قال: حدّثنا واصلٌ الرّقاشيّ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، في قوله: {فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما} قال: لا تنفض يدك على والديك.
يقال منه: نهره ينهره نهرًا، وانتهره ينتهره انتهارًا
وأمّا قوله: {وقل لهما قولاً كريمًا} فإنّه يقول جلّ ثناؤه: وقل لهما قولاً جميلاً حسنًا.
- كما: حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {وقل لهما قولاً كريمًا} قال: أحسن ما تجد من القول
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن عبد اللّه بن المختار، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب، {قولاً كريمًا} قالا: لا تمتنع من شيءٍ يريدانه.
قال أبو جعفرٍ: وهذا الحديث خطأٌ، أعنّي حديث هشام بن عروة، إنّما هو عن هشام بن عروة، عن أبيه، ليس فيه عمر،كذلك حدّث عن ابن عليّة وغيره، عن عبد اللّه بن المختار
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وقل لهما قولاً كريمًا} أي قولاً ليّنًا سهلاً.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني حرملة بن عمران، عن أبي الهدّاج التّجيبيّ، قال: قلت لسعيد بن المسيّب: كلّ ما ذكر اللّه عزّ وجلّ في القرآن من برّ الوالدين، فقد عرفته، إلاّ قوله {وقل لهما قولاً كريمًا} ما هذا القول الكريم؟ فقال ابن المسيّب: قول العبد المذنب للسّيّد الفظّ). [جامع البيان: 14/541-549]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله وقضى ربك قال أمر ربك). [تفسير مجاهد: 360]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا حسين بن محمّدٍ، ثنا الفرات بن السّائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- قال: "أنزل اللّه- عزّ وجلّ- هذا الحرف على لسان نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم "ووصّى ربّك أن لا تعبدوا إلّا إيّاه" فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحدٌ. فكان ميمون يقول: إنّ على تفسيره لنورًا. قال اللّه- عزّ وجلّ- (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً) .
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، فرات بن السّائب ضعّفه أحمد بن حنبلٍ وابن معينٍ وابن حبّان والدّارقطنيّ وغيرهم، وقال البخاريّ: منكر الحديث). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/229]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: حدثنا حسين بن محمّدٍ، ثنا الفرات بن السّائب عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: أنزل اللّه عزّ وجلّ هذا الحرف على لسان نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم: " ووصّى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه فلصقت إحدى الواوين بالأخرى. فقرأ لنا: {وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحدٌ. فكان ميمونٌ يقول: إنّ على تفسيره لنورًا. قال اللّه تبارك وتعالى: {شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحًا} ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 23 - 25.
أخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} قال: التزقت الواو بالصاد وأنتم تقرؤونها {وقضى ربك}.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما). [الدر المنثور: 9/286-287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن منيع، وابن المنذر، وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه فالتصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس {وقضى ربك} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد). [الدر المنثور: 9/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن الأعمش قال: كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقرأ ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه). [الدر المنثور: 9/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبي ثابت رضي الله عنه قال: أعطاني ابن عباس رضي الله عنهما مصحفا فقال: هذا على قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه فرأيت فيه ووصى ربك). [الدر المنثور: 9/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة قال: في حرف ابن مسعود رضي الله عنه ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه). [الدر المنثور: 9/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه أنه قرأها ووصى ربك قال: إنهم ألصقوا إحدى الواوين بالصاد فصارت قافا). [الدر المنثور: 9/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقضى ربك} قال: أمر). [الدر المنثور: 9/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} قال: عهد ربك أن لا تعبدوا إلا إياه). [الدر المنثور: 9/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وبالوالدين إحسانا} يقول: برا). [الدر المنثور: 9/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف} فيما تميط عنهما من الأذى الخلاء والبول كما كانا لا يقولانه فيما كانا يميطان عنك من الخلاء والبول). [الدر المنثور: 9/288-289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال: {فلا تقل لهما أف} فما سواه). [الدر المنثور: 9/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - مرفوعا لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من {أف} لحرمه). [الدر المنثور: 9/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عروة رضي الله عنه في قوله: {وقل لهما قولا كريما} قال: لا تمنعهما شيئا أرادا). [الدر المنثور: 9/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل ما بر الوالدين قال: أن تبذل لهما ما ملكت وأن تطيعهما فيما أمراك به إلا أن يكون معصية). [الدر المنثور: 9/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه أنه قيل له: إلام ينتهي العقوق قال: أن يحرمهما ويهجرهما ويحد النظر إلى وجههما). [الدر المنثور: 9/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنهما في قوله: {وقل لهما قولا كريما} قال: يقول: يا أبت يا أمه ولا يسميهما بأسمائهما). [الدر المنثور: 9/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه شيخ فقال: من هذا معك قال: أبي، قال: لا تمشين أمامه ولا تقعدن قبله ولا تدعه باسمه ولا تستب له). [الدر المنثور: 9/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه في قوله: {وقل لهما قولا كريما} قال: إذا دعواك فقل لهما لبيكما وسعديكما). [الدر المنثور: 9/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وقل لهما قولا كريما} قال: قولا لينا سهلا). [الدر المنثور: 9/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي الهداج التجيبي قال: قلت لسعيد بن المسيب رضي الله عنه كل ما ذكر الله في القرآن من بر الوالدين فقد عرفته إلا قوله: {وقل لهما قولا كريما} ما هذا القول الكريم قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ). [الدر المنثور: 9/290]

تفسير قوله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة بني إسرائيل: {ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا}؛
ثم نسخ منها الآية التي في براءة: {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}). [الجامع في علوم القرآن: 3/76-77]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} قال: لا تمتنع من شيء أحباه [الآية: 24].
سفيان [الثوري] عن معاوية بن إسحاق عن عروة بن الزّبير ما برّ والده من شدّ الطّرف إليه). [تفسير الثوري: 171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل رّبّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا}.
يقول تعالى ذكره: وكن لهما ذليلاً رحمةً منك بهما تطيعهما فيما أمراك به ممّا لم يكن للّه معصيةً، ولا تخالفهما فيما أحبّا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة} قال: لا تمتنع من شيءٍ يحبّانه
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا الأشجعيّ، قال: سمعت هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة} قال: هو أن تلين لهما حتّى لا تمتنع من شيءٍ أحبّاه
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أيّوب بن سويدٍ، قال: حدّثنا الثّوريّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة} قال: لا تمتنع من شيءٍ أحبّاه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن عبد اللّه بن المختار، عن هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة} قال: هو أن لا تمتنع من شيءٍ يريدانه
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المقرئ أبو عبد الرّحمن، عن حرملة بن عمران، عن أبي الهدّاج، قال: قلت لسعيد بن المسيّب: ما قوله {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة} قال: ألم تر إلى قول العبد المذنب للسّيّد الفظّ الغليظ.
والذّلّ بضمّ الذّال والذّلّة مصدران من الذّليل، وذلك أن يتذلّل، وليس بذليلٍ في الخلقة من قول القائل: قد ذللت لك أذلّ ذلّةً وذلًّا، وذلك نظير القلّ والقلّة، إذا أسقطت الهاء ضمّت الذّال من الذّلّ، والقاف من القلّ، وإذا أثبتت الهاء كسرت الذّال من الذّلّة، والقاف من القلّة، لما قال الأعشى:
وما كنت قلًّا قبل ذلك أزيبا
يريد: القلّة. وأمّا الذّلّ بكسر الذّال وإسقاط الهاء فإنّه مصدرٌ من الذّلول من قولهم: دابّةٌ ذلولٌ: بيّنة الذّلّ، وذلك إذا كانت ليّنةً غير صعبةٍ.
ومنه قول اللّه جلّ ثناؤه: {هو الّذي جعل لكم الأرض ذلولاً} يجمع ذلك ذللاً، كما قال جلّ ثناؤه: {فاسلكي سبل ربّك ذللاً} وكان مجاهدٌ يتأوّل ذلك أنّه لا يتوعّر عليها مكانٌ سلكته.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والعراق والشّام {واخفض لهما جناح الذّلّ} بضمّ الذّال على أنّه مصدرٌ من الذّليل. وقرأ ذلك سعيد بن جبيرٍ وعاصمٌ الجحدريّ: " جناح الذّلّ " بكسر الذّال
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا بهز بن أسدٍ، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه قرأ: " واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة " قال: كن لهما ذليلاً، ولا تكن لهما ذلولاً
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، قال: أخبرني عمر بن شقيقٍ، قال: سمعت عاصمًا الجحدريّ، يقرأ: " واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة " قال: كن لهما ذليلاً، ولا تكن لهما ذلولاً.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عمر بن شقيقٍ، عن عاصمٍ، مثله.
قال أبو جعفرٍ: وعلى هذا التّأويل الّذي تأوّله عاصمٌ كان ينبغي أن تكون قراءته بضمّ الذّال لا بكسرها حدّثنا نصرٌ وابن بشّارٍ.
- وحدّثت عن الفرّاء، قال: حدّثني هشيمٌ، عن أبي بشرٍ جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه قرأ: " واخفض لهما جناح الذّلّ ".
- قال الفرّاء: وحدثني الحكم بن ظهيرٍ، عن عاصم بن أبي النّجود، أنّه قرأها الذّلّ أيضًا، قال: فسألت أبا بكر فقال: الذّلّ قرأها عاصمٌ.
وأمّا قوله: {وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} فإنّه يقول: ادع اللّه لوالديك بالرّحمة، وقل ربّ ارحمهما وتعطّف عليهما بمغفرتك ورحمتك كما تعطّفا عليّ في صغري، فرحماني وربّياني صغيرًا، حتّى استقللت بنفسي، واستغنيت عنهما. كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} هكذا علّمتم، وبهذا أمرتم، خذوا تعليم اللّه وأدبه ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج ذات يومٍ وهو مادٌّ يديه رافعٌ صوته يقول: " من أدرك والديه أو أحدهما ثمّ دخل النّار بعد ذلك فأبعده اللّه وأسحقه ". ولكن كانوا يرون أنّه من برّ والديه وكان فيه أدنى تقًى، فإنّ ذلك مبلغه جسيم الخير.
وقال جماعةٌ من أهل العلم: إنّ قول اللّه جلّ ثناؤه: {وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} منسوخٌ بقوله: {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم}
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} ثمّ أنزل اللّه عزّ وجلّ بعد هذا: {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى}
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة والحسن قالا في سورة بني إسرائيل ( إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ).. إلى قوله {وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} فنسختها الآية الّتي في براءة {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى}. الآية
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، قال ابن عبّاسٍ {وقل ربّ ارحمهما}.. الآية، قال: نسختها الآية الّتي في براءة {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. الآية.
وقد تحتمل هذه الآية أن تكون وإن كان ظاهرها عامًّا في كلّ الآباء غير معنى النّسخ، بأن يكون تأويلها على الخصوص، فيكون معنى الكلام: وقل ربّ ارحمهما إذا كانا مؤمنين، كما ربّياني صغيرًا، فتكون مرادًا بها الخصوص على ما قلنا غير منسوخٍ منها شيءٌ.
وعني بقول ربّياني: نمّياني). [جامع البيان: 14/550-555]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا حماد بن سلمة وسليمان بن حبان عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال يطيعهما فيما أمراه ولا يمتنع من شيء أراداه). [تفسير مجاهد: 360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عروة في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} قال: تلين لهما حتى لا يمتنعا من شيء أحباه). [الدر المنثور: 9/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} يقول اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ). [الدر المنثور: 9/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنهما في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} قال: لا ترفع يديك عليهما إذا كلمتهما). [الدر المنثور: 9/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة رضي الله عنه في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} قال: إن أغضباك فلا تنظر إليهما شزرا فإنه أول ما يعرف غضب المرء بشدة نظره إلى من غضب عليه). [الدر المنثور: 9/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بر أباه من حد إليه الطرف). [الدر المنثور: 9/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد - رضي الله عنه - في قوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} قال: إن سباك أو لعناك فقل رحمكما الله غفر الله لكما). [الدر المنثور: 9/292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قرأ {واخفض لهما جناح الذل} بكسر الذال.
وأخرج عن عاصم الجحدري رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 9/292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي مرة مولى عقيل: أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كانت أمه في بيت وهو في آخر فكان يقف على بابها ويقول: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته فتقول: وعليك يا بني فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرا). [الدر المنثور: 9/292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} ثم أنزل الله بعد هذا (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى) (التوبة آية 113) ). [الدر المنثور: 9/292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود، وابن جرير، وابن المنذر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إما يبلغن عندك الكبر} إلى قوله: {كما ربياني صغيرا} قد نسختها الآية التي في براءة (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) (التوبة آية 113) الآية). [الدر المنثور: 9/292-293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والنحاس، وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه قال: نسخ من هذه الآية حرف واحد لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يستغفر لوالديه إذا كانوا مشركين ولم يقل {رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} ولكن ليخفض لهما جناح الذي من الرحمة وليقل لهما قولا معروفا، قال الله تعالى: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) ). [الدر المنثور: 9/293]

تفسير قوله تعالى: (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حفص عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب في قول الله: {فإنه كان للأوابين غفورا}، قال: الذي يذنب، ثم يتوب، ثم يختم الله له التوبة). [الجامع في علوم القرآن: 1/47]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حفص بن ميسرة، عن أبي مودود في قول الله: {فإنه كان للأوابين غفورا}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
وأخبرني رجالٌ من أهل العلم منهم مالك بن أنس والليث ابن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول في هذه الآية، قال: هو العبد يذنب، ثم يتوب، ثم يذنب، ثم يتوب). [الجامع في علوم القرآن: 1/48]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني محمد بن عمرو، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير قال: {إنه كان للأوابين غفورًا} يذكرون ذنوبهم في الخلاء فيستغفرون منها، والأواب مثل ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 1/143-144]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني جرير بن [حازم] عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: (الأواب)، الذي يذنب، ثم يتوب، ثم يذنب [ثم يتوب (؟)]). [الجامع في علوم القرآن: 2/83]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فإنه كان للأوابين غفورا قال للمطيعين المصلين). [تفسير عبد الرزاق: 1/376]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن معمر عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال الأواب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب). [تفسير عبد الرزاق: 1/376]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن مجاهد قال الأواب الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله منها). [تفسير عبد الرزاق: 1/376]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير في قوله تعالى فإنه كان للأوابين غفورا قال كنا نعد الأواب الحفيظ أن يقول اللهم اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا). [تفسير عبد الرزاق: 1/376-377]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن يحيى بن سعيد بن المسيّب في قوله {فإنه كان للأوابين غفورا} قال: الأوّاب الّذي يذنب الذّنب ثمّ يتوب ثمّ يذنب ثمّ يتوب [الآية: 25].
سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ عن عبيد بن عميرٍ أنّه قال: الأوّاب: الّذي يذكر الذّنب وهو في الخلاء فيندم عليه ويستغفر الله). [تفسير الثوري: 171-172]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي راشدٍ، عن عبيد بن عميرٍ {إنّه كان للأوّابين غفورًا} الأوّاب الّذي يتذكّر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {ربّكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنّه كان للأوّابين غفورًا}.

يقول تعالى ذكره {ربّكم} أيّها النّاس {أعلم} منكم {بما في نفوسكم} من تعظيمكم أمر آبائكم وأمّهاتكم وتكرمتهم والبرّ بهم، وما فيها من اعتقاد الاستخفاف بحقوقهم، والعقوق لهم، وغير ذلك من ضمائر صدوركم، لا يخفى عليه شيءٌ من ذلك، وهو مجازيكم على حسن ذلك وسيّئه، فاحذروا أن تضمروا لهم سوءًا، وتعقدوا لهم عقوقًا.
وقوله {إن تكونوا صالحين} يقول: إن أنتم أصلحتم نيّاتكم فيهم، وأطعتم اللّه فيما أمركم به من البرّ بهم، والقيام بحقوقهم عليكم، بعد هفوةٍ كانت منكم، أو زلّةٍ في واجبٍ لهم عليكم مع القيام بما ألزمكم في غير ذلك من فرائضه، فإنّه كان للأوّابين بعد الزّلّة، والتّائبين بعد الهفوة غفورًا لهم.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدثنا أبو كريب، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي وعمي عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير {ربّكم أعلم بما في نفوسكم} قال: البادرة تكون من الرجل إلى أبويه لا يريد بذلك إلا الخير، فقال {ربّكم أعلم بما في نفوسكم}.
- حدثنا أبو السائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: أخبرني أبي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، بمثله.
- حدثنا ابن حميد، قال: حدّثنا الحكم بن بشير، قال: حدّثنا عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، في قوله {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: هو الرجل تكون منه البادرة إلى أبويه وفي نيته وقلبه أنه لا يؤاخذ به.
واختلف أهل التأويل، في تأويل قوله {فإنّه كان للأوّابين غفورًا}، فقال بعضهم: هم المسبّحون.
- ذكر من قال ذلك:
- حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: حدّثنا محمد بن الصلت، قال: ثنا أبو كدينة, وحدثني ابن سنان القزاز، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: المسبحين.
- حدثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا أبو خيثمة زهير، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمرو بن شرحبيل، قال: الأوّاب: المسبح.
وقال آخرون: هم المطيعون المحسنون.
- ذكر من قال ذلك:
- حدثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا أبو صالح، قال: حدّثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} يقول: للمطيعين المحسنين.
- حدثنا بشر، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيد، عن قتادة، قوله {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: هم المطيعون، وأهل الصلاة.
- حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: للمطيعين المصلين.
وقال آخرون: بل هم الذين يصلون بين المغرب والعشاء.
- ذكر من قال ذلك:
- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، عن أبي صخر حميد بن زياد، عن ابن المنكدر يرفعه {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: الصلاة بين المغرب والعشاء.
وقال آخرون: هم الذين يصلّون الضّحى.
- ذكر من قال ذلك:
- حدثنا عمرو بن عليّ، قال: حدّثنا رباح أبو سليمان الرقاء، قال: سمعت عونا العقيليّ يقول في هذه الآية {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: الذين يصلون صلاة الضحى.
وقال آخرون: بل هو الراجع من ذنبه، التائب منه.
- ذكر من قال ذلك:
- حدثنا أحمد بن الوليد القرشيّ، قال: حدّثنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه قال في هذه الآية {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: الذي يصيب الذنب ثم يتوب ثم يصيب الذنب ثم يتوب.
- حدثنا ابن المثنى، قال: حدّثنا سليمان بن داود، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: هو الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب في هذا الآية {فإنّه كان للأوّابين غفورًا}.
- حدثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن المسيب يسأل عن هذه الآية {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: هو الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب.
- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدّثني جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، بنحوه.
- حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن سعيد بن المسيب، بنحوه.
- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدّثني مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: هو العبد يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب.
- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: فذكر مثله.
- حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ ومعمر، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، قال: الأوّاب: الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب.
- حدثنا ابن بشار، قال: حدّثنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في هذه الآية {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: الراجعين إلى الخير.
- حدثنا ابن المثنى، قال: حدّثنا عبد الصمد وأبو داود وهشام، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، بنحوه.
- حدثنا ابن بشار، قال: حدّثنا عبد الرحمن، قال: حدّثنا سفيان؛ وحدثنا ابن حميد، قال: حدّثنا حكام، عن عمرو، جميعا عن منصور، عن مجاهد عن عبيد بن عمير {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: الذي يذكر ذنوبه في الخلاء، فيستغفر الله منها.
- حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن الثوريّ، عن منصور، عن مجاهد، قال: الأوّاب: الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله منها.
- حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدّثنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، أنه قال في هذه الآية {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: الذي يذكر ذنبه ثم يتوب.
- حدثني محمد بن عمرو، قال: حدّثنا أبو عاصم، قالا حدّثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله جلّ ثناؤه {للأوّابين غفورًا} قال: الأوّابون: الراجعون التائبون.
- حدثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
- قال ابن جريج، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: الرجل يذنب ثم يتوب ثلاثا.
- حدثنا ابن حميد، قال: حدّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، قوله {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: الذي يتذكر ذنوبه، فيستغفر الله لها.
- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني حيوة ابن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن عطاء بن يسار، أنه قال في قوله {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} يذنب العبد ثم يتوب، فيتوب الله عليه؛ ثم يذنب فيتوب، فيتوب الله عليه؛ ثم يذنب الثالثة، فإن تاب، تاب الله عليه توبة لا تمحى.
وقد روي عن عبيد بن عمير، غير القول الذي ذكرنا عن مجاهد، وهو ما؛
- حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، في قوله {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: كنا نعدّ الأوّاب: الحفيظ، أن يقول: اللهمّ اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: الأوّاب: هو التائب ما الذنب، الراجع من معصية الله إلى طاعته، ومما يكرهه إلى ما يرضاه، لأن الأوّاب إنما هو فعّال، من قول القائل: آب فلان من كذا إما من سفره إلى منزله، أو من حال إلى حال، كما قال عبيد بن الأبرص:
وكلّ ذي غيبةٍ يئوب = وغائب الموت لا يئوب
فهو يئوب أوبا، وهو رجل آئب من سفره، وأوّاب من ذنوبه). [جامع البيان: 14/555-562]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم بن الحسن بن علي الكسائي الهمذاني قال حدثنا آدم ابن أبي إياس العسقلاني قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنه كان للأوابين غفورا قال هو الذي يتذكر ذنوبه فيتوب ويراجع). [تفسير مجاهد: 360-361]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم} قال: تكون البادرة من الولد إلى الوالد فقال الله: {إن تكونوا صالحين} أي تكون النية صادقة ببرهما {فإنه كان للأوابين غفورا} للبادرة التي بدرت منه). [الدر المنثور: 9/293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {فإنه كان للأوابين} قال: الرجاعين من الذنب إلى التوبة ومن السيئات إلى الحسنات). [الدر المنثور: 9/294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {للأوابين} قال: للمطيعين المحسنين). [الدر المنثور: 9/294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {للأوابين} قال: للتوابين). [الدر المنثور: 9/294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: الأواب التواب). [الدر المنثور: 9/294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها قلت: ثم أي قال: ثم بر الوالدين قلت: ثم أي قال: ثم الجهاد في سبيل الله). [الدر المنثور: 9/294-295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد). [الدر المنثور: 9/295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله من أبر قال: أمك، قلت: من أبر قال: أمك، قلت: من أبر قال: أمك، قلت: من أبر قال: أباك ثم الأقرب فالأقرب). [الدر المنثور: 9/295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه أتاه رجل فقال: إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة قال: أمك حية قال: لا، قال: تب إلى الله وتقرب إليه ما استطعت، فذهبت فسألت ابن عباس - رضي الله عنهما - لم سألت عن حياة أمه فقال: إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة). [الدر المنثور: 9/295-296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم، وابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تأمرني قال: بر أمك ثم عاد فقال: بر أمك ثم عاد فقال: بر أمك ثم عاد الرابعة فقال: بر أباك). [الدر المنثور: 9/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من مسلم له والدان يصبح إليهما محسنا إلا فتح الله له بابين - يعني من الجنة - وإن كان واحد فواحد وإن أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه، قيل: وإن ظلماه قال: وإن ظلماه). [الدر المنثور: 9/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن المنذر والبيهقي عن ابي هريرة رضي الله عنه - عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم - قال: لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه قيعتقه). [الدر المنثور: 9/296-297]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان قال: فارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما). [الدر المنثور: 9/297]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد فقال: ألك والدان قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد). [الدر المنثور: 9/297]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب ومسلم والبيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قالوا يا رسول الله: من قال: من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما فدخل النار). [الدر المنثور: 9/297]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره). [الدر المنثور: 9/298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والبيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه أبصر رجلين فقال: لأحدهما ما هذا منك فقال أبي فقا: لا تسمه، وفي لفظ لا تدعه باسمه ولا تمش أمامه ولا تجلس قبله حتى يجلس ولا تستب له). [الدر المنثور: 9/298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين). [الدر المنثور: 9/298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد، وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي، وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن معاوية بن جابر عن أبيه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد فقال: ألك والدة قال نعم، قال: اذهب فالزمها فإن الجنة قد عند رجليها). [الدر المنثور: 9/298-299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن طلحة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أريد الغزو وقد جئت إليك أستشيرك فقال: هل لك من أم قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة عند رجليها ثم الثانية ثم الثالثة كمثل ذلك). [الدر المنثور: 9/299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أنس - رضي الله عنه - أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه فقال: هل بقي أحد من والديك قال: أمي قال: فتق الله فيها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد فإذا دعتك أمك فاتق الله وبرها). [الدر المنثور: 9/299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنومك على السرير بين والديك تضحكهما ويضحكانك أفضل من جهادك بالسيف في سبيل الله). [الدر المنثور: 9/299-300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي عن خداش بن سلامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصي امرأ بأمه ثلاث مرار وأوصي امرأ بأبيه مرتين وأوصي امرأ بمولاه الذي يليه وإن كان عليه منه أذى يؤذيه). [الدر المنثور: 9/300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد وسط أبواب الجنة فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه). [الدر المنثور: 9/300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أراني في الجنة فبينا أنا فيها إذ سمعت صوت رجل بالقرآن فقلت: من هذا قالوا: حارثة بن النعمان كذلك البر كذلك البر). [الدر المنثور: 9/300-301]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نمت فرأيتني في الجنة فسمعت قارئا يقرأ فقلت من هذا قالوا: حارثة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك البر كذلك البر كذلك البر قال: وكان أبر الناس بأمه). [الدر المنثور: 9/301]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مر رجل له جسم - يعني خلقا - فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: لعله يكد على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، لعله يكد على صبية صغار فهو في سبيل الله، لعله يكد على نفسه ليغنيها عن الناس فهو في سبيل الله). [الدر المنثور: 9/301]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يمد الله في عمره ويزيد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه). [الدر المنثور: 9/302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة قالوا: وإن نظر كل يوم مائة مرة قال: نعم، الله أكبر وأطيب). [الدر المنثور: 9/302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر الولد إلى والده - يعني - فسر به كان للولد عتق نسمة قيل: يا رسول الله وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة قال: الله أكبر من ذلك). [الدر المنثور: 9/302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: النظر إلى الوالد عبادة والنظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى المصحف عبادة والنظر إلى أخيك حبا له في الله عبادة). [الدر المنثور: 9/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي وضعفه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار). [الدر المنثور: 9/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألك والدان قال: لا، قال: ألك خالة قال: نعم، قال: فبرها إذن). [الدر المنثور: 9/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أم أيمن رضي الله عنها أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أهل بيته فقال: لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج ولا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر وإياك والمعصية فإنها تسخط الله لا تنازعن الأمر أهله وإن رأيت أنه لك لا تفر من الزحف وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت أنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل). [الدر المنثور: 9/303-304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري في الأدب وأبو داود، وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: كنا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال رجل: يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به قال: نعم، خصال أربع: الدعاء لهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما). [الدر المنثور: 9/304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب ومسلم وأبو داود والترمذي، وابن حبان والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي الأب). [الدر المنثور: 9/304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: والذي بعث محمد بالحق إنه لفي كتاب الله لا تقطع من كان يصل أباك فتطفئ بذلك نورك). [الدر المنثور: 9/304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرجل من العرب كان يصحبه - يقال له عفير - يا عفير كيف سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول في الود قال سمعته يقول: الود يتوارث والعداوة كذلك). [الدر المنثور: 9/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة عاق ولا ولد زنا ولا مدمن خمر ولا منان). [الدر المنثور: 9/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة عاق والديه ولا منان ولا ولد زنية ولا مدمن خمر ولا قاطع رحم ولا من أتى ذات رحم). [الدر المنثور: 9/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي وضعفه عن طلق بن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أدركت والدي أو أحدهما وأنا في صلاة العشاء وقد قرأت فيها بفاتحة الكتاب فنادى يا محمد لأجبتهما لبيك). [الدر المنثور: 9/305-306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي وضعفه من طريق الليث بن سعد حدثني يزيد بن حوشب الفهري عن أبيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو كان جريج الراهب فقيها عالما لعلم أن إجابته أمه أفضل من عبادته ربه). [الدر المنثور: 9/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن مكحول قال: إذا دعتك والدتك وأنت في الصلاة فأجبها وإذا دعاك أبوك فلا تجبه حتى تفرغ من صلاتك). [الدر المنثور: 9/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعتك أمك في الصلاة فأجبها وإذا دعاك أبوك فلا تجبه). [الدر المنثور: 9/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي مالك رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه). [الدر المنثور: 9/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولا يطهرهم قيل: من أولئك يا رسول الله قال: المتبرئ من والديه رغبة عنهما والمتبرئ من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم). [الدر المنثور: 9/306-307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي أو قتل أحد والديه والمصورون وعالم لم ينتفع بعلمه). [الدر المنثور: 9/307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي والطبراني والخرائطي في مساوئ الأخلاق من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده أبي بكرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات ومن رايا رايا الله به ومن سمع سمع الله به). [الدر المنثور: 9/307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي، عن طاووس رضي الله عنه قال: إن من السنة أن توقر أربعة: العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد، قال: ويقال أن من الجفاء: أن يدعو الرجل والده باسمه). [الدر المنثور: 9/307-308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن كعب رضي الله عنه أنه سئل عن العقوق ما تجدونه في كتاب الله عقوق الوالدين قال: إذا أقسم عليه لم يبره وإذا سأله لم يعطه وإذا ائتمنه خان فذلك العقوق). [الدر المنثور: 9/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات مستجابات: دعاء الوالد على ولده ودعوة المظلوم ودعوة المسافر). [الدر المنثور: 9/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن النعمان يرفع الحديث إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب برا). [الدر المنثور: 9/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما فيدعو لهما من بعدهما فيكتبه الله من البارين). [الدر المنثور: 9/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد يموت والداه أو أحدهما وإنه لهما عاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا). [الدر المنثور: 9/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن الأوزاعي رضي الله عنه قال: بلغني أن من عق والديه في حياتهما ثم قضى دينا إن كان عليهما واستغفر لهما ولم يستسب لهما كتب بارا ومن بر والديه في حياتهما ثم لم يقض دينا إن كان عليهما ولم يستغفر لهما واستسب لهما كتب عاقا). [الدر المنثور: 9/309]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وإن كان واحدا فواحدا ومن أمسى عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار وإن كان واحدا فواحدا فقال رجل: وإن ظلماه قال: وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه). [الدر المنثور: 9/309]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن المنكدر بن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال: كان أبي يبيت على السطح يروح على أمه وعمي يصلي إلى الصباح فقال له أبي ما يسرني أن ليلتي بليلتك). [الدر المنثور: 9/309]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والبيهقي عن عبد الله بن المبارك قال: قال محمد بن المنكدر بات عمر أخي يصلي وبت أغمز رجل أمي وما أحب أن ليلتي بليلته). [الدر المنثور: 9/309-310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن محمد بن المنكدر: أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه: يا أمه قومي فضعي قدمك على خدي). [الدر المنثور: 9/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي، عن طاووس قال: كان رجل له أربعة بنين فمرض فقال أحدهم: إما أن تمرضوه وليس لكم من ميراثه شيء وأما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء قالوا: بل مرضه وليس لك من ميراثه شيء فمرضه فمات ولم يأخذ من ماله شيئا فأتي في النوم فقيل له: ائت مكان كذا وكذا فخذ منه مائة دينار فقال في نومه أفيها بركة قالوا: لا، فأصبح فذكر ذلك لامرأته فقالت له خذها فإن من بركتها: أن تكتسي منها وتعيش بها فأبى فلما أمسى أتي في النوم فقيل له: ائت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير فقال: فيها بركة قالوا: لا فأصبح فذكر ذلك لامرأته فقالت له مثل ذلك فأبى أن يأخذها فأتي في النوم في الليلة الثالثة: أن ائت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارا فقال: أفيه بركة قالوا: نعم، فذهب فأخذ الدينار ثم خرج به إلى السوق فإذا هو برجل يحمل حوتين فقال بكم هذان فقال بدينار فأخذهما منه بالدينار ثم انطلق فلما دخل بيته شق الحوتين فوجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها فبعث الملك بدرة ليشتريها فلم توجد إلا عنده فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا فلما رآها الملك قال: ما تصلح هذه إلا بأخت فاطلبوا مثلها وإن أضعفتم، قال: فجاؤوا فقالوا: عندك أختها نعطيك ضعف ما أعطيناك قال: أو تفعلون قالوا: نعم، فأعطاهم أختها بضعف ما أخذوا الأولى). [الدر المنثور: 9/310-311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال: لما قدم أبو موسى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا، قال: ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا قالوا تركناها في أهلها، قال: فإنها قد غفر لها، قالوا: بم يا رسول الله قال: ببرها والدتها قال: كانت لها أم عجوز كبيرة فجاءهم النذير: إن العدو يريد أن يغير عليكم الليلة فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم ولم يكن معها ما تحتمل عليه فعمدت إلى أمها فجعلت تحملها على ظهرها فإذا أعيت وضعتها ثم ألصقت بطنها ببطن أمها وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت). [الدر المنثور: 9/311-312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع شاب فقلنا: لو كان هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله فسمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم مقالتنا، فقال: وما في سبيل الله إلا من قتل ومن سعى على والديه فهو في سبيل الله ومن سعى على عياله فهو في سبيل الله ومن سعى على نفسه يغنيها فهو في سبيل الله تعالى). [الدر المنثور: 9/312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أي الناس أعظم حقا على المرأة، قال: زوجها، قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل، قال: أمه). [الدر المنثور: 9/312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن علي رضي الله عنه: سمعت رسول الله يقول: لعن الله من ذبح لغير الله ثم تولى غير مولاه ولعن الله العاق لوالديه ولعن الله من نقض منار الأرض). [الدر المنثور: 9/312-313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد على الحوض). [الدر المنثور: 9/313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم، عن جابر رضي الله عنه مرفوعا بروا آباءكم). [الدر المنثور: 9/313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: إن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد هاجرت من الشرك - ولكنه الجهاد - هل لك أحد باليمن قال: أبواي قال: أذنا لك قال: لا، قال: فارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك مجاهد وإلا فبرهما). [الدر المنثور: 9/313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضي الله عنه أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه عز وجل فقال: يا رب بم تأمرني قال: بأن لا تشرك بي شيئا قال: وبم قال: وتبر والدتك قال: وبم قال: وبوالدتك قال: وبم قال: وبوالدتك قال وهب بن منبه رضي الله عنه: إن البر بالوالدين يزيد في العمر والبر بالوالدة ينبت الأصل). [الدر المنثور: 9/313-314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال: رأى موسى عليه السلام رجلا عند العرش فغبطه بمكانه فسأل عنه فقالوا: نخبرك بعمله لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا يمشي بالنميمة ولا يعق والديه، قال: أي رب ومن يعق والديه قال: يستسب لهما حتى يسبا). [الدر المنثور: 9/314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي وصححه، وابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن رجلا أتاه فقال: إن إمرأتي بنت عمي وإني أحبها وإن والدتي تأمرني أن أطلقها فقال: لا آمرك أن تطلقها ولا آمرك أن تعصي والدتك ولكن أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: إن الوالدة أوسط باب من أبواب الجنة فإن شئت فأمسك وإن شئت فدع). [الدر المنثور: 9/314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال: للأم ثلثا البر وللأب الثلث). [الدر المنثور: 9/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر). [الدر المنثور: 9/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بر الوالدين يجزئ من الجهاد). [الدر المنثور: 9/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قيل له: ما حق الوالد على الولد قال: لو خرجت من أهلك ومالك ما أديت حقهما). [الدر المنثور: 9/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن علي بن أبي طالب قال: إذا مالت الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا الحوائج إلى الله فإنها ساعة الأوابين وقرأ {فإنه كان للأوابين غفورا} ). [الدر المنثور: 9/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله: {فإنه كان للأوابين غفورا} قال: الأواب الذي يذنب ثم يستغفر ثم يذنب ثم يستغفر ثم يذنب ثم يستغفر). [الدر المنثور: 9/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه في قوله: {فإنه كان للأوابين غفورا} قال: الأواب الذي يتذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها). [الدر المنثور: 9/316]

تفسير قوله تعالى: (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن رجلٍ من بني تميمٍ كان يسأل عبد اللّه بن مسعودٍ، وكان ابن مسعودٍ يعرف له، فسأل عبد الله عن {الماعون}، فقال: إن الماعون من منع الفأس والقدر والدّلو، خصلتان من هؤلاء الثّلاثة؛ فسأله: {ولا تبذّر تبذيرًا}، قال: إنفاقك المال في غير حقّه؛ وسأله عن (الأواه)، فقال: الرحيم). [الجامع في علوم القرآن: 2/29-30] (م)

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {لا تبذّر} [الإسراء: 26] : «لا تنفق في الباطل»). [صحيح البخاري: 6/84]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لا تبذّر لا تنفق في الباطل وصله الطّبريّ من طريق عطاء الخراساني عن بن عبّاس في قوله ولا تبذر لا تنفق في الباطل والتّبذير السّرف في غير حقٍّ ومن طريق عكرمة قال المبذّر المنفق في غير حقٍّ ومن طرقٍ متعدّدةٍ عن أبي العبيدين وهو بلفظ التّصغير والتّثنية عن بن مسعودٍ مثله وزاد في بعضها كنّا أصحاب محمّدٍ نتحدّث أنّ التّبذير النّفقة في غير حقٍّ). [فتح الباري: 8/394]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {موفورا} وافرا {تبيعا} ثائرا وقال ابن عبّاس نصيرًا {خبت} طفئت وقال ابن عبّاس {ولا تبذر} لا تنفق في الباطل {ابتغاء رحمة} رزق {مثبورا} ملعونا {ولا تقف} لا تقل {فجاسوا} تيمموا {يزجي لكم الفلك} يجري الفلك {يخرون للأذقان} للوجوه
قال عبد بن حميد ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 63 الإسراء {موفورا} قال وافرا
وبه في قوله 69 الإسراء {به تبيعا} قال نصيرًا ثائرا
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله تبيعا قال نصيرًا
وبه في قوله 97 الإسراء {كلما خبت} قال طفئت
أخبرنا أبو الفرج بن الغزّي أنا يوسف بن عمر الختني وهو آخر من حدث عنه بالسّماع أنا عبد الوهّاب بن رواج وهو آخر من تقيّ من حضر عنده أو سمع عليه أنا الحافظ أبو طاهر السلفي أنا أبو طاهر بن البطر أنا عبيدالله بن عبد الله بن البيع ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا محمود بن خداش ثنا هشيم أنا حصين عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله 27 الإسراء {إن المبذرين كانوا إخوان الشّياطين} قال المبذر المنفق في غير حق
رواه البخاريّ في كتاب الأدب المفرد عن عارم عن هشيم به فوقع لنا بدلا عاليا
وقال أبو جعفر الطّبريّ ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 26 الإسراء {ولا تبذر} قال لا تنفق في الباطل فإن المبذر هو المسرف في غير حق). [تغليق التعليق: 4/240-241] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عباسٍ لا تبذّر لا تنفق في الباطل
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {ولا تبذر تبذيراً} (الإسراء: 26) أي: لا تنفق في الباطل، وكذا رواه الطّبريّ من طريق عطاء الخراساني عن ابن عبّاس، ويقال: التبذير إنفاق المال فيما لا ينبغي، والإسراف هو الصّرف فيما ينبغي زائدا على ما ينبغي). [عمدة القاري: 19/25]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس): فيما وصله الطبري من طريق عطاء عنه في قوله تعالى: {ولا تبذر} أي (لا تنفق في الباطل) وأصل التبذير التفريق ومنه البذر لأنه يفرق في الأرض للزراعة قال:
ترائب يستضيء الحلي فيها = كجمر النار بذر في الظلام
ثم غلب في الإسراف فيها النفقة وسقط لأبي ذر قوله خبت طفئت). [إرشاد الساري: 7/203]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل ولا تبذّر تبذيرًا (26) إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربّه كفورًا}.
اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بقوله {وآت ذا القربى} فقال بعضهم: عنى به: قرابة المؤمن من قبل أبيه وأمّه، أمر اللّه جلّ ثناؤه عباده بصلتها
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا عمران بن موسى، قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيدٍ، قال: حدّثنا حبيبٌ المعلّم، قال: سأل رجلٌ الحسن، قال: أعطي قرابتي زكاة مالي؟ فقال: إنّ لهم في مالك حقًّا سوى الزّكاة، ثمّ تلا هذه الآية {وآت ذا القربى حقّه}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عكرمة، قوله {وآت ذا القربى حقّه} قال: صلته الّتي تريد أن تصله بها ما كنت تريد أن تفعله إليه
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل} قال: هو أن تصل ذا القربة والمسكين وتحسن إلى ابن السّبيل.
وقال آخرون: بل عنى بذلك قرابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمارة الأسديّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا الصّبّاح بن يحيى المزنيّ، عن السّدّيّ، عن أبي الدّيلم، قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السّلام لرجلٍ من أهل الشّام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أفما قرأت في بني إسرائيل {وآت ذا القربى حقّه} قال: وإنّكم للقرابة الّتي أمر اللّه جلّ ثناؤه أن يؤتى حقّه؟ قال: نعم.
وأولى التّأويلين عندي بالصّواب، تأويل من تأوّل ذلك أنّه بمعنى وصيّة اللّه عباده بصلة قرابات أنفسهم وأرحامهم من قبل آبائهم وأمّهاتهم، وذلك أنّ اللّه عزّ وجلّ عقّب ذلك عقيب حضّه عباده على برّ الآباء والأمّهات، فالواجب أن يكون ذلك حضًّا على صلة أنسابهم دون أنساب غيرهم الّتي لم يجر لها ذكرٌ.
وإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وأعط يا محمّد ذا قرابتك حقّه من صلتك إيّاه، وبرّك به، والعطف عليه.
وخرج ذلك مخرج الخطاب لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، والمراد بحكمه جميع من لزمته فرائض اللّه، يدلّ على ذلك ابتداؤه الوصيّة بقوله جلّ ثناؤه: {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانًا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما} فوجّه الخطاب بقوله {وقضى ربّك} إلى نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ قال {ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه} فرجع بالخطاب به إلى الجميع، ثمّ صرف الخطّاب بقوله {إمّا يبلغنّ عندك} إلى إفراده به. والمعنى بكلّ ذلك جميع من لزمته فرائض اللّه عزّ وجلّ، أفرد بالخطاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وحده أو عمّ به هو وجميع أمّته.
وقوله: {والمسكين} وهو ذو الذّلّة من أهل الحاجة. وقد دلّلنا فيما مضى على معنى المسكين بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وقوله {وابن السّبيل} يعني: المسافر المنقطع به، يقول تعالى: وصل قرابتك، فأعطه حقّه من صلتك إيّاه، والمسكين ذا الحاجة، والمجتاز بك المنقطع به، فأعنه، وقوّةً على قطع سفره.
وقد قيل: إنّما عنى بالأمر بإيتاء ابن السّبيل حقّه أن يضاف ثلاثة أيّامٍ.
والقول الأوّل عندي أولى بالصّواب، لأنّ اللّه تعالى لم يخصّص من حقوقه شيئًا دون شيءٍ في كتابه، ولا على لسان رسوله، فذلك عامٌ في كلّ حقٍّ له أن يعطاه من ضيافتةٍ أو حمله أو معونتةٍ على سفره.
وقوله {ولا تبذّر تبذيرًا} يقول: ولا تفرّق يا محمّد ما أعطاك اللّه من مالٍ في معصيته تفريقًا.
وأصل التّبذير: التّفريق في السّرف، ومنه قول الشّاعر:
أناسٌ أجارونا فكان جوارهم = أعاصير من فسو العراق المبذّر
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي العبيدين، قال: قال عبد اللّه في قوله {ولا تبذّر تبذيرًا} قال: التّبذير في غير الحقّ وهو الإسراف
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين، قال: سئل عبد اللّه عن المبذّرين فقال: الإنفاق في غير حقٍّ.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت يحيى بن الجزّار يحدّث عن أبي العبيدين ضرير البصر، أنّه سأل عبد اللّه بن مسعودٍ عن هذه الآية {ولا تبذّر تبذيرًا} قال: إنفاق المال في غير حقّه.
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن الحكم، عن يحيى بن الجزّار، عن أبي العبيدين، عن عبد اللّه، مثله
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزّار أنّ أبا العبيدين، كان ضرير البصر، سأل ابن مسعودٍ فقال: ما التّبذير؟ فقال: إنفاق المال في غير حقّه.
- حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة, قال: أنبأنا الحكم, عن يحيى بن الجزّار عن أبي العبيدين، عن عبد الله، مثله.
- حدثنا أبو كريب،قال: حدثنا المحاربي، عن المسعودي, عن سلمة بن كيهل، عن أبي العبيدين إنه سأل ابن مسعودٍ فقال: ما التّبذير؟ فقال: إنفاق المال في غير حقّه.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا المسعوديّ، قال: أخبرنا سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، وكانت به زمانةٌ، وكان عبد اللّه يعرف له ذلك، فقال: يا أبا عبد الرّحمن ما التّبذير؟ فذكر مثله
- حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا أبو الحوأب، عن عمّار بن زريقٍ، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّبٍ، عن أبي العبيدين، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: كنّا أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم نتحدّث أنّ التّبذير: النّفقة في غير حقّه
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن كثيرٍ العنبريّ، قال: حدّثنا شعبة، قال: كنت أمشي مع أبي إسحاق في طريق الكوفة، فأتى على دارٍ تبنى بجصٍّ وآجرٍّ، فقال: هذا التّبذير في قول عبد اللّه: إنفاق المال في غير حقّه
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {ولا تبذّر تبذيرًا} قال: المبذّر: المنفق في غير حقّه
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عبّادٌ، عن حصينٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: المبذّر: المنفق في غير حقّه
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لا تنفق في الباطل، فإنّ المبذّر: هو المسرف في غير حقٍّ ".
- قال ابن جريجٍ وقال مجاهدٌ: لو أنفق إنسانٌ ماله كلّه في الحقّ ما كان تبذيرًا، ولو أنفق مدًّا في باطلٍ كان تبذيرًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ولا تبذّر تبذيرًا} قال: والتّبذير: النّفقة في معصية اللّه، وفي غير الحقّ وفي الفساد
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله {وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل} قال: بدأ بالوالدين قبل هذا، فلمّا فرغ من الوالدين وحقّهما، ذكر هؤلاء وقال {لا تبذّر تبذيرًا} لا تعط في معاصي اللّه). [جامع البيان: 14/562-568]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المسعودي عن سلمة بن كهيل عن أبي العبيدين قال قلت لابن مسعود ما التبذير قال هو إنفاق المال في غير حقه). [تفسير مجاهد: 361]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، ثنا أبو زكريّا يحيى بن محمّد بن يحيى الشّهيد، ثنا أبو الوليد الطّيالسيّ، ثنا اللّيث بن سعدٍ، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، ثنا أنّ رجلًا قال: يا رسول اللّه، إنّي ذو مالٍ كثيرٍ، وذو أهلٍ وولدٍ، فكيف يجب لي أن أصنع أو أنفق قال: «أدّ الزّكاة المفروضة طهرةً تطهّرك وآت صلة الرّحم، واعرف حقّ السّائل والجار والمسكين وابن السّبيل» قال: يا رسول اللّه، أقلل لي. قال: «فآت ذا القربى حقّه، والمسكين، وابن السّبيل، ولا تبذّر تبذيرًا» قال: يا رسول اللّه، إذا أدّيت الزّكاة إلى رسول رسول اللّه فقد أدّيتها إلى اللّه وإلى رسوله؟ قال: «نعم، إذا أدّيتها إلى رسوله فقد أدّيتها، ولك أجرها، وعلى من بدّلها إثمها» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/392]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، عن الحكم، عن يحيى بن الجزّار، قال: جاء أبو العبيدين إلى عبد اللّه وكان رجلًا ضرير البصر، فكان عبد اللّه يعرّف له فقال: يا أبا عبد الرّحمن من نسأل إذا لم نسألك؟ قال: «فما حاجتك؟» قال: ما الأوّاه؟ قال: «الرّحيم». قال: فما الماعون؟ قال: «ما يتعاون النّاس بينهم». قال: فما التّبذير؟ قال: «إنفاق المال في غير حقّه». قال: فما الأمّة؟ قال: «الّذي يعلّم النّاس الخير» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/392]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وآت ذا القربى حقّه} [الإسراء: 26].
- عن أبي سعيدٍ قال: «لمّا نزلت {وآت ذا القربى حقّه} [الإسراء: 26] دعا رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فاطمة، فأعطاها فدك».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عطيّة العوفيّ وهو ضعيفٌ متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/49]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ولا تبذّر تبذيرًا} [الإسراء: 26].
- عن أبي العبيدين قال: سألت عبد اللّه عن قوله تعالى: {ولا تبذّر تبذيرًا} [الإسراء: 26]، قال: هو النّفقة في غير حقٍّ.
رواه الطّبرانيّ، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/49-50]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا أبو يحيى التّيميّ، ثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {وآت ذا القربى حقّه} [الإسراء: 26] دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فاطمة فأعطاها فدك.
قال البزّار: لا نعلم رواه إلا أبو سعيدٍ ولا حدّث به عن عطيّة إلا فضيلٌ، ورواه عن فضيلٍ أبو يحيى، وحميد بن حمّادٍ، وابن أبي الخوار). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 26 - 28.
أخرج البخاري في تاريخه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وآت ذا القربى حقه} قال: أمره بأحق الحقوق وعلمه كيف يصنع إذا كان عنده وكيف يصنع إذا لم يكن فقال: {وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك} قال: إذا سألوك وليس عندك شيء انتظرت رزقا من الله {فقل لهم قولا ميسورا} يقول: إن شاء الله يكون شبه العدة، قال: سفيان رحمه الله والعدة من النّبيّ صلى الله عليه وسلم دين). [الدر المنثور: 9/316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وآت ذا القربى حقه} الآية، قال: هو أن تصل ذا القرابة وتطعم المسكين وتحسن إلى ابن السبيل). [الدر المنثور: 9/316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه قال لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن قال: نعم، قال: أفما قرأت في بني إسرائيل {وآت ذا القربى حقه} قال: وإنكم للقرابة الذي أمر الله أن يؤتى حقه قال: نعم). [الدر المنثور: 9/316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية، قال: كان ناس من بني عبد المطلب يأتون النّبيّ صلى الله عليه وسلم يسألونه فإذا صادفوا عنده شيئا أعطاهم وإن لم يصادفوا عنده شيئا سكت لم يقل لهم نعم ولا لا، والقربى قربى بني عبد المطلب). [الدر المنثور: 9/317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وآت ذا القربى حقه والمسكين، وابن السبيل} قال: هو أن وتوفيهم حقهم إن كان يسيرا وإن لم يكن عندك {فقل لهم قولا ميسورا} وقل لهم الخير). [الدر المنثور: 9/317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وآت ذا القربى حقه} الآية، قال: بدأ فأمره بأوجب الحقوق ودله على أفضل الأعمال إذا كان عنده شيء، فقال: {وآت ذا القربى حقه والمسكين، وابن السبيل} وعلمه إذا لم يكن عنده شيء كيف يقول، فقال: {وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا} عدة حسنة كأته قد كان ولعله أن يكون إن شاء الله {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} لا تعطي شيئا {ولا تبسطها كل البسط} تعطي ما عندك {فتقعد ملوما} يلومك من يأتيك بعد ولا يجد عندك شيئا {محسورا} قال: قد حسرك من قد أعطيته). [الدر المنثور: 9/317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب عن كليب بن منفعة رضي الله عنه قال: قال جدي يا رسول الله من أبر قال: أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الذي يلي ذاك حق واجب ورحم موصولة). [الدر المنثور: 9/317-318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري والبخاري في الأدب، وابن ماجة والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب). [الدر المنثور: 9/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما أنفق الرجل نفقة على نفسه وأهله يحتسبها إلا آجره الله فيها وابدأ بمن تعول فإن كان فضل فالأقرب الأقرب وإن كان فضل فناول). [الدر المنثور: 9/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في شعب الإيمان واللفظ له عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا بعد للرحم إذا قربت وإن كانت بعيدة ولا قرب لها إذا بعدت وإن كانت قريبة وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلته إن كان وصلها وعليه بقطيعته إن كان قطعها). [الدر المنثور: 9/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه أن أعرابيا قال: يا رسول الله إني رجل موسر وإن لي أما وأبا وأختا وأخا وعما وعمة وخالا وخالة فأيهم أولى بصلتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك). [الدر المنثور: 9/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم والبيهقي عن أبي رمثة التيمي تيم الرباب قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول: يد المعطي العليا أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك). [الدر المنثور: 9/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والحاكم والشيرازي في الألقاب والبيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل ليعمر للقوم الديار ويكثر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا قيل يا رسول الله وبم ذلك: قال: بصلتهم أرحامهم). [الدر المنثور: 9/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي، وابن عدي، وابن لال في مكارم الأخلاق، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن عز وجل). [الدر المنثور: 9/319-320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي، وابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونون فجارا فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا الرحم وإن أعجل المعصية عقابا البغي واليمين الفاجرة تذهب المال وتعقم الرحم وتدع الديار بلاقع). [الدر المنثور: 9/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ثعلبة بن زهدم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب - يد المعطي العليا ويد السائل السفلى وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك). [الدر المنثور: 9/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار وأبو يعلى، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية {وآت ذا القربى حقه} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك). [الدر المنثور: 9/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {وآت ذا القربى حقه} أقطع رسول الله فاطمة فدكا). [الدر المنثور: 9/321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعطي وكيف يعطي وبمن يبدأ فأنزل الله {وآت ذا القربى حقه والمسكين، وابن السبيل} فأمر الله أن يبدأ بذي القربى ثم بالمسكين، وابن السبيل ومن بعدهم، قال: {ولا تبذر تبذيرا} يقول الله عز وجل: ولا تعط مالك كله فتقعد بغير شيء، قال: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} فتمنع ما عندك فلا تعطي أحدا {ولا تبسطها كل البسط} فنهاه أن يعطي إلا ما بين له، وقال له: {وإما تعرضن عنهم} يقول: تمسك عن عطائهم {فقل لهم قولا ميسورا} يعني قولا معروفا لعله أن يكون عسى أن يكون). [الدر المنثور: 9/321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع قال: تخرج الزكاة المفروضة فإنها مطهرة تطهرك وتصل أقاربك وتعرف حق السائل والجار المسكين فقال: يا رسول الله أقلل لي قال: {وآت ذا القربى حقه والمسكين، وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا} قال: حسبي رسول الله). [الدر المنثور: 9/321-322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {ولا تبذر تبذيرا} قال: التبذير إنفاق المال في غير حقه). [الدر المنثور: 9/322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا أصحاب محمد نتحدث أن التبذير النفقة في غير حقه). [الدر المنثور: 9/322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن المبذرين} قال: هم الذين ينفقون المال في غير حقه). [الدر المنثور: 9/322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ولا تبذر تبذيرا} يقول: لا تعط مالك كله). [الدر المنثور: 9/322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: من السرف أن يكتسي الإنسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده وما جاوز الكفاف فهو لتبذير). [الدر المنثور: 9/322-323]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير وما تصدقت فلك وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ الشيطان). [الدر المنثور: 9/323]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيبٍ أنّ ابن مسعودٍ كان يقول: المبذّر الّذي ينفق في غير حقٍّ). [الجامع في علوم القرآن: 1/113]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عبد اللّه في قول الله: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} قال: الإنفاق في غير حقٍّ [الآية: 27]). [تفسير الثوري: 172]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله {إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين} فإنّه يعني: إنّ المفرّقين أموالهم في معاصي اللّه المنفقيها في غير طاعته أولياء الشّياطين، وكذلك تقول العرب لكلّ ملازمٍ سنّة قومٍ وتابعٍ أمرهم: هو أخوهم.
{وكان الشّيطان لربّه كفورًا} يقول: وكان الشّيطان لنعمة ربّه الّتي أنعمها عليه جحودًا لا يشكره عليها، ولكنّه يكفّرها بترك طاعة اللّه، وركوبه معصيته، فكذلك إخوانه من بني آدم المبذّرون أموالهم في معاصي اللّه، لا يشكرون اللّه على نعمه عليهم، ولكنّهم يخالفون أمره ويعصونه، ويستنّون فيما أنعم اللّه عليهم به من الأموال الّتي خوّلهموها عزّ وجلّ سنّته من ترك الشّكر عليها، وتلقّيها بالكفران.
- كالّذي: حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {إنّ المبذّرين} إنّ المنفقين في معاصي اللّه {كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربّه كفورًا} ). [جامع البيان: 14/568-569]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (أخبرنا أبو الفرج بن الغزّي أنا يوسف بن عمر الختني وهو آخر من حدث عنه بالسّماع أنا عبد الوهّاب بن رواج وهو آخر من تقيّ من حضر عنده أو سمع عليه أنا الحافظ أبو طاهر السلفي أنا أبو طاهر بن البطر أنا عبيدالله بن عبد الله بن البيع ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا محمود بن خداش ثنا هشيم أنا حصين عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله 27 الإسراء {إن المبذرين كانوا إخوان الشّياطين} قال المبذر المنفق في غير حق
رواه البخاريّ في كتاب الأدب المفرد عن عارم عن هشيم به فوقع لنا بدلا عاليا
وقال أبو جعفر الطّبريّ ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 26 الإسراء {ولا تبذر} قال لا تنفق في الباطل فإن المبذر هو المسرف في غير حق). [تغليق التعليق: 4/241]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 07:21 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا تجعل مع اللّه إلهًا آخر فتقعد مذمومًا} [الإسراء: 22] في نقمة اللّه.
{مخذولا} [الإسراء: 22] في عذاب اللّه).
[تفسير القرآن العظيم: 1/126]


تفسير قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقضى ربّك} [الإسراء: 23] : أمر ربّك.
وقال السّدّيّ: وصّى ربّك.
{وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23] يقول: وأمرنا بالوالدين إحسانًا، يعني: برًّا.
تفسير السّدّيّ.
{إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ} [الإسراء: 23] أي: إن بلغا عندك الكبر أحدهما فولّيت منهما ما ولّيا منك في صغرك، فوجدت منهما ريحًا يؤذيك فلا تقل لهما أفٍّ.
وتفسير الحسن: {فلا تقل لهما أفٍّ} [الإسراء: 23]، أي: ولا تؤذهما.
{ولا تنهرهما} [الإسراء: 23]، يعني الانتهار في تفسير الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/126]
وقال مجاهدٌ: لا تغلّظ لهما.
{وقل لهما قولا كريمًا} [الإسراء: 23] سعيدٌ، عن قتادة، قال: ليّنًا سهلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/127]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا...}

كقولك: أمر ربك وهي في قراءة عبد الله (وأوصى ربّك) وقال ابن عباس هي (ووصّى) التصقت واوها. والعرب تقول تركته يقضى أمور الناس أي يأمر فيها فينفذ أمره.
وقوله: {وبالوالدين إحساناً} معناه: وأوصى بالوالدين إحساناً.
والعرب تقول أوصيك به خيراً، وآمرك به خيراً. وكان معناه: آمرك أن تفعل به ثم تحذف (أن) فتوصل الخير بالوصيّة وبالأمر،
قال الشاعر:
عجبت من دهماء إذ تشكونا = ومن أبي دهماء إذ يوصينا
* خيراً بها كأننا جافونا *
وقوله: {إمّا يبلغنّ عندك الكبر} فإنه ثنّى لأن الوالدين قد ذكرا قبله فصار الفعل على عددهما، ثم قال {أحدهما أو كلاهما} على الاستئناف كقوله: {ثمّ عموا وصمّوا} ثم استأنف فقال: {كثيرٌ منهم} وكذلك قوله: {لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النّجوى} ثم استأنف فقال: {الذين ظلموا} وقد قرأها ناس كثير {إمّا يبلغنّ عندك الكبر} جعلت {يبلغنّ} فعلا لأحدهما. فكرّرت فكرت عليه كلاهما.
وقوله: {فلا تقل لّهما أفٍّ} قرأها عاصم بن أبي النّجود والأعمش (أفّ) خفضاً بغير نون. وقرأ العوامّ (أفٍّ) فالذين خفضوا ونوّنوا ذهبوا إلى أنها صوت لا يعرف معناه إلاّ بالنطق به فخفضوه كما تخفض الأصوات. من ذلك قول العرب: سمعت طاقٍ طاقٍ لصوت الضرب، ويقولون: سمعت تغٍ تغٍ لصوت الضحك. والذين لم ينوّنوا وخفضوا قالوا: أفّ على ثلاثة أحرف، وأكثر الأصوات إنما يكون على حرفين مثل صه ومثل يغ ومه، فذلك الذي يخفض وينوّن فيه لأنه متحرك الأوّل. ولسنا بمضطرين إلى حركة الثاني من الأدوات وأشباهها فيخفض فخفض بالنون: وشبّهت أفّ بقولك مدّ وردّ إذ كانت على ثلاثة أحرف. ويدلّ على ذلك أنّ بعض العرب قد رفعها فيقول أفّ لك.
ومثله قول الراجز:
سألتها الوصل فقالت مضّ = وحرّكت لي رأسها بالنغض
كقول القائل (لا) يقولها بأضراسه، ويقال: ما علّمك أهلك إلا (مضّ ومضّ) وبعضهم: إلاّ مضّا يوقع عليها الفعل. وقد قال بعض العرب: لا تقولن له أفّا ولا تفّا يجعل كالاسم فيصيبه الخفض الرفع [والنصب] ثبت في والنصب بلا نون يجوز كما قالوا ردّ. والعرب تقول: جعل يتأفّف من ريح وجدها، معناه يقول: أفّ أفّ.
وقد قال الشاعر فيما نوّن:
وقفنا فقلنا إيه عن أمّ سالمٍ = وما بال تكليم الديار البلاقع
فحذف النون لأنها كالأداة، إذا كانت على ثلاثة أحرف، شبّهت بقولهم: جير لا أفعل ذلك،
وقد قال الشاعر:
فقلن على الفردوس أوّل مشرب = أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره).
[معاني القرآن: 2/122-120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وقضى ربّك أن لا تعبدوا إلاّ إيّاه} مجازه: وأمر ربّك.
{فلا تقل لهما أفّ} تكسر وتضمّ وتفتح بغير تنوين، وموضعه في معناه ما غلظ وقبح من الكلام). [مجاز القرآن: 1/374]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لّهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لّهما قولاً كريماً}
وقال: {فلا تقل لّهما أفٍّ} قد قرئت {أفّ} و{أفّاً} لغة جعلوها مثل {تعساً} وقرأ بعضهم {أفّ} وذلك أن بعض العرب يقول "أفّ لك" على الحكاية: أي لا تقل لهما هذا القول، والرفع قبيح لأنه لم يجيء بعده باللام، والذين قالوا {أفّ} فكسروا كثير وهو أجود. وكسر بعضهم ونّون. وقال بعضهم {أفّي} كأنه أضاف هذا القول إلى نفسه فقال: "أفّي هذا لكما" والمكسور هنا منون، وغير منون على أنه اسم متمكن نحو "أمس" وما أشبهه. والمفتوح بغير نون كذلك.
وقال: {ولا تنهرهما} لأنه يقول: "نهره" "ينهره" وانتهره" "ينتهره"). [معاني القرآن: 2/70-69]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وعاصم بن بهدلة وأهل المدينة وأهل مكة {إما يبلغن عندك الكبر}.
الجحدري وأصحاب عبد الله {إما يبلغان عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} يكون ذلك على البدل؛ كأنه قال: إما يبلغن أحدهما أو كلاهما، على البدل من هذه الألف المضمرة في {إما يبلغان}، والقراءة الأولى أسهل.
الحسن والأعرج {فلا تقل لهما أف} خفض منون.
أبو عمرو {أف} لا ينون.
أهل مكة {أف} فتح بغير نون.
وفيها ست لغات: نصب بنون وغير نون؛ ورفع بنون وغير نون؛ وخفض بنون وغير نون.
وقالوا أيضًا: أفة وتفة له فأنثوا بالهاء؛ وقالوا: أفة وتفة، بتخفيف الفاء؛ وقالوا: أففت بالرجل تأفيفًا: قلت له أف؛ وقال بعضهم: الأف الوسخ بين الظفر، والتف: الشظية تناولها من الأرض ما كانت؛ وكان ابن عباس يقول {فلا تقل لهما أف} أي قذرًا لكما). [معاني القرآن لقطرب: 824]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ولا تنهرهما} فيقال: نهره نهرًا). [معاني القرآن لقطرب: 835]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وقضى ربك}: أمر). [غريب القرآن وتفسيره: 213]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه} أي أمر ربك). [تفسير غريب القرآن: 253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله تعالى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا} أي لا تستثقل شيئا من أمرهما، وتضق به صدرا، ولا تغلظ لهما.
والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون: أُفٍّ له.
وأصل هذا نفخك للشيء يسقط عليك من تراب أو رماد وغير ذلك، وللمكان تريد إماطة الشيء عنه لِتَقْعُدَ فيه. فقيل لكل مستثقل: أُفٍّ لك، ولذلك تُحَرَّكُ بالكسر للحكاية، كما يقولون: غاقِ غاقِ، إذا حَكَوْا صوتَ الغراب.
والوجه أن يسكَّن هذا، إلا أنه يُحَرَّك لاجتماع الساكنين، فربما نُوِّنَ، وربما لم يُنَوَّن، وربما حُرِّك إلى غير الكسر أيضا). [تأويل مشكل القرآن: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} أي ووصّى بالوالدين.
وقال النَّمِرُ بن تَوْلَب:
فإنَّ المنيةَ مَن يخشها = فسوفَ تُصادِفُهُ أينمَا
أراد أينما ذهب). [تأويل مشكل القرآن: 217]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل قضى: حتم، كقول الله عز وجل: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} أي حتمه عليها.
ثم يصير الحتم بمعان، كقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} أي أمر، لأنه لما أمر حتم بالأمر). [تأويل مشكل القرآن: 441]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، والكريم: الحسن، وذلك من الفضل.
قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي: حسن. وكذلك قوله: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي: حسن يبتهج به.
وقال تعالى: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، أي حسنا. وهذا وإن اختلف، فأصله الشرف). [تأويل مشكل القرآن: 495] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله سبحانه: {وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما }معناه أمر ربّك
{وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}
{وبالوالدين إحسانا} أي أمر أن يحسنوا بالوالدين
{إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} ترفع {أحدهما} بـ {يبلغنّ}، و {كلاهما} عطف عليه.
ويقرأ: {يبلغانّ عندك الكبر}، ويكون أحدهما أو كلاهما بدل من الألف.
وقوله: {فلا تقل لهما أفّ}.
في قوله {أفّ} سبع لغات: الكسر بغير تنوين، والكسر بتنوين، والضم بغير تنوين، وبتنوين، وكذلك الفتح بتنوين، وبغير تنوين، وفيها لغة أخرى سابعة لا يجوز أن يقرأ بها، وهي " أفيّ " بالياء، فأمّا الكسر فلالتقاء السّاكنين، وأف غير متمكن بمنزلة الأصوات، فإذا لم تنوّن فهي معرفة، وإذا نون فهو نكرة بمنزلة غاق وغاق في الأصوات، والفتح لالتقاء السّاكنين أيضا، والفتح مع التضعيف حسن لخفة الفتحة وثقل التضعيف والضم، لأن قبله مضموما - حسن أيضا، والتنوين فيه كله على جهة النكرة.
والمعنى: لا تقل لهما كلاما تتبرم فيه بهما، ومعنى أفّ النتن، وقيل إن أف وسخ الأظفار، والتّف الشيء الحقير نحو وسخ الأذان أو الشظية تؤخذ من الأرض.
ومعنى الآية: لا تقل لهما ما فيه أذى بتبرم، أي إذا كبرا، أو أسنّا فينبغي أن تتولى من خدمتهما مثل الذي توليا من القيام بشأنك وبخدمتك، ولا تنهرهما بمعنى: لا تنتهرهما،
أي لا تكلمهما ضجرا صائحا في أوجههما.
يقال نهرته أنهره نهرا، وانتهرته أنتهره انتهارا، بمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/234-233]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل ذكره: {وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه} روى مبارك عن الحسن قال قضى أمر ألا تعبدوا إلا إياه
وروى سفيان عن الأعمش قال قرأ عبد الله بن مسعود ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه). [معاني القرآن: 4/139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وبالوالدين إحسانا} أي وأمر أن تحسنوا بالوالدين إحسانا). [معاني القرآن: 4/139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلا تقل لهما أف}
روى عن مجاهد أنه قال لا تستقذرهما كما كانا لا يستقذرانك والمعنى عن أهل اللغة لا تستثقلهما ولا تغلظ عليهما في القول والناس يقولون لما يستثقلونه أف له وأصل هذا أن الإنسان إذا وقع عليه الغبار أو شيء يتأذى به نفخه فقال أف وقيل إن أف وسخ الأظفار وإن التف الشيء الحقير نحو وسخ الأذن والقول الأول أعرف). [معاني القرآن: 4/140-139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا تنهرهما} أي لا تكلمهما بصياح ولا بضجر
يقال نهره وانتهره بمعنى واحد وبين هذا بقوله: {وقل لهما قولا كريما} ). [معاني القرآن: 4/140]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقضى ربك} أي: أمر ربك - هاهنا). [ياقوتة الصراط: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقَضَى}: أمر). [العمدة في غريب القرآن: 181]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة} [الإسراء: 24] سفيان، عن هشام بن عمرٍو، عن أبيه، قال: لا تمتنع من شيءٍ أحبّاه.
- سعيد بن عبد العزيز، عن مكحولٍ، أنّ رسول اللّه عليه السّلام أوصى بعض أهل بيته، فكان فيما أوصاه به أن أطع والديك وإن أمراك أن تخرج من مالك كلّه فافعل.
قوله: {وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} [الإسراء: 24] هذا إذا كانا مسلمين، وإذا كانا مشركين فلا تقل: {ربّ ارحمهما} [الإسراء: 24].
هذا الحرف منسوخٌ نسخه: {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التوبة: 113].
- أشعث، عن يعلى بن عطاءٍ، عن أبيه عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رضا الرّبّ مع رضا الوالد وسخط الرّبّ مع سخط الوالد».
- المعلّى، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن ابن عبّاسٍ، قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/127]
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أصبح مرضيًّا لوالديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنّة، ومن أمسى مثل ذلك وإن كان واحدٌ فواحدٌ، ومن أصبح مسخطًا لوالديه أصبح له بابان مفتوحان من النّار ومن أمسى مثل ذلك وإن كان واحدٌ فواحدٌ وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه».
- خالدٌ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ فوق كلّ برٍّ برًّا حتّى إنّ الرّجل ليهريق دمه للّه، وإنّ فوق كلّ فجورٍ فجورًا حتّى إنّ الرّجل يعقّ والديه»). [تفسير القرآن العظيم: 1/128]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واخفض لهما جناح الذّلّ...}

بالضمّ قرأها العوامّ. ... حدثني هشيم عن أبي بشر جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير أنه قرأ {واخفض لهما جناح الذّلّ} بالكسر.
قال: حدثنا الفراء وحدثني الحكم بن ظهير عن عاصم بن أبي النّجود أنه قرأها (الذّلّ) بالكسر. قال أبو زكريا: فسألت أبا بكر عنها فقال: قرأها عاصم بالضمّ.
والذلّ من الذلّة أن يتذلّل وليس بذليل في الخلقة، والذّلّة والذّلّ مصدر الذليل والذّلّ مصدر للذلول؛ مثل الدابّة والأرض. تقول: جملٌ ذلول، ودابّة ذلول، وأرض ذلول بيّنة الذّلّ). [معاني القرآن: 2/122]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع {جناح الذل}.
[معاني القرآن لقطرب: 824]
سعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم "الذل" بالكسر؛ وقالوا: دابة ذلول؛ للخاضعة منها، وقد ذلت ذلا وذلا). [معاني القرآن لقطرب: 825]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا }
وتقرأ الذّل - بكسر الذّال - ومعنى {اخفض لهما جناح الذل}.
أي ألن لهما جانبك متذلّلا لهما، من مبالغتك في الرحمة لهما.
ويقال: رجل ذليل بين الذلّ، وقد ذل يذلّ ذلا، ودابّة ذلول. بين الذل، ويجوز أن جميعا في الإنسان). [معاني القرآن: 3/235-234]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} قرأ سعيد بن جبير ويحيى بن وثاب وعاصم الجحدري
{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} بكسر الذال ومعنى الضم كن لهما بمنزلة الذليل المقهور إكراما وإعظاما وتبجيلا
وروى هشام بن عروة عن أبيه وبعضهم يقول عن عائشة واخفض لهما جناح الذل من الرحمة هو أن يطيعهما ولا يمتنع من شيء أراداه وقال عطاء لا ترفع يدك عليهما
وقال سعيد بن المسيب هو قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ
ويقال ذل يذل ذلا وذلة ومذلة فهو ذاك وذليل ومعنى الذل بالكسر السمح عنهما يقال رجل ذليل بين الذل إذا كان سمحا لينا مواتيا
وكذلك يقال دابة ذلول بين الذل إذا كان مواتيا ومنه وذللت قطوفها تذليلا). [معاني القرآن: 4/142-141]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ربّكم أعلم بما في نفوسكم} [الإسراء: 25]، يعني: بما في قلوبكم.
تفسير السّدّيّ: من برّ الوالدين.
{إن تكونوا صالحين فإنّه كان للأوّابين غفورًا} [الإسراء: 25] الأوّاب: التّائب، الرّاجع عن ذنبه.
سفيان الثّوريّ، ونعيم بن يحيى، عن الأعمش، عن مجاهدٍ قال: الأوّاب: الّذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها.
سفيان، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: هو الّذي يذنب ثمّ يتوب، ثمّ يذنب ثمّ يتوب.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} [الإسراء: 25] هم المطيعون، وأهل الصّلاة). [تفسير القرآن العظيم: 1/128]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فإنّه كان للأوّابين غفوراً} أي للتّوابين من الذنوب).
[مجاز القرآن: 1/374]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {للأوابين}: التوابين). [غريب القرآن وتفسيره: 214]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( الأواب التائب مرة بعد مرة. وكذلك التواب، وهو من آب يؤوب، أي رجع). [تفسير غريب القرآن: 253]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنّه كان للأوّابين}
الأواب بمعنى التواب، والراجع إلى الله في كل ما أمر به، المقلع عن جميع ما نهى عنه، يقال قد آب يؤوب أوبا إذا رجع). [معاني القرآن: 3/235]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ربكم أعلم بكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا}
روى شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال الأوابون الراجعون إلى الخير كما في قول الله إنه أواب
قال أبو جعفر قرئ على الفريابي عن قتيبة قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي هبيرة عن حنش بن عبد الله عن ابن عباس انه قال الأواب الحفيظ الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها
وروى سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير في قوله تعالى: {إنه كان للأوابين غفورا} قال هم الذين يذكرون ذنوبهم في الخلا ثم يستغفرون الله
وروى يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب الأواب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب يتوب
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة والأصل في هذا أنه يقال آب يئوب إذا رجع فهو آيب وأواب على التكثير). [معاني القرآن: 4/143-142]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {للأوابين} أي: التوابين). [ياقوتة الصراط: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الأوَّابين}: التوابين). [العمدة في غريب القرآن: 181]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وآت ذا القربى حقّه} [الإسراء: 26]، يعني: ما أمر اللّه به من صلة القرابة.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: يقال: إن كان لك مالٌ فصله بمالك، وإن لم يكن لك مالٌ فامش إليه برجلك.
[تفسير القرآن العظيم: 1/128]
أبو الأشهب، عن الحسن، قال: حقّ الرّحم ألا تحرمها وتهجرها.
- فطرٌ، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ الرّحم معلّقةٌ بالعرش، وليس الواصل المكافئ، ولكنّ الّذي إذا انقطعت رحمه وصلها ".
قوله: {والمسكين وابن السّبيل} [الإسراء: 26] هما صنفان من أهل الزّكاة الواجبة.
وكانت نزلت قبل أن يسمّى أهل الزّكاة.
{ولا تبذّر تبذيرًا} [الإسراء: 26] لا تنفق في غير حقٍّ.
شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن عياضٍ، عن ابن مسعودٍ، قال: النّفقة في غير حقّها.
- المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أنفقتم في سبيل اللّه فلكم، وما أنفقتم على أنفسكم فلكم، وما أنفقتم على عيالكم فلكم، وما تركتم فللوارث».
- يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: ما أنفقت على نفسك فلك، وما أنفقت على عيالك فلك، وما أنفقت رياءً وسمعةً فهو للمختطف، يعني: الشّيطان). [تفسير القرآن العظيم: 1/129]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل ولا تبذّر تبذيرا }

{ولا تبذّر تبذيرا}.
معناه لا تسرف، وقيل: التبذير النفقة في غير طاعة اللّه، وقيل كانت الجاهلية تنحر الإبل وتبذّر الأموال، تطلب بذلك الفخر والسمعة وتذكر ذلك في أشعارها، فأمر اللّه - عزّ وجلّ - بالنفقة في وجوههما فيما يقرّب منه ويزلف عنده). [معاني القرآن: 3/235]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وآت ذا القربى حقه} قال عكرمة أي صلته التي تريد أن تصله بها). [معاني القرآن: 4/143]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا}
روى حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال التبذير النفقة في غير طاعة الله وكذلك روى عن عبد الله بن مسعود إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين معنى إخوان الشياطين أي في المعصية لما عصوا وعصا أولئك جمعتهم المعصية فسموا إخوانا وكلما جمعت شيئا إلى شيء فقد آخيت بينهما ومنه إخاء النبي صلى الله عليه وسلم له بين أصحابه). [معاني القرآن: 4/144]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين} [الإسراء: 27] يعني في الدّين والولاية.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يعني المشركين ينفقون في معاصي اللّه فهو للشّيطان، وما أنفق المؤمن لغير اللّه لا يقبله اللّه منه، وإنّما هو للشّيطان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/129]
- مندل بن عليٍّ، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزّار، قال: قال رجلٌ لابن مسعودٍ: ما المبذّرون؟ قال: الإنفاق في غير حقٍّ.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: المبذّرون: المنفقون في غير حقٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/130]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {المبذّرين} المبذّر هو المسرف المفسد العائث).
[مجاز القرآن: 1/374]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن "كانوا إخوان الشيطان" يجعله واحدًا.
وقراءة العامة {الشياطين} ). [معاني القرآن لقطرب: 825]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربّه كفورا } أي يفعلون ما يسول لهم الشيطان). [معاني القرآن: 3/235]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 07:30 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
إن يغد في شيعة لم يثنه نهر = وإن غدا واحدا لا يتقي الظلما
...
والنَّهر: الزجر والانتهار، وإنما يقال: نَهَره نَهْرًا بالتخفيف فثقل. ويقال: نَهَر، أراد النهر من الماء. وقال آخر: من النَّهار، وذلك إذا أبان الضوء، ويقال: ليلة نَهِرة أي مضيئة). [شرح ديوان كعب بن زهير: 225] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب القاضي
إذا كان القاضي معروفا، فإنه بمنزلة الحكماء والعلماء؛ وإذا كان مجهولا، فإنه –في التأويل- الله عز وجل لقوله: {يقضي بالحق}. {وهو خير الفاصلين}. ولقوله: {وقضى ربك}. وهو يقضي بين عباده، ولأن كل شيء بقضائه). [تعبير الرؤيا: 109] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وإذا كان المصدر على وجهه جاز الحذف، ولم يكن كحسنه مع أن؛ لأنها وصلتها اسمٌ. فقد صار الحرف والفعل والفاعل اسماً. وإن اتصل به شيءٌ صار معه في الصلة. فإذا طال الكلام احتمل الحذف.
فأما المصدر غير أن فنحو: أمرتك الخير يا فتى؛ كما قال الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به = فقد تركتك ذا مال واذا نشـب
فهذا يصلح على المجاز. وأما أن فالأحسن فيها الحذف؛ كما قال الله عز وجل: {وقضى ربك أن ألا تعبدوا إلا إياه} ومعنى قضى هاهنا: أمر.
و أما قوله: {وأمرت لأن أكون} فإنما حمل الفعل على المصدر، فالمعنى والله أعلم: أوقع إلي هذا الأمر لذا.
و هذه اللام تدخل على المفعول فلا تغير معناه؛ لأنها لام إضافة، والفعل معها يجري مجرى مصدره كما يجري المصدر مجراه في الرفع والنصب لما بعده؛ لأن المصدر اسم الفعل. قال الله عز وجل: {إن كنتم للرؤيا تعبرون}.
و قال بعض المفسرين في قوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم} معناه: ردفكم). [المقتضب: 2/35-36]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قوله: أفةً وتفةً فإنما تقديره من المصادر: نتناً، ودفراً فإن أفردت أف بغير هاءٍ فهو مبني؛ لأنه في موضع المصدر وليس بمصدر، وإنما قوي حيث عطفت عليه؛ لأنك أجريته مجرى الأسماء المتمكنة في العطف. فإذا أفردته بني على الفتح والكسر والضم، وتنونه إن جعلته نكرة. وفي كتاب الله عز وجل: {فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما}. وقال: {أفٍّ لكم ولما تعبدون} كل هذا جائزٌ جيد. وهذه المبنيات إذا جعلت شيئاً منها نكرةً نونت، نحو: إيه يا فتى، وقال الغراب: غاقٍ غاقٍ يا فتى كذا تأويلها). [المقتضب: 3/222-223]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) }

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
رس كرس أخي الحمى إذا غبرت = يومًا تأوبه منها عقابيل
غبرت: غابت، أي إذا تخلفت الحمى عنه يومًا تأوبه عقابيل منها، أي رجعت إليه، وهو مأخوذ من المآب وهو المرجع، يقال آب يؤوب أوبًا إذا رجع والموضع الذي يرجع إليه المآبة، وهو من قول الله عز وجل: (إنه كان للأوابين غفورًا)، أي: للراجعين عما كانوا عليه إلى التوبة والطاعة، والعقابيل: البقايا لا واحد لها، غيره: تأوبه أتاه ليلاً، وعقابيل بقايا من مرض، ويقال من حزن جمع لا واحد له.
غيره: غبرت: بقيت والغابر الباقي، ومنه: {إلا عجوزًا في الغابرين} أي: في الباقين). [شرح المفضليات: 269] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكنّا عند داود بن أبي بواسط أيام ولايته كسكر، فأتته من البصرة هدايا، وكان فيها زقاق دو شابٍ فقسمها بيننا، فكلّنا أخذ ما أعطي، غير الحزاميّ، فأنكرنا ذلك وقلنا: إنما يجزع الحزاميّ من الإعطاء وهو عدوّه، فأما الآخذ فهو ضالّته وأمنيّته؛ فإنه لو أعطي أفاعي سجستان، وثعابين مصر، وجرّارات الأهواز لأخذها، إذ كان اسم الأخذ واقعًا عليها؛ فسألناه عن سبب ذلك، فتعسّر قليلاً ثم باح بسرّه وقال: وضيعته أضعاف ربحه، وأخذه من أسباب الإدبار؛ قلت: أوّل وضائعه احتمال ثقل السّكر؛ قال: هذا لم يخطر ببالي قطّ،، ولكن أوّل ذاك كراء الحمّال، فإذا صار إلى المنزل صار سببًا لطلب العصيدة والارزّة والستندفود، فإن بعته فرارًا من هذا البلاء صيّرتموني شهرة، وإن أنا حبسته ذهب في العصائد وأشباهها، وجذب ذلك شراء السّمن، ثم جذب السمن غيره، وصار هذا الدّوشاب علينا أضرّ من العيال؛ وإن أنا جعلته نبيذًا احتجت إلى كراء القدور وإلى شراء الحبّ وإلى شراء الماء، وإلى كراء من يوقد تحته؛ فإن ولّيت ذلك الخادم اسودّ ثوبها وغّرمتنا ثمن الأشنان ولصابون، وازدادت في لطّعم على قدر الزيادة في العمل؛ فإن فسد ذهبت النفقة باطلاً ولم نستخلف منها عوضًا بوجه من الوجوه، لأن خلّ الدّاذيّ يخصب اللّحم ويغيّر الطّعم ويسوّد المرقة ولا يصلح " إلا " للاصطباغ. وإن سلم - وأعوذ باللّه - وجاد وصفا فلم نجد بدّا من شربه ولم تطب أنفسنا بتركه؛ فإن قعدت في البيت أشربه لم يمكن ذلك إلا بترك سلاف الفارسيّ المعسّل، والدّجاج المسمّن، وجداء كسكر وفاكهة الجبل والنّقل الهشّ والرّيحان الغضّ، عند من لا يغيض ماله، ولا تنقطع مادّته، وعند من لا يبالي على أي قطريه سقط، مع فوت الحديث المؤنس والسّماع الحسن؛ وعلى أني إن جلست في البيت أشربه لم يكن بدّ من واحد، وذلك الواحد لا بدّ له من لحمٍ بدرهم، ونقلٍ بطسّوج، وريحانٍ بقيراط، ومن أبرارٍ للقدر وحطبٍ للوقود؛ وهذا كله غرم وشؤم وحرمان وحرفة وخروجٍ من العادة الحسنة. فإن كان النديم غير موافقٍ فأهل السجن أحسن حالاً مني، وإن كان موافقًا فقد فتح اللّه على مالي به بابًا من التلّف، لأنه حينئذ يسير في مالي كسيري في مال غيري ممّن هو فوقي. فإذا علم الصديق أن عندي داذيًا أو نبيذًا دقّ على الباب دقّ المدلّ، فإن حجبناه فبلاء، وإن أدخلناه فشقاء. وإن بدا لي في استحسان حديث الناس كما يستحسنه " مني " من أكون عنده، فقد شاركت المسرفين، وفارقت إخواني الصالحين، وصرت من إخوان الشياطين؛ واللّه تقدّست أسماؤه يقول: {إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين}؛ فإذا صرت كذلك فقد ذهب كسبي من مال غيري، وصار غيري يكتسب منّي؛ وأنا لو ابتليت بأحدهما لم أقم به فكيف إذا ابتليت بأن أعطي ولا آخذ، وبأن أوكل ولا آكل! أعوذ باللّه من الخذلان بعد العصمة، ومن الحور بعد الكور؛ ولو كان هذا في الحداثة أهون. هذا الدّوشاب دسيسٌ من الحرفة، وكيدٌ من الشيطان، وخدعةٌ من الحسود، وهو الحلاوة التي تعقب المرارة. ما أخوفني أن يكون أبو سليمان قد ملّني فهو يحتال لي الحيل! ). [عيون الأخبار: 9/250-253]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 06:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 06:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 06:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {لا تجعل مع الله إلها آخر} الآية. الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، والمراد: جميع الخلق، قاله الطبري وغيره، و"الذم" هنا لاحق من الله تعالى ومن ذوي العقول في أن يكون الإنسان يجعل عودا أو حجرا أفضل من نفسه، ويخصه بالكرامة، وينسب إليه الألوهية، ويشركه مع الله الذي خلقه ورزقه وأنعم عليه. و"الخذلان" في هذا يكون بإسلام الله تعالى، وألا يكفل له بنصر، و"المخذول": الذي لا ينصره من يجب أن ينصره، و"الخاذل" من الظباء التي تترك ولدها، ومن هذه اللفظة قول الراعي:
قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ... وسعى فلم أر مثله مخذولا). [المحرر الوجيز: 5/459]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا}
"قضى" في هذه الآية هي بمعنى: أمر وألزم وأوجب عليكم، وهكذا قال الناس. وأقول: المعنى: وقضى ربك أمره ألا تعبدوا إلا إياه، وليس في هذه الألفاظ إلا أمر بالاقتصار على عبادة الله، فذلك هو المقضي، لا نفس العبادة. و"قضى" في كلام العرب: أتم المقضي محكما، والمقضي هنا هو الأمر، وفي مصحف ابن مسعود: "ووصى"، وهي قراءة أصحابه وقراءة ابن عباس، والنخعي، وسعيد بن جبير، وميمون بن مهران، وكذلك عند أبي بن كعب. وقال الضحاك: تصحف على قوم "وصى" بـ "قضى" حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف، وإنما القراءة مروية بسند وقد ذكر أبو حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما مثل قول الضحاك، وقال عن ميمون بن مهران: إنه قال: "إن على قول ابن عباس رضي الله عنهما لنورا، قال الله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي
[المحرر الوجيز: 5/460]
أوحينا إليك}. ثم ضعف ابن حاتم أن يكون ابن عباس رضي الله عنهما قال ذلك، وقال: "لو قلنا هذا لطعن الزنادقة في مصحفنا". والضمير في تعبدوا لجميع الخلق، وعلى هذا التأويل مضى السلف والجمهور، وسأل الحسن بن أبي الحسن رجل فقال له: إنه طلق امرأته ثلاثا، فقال له الحسن: عصيت ربك وبانت منك امرأتك ثلاثا، فقال له الرجل: قضي ذلك علي، فقال له الحسن -وكان فصيحا-: ما قضى الله أي: ما أمر الله، وقرأ هذه الآية، فقال الناس، تكلم الحسن في القدر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل أن تكون "قضى" على مشهورها في الكلام، ويكون الضمير في "تعبدوا" للمؤمنين من الناس إلى يوم القيامة، لكن على التأويل الأول يكون قوله: {وبالوالدين إحسانا} عطفا على "أن" الأولى، أي: أمر الله ألا تعبدوا إلا إياه وأن تحسنوا بالوالدين إحسانا، وعلى هذا الاحتمال الذي ذكرناه يكون قوله: {وبالوالدين إحسانا} مقطوعا من الأول; فإنه أخبرهم بقضاء الله تبارك وتعالى، ثم أمرهم بالإحسان إلى الوالدين
و"إما" شرطية، وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمر، وعاصم، وابن عامر: "يبلغن"، وروي عن ابن ذكوان "يبلغن" بتخفيف النون، وقرأ حمزة، والكسائي: "يبلغان"، وهي قراءة أبي عبد الرحمن، ويحيى، وطلحة، والأعمش، والجحدري، وهي النون الثقيلة دخلت مؤكدة، وليست بنون تثنية، فعلى القراءتين الأوليين يكون قوله: أحدهما" بدلا من الضمير في "يبلغان"، وهو بدل مقسم كقول الشاعر:
وكنت كذي رجلين: رجل صحيحة ... ورجل رمى فيها الزمان فشلت
[المحرر الوجيز: 5/461]
ويجوز أن يكون: "أحدهما" فاعلا، وقوله: {أو كلاهما} عطف عليه، ويكون ذلك على لغة من قال: "أكلوني البراغيث"، وقد ذكر هذا في هذه الآية بعض النحويين، وسيبويه لا يرى لهذه اللغة مدخلا في القرآن الكريم.
وقرأ أبو عمرو: "أف" بكسر الفاء وترك التنوين، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم -في رواية أبي بكر -، وقرأ نافع، والحسن، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، وعيسى: "أف" بالكسر والتنوين، وقرأ ابن كثير، وابن عامر: "أف" بفتح الفاء، وقرأ أبو السمال: "أف" بضم الفاء، وقرأ ابن عباس: "أف" خفيفة، وهذا كله بناء، إلا أن قراءة نافع تعطي التنكير، كما تقول: "إيه". وفيها لغات لم يقرأ بها: "أف" بالرفع والتنوين، على أن هارون حكاها قراءة وأفا" بالنصب والتنوين، و"أفي" بياء بعد الكسرة، حكاها الأخفش الكبير، و"أفا" بألف بعد الفتحة، و"أف" بسكون الفاء المشددة، و"أف" مثل رب، ومن العرب من يميل "أفا"، ومنهم من يزيد فيها هاء السكت فيقول: "أفاه".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومعنى اللفظة أنها اسم فعل، كأن الذي يريد أن يقول: أضجر، أو: أتقذر، أو:
[المحرر الوجيز: 5/462]
أكره، أو نحو هذا، يعبر إيجازا بهذه اللفظة فتعطي معنى الفعل المذكور، وجعل الله تعالى هذه اللفظة مثلا لجميع ما يمكن أن يقابل به الآباء مما يكرهون، فلم ترد هذه اللفظة في نفسها وإنما هي مثال الأعظم منها والأقل، فهذا هو مفهوم الخطاب المسكوت عنه حكمه حكم المذكور.
و"الانتهار إظهار الغضب في الصوت واللفظ. و"القول الكريم": الجامع للمحاسن، من اللين وجودة المعنى وتضمن البر، وهذا كما تقول: ثوب كريم، تريد أنه جم المحاسن. و"الأف": وسخ الأظفار، فقالت فرقة: إن هذه اللفظة التي في الآية مأخوذة من ذلك، وقال مجاهد في قوله تعالى: {فلا تقل لهما أف} معناه: إذا رأيت منهما في حال الشيخ الغائط والبول الذي رأياه منك في حال الصغر، فلا تقذرهما، وتقول: أف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والآية أعم من هذا القول، وهو داخل في جملة ما تقتضيه. قال أبو السراج التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: {وقل لهما قولا كريما}، ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ). [المحرر الوجيز: 5/463]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} استعارة، أي: اقطعهما جانب الذل منك، وديث لهما نفسك وخلقك. وبولغ بذكر الذل هنا ولم يذكر في قوله تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}، وذلك بحسب عظم الحق هنا. وقرأ الجمهور: "الذل" بضم الذال، وقرأ سعيد بن جبير، وابن عباس، وعروة بن الزبير: "الذل" بكسر الذال، ورويت عن عاصم بن أبي النجود، و"الذل" في الدواب
[المحرر الوجيز: 5/463]
ضد "الصعوبة"، ومنه: الجمل الذلول، والمعنى يتقارب. وينبغي بحكم هذه الآية أن يجعل الإنسان نفسه مع أبويه في حيز ذلة في أقواله وسكناته ونظره، ولا يحد لهما بصره، فإن تلك هي نظرة الغاضب. وفي الحديثأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أبعده الله وأسحقه" قالوا: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يغفر له".
وقوله تعالى: {من الرحمة}، "من" هنا لبيان الجنس، أي إن هذا الخفض يكون من الرحمة المستكنة في النفس، لا بأن يكون ذلك استعمالا، ويصح أن تكون لابتداء الغاية.
ثم أمر الله تعالى عباده بالترحم على آبائهم، وذكر مننهما عليه في التربية; ليكون تذكر تلك الحالة مما يزيد الإنسان إشفاقا لهما، وحنانا عليهما، وهذا كله في الأبوين المؤمنين، وقد نهى القرآن عن الاستغفار للمشركين الأموات ولو كانوا أولي قربى، وذكر عن ابن عباس هنا لفظ النسخ، وليس هذا موضع نسخ). [المحرر الوجيز: 5/464]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ربكم أعلم بما في نفوسكم} أي: من اعتقاد الرحمة بهما والحنو عليهما، أو من غير ذلك، ويجعلون ظاهر برهما رياء. ثم وعد سبحانه وتعالى في آخر الآية بالغفران مع شرط الصلاح والأوبة بعد الأوبة إلى طاعة الله. واختلفت عبارة الناس في "الأوابين" فقالت فرقة: هم المصلحون، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هم المسبحون، وقال أيضا: هم المطيعون المحسنون، وقال ابن المنكدر: هم الذين يصلون المغرب والعشاء، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في ذلك الوقت فقال: "تلك صلاة الأوابين".
[المحرر الوجيز: 5/464]
وقيل غير ذلك من المستغفرين ونحوه. وقال عون العقيلي: هم الذين يصلون صلاة الضحى. وحقيقة اللفظة أنها من: آب يؤوب إذا رجع، وهؤلاء كلهم لهم رجوع إلى طاعة الله تبارك وتعالى، ولكنها لفظة لزم عرفها أهل الصلاح. قال ابن المسيب: هو العبد يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب. وفسر الجمهور "الأوابين" بالراجعين إلى الخير، وقال ابن جبير: أراد بقوله: "غفورا للأوابين" الزلة والفلتة تكون من الرجل إلى أحد أبويه، وهو لم يصر عليها بقلبه، ولا علمها الله من نفسه. وقالت فرقة: "خفض الجناح" هو ألا يمتنع من شيء يريدانه). [المحرر الوجيز: 5/465]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا}
اختلف المتأولون في "ذي القربى" فقال الجمهور: الآية وصية للناس كلهم بصلة قرابتهم، خوطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والمراد الأمة. و"الحق" في هذه الآية ما يتعين له من صلة الرحم، وسد الخلة، والمواساة عند الحاجة بالمال والمعونة بكل وجه. قال بنحو هذا: الحسن، وعكرمة، وابن عباس، وغيرهم. وقال علي بن الحسين في هذه: هم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعطائهم حقوقهم من بيت المال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والقول الأول أبين، ويعضده العطف بالمسكين وابن السبيل. و"ابن السبيل" هنا يعم الغني والفقير; إذ لكل واحد منهما حق وإن اختلفا، و"ابن السبيل" في آية الصدقة أخص). [المحرر الوجيز: 5/465]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"التبذير": إنفاق المال في إفساد، أو في سرف في مباح، وهو من البذر، ويحتمل قوله تعالى: "المبذرين" أن يكون اسم جنس، ويحتمل أن يعني أهل مكة معينين، وذكره النقاش. وقوله تعالى: "إخوان" يعني: أنهم في حكمهم; إذ المبذر ساع في فساد، والشيطان أبدا ساع في فساد، والإخوان: جمع أخ من غير النسب، وقد يشذ، ومنه قوله تعالى في سورة النور: {أو إخوانهن أو بني إخوانهن}، والإخوة: جمع أخ في النسب، وقد يشذ، ومنه قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، وقرأ الحسن، والضحاك: "إخوان الشيطان" على الإفراد، وكذلك ثبت في مصحف أنس بن مالك. ثم ذكر تبارك وتعالى كفر الشيطان ليقع التحذير من التشبه به في الإفساد مستوعبا بينا). [المحرر الوجيز: 5/466]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 04:30 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 04:33 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لا تجعل مع اللّه إلهًا آخر فتقعد مذمومًا مخذولًا (22)}
يقول تعالى: والمراد المكلّفون من الأمّة، لا تجعل أيّها المكلّف في عبادتك ربّك له شريكًا {فتقعد مذمومًا} على إشراكك {مخذولا} لأنّ الرّبّ تعالى لا ينصرك، بل يكلك إلى الّذي عبدت معه، وهو لا يملك لك ضرًّا ولا نفعًا؛ لأنّ مالك الضر والنفع هو الله وحده لا شريك له. وقد قال الإمام أحمد:
حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا بشير بن سلمان، عن سيّار أبي الحكم، عن طارق بن شهابٍ، عن عبد اللّه -هو ابن مسعودٍ -قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من أصابته فاقةٌ فأنزلها بالنّاس لم تسدّ فاقته، ومن أنزلها باللّه أوشك اللّه له بالغنى، إمّا أجلٌ [عاجلٌ] وإمّا غنًى عاجلٌ".
ورواه أبو داود، والتّرمذيّ من حديث بشير بن سلمان، به، وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 64]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحسانًا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا (23) واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا (24)}
يقول تعالى آمرًا بعبادته وحده لا شريك له؛ فإنّ القضاء هاهنا بمعنى الأمر.
قال مجاهدٌ: {وقضى} يعني: وصّى، وكذا قرأ أبيّ بن كعبٍ، وعبد اللّه بن مسعودٍ، والضّحّاك بن مزاحمٍ: "ووصّى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه" ولهذا قرن بعبادته برّ الوالدين فقال: {وبالوالدين إحسانًا} أي: وأمر بالوالدين إحسانًا، كما قال في الآية الأخرى: {أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} [لقمان: 14].
وقوله: {إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ} أي: لا تسمعهما قولًا سيّئًا، حتّى ولا التّأفيف الّذي هو أدنى مراتب القول السّيّئ {ولا تنهرهما} أي: ولا يصدر منك إليهما فعلٌ قبيحٌ، كما قال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {ولا تنهرهما} أي: لا تنفض يدك على والديك.
ولـمّا نهاه عن القول القبيح والفعل القبيح، أمره بالقول الحسن والفعل الحسن فقال: {وقل لهما قولا كريمًا} أي: ليّنًا طيّبًا حسنًا بتأدّبٍ وتوقيرٍ وتعظيمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 64]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة} أي: تواضع لهما بفعلك {وقل ربّ ارحمهما} أي: في كبرهما وعند وفاتهما {كما ربّياني صغيرًا}
قال ابن عبّاسٍ: ثمّ أنزل اللّه [تعالى]: {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} [التّوبة: 113].
وقد جاء في برّ الوالدين أحاديث كثيرةٌ، منها الحديث المرويّ من طرقٍ عن أنسٍ وغيره: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لمّا صعد المنبر قال: "آمين آمين آمين": فقالوا: يا رسول اللّه، علام أمّنت؟ قال: "أتاني جبريل فقال: يا محمّد رغم أنف امرئٍ ذكرت عنده فلم يصلّ عليك، فقل: آمين. فقلت: آمين. ثمّ قال: رغم أنف امرئٍ دخل عليه شهر رمضان ثمّ خرج ولم يغفر له، قل: آمين. فقلت آمين. ثمّ قال: رغم أنف امرئٍ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنّة، قل: آمين. فقلت: آمين".
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا هشيم، حدّثنا عليّ بن زيدٍ، أخبرنا زرارة بن أوفى، عن مالك بن الحارث -رجلٍ منهم -أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "من ضمّ يتيمًا بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتّى يستغني عنه، وجبت له الجنّة البتّة، ومن أعتق امرأً مسلمًا كان فكاكه من النّار، يجزى بكلّ عضوٍ منه عضوًا منه".
ثمّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، سمعت عليّ بن زيدٍ -فذكر معناه، إلّا أنّه قال: عن رجلٍ من قومه يقال له: مالك أو ابن مالكٍ، وزاد: "ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النّار، فأبعده اللّه".
حديثٌ آخر: وقال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا عليّ بن زيدٍ، عن زرارة بن أوفى عن مالك بن عمرٍو القشيريّ: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "من أعتق رقبةً مسلمةً فهي فداؤه من النّار، مكان كلّ عظم من عظامه محرّره بعظمٍ من عظامه، ومن أدرك أحد والديه ثمّ لم يغفر له فأبعده اللّه عزّ وجلّ، ومن ضمّ يتيمًا بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتّى يغنيه اللّه، وجبت له الجنّة".
حديثٌ آخر: وقال الإمام أحمد: حدّثنا حجّاجٌ ومحمّد بن جعفرٍ قالا حدّثنا شعبة، عن قتادة سمعت زرارة بن أوفى يحدّث عن أبيّ بن مالكٍ القشيريّ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "من أدرك والديه أو أحدهما ثمّ دخل النّار من بعد ذلك، فأبعده اللّه وأسحقه".
ورواه أبو داود الطّيالسيّ، عن شعبة به وفيه زيادات أخر.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "رغم أنف، ثمّ رغم أنف، ثمّ رغم أنف رجلٍ أدرك والديه أحدهما أو كلاهما عند الكبر ولم يدخل الجنّة".
صحيحٌ من هذا الوجه، ولم يخرّجه سوى مسلمٍ، من حديث أبي عوانة وجريرٍ وسليمان بن بلالٍ، عن سهيلٍ، به.
حديثٌ آخر: وقال الإمام أحمد: حدّثنا ربعيّ بن إبراهيم -قال أحمد: وهو أخو إسماعيل بن عليّة، وكان يفضّل على أخيه -عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "رغم أنف رجلٍ ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ! ورغم أنف رجلٍ دخل عليه شهر رمضان، فانسلخ قبل يغفر له! ورغم أنف رجلٍ أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنّة" قال ربعيٌّ: لا أعلمه إلّا قال: "أحدهما".
ورواه التّرمذيّ، عن أحمد بن إبراهيم الدّورقي، عن ربعيّ بن إبراهيم، ثمّ قال: غريبٌ من هذا الوجه.
حديثٌ آخر: وقال الإمام أحمد: حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن الغسيل، حدّثنا أسيد بن عليٍّ، عن أبيه، عليّ بن عبيدٍ، عن أبي أسيدٍ وهو مالك بن ربيعة السّاعديّ، قال: بينما أنا جالسٌ عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا جاءه رجلٌ من الأنصار فقال: يا رسول اللّه، هل بقي عليّ من برّ أبويّ شيءٌ بعد موتهما أبرّهما به؟ قال: "نعم، خصالٌ أربعٌ: الصّلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرّحم الّتي لا رحم لك إلّا من قبلهما، فهو الّذي بقي عليك بعد موتهما من برّهما".
ورواه أبو داود وابن ماجه، من حديث عبد الرّحمن بن سليمان -وهو ابن الغسيل -به.
حديثٌ آخر: وقال الإمام أحمد: حدّثنا روحٌ، حدّثنا ابن جريجٍ، أخبرني محمّد بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة السّلميّ؛ أنّ جاهمة جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، أردت الغزو، وجئتك أستشيرك؟ فقال: "فهل لك من أمٍّ؟ " قال.
نعم. فقال: "الزمها. فإنّ الجنّة عند رجليها ثمّ الثّانية، ثمّ الثّالثة في مقاعد شتّى، كمثل هذا القول.
ورواه النّسائيّ وابن ماجه، من حديث ابن جريجٍ، به.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا ابن عيّاشٍ، عن بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب الكنديّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ اللّه يوصيكم بآبائكم، إنّ اللّه يوصيكم بأمّهاتكم، إنّ اللّه يوصيكم بأمّهاتكم، إنّ اللّه يوصيكم بأمّهاتكم، إنّ اللّه يوصيكم بالأقرب فالأقرب".
وقد أخرجه ابن ماجه، من حديث [عبد اللّه] بن عيّاشٍ، به.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا يونس، حدّثنا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليمٍ، عن أبيه، عن رجلٍ من بني يربوعٍ قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسمعته وهو يكلّم النّاس يقول: "يد المعطي [العليا] أمّك وأباك وأختك وأخاك، ثمّ أدناك أدناك".
حديثٌ آخر: قال الحافظ أبو بكرٍ أحمد بن عمرٍو بن عبد الخالق البزّار في مسنده: حدّثنا إبراهيم ابن المستمرّ العروقي، حدّثنا عمرو بن سفيان، حدّثنا الحسن بن أبي جعفرٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن علقمة بن مرثدٍ عن سليمان بن بريدة، عن أبيه؛ أنّ رجلًا كان في الطّواف حاملًا أمّه يطوف بها، فسأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: هل أدّيت حقّها؟ قال: "لا ولا بزفرةٍ واحدةٍ" أو كما قال. ثمّ قال البزّار: لا نعلمه يروى إلّا من هذا الوجه.
قلت: والحسن بن أبي جعفرٍ ضعيفٌ، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 64-67]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ربّكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنّه كان للأوّابين غفورًا (25)}
قال سعيد بن جبيرٍ: هو الرّجل تكون منه البادرة إلى أبويه، وفي نيّته وقلبه أنّه لا يؤخذ به -وفي روايةٍ: لا يريد إلّا الخير بذلك -فقال: {ربّكم أعلم بما في نفوسكم}
وقوله [تعالى]: {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال قتادة: للمطيعين أهل الصّلاة.
وعن ابن عبّاسٍ: المسبّحين. وفي روايةٍ عنه: المطيعين المحسنين.
وقال بعضهم: هم الّذين يصلّون بين العشاءين. وقال بعضهم: هم الّذين يصلّون الضّحى.
وقال شعبة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب في قوله: {[فإنّه] كان للأوّابين غفورًا} قال: الّذي يصيب الذّنب ثمّ يتوب، ويصيب الذّنب ثمّ يتوب.
وكذا رواه عبد الرّزّاق، عن الثّوريّ ومعمرٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن ابن المسيّب نحوه، وكذا رواه اللّيث وابن جريجٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن ابن] المسيّب، به وكذا قال عطاء بن يسار.
وقال مجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ: هم الرّاجعون إلى الخير.
وقال مجاهدٌ عن عبيد بن عميرٍ في قوله: {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: هو الّذي إذا ذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر اللّه منها. ووافقه على ذلك مجاهدٌ.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا محمّد بن مسلمٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن عبيد بن عميرٍ، في قوله: {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} قال: كنّا نعدّ الأوّاب الحفيظ، أن يقول: اللّهمّ اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا.
وقال ابن جريرٍ: والأولى في ذلك قول من قال: هو التّائب من الذّنب، الرّاجع عن المعصية إلى الطّاعة، ممّا يكره اللّه إلى ما يحبّه ويرضاه.
وهذا الّذي قاله هو الصّواب؛ لأنّ الأوّاب مشتقٌّ من الأوب وهو الرّجوع، يقال: آب فلانٌ إذا رجع، قال اللّه تعالى: {إنّ إلينا إيابهم} [الغاشية: 25]، وفي الحديث الصّحيح، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا رجع من سفرٍ قال: آيبون تائبون عابدون، لربّنا حامدون"). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 67-68]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل ولا تبذّر تبذيرًا (26) إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربّه كفورًا (27) وإمّا تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمةٍ من ربّك ترجوها فقل لهم قولا ميسورًا (28)}
لـمّا ذكر تعالى برّ الوالدين، عطف بذكر الإحسان إلى القرابة وصلة الأرحام، كما تقدّم في الحديث: "أمّك وأباك، ثمّ أدناك أدناك" وفي روايةٍ: "ثمّ الأقرب فالأقرب".
وفي الحديث: "من أحبّ أن يبسط له رزقه وينسأ له في أجله، فليصل رحمه".
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا عبّاد بن يعقوب، حدّثنا أبو يحيى التّيميّ حدّثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ قال لمّا نزلت، هذه الآية {وآت ذا القربى حقّه} دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فاطمة فأعطاها "فدك". ثمّ قال: لا نعلم حدّث به عن فضيل بن مرزوقٍ إلّا أبو يحيى التّيميّ وحميد بن حمّاد بن أبي الخوار .
وهذا الحديث مشكلٌ لو صحّ إسناده؛ لأنّ الآية مكية، وفدك إنّما فتحت مع خيبر سنة سبعٍ من الهجرة فكيف يلتئم هذا مع هذا؟!
وقد تقدّم الكلام على المساكين وابن السّبيل في "سورة براءةٌ" بما أغنى عن إعادته هاهنا.
قوله [تعالى] {ولا تبذّر تبذيرًا} لـمّا أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه، بل يكون وسطًا، كما قال في الآية الأخرى: {والّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67].
ثمّ قال منفّرًا عن التّبذير والسّرف: {إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين} أي: أشباههم في ذلك.
وقال ابن مسعودٍ: التّبذير: الإنفاق في غير حقٍّ. وكذا قال ابن عبّاسٍ.
وقال مجاهدٌ: لو أنفق إنسانٌ ماله كلّه في الحقّ، لم يكن مبذّرًا، ولو أنفق مدًّا في غير حقّه كان تبذيرًا.
وقال قتادة: التّبذير: النّفقة في معصية اللّه تعالى، وفي غير الحقّ وفي الفساد.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبى هلالٍ، عن أنس بن مالكٍ أنّه قال: أتى رجلٌ من بني تميمٍ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، إنّي ذو مالٍ كثيرٍ، وذو أهلٍ وولدٍ وحاضرةٍ، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع؟ فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تخرج الزّكاة من مالك، فإنّها طهرةٌ تطهّرك، وتصل أقرباءك، وتعرف حقّ السّائل والجار والمسكين ". فقال: يا رسول اللّه، أقلل لي؟ فقال: {وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل ولا تبذّر تبذيرًا} فقال:: حسبي يا رسول اللّه، إذا أدّيت الزّكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى اللّه وإلى رسوله؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "نعم، إذا أدّيتها إلى رسولي فقد برئت منها، فلك أجرها، وإثمها على من بدّلها".
وقوله [تعالى] {إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين} أي: في التّبذير والسّفه وترك طاعة اللّه وارتكاب معصيته؛ ولهذا قال: {وكان الشّيطان لربّه كفورًا} أي: جحودًا؛ لأنّه أنكر نعمة اللّه عليه ولم يعمل بطاعته؛ بل أقبل على معصيته ومخالفته).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 68-69]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة