العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزمر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:05 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الزمر الآيات من [68-70]

سورة الزمر


ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:44 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن سليمان عن بشر بن شقاف التميمي عن عبد الله ابن عمرو عن النبي في قوله ونفخ في الصور قال النبي هو قرن ينفخ فيه وكان قتادة يقول هي الصور يعني صور الناس كلهم نفخ فيها كلها). [تفسير عبد الرزاق: 2/175]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن الأعمش عن العوفي عن أبي سعيد الخدري في قوله ونفخ في الصور أن النبي قال كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم صور وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر). [تفسير عبد الرزاق: 2/175]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال إنه استثنى وما تبقى أحد إلا قد مات وقد استثنى الله والله أعلم بثنياه). [تفسير عبد الرزاق: 2/175]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن مبارك وغيره عن شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن رجل عن سعيد بن جبير في قوله فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال هم الشهداء ثنية الله حول العرش متقلدي السيوف). [تفسير عبد الرزاق: 2/175]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال هم الشهداء ثنية الله حول العرش متقلدي السيوف). [تفسير عبد الرزاق: 2/175]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا شريكٌ، عن السّدّيّ، عن أبي حكيمٍ البارقيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه} قال: نفخ فيه أوّل نفخةٍ فصاروا عظامًا ورفاتًا، ثمّ نفخ فيه الثّانية، فإذا هم قيامٌ ينظرون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 243]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض، إلّا من شاء اللّه، ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون}
- حدّثني الحسن، حدّثنا إسماعيل بن خليلٍ، أخبرنا عبد الرّحيم، عن زكريّاء بن أبي زائدة، عن عامرٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّي أوّل من يرفع رأسه بعد النّفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلّقٌ بالعرش، فلا أدري أكذلك كان أم بعد النّفخة»
- حدّثنا عمر بن حفصٍ، حدّثنا أبي قال: حدّثنا الأعمش، قال: سمعت أبا صالحٍ، قال: سمعت أبا هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «بين النّفختين أربعون» قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا، قال: أبيت، قال: أربعون سنةً، قال: أبيت، قال: أربعون شهرًا، قال: «أبيت ويبلى كلّ شيءٍ من الإنسان، إلّا عجب ذنبه، فيه يركّب الخلق»). [صحيح البخاري: 6/126]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلّا من شاء اللّه)
اختلف في تعيين من استثنى اللّه وقد لمّحت بشيءٍ من ذلك في ترجمة موسى من أحاديث الأنبياء
- قوله حدّثني الحسن كذا في جميع الرّوايات غير منسوبٍ فجزم أبو حاتمٍ سهل بن السّريّ الحافظ فيما نقله الكلاباذيّ بأنّه الحسن بن شجاعٍ البلخيّ الحافظ وهو أصغر من البخاريّ لكن مات قبله وهو معدودٌ من الحفّاظ ووقع في المصافحة للبرقانيّ أنّ البخاريّ قال في هذا الحديث حدّثنا الحسين بضمّ أوّله مصغّرٌ ونقل عن الحاكم أنّه الحسين بن محمّدٍ القبّانيّ فاللّه أعلم وإسماعيل بن الخليل شيخه من أوساط شيوخ البخاريّ وقد نزل البخاريّ في هذا الإسناد درجتين لأنّه يروى عن واحدٍ عن زكريّا بن أبي زائدة وهنا بينهما ثلاثة أنفسٍ قوله أخبرنا عبد الرّحيم هو بن سليمان وعامرٌ هو الشّعبيّ قوله إنّي من أوّل من يرفع رأسه تقدّم شرحه مستوفًى في ترجمة موسى من أحاديث الأنبياء قوله أم بعد النفخة نقل بن التّين عن الدّاوديّ أنّ هذه اللّفظة وهمٌ واستند إلى أنّ موسى ميّتٌ مقبورٌ فيبعث بعد النّفخة فكيف يكون مستثنًى وقد تقدّم بيان وجه الرّدّ عليه في هذا بما يغني عن إعادته وللّه الحمد.
- قوله ما بين النّفختين تقدّم في أحاديث الأنبياء الرّدّ على من زعم أنّها أربع نفخاتٍ وحديث الباب يؤيّد الصّواب قوله أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يومًا لم أقف على اسم السّائل قوله أبيت بموحّدةٍ أي امتنعت عن القول بتعيين ذلك لأنّه ليس عندي في ذلك توقيفٌ ولابن مردويه من طريق أبي بكر بن عيّاشٍ عن الأعمش في هذا الحديث فقال أعييت من الإعياء وهو التّعب وكأنّه أشار إلى كثرة من يسأله عن تبيين ذلك فلا يجيبه وزعم بعض الشّرّاح أنّه وقع عند مسلمٍ أربعين سنةً ولا وجود لذلك نعم أخرج بن مردويه من طريق سعيد بن الصّلت عن الأعمش في هذا الإسناد أربعون سنةً وهو شاذ ومن وجه ضعيف عن بن عبّاسٍ قال ما بين النّفخة والنّفخة أربعون سنةً ذكره في أواخر سورة ص وكأنّ أبا هريرة لم يسمعها إلّا مجملةً فلهذا قال لمن عيّنها له أبيت وقد أخرج بن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال بين النّفختين أربعون قالوا أربعون ماذا قال هكذا سمعت وقال بن التّين ويحتمل أيضًا أن يكون علم ذلك لكن سكت ليخبرهم في وقتٍ أو اشتغل عن الإعلام حينئذٍ ووقع في جامع بن وهبٍ أربعين جمعةً وسنده منقطعٌ قوله ويبلى كلّ شيءٍ من الإنسان إلّا عجب ذنبه فيه يركّب الخلق في رواية مسلمٍ ليس من الإنسان شيءٌ إلّا يبلى إلّا عظمًا واحدًا الحديث وأفرد هذا القدر من طريق أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلفظ كل بن آدم يأكله التّراب إلّا عجب الذّنب منه خلق ومنه يركّب وله من طريق همّامٍ عن أبي هريرة قال إنّ في الإنسان عظمًا لا تأكله الأرض أبدًا فيه يركّب يوم القيامة قالوا أيّ عظمٍ هو قال عجب الذّنب وفي حديث أبي سعيدٍ عند الحاكم وأبي يعلى قيل يا رسول اللّه ما عجب الذّنب قال مثل حبّة خردلٍ والعجب بفتح المهملة وسكون الجيم بعدها موحّدةٌ ويقال له عجمٌ بالميم أيضًا عوض الباء وهو عظمٌ لطيفٌ في أصل الصّلب وهو رأس العصعص وهو مكان رأس الذّنب من ذوات الأربع وفي حديث أبي سعيدٍ الخدريّ عند بن أبي الدّنيا وأبي داود والحاكم مرفوعًا إنّه مثل حبّة الخردل قال بن الجوزيّ قال بن عقيلٍ للّه في هذا سرٌّ لا يعلمه إلّا اللّه لأنّ من يظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى شيءٍ يبني عليه ويحتمل أن يكون ذلك جعل علامةً للملائكة على إحياء كلّ إنسانٍ بجوهره ولا يحصل العلم للملائكة بذلك إلّا بإبقاء عظم كلّ شخصٍ ليعلم أنّه إنّما أراد بذلك إعادة الأرواح إلى تلك الأعيان الّتي هي جزءٌ منها ولولا إبقاء شيءٍ منها لجوّزت الملائكة أنّ الإعادة إلى أمثال الأجساد لا إلى نفس الأجساد وقوله في الحديث ويبلى كلّ شيءٍ من الإنسان يحتمل أن يريد به يفنى أي تعدم أجزاؤه بالكلّيّة ويحتمل أن يراد به يستحيل فتزول صورته المعهودة فيصير على صفة جسم التّراب ثمّ يعاد إذا ركّبت إلى ما عهد وزعم بعض الشّرّاح أنّ المراد أنّه لا يبلى أي يطول بقاؤه لا أنّه لا يفنى أصلًا والحكمة فيه أنّه قاعدة بدء الإنسان وأسّه الّذي ينبني عليه فهو أصلب من الجميع كقاعدة الجدار وإذا كان أصلب كان أدوم بقاءً وهذا مردودٌ لأنّه خلاف الظّاهر بغير دليلٍ وقال العلماء هذا عامٌّ يخصّ منه الأنبياء لأن الأرض لا تأكل أجسادهم وألحق بن عبد البرّ بهم الشّهداء والقرطبيّ المؤذّن المحتسب قال عياض فتأويل الخبر وهو كل بن آدم يأكله التّراب أي كل بن آدم ممّا يأكله التّراب وإن كان التّراب لا يأكل أجسادًا كثيرةً كالأنبياء قوله إلّا عجب ذنبه أخذ بظاهره الجمهور فقالوا لا يبلى عجب الذّنب ولا يأكله التّراب وخالف المزنيّ فقال إلّا هنا بمعنى الواو أي وعجب الذّنب أيضًا يبلى وقد أثبت هذا المعنى الفرّاء والأخفش فقالوا ترد إلّا بمعنى الواو ويردّ ما انفرد به المزنيّ التّصريح بأنّ الأرض لا تأكله أبدًا كما ذكرته من رواية همّامٍ وقوله في رواية الأعرج منه خلق يقتضي أنّه أوّل كلّ شيءٍ يخلق من الآدميّ ولا يعارضه حديث سلمان أنّ أوّل ما خلق من آدم رأسه لأنّه يجمع بينهما بأنّ هذا في حقّ آدم وذاك في حقّ بنيه أو المراد بقول سلمان نفخ الرّوح في آدم لا خلق جسده). [فتح الباري: 8/552-553]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله تعالى: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون} (الزمر: 68)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ونفخ في الصّور} ، الآية. قوله: (في الصّور) ، هو قرن ينفخ فيه، هكذا رواه ابن عمر رضي الله عنهما، عن النّبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (فصعق) ، أي: مات من في السّموات ومن في الأرض. قوله: (إلّا من شاء الله) ، اختلفوا فيه، فقيل: هم الشّهداء عن أبي هريرة أن النّبي صلى الله عليه وسلم سأل جبرل عن هذه الآية {من أولئك الّذين لم يشأ الله قال هو الشّهداء) متقلدين أسيافهم حول العرش، وقيل: هم جبريل وميكائيل وإسرافيل، رواه أنس عن النّبي صلى الله عليه وسلم، وعن كعب الأحبار: هم إثنا عشر: حملة العرش ثمانية وجبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، وعن الضّحّاك: هم رضوان والحور العين ومالك والزبانية، وعن الحسن: {إلاّ من شاء الله} يعني: الله وحده، وقيل: عقارب النّار وحياتها. قوله: (ثمّ نفخ فيه أخرى) أي: ثمّ نفخ في الصّور نفخة أخرى. قوله: (فإذا هم قيام) ، أي: من قبورهم (ينظرون) إلى البعث، وقيل: ينظرون أمر الله تعالى فيهم.
- حدّثني الحسن حدّثنا إسماعيل بن خليلٍ أخبرنا عبد الرّحيم عن زكريّاء بن أبي زائدة عن عامرٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إنّي أوّل من يرفع رأسه بعد النّفخة الآخرة فإذا أنا بموسى متعلّقٌ بالعرش فلا أدري أكذلك كان أم بعد النّفخة..
مطابقته للتّرجمة تؤخذ من قوله: بعد النفخة الآخرة. والحسن، كذا وقع غير منسوب في جميع الرّوايات، وذكر في كتاب (رجال الصّحيحين) : كان سهل بن السّري الحافظ يقول: إن الحسن بن شجاع أبو عليّ الحافظ البلخي، فإن كان هو فإنّه مات يوم الاثنين النّصف من شوّال سنة أربع وأربعين ومائتين، وهو ابن تسع وأربعين. قلت: فعلى هذا هو أصغر من البخاريّ ومات قبله، وكان سهل بن السّري أيضا يقول: إنّه الحسن بن محمّد الزّعفراني عندي. قلت: الحسن بن محمّد بن الصّباح أبو عليّ الزّعفراني، روى عنه البخاريّ في غير موضع، مات يوم الإثنين لثمان بقين من رمضان سنة ستّين ومائتين، ووقع في كتاب البرقاني أن البخاريّ قال، هذا في حديث: حدثنا الحسين، بضم أوله مصغرًا، ونقل عن الحاكم أنه الحسين بن محمّد القباني، وإسماعيل ابن خليل أبو عبد الله الخزاز الكوفي وهو من مشايخ البخاريّ ومسلم أيضا وقال البخاريّ جاءنا نعيه سنة خمسة وعشرين ومائتين، وعبد الرّحيم هو ابن سليمان أبو عليّ الرّازيّ سكن الكوفة، وزكرياء بن أبي زائدة بن ميمون الهمداني الأعمى الكوفي أبو يحيى، واسم أبي زائدة خالد، ويقال: هبيرة، مات سنة تسع وأربعين ومائة، وعامر هو ابن شراحيل الشّعبيّ.
والحديث قد مضى مطولا في أول: باب الإشخاص، ومضى أيضا في أحاديث الأنبياء عليهم السّلام، في: باب وفاة موسى.
قوله: (بعد النفخة الآخرة) ، وهي نفخة الإحياء، والنفخة الأولى نفخة الإماتة. قوله: (فلا أدري أكذلك كان) ، أي: أنه لم يمت عند النفخة الأولى، واكتفى بصعقة الطّور أم أحيى بعد النفخة الثّانية قبلي، وتعلق بالعرش؟ هكذا فسره الكرماني، والتّحقيق في هذا الموضع أن يقال: إن حديث أبي هريرة الّذي مضى في الإشخاص: أن النّاس يصعقون يوم القيامة فيصعق معهم النّبي صلى الله عليه وسلم، فيكون النّبي أول من يفيق، فإذا أفاق يرى موسى عليه السّلام، متعلقا بالعرش ولا يدري أنه كان فيمن صعق فأفاق قبله صلى الله عليه وسلم أو كان ممّن استثنى الله عز وجل، وهذا الّذي ذكرناه مضمون ذلك الحديث الّذي أخرجه في الإشخاص وفي أحاديث الأنبياء عليهم السّلام.
- حدّثنا عمر بن حفص حدّثنا أبي قال حدّثنا الأعمش قال سمعت أبا صالحٍ قال سمعت أبا هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال ما بين النّفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوماً قال أبيت قال أربعون سنةً قال أبيت قال أربعون شهراً قال أبيت وسيبلى كلّ شيءٍ من الإنسان إلاّ عجب ذنبه فيه يركّب الخلق.
(انظر الحديث 4814 طرفه في: 4935) .
مطابقته للتّرجمة من حيث اشتماله على النفخ. وشيخ البخاريّ يروي عن أبيه حفص بن غياث بن طلق النّخعيّ الكوفي قاضيها، وهو يروي عن سلميان الأعمش عن أبي صالح ذكوان السمان.
قوله: (ما بين النفختين) وهما النفخة الأولى والنفخة الثّانية. قوله: (قالوا) ، أي: أصحاب أبي هريرة. قوله: (أبيت) من الإباء وهو الامتناع أي: امتنعت من تعيين ذلك بالأيّام والسنين والشهور، لأنّه لم يكن عنده علم بذلك، وقال بعضهم: وزعم بعض الشّرّاح أنه وقع عند مسلم: أربعين سنة، ولا وجود لذلك. انتهى. قلت: إن كان مراده من بعض الشّرّاح صاحب (التّوضيح) : فهو لم يقل كذلك، وإنّما قال: وقد جاءت مفسرة في رواية غيره في غير مسلم: أربعون سنة، وأشار به إلى ما رواه ابن مردويه من طريق سعيد بن الصّلت عن الأعمش في هذا الإسناد: أربعون سنة، وهو شاذ، ومن وجه ضعيف عن ابن عبّاس، قال: ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة. قوله: (وسيبلى) أي: سيخلق، من: بلى الثّوب يبلي بلى بكسر الباء، فإن فتحتها مددتها. وأبليت الثّوب. قوله: (إلاّ عجب ذنبه) ، بفتح العين المهملة وسكون الجيم، وهو أصل الذّنب وهو عظم لطيف في أصل الصلب، وهو رأس العصعص، وروى ابن أبي الدّنيا في كتاب (البعث) من حديث أبي سعيد الخدريّ، قيل: يا رسول الله! ما العجب؟ قال: مثل حبّة خردل. انتهى. ويقال له: عجم، بالميم كلاب ولازم، وهو أول مخلوق من الآدميّ، وهو الّذي يبقى ليركب عليه الخلق، وفائدة إبقاء هذا العظم دون غيره ما قاله ابن عقيل: لله عز وجل في هذا سر لا نعلمه لأن من يظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى أن يكون لفعله شيء يبنى عليه ولا خميرة، فإن علل هذا يتجوز أن يكون الباري جلت عظمته جعل ذلك علامة للملائكة، على أن يحيى كل إنسان بجواهره بأعيانها ولا يحصل العلم للملائكة بذلك إلاّ بإبقاء عظم كل شخص ليعلم أنه إنّما أراد بذلك إعادة الأرواح إلى تلك الأعيان الّتي هي جزءا منها، كما أنه لما مات عزيرًا عليه الصّلاة والسّلام، وحماره، أبقى عظام الحمار فكساها ليعلم أن ذلك المنشى ذلك الحمار لا غيره، ولولا إبقاء شيء لجوزت الملائكة أن تكون الإعادة للأرواح إلى أمثال الأجساد لا إلى أعيانها. فإن قلت: في (الصّحيح) يبلى كل شيء من الإنسان، وهنا يبلى إلاّ عجب الذّنب؟ قلت: هذا ليس بأول عام خص. ولأباول مجمل فصل، كما نقول: إن هذين الحديثين خص منهما الأنبياء عليهم السّلام، لأن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجسادهم وألحق ابن عبد البر الشّهداء بهم، والقرطبي المؤذّن المحتسب. فإن قلت: ما الحكمة في تخصيص العجب بعدم البلى دون غيره؟ قلت: لأن أصل الخلق منه ومنه يركب، وهو قاعدة بدء الإنسان وأسه الّذي يبنى عليه، فهو أصلب من الجميع كقاعدة الجدار، وقال بعضهم: زعم بعض الشّرّاح أن المراد بأنّه لا يبلى أي: يطول بقاؤه لا أنه لا يبلى أصلا، وهذا مردود لأنّه خلاف الظّاهر بغير دليل. انتهى. قلت: بعض الشّرّاح هذا هو شارح (المصابيح) الّذي يسمى شرحه مظهرا، وليس هو شارح البخاريّ، وليس هو بمنفرد بهذا القول، وبه قال المزنيّ أيضا، فإنّه قال: إلاّ، هنا بمعنى الواو، أي: وعجب الذّنب أيضا يبلى، وجاء عن الفراء والأخفش: مجيء إلاّ بمعنى الواو، لكن هذا خلاف الظّاهر، وكيف لا وقد جاء عن أبي هريرة من طريق همام عنه: أن للإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا، فيه يركب يوم القيامة؟ قالوا: أي عظم هو؟ قال: عجب الذّنب، رواه مسلم. قوله: (فيه يركب الخلق) ، لا يعارضه حديث سلمان: إن أول ما خلق من آدم رأسه، لأن هذا في حق آدم وذاك في حق بنيه، وقيل: المراد بقول سليمان: نفخ الرّوح في آدم لا خلق جسده). [عمدة القاري: 19/145-147]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون}
(باب قوله) تعالى: ({ونفخ في الصور}) النفخة الأولى وقرأ الحسن بفتح الواو وجمع صورة وفيه رد على ابن عطية حيث قال إن الصور هنا يتعين أن يكون القرن ولا يجوز أن يكون جمع صورة ({فصعق من في السماوات ومن في الأرض}) خرّ ميتًا أو مغشيًّا عليه ({إلا من شاء الله}) متصل والمستثنى قيل جبريل وميكائيل وإسرافيل فإنهم يموتون بعد وقيل حملة العرش وقيل رضوان والحور والزبانية وقال الحسن: الباري تعالى فالاستثناء منقطع وفيه نظر من حيث قوله: {من في السماوات ومن في الأرض} فإنه لا يتحيز ({ثم نفخ فيه أخرى}) هي القائمة مقام الفاعل وهي في الأصل صفة لمصدر محذوف أي نفخة أخرى أو القائم مقامه الجار ({فإذا هم قيام}) قائمون من قبورهم حال كونهم ({ينظرون}) [الزمر: 68] البعث أو أمر الله فيهم واختلف في الصعقة فقيل إنها غير الموت لقوله تعالى في موسى: {وخرّ موسى صعقًا} [الأعراف: 143] وهو لم يمت فهذه النفخة تورث الفزع الشديد وحينئذٍ، فالمراد من نفخ الصعقة ونفخ الفزع واحد وهو المذكور في النمل في قوله تعالى: {ونفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض} [النمل: 87] وعلى هذا فنفخ الصور مرتان فقط وقيل الصعقة الموت فالمراد بالفزع كيدودة الموت من الفزع وشدة الصوت فالنفخة ثلاث مرات نفخة الفزع المذكورة في النمل ونفخة الصعق ونفخة القيام وسقط باب لغير أبي ذر وله ثم نفخ فيه أخرى إلى آخره.
- حدّثني الحسن، حدّثنا إسماعيل بن خليلٍ، أخبرنا عبد الرّحيم عن زكريّا بن أبي زائدة عن عامرٍ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «إنّي أوّل من يرفع رأسه بعد النّفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلّقٌ بالعرش فلا أدري، أكذلك كان أم بعد النّفخة».
وبه قال: (حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا (الحسن) غير منسوب وقد جزم أبو حاتم سهل بن السري الحافظ فيما نقله الكلاباذي بأنه الحسن بن شجاع البلخي الحافظ قال: (حدّثنا إسماعيل بن خليل) الكوفي وهو من مشايخ المؤلّف قال: (أخبرنا عبد الرحيم) بن سليمان الرازي سكن الكوفة (عن زكريا بن أبي زائدة) بن ميمون الهمداني الأعمى الكوفي (عن عامر) هو ابن شراحيل الشعبي (عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) أنه (قال):
(إني أوّل) ولأبي ذر من أوّل (من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة) بمد الهمزة (فإذا أنا بموسى) عليه السلام (متعلق بالعرش فلا أدري أكذلك كان) أي أنه لم يمت عند النفخة الأولى واكتفى بصعقة الطور (أم) أحيي (بعد النفخة) الثانية قبلي وتعلق بالعرش كذا قرره الكرماني وقال الداودي فيما حكاه السفاقسي قوله أكذلك الخ وهم لأن موسى مقبور ومبعوث بعد النفخة فكيف يكون ذلك قبلها اهـ.
وأجيب: بأن في حديث أبي هريرة السابق في الأشخاص فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أوّل من يفيق فإذا موسى باطش جانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله أي فلم يصعق والمراد بالصعق غشي يلحق من سمع صوتًا أو رأى شيئًا ففزع منه وقد وقع التصريح في هذه الرواية بالإفاقة بعد النفخة الثانية.
وأما ما وقع في حديث أبي سعيد فإن الناس يصعقون فأكون أول من تنشقّ عنه الأرض فيمكن الجمع بأن النفخة الأولى يعقبها الصعق من جميع الخلق أحيائهم وأمواتهم وهو الفزع ما وقع في النمل ففزع من في السماوات ومن في الأرض، ثم يعقب ذلك الفزع للموتى زيادة فيما هم فيه وللأحياء موتًا، ثم ينفخ الثانية للبعث فيفيقون أجمعون فمن كان مقبورًا انشقت عنه الأرض فخرج من قبره ومن ليس بمقبور لا يحتاج إلى ذلك، وقد ثبت أن موسى ممن قبر في الحياة الدنيا كما في مسلم أن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: "مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلّي في قبره". أخرجه عقب حديث أبي هريرة وأبي سعيد.
وقد استشكل كون جميع الخلق يصعقون مع أن الموتى لا إحساس لهم فقيل: المراد أن الذين يصعقون هم الأحياء، وأما الموتى فهم في الاستثناء في قوله: إلا من شاء الله أي إلا من سبق له الموت قبل ذلك فإنه لا يصعق وإلى هذا جنح القرطبي، ولا يعارضه ما ورد في الحديث أن موسى ممن استثنى الله لأن الأنبياء أحياء عند الله وإن كانوا في صورة الأموات بالنسبة إلى أهل الدنيا.
وقال عياض: يحتمل أن يكون المراد صعقة فزع بعد البعث حين تنشق السماء والأرض وتعقبه القرطبي بأنه -صلّى اللّه عليه وسلّم- صرح بأنه حين يخرج من قبره يلقى موسى وهو متعلق بالعرش، وهذا إنما هو عند نفخة البعث اهـ.
ويرده قوله صريحًا كما تقدم أن الناس يصعقون فأصعق معهم الخ قاله في الفتح.
- حدّثنا عمر بن حفصٍ، حدّثنا أبي. حدّثنا الأعمش قال سمعت أبا صالحٍ قال: سمعت أبا هريرة عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «بين النّفختين أربعون»، قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت قال أربعون سنةً قال أبيت قال: أربعون شهرًا: قال أبيت، ويبلى كلّ شيءٍ من الإنسان إلاّ عجب ذنبه فيه يركّب الخلق. [الحديث 4814 - طرفه في: 4935].
وبه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد (عمر بن حفص) بضم العين قال: (حدّثنا) ولأبي ذر قال: قال (أبي) حفص بن غياث بن طلق النخعي الكوفي قال: (حدّثنا الأعمش) سليمان بن مهران (قال: سمعت أبا صالح) ذكوان السمان (قال سمعت أبا هريرة) -رضي الله عنه- (عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) أنه (قال): (بين النفختين) ولأبي ذر عن الكشميهني ما بين النفختين أي نفخة الإماتة ونفخة البعث (أربعون، قالوا) أي أصحاب أبي هريرة ولم يعرف الحافظ ابن حجر اسم أحد منهم (يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال) أبو هريرة (أبيت) بموحدة أي امتنعت عن تعيين ذلك (قال) أي السائل (أربعون سنة؟ قال) أبو هريرة: (أبيت. قال) السائل: (أربعون شهرًا؟ قال) أبو هريرة (أبيت) أي امتنعت عن تعيين ذلك لأني لا أدري الأربعين الفاصلة بين النفختين أيام أم سنون أم شهور، وعند ابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال بين النفختين أربعون قالوا أربعون ماذا؟ قال: هكذا سمعت وعنده أيضًا من وجه ضعيف عن ابن عباس قال بين النفختين أربعون سنة، وعند ابن المبارك عن الحسن مرفوعًا بين النفختين أربعون سنة يميت الله تعالى بها كل حيّ والأخرى يحيي الله تعالى بها كل ميت، وقال الحليمي: اتفقت الروايات على أن بين النفختين أربعين سنة، وفي جامع ابن وهب أربعين جمعة وسنده منقطع.
(ويبلى) بفتح أوّله أي يفنى (كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه) بفتح العين المهملة وسكون الجيم بعدها موحدة ويقال عجم بالميم أيضًا وهو عظيم لطيف في أصل الصلب وهو رأس العصعص بين الأليتين وعند أبي داود والحاكم وابن أبي الدنيا من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا أنه مثل حبة الخردل ولمسلم من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب (فيه يركب الخلق).
ولمسلم أيضًا من طريق همام عن أبي هريرة أن في الإنسان عظمًا لا تأكله الأرض أبدًا فيه يركب يوم القيامة. قال: أي عظم؟ قال: عجب الذنب وهو يرد على المزني حيث قال: إن إلاّ هنا بمعنى الواو أي وعجب الذنب أيضًا يبلى.
وقوله: يبلى كل شيء من الإنسان عامّ يخصّ منه الأنبياء لأن الأرض لا تأكل أجسادهم، وقد ألحق ابن عبد البر بهم الشهداء والقرطبي المؤذن المحتسب). [إرشاد الساري: 7/322-323]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن مطرّفٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل توكّلنا على الله ربّنا وربّما قال سفيان: على الله توكّلنا.
هذا حديثٌ حسنٌ). [سنن الترمذي: 5/226]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أحمد بن منيعٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا سليمان التّيميّ، عن أسلم العجليّ، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد الله بن عمرٍو قال: قال أعرابيٌّ: يا رسول الله ما الصّور؟ قال: قرنٌ ينفخ فيه.
هذا حديثٌ حسنٌ إنّما نعرفه من حديث سليمان التّيميّ). [سنن الترمذي: 5/226]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، قال: حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال يهوديٌّ بسوق المدينة: لا والّذي اصطفى موسى على البشر، قال: فرفع رجلٌ من الأنصار يده فصكّ بها وجهه، قال: تقول هذا وفينا نبيّ الله صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون} فأكون أوّل من رفع رأسه، فإذا موسى آخذٌ بقائمةٍ من قوائم العرش، فلا أدري أرفع رأسه قبلي، أم كان ممّن استثنى اللّه؟ ومن قال: أنا خيرٌ من يونس بن متّى فقد كذب.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/226]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات}
- أخبرنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا عبد الله، عن سليمان، وأخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سليمان التّيميّ، عن أسلم، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: سأل أعرابيٌّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما الصّور؟، قال سويدٌ: جاء أعرابيٌّ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما الصّور؟ قال: «قرنٌ ينفخ فيه»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/241]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلّا من شاء الله}
- أخبرنا محمّد بن عبد الرّحيم، عن يونس بن محمّدٍ، قال: حدّثنا إبراهيم، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، وعبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تخيّروني على موسى، فإنّ النّاس يصعقون يوم القيامة فأكون أوّل من يفيق، فإذا موسى باطشٌ بجانب العرش، فلا أدري أصعق فأفاق قبلي، أم كان ممّن استثنى الله»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/242]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ثمّ نفخ فيه أخرى}
- أخبرنا موسى، قال: أخبرنا الحسن بن محمّدٍ، عن شبابة، قال: أخبرني عبد العزيز، عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " لا تفضّلوا بين أنبياء الله، فإنّه ينفخ في الصّور، فيصعق من في السّموات ومن في الأرض إلّا من شاء الله، ثمّ ينفخ فيه مرّةً أخرى فأكون أوّل من بعث، فإذا موسى عليه السّلام آخذٌ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطّور، أو بعث قبلي، ولا أقول: إنّ أحدًا أفضل من يونس بن متّى "
- أخبرنا أحمد بن حربٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بين النّفختين أربعون»، قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟، قال: أبيت، قالوا: أربعون شهرًا؟، قال: أبيت، قالوا: أربعون سنةً؟، قال: أبيت، قال: «ثمّ ينزل الله من السّماء ماءً، فينبتون كما ينبت البقل»، قال: «وليس من الإنسان شيءٌ إلّا يبلى إلّا عظمٌ واحدٌ وهو عجب الذّنب»، قال: وفيه يركّب الخلق يوم القيامة "
- أخبرنا محمّد بن حاتمٍ، قال: حدّثنا حبّان، قال: أخبرنا عبد الله، عن أفلح بن سعيدٍ، قال: سمعت عبد الله بن رافعٍ، يذكر، أنّ أمّ سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ على المنبر وهو يقول: «يا أيّها النّاس»، قالت: وهي تمتشط، فلفّت رأسها وقامت من وراء حجرتها، فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " يا أيّها النّاس، بينا أنا على الحوض إذ مرّ بكم زمرًا، تذهب بكم الطّرق، فأناديكم: ألا هلمّ إلى الطّريق، فينادي منادٍ من ورائي: إنّهم بدّلوا بعدك، فأقول: ألا سحقًا ألا سحقًا "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/242-243]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون}.
يقول تعالى ذكره: ونفخ إسرافيل في القرن، وقد بيّنّا معنى الصّور فيما مضى بشواهده، وذكرنا اختلاف أهل العلم فيه، والصّواب من القول فيه بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله {فصعق من في السّموات ومن في الأرض} يقول: مات، وذلك في النّفخة الأولى.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {ونفخ في الصّور} فصعق من في السّموات ومن في الأرض قال: مات.
وقوله: {إلاّ من شاء اللّه} اختلف أهل التّأويل في الّذي عنى اللّه بالاستثناء في هذه الآية، فقال بعضهم عنى به جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ونفخ في الصّور} فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه قال جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت.
- حدّثني هارون بن إدريس الأصمّ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا الفضل بن عيسى، عن عمّه يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه} فقيل: من هؤلاء الّذين استثنى اللّه يا رسول اللّه؟ قال: جبرائيل وميكائيل، وملك الموت، فإذا قبض أرواح الخلائق قال: يا ملك الموت من بقي؟ وهو أعلم؛ قال: يقول: سبحانك تباركت ربّي ذا الجلال والإكرام، بقي جبريل وميكائيل وملك الموت؛ قال: يقول يا ملك الموت خذ نفس ميكائيل؛ قال: فيقع كالطّود العظيم، قال: ثمّ يقول: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول: سبحانك ربّي يا ذا الجلال والإكرام، بقي جبريل وملك الموت، قال: فيقول: يا ملك الموت مت، قال: فيموت؛ قال: ثمّ يقول: يا جبريل من بقي؟ قال: فيقول جبريل: سبحانك ربّي يا ذا الجلال والإكرام، بقي جبريل، وهو من اللّه بالمكان الّذي هو به؛ قال: فيقول يا جبريل ما بدّ من موتةٍ؛ قال: فيقع ساجدًا يخفق بجناحيه يقول: سبحانك ربّي تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، أنت الباقي وجبريل الميّت الفاني: قال: ويأخذ روحه في الخلقة الّتي خلق منها، قال: فيقع على ميكائيل أنّ فضل خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطّود العظيم على الظّرب من الظّراب.
وقال آخرون: عنى بذلك الشّهداء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني وهب بن جريرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عمارة، عن ذي حجرٍ اليحمديّ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه قال: الشّهداء ثنيّة اللّه حول العرش، متقلّدين السّيوف.
وقال آخرون: عنى بالاستثناء في الفزع: الشّهداء، وفي الصّعق: جبريل، وملك الموت، وحملة العرش.
ذكر من قال ذلك، والخبر الّذي جاء فيه عن رسول اللّه صلّى اللّه ليه وسلّم:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ عبد الرّحمن بن محمّدٍ، عن إسماعيل بن رافعٍ المدنيّ، عن يزيد، عن رجلٍ من الأنصار، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن رجلٍ، من الأنصار، عن أبي هريرة، أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ينفخ في الصّور ثلاث نفخاتٍ: الأولى: نفخة الفزع، والثّانية: نفخة الصّعق، والثّالثة: نفخة القيام لربّ العالمين تبارك وتعالى؛ يأمر اللّه إسرافيل بالنّفخة الأولى، فيقول: انفخ نفخة الفزع، فتفزع أهل السّموات وأهل الأرض إلاّ من شاء اللّه؛ قال أبو هريرة: يا رسول اللّه، فمن استثنى حين يقول: {ففزع من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه} قال: أولئك الشّهداء، وإنّما يصل الفزع إلى الأحياء، أولئك أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وقاهم اللّه فزع ذلك اليوم وأمّنهم، ثمّ يأمر اللّه إسرافيل بنفخة الصّعق، فيقول: انفخ نفخة الصّعق، فيصعق أهل السّموات والأرض إلاّ من شاء اللّه فإذا هم خامدون، ثمّ يأتي ملك الموت إلى الجبّار تبارك وتعالى فيقول: يا ربّ قد مات أهل السّموات والأرض إلاّ من شئت، فيقول له وهو أعلم: فمن بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحيّ الّذي لا تموت، وبقي حملة عرشك، وبقي جبريل وميكائيل؛ فيقول اللّه له: اسكت إنّي كتبت الموت على من كان تحت عرشي؛ ثمّ يأتي ملك الموت فيقول: يا ربّ قد مات جبريل وميكائيل؛ فيقول اللّه وهو أعلم: فمن بقي؟ فيقول بقيت أنت الحيّ الّذي لا تموت، وبقي حملة عرشك، وبقيت أنا، فيقول اللّه: فليمت حملة العرش، فيموتون؛ ويأمر اللّه تعالى العرش فيقبض الصّور، فيقول: أي ربّ قد مات حملة عرشك؛ فيقول: من بقي؟ وهو أعلم، فيقول: بقيت أنت الحيّ الّذي لا يموت وبقيت أنا قال: فيقول اللّه: أنت من خلقي خلقتك لما رأيت، فمت لا تحيى، فيموت.
وهذا القول الّذي روي في ذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أولى بالصّحّة، لأنّ الصّعق في هذا الموضع: الموت والشّهداء وإن كانوا عند اللّه أحياءً كما أخبر اللّه تعالى ذكره فإنّهم قد ذاقوا الموت قبل ذلك.
وإنّما عنى جلّ ثناؤه بالاستثناء في هذا الموضع الاستثناء من الّذين صعقوا عند نفخة الصّعق، لا من الّذين قد ماتوا قبل ذلك بزمانٍ ودهرٍ طويلٍ؛ وذلك أنّه لو جاز أن يكون المراد بذلك من قد هلك، وذاق الموت قبل وقت نفخة الصّعق، وجب أن يكون المراد بذلك من قد هلك، فذاق الموت من قبل ذلك، لأنّه ممّن لا يصعق في ذلك الوقت إذ كان الميّت لا يجدّد له موتٌ آخر في تلك الحال.
- وقال آخرون في ذلك ما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه} قال الحسن: يستثني اللّه وما يدع أحدًا من أهل السّموات ولا أهل الأرض إلاّ أذاقه الموت؟ قال قتادة: قد استثنى اللّه، واللّه أعلم إلى ما صارت ثنيته، قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه قال: أتاني ملكٌ فقال: يا محمّد اختر نبيًّا ملكًا، أو نبيًّا عبدًا؛ فأومأ إليّ أن تواضع، قال: نبيًّا عبدًا، قال فأعطيت خصلتين: أن جعلت أوّل من تنشقّ عنه الأرض، وأوّل شافعٍ، فأرفع رأسي فأجد موسى آخذًا بالعرش، فاللّه أعلم أصعق بعد الصّعقة الأولى أم لا؟.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، قال: حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال يهوديٌّ بسوق المدينة: والّذي اصطفى موسى على البشر، قال: فرفع رجلٌ من الأنصار يده، فصكّ وجهه، فقال: تقول هذا وفينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه، ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون، فأكون أنا أوّل من يرفع رأسه، فإذا موسى آخذٌ بقائمةٍ من قوائم العرش فلا أدري أرفع رأسه قبلي، أو كان ممّن استثنى اللّه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن الحسن، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: كأنّي أنفض رأسي من التّراب أوّل خارجٍ، فألتفت فلا أرى أحدًا إلاّ موسى متعلّقًا بالعرش، فلا أدري أممّن استثنى اللّه أن لا تصيبه النّفخة أو بعث قبلي.
وقوله: {ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون} يقول تعالى ذكره: ثمّ نفخ في الصّور نفخةً أخرى؛ والهاء الّتي في فيه من ذكر الصّور.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ثمّ نفخ فيه أخرى} قال: في الصّور، وهى نفخة البعث.
وذكر أنّ بين النّخفتين أربعين سنةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما بين النّفختين أربعون، قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت؛ قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت؛ قالوا: أربعون سنةً؟ قال: أبيت؛ ثمّ ينزل اللّه من السّماء ماءً فتنبتون كما ينبت البقل، قال: وليس من الإنسان شيءٌ إلاّ يبلى، إلاّ عظمًا واحدًا، وهو عجب الذّنب، ومنه يركّب الخلق يوم القيامة.
- حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا البلخيّ بن إياسٍ، قال: سمعت عكرمة، يقول في قوله {فصعق من في السّموات ومن في الأرض} الآية، قال: الأولى من الدّنيا، والأخيرة من الآخرة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون} قال نبيّ اللّه: بين النّفختين أربعون قال أصحابه: فما سألناه عن ذلك، ولا زادنا على ذلك، غير أنّهم كانوا يرون من رأيهم أنّها أربعون سنةً، وذكر لنا أنّه يبعث في تلك الأربعين مطرٌ يقال له مطر الحياة، حتّى تطيب الأرض وتهتزّ، وتنبت أجساد النّاس نبات البقل، ثمّ ينفخ فيه الثّانية {فإذا هم قيامٌ ينظرون}.
قال: ذكر لنا أنّ معاذ بن جبلٍ، سأل نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يبعث المؤمنون يوم القيامة؟ قال: يبعثون جردًا مردًا مكحّلين بني ثلاثين سنةً.
وقوله: {فإذا هم قيامٌ ينظرون} يقول: فإذا من صعق عند النّفخة الّتي قبلها وغيرهم من جميع خلق اللّه الّذين كانوا أمواتًا قبل ذلك قيامٌ من قبورهم وأماكنهم من الأرض أحياءٌ كهيئتهم قبل مماتهم ينظرون أمر اللّه فيهم.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فإذا هم قيامٌ ينظرون} قال: حين يبعثون). [جامع البيان: 20/253-261]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الصور كهيئة البوق). [تفسير مجاهد: 560]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا عمر الصنعاني عن زيد بن أسلم قال الذين استثنى الله عز وجل اثنا عشر جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وحملة العرش ثمانية). [تفسير مجاهد: 560]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أحمد بن جعفرٍ القطيعي، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني أبي، ثنا عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن سليمان التّيميّ، عن بشر بن شغافٍ التّميميّ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في قوله عزّ وجلّ: {ونفخ في الصّور} [الزمر: 68] قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هو قرنٌ ينفخ فيه» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/473]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: وثنا يحيى بن معينٍ، ثنا أبو اليمان، ثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عمر بن محمّدٍ عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "سأل جبريل- عليه السّلام- عن هذه الآية: (ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه) من الذين لم يشأ أن يصعقهم؟ قال: هم الشّهداء المتقلدون أسيافهم حول عرش الرحمن، تتلقاهم ملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوتٍ، نمارها ألين من الحرير، مد خطامها مد أبصار الرّجال، يسيرون في الجنّة يقولون عند طول النّزهة: انطلقوا بنا إلى ربّنا - عزّ وجل- فنظر كيف يقضي بين خلقه. يضحك إليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبدٍ في موطنٍ فلا حساب عليه"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/262]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا يحيى بن معينٍ، ثنا أبو اليمان، ثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه سأل جبريل عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية: {ونفخ في الصّور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلّا من شاء اللّه}.
" من " الّذين لم يشأ أن يصعقهم؟ قال: هم الشّهداء المتقلّدون أسيافهم حول عرش الرّحمن، تتلقّاهم الملائكة يوم القيامة إلى الح شر بنجائب من ياقوتٍ نمارها ألين من الحرير، مدّ خطاها، مدّ أبصار الرّجال، يسيرون في الجنّة، يقولون عند طول النّزهة: انطلقوا بنا إلى ربّنا عزّ وجلّ فننظر كيف يقضي بين خلقه، يضحك إليهم إلهي. وإذا ضحك إلى عبدٍ في موطنٍ، فلا حساب عليه.
(156) وسيأتي إن شاء اللّه تعالى في صفة الجنّة حديثٌ في: {الّذين اتّقوا ربّهم إلى الجنّة زمرًا} الآية). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 68.
أخرج أحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل من اليهود بسوق المدينة: والذي اصطفى موسى على البشر، فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه قال: أتقول هذا وفينا رسول الله فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قال الله {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} فأكون أول من يرفع رأسه فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى الله عز وجل). [الدر المنثور: 12/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى والدار قطني في الأفراد، وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: سئل جبريل عليه السلام عن هذه الآية {فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} من الذين لم يشاء الله أن يصعقهم قال: هم الشهداء مقلدون بأسيافهم حول عرشه تتلقاهم الملائكة عليهم السلام يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت أزمتها الدر برحائل السندس والإستبرق نمارها ألين من الحرير مد خطاها مد أبصار الرجل يسيرون في الجنة يقولون عند طول البرهة: انطلقوا بنا إلى ربنا ننظر كيف يقضي بين خلقه يضحك إليهم إلهي وإذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه). [الدر المنثور: 12/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن أبي هريرة {فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قال: هم الشهداء ثنية الله تعالى). [الدر المنثور: 12/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وهناد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله {إلا من شاء الله} قال: هم الشهداء ثنية الله متقلدي السيوف حول العرش). [الدر المنثور: 12/700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد وأبو نصر السجزي في الإبانة، وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين استثنى الله قال جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل وحملة العرش، فإذا قبض الله أرواح الخلائق قال لملك الموت: من بقي وهو أعلم فيقول: رب سبحانك، رب تعاليت ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، فيقول: خذ نفس ميكائيل، فيقع كالطود العظيم، فيقول: يا ملك الموت من بقي فيقول سبحانك رب، ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وملك الموت، فيقول مت يا ملك الموت فيموت فيقول يا جبريل من بقي فيقول: سبحانك، يا ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وهو من الله بالمكان الذي هو به، فيقول: يا جبريل ما بد من موتك، فيقع ساجدا يخفق بجناحيه يقول: سبحانك رب، تباركت وتعاليت ذا الجلال والإكرام أنت الباقي وجبريل الميت الفاني ويأخذ روحه في الخفقة التي يخفق فيها فيقع على حيز من فضل خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطود العظيم). [الدر المنثور: 12/700-701]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رفعه في قوله {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قال: فكان ممن استثنى الله جبريل وميكائيل وملك الموت فيقول الله - وهو أعلم: يا ملك الموت من بقي فيقول بقي وجهك الكريم وعبدك جبريل وميكائيل وملك الموت، فيقول: توف نفس ميكائيل، ثم يقول - وهو أعلم - يا ملك الموت من بقي فيقول بقي وجهك الكريم وعبدك جبريل وملك الموت، فيقول توف نفس جبريل، ثم يقول - وهو أعلم - يا ملك الموت من بقي فيقول: بقي وجهك الباقي الكريم وعبدك ملك الموت وهو ميت، فيقول: مت، ثم ينادي أنا بدأت الخلق وأنا أعيده فأين الجبارون المتكبرون فلا يجيبه أحد، ثم ينادي لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول هو لله الواحد القهار {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} ). [الدر المنثور: 12/701-702]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، عن جابر {فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قال: استثنى موسى عليه السلام لأنه كان صعق قبل). [الدر المنثور: 12/702]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {إلا من شاء الله} قال: هم حملة العرش). [الدر المنثور: 12/702]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: ما يبقى أحد إلا مات وقد استثنى والله أعلم مثنياه). [الدر المنثور: 12/702]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال في أمتي فيمكث فيهم أربعين يوما أو أربعين عاما أو أربعين شهرا أو أربعين ليلة فيبعث الله عيسى بن مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه الله تعالى ثم يلبث الناس بعده سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا قبضته حتى لو كان أحدهم في كبد جبل لدخلت عليه، يبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيأمرهم بالأوثان فيعبدوها وهم في ذلك دارة أرزاقهم حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا صغى، وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق ثم لا يبقى أحد إلا صعق، ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} ثم يقال: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم (وقفوهم إنهم مسؤلون) (الصافات 24) ثم يقال: أخرجوا بعث النار فيقال: من كم فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فذلك (يوم يجعل الولدان شيبا) (المزمل 17) وذلك (يوم يكشف عن ساق) (القلم 42) ). [الدر المنثور: 12/702-703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن جرير، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بين النفختين أربعون، قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما قال: أبيت قالوا: أربعون شهر قال: أبيت قالوا: أربعون عاما قال: أبيت ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الإنسان شيء ألا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/704]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في البعث، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ينفخ في الصور والصور كهيئة القرن فصعق من في السموات ومن في الأرض، وبين النفختين أربعون عاما فيمطر الله في تلك الأربعين مطرا فينبتون من الأرض كما ينبت البقل ومن الإنسان عظم لا تأكله الأرض، عجب ذنبه ومنه يركب جسده يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/704]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي عاصم في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب ينبت ويرسل الله ماء الحياة فينبتون منه نبات الخضر حتى إذا خرجت الأجساد أرسل الله الأرواح فكان كل روح أسرع إلى صاحبه من الطرف ثم ينفخ في الصور {فإذا هم قيام ينظرون} ). [الدر المنثور: 12/704-705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن الحسن قال: بين النفختين أربعون سنة، الأولى يميت الله بها كل حي والأخرى يحيي الله بها كل ميت). [الدر المنثور: 12/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك في الزهد، وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي، وابن المنذر، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمرو، أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن {الصور} فقال: قرن ينفخ فيه). [الدر المنثور: 12/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسدد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال {الصور} كهيئة القرن ينفخ فيه). [الدر المنثور: 12/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأحمد، وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى، وابن حبان، وابن خزيمة، وابن المنذر والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ قال المسلمون: كيف نقول يا رسول الله قال: قالوا (حسبنا الله ونعم الوكيل) على الله توكلنا). [الدر المنثور: 12/705-706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ وصححه، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعدا ينظر العرش مخافة أن يؤمر بالصيحة قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان). [الدر المنثور: 12/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور يعني إسرافيل). [الدر المنثور: 12/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجة والبزار، وابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلاحظان النظر حتى يؤمران). [الدر المنثور: 12/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال ما من صباح إلا وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان). [الدر المنثور: 12/706-707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: النافخان في السماء الثانية، رأس أحدهما بالمشرق، ورجلاه بالمغرب، ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا). [الدر المنثور: 12/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الأوسط بسند حسن عن عبد الله بن الحارث قال: كنت عند عائشة رضي الله عنها وعندها كعب رضي الله عنه فذكر إسرافيل عليه السلام فقالت عائشة: أخبرني عن إسرافيل عليه السلام قال: له أربعة أجنحة، جناحان في الهواء وجناح قد تسرول به وجناح على كاهله والقلم على أذنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم ودرست الملائكة وملك الصور أسفل منه جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى فالتقم الصور فحنى ظهره وطرفه إلى إسرافيل ضم جناحيه أن ينفخ في الصور). [الدر المنثور: 12/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي بكر الهذلي قال: إن ملك الصور الذي وكل به إحدى قدميه لفي الأرض السابعة وهو جاث على ركبتيه شاخص ببصره إلى إسرافيل عليه السلام ما طرف، منذ خلقه الله ينظر متى يشير إليه فينفخ في الصور). [الدر المنثور: 12/707-708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال: خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة ثم قال للعرش: خذ الصور فتعلق به ثم قال كن فكان إسرافيل فأمره أن يأخذ الصور فأخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا يخرج روحا من ثقب واحد وفي وسط الصور كوة كاستدارة السماء والأرض، وإسرافيل عليه السلام واضع فمه على تلك الكوة، ثم قال له الرب عز وجل: قد وكلتك بالصور فأنت للنفخة وللصيحة فدخل إسرافيل في مقدمة العرش فأدخل رجله اليمنى تحت العرش وقدم اليسرى ولم يطرف منذ خلقه الله تعالى لينظر ما يؤمر به). [الدر المنثور: 12/708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان والحاكم عن أوس بن أوس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه نفخة الصور وفيه الصعقة). [الدر المنثور: 12/708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: كأني أنفض رأسي من التراب أول خارج فالتفت فلا أرى أحدا إلا موسى متعلقا بالعرش فلا أدري أممن استثنى الله أن لا تصيبه النفخة فبعث قبلي). [الدر المنثور: 12/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي {فصعق} قال: مات {إلا من شاء الله} قال: جبريل وإسرافيل وملك الموت ثم نفخ فيه أخرى قال: في الصور). [الدر المنثور: 12/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي عمران الجوني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما بعث الله إلى صاحب الصور فأخذه فأهوى بيده إلى فيه فقدم رجلا وأخر رجلا حتى يؤمر فينفخ فاتقوا النفخة). [الدر المنثور: 12/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {فإذا هم قيام ينظرون} ). [الدر المنثور: 12/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: أتاني ملك فقال: يا محمد اختر نبيا ملكا أو نبيا عبدا قال: فأومأ إلي جبريل أن تواضع فقلت: نبيا عبدا فأعطيت خصلتين، أن جعلت أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع فأرفع رأسي فأجد موسى آخذا بالعرش فالله أعلم أصعق لهذه الصعقة الأولى أم أفاق قبلي (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) ). [الدر المنثور: 12/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم عن أبيه قال: كنت جالسا عند عكرمة فذكروا الذين يغرقون في البحر فقال عكرمة: الحمد لله الذين يغرقون في البحار فلا يبقى منهم شيء إلا العظام فتقبلها الأمواج حتى تلقيها إلى البر فتمكث العظام حينا حتى تصير حائلة نخرة فتمر بها الإبل فتأكلها ثم تسير الإبل فتبعر ثم يجيء بعدهم قوم فينزلون فيأخذون ذلك البعر فيوقدونه في تلك النار فتجيء ريح فتلقي ذلك الرماد على الأرض فإذا جاءت النفخة قال الله {فإذا هم قيام ينظرون} فخرج أولئك وأهل القبور سواء). [الدر المنثور: 12/710-711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن العاصي قال: ينفخ في الصور النفخة الأولى من باب إيليا الشرقي، أو قال الغربي، والنفخة الثانية من باب آخر). [الدر المنثور: 12/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بين النفختين أربعون يقول الحسن فلا ندري أربعين سنة أو أربعين شهرا أو أربعين ليلة). [الدر المنثور: 12/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بين النفختين أربعون قال أصحابه: فما سألناه عن ذلك وما زاد، غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة قال: وذكر لنا أنه يبعث في تلك الأربعين مطر يقال له مطر الحياة، حتى تطيب الأرض وتهتز وتنبت أجساد الناس نبات البقل ثم ينفخ النفخة الثانية {فإذا هم قيام ينظرون} ). [الدر المنثور: 12/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في قوله {ونفخ في الصور} قال: {الصور} مع إسرافيل عليه السلام وفيه أرواح كل شيء يكون فيه {ثم نفخ فيه} نفخة الصعقة فإذا نفخ فيه نفخة البعث قال الله بعزتي ليرجعن كل روح إلى جسده قال: ودارة منها أعظم من سبع سموات ومن الأرض، فحلق الصور على إسرافيل وهو شاخص ببصره إلى العرش حتى يؤمر بالنفخة فينفخ في الصور). [الدر المنثور: 12/711-712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله {ونفخ في الصور} قال: الأولى من الدنيا والأخيرة من الآخرة). [الدر المنثور: 12/712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعلي بن سعيد في كتاب الطاعة والعصيان وأبو يعلى وأبو الحسن القطان في المطولات، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني وأبو موسى المديني كلاهما في المطولات وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وعنده طائفة من أصحابه: إن الله تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص بصره إلى السماء فينظر متى يؤمر فينفخ فيه، قلت: يا رسول الله وما الصور قال: القرن قلت فكيف هو قال: عظيم، والذي بعثني بالحق إن عظم دارة فيه لعرض السموات والأرض فينفخ فيه النفخة الأولى فيصعق من في السموات ومن في الأرض ثم ينفخ فيه أخرى {فإذا هم قيام ينظرون} لرب العالمين فيأمر الله إسرافيل عليه السلام في النفخة الأولى أن يمدها ويطولها فلا يفتر وهو الذي يقول الله (ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق) (ص 15) فيسير الله الجبال فتكون سرابا وترتج الأرض بأهلها رجا فتكون كالسفينة الموسقة في البحر تضربها الرياح تنكفأ بأهلها كالقناديل المعلقة بالعرش تميلها الرياح وهي التي يقول الله (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة) (النازعات 5 - 8) فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتي الأقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع وتولي الناس به مدبرين ينادي بعضهم بعضا، فبينما على ذلك إذ تصدعت الأرض كل صدع من قطر إلى قطر فرأوا أمرا عظيما لم يروا مثله وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت وانتثرت نجومها وخسف شمسها وقمرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والأموات لا يعلمون شيئا من ذلك فقلت: يا رسول الله فمن استثنى الله حين يقول {ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قال: أولئك الشهداء وإنما يصل الفزع إلى الأحياء وهم أحياء عند ربهم يرزقون ووقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم منه وهو الذي يقول الله (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) (الحج 1) إلى قوله (ولكن عذاب الله شديد) (الحج 2)، فينفخ الصور فيصعق أهل السمموات وأهل الأرض {إلا من شاء الله} فإذا هم خمود ثم يجيء ملك الموت إلى الجبار فيقول: يا رب قد مات أهل السموات وأهل الأرض إلا من شئت، فيقول - وهو أعلم - فمن بقي فيقول: يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت وبقي حملة عرشك وبقي جبريل وميكائيل وإسرافيل وبقيت أنا، فيقول الله: ليمت جبريل وميكائيل وإسرافيل وينطق الله العرش فيقول: يا رب تميت جبريل وميكائيل وإسرافيل فيقول الله له: اسكت فإني كتبت الموت على من كان تحت عرشي، فيموتون ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول: يا رب قد مات جبريل وميكائيل وإسرافيل فيقول الله عز وجل - وهو أعلم - فمن بقي فيقول: يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقي حملة عرشك وبقيت أنا، فيقول الله له: ليمت حملة عرشي، فيموتون ويأمر الله العرش فيقبض الصور ثم يأتي ملك الموت الرب عز وجل فيقول: يا رب مات حملة عرشك فيقول الله - وهو أعلم - فمن بقي فيقول: يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت وبقيت أنا، فيقول الله له: أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت فيموت فإذا لم يبق إلا الله الواحد القهار الصمد الذي لم يلد ولم يولد كان آخرا كما كان أولا طوى السموات والأرض كطي السجل للكتاب، ثم قال بهما فلفهما، ثم قال: أنا الجبار أنا الجبار أنا الجبار ثلاث مرات، ثم هتف بصوته لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد، ثم يقول لنفسه: لله الواحد القهار (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات) (إبراهيم 48) فبسطها وسطحها ثم مدها مد الأديم العكاظي (لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) (طه الآية 107) ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه المبدلة من كان في بطنها كان في بطنها ومن كان على ظهرها كان على ظهرها، ثم ينزل الله عليكم ماء من تحت العرش فيأمر الله السماء أن تمطر فتمطر أربعين يوما حتى يكون الماء فوقكم إثني عشر ذراعا ثم يأمر الله الأجساد أن تنبت فتنبت نبات الطوانيت كنبات البقل حتى إذا تكاملت أجسامهم وكانت كما كانت قال الله: ليحيى حملة العرش فيحيون ويأمر الله إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه ثم يقول الله: ليحيى جبريل وميكائيل فيحييان، ثم يدعو الله بالأرواح فيؤتى بهن توهج أرواح المؤمنين نورا والأخرى ظلمة فيقبضهن الله جميعا ثم يلقيها في الصور ثم يأمر إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض، فيقول: وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد فتدخل في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السم في اللديغ ثم تنشق الأرض عنكم، وأنا أول من تنشق الأرض عنه فتخرجون منها سراعا إلى ربكم تنسلون مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر حفاة عراة غلفا غرلا، فبينما نحن وقوف إذ سمعنا حسا من السماء شديدا فينزل أهل سماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم، ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة ومثلي من فيها من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم، ثم ينزل أهل السماء الثالثة بمثلي من نزل من الملائكة ومثلي من فيها من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم، ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف إلى السموات السبع، ثم ينزل الجبار (في ظلل من الغمام) (البقرة 210) والملائكة يحمل عرشه يومئذ ثمانية وهم اليوم أربعة، أقدامهم على تخوم الأرض السفلى والأرضون والسموات إلى حجزهم والعرش على مناكبهم لهم زجل بالتسبيح فيقولون: سبحان ذي العزة والجبروت سبحان ذي الملك والملكوت سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبحان ربنا الأعلى الذي يميت الخلائق ولا يموت، فيضع عرشه حيث يشاء من الأرض ثم يهتف بصوته فيقول: يا معشر الجن والإنس إني قد أنصت لكم منذ يوم خلقكم إلى يومك هذا، أسمع قولكم وأبصر أعمالكم فأنصتوا إلي، فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ثم يأمر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم ثم يقول (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم) (يس 60) إلى قوله (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) (يس 59) فيميز بين الناس وتجثو الأمم قال (وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها) (الجاثية الآية 28) ويقفون موقفا واحدا مقدار سبعين عاما لا يقضى بينهم فيبكون حتى تنقطع الدموع ويدمعون دما ويعرقون عرقا إلى أن يبلغ ذلك منهم أن يلجمهم العرق وأن يبلغ الأذقان منهم، فيصيحون ويقولون: من يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا فيقولون: ومن أحق بذلك من أبيكم آدم عليه السلام فيطلبون ذلك إليه فيأبى ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، ثم يستفزون الأنبياء نبيا نبيا كلما جاؤا نبيا أبى عليهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى يأتوني فأنطلق حتى أتي فأخر ساجدا قال: أبو هريرة رضي الله عنه وربما قال قدام العرش حتى يبعث إلي ملكا فيأخذ بعضدي فيرفعني فيقول لي: يا محمد فأقول: نعم يا رب: ما شأنك - وهو أعلم - فأقول: يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك فاقض بينهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأرجع فأقف مع الناس فيقضي الله بين الخلائق فيكون أول من يقضى فيه في الدماء ويأتي كل من قتل في سبيل الله يحمل رأسه وتشخب أوداجه فيقولون: يا ربنا قتلنا فلان وفلان، فيقول الله - وهو أعلم - أقتلتم فيقولون: يا ربنا قتلنا لتكون العزة لك، فيقول الله لهم: صدقتم، فيجعل لوجوههم نورا مثل نور الشمس ثم توصلهم الملائكة إلى الجنة ويأتي من كان قتل على غير ذلك يحمل رأسه وتشخب أوداجه فيقولون: يا ربنا قتلنا فلان وفلان، فيقول: لم - وهو أعلم - فيقولون: لتكون العزة لك فيقول الله: تعستم ثم ما يبقى نفس قتلها إلا قتل بها ولا مظلمة ظلمها إلا أخذ بها، وكان في مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء رحمه ثم يقضي الله بين من بقي من خلقه حتى لا يبقى مظلمة لأحد عند أحد إلا أخذها الله تعالى للمظلوم من الظالم، حتى إنه ليكلف يومئذ شائب اللبن للبيع الذي كان يشوب اللبن بالماء ثم يبيعه فيكلف أن يخلص اللبن من الماء، فإذا فرغ الله من ذلك نادى نداء أسمع الخلائق كلهم: ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله، فلا يبقى أحد عبد من دون الله شيئا إلا مثلت له آلهة بين يديه ويجعل يومئذ من الملائكة على صورة عزير ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى فيتبع هذا اليهود وهذا النصارى ثم يعود بهم آلهتهم إلى النار، فهي التي قال الله (لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون) (الأنبياء الآية 99) فإذا لم يبق إلا المؤمنون وفيهم المنافقون فيقال لهم: يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون، فيقولون: والله ما لنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره فيقال لهم: الثانية، والثالثة فيقولون: مثل ذلك فيقول: أنا ربكم فهل بينكم وبين ربكم آية تعرفونه بها فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق ويريهم الله ما شاء من الآية أن يريهم فيعرفون أنه ربهم فيخرون له سجدا لوجوههم ويخر كل منافق على قفاه يجعل الله أصلابهم كصياصي البقر ثم يأذن الله لهم فيرفعون رؤوسهم ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم كدقة الشعر وكحد السيف عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسك السعدان دونه جسر دحض مزلة فيمرون كطرف العين وكلمح البرق وكمر الريح وكجياد الخيل وكجياد الركاب وكجياد الرجال فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوش على وجهه في جهنم، فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة فدخلوها، فو الذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم إذ دخلوا الجنة، فدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشى ء الله في الجنة واثنتين آدميتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما في الدنيا، فيدخل على الأولى منهن في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون زوجا من سندس، واستبرق ثم إنه يضع يده بين كتفيها فينظر إلى يدها من صدرها ومن وراء ثيابها ولحمها وجلدها، وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في الياقوتة كبدها له مرآة، فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها مرة إلا وجدها عذراء لا يفتران ولا يألمان، فبينما هو كذلك إذ نودي فيقال له: إنا قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل وإن لك أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قالت له: والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ولا شيئا في الجنة أحب إلي منك، قال وإذا وقع أهل النار في النار وقع فيها خلق من خلق الله أوبقتهم أعمالهم فمنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار في جسده كله إلا وجهه حرم الله صورهم على النار، فينادون في النار فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يخرجنا من النار فيقولون: ومن أحق بذلك من أبيكم آدم فينطلق المؤمنون إلى آدم فيقولون: خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وكلمك، فيذكر آدم ذنبه فيقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بنوح فإنه أول رسل الله فيأتون نوحا عليه السلام ويذكرون ذلك إليه فيذكر ذنبا فيقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بإبراهيم فإن الله اتخذه خليلا، فيؤتى إبراهيم فيطلب ذلك إليه، فيذكر ذنبا فيقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بموسى فإن الله قربه نجيا وكلمه وأنزل عليه التوراة، فيؤتى موسى فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنبا ويقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بروح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام، فيؤتى عيسى بن مريم عليه السلام فيطلب ذلك إليه فيقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتوني ولي عند ربي ثلاث شفاعات وعدنيهن فأنطلق حتى آتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فاستفتح فيفتح لي فأخر ساجدا فيأذن لي من حمده وتمجيده بشيء ما أذن به لأحد من خلقه ثم يقول: ارفع رأسك يا محمد اشفع تشفع وسل تعطه، فإذا رفعت رأسي قال لي - وهو أعلم - ما شأنك فأقول: يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني، فأقول يا رب من وقع في النار من أمتي فيقول الله: أخرجوا من عرفتم صورته فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ثم يأذن الله بالشفاعة فلا يبقى نبي ولا شهيد إلا شفع فيقول الله: أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة دينار من خير فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد وحتى لا يبقى في النار من عمل خيرا قط ولا يبقى أحد له شفاعة إلا شفع، حتى أن إبليس ليتطاول في النار لما يرى من رحمة الله رجاء أن يشفع له ثم يقول الله: بقيت وأنا أرحم الراحمين فيقبض قبضة فيخرج منها ما لا يحصيه غيره فينبتهم على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل فما يلي الشمس أخضر وما يلي الظل أصفر فينبتون كالدر مكتوب في رقابهم: الجهنميون عتقاء الرحمن لم يعملوا لله خيرا قط يقول مع التوحيد فيمكثون في الجنة ما شاء الله وذلك الكتاب في رقابهم ثم يقولون: يا ربنا امح عنا هذا الكتاب فيمحوه عنهم). [الدر المنثور: 12/712-723]

تفسير قوله تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين قال افتتح بالحمد وختم بالحمد وافتتح بقوله الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وختم بقوله وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العلمين). [تفسير عبد الرزاق: 2/177]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربّها ووضع الكتاب وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون}.
يقول تعالى ذكره: فأضاءت الأرض بنور ربّها، يقال: أشرقت الشّمس، إذا صفّت وأضاءت، وشرقت: إذا طلعت، وذلك حين يبرز الرّحمن لفصل القضاء بين خلقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأشرقت الأرض بنور ربّها} قال: فما يتضارّون في نوره إلاّ كما يتضارّون في الشّمس في اليوم الصّحو الّذي لا دخن فيه.
- حدّثنا محمّدٌ، قال حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {وأشرقت الأرض بنور ربّها} قال: أضاءت.
وقوله {ووضع الكتاب} يعني: كتاب أعمالهم لمحاسبتهم ومجازاتهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ووضع الكتاب} قال: كتاب أعمالهم.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {ووضع الكتاب} قال: الحساب.
وقوله: {وجيء بالنّبيّين والشّهداء} يقول: وجيء بالنّبيّين ليسألهم ربّهم عمّا أجابتهم به أممهم، وردّت عليهم في الدّنيا، حين أتتهم رسالة اللّه؛ {والشّهداء} يعني بالشّهداء: أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، يستشهدهم ربّهم على الرّسل، فيما ذكرت من تبليغها رسالة اللّه الّتي أرسلهم بها ربّهم إلى أممها، إذ جحدت أممهم أن يكونوا أبلغوهم رسالة اللّه.
والشّهداء: جمع شهيدٍ، وهذا نظير قول اللّه: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا}.
وقيل: عني بقوله: {الشّهداء}: الّذين قتلوا في سبيل اللّه؛ وليس لما قالوا من ذلك في هذا الموضع كبير معنًى، لأنّ عقيب قوله: {وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ}، وفي ذلك دليلٌ واضحٌ على صحّة ما قلنا من أنّه إنّما دعى بالنّبيّين والشّهداء للقضاء بين الأنبياء وأممها، وأنّ الشّهداء إنّما هي جمع شهيدٍ، الّذين يشهدون للأنبياء على أممهم كما ذكرنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وجيء بالنّبيّين والشّهداء} فإنّهم ليشهدون للرّسل بتبليغ الرّسالة، وبتكذيب الأمم إيّاهم.
ذكر من قال ما حكينا قوله من القول الآخر:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وجيء بالنّبيّين والشّهداء}: الّذين استشهدوا في طاعة اللّه.
وقوله: {وقضي بينهم بالحقّ} يقول تعالى ذكره: وقضي بين النّبيّين وأممهم بالحقّ، وقضاؤه بينهم بالحقّ، أن لا يحمل على أحدٍ ذنب غيره، ولا يعاقب نفسًا إلاّ بما كسبت). [جامع البيان: 20/261-263]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (من الآيات 69 - 70.
أخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {وأشرقت الأرض} قال: أضاءت {ووضع الكتاب} قال: الحساب). [الدر المنثور: 12/723]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {وأشرقت الأرض بنور ربها} قال: فما يتضارون في نوره إلا كما يتضارون في اليوم الصحو الذي لا دخن فيه {وجيء بالنبيين والشهداء} قال: الذين استشهدوا). [الدر المنثور: 12/724]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {وجيء بالنبيين والشهداء} قال: النبيون الرسل {والشهداء} الذين يشهدون بالبلاغ ليس فيهم طعان ولا لعان). [الدر المنثور: 12/724]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وجيء بالنبيين والشهداء} قال: يشهدون بتبليغ الرسالة وتكذيب الأمم إياهم). [الدر المنثور: 12/724]

تفسير قوله تعالى: (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ووفّيت كلّ نفسٍ ما عملت وهو أعلم بما يفعلون (70) وسيق الّذين كفروا إلى جهنّم زمرًا حتّى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسلٌ منكم يتلون عليكم آيات ربّكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقّت كلمة العذاب على الكافرين}.
يقول تعالى ذكره: ووفّى اللّه حينئذٍ كلّ نفسٍ جزاء عملها من خيرٍ وشرٍّ، وهو أعلم بما يفعلون في الدّنيا من طاعةٍ أو معصيةٍ، ولا يعزب عنه علم شيءٍ من ذلك، وهو مجازيهم عليه يوم القيامة، فمثيبٌ المحسن بإحسانه، والمسيء بما يشاء). [جامع البيان: 20/263-264]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:44 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في الصّور...}
قال: كان الكلبيّ يقول: لا أدري ما الصور, وقد ذكر : أنه القرن.
وذكر عن الحسن , أو عن قتادة أنه قال: (الصور جماعة الصورة).).
[معاني القرآن: 2/425]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فصعق من في السّماوات ومن في الأرض}: أي: ماتوا, {إلّا من شاء اللّه} : يقال: الشهداء.). [تفسير غريب القرآن: 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الصّعق: الموت، قال تعالى: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}، وقال تعالى: {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} . أي ميّتا، ثم ردّ الله إليه حياته.
وقال الله تعالى: {فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ}، أي الموت، يدلك على ذلك قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ}). [تأويل مشكل القرآن: 501] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلّا من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68)}
{ونفخ في الصّور}:وقد فسرناه, {فصعق}: أي مات{ من في السّماوات ومن في الأرض}.
وجاء في التفسير : أنه القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل.
وقال بعض أهل اللغة: هو جمع صورة.
{إلّا من شاء الله} : جاء في التفسير أن هذا الاستثناء وقع على جبريل , وميكائيل , وملك الموت، وجاء أن الاستثناء على حملة العرش.). [معاني القرآن: 4/362]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونفخ في الصور}
في معناه قولان:
أحدهما: أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه سئل عن الصور , فقال : ((هو قرن ينفخ فيه)).
وروى معمر , عن قتادة في قوله:
{ونفخ في الصور} , قال : (في صور الناس أجمعين)
قال أبو جعفر : هذا ليس بمعروف, والمستعمل في جمع صورة : صور , ولم يقرأ أحد :
{ونفخ في الصور}
ثم قال تعالى:
{فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله}
روى سعيد , عن قتادة :
فصعق : فمات
وروى عاصم , عن عيسى المدني قال : سمعت علي بن حسين يسأل كعب الأحبار عن قوله تعالى:
{فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله}, فقال كعب: (جبرائيل , وميكائيل , وإسرافيل ملك الموت , وحملة العرش , ثم يميتهم الله بعد) .
وروى محمد بن إسحاق , عن يزيد الرقاشي, عن أنس بن مالك , عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
{فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} , قال:((جبرائيل , وميكائيل , وحملة العرش , وملك الموت , وإسرافيل .))), وفي هذا الحديث : ((أن آخرهم موتا جبرائيل)) .
وقال سعيد بن جبير :
{إلا من شاء الله }: (هم الشهداء , متقلدي السيوف عند العرش)
قال أبو جعفر : وهذا ليس بناقض للأول
وقد روى أبو هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم :
((ينفخ في الصور فأكون أول من قام , فإذا موسى , فلا أدري أقام قبلي , أم هو ممن استثنى الله .)).
وقوله جل وعز:
{ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}
روى أبو هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((إن بين النفختين أربعين .)).
قال الحسن :
(لا أدري: أهي أربعون سنة , أم أربعون شهرا , أم أربعون ليلة , أم أربعون ساعة؟).). [معاني القرآن: 6/192-195]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ}: قيل : الشهداء.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 214]

تفسير قوله تعالى:{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأشرقت الأرض بنور ربّها}: أضاءت.). [تفسير غريب القرآن: 384]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأشرقت الأرض بنور ربّها ووضع الكتاب وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون (69)}
معناها : لما أراد اللّه الحساب , والمجازاة أشرقت الأرض.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: (
أنرى ربّنا يا رسول اللّه؟)
فقال:
((أتضارّن في رؤية الشمس والقمر في غير سحاب؟.)).
قالوا:
(لا).
قال:
((فإنكم لا تضارون في رؤيته)).
وجاء في الحديث:
((لا تضامون في رؤيته.)), والذي جاء في الحديث مخفف تضارون، وتضامون، وله وجه حسن في العربيّة.
وهذا موضع يحتاج إلى أن يستقصى تفسيره ؛ لأنه أصل في السنة والجماعة, ومعناه : لا ينالكم ضيز , ولا ضيم في رؤييه.
أي: ترونه حتى تستووا في الرؤية فلا يضيم بعضكم بعضا، ولا يضير بعضكم بعضا.
وقال أهل اللغة قولين آخرين:
قالوا: لا تضارّون بتشديد الراء . ولا تضامّون بتشديد الميم, مع ضم التاء في تضامون , وتضارّون.
وقال بعض أهل اللغة بفتح التاء , وتشديد الراء : تضارون في رؤيته , ولا تضامون على معنى : تتضارون , وتتضامون.
وتفسير هذا : أنه لا يضام بعضكم بعضا , ولا يخالف بعضكم بعضا في ذلك, يقال: ضاررت الرجل أضارّه , مضارّة , وضرارا ؛ إذا خالفته , قال نابغة بني جعدة:
وخصمي ضرار ذوي تدارإ= متى بات سلمها يشغبا
ومعنى : لا تضامون في رؤيته , لا ينضم بعضكم إلى بعض، ويقول واحد للآخر: أرنيه كما تفعلون عند النظر إلى الهلال، فهذا تفسير بيّن.
وكلّ ما قيل في هذا.
{وأشرقت الأرض}: ألبست الإشراق بنور اللّه.). [معاني القرآن: 4/362-363]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأشرقت الأرض بنور ربها}
يبين هذا الحديث المرفوع , عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة صحاح :
((تنظرون إلى الله جل وعز , لا تضامون في رؤيته .))
وهو يروى على أربعة أوجه :
لا تضامون .
ولا تضارون .
ولا تضارون .
ولا تضامون .
فمعنى تضامون : لا يلحقكم ضيم , كما يلحق في الدنيا في النظر إلى الملوك .
ولا تضارون : لا يلحقكم ضير .
ولا تضامون : لا ينضم بعضكم إلى بعض , ليسأله أن يريه .
ولا تضارون : لا يخالف بعضكم بعضا , يقال : ضاررته مضارة وضرارا , أي : خالفته.).
[معاني القرآن: 6/195-196]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:45 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وهذا ما يذكر من جري الشمس إلى مغيبها
قالوا: شرقت الشمس وأشرقت.
وقال بعضهم: شرقت: طلعت). [الأزمنة: 16]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (



لدن أن رأيت الشمس من حيث أشرقتوبــــاقـــــي الــــدجـــــى عــــــــــن لــيــطـــهـــا يــتــبـــلـــج

(أشرقت الشمس) أضاءت. و(شَرَقَت) طلعت). [شرح أشعار الهذليين: 3/1031]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فــصــبــحـــه عــــنـــــد الــــشـــــروق غــــديـــــةكلاب ابن مر أو كلاب ابن سنبس

الشروق: طلوع الشمس. يقال: شرقت الشمس تشرق شروقا). [شرح ديوان امرئ القيس: 529]

تفسير قوله تعالى: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 11:06 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 11:07 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 11:11 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى النفخ في الصور ليصعق الأحياء من أهل الدنيا والسماء، وفي بعض الأحاديث من طريق أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قبل هذه الصعقة صعقة الفزع، ولم تتضمنها هذه الآية. و[صعق] في هذه الآية معناه: خر ميتا، و"الصور": القرن، ولا يتصور هنا غير هذا، ومن يقول: الصور جمع صورة فإنما يتوجه قوله في نفخة البعث. وقرأ قتادة: [ونفخ في الصور] بفتح الواو، وهي جمع صورة.
وقوله: {إلا من شاء الله}، قال السدي؛ استثنى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، ثم أماتهم بعد هذه الحال، وروي ذلك عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: استثنى الأنبياء، وقال ابن جبير: استثنى الشهداء. وقوله تعالى: {ثم نفخ فيه أخرى} هي نفخة البعث، وروي أن بين النفختين أربعين، لا يدري أبو هريرة: سنة أو يوما أو شهرا أو ساعة. وباقي الآية بين).[المحرر الوجيز: 7/ 412]

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون * ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون * وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين * قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين}
"أشرقت معناه: أضاءت وعظم نورها، يقال: شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت إذا أضاءت. وقرأ ابن عباس، وعبيد بن عمير: "وأشرقت" بضم الهمزة وكسر الراء، وهذا إنما يترتب من فعل يتعدى، فهذا على أن يقال: أشرق البيت، وأشرقه السراج، فيكون الفعل متجاوزا أو غير متجاوز بلفظ واحد، كرجع ورجعته، ووقف ووقفته، ومن المتعدي من ذلك يقال: أشرقت الأرض، و"الأرض" في هذه الآية: الأرض المبدلة من الأرض المعروفة.
وقوله: {بنور ربها} إضافة خلق إلى خالق، أي: بنور الله تعالى. و"الكتاب": كتاب حساب الخلائق، ووحده على اسم الجنس; لأن كل أحد له كتاب على حدة. وقالت فرقة: وضع اللوح المحفوظ. وهذا شاذ، وليس فيه معنى التوعد وهو مقصد الآية.
وقوله: {وجيء بالنبيين} أي: استشهدوا على أممهم، وقوله تعالى: "والشهداء" قيل: هو جمع شاهد، والمراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين جعلهم الله شهداء على الناس، وقال السدي: الشهداء: جمع شهيد في سبيل الله، وهذا أيضا يزول عنه معنى التوعد، ويحتمل أن يريد بقوله: {والشهداء} الأنبياء أنفسهم، فيكون من عطف الصفة على الصفة بالواو، كما تقول: جاء زيد الكريم والعاقل. وقال زيد بن أسلم: الشهداء: الحفظة.
والضمير في قوله تعالى: "بينهم" عائد على العالم بأجمعه إذ الآية تدل عليهم. وقوله تعالى: {وهم لا يظلمون} معناه: لا يوضع شيء من أمورهم غير موضعه).[المحرر الوجيز: 7/ 413]

تفسير قوله تعالى: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {ووفيت كل نفس ما عملت} معناه: جوزيته مكملا، وفي هذا وعيد صرح عنه قوله سبحانه: {وهو أعلم بما يفعلون}).[المحرر الوجيز: 7/ 414]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 02:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون (68) وأشرقت الأرض بنور ربّها ووضع الكتاب وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون (69) ووفّيت كلّ نفسٍ ما عملت وهو أعلم بما يفعلون (70)}.
يقول تعالى مخبرًا عن هول يوم القيامة، وما يكون فيه من الآيات العظيمة والزّلازل الهائلة، فقوله: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه}، هذه النّفخة هي الثّانية، وهي نفخة الصّعق، وهي الّتي يموت بها الأحياء من أهل السموات والأرض، إلّا من شاء اللّه كما هو مصرّحٌ به مفسّرًا في حديث الصّور المشهور. ثمّ يقبض أرواح الباقين حتّى يكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد الحيّ القيّوم الّذي كان أوّلًا وهو الباقي آخرًا بالدّيمومة والبقاء، ويقول: {لمن الملك اليوم} [غافرٍ:16] ثلاث مرّاتٍ. ثمّ يجيب نفسه بنفسه فيقول: {للّه الواحد القهّار} أي: الّذي هو واحدٌ وقد قهر كلّ شيءٍ، وحكم بالفناء على كلّ شيءٍ. ثمّ يحيي أوّل من يحيي إسرافيل، ويأمره أن ينفخ في الصّور أخرى، وهي النّفخة الثّالثة نفخة البعث، قال تعالى: {ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون} أي: أحياءٌ بعد ما كانوا عظامًا ورفاتًا، صاروا أحياءً ينظرون إلى أهوال يوم القيامة، كما قال تعالى: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم بالسّاهرة} [النّازعات:14، 13]، وقال تعالى: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلا قليلا} [الإسراء:52]، وقال تعالى: {ومن آياته أن تقوم السّماء والأرض بأمره ثمّ إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون} [الرّوم:25].
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن النّعمان بن سالمٍ قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعودٍ قال: سمعت رجلًا قال لعبد اللّه بن عمرٍو: إنّك تقول: السّاعة تقوم إلى كذا وكذا؟ قال: لقد هممت ألّا أحدّثكم شيئًا، إنّما قلت: سترون بعد قليلٍ أمرًا عظيمًا. ثمّ قال عبد اللّه بن عمرٍو: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يخرج الدّجّال في أمّتي، فيمكث فيهم أربعين-لا أدري أربعين يومًا أو أربعين عامًا أو أربعين شهرًا أو أربعين ليلةً -فيبعث اللّه عيسى ابن مريم، كأنّه عروة بن مسعودٍ الثّقفيّ، فيظهر فيهلكه اللّه. ثمّ يلبث النّاس بعده سنين سبعًا ليس بين اثنين عداوةٌ، ثمّ يرسل اللّه ريحًا باردةً من قبل الشّام، فلا يبقى أحدٌ في قلبه مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ إلّا قبضته، حتّى لو أنّ أحدهم كان في كبد جبلٍ لدخلت عليه". قال: سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ويبقى شرار النّاس في خفّة الطّير، وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا". قال: "فيتمثّل لهم الشّيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارّةٌ أرزاقهم، حسنٌ عيشهم. ثمّ ينفخ في الصّور فلا يسمعه أحدٌ إلّا أصغى له، وأوّل من يسمعه رجلٌ يلوط حوضه، فيصعق، ثمّ لا يبقى أحدٌ إلّا صعق. ثمّ يرسل اللّه -أو: ينزل اللّه مطرًا كأنّه الطّلّ-أو الظّلّ شكّ نعمان -فتنبت منه أجساد النّاس. ثمّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون، ثمّ يقال: يا أيّها النّاس، هلمّوا إلى ربّكم: {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصّافّات:24]، قال: "ثمّ يقال: أخرجوا بعث النّار". قال: "فيقال: كم؟ فيقال: من كلّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين فيومئذٍ تبعث الولدان شيبًا، ويومئذٍ يكشف عن ساقٍ".
انفرد بإخراجه مسلمٌ في صحيحه.
وقال البخاريّ: حدّثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالحٍ قال: سمعت أبا هريرة [رضي اللّه عنه] عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "بين النّفختين أربعون". قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنةً؟ قال: أبي، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، ويبلى كلّ شيءٍ من الإنسان إلّا عجب ذنبه فيه يركّب الخلق.
وقال أبو يعلى: حدّثنا يحيى بن معينٍ، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عمر بن محمّدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة [رضي اللّه عنه]، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "سألت جبريل، عليه السّلام، عن هذه الآية: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه} من الّذين لم يشأ اللّه أن يصعقهم؟ قال: هم الشّهداء، مقلّدون أسيافهم حول عرشه، تتلقّاهم ملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوتٍ نمارها ألين من الحرير، مدّ خطاها مدّ أبصار الرّجال، يسيرون في الجنّة يقولون عند طول النّزهة: انطلقوا بنا إلى ربّنا، عزّ وجلّ، لننظر كيف يقضي بين خلقه، يضحك إليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبدٍ في موطنٍ فلا حساب عليه".
رجاله كلّهم ثقاتٌ إلّا شيخ إسماعيل بن عيّاشٍ، فإنّه غير معروفٍ واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 116-118]

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأشرقت الأرض بنور ربّها} أي: أضاءت يوم القيامة إذا تجلّى الحقّ، تبارك وتعالى، للخلائق لفصل القضاء، {ووضع الكتاب} قال قتادة: كتاب الأعمال، {وجيء بالنّبيّين} قال ابن عبّاسٍ: يشهدون على الأمم بأنّهم بلّغوهم رسالات اللّه إليهم، {والشّهداء} أي: الشّهداء من الملائكة الحفظة على أعمال العباد من خيرٍ وشرٍّ، {وقضي بينهم بالحقّ} أي: بالعدل {وهم لا يظلمون} قال اللّه [تعالى]: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين} [الأنبياء:47]، وقال [اللّه] تعالى: {وإن تك حسنةً يضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا} [النّساء:40]، ولهذا قال: {ووفّيت كلّ نفسٍ ما عملت} أي: من خيرٍ أو شرٍّ {وهو أعلم بما يفعلون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 118]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة