العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 07:37 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الطور [ من الآية (9) إلى الآية (16) ]

{يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (16)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:41 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تمور السماء مورا قال مورها تحركها). [تفسير عبد الرزاق: 2/247]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: ... وقال غيره: {تمور} [الطور: 9] : «تدور» ). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره تمور تدور وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال في قوله تعالى يوم تمور السّماء مورا قال مورها تحرّكها وأخرج الطّبريّ من طريق بن عيينة عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله يوم تمور السّماء مورا قال تدور دورًا). [فتح الباري: 8/602]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره تمور: تدور
أي: قال غير مجاهد في قوله تعالى: {يوم تمور السّماء مورا} (الطّور: 9) أي: تدور دورا كدوران الرّحى وتكفأ بأهلها تكفؤ السفين ويموج بعضها في بعض، وأصل المور الاختلاف والاضطراب، وجاء عن مجاهد أيضا: تدرو دورا، رواه الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عنه). [عمدة القاري: 19/194]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) غير مجاهد ({تمور}) أي (تدور) وقال أبو عبيدة تكفأ وأنشد الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها = مور السحابة لا ريث ولا عجل). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم تمور السّماء مورًا (9) وتسير الجبال سيرًا}
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: إنّ عذاب ربّك لواقعٌ {يوم تمور السّماء مورًا} فيوم من صلة واقعٍ، ويعني بقوله: {تمور}: تدور وتكفأ. وكان معمر بن المثنّى ينشد بيت الأعشى:
كأنّ مشيتها من بيت جارتها مور السّحابة لا ريثٌ ولا عجل.
فالمور على روايته: التّكفّؤ والتّرهيؤ في المشية، وأمّا غيره فإنّه كان يرويه مرّ السّحابة.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم فيه نحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم تمور السّماء مورًا}. قال: يقول: تحريكًا.
- حدّثنا ابن المثنّى، وعمرو بن مالكٍ قالا: حدّثنا أبو معاوية الضّرير، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يوم تمور السّماء مورًا} قال: تدور السّماء دورًا.
- حدّثنا الحسين بن عليٍّ الصّدائيّ قال: حدّثنا إبراهيم بن بشّارٍ قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: أخبروني عن أبي معاوية الضّرير، عنّي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {يوم تمور السّماء مورًا}. قال: تدور دورًا.
- حدّثنا هارون بن حاتمٍ المقري، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، قال: ثني أبو معاوية عنّي عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {يوم تمور السّماء مورًا} قال: تدور دورًا..
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يوم تمور السّماء مورًا}. مورها: تحريكها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {يوم تمور السّماء مورًا}، قال: مورها: تحريكها.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يوم تمور السّماء مورًا} يعني: استدارتها وتحريكها لأمر اللّه، وموج بعضها في بعضٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان قال: قال الضّحّاك {يوم تمور السّماء مورًا} قال: يموّج بعضها في بعضٍ، وتحرّيكها لأمر اللّه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يوم تمور السّماء مورًا} قال: هذا يوم القيامة، وأمّا المور: فلا علم لنا به وقال آخرون: مورها: تشقّقها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم تمور السّماء مورًا} قال: يوم تشقّق السّماء). [جامع البيان: 21/571-573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يوم تمور السماء مورا} الآيات
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم تمور السماء مورا} قال: تحرك وفي قوله {يوم يدعون} قال: يدفعون). [الدر المنثور: 13/686-687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {يوم تمور السماء مورا} قال: تدور دورا). [الدر المنثور: 13/687]

تفسير قوله تعالى: (وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتسير الجبال سيرًا} يقول: وتسير الجبال عن أماكنها من الأرض سيرًا، فتصير هباءً منبثًّا). [جامع البيان: 21/574]

تفسير قوله تعالى: (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (11) الّذين هم في خوضٍ يلعبون (12) يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا (13) هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فالوادي الّذي يسيل من قيحٍ وصديدٍ في جهنّم، يوم تمور السّماء مورًا، وذلك يوم القيامة للمكذّبين بوقوع عذاب اللّه للكافرين، يوم تمور السّماء مورًا.
وكان بعض نحويّي البصرة يقول: أدخلت الفاء في قوله: {فويلٌ يومئذٍ} لأنّه في معنى إذا كان كذا وكذا، فأشبه المجازاة، لأنّ المجازاة يكون خبرها بالفاء.
وقال بعض نحويّي الكوفة: الأوقات تكون كلّها جزاءٌ مع الاستقبال، فهذا من ذاك، لأنّهم قد شبّهوا (إن) وهي أصل الجزاء بحين، وقال: إنّ مع يوم إضمار فعلٍ، وإن كان التّأويل جزاءً، لأنّ الإعراب يأخذ ظاهر الكلام، وإن كان المعنى جزاءً). [جامع البيان: 21/574]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {الّذين هم في خوضٍ يلعبون} يقول: الّذين هم في فتنةٍ واختلاطٍ في الدّنيا يلعبون، غافلين عمّا هم صائرون إليه من عذاب اللّه في الآخرة). [جامع البيان: 21/574]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يوم يدعون إلى نار جهنم قال يزعجون إليها إزعاجا). [تفسير عبد الرزاق: 2/247]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} يقول تعالى ذكره: فويلٌ للمكذّبين يوم يدعّون.
- وقوله: {يوم يدعّون} ترجمةٌ عن قوله: {يومئذٍ} وإبدالٌ منه.
وعنى بقوله: {يدعّون} يدفعون بإرهاقٍ وإزعاجٍ، يقال منه: دععت في قفاه: إذا دفعت فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا أبو كدينة، قال: حدّثنا محمد بن الصّلت، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} قال: يدفع في أعناقهم حتّى يردوا النّار.
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} يقول: يدفعون.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} قال: يدفعون فيها دفعًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} يقول: يدفعون إلى نار جهنّم دفعًا..
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم} قال: يدفعون.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعا} قال: يزعجون إليها إزعاجًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة بنحوه.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} الدّعّ: الدّفع والإرهاق.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} قال: يدفعون دفعًا، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى: {فذلك الّذي يدعّ اليتيم} [الماعون: ] قال: يدفعه، ويغلظ عليه). [جامع البيان: 21/575-576]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال يقول يدفعون إليها دفعا). [تفسير مجاهد: 2/625]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا محمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، أخبرني ربّ هذه الدّار أبو هلالٍ، أنّه سمع أبا برزة الأسلميّ- رضي اللّه عنه- يحدّث "أنّهم كانوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسمعوا غناءً فشرفوا له، فقام رجلٌ فاستمع- وذلك قبل أن تحرّم الخمر- فأتاهم، ثمّ رجع فقال: هذا فلانٌ وفلانٌ وهما يتغنّيان، يجيب أحدهما الآخر وهو يقول:
لايزال جواري لا تلوح عظامه ……ذوى الحرب عنه أن يخر فيقبرا
رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يديه: فقال: اللّهمّ أركسهما في الفتنة ركسًا، اللّهمّ دعّهما إلى النّار".
- رواه أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ... فذكره). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/277-278]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ ومحمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، حدّثني أبو هلالٍ، عن أبي برزة قال: "كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في سفرٍ فسمع رجلين يتغنّيان وأحدهما يقول لصاحبه:
يزال جواري ما تزول عظامه …زوال الحرب عنه وأن يخرّ فيقبرا
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من هذان؟! فقيل له: فلانٌ وفلانٌ. قال: فقال: اللّهمّ اركسهما في الفتنة ركساً، ودعهما في النار دعّاً"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يوم تمور السماء مورا} الآيات
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم تمور السماء مورا} قال: تحرك وفي قوله {يوم يدعون} قال: يدفعون). [الدر المنثور: 13/686-687] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم يدعون إلى نار جهنم} قال: يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار). [الدر المنثور: 13/687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب في قوله {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} قال: يدفعون إليها دفعا). [الدر المنثور: 13/687]

تفسير قوله تعالى: (هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون} يقول تعالى ذكره: يقال لهم: هذه النّار الّتي كنتم بها في الدّنيا تكذّبون، فتجحدون أن تردوها، وتصلوها، أو يعاقبكم بها ربّكم وترك ذكر يقال لهم، اجتزاءً بدلالة الكلام عليه). [جامع البيان: 21/576]

تفسير قوله تعالى: (أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون (15) اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواءٌ عليكم إنّما تجزون ما كنتم تعملون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره مخبرًا عمّا يقول لهؤلاء المكذّبين الّذين وصف صفتهم إذا وردوا جهنّم يوم القيامة: أفسحرٌ أيّها القوم هذا الّذي وردتموه الآن أم أنتم لا تعاينونه ولا تبصرونه؟ وقيل هذا لهم توبيخًا لا استفهامًا). [جامع البيان: 21/576]

تفسير قوله تعالى: (اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {اصلوها} يقول: ذوقوا حرّ هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون، وردوها فاصبروا على ألمها وشدّتها، أو لا تصبروا على ذلك، سواءٌ عليكم صبرتم أو لم تصبروا {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} يقول: ما تجزون إلاّ أعمالكم: أي لا تعاقبون إلاّ على معصيتكم في الدّنيا ربّكم وكفركم به). [جامع البيان: 21/577]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:42 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {يوم تمور السّماء موراً...}.
تدور بما فيها وتسير الجبال عن وجه الأرض: فتستوي هي والأرض). [معاني القرآن: 3/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يوم تمور السّماء موراً} أي تكفأ. قال الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها = مور السحابة لا ريثٌ ولا عجل
وهو أن ترهيأ في مشيتها أي تكفأ كما ترهيأ النخلة العيدانة). [مجاز القرآن: 2/231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تمور السماء مورا}: أي تتكفأ). [غريب القرآن وتفسيره: 350]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يوم تمور السّماء موراً}: تدور بما فيها). [تفسير غريب القرآن: 424]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم تمور السّماء مورا}
(تمور) تدور.
و {يوم} منصوب بقوله {إنّ عذاب ربّك لواقع}). [معاني القرآن: 5/61] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (تمور) تدور دورا ثم تنشق). [ياقوتة الصراط: 485]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَمُورُ}: أي تدور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَمُورُ}: تضطرب). [العمدة في غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وتسير الجبال} عن وجه الأرض). [تفسير غريب القرآن: 424]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يوم تمور السّماء موراً * وتسير الجبال سيراً * فويلٌ يومئذٍ لّلمكذّبين}
قال: {يوم تمور السّماء موراً} {وتسير الجبال سيراً} {فويلٌ} دخلت الفاء لأنه في معنى: إذا كان كذا وكذا فأشبه المجازاة، لأن المجازاة يكون خبرها بالفاء). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فويل يومئذ للمكذّبين}
والويل كلمة يقولها العرب لكل من وقع في هلكة). [معاني القرآن: 5/62]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الّذين هم في خوض يلعبون} الخوض الفتنة والاختلاط). [مجاز القرآن: 2/231]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {الّذين هم في خوض يلعبون} أي يشاغلهم بكفرهم لعب عاقبته العذاب). [معاني القرآن: 5/62]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم ...}.
يدفعون: وكذلك قوله: {فذلك الذي يدعّ اليتيم}). [معاني القرآن: 3/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يوم يدعّون إلى نار جهنّم} أي يدفعون، قال: دععت في قفاه أي دفعت وفي آية أخرى {يدعّ اليتيم} وقال بعضهم: يدع اليتيم مخففة. {... دعّا * هذه النّار...} مختصر مخرجه: فيقال: هذه النار). [مجاز القرآن: 2/231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يدعون إلى نار جهنم دعا}: أي يدفعون دفعا يقال دععت في قفاه أي دفعته ومنه {يدع اليتيم}). [غريب القرآن وتفسيره: 351]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} أي يدفعون. يقال: دععته

أدعه دعّا، أي دفعته. ومنه: {الّذي يدعّ اليتيم}). [تفسير غريب القرآن: 424-425]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعّا}
أي يوم يزعجون إليها إزعاجا شديدا، ويدفعون دفعا عنيفا، ومن هذا قوله: (الذي يدعّ اليتيم)، أي يدفعه عما يجب له). [معاني القرآن: 5/62]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({يدعون} أي: يدفعون دفعا). [ياقوتة الصراط: 486]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُدَعُّونَ}: أي يدفعون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُدَعُّونَ}: يدفعون). [العمدة في غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون}
المعنى فيقال لهم: {هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون}.
{والبحر المسجور} جاء في التفسير أن البحر يسجر فيكون نار جهنم.
وأما أهل اللغة فقالوا: البحر المسجور المملوء، وأنشدوا:
إذا شاء طالع مسجورة = ترى حولها النّبع والسّاسما
يعني ترى حولها عينا مملوءة بالماء). [معاني القرآن: 5/62]

تفسير قوله تعالى: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أفسحرٌ هذا} ليس باستفهام بل هو توعد). [مجاز القرآن: 2/231]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون}
لفظ هذه الألف لفظ الاستفهام، ومعناها ههنا التوبيخ والتقريع أي أتصدقون الآن أن عذاب الله لواقع). [معاني القرآن: 5/62]

تفسير قوله تعالى: {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنّما تجزون ما كنتم تعملون}
(سواء) مرفوع بالابتداء، والخبر محذوف، المعنى سواء عليكم الصبر والجزع.
{إنّما تجزون ما كنتم تعملون} معنى "إنما" ههنا ما تجزون إلّا ما كنتم تعملون، أي الأمر جار عليكم على العدل، ما جوزيتم إلّا أعمالكم). [معاني القرآن: 5/63]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:43 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
واضح اللون كالمجرة لا يعـ = ـدم يوما من الأهابي مورا
...
والمور: التراب الدقيق الذي تجيء به الريح. وكل شيء ذهب وجاء فهو مور، والمصدر مور. قال الله عز وجل: {يوم تمور السماء مورا} ). [شرح ديوان كعب بن زهير: 159]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( لعدات ذي أرب ولا لمواعد = خلف ولو حلفت بأسحم مائر
الأرب الدهاء وقوله بأسحم مائر أي لو حلفت بدماء البدن يريد أنه لم يتعرف منها وفاء فلا يصدقها بيمينها والمائر: المنصب وأصل المور السرعة يقال مار الشيء يمور مورًا إذا أسرع في عدوٍ أو مشي أو تقليب كمٍ). [شرح المفضليات: 255]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 11:42 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 11:42 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 11:50 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والعامل في "يوم" هو"واقع" (1) ، ويجوز أن يكون العامل فيه "دافع" (1)، والأول أبين، قال مكي: لا يعمل فيه "دافع"،
قوله تعالى: "تمور" معناه: تذهب وتجيء بالرياح متقطعة متفتتة، والغبار الموار: الذي يجتمع ويذهب ويجيء بالريح، ثم هو كله إلى الذهاب، ومنه قول الأعرابي:
"وغادرت التراب مورا" يصف سنة قحط، وأنشد معمر بن المثنى:
... ... ... ... ..... مور السحابة لا ريث ولا عجل
أراد مضيها. وقال الضحاك: "تمور"; تموج، وقال مجاهد: تدور، وقال ابن عباس رضي الله عنه تشقق، وهذه كلها تفاسير بالمعنى; لأن السماء العالية يعتريها هذا كله). [المحرر الوجيز: 8/ 88-89]

تفسير قوله تعالى: {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وسير الجبال هو في أول الأمر ثم تتفتت أثناء السير حتى تصير آخرا كالعهن المنفوش). [المحرر الوجيز: 8/ 89]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والفاء في قوله تعالى: "فويل" عاطفة جملة على جملة، وهي تتضمن ربط المعنى وتأكيده وإثبات الويل للمكذبين، و"الويل": السوء والمشقة والهم الأطول، ويروى أن في جهنم واديا يسمى: ويلا .
و"الخوض": التخبط في الأباطيل، يشبه بخوض الماء، ومنه قوله تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم}،
و"يوم" الثاني بدل من "يومئذ"، و"يدعون" قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: معناه: يدفعون في أعناقهم بشدة وإهانة وتعتعة، ومنه قوله تعالى: {فذلك الذي يدع اليتيم}،
وفي الكلام محذوف مختصر، تقديره: يقال لهم: "هذه النار"، وإخبارهم بهذا على جهة التوبيخ والتقريع.
وقرأ أبو رجاء العطاردي،: "يوم يدعون" من الدعاء، بسكون الدال وفتح العين).[المحرر الوجيز: 8/ 89]

تفسير قوله تعالى: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون * اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون * إن المتقين في جنات ونعيم * فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم * كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون * متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين}
لما قيل لهم: "هذه النار" وقفوا بعد ذلك على الجهتين التي يمكن منهما دخول الشك في أنها النار، وهما: إما أن يكون ثم سحر يلبس ذات المرئي، وإما أن يكون في بصر الناظر اختلال،
وأمرهم بصليها على جهة التقريع، ثم قيل لهم على جهة قطع رجائهم: {فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم} أي: عذابكم حتم، فسواء جزعكم وصبركم، لا بد من جزاء أعمالكم). [المحرر الوجيز: 8/ 89-90]



(1) يريد قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} [الطور: 7-8]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {يوم تمور السّماء مورًا}: قال ابن عبّاسٍ وقتادة: تتحرّك تحريكًا. وعن ابن عبّاسٍ: هو تشقّقها، وقال مجاهدٌ: تدور دورًا. وقال الضّحّاك: استدارتها وتحريكها لأمر الله، وموج بعضها في بعضٍ. وهذا اختيار ابن جريرٍ أنّه التّحرّك في استدارةٍ. قال: وأنشد أبو عبيدة معمر بن المثنّى بيت الأعشى:
كأنّ مشيتها من بيت جارتها = مور السّحابة لا ريثٌ ولا عجل
). [تفسير ابن كثير: 7/ 430-431]

تفسير قوله تعالى: {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وتسير الجبال سيرًا} أي: تذهب فتصير هباءً منبثًّا، وتنسف نسفًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 431]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} أي: ويلٌ لهم ذلك اليوم من عذاب اللّه ونكاله بهم، وعقابه لهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 431]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذين هم في خوضٍ يلعبون} أي: هم في الدّنيا يخوضون في الباطل، ويتّخذون دينهم هزوًا ولعبًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 431]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم يدعّون} أي: يدفعون ويساقون، {إلى نار جهنّم دعًّا}: وقال مجاهدٌ، والشّعبيّ، ومحمّد بن كعبٍ، والضّحّاك، والسّدّيّ، والثّوريّ: يدفعون فيها دفعًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 431]

تفسير قوله تعالى: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون} أي: تقول لهم الزّبانية ذلك تقريعًا وتوبيخًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 431]

تفسير قوله تعالى: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها} أي: ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته {فاصبروا أو لا تصبروا سواءٌ عليكم} أي: سواءٌ صبرتم على عذابها ونكالها أم لم تصبروا، لا محيد لكم عنها ولا خلاص لكم منها، {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} أي: ولا يظلم اللّه أحدًا، بل يجازي كلًّا بعمله). [تفسير ابن كثير: 7/ 431]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة