العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 09:46 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة الماعون [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:28 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يعني تعالَى ذِكْرُهُ بقولِهِ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}؛ أرأيتَ يا محمدُ الذي يكذِّبُ بثوابِ اللَّهِ وعقابِهِ، فلا يطيعُهُ فِي أمرِهِ ونهيِهِ.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} قالَ: الذي يكذِّبُ بحكمِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ.
- حدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، عن ابنِ جريجٍ {يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} قالَ: بالحسابِ.
وذُكِرَ أنَّ ذلك فِي قراءةِ عبدِ اللَّهِ: (أرأيتك الذي يكذِّبُ) فالكافُ فِي قراءتِهِ صلةٌ، دخولُها فِي الكلامِ وخروجُها واحدٌ). [جامع البيان: 24 / 657-658]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قَالَ الفَرَّاءُ: قَرَأَ ابنُ مَسْعُودٍ: أَرَأَيْتَكَ الَّذِي يُكَذِّبُ. قَالَ: والكافُ صِلَةٌ، والمَعْنَى في إثباتِهَا وحَذْفِهَا لا يَخْتَلِفُ. كذا قَالَ، لكن التي بإِثْبَاتِ الكَافِ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أَخْبِرْنِي، والتي بِحَذْفِهَا الظاهرُ أنها مِنْ رُؤْيَةِ البَصَرِ). [فتح الباري: 8 / 730]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَرَأَيْتَكَ الَّذِي يُكَذِّبُ قَالَ: وَالْكَافُ صِلَةٌ. وَقَالَ النَّسَفِيُّ: أَرَأَيْتَ هَلْ عَرَفْتَ، الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ: بِالْجَزَاءِ مَنْ هُوَ إِنْ لَمْ تَعْرِفْهُ، فَذَلِكَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالْجَزَاءِ هُوَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ أَيْ: يَقْهَرُهُ وَيَزْجُرُهُ). [عمدة القاري: 20/2]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَن الْحَسَنِ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}؛ قَالَ: الْكَافِرَ). [الدر المنثور: 15 /685 ]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَن ابْنِ جُرَيْجٍ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}؛ قَالَ: بِالحِسَابِ). [الدر المنثور: 15 / 685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}؛ قَالَ: يُكَذِّبُ بِحُكْمِ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 685] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) }

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعته وسئل عن قول الله: {فذلك الذي يدع اليتيم}، قال يدعه: يدفعه عن حقه الذي يجب له عليه). [الجامع في علوم القرآن: 2 / 154]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يدع اليتيم قال يقهره ويظلمه). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 399]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {يدعّ}؛ " يدفع عن حقّه، يقال: هو من دععت "، {يدعّون} [البقرة: 221] : «يدفعون»). [صحيح البخاري: 6 / 177]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: يَدُعُّ يَدْفَعُ عَنْ حَقِّهِ يُقَالُ: هُو مِنْ دَعَعْتُ، يَدُعُّونَ: يَدْفَعُونَ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قَولِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ}: أي: يُدْفَعُونَ، يُقَالُ: دَعَعْتُ في قَفَاهُ أي: دَفَعْتُ. وفي روايةٍ أُخْرَى: يَدُعُّ الْيَتِيمَ قَالَ: وقَالَ بَعْضُهُمْ: يَدعُ الْيَتِيمَ مُخَفَّفَةً، قُلْتُ: وهي قراءةُ الحَسَنِ وأبي رَجاءٍ، ونُقِلَ عن عَلِيٍّ أيضًا، وأَخرَجَ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ: يَدُعُّ يَدْفَعُ اليتيمَ عَنْ حَقِّهِ، وفي قولِهِ: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} قَالَ: يُدْفَعُونَ). [فتح الباري: 8 / 730]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد يدع يدفع عن حقه
قال أبو جعفر الطّبريّ ثنا محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله:{يدع} يدفع عن حقه). [تغليق التعليق: 4 / 377-378]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {يَدُعُّ} يَدْفَعُ عَنْ حَقِّهِ وَيُقَالُ: هُوَ مِنْ دَعَعْتُ، يُدَعُّونَ: يُدْفَعُونَ).
أَيْ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أَيْ: يَدْفَعُهُ عَنْ حَقِّهِ، مِنْ دَعَّ يَدُعُّ دَعًّا، وَعَنْ أَبِي رَجَاءٍ {يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أَيْ: يَتْرُكُهُ وَيُقَصِّرُ فِي حَقِّهِ.
قَوْلُهُ: (وَيُقَالُ: هُوَ مِنْ دَعَعْتُ). أَشَارَ بِهِ إِلَى اشْتِقَاقِهِ وَأَنَّ مَاضِيَهُ دَعَعْتُ؛ لأَنَّ عِنْدَ اتِّصَالِ الضَّمِير لاَ يُدْغَمُ.
قَوْلُهُ: (يُدَعُّونَ). أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْم يُدَعُّونَ} أَيْ: يُدْفَعُونَ وَقَرَأَ الْحَسَنُ وَأَبُو رَجَاءٍ بِالتَّخْفِيفِ وَنُقِلَ عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ– أَيْضًا). [عمدة القاري: 20/ 2]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يَدُعُّ: يَدْفَعُ أيِ الْيَتِيمَ عَنْ حَقِّهِ يُقَالُ: هُوَ مِنْ دَعَعْتُ يَدُعُّونَ أي يَدْفَعُونَ). [إرشاد الساري: 7 / 434]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} يقولُ: فهذا الذي يُكذِّبُ بالدِّينِ هو الذي يدفعُ اليتيمَ عن حقِّهِ ويظلِمُه. يُقالُ منه: دعَعْتُ فلاناً عن حقِّهِ، فأنا أدُعُّهُ دعًّا. وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} قالَ: يدفعُ حقَّ اليتيمِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، فِي قولِ اللَّهِ: {يَدُعُّ الْيَتِيمَ} قالَ: يدفعُ اليتيمَ فلا يُطعِمُهُ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أي: يَقْهَرُهُ ويَظْلِمُهُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: {يَدُعُّ الْيَتِيمَ} قالَ: يقهرُهُ ويظلمُهُ.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ قالَ: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ قالَ: سمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ فِي قولِهِ: {يَدُعُّ الْيَتِيمَ} قالَ: يقهرُهُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ فِي قولِهِ: {يَدُعُّ الْيَتِيمَ} قالَ: يدفعُهُ). [جامع البيان: 24 / 658-659]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد الذي يدع اليتيم يقول يدفع اليتيم عن حقه ويظلمه). [تفسير مجاهد: 2/ 786]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}؛ قَالَ: يُكَذِّبُ بِحُكْمِ اللَّهِ، {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}؛ قَالَ: يَدْفَعُهُ عَنْ حَقِّهِ). [الدر المنثور: 15 / 685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الطَّسْتِيُّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَافِعَ بْنَ الأزرقِ قَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}؛ قَالَ: يَدْفَعُ الْيَتِيمَ عَنْ حَقِّهِ. قَالَ: وَهَلْ تَعْرِفُ الْعَرَبُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا سَمِعْتَ أَبَا طَالِبٍ يَقُولُ:
يَقْسِمُ حَقًّا لِليَتِيمِ وَلَمْ يَكُنْ ....... يَدُعُّ لَدَى أيْسَارِهِنَّ الأَصَاغِرَا). [الدر المنثور: 15 / 685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ {يَدُعُّ الْيَتِيمَ}؛ قَالَ: يَدْفَعُهُ). [الدر المنثور: 15 / 686]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ قَتَادَةَ: {يَدُعُّ الْيَتِيمَ}. قَالَ: يَظْلِمُهُ). [الدر المنثور: 15 / 686]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: ولا يَحُثُّ غيرَهُ على إطعامِ المحتاجِ من الطعامِ). [جامع البيان: 24 / 659]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فالوادي الذي يسيلُ من صديدِ أهلِ جهنَّمَ للمنافقينَ الذينَ يُصلُّونَ لا يريدونَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ بصلاتِهم، وهم فِي صلاتِهم ساهونَ إذا صلَّوها). [جامع البيان: 24 / 659]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) }

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني أيضا ابن زيد عن أبيه في قول الله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال: يصلون وليس الصلاة من شأنهم رياء؛ قال: {الذين هم يراءون ويمنعون الماعون}، قال: هم المنافقون يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاة أموالهم). [الجامع في علوم القرآن: 1 /53-54]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال [الحسن في قول الله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال: والمنافق ....... فأتته لم يندم عليها.
وفي قول الله: {ويمنعون الماعون}، قال الزكاة التي فرض الله في أموالهم). [الجامع في علوم القرآن: 2 / 121]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال مرة: ما صلوا، ومرة: ما تركوا الصلاة لا يصلون). [الجامع في علوم القرآن: 2 /161]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}؛ قال: ساه عنها لا يبالي أصلى أم لم يصل). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 399]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، قال: كنا نعرض المصاحف، أنا والحسن وأبو العالية الرياحي، ونصر بن عاصم الليثي، وعاصم الجحدري، قال: فسأل أبا العالية، عن قول الله -عز و جل-: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}؛ ما هو؟ فقال أبو العالية: هو الذي لا يدري عن كم انصرف عن شفع أو عن وتر، وقال الحسن: مه ليس كذلك {الذين هم عن صلاتهم ساهون}؛ الذي يسهو عن ميقاتها حتى يفوت). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 400]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن الأعمش، عن طلحة بن مطرف، عن مصعب بن سعد، قال: سئل سعد عن قوله تعالى: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}؛ قال: السهو عنها تركها لوقتها). [تفسير عبد الرزاق: 2 / 400]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ساهون} : «لاهون»). [صحيح البخاري: 6 / 177]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (سَاهُونَ: لاهونَ) وصَلَهُ الطَّبَرِيُّ أيضًا من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ في قَولِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قَالَ: لاهونَ. وقَالَ الفَرَّاءُ: كذلك فَسَّرَهَا ابنُ عَبَّاسٍ، وهي قراءةُ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، وجاءَ ذلك في حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ عَبدُ الرَّزَّاقِ وابنُ مَرْدَوَيهِ مِن رِوايةِ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ عن أَبِيهِ أنه سَأَلَهُ عن هذه الآيةِ قَالَ: أَوَلَيْسَ كُنَّا نَفْعَلُ ذلك؟ الساهِي هُو الذي يُصَلِّيهَا لِغَيرِ وَقْتِهَا). [فتح الباري: 8 / 730-731]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (سَاهُونَ: لاَهُونَ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: لاَهُونَ. وَرَوَاهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ كَذَلِكَ، وَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ-: يُؤَخِّرُونَهَا عَنْ وَقْتِهَا، وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: هُوَ التَّرْكُ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ يَتْرُكُونَ الصَّلاَةَ فِي السِّرِّ إِذَا غَابَ النَّاسُ وَيُصَلُّونَهَا فِي الْعَلاَنِيَةِ إِذَا حَضَرُوا، وَعَنْ قَتَادَةَ: سَاهٍ لاَ يُبَالِي صَلَّى أَمْ لَمْ يُصَلِّ). [عمدة القاري: 20/ 2]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (سَاهُونَ) أي: (لاَهُونَ) عن الصَّلاَةِ تَهَاوُنًا). [إرشاد الساري: 7 / 434]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فالوادي الذي يسيلُ من صديدِ أهلِ جهنَّمَ للمنافقينَ الذينَ يُصلُّونَ لا يريدونَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ بصلاتِهم، وهم فِي صلاتِهم ساهونَ إذا صلَّوها). [جامع البيان: 24 / 659] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلفَ أهلُ التأويلِ فِي معنى قولِهِ: {عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} فقالَ بعضُهم: عُنِيَ بذلك أنَّهم يؤخِّرونَها عن وقتِها، فلا يصلُّونَها إلا بعدَ خروجِ وقْتِها.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى قالَ: ثنا سَكَنُ بنُ نافعٍ الباهليُّ قالَ: ثنا شعبةُ، عن خلفِ بنِ حوشبٍ، عن طلحةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عن مصعبِ بنِ سعدٍ قالَ: قلتُ لأبي: أرأيتَ قولَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} أهِيَ ترْكُها؟ قالَ: لا، ولكنْ تأخيرُها عن وقْتِها.
- حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ، عن هشامٍ الدستوائيِّ قالَ: ثنا عاصمُ بنُ بهدلةَ، عن مصعبِ بنِ سعدٍ قالَ: قلْتُ لسعدٍ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} أهوَ ما يحدِّثُ بهِ أحدُنا نفسَهُ فِي صلاتِهِ؟ قالَ: لا، ولكنَّ السهوَ أنْ يؤخِّرَها عن وقتِها.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن عاصمٍ، عن مصعبِ بنِ سعدٍ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: السهوُ: الترْكُ عن الوقتِ.
- حدَّثنا عمرُو بنُ عليٍّ قالَ: ثنا عمرانُ بنُ تمَّامٍ البنانيُّ قالَ: ثنا أبو جمرةَ الضُّبَعيُّ نصرُ بنُ عمرانَ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: الذين يؤخِّرونَها عن وقتِها.
- وحدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا يعقوبُ، عن جعفرٍ، عن ابنِ أبزَى {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: الذين يؤخِّرونَ الصلاةَ المكتوبةَ حتَّى تخرجَ من الوقتِ أو عن وقتِها.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن أبي الضُّحَى، عن مسروقٍ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: الترْكُ لوقْتِها.
- حدَّثني أبو السَّائبِ قالَ: ثني أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، فِي قولِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: تضييعُ ميقاتِها.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن الأعمشِ، عن أبي الضحَى: {عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: ترْكُ المكتوبةِ لوقتِها.
- حدَّثنا ابنُ البَرْقيِّ قالَ: ثنا ابنُ أبي مريمَ قالَ: ثنا يحيى بنُ أيوبَ قالَ: أخبرني ابنُ زحْرٍ، عن الأعمشِ، عن مسلمِ بنِ صبيحٍ: {عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} الذين يضيِّعونَها عن وقتِها.
وقالَ آخرُونَ: بل عُنِيَ بذلك أنَّهم يتركونَها فلا يصلُّونَها.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عليٌّ قالَ: ثنا أبو صالحٍ قالَ: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} فهم المنافقونَ كانوا يراءُونَ الناسَ بصلاتِهم إذا حضرُوا، ويتركونَها إذا غابُوا، ويمنعونَهم العاريَّةَ بُغضاً لهم، وهو الماعونُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: هم المنافقونَ يتركونَ الصلاةَ فِي السرِّ، ويصلُّونَ فِي العلانيةِ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: التركُ لها.
وقالَ آخرُونَ: بل عُنِيَ بذلك أنَّهم يتهاونونَ بها، ويتغافلونَ عنها ويَلْهُونَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: لاهُونَ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ}: غافلونَ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: {عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: ساهٍ عنها، لا يُبالي صلَّى أمْ لم يصلِّ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، فِي قولِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ}؛ يصلُّونَ وليست الصلاةُ من شأنِهم.
- حدَّثني أبو السَّائبِ قالَ: ثنا ابنُ فضيلٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، فِي قولِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: يتهاونونَ.
وأوْلَى الأقوالِ فِي ذلك عندي بالصوابِ بقولِهِ: {سَاهُونَ}؛ لاهونَ يتغافلونَ عنها؛ وفي اللهوِ عنها والتشاغلِ بغيرِها تضييعُها أحياناً، وتضييعُ وقتِها أخرى. وإذا كانَ ذلك كذلك صحَّ بذلك قولُ مَن قالَ: عُنِيَ بذلك ترْكُ وقتِها، وقولُ مَن قالَ: عُنِيَ به تركُهَا، لِمَا ذكرْتُ قبل من أنَّ فِي السهوِ عنها المعانيَ التي ذُكِرَتْ.
وقد رُوِيَ عن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك خبرانِ يؤيِّدانِ صحَّةَ ما قُلْنا فِي ذلك: أحدُهما ما حدَّثني به زكريا بنُ أبانٍ المصريُّ قالَ: ثنا عمرُو بنُ طارقٍ قالَ: ثنا عكرمةُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثنا عبدُ الملِكِ بنُ عميرٍ، عن مصعبِ بنِ سعدٍ، عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ قالَ: سألتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: «هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا
».
والآخرُ منهما ما حدَّثني به أبو كريبٍ قالَ: ثنا معاويةُ بنُ هشامٍ، عن شيبانَ النحويِّ، عن جابرٍ الجُعْفيِّ قالَ: ثني رجلٌ، عن أبي بَرْزةَ الأسلميِّ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا نزلتْ هذه الآيةُ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ}
«اللَّهُ أكْبَرُ هَذهِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ لَوْ أُعْطِيَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ جَمِيعِ الدُّنْيَا؛ هُوَ الَّذِي إِنْ صَلَّى لَمْ يَرْجُ خَيْرَ صَلاتِهِ، وَإِنْ تَرَكَهَا لَمْ يَخَفْ رَبَّهُ».
- حدَّثني أبو عبدِ الرحيمِ البرقيُّ قالَ: ثني عمرُو بنُ أبي سلمةَ قالَ: سمِعْتُ عمرَ بنَ سليمانَ يُحدِّثُ عن عطاءِ بنِ دينارٍ أنَّهُ قالَ: الحمدُ لِلَّهِ الذي قالَ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} وكلا المعنيينِ اللذينِ ذكرتُ فِي الخبرينِ اللذينِ رُوِّينَا عن رسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مُحتَملٌ عن معنى السهوِ عن الصلاةِ). [جامع البيان: 24 / 659-664]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: نا شيبان، عن عاصم بن أبي النجود، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، في قوله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}؛ قال: سألت أبي فقلت أهو حديث أحدنا يحدث نفسه في صلاته، فقال: لا كلنا يحدث نفسه في صلاته ولكنه السهو عنها ترك وقتها). [تفسير مجاهد: 2 /786]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم، قال: في قراءة ابن مسعود: عن صلاتهم لاهون).[تفسير مجاهد: 2 /786-787]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا عقبة، قال: سمعت الحسن يقول: السهو عنها تأخيرها عن وقتها). [تفسير مجاهد: 2 / 787]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: هو الذي إن صلى صلى رياء وإن فاتته لم يندم). [تفسير مجاهد: 2 /787]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا شيبان، عن جابر، قال: حدثني من سمع أبا برزة الأسلمي، يقول: لما نزلت: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«الله أكبر هذه خير لكم من أن يعطى كل واحد منكم مثل جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته وإن تركها لم يخف ربه»). [تفسير مجاهد: 2 / 787]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا عقبة، قال: سألت أبا العالية عن هذه الآية. فقال: هو الذي إذا صلى صنع هكذا وهكذا يلتفت عن يمينه وعن شماله).[تفسير مجاهد: 2/ 787]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شيبان عن جابر قال سألت أبا جعفر قال نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا شيبان عن جابر قال سألت عنها عكرمة ومجاهدا فقالا السهو عنها تركها فلا يصليها). [تفسير مجاهد: 2 /788]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن سَعْدٍ - يعني: ابنَ أبي وقَّاصٍ - قالَ: سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عن قولِه تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ:
«هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَهَا عَنْ وَقْتِهَا».
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ، وفيه عِكْرِمَةُ بنُ إبراهيمَ، وهو ضعيفٌ جدًّا، وقد تَقَدَّمَتْ لهذا الحديثِ طُرُقٌ في الصلاةِ). [مجمع الزوائد: 7 / 143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدُويَهْ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}؛ قَالَ: هُم الْمُنَافِقُونَ, يَتْرُكُونَ الصَّلاةَ فِي السِّرِّ، وَيُصَلُّونَ فِي العلانيةِ). [الدر المنثور: 15 / 686]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} قَالَ: هُم الْمُنَافِقُونَ). [الدر المنثور: 15 / 686]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. أَيُّنَا لا يَسْهُو، أَيُّنَا لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّهُ إِضَاعَةُ الوَقْتِ). [الدر المنثور: 15 / 686-687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ والطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. قَالَ:
«هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا»؛ قَالَ الحاكمُ والبَيْهَقِيُّ: المَوْقُوفُ أَصَحُّ). [الدر المنثور: 15 / 687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدُويَهْ بسندٍ ضَعِيفٍ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، هَذِهِ الآيَةُ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ يُعْطَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ جَمِيعَ الدُّنْيَا؛ هُوَ الَّذِي إِنْ صَلَّى لَمْ يَرْجُ خَيْرَ صَلاتِهِ، وَإِنْ تَرَكَهَا لَمْ يَخَفْ رَبَّهُ
» ). [الدر المنثور: 15 / 687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. قَالَ: الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَهَا عَنْ وَقْتِهَا). [الدر المنثور: 15 / 687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ: {عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}؛ قَالَ: تَضْيِيعُ مِيقَاتِهَا). [الدر المنثور: 15 / 688]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْعَالِيَةِ عَنْ قَوْلِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. مَا هُوَ؟ فَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: هُوَ الَّذِي لا يَدْرِي عَنْ كَمِ انْصَرَفَ؛ عَنْ شَفْعٍ أَوْ عَنْ وَتْرٍ. فَقَالَ الْحَسَنُ: مَهْ، لَيْسَ كَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يَسْهُو عَنْ مِيقَاتِهَا حَتَّى تَفُوتَ). [الدر المنثور: 15 / 688]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. قَالَ: لاهُونَ). [الدر المنثور: 15 / 688]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ فِي المصاحفِ وَالبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ والخطيبُ فِي تَالِي التلخيصِ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَرَأَ: (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ لاهُونَ) ). [الدر المنثور: 15 / 688]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي قَالَ: {هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. وَلَمْ يَقُلْ: (فِي صَلاتِهِمْ) ). [الدر المنثور: 15 / 688]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: {عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. قَالَ: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي وَيَقُولُ هكذا وهكذا؛ يَعْنِي: يَلْتَفِتُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ). [الدر المنثور: 15 / 688-689]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: {عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. قَالَ: يُصَلُّونَ رِيَاءً وَلَيْسَ الصَّلاةُ مِنْ شَأْنِهِمْ). [الدر المنثور: 15 / 689]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ: {عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}؛ قَالَ: لا يُبَالِي عَنْهَا أَصَلَّى أَمْ لَمْ يُصَلِّ). [الدر المنثور: 15 / 689]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني أيضا ابن زيد عن أبيه في قول الله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال: يصلون وليس الصلاة من شأنهم رياء؛ قال: {الذين هم يراءون (6) ويمنعون الماعون}، قال: هم المنافقون يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاة أموالهم). [الجامع في علوم القرآن: 1 / 53-54]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله: {الذين هم يراءون}، الآية، قال: هم المنافقون، قال: {ويمنعون الماعون}، قال: الماعون: الزكاة.
قال: ولو خفيت لهم الصلاة كما خفيت لهم الزكاة لم يصلوا). [الجامع في علوم القرآن: 2 / 161]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ عن عليّ بن أبي طالبٍ في قول اللّه عزّ وجلّ: {يراءون ويمنعون الماعون} قال: يراءون بصلاتهم ويمنعون الزّكاة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 69]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله: {الّذين هم يراءون}
- أخبرنا محمّد بن عليّ بن ميمونٍ، حدّثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، حدّثنا أبي، عن إسماعيل بن سميعٍ، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سمّع سمّع الله به، ومن راءى راءى الله به»). [السنن الكبرى للنسائي: 10 /345]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} يقولُ: الذين هم يراءُونَ الناسَ بصلاتِهم إذا صلَّوْا؛ لأنَّهم لا يُصلُّونَ رغبةً فِي ثوابٍ، ولا رهبةً من عقابٍ، وإنَّما يُصلُّونَها ليراهم المؤمنونَ فيظنُّونهم منهم، فيكُفُّونَ عن سفْكِ دمائِهم، وسبْيِ ذراريِّهم، وهم المنافقونَ الذين كانوا على عهدِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يستبطنونَ الكفْرَ، ويُظهرونَ الإسلامَ، كذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا أبو عامرٍ ومُؤَمَّلٌ، قالا: ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قالَ: هم المنافقونَ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثلَهُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثلَهُ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه فِي قولِهِ: {يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: يراءُونَ بصلاتِهم.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ قالَ: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ قالَ: سمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ فِي قولِهِ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} يعني المنافقينَ.
- حدَّثني عليٌّ قالَ: ثنا أبو صالحٍ قالَ: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: هم المنافقونَ؛ كانوا يُراءُونَ الناسَ بصلاتِهم إذا حضرُوا، ويتركونَها إذا غابُوا.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: ثني ابنُ زيدٍ: ويصلُّونَ -وليسَ الصلاةُ من شأنِهم- رياءً). [جامع البيان: 24 / 664-665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدُويَهْ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. قَالَ: هُم الْمُنَافِقُونَ, يُرَاؤُونَ النَّاسَ بِصَلاتِهِمْ إِذَا حَضَرُوا وَيَتْرُكُونَهَا إِذَا غَابُوا، وَيَمْنَعُونَهُم العَارِيَّةَ بُغْضاً لَهُمْ, وَهِيَ المَاعُونُ). [الدر المنثور: 15 / 686]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ}. قَالَ: يُرَاؤُونَ بِصَلاتِهِمْ). [الدر المنثور: 15 / 689]

تفسير قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) }

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 32] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني أيضا ابن زيد عن أبيه في قول الله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال: يصلون وليس الصلاة من شأنهم رياء؛ قال: {الذين هم يراءون (6) ويمنعون الماعون}، قال: هم المنافقون يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاة أموالهم). [الجامع في علوم القرآن: 1 / 53-54]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن رجلٍ من بني تميمٍ كان يسأل عبد اللّه بن مسعودٍ، وكان ابن مسعودٍ يعرف له، فسأل عبد الله عن {الماعون}، فقال: إن الماعون من منع الفأس والقدر والدّلو، خصلتان من هؤلاء الثّلاثة؛ فسأله: {ولا تبذّر تبذيرًا}، قال: إنفاقك المال في غير حقّه؛ وسأله عن (الأواه)، فقال: الرحيم). [الجامع في علوم القرآن: 2 / 29-30]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه سئل عن {الماعون}، فقال: هو في كلام قريش المال). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 35]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال [الحسن في قول الله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال: والمنافق ..... فأتته لم يندم عليها.
وفي قول الله: {ويمنعون الماعون}، قال الزكاة التي فرض الله في أموالهم). [الجامع في علوم القرآن: 2 / 121] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن [كعب] القرظي يقول: {ويمنعون الماعون}، قال: منع المال من حقه). [الجامع في علوم القرآن: 2 / 153]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت يحدث عن ابن شهاب أنه قال: {الماعون} في كلام قريش المال). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 160]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله: {الذين هم يراءون}، الآية، قال: هم المنافقون، قال: {ويمنعون الماعون}، قال: الماعون: الزكاة.
قال: ولو خفيت لهم الصلاة كما خفيت لهم الزكاة لم يصلوا). [الجامع في علوم القرآن: 2 /161] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر والثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى ويمنعون الماعون أن عليا كان يقول هي الزكاة وقال ابن عباس هي العارية). [تفسير عبد الرزاق: 2 /399]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن سعيد الطائي عن علي بن ربيعة قال سألت ابن عمر الماعون فقال هي الصدقة قال قلت فإن ناسا يقولون هو كذا قال هو ما أقول لك). [تفسير عبد الرزاق: 2 /399]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: قال ابن مسعود الماعون القدر والفأس والدلو يعني العارية). [تفسير عبد الرزاق: 2 /399]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا المغيرة رجلا من بني أسد قال سألت ابن عمر عن الماعون فقال هو منع الحق). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 399]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :{الماعون}: " المعروف كلّه، وقال بعض العرب: الماعون: الماء " وقال عكرمة: «أعلاها الزّكاة المفروضة، وأدناها عاريّة المتاع»). [صحيح البخاري: 6 / 177]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (والمَاعُونُ المَعْرُوفُ كُلُّهُ، وقَالَ بعضُ العَرَبِ: الماعونُ الماءُ، وقَالَ عِكْرِمَةُ: أَعْلاها الزَّكَاةُ المَفْرُوضَةُ وأَدْنَاهَا عَارِيَّةُ المَتَاعِ) أمَّا القولُ الأوَّلُ فقالَ الفَرَّاءُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ المَاعُونَ المَعْرُوفُ كُلُّهُ حتَّى ذَكَرَ القَصْعَةَ والدَّلْوَ والفَأْسَ ولَعَلَّهُ أَرَادَ ابنَ مَسْعُودٍ، فإنَّ الطَّبَرِيَّ أَخْرَجَ مِن طَرِيقِ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ عن أَبِي الْمُغِيرَةِ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنِ المَاعُونِ قَالَ: المالُ الَّذِي لا يُؤَدَّى حَقُّهُ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ ابنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: هُو المتاعُ الذي يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ. قَالَ: هُو مَا أَقُولُ لَكَ. وأَخرَجَهُ الحَاكِمُ أيضًا، وَزَادَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى عنِ ابنِ مَسْعُودٍ: هُو الدَّلْوُ والقِدْرُ والفَأْسُ. وكذا أَخْرَجَهُ أَبُو داودَ والنَّسَائِيُّ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ بِلَفظِ: كُنَّا نَعُدُّ المَاعُونَ علَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ عَارِيَّةَ الدَّلْوِ والقِدْرِ. وإسنادُهُ صَحِيحٌ إلى ابنِ مَسْعُودٍ، وأَخرَجَهُ البَزَّارُ والطَّبَرَانِيُّ مِن حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا صَرِيحًا، وأَخرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِن حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: مَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ، وأَمَّا القولُ الثَّانِي فقالَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ يَقُولُ: الماعونُ هُو الماءُ، وأَنْشَدَ:
يَصُبُّ صَبِيرَةُ الْمَاعُونَ صَبًّا
قُلْتُ: وهذا يُمْكِنُ تَأْوِيلُهُ، وصَبِيرَةُ جَبَلٌ باليَمَنِ مَعْرُوفٌ، وهُو بفَتْحِ المُهْمَلَةِ وكَسْرِ المُوَحَّدَةِ بَعْدَها تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ، وآخِرُهُ راءٌ. وأمَّا قولُ عِكْرِمَةَ فوَصَلَهُ سَعِيدُ بنُ مَنصورٍ بإسنادٍ إليه باللفظِ المَذْكُورِ، وأَخرَجَ الطَّبَرِيُّ والحاكِمُ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عن عَلِيٍّ مِثْلَهُ.
تنبيهٌ:
لم يَذْكُرِ المُصَنِّفُ في تَفْسِيرِ هذه السُّورَةِ حَدِيثًا مَرْفُوعًا ويَدْخُلُ فيه حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ المَذْكُورُ قَبْلُ). [فتح الباري: 8 / 731]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال عكرمة أعلاها: الزّكاة المفروضة وأدناها عارية المتاع.
قال سعيد بن منصور: ثنا أبو عوانة، وهشيم عن إسماعيل بن سالم، عن عكرمة قال: الماعون أعلاها: الزّكاة المفروضة وأدناها المتاع). [تغليق التعليق: 4 / 378]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَالْمَاعُونُ الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ، وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: الْمَاعُونُ: الْمَاءُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أعْلاَهَا الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ، وَأَدْنَاهَا عارِيَّةُ الْمَتَاعِ).
ذَكَرَ فِي تَفْسِيرِ الْمَاعُونِ ثَلاَثَةَ أَقْوَالٍ:
الأَوَّلُ: الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ، وَهُوَ الَّذِي يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ كَالدَّلْوِ وَالْفَأْسِ وَالْقِدْرِ وَالْقَدَّاحَةِ وَنَحْوِهَا، وَهُوَ قَوْلُ الْكَلْبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ.
الثَّانِي: الْمَاعُونُ: الْمَاءُ وَهُوَ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَالزُّهْرِيِّ وَمُقَاتِلٍ قَالُوا: الْمَاعُونُ الْمَاءُ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ.
الثَّالِث: قَوْلُ عِكْرِمَةَ: وَهُوَ أَعْلاَهَا الزَّكَاةُ. إِلَى آخِرِهِ وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ وَالْحَسْنِ وَقَتَادَةَ.
قَوْلُهُ: (عَارِيَّةُ الْمَتَاعِ) أَيِ: الْمَاعُونُ اسْمٌ جَامِعٌ لِمَتَاعِ الْبَيْتِ كَالْمُنْخُلِ وَالْغِرْبَالِ وَالدَّلْوِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَعْمَلُ فِي الْبُيُوتِ، وَقِيلَ: الْمَاعُونُ مَا لاَ يَحِلُّ مَنْعُهُ مِثْلُ الْمَاءِ وَالْمِلْحِ وَالنَّارِ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ). [عمدة القاري: 20/ 2-3]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَالْمَاعُونُ) هو (الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ) كَالْقَصْعَةِ والدَّلْوِ. (وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ) فيما حَكَاهُ الْفَرَّاءُ: (الْمَاعُونُ: الْمَاءُ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَعْلاَهَا الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ وَأَدْنَاهَا عَارِيَّةُ الْمَتَاعِ) كَالْمُنْخُلِ وَالْغُرْبَالِ وَالدَّلْوِ وَالإِبْرَة). [إرشاد الساري: 7 / 434]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ عن عليّ بن أبي طالبٍ في قول اللّه عزّ وجلّ: {يراءون (6) ويمنعون الماعون} قال: يراءون بصلاتهم ويمنعون الزّكاة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 69] (م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ويمنعون الماعون}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا أبو عوانة، عن عاصمٍ، عن شقيقٍ، عن عبد الله، قال: «كلّ معروفٍ صدقةٌ، كنّا نعدّ الماعون على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عارية الدّلو والقدر»). [السنن الكبرى للنسائي: 10 /345]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} يقولُ: ويمنعونَ الناسَ منافعَ ما عندَهم، وأصلُ الماعونِ من كلِّ شيءٍ منفعتُهُ؛ يُقالُ للماءِ الذي ينزلُ من السحابِ: ماعونٌ؛ ومنه قولُ أعشَى بني ثعلبةَ:
بأجْودَ منهُ بماعونِهِ إذا ما سماؤُهمُ لمْ تُغِمْ
وقالَ آخرُ يَصِفُ سَحاباً:
يمجُّ صبيرَهُ الماعونَ صبَّا
وقالَ عبيدٌ الراعِي:
قومٌ على الإسلامِ لمَّا يمنعُوا ماعونَهم ويضيِّعُوا التهليلاَ
يعني بالماعونِ: الطاعةَ والزكاةَ.
واختلفَ أهلُ التأويلِ فِي الذي عُنِيَ بهِ من معاني الماعونِ فِي هذا الموضعِ، فقالَ بعضُهم: عُنِيَ به الزكاةُ المفروضةُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثنا ابنُ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قالَ: قالَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ فِي قولِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: الزكاةُ.
- حدَّثني ابنُ المثنَّى قالَ: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ قالَ: ثنا شعبةُ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قالَ: قالَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ: {الْمَاعُونَ} الزكاةُ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا سفيانُ؛ وحدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن السدِّيِّ، عن أبي صالحٍ، عن عليٍّ رضيَ اللَّهُ عنهُ قالَ: {الْمَاعُونَ}: الزكاةُ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: أخبرنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن عليٍّ رضيَ اللَّهُ عنهُ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: يمنعونَ زكاةَ أموالِهم.
- حدَّثني محمدُ بنُ عمارةَ وأحمدُ بنُ هشامٍ قالا: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسى قالَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن السدِّيِّ عن أبي صالحٍ، عن عليٍّ رضيَ اللَّهُ عنهُ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: الزكاةُ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، فِي قولِهِ: {الْمَاعُونَ} قالَ: الزكاةُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن عليٍّ، مثلَهُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، أنَّ عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ كانَ يقولُ: {الْمَاعُونَ}: الصدقةُ المفروضةُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} أن عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ قالَ: هي الزكاةُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: {الْمَاعُونَ}: الزكاةُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن سلمةَ بنِ كُهَيْلٍ، عن أبي المغيرةِ قالَ: سألَ رجلٌ ابنَ عمرَ عن الماعونِ قالَ: هو المالُ الذي لا يُؤدَّى حقُّهُ؛ قالَ: قلْتُ: إنَّ ابنَ أمِّ عبدٍ يقولُ: هو المتاعُ الذي يتعاطاهُ الناسُ بينَهم؟! قالَ: هو ما أقولُ لكَ.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى قالَ: ثنا وهبُ بنُ جريرٍ قالَ: ثنا شعبةُ، عن سلمةَ قالَ: سمِعْتُ أبا المغيرةِ قالَ: سألتُ ابنَ عمرَ، عن الماعونِ، فقالَ: هو منْعُ الحقِّ.
- حدَّثنا عبدُ الحميدِ بنُ بيانٍ قالَ: أخبرنا محمدُ بنُ يزيدَ، عن إسماعيلَ، عن سلمةَ بنِ كهيلٍ قالَ: سُئِلَ ابنُ عمرَ عن الماعونِ، فقالَ: هو الذي يُسألُ حقَّ مالِهِ ويمنعُهُ، فقالَ: إنَّ ابنَ مسعودٍ يقولُ: هو القِدرُ والدلوُ والفأسُ!! قالَ: هو ما أقولُ لكمْ.
- حدَّثني هارونُ بنُ إدريسَ الأصمُّ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ المحاربيُّ، عن إسماعيلَ بنِ خالدٍ، عن سلمةَ بنِ كهيلٍ، أنَّ ابنَ عمرَ سُئِلَ عن قولِ اللَّهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: الذي يُسألُ مالَ اللَّهِ فيمنَعُهُ، فقالَ الذي سألَهُ: فإنَّ ابنَ مسعودٍ يقولُ: هو الفأسُ والقِدرُ!! قالَ ابنُ عمرَ: هو ما أقولُ لكَ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن سلمةَ بنِ كهيلٍ قالَ: سألَ رجلٌ ابنَ عمرَ عن الماعونِ، فذكرَ مثلَهُ.
- حدَّثني سليمانُ بنُ محمدِ بنِ مَعْدِي كَرِبَ الرعينيُّ قالَ: ثنا بقيَّةُ بنُ الوليدِ قالَ: ثنا شعبةُ قالَ: ثني سلمةُ بنُ كهيلٍ قالَ: سمِعْتُ أبا المغيرةِ، رجلاً من بني أسدٍ قالَ: سألتُ عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ عن الماعونِ قالَ: هو منْعُ الحقِّ، قلتُ: إنَّ ابنَ مسعودٍ قالَ: هو منْعُ الفأسِ والدلوِ!! قالَ: هو منْعُ الحقِّ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن سلمةَ بنِ كهيلٍ، عن أبي المغيرةِ، عن ابنِ عمرَ قالَ: هي الزكاةُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن السدِّيِّ، عن أبي صالحٍ، عن عليٍّ، مثلَهُ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثنا جابرُ بنُ زيدِ بنِ رِفاعةَ، عن حسَّانَ بنِ مُخارقٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ قالَ: {الْمَاعُونَ}؛ الزكاةُ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ والحسنِ: الماعونُ: الزكاةُ المفروضةُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن إسماعيلَ، عن أبي عمرَ، عن ابنِ الحَنَفيَّةِ رضيَ اللَّهُ عنهُ قالَ: هي الزكاةُ.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ قالَ: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ قالَ: سمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ فِي قولِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: الزكاةُ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، فِي قولِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: هم المنافقونَ يمنعونَ زكاةَ أموالِهم.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا عبدُ الأعلَى قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قالَ: {الْمَاعُونَ}؛ الزكاةُ المفروضةُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ، مثلَهُ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثنا محمدُ بنُ عقبةَ قالَ: سمِعْتُ الحسنَ يقولُ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: منَعُوا صدقاتِ أموالِهم، فعابَ اللَّهُ عليهم.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن مباركٍ، عن الحسنِ: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: هو المنافقُ الذي يمنعُ زكاةَ مالِهِ، فإنْ صلَّى رَآى، وإنْ فاتَتْهُ لم يَأْسَ علَيْها.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سلمةَ، عن الضحَّاكِ قالَ: هي الزكاةُ.
وقالَ آخرُونَ: هو ما يَتَعاوَرُهُ الناسُ بينَهم من مثلِ الدلوِ والقِدرِ ونحوِ ذلكَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني زكريا بنُ يحيى بنِ أبي زائدةَ قالَ: ثنا ابنُ أبي إدريسَ، عن الأعمشِ، عن الحكمِ بنِ يحيى بنِ الجزَّارِ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ، أنَّهُ قالَ لعبدِ اللَّهِ: أخبِرْنِي عن الماعونِ؟ قالَ: هو ما يتعاورُهُ الناسُ بينَهم.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى قالَ: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ قالَ: ثنا شعبةُ، عن الحكمِ قالَ: سمِعْتُ يحيى بنَ الجزَّارِ يُحدِّثُ عن أبي العُبَيْدَيْنِ، رجلٍ من بني تميمٍ ضريرِ البصرِ، وكانَ يسألُ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ، وكانَ ابنُ مسعودٍ يعرِفُ لهُ، فسألَ عبدَ اللَّهِ عن الماعونِ، فقالَ عبدُ اللَّهِ: إنَّ من الماعونِ منْعَ الفأسِ والقِدرِ والدلوِ، خَصْلتانِ من هؤلاءِ الثلاثِ؛ قالَ شعبةُ: الفأسُ ليسَ فيه شكٌّ.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى قالَ: ثنا الوليدُ قالَ: ثنا شعبةُ، عن الحكمِ بنِ عُتيبةَ، عن يحيى بنِ الجزَّارِ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ، عن عبدِ اللَّهِ، مثلَهُ.
- حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ قالَ: ثنا شعبةُ، عن الحكمِ بنِ عتيبةَ، عن يحيى بنِ الجزَّارِ، أن أبا العُبَيْدَيْنِ، رجلاً من بني تميمٍ كانَ ضريرَ البصرِ، سألَ ابنَ مسعودٍ عن الماعونِ، فقالَ: هو منْعُ الفأسِ والدلوِ، أو قالَ: منعُ الفأسِ والقِدرِ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن الحكمِ، عن يحيى بنِ الجزَّارِ، أن أبا العُبَيْدَيْنِ سألَ ابنَ مسعودٍ عن الماعونِ، قالَ: هو ما يتعاورُهُ الناسُ بينَهم؛ الفأسُ والقِدرُ والدلوُ.
- حدَّثنا أحمدُ بنُ منصورٍ الرَّماديُّ قالَ: ثنا أبو الجوَّابِ، عن عمَّارِ بنِ رُزَيْقٍ، عن أبي إسحاقَ، عن حارثةَ بنِ مضربٍ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ، عن عبدِ اللَّهِ قالَ: كنَّا أصحابَ محمدٍ نُحدَّثُ أنَّ الماعونَ: القِدرُ والفأسُ والدلوُ. قالَ أبو بكرٍ: قالَ أبو الجوَّابِ، وخالفَهُ زهيرُ بنُ معاويةَ فيما حدَّثنا بهِ الحسنُ الأشيبُ قالَ: ثنا زهيرٌ قالَ: ثنا أبو إسحاقَ، عن حارثةَ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ، حدَّثني محمدُ بنُ عبيدٍ قالَ: ثنا أبو الأحوصِ، عن أبي إسحاقَ، عن حارثةَ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ وسعدِ بنِ عياضٍ، عن عبدِ اللَّهِ قالَ: كنَّا أصحابَ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نتحدَّثُ أنَّ الماعونَ: الدلوُ والفأسُ والقِدرُ، لا يُستغنَى عنهنَّ.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى قالَ: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ قالَ: ثنا شعبةُ، عن ابنِ أبي إسحاقَ، عن سعد بنِ عياضٍ قالَ أبو موسى: هكذا قالَ غُنْدَرٌ عن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: إنَّ من الماعونِ: الفأسَ والدلوَ والقِدرَ.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثنا سفيانُ؛ وحدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن أبى إسحاقَ، عن سعدِ بنِ عياضٍ، يُحدِّثُ عن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثلِهِ.
قالَ: ثنا أبو داودَ قالَ: ثنا شعبةُ، عن أبي إسحاقَ قالَ: سمِعْتُ سعدَ بنَ عياضٍ يُحدِّثُ عن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثلَهُ.
- حدَّثنا خلاَّدٌ قالَ: أخبرنا النضرُ قالَ: أخبرنا إسرائيلُ قالَ: أخبرنا أبو إسحاقَ، عن حارثةَ بنِ مضربٍ، عن أبى العُبَيْدَيْنِ قالَ: قالَ عبدُ اللَّهِ: الماعونُ: القِدرُ والفأسُ والدلوُ.
- حدَّثنا خلاَّدٌ قالَ: أخبرنا النضرُ قالَ: أخبرنا المسعوديُّ قالَ: أخبرنا سلمةُ بنُ كهيلٍ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ، وكانتْ به زَمانةٌ، وكانَ عبدُ اللَّهِ يَعْرِفُ لهُ ذلك، فقالَ: يا أبا عبدِ الرحمنِ، ما الماعونُ؟ قالَ: ما يتعاطَى الناسُ بينَهم من الفأسِ والقِدرِ والدلوِ وأشباهِ ذلك.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن سلمةَ بنِ كهيلٍ، عن مسلمٍ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ، أنَّهُ سألَ ابنَ مسعودٍ عن الماعونِ، فقالَ: ما يتعاطاهُ الناسُ بينَهم.
قالَ: ثنا مهرانُ، عن الحسنِ وسلمةَ بنِ كهيلٍ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ، عن ابنِ مسعودٍ قالَ: الفأسُ والدلوُ والقِدرُ وأشباهُهُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ المحاربيُّ، عن المسعوديِّ، عن سلمةَ بنِ كهيلٍ، عن أبي العُبَيْدَيْنِ، أنَّهُ سألَ ابنَ مسعودٍ، عن قولِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} فذكرَ نحْوَهُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ التَّيْمِيِّ، عن الحارثِ بنِ سُوَيْدٍ، عن ابنِ مسعودٍ قالَ: الفأسُ والقِدرُ والدلوُ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ التيميِّ، عن الحارثِ بنِ سويدٍ، عن عبدِ اللَّهِ قالَ: {الْمَاعُونَ}؛ منْعُ الفأسِ والقِدرِ والدلوِ.
- حدَّثنا أبو السَّائبِ قالَ: ثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن الحارثِ بنِ سويدٍ، عن عبدِ اللَّهِ، أنَّهُ سُئِلَ عن الماعونِ قالَ: ما يتعاورُهُ الناسُ بينَهم: الفأسُ والدلوُ وشَبَهُهُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن الأعمشِ، عن مالكِ بنِ الحارثِ، عن ابنِ مسعودٍ قالَ: الدلوُ والفأسُ والقِدرُ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن سعدٍ بن عياضٍ، عن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قالَ: الماعونُ: الفأسُ والقِدرُ والدلوُ.
- حدَّثني أبو السَّائبِ قالَ: ثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ قالَ: سُئِلَ عبدُ اللَّهِ عن الماعونِ قالَ: ما يتعاورُهُ الناسُ بينَهم؛ الفأسُ والقِدرُ والدلوُ وشَبَهُهُ.
- حدَّثني يعقوبُ قالَ: ثنا هشيمٌ قالَ: أخبرنا مغيرةُ، عن إبراهيمَ أنَّهُ قالَ: هو عاريَّةُ الناسِ؛ الفأسُ والقِدرُ والدلوُ، ونحوُ ذلك، يعني الماعونَ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ، بمثلِهِ.
قالَ: ثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ مثلَهُ، قالَ: الفأسُ والدلوُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ الأسديِّ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: {الْمَاعُونَ} العاريةُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ؛ وحدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: هو العاريةُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، نحوَهُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، مثلَهُ.
- حدَّثنا محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {الْمَاعُونَ} قالَ: متاعُ البيتِ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا إسماعيلُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، أُرَاهُ عن ابنِ عبَّاسٍ - شكَّ أبو كريبٍ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}؛ قالَ: المتاعُ.
- حدَّثني يعقوبُ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ قالَ: أخبرنا ابنُ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قالَ: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هو متاعُ البيتِ.
- حدَّثني عليٌّ قالَ: ثنا أبو صالحٍ قالَ: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: يمنعونَهم العاريةَ، وهو الماعونُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: اختلفَ الناسُ فِي ذلك، فمنهم مَن قالَ: يمنعونَ الزكاةَ، ومنهم مَن قالَ: يمنعونَ الطاعةَ، ومنهم مَن قالَ: يمنعونَ العاريةَ.
- حدَّثني يعقوبُ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: لم يجئْ أهلُها بعدُ.
- حدَّثني ابنُ المثنَّى قالَ: ثنا محمدٌ قالَ: ثنا شعبةُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قالَ: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: {الْمَاعُونَ} ما يَتَعاطَى الناسُ بينَهم.
- حدَّثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: أخبرنا ابنُ عُليَّةَ قالَ: ثنا ليثٌ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ قالَ: قالَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ: الماعونُ: منْعُ الزكاةِ والفأسِ والدلوِ والقِدرِ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا أبو عاصمٍ النبيلُ قالَ: ثنا سفيانُ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ قالَ: الماعونُ: العاريَّةُ.
- حدَّثني أبو حصينٍ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ يونسَ قالَ: ثنا عَبْثرٌ قالَ: ثنا حصينٌ، عن أبي مالكٍ، فِي قولِ اللَّهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قالَ: الدلوُ والقِدرُ والفأسُ.
- حدَّثنا عمرُو بنُ عليٍّ قالَ: ثنا أبو داودَ قالَ: ثنا أبو عَوانةَ، عن عاصمِ بنِ بَهدلةَ، عن أبي وائلٍ، عن عبدِ اللَّهِ قالَ: كنَّا مع نبيِّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحنُ نقولُ: الماعونُ: منْعُ الدلوِ وأشباهِ ذلكَ.
وقالَ آخرُونَ: الماعونُ: المعروفُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ السُّلَمِيُّ قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا محمدُ بنُ رِفاعةَ قالَ: سمِعْتُ محمدَ بنَ كعبٍ يقولُ: الماعونُ: المعروفُ.
وقالَ آخرُونَ: الماعونُ: هو المالُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني أحمدُ بنُ حربٍ قالَ: ثنا موسى بنُ إسماعيلَ قالَ: ثنا إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن سعيدِ بنِ المسيِّبِ قالَ: الماعونُ بلسانِ قريشٍ: المالُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن ابنِ أبى ذئبٍ، عن الزهريِّ قالَ: الماعونُ بلسانِ قريشٍ: المالُ.
وأوْلَى الأقوالِ فِي ذلك عندَنا بالصوابِ، إذ كانَ الماعونُ هو ما وصفْنَا قبلُ، وكانَ اللَّهُ قد أخبرَ عن هؤلاءِ القومِ، وأنَّهم يمنعونَهُ الناسَ، خبراً عامًّا، من غيرِ أنْ يخُصَّ من ذلك شيئاً، أنْ يُقالَ: إنَّ اللَّهَ وصفَهم بأنَّهم يمنعونَ الناسَ ما يتعاورونَهُ بينَهم، ويمنعونَ أهلَ الحاجةِ والمسكنةِ ما أوجبَ اللَّهُ لهم فِي أموالِهِم من الحقوقِ؛ لأنَّ كلَّ ذلك من المنافعِ التي ينتفعُ بها الناسُ بعضُهم من بعضٍ). [جامع البيان: 24 / 665-678]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن السدي، عن أبي صالح، عن علي، في قوله: {يمنعون الماعون}؛ قال: الزكاة المفروضة). [تفسير مجاهد: 2/ 788]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا المسعودي، عن سلمة بن كهيل، عن أبي العبيدين، عن ابن مسعود، قال: هو منع الفأس والدلو والقدر وما يتعاطى الناس بينهم). [تفسير مجاهد: 2/ 788]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا شيبان، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال كنا نعد الماعون عارية الدلو والقدر والفأس وما تتعاطون بينكم).[تفسير مجاهد: 2/ 788]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: {الماعون}؛ متاع البيت). [تفسير مجاهد: 2 / 788]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «الماعون العارية» صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 585]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالبٍ، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، {ويمنعون الماعون} قال: «هي الزّكاة المفروضة يراءون بصلاتهم ويمنعون زكاتهم» هذا إسنادٌ صحيحٌ مرسلٌ، فإنّ مجاهدًا لم يسمع من عليٍّ "). [المستدرك: 2 / 585]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنّا نعدّ الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدّلو والقدر. أخرجه أبو داود). [جامع الأصول: 2 / 435]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن عبدِ اللهِ - يعني: ابنَ مسعودٍ - قالَ: كنَّا نَعُدُّ الماعونَ على عهدِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الدَّلْوَ والفَأْسَ والقِدْرَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أبو داودَ غيرَ قوْلِه: والفَأْسَ.
رَوَاه البَزَّارُ والطبرانيُّ في الأوسطِ، ورجالُ الطبرانيِّ رجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7 / 143]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، قالتْ لنا أمُّ عَطِيَّةَ: أَمَرَنَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ألاَّ نَمْنَعَ الماعونَ. قلتُ: وما الماعونُ؟ قالتْ: ما يَتَعَاطَاه الناسُ بينَهم.
وفيه عبدُ الرحمنِ بنُ عمرِو بنِ جَبَلَةَ، وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 143]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن ابنِ عبَّاسٍ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قال: العَارِيَّةَ.
روَاه الطبرانيُّ، ورجالُه رجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7 / 143]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّلْوَ، وَالْفَأْسَ، وَالْقِدْرَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ خَلا قَوْلِهِ: وَالْفَأْسَ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ عَاصِمٍ، إِلاَّ أَبُو عَوَانَةَ). [كشف الأستار: 3 / 82-83]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال الحارث: حدثنا داود بن الحلبّر، ثنا ميسرة، عن أبي عائشة، عن يزيد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وابن عباس رضي الله عنهما قالا: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.. فذكر حديثًا طويلًا جدًّا فيه:
«ومن منع الماعون جاره إذا احتاج إليه منعه الله تعالى فضله يوم القيامة. ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه هلك آخر ما عليه، ولا يقبل له عذرٌ»). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 448]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدُويَهْ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}. قَالَ: هُم الْمُنَافِقُونَ, يُرَاؤُونَ النَّاسَ بِصَلاتِهِمْ إِذَا حَضَرُوا وَيَتْرُكُونَهَا إِذَا غَابُوا، وَيَمْنَعُونَهُم العَارِيَّةَ بُغْضاً لَهُمْ, وَهِيَ المَاعُونُ). [الدر المنثور: 15 / 686] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ أَبِي شيبةَ، وَأَبُو دَاوُدَ، والنَّسَائِيُّ، والبزَّارُ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، والطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ، وَابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طُرُقٍ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الماعونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِيَّةَ الدَّلْوِ وَالْقِدْرِ والفَأْسِ وَالمِيزَانِ وَمَا تَتَعَاطَوْنَ بَيْنَكُمْ). [الدر المنثور: 15 / 689]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَحَدَّثُ أَنَّ المَاعُونَ الدَّلْوُ وَالْقِدْرُ وَالفَأْسُ وَلا يُسْتَغْنَى عَنْهُنَّ). [الدر المنثور: 15 / 689-690]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ والطَّبَرَانِيُّ والبَيْهَقِيُّ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: {الْمَاعُونَ} قَالَ: الفَأْسُ وَالْقِدْرُ وَالدَّلْوُ وَنَحْوُهَا). [الدر المنثور: 15 / 690]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَسْتَعِيرُونَ مِن الْمُنَافِقِينَ الدَّلْوَ وَالْقِدْرَ وَالفَأْسَ وَشِبْهَهُ فَيَمْنَعُونَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} ). [الدر المنثور: 15 / 690]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ وَالدَّيْلَمِيُّ وَابْنُ عساكِرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}. قَالَ:
«مَا يُعَاوِنُ النَّاسُ بَيْنَهُم: الْفَأْسُ وَالْقِدْرُ وَالدَّلْوُ وَأَشْبَاهُهُ» ). [الدر المنثور: 15 / 690]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ قُرَّةَ بْنِ دَعْمُوصٍ النُّمَيْرِيِّ أَنَّهُمْ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ:
«لا تَمْنَعُوا الْمَاعُونَ». قَالُوا: وَمَا المَاعُونُ؟ قَالَ:«فِي الْحَجَرِ وَفِي الْحَدِيدَةِ وَفِي الْمَاءِ». قَالُوا: فَأَيُّ الْحَدِيدَةِ؟ قَالَ:«قُدُورُكُمُ النُّحَاسُ وَحَدِيدُ الْفَأْسِ الَّذِي تَمْتَهِنُونَ بِهِ». قَالُوا: ومَا الْحَجَرُ؟ قَالَ:«قُدُورُكُمُ الْحِجَارَةُ» ). [الدر المنثور: 15 / 690]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ البَاوَرْدِيُّ عَن الحَارِثِ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ولا يَمْنَعُهُ الْمَاعُونَ».
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الماعونُ؟
قَالَ:
«فِي الْحَجَرِ وَفِي الْمَاءِ وَفِي الْحَدِيدِ».
قَالُوا: أَيُّ الحديدِ؟
قَالَ:
«قِدْرُ النُّحَاسِ وَحَدِيدُ الْفَأْسِ الَّذِي تَمْتَهِنُونَ بِهِ». قَالُوا: فَمَا هَذَا الحَجَرُ؟ قَالَ: «الْقِدْرُ الَّذِي مِنَ الْحِجَارَةِ» ). [الدر المنثور: 15 / 691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ قَانِعٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ فلانٍ النُّمَيْريِّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ إِذَا لَقِيَهُ حَيَّاهُ بِالسَّلامِ وَيَرُدُّ عَلَيْهِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، لا يَمْنَعُ الْمَاعُونَ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا المَاعُونُ؟ قَالَ:«الْحَجَرُ وَالْحَدِيدُ وَالْمَاءُ وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ» ). [الدر المنثور: 15 / 691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدُويَهْ بسندٍ ضَعِيفٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ: قَالَتْ لَنَا أُمُّ عَطِيَّةَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ألاَّ نَمْنَعَ المَاعُونَ. قُلْتُ: وَمَا المَاعُونُ؟ قَالَتْ: هُوَ مَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ). [الدر المنثور: 15 / 691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شيبةَ وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المَاعُونُ: الفَأْسُ وَالْقِدْرُ وَالدَّلْوُ). [الدر المنثور: 15 / 691-692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ آدَمُ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، والطَّبَرَانِيُّ، والحاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالبَيْهَقِيُّ، والضِّيَاءُ فِي المختارةِ مِنْ طُرُقٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}؛ قَالَ: عَارِيَّةُ مَتَاعِ الْبَيْتِ). [الدر المنثور: 15 / 692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: المَاعُونُ الْعَارِيَّةُ). [الدر المنثور: 15 / 692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وَابْنُ الْمُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن الماعونِ فَقَالَ: هِيَ العارِيَّةُ.
فَقِيلَ: فَمَنْ مَنَعَ مَتَاعَ بَيْتِهِ فَلَهُ الوَيْلُ؟
قَالَ: لا، وَلَكِنْ إِذَا جَمَعَهُنَّ ثَلاثَتَهُنَّ فَلَهُ الويلُ؛ إِذَا سَهَى عَن الصَّلاةِ وَرَاءَى وَمَنَعَ المَاعُونَ). [الدر المنثور: 15 / 692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ والحَاكِمُ والبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: المَاعُونُ الزَّكَاةُ المَفْرُوضَةُ؛ يُرَاؤُونَ بِصَلاتِهِمْ وَيَمْنَعُونَ زَكَاتَهُمْ). [الدر المنثور: 15 / 692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}. قَالَ: أُولَئِكَ الْمُنَافِقُونَ ظَهَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّوْهَا, وَخَفِيَتِ الزَّكَاةُ فَمَنَعُوهَا). [الدر المنثور: 15 / 692-693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}. قَالَ: الزَّكَاةَ). [الدر المنثور: 15 / 693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيَابِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ والطبرانيُّ والبيهقيُّ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: الماعُونُ: الْمَالُ الَّذِي لا يُعْطَى حَقُّهُ.
قُلْتُ لَهُ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: هُوَ مَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ مِن الْخَيْرِ.
قَالَ: ذَلِكَ مَا أَقُولُ لَكَ). [الدر المنثور: 15 / 693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: رأسُ الماعونِ زَكَاةُ الْمَالِ, وَأَدْنَاهُ المُنْخُلُ والدَّلْوُ والإِبْرَةُ). [الدر المنثور: 15 / 693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: المَاعُونُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ الْمَالُ). [الدر المنثور: 15 / 693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شيبةَ عَن الزّهريِّ قَالَ: المَاعُونُ الْمَالُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ). [الدر المنثور: 15 / 693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شيبةَ عَن الضَّحَّاكِ وَابْنِ الحَنَفِيَّةِ قالا: المَاعُونُ الزَّكَاةُ). [الدر المنثور: 15 / 693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: المَاعُونُ الْمَعْرُوفُ). [الدر المنثور: 15 / 694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}. قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: يَمْنَعُونَ الزَّكَاةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: يَمْنَعُونَ الطاعةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: يَمْنَعُونَ العَارِيَةَ). [الدر المنثور: 15 / 694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}؛ قَالَ: مَا جَاءَ هَؤُلاءِ بَعْدُ). [الدر المنثور: 15 / 694]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 05:50 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {أرأيت الّذي يكذّب بالدّين...} وهي في قراءة عبد الله: "أرأيتك الذي"، والكاف صلة تكون ولا تكون، والمعنى واحد). [معاني القرآن: 3 /294]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أرأيت الّذي يكذّب بالدّين} قال: {أرأيت الّذي} تقرأ بالهمز وغير الهمز، [و] هما لغتان، تحذف الهمزة لكثرة استعمال هذه الكلمة). [معاني القرآن: 4 /52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {أرأيت الّذي يكذّب بالدّين (1)} وقرئت "أريت" والاختيار أرأيت بإثبات الهمزة الثانية لأن الهمزة إنّما طرحت للمستقبل في ترى ويرى وأرى. والأصل ترأى ويرأى.
فأمّا رأيت فليس يصح عن العرب فيها ريت. ولكن ألف الاستفهام لما كانت في أول الكلام سهّلت إلقاء الهمزة، والاختيار إثباتها). [معاني القرآن: 5 /367]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يدعّ اليتيم...} من دععت وهو يدعّ: يدفعه عن حقه، ويظلمه. وكذلك: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم}). [معاني القرآن: 3 /294]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فذلك الّذي يدعّ اليتيم} دععته دفعته. وبعضهم يقول: يدع مخففة: يتركه). [مجاز القرآن: 2 /313]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فذلك الّذي يدعّ اليتيم}، وقال: {فذلك الّذي يدعّ اليتيم} يقول: "يدفعه عن حقه" تقول: "دععته" "أدعّه" دعّاً"). [معاني القرآن: 4 /52-53]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الذي يدع اليتيم}: يدفعه). [غريب القرآن وتفسيره: 443]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يدعّ اليتيم}: يدفعه. وكذلك قوله: {يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} [الطور: 13]). [تفسير غريب القرآن: 540]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فذلك الّذي يدعّ اليتيم (2)} معنى يدع في اللغة يدفع، وكذلك قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعّا} أي يدفعون إليها دفعا بعنف، فذلك الّذي يدعّ اليتيم عن حقه. ويقرأ {فذلك الّذي يدع اليتيم} تأويله فذلك الذي لا يعبأ باليتيم ويتركه مهملا). [معاني القرآن: 5 /367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فذلك الذي يدع اليتيم} أي: يدفعه عن حقه من ماله وبره). [ياقوتة الصراط: 597]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أي يدفعه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَدُعُّ}: يدفع). [العمدة في غريب القرآن: 358]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولا يحضّ...} أي: لا يحافظ على إطعام المسكين ولا يأمر به). [معاني القرآن: 3 /294]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولا يحضّ على طعام المسكين (3)} أي لا يطعم المسكين ولا يأمر بإطعامه). [معاني القرآن: 5 /367]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فويلٌ لّلمصلّين...} يعني: المنافقين). [معاني القرآن: 3 /295]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({الّذين هم عن صلاتهم ساهون} يقول: لاهون كذلك فسّرها ابن عباس، وكذلك رأيتها في قراءة عبد الله). [معاني القرآن: 3 /295]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {الّذين هم عن صلاتهم ساهون (5) الّذين هم يراءون (6)} يعني بهذا المنافقون، لأنهم كانوا إنما يراءون بالصلاة إذا هم رآهم المؤمنون صلوا معهم، وإذا لم يروهم لم يصلوا، وقيل هم عن صلاتهم ساهون يؤخرونها عن وقتها، ومن تعمّد تأخيرها عن وقتها حتى يدخل وقت غيرها فالويل له أيضا كما قال اللّه عزّ وجلّ).[معاني القرآن: 5 /367-368]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (فقوله عز وجل: {الّذين هم يراءون...} إن أبصرهم الناس صلّوا، وإن لم يرهم أحد تركوا الصلاة). [معاني القرآن: 3 /295]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {الّذين هم عن صلاتهم ساهون (5) الّذين هم يراءون (6)} يعني بهذا المنافقون، لأنهم كانوا إنما يراءون بالصلاة إذا هم رآهم المؤمنون صلوا معهم، وإذا لم يروهم لم يصلوا، وقيل هم عن صلاتهم ساهون يؤخرونها عن وقتها، ومن تعمّد تأخيرها عن وقتها حتى يدخل وقت غيرها فالويل له أيضا كما قال اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5 /367-368](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُرَاؤُونَ}: يقومون إلى الناس بما ليس فيهم). [العمدة في غريب القرآن: 358]

تفسير قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ويمنعون الماعون...} ...
- وحدثني حبّان بإسناده قال: {الماعون}: المعروف كله حتى ذكر: القصعة، والقدر، والفأس ...
- وحدثني قيس ابن الربيع عن السّدي عن عبد خير عن علي قال: {الماعون}: الزكاة ...
- وحدثني قيس بن الربيع عن خصيف عن مجاهد عن علي رحمه الله بمثله قال: وسمعت بعض العرب يقول: الماعون: هو الماء، وأنشدني فيه:
يمجّ صبيره الماعون صبًا
... ولست أحفظ أوله، الصبير: السحاب). [معاني القرآن: 3 /295]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يمنعون الماعون} هو في الجاهلية كل منفعة وعطية، قال الأعشى:
بأجود منه بماعونه ....... إذا ما سماؤهم لم تغم
والماعون في الإسلام الطاعة والزكاة قال الراعي:
قومٌ على الإسلام لمّا يمنعوا .......ما عونهم ويضيّعوا التنزيلا
- وكانت لي ناقة صفية، فقال لي رجل: لو قد نزلنا لقد صنعت بناقتك صنيعاً تعطيك الماعون أي تنقاد). [مجاز القرآن: 2 /313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الماعون}: كل ما ينتفع به وقالوا الزكاة وقالوا المال). [غريب القرآن وتفسيره: 443]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{الماعون}: الزكاة. ويقال: هو الماء والكلا.[و]
قال الفراء: «يقال: إنه الماء [بعينه]»، وأنشد: يمجّ صبيره الماعون صبّا.
«الصبير»: السحاب). [تفسير غريب القرآن: 540]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ويمنعون الماعون (7)} أي يمنعون ما فيه منفعة.
و(الماعون) في الجاهلية ما فيه منفعة حتى الفأس والدلو والقدر والقدّاحة وكل ما انتفع به من قليل أو كثير.
قال الأعشى:
بأجود منه بماعونه ....... إذا ما سماؤهم لم تغم
والماعون في الإسلام قيل هو الزكاة والطاعة.
قال الراعي:
قومي على الإسلام لمّا يمنعوا ....... ماعونهم ويضيّعوا التّهليلا).
[معاني القرآن: 5 /368]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ):{الماعون} قال ثعلب: اختلف الناس فيه، فقالت طائفة: هو الماء، وقالت طائفة: هو ما يستعار من سفرة وقدوم وجفنة، وقالت طائفة: هو الزكاة، وهو قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، قال ثعلب: وعليه العمل). [ياقوتة الصراط: 597-598]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الْمَاعُونَ} الزّكاة. وقيل: الماء والكلأ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 308]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَاعُونَ}: كل ما انتفع به). [العمدة في غريب القرآن: 358]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 05:52 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الإدغام في المثلين في الانفصال
اعلم أنه إذا التقى حرفان من كلمتين وقبل الأول منهما حرف متحرك، فإن الإدغام وتركه جائزان.
فإن أردت الإدغام أسكنت الأول، وإنما تفعل ذلك استخفاف، لترفع لسانك رفعةً واحدة. كلما كثرت الحركات في الكلمتين ازداد الإدغام حسنا. وذلك قولك: جعلك وإن شئت قلت: جعل لك. وإنما كان ترك الإدغام جائزا في المنفصلين، ولم يجز فيما سواهما مما ذكرت لك، لأن الكلمة الثانية لا تلزم الأولى.
وإنما وجب في المتّصلين للزوم الحرفين، وكذلك تقول: قَدِ محمد، وقدِم محمد و(أرأيت الذي يكذّبّا لدّين) هذا على ما وصفت لك). [المقتضب: 1 /341]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) }

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {أرأيت الّذي يكذّب بالدّين * فذلك الّذي يدعّ اليتيم * ولا يحضّ على طعام المسكين * فويلٌ لّلمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون * الّذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون}
هذا توقيفٌ وتنبيهٌ لتذكر نفس السامع كلّ من تعرفه بهذه الصفة.
وهمز أبو عمرٍو: {أرأيت} - بخلافٍ عنه - ولم يهمزها نافعٌ وغيره.
و(الدّين): الجزاء ثوابًا وعقابًا، والحساب هنا قريبٌ من الجزاء). [المحرر الوجيز: 8/ 695]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ قال تعالى: {فذلك الّذي يدعّ اليتيم} أي: راقب فيه هذه الخلال السيّئة تجدها.
و(دعّ اليتيم): دفعه بعنفٍ، وذلك إما أن يكون المعنى: عن إطعامه والإحسان إليه، وإما أن يكون عن حقّه وماله، فهذا أشدّ.
وقرأ أبو رجاءٍ: (يدع) ـ بفتح الدال خفيفةً ـ بمعنى: لا يحسن إليه). [المحرر الوجيز: 8/ 695]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولا يحضّ على طعام المسكين} أي: لا يأمر بصدقةٍ، ولا يرى ذلك صوابًا). [المحرر الوجيز: 8/ 695]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويروى أن هذه السورة نزلت في بعض المضطرّين في الإسلام بمكة، الذين لم يحقّقوا فيه، وفتنوا فافتتنوا، وكانوا على هذا الخلق من الغشم وغلظ العشرة والفظاظة على المساكين، وربّما كان بعضهم يصلّي أحيانًا مع المسلمين مدافعةً وحيرةً؛ فقال اللّه تعالى فيهم: {فويلٌ للمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون}.
وقال ابن جريجٍ:
«كان أبو سفيان ينحر كلّ أسبوعٍ جزورًا، فجاءه يتيمٌ فقرعه بعصًا؛ فنزلت السورة فيه».
قال سعد بن أبي وقّاصٍ رضي اللّه عنه: سألت النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن الذين هم عن صلاتهم ساهون، قال:
«هم الّذين يؤخّرونها عن وقتها».
يريد صلّى اللّه عليه وسلّم - واللّه تعالى أعلم - تأخير تركٍ وإهمالٍ، وإلى هذا نحا مجاهدٌ.
وقال قتادة: {ساهون} هم التاركون لها، أو هم الغافلون الذين لا يبالي أحدهم صلّى أو لم يصلّ.
وقال عطاء بن يسارٍ: الحمد له الذي قال: {عن صلاتهم} ولم يقل: (في صلاتهم). وفي قراءة ابن معسودٍ: (لاهون) بدل {ساهون}). [المحرر الوجيز: 8/ 695-696]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: {الّذين هم يراؤون} بيانٌ أن صلاة هؤلاء ليست له تعالى بنيّة إيمانٍ، وإنما هي رياءٌ للبشر، فلا قبول لها.
وقرأ ابن أبي إسحاق، وأبو الأشهب: (يرؤّن) مهموزةً مقصورةً مشددة الهمزة، وروى ابن أبي إسحاق: (يرؤن) بغير شدٍّ في الهمزة). [المحرر الوجيز: 8/ 696]

تفسير قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ويمنعون الماعون} وصفٌ لهم بقلّة النفع لعباد اللّه، وتلك شرّ خلّةٍ. وقال عليّ بن أبي طالبٍ وابن عمر -رضي اللّه عنهم- :
«الماعون: الزكاة». قال الرّاعي:
قومٌ على الإسلام لمّا يمنعوا ....... ماعونهم ويضيّعوا التّهليلا
وقال ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه:«هو ما يتعاطاه الناس بينهم؛ كالفأس والدّلو والآنية والمقصّ ونحوه». وقاله الحسن، وقتادة، وابن الحنفيّة، وابن زيدٍ، والضّحّاك، وابن عبّاسٍ.
وقال ابن المسيّب:
«الماعون بلغة قريشٍ: المال». وسئل النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما الشيء الذي لا يحلّ منعه؟ فقال: «الماء، والنّار، والملح». روته عائشة رضي اللّه عنها، وفي بعض الطرق زيادة: «والإبرة، والخمير».
وحكى الفرّاء عن بعض العرب أن الماعون: الماء.
وقال ابن مسعودٍ:
«كنّا نعدّ الماعون على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عاريّة القدر والدّلو ونحوها»). [المحرر الوجيز: 8/ 696-697]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:07 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:07 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
{أرأيت الّذي يكذّب بالدّين * فذلك الّذي يدعّ اليتيم * ولا يحضّ على طعام المسكين * فويلٌ لّلمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون * الّذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون}.
{أرأيت}
يا محمّد، {الّذي يكذّب بالدّين}: وهو المعاد والجزاء والثواب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 493]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فذلك الّذي يدعّ اليتيم}. أي: هو الذي يقهر اليتيم، ويظلمه حقّه، ولا يطعمه، ولا يحسن إليه.
{ولا يحضّ على طعام المسكين}. كما قال تعالى: {كلاّ بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضّون على طعام المسكين}. يعني: الفقير الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 493]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثم قال: {فويلٌ للمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون}. قال ابن عبّاسٍ وغيره: يعني المنافقين الذين يصلّون في العلانية، ولا يصلّون في السّرّ؛ ولهذا قال: {للمصلّين}. أي: الذين هم من أهل الصلاة، وقد التزموا بها ثم هم عنها ساهون؛ إمّا عن فعلها بالكلّيّة كما قاله ابن عبّاسٍ، وإمّا عن فعلها في الوقت المقدّر لها شرعاً، فيخرجها عن وقتها بالكلّيّة، كما قاله مسروقٌ وأبو الضّحى.
وقال عطاء بن دينارٍ:
«الحمد للّه الذي قال: {عن صلاتهم ساهون}. ولم يقل: في صلاتهم ساهون. وإمّا عن وقتها الأول، فيؤخّرونها إلى آخره دائماً أو غالباً، وإمّا عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به، وإمّا عن الخشوع فيها والتّدبّر لمعانيها، فاللّفظ يشمل هذا كلّه».
ولكلّ من اتّصف بشيءٍ من ذلك قسطٌ من هذه الآية، ومن اتّصف بجميع ذلك فقد تمّ نصيبه منها وكمل له النّفاق العمليّ، كما ثبت في الصحيحين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب قرص الشّمس، حتّى إذا كانت بين قرني الشّيطان قام فنقر أربعاً، لا يذكر اللّه فيها إلاّ قليلاً».
فهذه آخر صلاة العصر التي هي الوسطى، كما ثبت به النصّ إلى آخر وقتها، وهو وقت كراهةٍ، ثم قام إليها فنقرها نقر الغراب، لم يطمئنّ، ولا خشع فيها أيضاً؛ ولهذا قال:
«لا يذكر اللّه فيها إلاّ قليلاً».
ولعلّه إنّما حمله على القيام إليها مراءاة الناس، لا ابتغاء وجه اللّه، فهو إذن لم يصلّ بالكلّيّة، قال تعالى: {إنّ المنافقين يخادعون اللّه وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالى يراؤون النّاس ولا يذكرون اللّه إلاّ قليلاً}. وقال هنا: {الّذين هم يراؤون}.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا يحيى بن عبد اللّه بن عبدويه البغداديّ، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن يونس، عن الحسن، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«إنّ في جهنّم لوادياً، تستعيذ جهنّم من ذلك الوادي في كلّ يومٍ أربعمائة مرّةٍ، أعدّ ذلك الوادي للمرائين من أمّة محمّدٍ؛ لحامل كتاب اللّه، وللمصّدّق في غير ذات اللّه، وللحاجّ إلى بيت اللّه، وللخارج في سبيل اللّه».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة قال: كنّا جلوساً عند أبي عبيدة، فذكروا الرّياء؛ فقال رجلٌ يكنّى بأبي يزيد: سمعت عبد اللّه بن عمرٍو يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«من سمّع النّاس بعمله سمّع اللّه به سامع خلقه وحقّره وصغّره».
ورواه أيضاً عن غندرٍ ويحيى القطّان، عن شعبة بن عمرو بن مرّة، عن رجلٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكره.
وممّا يتعلّق بقوله تعالى: {الّذين هم يراؤون}. أنّ من عمل عملاً للّه فأطلع عليه الناس فأعجبه ذلك أنّ هذا لا يعدّ رياءً، والدليل على ذلك ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصليّ في مسنده: حدّثنا هارون بن معروفٍ، حدّثنا مخلد بن يزيد، حدّثنا سعيد بن بشيرٍ، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: كنت أصلّي، فدخل عليّ رجلٌ فأعجبني ذلك، فذكرت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فقال:
«كتب لك أجران: أجر السّرّ، وأجر العلانية».
قال أبو عليٍّ هارون بن معروفٍ:
«بلغني أنّ ابن المبارك قال: «نعم الحديث للمرائين. وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه، وسعيد بن بشيرٍ متوسّطٌ، وروايته عن الأعمش عزيزةٌ، وقد رواه غيره عنه».
قال أبو يعلى أيضاً: حدّثنا محمد بن المثنّى بن موسى، حدّثنا أبو داود، حدّثنا أبو سنانٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه، الرّجل يعمل العمل يسرّه فإذا اطّلع عليه أعجبه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«له أجران: أجر السّرّ، وأجر العلانية».
وقد رواه التّرمذيّ عن محمد بن المثنّى، وابن ماجه عن بندارٍ، كلاهما عن أبي داود الطّيالسيّ، عن أبي سنانٍ الشّيبانيّ، واسمه ضرار بن مرّة، ثم قال التّرمذيّ: غريبٌ. وقد رواه الأعمش وغيره عن حبيبٍ مرسلاً.
وقد قال أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثني أبو كريبٍ، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن شيبان النّحويّ، عن جابرٍ الجعفيّ، حدّثني رجلٌ، عن أبي برزة الأسلميّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا نزلت هذه الآية {الّذين هم عن صلاتهم ساهون}:
«اللّه أكبر! هذا خيرٌ لكم من لو أعطي كلّ رجلٍ منكم مثل جميع الدّنيا، هو الّذي إن صلّى لم يرج خير صلاته، وإن تركها لم يخف ربّه». فيه جابرٌ الجعفيّ، وهو ضعيفٌ، وشيخه مبهمٌ لم يسمّ، واللّه أعلم.
وقال ابن جريرٍ أيضاً: حدّثني زكريّا بن أبانٍ المصريّ، حدّثنا عمرو بن طارقٍ، حدّثنا عكرمة بن إبراهيم، حدّثني عبد الملك بن عميرٍ، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعد بن أبي وقّاصٍ قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن: {الّذين هم عن صلاتهم ساهون}. قال:
«هم الّذين يؤخّرون الصّلاة عن وقتها».
وتأخير الصلاة عن وقتها يحتمل تركها بالكلّيّة، أو صلاتها بعد وقتها شرعاً، أو تأخيرها عن أوّل الوقت، وكذا رواه الحافظ أبو يعلى عن شيبان بن فرّوخٍ، عن عكرمة بن إبراهيم به، ثمّ رواه عن أبي الرّبيع، عن حمّادٍ، عن عاصمٍ، عن مصعبٍ، عن أبيه موقوفاً: (سهوا عنها حتّى ضاع الوقت). وهذا أصحّ إسناداً، وقد ضعّف البيهقيّ رفعه، وصحّح وقفه، وكذلك الحاكم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 493-495]

تفسير قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ويمنعون الماعون}. أي: لا أحسنوا عبادة ربّهم، ولا أحسنوا إلى خلقه حتّى ولا بإعارة ما ينتفع به ويستعان به مع بقاء عينه ورجوعه إليهم، فهؤلاء لمنع الزكاة وأنواع القربات أولى وأولى.
وقد قال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال:
«على الماعون الزّكاة». وكذا رواه السّدّيّ عن أبي صالحٍ، عن عليٍّ. وكذا روي من غير وجهٍ عن ابن عمر، وبه يقول محمّد ابن الحنفيّة وسعيد بن جبيرٍ وعكرمة ومجاهدٌ وعطاءٌ وعطيّة العوفيّ والزّهريّ والحسن وقتادة والضّحّاك وابن زيدٍ.
وقال الحسن البصريّ:
«إن صلّى راءى، وإن فاتته لم يأس عليها، ويمنع زكاة ماله»، وفي لفظٍ: صدقة ماله.
وقال زيد بن أسلم:
«هم المنافقون ظهرت الصلاة فصلّوها، وخفيت الزّكاة فمنعوها».
وقال الأعمش وشعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزّار: أنّ أبا العبيدين سأل عبد اللّه بن مسعودٍ عن الماعون فقال:
«هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس والقدر».
وقال المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين: أنّه سأل ابن مسعودٍ عن الماعون فقال:
«هو ما يتعاطاه الناس بينهم من الفأس والقدر والدّلو وأشباه ذلك».
وقال ابن جريرٍ، حدّثني محمد بن عبيدٍ المحاربيّ، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي العبيدين، وسعد بن عياضٍ عن عبد اللّه قال:
«كنّا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نتحدّث أنّ الماعون: الدّلو والفأس والقدر، لا يستغنى عنهنّ».
وحدّثنا خلاّد بن أسلم، أخبرنا النّضر بن شميلٍ، أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق قال:
«سمعت سعد بن عياضٍ يحدّث عن أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله».
وقال الأعمش، عن إبراهيم، عن الحارث بن سويدٍ، عن عبد اللّه، أنّه سئل عن الماعون فقال:
«ما يتعاوره الناس بينهم؛ الفأس والدّلو وشبهه».
وقال ابن جريرٍ، حدّثنا عمرو بن عليٍّ الفلاّس، حدّثنا أبو داود-هو الطّيالسيّ- حدّثنا أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه قال:
«كنّا مع نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن نقول: الماعون: منع الدّلو وأشباه ذلك».
وقد رواه أبو داود والنّسائيّ، عن قتيبة، عن أبي عوانة بإسناده نحوه، ولفظ النّسائيّ: عن عبد اللّه قال: كلّ معروفٍ صدقةٌ، كنّا نعدّ الماعون على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عاريّة الدّلو والقدر.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه قال:
«الماعون: العواريّ؛ القدر والميزان والدّلو».
وقال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{ويمنعون الماعون}. يعني: متاع البيت»، وكذا قال مجاهدٌ وإبراهيم النّخعيّ وسعيد بن جبيرٍ وأبو مالكٍ وغير واحدٍ: أنّها العاريّة للأمتعة.
وقال ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ويمنعون الماعون}. قال:
«لم يجئ أهلها بعد».
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {ويمنعون الماعون}. قال:
«اختلف الناس في ذلك»، فمنهم من قال: يمنعون الزكاة. ومنهم من قال: يمنعون الطاعة. ومنهم من قال: يمنعون العاريّة. رواه ابن جريرٍ، ثم روى عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن عليّة، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ: الماعون: منع النّاس الفأس والقدر والدّلو.
وقال عكرمة:
«رأس الماعون زكاة المال، وأدناه المنخل والدّلو والإبرة»، رواه ابن أبي حاتمٍ.
وهذا الذي قاله عكرمة حسنٌ؛ فإنّه يشمل الأقوال كلّها، ويرجع كلّها إلى شيءٍ واحدٍ وهو ترك المعاونة بمالٍ أو منفعةٍ، ولهذا قال محمد بن كعبٍ: {ويمنعون الماعون}. قال: المعروف؛ ولهذا جاء في الحديث:
«كلّ معروفٍ صدقةٌ».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا وكيعٌ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن الزّهريّ: {ويمنعون الماعون}. قال: بلسان قريشٍ: المال.
وروى ههنا حديثاً غريباً في إسناده ومتنه؛ فقال: حدّثنا أبي، وأبو زرعة، قالا: حدّثنا قيس بن حفصٍ الدّارميّ، حدّثنا دلهم بن دهثمٍ العجليّ، حدّثنا عائذ بن ربيعة النّميريّ، حدّثني قرّة بن دعموصٍ النّميريّ، أنّهم وفدوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: يا رسول اللّه، ما تعهد إلينا؟ قال:
«لا تمنعوا الماعون». قالوا: يا رسول اللّه، وما الماعون؟ قال: «في الحجر وفي الحديدة وفي الماء». قالوا: فأيّ الحديدة؟ قال:«قدوركم النّحاس، وحديد الفأس الّذي تمتهنون به». قالوا: ما الحجر؟ قال: «قدوركم الحجارة».
غريبٌ جدًّا، ورفعه منكرٌ، وفي إسناده من لا يعرف، واللّه أعلم.
وقد ذكر ابن الأثير في الصحابة ترجمة عليٍّ النّميريّ فقال: روى ابن قانعٍ بسنده إلى عائذ بن ربيعة بن قيسٍ النّميريّ، عن عليّ بن فلانٍ النّميريّ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:
«المسلم أخو المسلم، إذا لقيه حيّاه بالسّلام، ويردّ عليه ماهو خيرٌ منه، لا يمنع الماعون». قلت: يا رسول اللّه، ما الماعون؟ قال: «الحجر والحديد وأشباه ذلك» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 495-497]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة