العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة يس [ من الآية (45) إلى الآية (50) ]

تفسير سورة يس
[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله اتقوا ما بين أيديكم قال ما بين أيديكم من الوقائع التي قد خلت وما خلفكم من أمر الساعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/144]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلّكم ترحمون (45) وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم إلاّ كانوا عنها معرضين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المشركين باللّه، المكذّبين رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم: احذروا ما مضى بين أيديكم من نقم اللّه ومثلاته بمن حلّ ذلك به من الأمم قبلكم أن يحلّ مثله بكم بشرككم وتكذيبكم رسوله {وما خلفكم} يقول: وما بعد هلاككم ممّا أنتم لا قوّة إن هلكتم على كفركم الّذي أنتم عليه {لعلّكم ترحمون} يقول: ليرحمكم ربّكم إن أنتم حذرتم ذلك، واتّقيتموه بالتّوبة من شرككم والإيمان به، ولزوم طاعته فيما أوجب عليكم من فرائضه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإذا قيل: لهم اتّقوا ما بين أيديكم} وقائع اللّه فيمن خلا قبلهم من الأمم وما خلفهم من أمر السّاعة.
وكان مجاهدٌ يقول في ذلك ما:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ما بين أيديكم} قال: ما مضى من ذنوبهم {وما خلفكم} قال: ذنوبهم.
وهذا القول قريب المعنى من القول الّذي قلنا، لأنّ معناه: اتّقوا عقوبة ما بين أيديكم من ذنوبكم، وما خلفكم ممّا تعملون من الذّنوب ولم تعملوه بعد، فذلك بعد تخويفٍ لهم العقاب على كفرهم). [جامع البيان: 19/447-449]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم يعني من الذنوب). [تفسير مجاهد: 535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {فلا صريخ لهم} قال: لا مغيث لهم وفي قوله {ومتاعا إلى حين} قال: إلى الموت، وفي قوله {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم} قال: من الوقائع التي قد خلت فيمن كان قبلكم والعقوبات التي أصابت عادا وثمودا والأمم {وما خلفكم} قال: من أمر الساعة، وفي قوله {وإذا قيل لهم أنفقوا من ما رزقكم الله}، قال: نزلت في الزنادقة كانوا لا يطعمون فقيرا فعاب الله ذلك عليه وعيرهم). [الدر المنثور: 12/355-356] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم} قال ما مضى وما بقي من الذنوب). [الدر المنثور: 12/356]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم إلاّ كانوا عنها معرضين} يقول تعالى ذكره: وما تجيء هؤلاء المشركين من قريشٍ آيةٌ، يعني حجّةً من حجج اللّه، وعلامةً من علاماته على حقيقة توحيده، وتصديق رسوله، إلاّ كانوا عنها معرضين، لا يتفكّرون فيها، ولا يتدبّرونها، فيعلموا بها ما احتجّ اللّه عليهم بها.
فإن قال قائلٌ: وأين جواب قوله: {وإذا قيل لهم: اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم}؟
قيل: جوابه وجواب قوله {وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم} قوله: {إلاّ كانوا عنها معرضين} لأنّ الإعراض منهم كان عن كلّ آيةٍ للّه، فاكتفى بالجواب عن قوله: {اتّقوا ما بين أيديكم} وعن قوله: {وما تأتيهم من آيةٍ} بالخبر عن إعراضهم عنها لذلك، لأنّ معنى الكلام: وإذا قيل لهم: اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم اعرضوا، وإذا أتتهم آيةٌ اعرضوا). [جامع البيان: 19/449]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن الكلبي في قوله وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال نزلت في الزنادقة معمر عن محمد بن زياد مولى بني جمح في قوله تعالى صيحة واحدة تأخذكم وهم يخصمون قال سمعت أبا هريرة يقول إن الساعة لتقوم على الرجلين وهما ينشران الثوب يتبايعانه). [تفسير عبد الرزاق: 2/144]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه إن أنتم إلاّ في ضلالٍ مبينٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المشركين باللّه: أنفقوا من رزق اللّه الّذي رزقكم، فأدّوا منه ما فرض اللّه عليكم فيه لأهل حاجتكم ومسكنتكم، قال الّذين أنكروا وحدانيّة اللّه وعبدوا من دونه للّذين آمنوا باللّه ورسوله: أنطعم أموالنا وطعامنا من لو يشاء اللّه أطعمه؟!
وفي قوله: {إن أنتم إلاّ في ضلالٍ مبينٍ} وجهان: أحدهما أن يكون من قيل الكفّار للمؤمنين، فيكون تأويل الكلام حينئذٍ: ما أنتم أيّها القوم في قيلكم لنا: أنفقوا ممّا رزقكم اللّه على مساكينكم، إلاّ في ذهابٍ عن الحقّ، وجورٍ عن الرّشد مبينٍ لمن تأمّله وتدبّره، أنّه في ضلالٍ؛ وهذا أولى وجهيه بتأويله.
والوجه الآخر: أن يكون ذلك من قيل اللّه للمشركين، فيكون تأويله حينئذٍ: ما أنتم أيّها الكافرون في قيلكم للمؤمنين: أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه، إلاّ في ضلالٍ مبينٍ، عن أنّ قيلكم ذلك لهم ضلالٌ). [جامع البيان: 19/449-450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {فلا صريخ لهم} قال: لا مغيث لهم وفي قوله {ومتاعا إلى حين} قال: إلى الموت، وفي قوله {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم} قال: من الوقائع التي قد خلت فيمن كان قبلكم والعقوبات التي أصابت عادا وثمودا والأمم {وما خلفكم} قال: من أمر الساعة، وفي قوله {وإذا قيل لهم أنفقوا من ما رزقكم الله}، قال: نزلت في الزنادقة كانوا لا يطعمون فقيرا فعاب الله ذلك عليه وعيرهم). [الدر المنثور: 12/355-356] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه} قال: اليهود تقوله). [الدر المنثور: 12/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن إسماعيل عن أبي خالد رضي الله عنه في قوله {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه} قال: يهود تقوله). [الدر المنثور: 12/356]

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون المكذّبون وعيد اللّه والبعث بعد الممات يستعجلون ربّهم بالعذاب: {متى هذا الوعد} أي الوعد بقيام السّاعة {إنّ كنتم صادقين} أيّها القوم، وهذا قولهم لأهل الإيمان باللّه ورسوله). [جامع البيان: 19/450]

تفسير قوله تعالى: (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (قال سفيان [الثوري] كان عبد الله يقرأ (صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون) [الآية: 49]). [تفسير الثوري: 250]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما ينظرون إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون (49) فلا يستطيعون توصيةً ولا إلى أهلهم يرجعون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ما ينتظر هؤلاء المشركون الّذين يستعجلون بوعيد اللّه إيّاهم، إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم، وذلك نفخة الفزع عند قيام السّاعة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، وجاءت الآثار.
ذكر من قال ذلك، وما فيه من الأثر:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، ومحمّد بن جعفرٍ، قالا: حدّثنا عوف بن أبي جميلة، عن أبي المغيرة القوّاس، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: لينفخنّ في الصّور، والنّاس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتّى إنّ الثّوب ليكون بين الرّجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتّى ينفخ في الصّور، وحتّى إنّ الرّجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتّى ينفخ في الصّور، وهي الّتي قال اللّه: {ما ينظرون إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون فلا يستطيعون توصيةً} الآية.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ما ينظرون إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون} ذكر لنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: تهيج السّاعة بالنّاس، والرّجل يسقي ماشيته، والرّجل يصلح حوضه، والرّجل يقيم سلعته في سوقه، والرّجل يخفض ميزانه ويرفعه، وتهيج بهم وهم كذلك، فلا يستطيعون توصيةً ولا إلى أهلهم يرجعون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ما ينظرون إلاّ صيحةً واحدةً} قال: النّفخة نفخةٌ واحدةٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن إسماعيل بن رافعٍ، عمّن ذكره، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: وإنّ اللّه لمّا فرغ من خلق السّموات والأرض خلق الصّور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فيه شاخصا ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر قال أبو هريرة: يا رسول اللّه: وما الصّور؟ قال: قرنٌ، قال: وكيف هو؟ قال: قرنٌ عظيمٌ ينفخ فيه ثلاث نفخاتٍ، الأولى نفخة الفزع، والثّانية نفخة الصّعق، والثّالثة نفخة القيام لربّ العالمين، يأمر اللّه إسرافيل بالنّفخة الأولى فيقول: انفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السّموات وأهل الأرض إلاّ من شاء اللّه، ويأمره اللّه فيديمها ويطوّلها، فلا يفتر، وهي الّتي يقول اللّه: {ما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ} ثمّ يأمر اللّه إسرافيل بنفخة الصّعق، فيقول: انفخ نفخة الصّعق، فيصعق أهل السّموات والأرض إلاّ من شاء اللّه، فإذا هم خامدون، ثمّ يميت من بقي، فإذا لم يبق إلاّ اللّه الواحد الصّمد، بدّل الأرض غير الأرض والسّموات فيبسطها ويستطحها ويمدّها مدّ الأديم العكاظيّ، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، ثمّ يزجر اللّه الخلق زجرةً، فإذا هم في هذه المبدّلة في مثل مواضعهم من الأولى ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان على ظهرها كان على ظهرها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وهم يخصّمون} فقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة: (وهم يخصّمون) بسكون الخاء وتشديد الصاد، فجمع بين السّاكنين، بمعنى: يختصمون، ثمّ أدغم التّاء في الصاد فجعلها صادًا مشدّدةً، وترك الخاء على سكونها في الأصل.
وقرأ ذلك بعض المكّيّين والبصريّين: (وهم يخصّمون) بفتح الخاء وتشديد الصاد بمعنى: يختصمون، غير أنّهم نقلوا حركة التّاء وهي الفتحة الّتي في يفتعلون إلى الخاء منها، فحرّكوها بتحريكها، وأدغموا التّاء في الصاد وشدّدوها.
وقرأ ذلك بعض قرّاء الكوفة: {يخصّمون} بكسر الخاء وتشديد الصاد، فكسر الخاء بكسر الصاد وأدغموا التّاء في الصاد وشدّدها.
وقرأ ذلك آخرون منهم: (يخصمون) بسكون الخاء وتخفيف الصاد، بمعنى (يفعلون) من الخصومة، وكأنّ معنى قارئ ذلك كذلك: كأنّهم يتكلّمون، أو يكون معناه عنده: كان وهم عند أنفسهم يخصمون من وعدهم مجيء السّاعة، وقيام القيامة، ويغلبونه بالجدل في ذلك.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّ هذه قراءاتٌ مشهوراتٌ معروفاتٌ في قرّاء الأمصار، متقاربات المعاني، فبأيّتهنّ قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 19/450-453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 49 - 50.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: تهيج الساعة الناس والرجل يسقي ماشيته والرجل يصلح حوضه والرجل يقيم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه فتهيج بهم وهم كذلك {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} قال: أعجلوا عن ذلك). [الدر المنثور: 12/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون} قال: هذا مبتدأ يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وهم يخصمون} قال: يتكلمون). [الدر المنثور: 12/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به وهي التي قال الله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون (49) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} ). [الدر المنثور: 12/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {تأخذهم وهم يخصمون} قال: تذرهم في أسواقهم وطرقهم {فلا يستطيعون توصية} قال: لا يوصي بعضهم إلى بعض، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/358] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا يستطيعون توصيةً} يقول تعالى ذكره: فلا يستطيع هؤلاء المشركون عند النّفخ في الصّور أن يوصوا في أموالهم أحدًا {ولا إلى أهلهم يرجعون} يقول: ولا يستطيع من كان منهم خارجًا عن أهله أن يرجع إليهم، لأنّهم لا يمهلون بذلك ولكن يعجلون بالهلاك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فلا يستطيعون توصيةً} أي فيما في أيديهم {ولا إلى أهلهم يرجعون} قال: أعجلوا عن ذلك.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً} الآية، قال: هذا مبتدأٌ يوم القيامة، وقرأ: {فلا يستطيعون توصيةً} حتّى بلغ {إلى ربّهم ينسلون} ). [جامع البيان: 19/453-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 49 - 50.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: تهيج الساعة الناس والرجل يسقي ماشيته والرجل يصلح حوضه والرجل يقيم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه فتهيج بهم وهم كذلك {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} قال: أعجلوا عن ذلك). [الدر المنثور: 12/356] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به وهي التي قال الله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون (49) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} ). [الدر المنثور: 12/357] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية قال: تقوم الساعة والناس في أسواقهم يتبايعون ويذرعون الثياب ويحلبون اللقاح وفي حوائجهم {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} ). [الدر المنثور: 12/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: إن الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب والرجل يحلب الناقة ثم قرأ {فلا يستطيعون توصية} ). [الدر المنثور: 12/357-358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم، وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها). [الدر المنثور: 12/358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {تأخذهم وهم يخصمون} قال: تذرهم في أسواقهم وطرقهم {فلا يستطيعون توصية} قال: لا يوصي بعضهم إلى بعض، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/358]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 03:48 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اتّقوا ما بين أيديكم...}
من عذاب الآخرة :{وما خلفكم} : من عذاب الدنيا ممّا لا تأمنون من عذاب ثمود , ومن مضى.). [معاني القرآن: 2/379]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ كانوا عنها معرضين...}: جواب للآية، وجواب لقوله: {وإذا قيل لهم اتّقوا} , فلمّا أن كانوا معرضين عن كلّ آية كفى جواب واحدةٍ من ثنتين؛ لأن المعنى: وإذا قيل لهم: اتقوا , أعرضوا، وإذا أتتهم آية, أعرضوا.). [معاني القرآن: 2/379] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلّكم ترحمون (45)}
ما أسلفتم من ذنوبكم، وما تعملونه فيما تستقبلون.
وقيل : ما بين أيديكم , وما خلفكم، على معنى : اتقوا أن ينزل بكم من العذاب مثل الذي نزل بالأمم قبلكم، وما خلفكم، أي: اتقوا عذاب الآخرة.
ومثله :{فإن أعرضوا فقد أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}. ). [معاني القرآن: 4/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم}
قال قتادة : أي : (ما بين أيديكم من الوقائع فيمن كان قبلكم , {وما خلفكم}), قال: (من الآخرة) .
والمعنى على قول الحكم بن عتيبة : (ما بين أيديكم من الدنيا , أي : مثل ما أصاب عادا وثمودا , وما خلفكم الآخرة) .
وعلى قول مجاهد: (ما بين أيديكم من ذنوبكم , وما لم تعملوه) .
وعلى قول ابن عباس , وسعيد بن جبير : (ما بين أيديكم الآخرة , وما خلفكم الدنيا , وكذلك قالا في قول الله جل وعز: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم})
والتقدير في العربية , وإذا قيل لهم : اتقوا ما بين أيديكم , وما خلفكم , أعرضوا.
ودل على هذا الحذف قوله تعالى: {وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين}. ). [معاني القرآن: 5/499-501]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ كانوا عنها معرضين...}: جواب للآية، وجواب لقوله: {وإذا قيل لهم اتّقوا} .
فلمّا أن كانوا معرضين عن كلّ آية , كفى جواب واحدةٍ من اثنتين؛ لأن المعنى: وإذا قيل لهم: اتقوا , أعرضوا، وإذا أتتهم آية , أعرضوا.). [معاني القرآن: 2/379]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }(47)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه إن أنتم إلّا في ضلال مبين (47)}
أي : أطعموا , وتصدّقوا.
{قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعم}: كأنهم يقولون هذا على حد الاستهزاء.
وجاء في التفسير : أنها نزلت في الزنادقة، وقيل : في قوم من اليهود.). [معاني القرآن: 4/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله}
قال الحسن: (هم اليهود , ثم قال جل وعز: {قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه}
يقولون : هذا على التهزؤ).). [معاني القرآن: 5/501]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48)}: متى إنجاز هذا الوعد، أردنا ذلك.). [معاني القرآن: 4/289]

تفسير قوله تعالى:{مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهم يخصّمون...}
قرأها يحيى بن وثّابٍ : {يخصمون} , وقرأها عاصم : {يخصّمون} ينصب الياء , ويكسر الخاء.
ويجوز نصب الخاء؛ لأن التاء كانت تكون منصوبة فنقل إعرابها إلى الخاء,والكسر أكثر وأجود.
وقرأها أهل الحجاز {يخصّمون} يشدّدون, ويجمعون بين ساكنين.
وهي في قراءة أبيّ بن كعب: {يختصمون}, فهذه حجّة لمن يشدد.
وأما معنى يحيى بن وثّابٍ , فيكون على معنى : يفعلون من الخصومة , كأنه قال: وهم يتكلّمون .
ويكون على وجهٍ آخر: {وهم يخصمون}: وهم في أنفسهم يخصمون من وعدهم الساعة.وهو وجه حسن .
أي: تأخذهم السّاعة لأن المعنى: وهم عند أنفسهم يغلبون من قال لهم: أن الساعة آتية.).[معاني القرآن: 2/379]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يخصّمون}: أي : يختصمون, فأدغم التاء في الصاد.). [تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ما ينظرون إلّا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصّمون (49)}
في {يخصّمون} أربعة أوجه:
سكون الخاء , والصاد مع تشديد الصاد على جمع بين ساكنين، وهو أشد الأربعة وأردؤها، وكان بعض من يروي قراءة أهل المدينة , يذهب إلى أن هذا .
لم يضبط عن أهل المدينة , كما لم يضبط عن أبي عمرو :{إلى بارئكم}
وإنّما زعم أن هذا تختلس فيه الحركة اختلاسا , وهي فتحة الخاء، والقول كما قال.
والقراءة الجيّدة {يخصّمون} بفتح الخاء، والأصل : يختصمون.
فطرحت فتحة التاء على الخاء، وأدغمت في الصاد، وكسر الخاء جيّد أيضا - تكسر الخاء لسكونها وسكون - الصاد.
وقرئت : يختصمون، وهي جيدة أيضا , ومعناها: يأخذهم , وبعضهم يخصم بعضاً.
ويجوز أن يكون تأخذهم , وهم عند أنفسهم يخصمون في الحجة في أنهم لا يبعثون، فتقوم الساعة , وهم متشاغلون في متصرفاتهم.). [معاني القرآن: 4/289-290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون}
وفي حرف أبي : {وهم يختصمون}, والمعنى واحد.
ويقرأ :{يخصمون}: أي: يخصم بعضهم بعضًا .
ويجوز أن يكون معناه : وهم يخصمون عند أنفسهم بالحجة من آمن بالساعة.). [معاني القرآن: 5/502]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا يستطيعون توصيةً...}
يقول: لا يستطيع بعضهم أن يوصي إلى بعضٍ.
{ولا إلى أهلهم يرجعون}: أي: لا يرجعون إلى أهلهم قولاً.
ويقال: لا يرجعون: لا يستطيعون الرجوع إلى أهليهم من الأسواق.). [معاني القرآن: 2/380]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون (50)}: لا يستطيع أحد أن يوصي في شيء من أمره.
{ولا إلى أهلهم يرجعون}:لا يلبث إلى أن يصير إلى أهله ومنزله, يموت في مكانه.). [معاني القرآن: 4/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون}
أي : لا يمهلون حتى يوصوا , ولا إلى أهلهم يرجعون, أي: يموتون مكانهم .
ويجوز أن يكون المعنى : ولا يرجعون إلى أهلهم قولاً.). [معاني القرآن: 5/500-503]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 03:50 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ابتدأ الإخبار عن عتو قريش بقوله: {وإذا قيل لهم} الآية. و"ما بين أيديهم" قال مقاتل، وقتادة: هو عذاب الأمم الذي قد سبقهم في الزمن، و"ما خلفهم" هو عذاب الآخرة التي تأتي من بعدهم في الزمن، وهذا هو النظر، وقال الحسن: خوفوا بما مضى من ذنوبهم وبما يأتي منها، وهذا نحو الأول في المعنى; لأن التخويف بالذنب إنما هو من عقابه والمجازاة عليه. "ما بين أيديهم" هو الآخرة، و"ماخلفهم" عذاب الأمم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فجعل الترتيب كأنهم يسيرون من شيء إلى شيء، ولم يعتبر وجود الأشياء في الزمن، وهذا النظر يكره عليه قوله تعالى: {مصدقا لما بين يديه من التوراة}، وإنما المطرد أن يقاس ما بين اليد والخلف بما يسوقه الزمن، فتأمله. وجواب "إذا" في هذه الآية محذوف، تقديره: أعرضوا، ويفسره سبحانه: إلا كانوا عنها معرضين، و"الآيات" العلامات والدلائل).[المحرر الوجيز: 7/ 251-252]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون * فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون}
الضمير في قوله تعالى: "لهم" لقريش. وسبب هذه الآية أن الكفار لما أسلم حواشيهم من الموالي وغيرهم من المستضعفين، قطعوا عنهم نفقاتهم وجميع صلاتهم، وكان الأمر بمكة أولا فيه بعض الاتصال في وقت نزول آيات الموادعة، فندب أولئك المؤمنون قرابتهم من الكفار أن يصلوهم، وأن ينفقوا عليهم مما رزقهم الله، فقالوا عند ذلك: أنطعم من لو يشاء الله أطعمه. قال الرماني: ونسوا ما يجب من التعاطف وتآلف الجنس.
وقالت فرقة: سببها أن قريشا شحت - بسبب أزمة - على المساكين جميعا من مؤمن وغيره، فندبهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى النفقة على المساكين، فقالوا هذا القول.
وقولهم يحتمل معنيين من التأويل: أحدهما يخرج على اختيارات لجهال العرب، فقد روي أن أعرابيا كان يرعى إبله، فجعل السمان في الخصب، والمهازيل في المكان الجدب، فقيل له في ذلك فقال: أكرم ما أكرم الله وأهين ما أهان الله، فيخرج قول قريش على هذا المعنى، كأنهم رأوا الإمساك عمن أمسك الله عنه رزقه; ومن أمثالهم: "كن مع الله على المدبر". والتأويل الثاني أن يكون كلامهم بمعنى الاستهزاء بقول محمد صلى الله عليه وسلم: إن ثم إلها هو الرزاق، فكأنهم قالوا: لم لا يرزقهم إلهك الذي تزعم؟ أي: نحن لا نطعم من لو يشاء هذا الإله الذي زعمت أطعمه. وهذا كما يدعي الإنسان أنه غني ثم يحتاج إلى معونتك في مال فتقول له - على جهة الاحتجاج والهزء به -: أتطلب معونتي وأنت غني؟ أي: على قولك.
وقوله: {إن أنتم إلا في ضلال مبين} يحتمل أن يكون من قول الكفرة للمؤمنين، أي: في أمركم لنا بنفقة أموالنا، وفي غير ذلك من دينكم، ويحتمل أن يكون من قول الله تعالى للكفرة، استأنف زجرهم بهذا). [المحرر الوجيز: 7/ 252-253]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حكى عنهم - على جهة التقرير عليهم - قولهم: {متى هذا الوعد} أي متى يوم القيامة الذي تزعم، وقيل: أرادوا: متى هذا العذاب الذي تهددنا به؟ وسموا ذلك وعدا من حيث تفيد قرائن الكلام أنه في شر، والوعد متى ورد مطلقا فهو في خير، وإذا قيد بقرينة الشر استعمل فيه، والوعيد دائما هو في الشر). [المحرر الوجيز: 7/ 253]

تفسير قوله تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"ينظرون" معناه: ينتظرون، و"ما" نافية، وهذه الصيحة هي صيحة القيامة والنفخة الأولى في الصور، رواه عبد الله بن عمر، وأبو هريرة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حديث أن بعدها نفخة الصعق، ثم نفخة الحشر، وهي التي تدوم فما لها من فواق.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والأعرج، وشبل، وابن قسطنطين المكي: [يخصمون] بفتح الياء والخاء وشد الصاد المكسورة، وأصلها يختصمون، نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت التاء الساكنة في الصاد. وقرأ نافع، وأبو عمرو أيضا بفتح الياء وسكون الخاء وشد الصاد المكسورة، وفي هذه القراءة جمع بين ساكنين ولكنه ليس بجمع محض، ووجهها أبو علي، وأصلها: يختصمون، حذفت حركة التاء دون نقل وأدغمت في الصاد. وقرأ عاصم، والكسائي، وابن عامر، ونافع أيضا، والحسن، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بفتح الياء وكسر الخاء وشد الصاد المكسورة، أصلها: يختصمون، أعلت كالتي قبلها ثم كسرت للالتقاء. وقرأت فرقة بكسر الياء والخاء وشد الصاد المكسورة كالتي قبلها ثم أتبعت كسرة الخاء بكسرة الياء، وفي مصحف أبي بن كعب "يختصمون". ومعنى هذه القراءات كلها أنهم يتحاورون ويتراجعون الأقوال بينهم ويتدافعون في شؤونهم، وقرأ حمزة: "يخصمون"، وهذه تحتمل معنيين: أحدهما ما في القراءات قبلها، أي: يخصم بعضهم بعضا، والثاني أنهم يخصمون أهل الحق في زعمهم، كأنه قال: تأخذهم الصيحة وهم يظنون بأنفسهم أنهم قد خصموا أو غلبوا; لأنك تقول: خاصمت فلانا فخصمته، إذا غلبته). [المحرر الوجيز: 7/ 253-254]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {فلا يستطيعون} توصية عبارة عن إعجال الحال، و"التوصية" مصدر من: وصى، وقوله: {ولا إلى أهلهم يرجعون} يحتمل تأويلات: أحدها: ولا يرجع أحد إلى منزله وأهله لإعجال الأمر، بل تقبض نفسه حيثما أخذته الصيحة، والثاني معناه: ولا إلى أهلهم يرجعون قولا، وهذا أبلغ في الاستعجال، وخص الأهل بالذكر لأن القول معهم في ذلك الوقت أهم على الإنسان من الأجنبيين وأوكد في نفوس البشر، والثالث تقديره: ولا إلى أهلهم يرجعون أبدا، فخرج هذا عن معنى وصف الاستعجال إلى معنى ذكر انقطاعهم وانبتارهم من دنياهم.
وقرأ الجمهور: "يرجعون" بفتح الياء وكسر الجيم، وقرأ ابن محيصن بضم الياء وفتح الجيم).[المحرر الوجيز: 7/ 254]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 05:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 05:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلّكم ترحمون (45) وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم إلا كانوا عنها معرضين (46) وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه إن أنتم إلا في ضلالٍ مبينٍ (47)}
يقول تعالى مخبرًا عن تمادي المشركين في غيّهم وضلالهم، وعدم اكتراثهم بذنوبهم الّتي أسلفوها، وما هم يستقبلون بين أيديهم يوم القيامة: {وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم} قال مجاهدٌ: من الذّنوب. وقال غيره بالعكس، {لعلّكم ترحمون} أي: لعلّ اللّه باتّقائكم ذلك يرحمكم ويؤمّنكم من عذابه. وتقدير كلامه: أنّهم لا يجيبون إلى ذلك ويعرضون عنه. واكتفى عن ذلك بقوله: {وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم} أي: على التّوحيد وصدق الرّسل {إلا كانوا عنها معرضين} أي: لا يتأمّلونها ولا ينتفعون بها). [تفسير ابن كثير: 6/ 580]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه} أي: وإذا أمروا بالإنفاق ممّا رزقهم اللّه على الفقراء والمحاويج من المسلمين {قال الّذين كفروا للّذين آمنوا} أي: عن الّذين آمنوا من الفقراء، أي: قالوا لمن أمرهم من المؤمنين بالإنفاق محاجّين لهم فيما أمروهم به: {أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه} أي: وهؤلاء الّذين أمرتمونا بالإنفاق عليهم، لو شاء اللّه لأغناهم ولأطعمهم من رزقه، فنحن نوافق مشيئة اللّه فيهم، {إن أنتم إلا في ضلالٍ مبينٍ} أي: في أمركم لنا بذلك.
قال ابن جريرٍ: ويحتمل أن يكون من قول اللّه للكفّار حين ناظروا المسلمين وردّوا عليهم، فقال لهم: {إن أنتم إلا في ضلالٍ مبينٍ}، وفي هذا نظر). [تفسير ابن كثير: 6/ 580]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) ما ينظرون إلا صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون (49) فلا يستطيعون توصيةً ولا إلى أهلهم يرجعون (50)}
يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام السّاعة في قولهم: {متى هذا الوعد [إن كنتم صادقين]}؟ {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها} [الشّورى: 18]). [تفسير ابن كثير: 6/ 581]

تفسير قوله تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {ما ينظرون إلا صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون} أي: ما ينتظرون إلّا صيحةً واحدةً، وهذه -واللّه أعلم- نفخة الفزع، ينفخ في الصّور نفخة الفزع، والنّاس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم، فبينما هم كذلك إذ أمر اللّه تعالى إسرافيل فنفخ في الصّور نفخةً يطوّلها ويمدّها، فلا يبقى أحدٌ على وجه الأرض إلّا أصغى ليتًا، ورفع ليتًا -وهي صفحة العنق-يتسمّع الصّوت من قبل السّماء. ثمّ يساق الموجودون من النّاس إلى محشر القيامة بالنّار، تحيط بهم من جوانبهم؛ ولهذا قال: {فلا يستطيعون توصيةً} أي: على ما يملكونه، الأمر أهمّ من ذلك، {ولا إلى أهلهم يرجعون}.
وقد وردت هاهنا آثارٌ وأحاديث ذكرناها في موضعٍ آخر ثمّ يكون بعد هذا نفخة الصّعق، الّتي تموت بها الأحياء كلّهم ما عدا الحيّ القيّوم، ثمّ بعد ذلك نفخة البعث). [تفسير ابن كثير: 6/ 581]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة