العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:28 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يونس [ من الآية (45) إلى الآية (49) ]

تفسير سورة يونس
[ من الآية (45) إلى الآية (49) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:28 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلاّ ساعةً من النّهار يتعارفون بينهم قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين}.
يقول تعالى ذكره: ويوم نحشر هؤلاء المشركين فنجمعهم في موقف الحساب، كأنّهم كانوا قبل ذلك لم يلبثوا إلاّ ساعةً من نهارٍ يتعارفون فيما بينهم، ثمّ انقطعت المعرفة وانقضت تلك السّاعة. يقول اللّه: {قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين} قد غبن الّذين جحدوا ثواب اللّه وعقابه وحظوظهم من الخير وهلكوا. {وما كانوا مهتدين} يقول: وما كانوا موفّقين لإصابة الرّشد ممّا فعلوا من تكذيبهم بلقاء اللّه لأنّه أكسبهم ذلك ما لا قبل لهم به من عذاب اللّه). [جامع البيان: 12/187]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلّا ساعةً من النّهار يتعارفون بينهم قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين (45)
قوله تعالى: ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعةً من النهار
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا إبراهيم، ثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال حشرها الموت.
قوله تعالى: يتعارفون بينهم
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن المثنّى، ثنا عبد اللّه الحنفيّ، ثنا عمر، عن الحسن يتعارفون بينهم قال: يعرف الرّجل صاحبه إلى جنبه لا يكلّمه يعني: يوم القيامة.
قوله تعالى: قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه
- حدّثنا أبي، ثنا أبو بكر بن بشّارٍ العبديّ ثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي رزينٍ في قوله: قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه قال: قد ضلّوا قبل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 6/1954-1955]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 45
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله {يتعارفون بينهم} قال: يعرف الرجل صاحبه إلى جنبه فلا يستطيع أن يكلمه). [الدر المنثور: 7/663]

تفسير قوله تعالى: (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك فإلينا مرجعهم ثمّ اللّه شهيدٌ على ما يفعلون}.
يقول تعالى ذكره: وإمّا نرينّك يا محمّد في حياتك بعض الّذي نعدّ هؤلاء المشركين من قومك من العذاب، أو نتوفّينّك قبل أن نريك ذلك فيهم. {فإلينا مرجعهم} يقول: فمصيرهم بكلّ حالٍ إلينا ومنقلبهم. {ثمّ الله شهيدٌ على ما يفعلون} يقول جلّ ثناؤه ثمّ أنا شاهدٌ على أفعالهم الّتي كانوا يفعلونها في الدّنيا، وأنا عالمٌ بها لا يخفى عليّ شيءٌ منها، وأنا مجازيهم بها عند مصيرهم إليّ ومرجعهم جزاءهم الّذي يستحقّونه.
- كما حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم} من العذاب في حياتك، {أو نتوفّينّك} قبل، {فإلينا مرجعهم}.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، نحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 12/188]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك فإلينا مرجعهم ثمّ اللّه شهيدٌ على ما يفعلون (46)
قوله تعالى: وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم: من العذاب في حياتك.
قوله تعالى: أو نتوفينك
- وبه عن مجاهدٍ ولكلّ أمّةٌ رسولٌ فإذا جاء رسولهم: يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 6/1955]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وإما نرينك بعض الذي نعدهم يعني من العذاب في حياتك يا محمد أو نتوفينك فإلينا مرجعهم). [تفسير مجاهد: 294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 46 - 56.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإما نرينك بعض الذي نعدهم} قال: سوء العذاب في حياتك {أو نتوفينك} قبل {فإلينا مرجعهم} وفي قوله {ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم} قال: يوم القيامة (لم يتناول المؤلف تفسير بقية الآيات هكذا في الأصل) ). [الدر المنثور: 7/663-664]

تفسير قوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون}.
يقول تعالى ذكره: ولكلّ أمّةٍ خلت قبلكم أيّها النّاس رسولٌ أرسلته إليهم، كما أرسلت محمّدًا إليكم يدعون من أرسلتهم إليهم إلى دين اللّه وطاعته. {فإذا جاء رسولهم} يعني في الآخرة.
- كما حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم} قال: يوم القيامة.
وقوله: {قضي بينهم بالقسط} يقول قضي حينئذٍ بينهم بالعدل {وهم لا يظلمون} من جزاء أعمالهم شيئًا، ولكن يجازى المحسن بإحسانه والمسيء من أهل الإيمان إمّا أن يعاقبه اللّه، وإمّا أن يعفو عنه، والكافر يخلّد في النّار؛ فذلك قضاء اللّه بينهم بالعدل، وذلك لا شكّ عدلٌ لا ظلمٌ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {قضي بينهم بالقسط} قال: بالعدل). [جامع البيان: 12/188-189]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون (47)
قوله تعالى: قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عمرو بن عليٍّ ثنا أبو عاصمٍ عن عيسى عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ القسط: العدل وروي عن السّدّيّ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 6/1955]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فإذا جاء رسولهم يعني يوم القيامة قضي بينهم بالقسط يعني بالعدل). [تفسير مجاهد: 294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 46 - 56.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإما نرينك بعض الذي نعدهم} قال: سوء العذاب في حياتك {أو نتوفينك} قبل {فإلينا مرجعهم} وفي قوله {ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 7/663-664] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ويقول هؤلاء المشركون من قومك يا محمّد {متى هذا الوعد} الّذي تعدنا أنّه يأتينا من عند اللّه؟ وذلك قيام السّاعة؛ {إن كنتم صادقين} أنت ومن تبعك فيما تعدوننا به من ذلك). [جامع البيان: 12/189]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48)
قوله تعالى: ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله: ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ لنا يومًا يوشك أن نستريح فيه وننعم فيه فقال المشركون: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أي تكذيبًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/1955]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا إلاّ ما شاء اللّه لكلّ أمّةٍ أجلٌ إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد لمستعجليك وعيد اللّه، القائلين لك: متى يأتينا الوعد الّذي تعدنا إن كنتم صادقين: {لا أملك لنفسي} أيّها القوم؛ أي لا أقدر لها على ضرٍّ ولا نفعٍ في دنيا ولا دينٍ إلاّ ما شاء اللّه أن أملكه فأجلبه إليها بإذنه.
يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم: فإذا كنت لا أقدر على ذلك إلاّ بإذنه، فأنا عن القدرة على الوصول إلى علم الغيب ومعرفة قيام السّاعة أعجز وأعجز، إلاّ بمشيئته وإذنه لي في ذلك. {لكلّ أمّةٍ أجلٌ} يقول: لكلّ قومٍ ميقاتٌ لانقضاء مدّتهم وأجلهم، فإذا جاء وقت انقضاء أجلهم وفناء أعمارهم، لا يستأخرون عنه ساعةً فيمهلون ويؤخّرون، ولا يستقدمون قبل ذلك؛ لأنّ اللّه قضى أن لا يتقدّم ذلك قبل الحين الّذي قدّره وقضاه). [جامع البيان: 12/189-190]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا إلّا ما شاء اللّه لكلّ أمّةٍ أجلٌ إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون (49)
قوله تعالى: قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا الآية.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا ضلالةً إلا ما شاء اللّه.
قوله تعالى: لكلّ أمّةٍ أجلٌ إذا جاء أجلهم الآية
- حدّثنا عبد اللّه بن إسماعيل البغداديّ، ثنا عثمان، ثنا وهيب، ثنا سعيد بن أبي عروبة قال: كان الحسن يقول: ما حقّ هؤلاء القوم يقولون: اللّهمّ أطل عمره واللّه يقول: إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون). [تفسير القرآن العظيم: 6/1955-1956]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:29 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلّا ساعة من النّهار يتعارفون بينهم قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين}
أي قرب عندهم ما بين موتهم وبعثهم، كما قال - عزّ وجلّ: {لبثنا يوما أو بعض يوم}.
{يتعارفون بينهم}.
يعرف بعضهم بعضا، وفي معرفة بعضهم بعضا وعلم بعضهم بإضلال بعض، التوبيخ لهم وإثبات الحجة عليهم.
{قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه}.
يجوز - واللّه أعلم - أن يكون هذا إعلاما من اللّه - جلّ وعز - بعد أن بيّن الدلالة على أمر البعث والنشور، أنّه من كذب بعد هذه الآية فقد خسر ويجوز أن يكون - والله أعلم - بتعارفهم بينهم يقولون قد خسر الّذين كذبوا بلقاء اللّه). [معاني القرآن: 3/22-23]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار} أي قريب ما بين موتهم ومبعثهم،
ثم قال {يتعارفون بينهم} أي يعرف بعضهم بعضا وهو أشد لتوبيخهم إذا عرف بعضهم بعضا بالإضلال والفساد). [معاني القرآن: 3/297]

تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإلينا مرجعهم ثمّ اللّه شهيدٌ على ما يفعلون...}
{ثم} ها هنا عطف. ولو قيل: ثمّ اللّه شهيد على ما يفعلون. يريد: هنالك الله شهيد على ما يفعلون). [معاني القرآن: 1/466]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك فإلينا مرجعهم ثمّ اللّه شهيد على ما يفعلون}
يقال في التفسير إنه يعنى به وقعة بدر، وقيل إنّ اللّه - جلّ وعزّ – أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ينتقم من بعض هذه الأمّة ولم يعلمه أيكون ذلك قبل وفاته أم بعدها.
والذي تدل عليه الآية أنّ اللّه - جل وعز - أعلمه أنه إن لم ينتقم منهم في العاجل انتقم منهم في الآجل، لأن قوله: {أو نتوفّينّك فإلينا مرجعهم ثمّ اللّه شهيد على ما يفعلون}
يدل على ذلك.
وقد أعلم كيف المجازاة على الكفر والمعاصي). [معاني القرآن: 3/23]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك}
قال مجاهد أي وإما نرينك العذاب في حياتك {أو نتوفينك قبل ذلك فإلينا مرجعهم}
وقال غيره يريد بقوله جل وعز: {وإما نرينك بعض الذي نعدهم} وقعة بدر والله أعلم). [معاني القرآن: 3/297-298]

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولكلّ أمّة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون}
المعنى - واللّه أعلم - أنّ كل رسول شاهد على أمّته بإيمانهم وكفرهم.
كما قال - جلّ وعزّ - {وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدا}.
وكما قال جلّ وعزّ: {وقال الرّسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورا }.
ويجوز - واللّه أعلم - أنّ اللّه أعلم أنه لا يعذّب قوما إلا بعد الإعذار إليهم والإنذار، أي لم يعذبهم حتى يجيئهم الرسول،
كما قال - جلّ وعزّ -:{وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا}.
وكما قال: {رسلا مبشّرين ومنذرين لئلّا يكون للنّاس على اللّه حجّة بعد الرّسل} ). [معاني القرآن: 3/23-24]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط}
قال مجاهد يعني يوم القيامة والمعنى على هذا فإذا جاء رسولهم يشهد عليهم بالإيمان والكفر كما قال تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد}
وقال جل وعز: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}
وقال غير مجاهد يجوز أن يكون إنه لا يعذب أحدا حتى يجيئه الإعذار والإنذار وإنما يأتي بهذا الرسل). [معاني القرآن: 3/296-297]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:31 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) }

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:31 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:31 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى:ويوم يحشرهم الآية، وعيد بالحشر وخزيهم فيه وتعاونهم في التلاوم بعضهم لبعض، ويوم ظرف ونصبه يصح بفعل مضمر تقديره واذكر يوم، ويصح أن ينتصب بالفعل الذي يتضمنه قوله كأن لم يلبثوا إلّا ساعةً من النّهار، ويصح نصبه ب يتعارفون، والكاف من قوله كأن لم يلبثوا إلّا ساعةً من النّهار يصح أن تكون في معنى الصفة لليوم، ويصح أن تكون في موضع نصب للمصدر، كأنه قال ويوم نحشرهم حشرا كأن لم يلبثوا، ويصح أن يكون قوله كأن لم يلبثوا في موضع الحال من الضمير في يحشرهم وخصص النّهار بالذكر لأن ساعاته وقسمه معروفة بيّنة للجميع، فكأن هؤلاء يتحققون قلة ما لبثوا، إذ كل أمد طويل إذا انقضى فهو واليسير سواء، وأما قوله يتعارفون فيحتمل أن يكون معادلة لقوله: ويوم يحشرهم كأنه أخبر أنهم يوم الحشر يتعارفون، وهذا التعارف على جهة التلاوم والخزي من بعضهم لبعض. ويحتمل أن يكون في موضع الحال من الضمير في يحشرهم ويكون معنى التعارف كالذي قبله، ويحتمل أن يكون حالا من الضمير في يلبثوا ويكون التعارف في الدنيا، ويجيء معنى الآية ويوم نحشرهم للقيامة فتنقطع المعرفة بينهم والأسباب ويصير تعارفهم في الدنيا كساعة من النهار لا قدر لها، وبنحو هذا المعنى فسر الطبري، وقرأ السبعة وجمهور الناس «نحشرهم»، بالنون، وقرأ الأعمش فيما روي عنه، «يحشرهم» بالياء، وقوله قد خسر الّذين إلى آخرها حكم على المكذبين بالخسار وفي اللفظ إغلاظ على المحشورين من إظهار لما هم عليه من الغرر مع الله تعالى، وهذا على أن الكلام إخبار من الله تعالى وقيل: إنه من كلام المحشورين على جهة التوبيخ لأنفسهم). [المحرر الوجيز: 4/ 486-487]

تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وإمّا نرينّك الآية، إمّا شرط وجوابه فإلينا، والرؤية في قوله نرينّك رؤية بصر وقد عدي الفعل بالهمزة فلذلك تعدى إلى مفعولين أحدهما الكاف والآخر بعض، والإشارة بقوله بعض الّذي إلى عقوبة الله لهم نحو بدر وغيرها، ومعنى هذه الآية الوعيد بالرجوع إلى الله تعالى أي إن أريناك عقوبتهم أو لم نركها فهم على كل حال راجعون إلينا إلى الحساب والعذاب ثم مع ذلك فالله شهيد من أول تكليفهم على جميع أعمالهم ف ثمّ هاهنا لترتيب الإخبار لا لترتيب القصص في أنفسها، وإما هي «إن» زيدت عليها «ما» ولأجلها جاز دخول النون الثقيلة ولو كانت إن وحدها لم يجز). [المحرر الوجيز: 4/ 488]

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون (47) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعاً إلاّ ما شاء اللّه لكلّ أمّةٍ أجلٌ إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون (49)
قوله تعالى: ولكلّ أمّةٍ رسولٌ، إخبار مثل قوله تعالى: كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ قالوا بلى [الملك: 8] وقال مجاهد وغيره: المعنى فإذا جاء رسولهم يوم القيامة للشهادة عليهم صير قوم للجنة وقوم للنار فذلك «القضاء بينهم بالقسط» وقيل: المعنى فإذا جاء رسولهم في الدنيا وبعث صاروا من حتم الله بالعذاب لقوم والمغفرة لآخرين لغاياتهم، فذلك قضاء بينهم بالقسط، وقرن بعض المتأولين هذه الآية بقوله وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولًا [الإسراء: 15] وذلك يتفق إما بأن نجعل معذّبين [الإسراء: 15] في الآخرة، وإما بأن نجعل «القضاء بينهم» في الدنيا بحيث يصح اشتباه الآيتين). [المحرر الوجيز: 4/ 488]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله ويقولون متى هذا الوعد إلى يستقدمون، الضمير في يقولون يراد به الكفار، وسؤالهم عن الوعد تحرير بزعمهم في الحجة، أي هذا العذاب الذي توعدنا حدد لنا فيه وقته لنعلم الصدق في ذلك من الكذب، وقال بعض المفسرين: قولهم هذا على جهة الاستخفاف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا لا يظهر من اللفظة).
[المحرر الوجيز: 4/ 489]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمره تعالى أن يقول لهم لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعاً إلّا ما شاء اللّه، المعنى قل لهم يا محمد ردا للحجة إني لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعاً من دون الله ولا أنا إلا في قبضة سلطانه وبضمن الحاجة إلى لطفه، فإذا كنت هكذا فأحرى أن لا أعرف غيبه ولا أتعاصى شيئا من أمره، ولكن لكلّ أمّةٍ أجلٌ انفرد الله تعالى بعلم حده ووقته، فإذا جاء ذلك الأجل في موت أو هلاك أمة لم يتأخروا ساعة ولا أمكنهم التقدم عن حد الله عز وجل، وقرأ ابن سيرين «آجالهم» بالجمع). [المحرر الوجيز: 4/ 489]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:16 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعةً من النّهار يتعارفون بينهم قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين (45)}
يقول تعالى مذكّرًا للنّاس قيام السّاعة وحشرهم من أجداثهم إلى عرصات القيامة: كأنّهم يوم يوافونها لم يلبثوا في الدّنيا {إلا ساعةً من النّهار} كما قال تعالى: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيّةً أو ضحاها} [النّازعات: 46]، وقال تعالى: {يوم ينفخ في الصّور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقًا * يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرًا * نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً إن لبثتم إلا يومًا} [طه: 102 -104]، وقال تعالى: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعةٍ كذلك كانوا يؤفكون * وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون} [الرّوم: 55، 56].
وهذا كلّه دليلٌ على استقصار الحياة الدّنيا في الدّار الآخرة كما قال: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين * قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون} [المؤمنون: 112، 114].
وقوله: {يتعارفون بينهم} أي: يعرف الأبناء الآباء والقرابات بعضهم لبعض، كما كانوا في الدّنيا، ولكن كلٌّ مشغولٌ بنفسه {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]، وقال تعالى: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا * يبصّرونهم يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه وصاحبته وأخيه * وفصيلته الّتي تؤويه * ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه * كلا} [المعارج: 10، 15].
وقوله: {قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين} كقوله تعالى: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} [المرسلات: 15]. لأنّهم خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين. فهذه هي الخسارة العظيمة، ولا خسارة أعظم من خسارة من فرّق بينه وبين أحبّته يوم الحسرة والنّدامة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 271-272]

تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك فإلينا مرجعهم ثمّ اللّه شهيدٌ على ما يفعلون (46) ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون (47)}
يقول تعالى مخاطبًا لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم} أي: ننتقم منهم في حياتك لتقرّ عينك منهم، {أو نتوفّينّك فإلينا مرجعهم} أي: مصيرهم ومتقلبهم، واللّه شهيدٌ على أفعالهم بعدك.
وقد قال الطّبرانيّ: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا عقبة بن مكرمٍ، حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، حدّثنا داود بن الجارود، عن أبي الطّفيل عن حذيفة بن أسيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "عرضت عليّ أمّتي البارحة لدى هذه الحجرة، أوّلها وآخرها. فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، عرض عليك من خلق، فكيف من لم يخلق؟ فقال: "صوّروا لي في الطّين، حتّى إنّي لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه".
ورواه عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عقبة بن مكرمٍ، عن يونس بن بكير، عن زياد بن المنذر، عن أبي الطّفيل، عن حذيفة بن أسيدٍ، به نحوه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 272]

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم} قال مجاهدٌ: يعني يوم القيامة.
{قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون} كما قال تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربّها ووضع الكتاب وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون} [الزّمر: 69]، فكلّ أمّةٍ تعرض على اللّه بحضرة رسولها، وكتاب أعمالها من خيرٍ وشرٍّ موضوعٌ شاهدٌ عليهم، وحفظتهم من الملائكة شهودٌ أيضًا أمّةً بعد أمّةٍ. وهذه الأمّة الشّريفة وإن كانت آخر الأمم في الخلق، إلّا أنّها أوّل الأمم يوم القيامة يفصل بينهم، ويقضى لهم، كما جاء في الصّحيحين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: "نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة، المقضيّ لهم قبل الخلائق" فأمّته إنّما حازت قصب السّبق لشرف رسولها، صلوات اللّه وسلامه عليه [دائمًا] إلى يوم الدّين).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 272-273]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا إلا ما شاء اللّه لكلّ أمّةٍ أجلٌ إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون (49) قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتًا أو نهارًا ماذا يستعجل منه المجرمون (50) أثمّ إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون (51) ثمّ قيل للّذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون (52)}
يقول تعالى مخبرًا عن كفر هؤلاء المشركين في استعجالهم العذاب وسؤالهم عن وقته قبل التّعيّن، ممّا لا فائدة فيه لهم كما قال تعالى: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ} [الشّورى: 18] أي: كائنةٌ لا محالة وواقعةٌ، وإن لم يعلموا وقتها عينًا، ولهذا أرشد رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم إلى جوابهم فقال: {قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا إلا ما شاء اللّه} أي: لا أقول إلّا ما علّمني، ولا أقدر على شيءٍ ممّا استأثر به إلّا أن يطلعني عليه، فأنا عبده ورسوله إليكم، وقد أخبرتكم بمجيء السّاعة وأنّها كائنةٌ، ولم يطلعني على وقتها، [ولكن] {لكلّ أمّةٍ أجلٌ} أي: لكلّ قرنٍ مدّة من العمر مقدّرة فإذا انقضى أجلهم {فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون} كما قال تعالى: {ولن يؤخّر اللّه نفسًا إذا جاء أجلها} [المنافقون: 11]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 273]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة