العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 06:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

نزول سورة الممتحنة

هل سورة الممتحنة مكية أو مدنية؟
... من حكى الإجماع على أنها مدنية
... من نص على أنها مدنية
ترتيب نزول سورة الممتحنة
أسباب نزول سورة الممتحنة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:11 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

هل سورة الممتحنة مكية أو مدنية؟

من حكى الإجماع على أنها مدنية:
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (نزلت بالمدينة بإجماعهم). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 176] (م)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وهي مدنية بإجماع المفسرين). [المحرر الوجيز: 28/276]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مدينة كلها بإجماعهم). [زاد المسير: 8/230]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قال أبو العبّاس: هي بلا خلاف).[عمدة القاري: 19/330]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مدنيّةٌ، قال القرطبيّ: في قول الجميع.
وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة الممتحنة بالمدينة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير مثله). [فتح القدير: 5/279]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهذه السّورة مدنيّةٌ بالاتّفاق). [التحرير والتنوير: 28/130]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مدنية اتفاقًا). [القول الوجيز: 314]

من نص على أنها مدنية:
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير عبد الرزاق: 2/286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (مدنية كلها). [تفسير غريب القرآن: 461]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (مدنية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 59]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (حدّثنا يموت، بإسناده عن ابن عبّاسٍ،: «أنّها نزلت بالمدينة»). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/66]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ):
(مدنية).
[الكشف والبيان: 9/290]

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (مدنية). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 431]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):
(
مدنية). [الوسيط: 4/281]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مدنية ). [البيان: 244]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مدنيّةٌ). [معالم التنزيل: 8/91]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مدنية). [الكشاف: 6/87]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (وهي مدنية) .[علل الوقوف: 3/1013]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مدنية). [أنوار التنزيل: 5/204]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مدنية). [التسهيل: 2/364]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/82]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مدنية). [الدر المنثور: 14/402]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن الضريس والنحاس، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: (نزلت سورة الممتحنة بالمدينة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله). [الدر المنثور: 14/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مدنية). [لباب النقول: 233]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وهي مدنية). [إرشاد الساري: 7/378]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (بكسر الحاء أي المختبرة مدنية) . [منار الهدى: 390]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:15 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

ترتيب نزول سورة الممتحنة

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ([نزلت بعد الأحزاب]). [الكشاف: 6/87]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد الأحزاب). [التسهيل: 2/364]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الأحزاب وقبل سورة النّساء). [عمدة القاري: 19/330]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهذه السّورة قد عدّت الثّانية والتّسعين في تعداد نزول السّور عند جابر بن زيدٍ، نزلت بعد سورة العقود وقبل سورة النّساء). [التحرير والتنوير: 28/131]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة المائدة ونزلت بعدها سورة النساء). [القول الوجيز: 314]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:17 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

أسباب نزول سورة الممتحنة

قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ):
(حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن الحسن بن محمّدٍ هو ابن الحنفيّة، عن عبيد الله بن أبي رافعٍ، قال: (سمعت عليّ بن أبي طالبٍ يقول: بعثنا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنا والزّبير والمقداد بن الأسود فقال: انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخٍ فإنّ بها ظعينةً معها كتابٌ، فخذوه منها فأتوني به، فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتّى أتينا الرّوضة، فإذا نحن بالظّعينة فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتابٍ، قلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لتلقينّ الثّياب، قال: فأخرجته من عقاصها.

قال: فأتينا به رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناسٍ من المشركين بمكّة يخبرهم ببعض أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: ((ما هذا يا حاطب؟))
قال: لا تعجل عليّ يا رسول الله، إنّي كنت امرأً ملصقًا في قريشٍ ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قراباتٌ يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكّة، فأحببت إذ فاتني ذلك من نسبٍ فيهم أن أتّخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا وارتدادًا عن ديني ولا رضًا بالكفر
فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((صدق))، فقال عمر بن الخطّاب: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّه قد شهد بدرًا، فما يدريك لعلّ اللّه اطّلع على أهل بدرٍ، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).
قال: وفيه أنزلت هذه السّورة {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودّة} الآية [الممتحنة: 1]) السّورة.
قال عمرٌو: وقد رأيت ابن أبي رافعٍ وكان كاتبًا لعليٍّ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفيه عن عمر، وجابر بن عبد اللّه.
وروى غير واحدٍ عن سفيان بن عيينة، هذا الحديث نحو هذا، وذكروا هذا الحرف: (وقالوا: لتخرجنّ الكتاب أو لتلقينّ الثّياب).
وهذا حديثٌ قد روي أيضًا عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، نحو هذا الحديث.
وذكر بعضهم فيه: (لتخرجنّ الكتاب أو لنجرّدنّك)). [سنن الترمذي: 5/264-265]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (نزلت بالمدينة بإجماعهم في شأن حاطب بن أبي بلتعة وقصته في ذلك وفي شأن سبيعة بنت الحارث). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 176]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء}
- أخبرنا محمّد بن منصورٍ، قال: حدّثنا سفيان، قال: حفظته عن عمرٍو، وأخبرنا عبيد الله بن سعيدٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، قال: أخبرني الحسن بن محمّدٍ، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافعٍ أنّ عليًّا أخبره، قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنا والمقداد والزّبير، فقال: «انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخٍ، فإنّ بها ظعينةً معها كتابٌ، فخذوا منها»، فانطلقنا حتّى أتينا الرّوضة، فإذا نحن بالظّعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فأخرجته من عقاصها، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناسٍ من أهل مكّة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأتينا به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «ما هذا يا حاطب؟»، فقال: لا تعجل عليّ يا رسول الله، إنّي كنت امرأً ملصقًا بقريشٍ، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك لهم بها قراباتٌ يحمون بها قرابتهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النّسب أن أتقرّب إليهم بيدٍ يحمون بها قرابتي، وما فعلته كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني، ولا رضًى بالكفر بعد الإسلام، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «قد صدقكم»، فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق يعني هذا، فقال: " يا عمر، ما يدريك، لعلّ الله اطّلع على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " واللّفظ لعبيد الله، وزاد محمّدٌ في حديثه: فأنزل الله عزّ وجلّ {لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء} [الممتحنة: 1] السّورة كلّها). [السنن الكبرى للنسائي: 10/296]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (نزلت في حاطب ابن أبي بلتعة لما كتب إلى مشركي مكة ينذرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الخروج إليهم). [الوجيز: 1/1087]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قوله تعالى: {أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} أهل التفسير أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وذلك أن سارة مولاة أبي عمرو ابن صيفي بن هاشم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز لفتح مكة.
فقال لها: ((أمسلمة جئت))؟
قالت: لا
قال: ((فما جاء بك؟))
قالت: أنتم الأهل والعشيرة والموالي وقد احتجت حاجة شديدة فقدمت إليكم لتعطوني
قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فأين أنت من شباب أهل مكة؟))، وكانت مغنية فقالت: ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر
فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فكسوها وحملوها وأعطوها، فأتاها حاطب بن أبي بلتعة فكتب معها كتابا إلى أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة، وكتب في الكتاب: (من حاطب إلى أهل مكة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فخذوا حذركم)
فخرجت به سارة ونزل جبريل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعل حاطب فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وعمارا والزبير وطلحة والمقداد وأبا مرثد وقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها وخلوا سبيلها فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها))
فخرجوا حتى أدركوها فقالوا لها: (أين الكتاب؟)
فحلفت بالله ما معها من كتاب ففتشوا متاعها فلم يجدوا شيئا، فهموا بالرجوع فقال علي: (والله ما كذبنا ولا كذبنا)
وسل سيفه وقال: (أخرجي الكتاب وإلا ضربت عنقك)
فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها فخلوا سبيلها ورجعوا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى حاطب فأتاه فقال له: ((هل تعرف الكتاب؟))
قال: (نعم)
قال: ((فما حملك على ما صنعت؟))
فقال: (يا رسول الله والله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ولا أحببتهم منذ فارقتهم ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته وكنت غريبا فيهم وكان أهلي بين ظهرانيهم فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يدا وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه وكتابي لا يغني عنهم شيئا).
فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره ونزلت هذه السورة تنهى حاطبا عما فعل وتنهى المؤمنين أن يفعلوا كفعله.
فقام عمر بن الخطاب فقال: (يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)). وقد أخرج هذا الحديث في الصحيحين مختصرا وفيه ذكر علي وابن الزبير وأبي مرثد فقط). [زاد المسير: 8/230-232]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (كان سبب نزول صدر هذه السّورة الكريمة قصّة حاطب بن أبي بلتعة، وذلك أنّ حاطبًا هذا كان رجلًا من المهاجرين، وكان من أهل بدرٍ أيضًا، وكان له بمكّة أولادٌ ومالٌ، ولم يكن من قريشٍ أنفسهم، بل كان حليفًا لعثمان. فلمّا عزم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على فتح مكّة لمّا نقض أهلها العهد، فأمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المسلمين بالتّجهيز لغزوهم، وقال: ((اللّهمّ، عمّ عليهم خبرنا)). فعمد حاطبٌ هذا فكتب كتابًا، وبعثه مع امرأةٍ من قريشٍ إلى أهل مكّة، يعلمهم بما عزم عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [من غزوهم]، ليتّخذ بذلك عندهم يدًا، فأطلع اللّه رسوله على ذلك استجابةً لدعائه.
فبعث في أثر المرأة فأخذ الكتاب منها، وهذا بيّنٌ في هذا الحديث المتّفق على صحّته.
قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن عمرو، أخبرني حسن بن محمّد بن عليٍّ، أخبرني عبيد اللّه بن أبي رافعٍ -وقال مرّة: إنّ عبيد اللّه بن أبي رافعٍ أخبره: أنّه سمع عليًّا، رضي اللّه عنه، يقول: (بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنا والزّبير والمقداد، فقال: ((انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخٍ، فإنّ بها ظعينة معها كتابٌ، فخذوه منها)).
فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتّى أتينا الرّوضة، فإذا نحن بالظّعينة، قلنا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتابٌ. قلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لنلقين الثّياب. قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها.
فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناسٍ من المشركين بمكّة، يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((يا حاطب، ما هذا؟)). قال: لا تعجل عليّ، إنّي كنت امرأً ملصقًا في قريشٍ، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قراباتٌ يحمون أهليهم بمكّة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النّسب فيهم أن أتّخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّه صدقكم)). فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: ((إنّه قد شهد بدرًا، ما يدريك لعلّ اللّه اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))).
وهكذا أخرجه الجماعة إلّا ابن ماجه، من غير وجهٍ، عن سفيان بن عيينة، به.
وزاد البخاريّ في كتاب "المغازي": فأنزل اللّه السّورة: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء}الآية [الممتحنة: 1]. وقال في كتاب "التّفسير": قال عمرٌو: (ونزلت فيه: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء} قال : "لا أدري الآية في الحديث أو قال عمرٌو".
قال البخاريّ: قال عليٌّ -يعني: ابن المدينيّ-: قيل لسفيان في هذا: نزلت {لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء} ؟ فقال سفيان: هذا في حديث النّاس، حفظته من عمرٍو، ما تركت منه حرفًا، وما أرى أحدًا حفظه غيري.
وقد أخرجاه في الصّحيحين من حديث حصين بن عبد الرّحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عليٍّ قال: (بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأبا مرثد، والزّبير بن العوّام، وكلّنا فارسٌ، وقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأةً من المشركين معها كتابٌ من حاطبٍ إلى المشركين)).
فأدركناها تسير على بعيرٍ لها حيث قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلنا: الكتاب؟ فقالت: ما معي كتابٌ. فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابًا، فقلنا: ما كذب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم! لتخرجنّ الكتاب أو لنجردنك. فلمّا رأت الجدّ أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساءٍ فأخرجته.
فانطلقنا بها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال عمر: يا رسول اللّه، قد خان اللّه ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال: ((ما حملك على ما صنعت؟)).
قال: واللّه ما بي إلّا أن أكون مؤمنًا باللّه ورسوله، أردت أن تكون لي عند القوم يدٌ يدفع اللّه بها عن أهلي ومالي، وليس أحدٌ من أصحابك إلّا له هنالك من عشيرته من يدفع اللّه به عن أهله وماله. فقال: ((صدق، لا تقولوا له إلّا خيرًا)). فقال عمر: إنّه قد خان اللّه ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال: ((أليس من أهل بدرٍ؟))
فقال: ((لعلّ اللّه قد اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة -أو: قد غفرت لكم)). فدمعت عينا عمر، وقال: اللّه ورسوله أعلم).
هذا لفظ البخاريّ في "المغازي" في غزوة بدرٍ، وقد روي من وجهٍ آخر عن عليٍّ قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجاني، حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، عن أبي سنان -هو سعيد بن سنانٍ-عن عمرو بن مرة الجملي، عن أبي البختريّ الطّائيّ، عن الحارث، عن عليٍّ قال: (لمّا أراد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يأتي مكّة، أسرّ إلى أناسٍ من أصحابه أنّه يريد مكّة، فيهم حاطب بن أبي بلتعة وأفشى في النّاس أنّه يريد خيبر. قال: فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكّة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يريدكم. فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فبعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأبا مرثد، وليس منا رجل إلا وعند فرسٌ، فقال: ((ائتوا روضة خاخٍ، فإنّكم ستلقون بها امرأةً معها كتابٌ، فخذوه منها)).
فانطلقنا حتّى رأيناها بالمكان الّذي ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقلنا لها: هات الكتاب. فقالت: ما معي كتابٌ. فوضعنا متاعها وفتّشناها فلم نجده في متاعها، فقال أبو مرثدٍ: لعلّه ألّا يكون معها. فقلت: ما كذب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولا كذبنا. فقلنا لها: لتخرجنّه أو لنعرينّك. فقالت: أما تتّقون اللّه؟! ألستم مسلمين؟ فقلنا: لتخرجنّه أو لنعرينّك. قال عمرو بن مرّة: فأخرجته من حجزتها). وقال حبيب بن أبي ثابتٍ: أخرجته من قبلها.
(فأتينا به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة. فقام عمر فقال: يا رسول اللّه، خان اللّه ورسوله، فائذن لي فلأضرب عنقه.
فقال رسول اللّه: ((أليس قد شهد بدرًا؟)). قالوا: بلى. وقال عمر: بلى، ولكنّه قد نكث وظاهر أعداءك عليك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
((فلعل الله اطلع إلى على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم، إنّي بما تعملون بصيرٌ)). ففاضت عينا عمر وقال: اللّه ورسوله أعلم. فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى حاطبٍ فقال: ((يا حاطب، ما حملك على ما صنعت؟)). فقال: يا رسول اللّه، إنّي كنت امرأً ملصقًا في قريشٍ، وكان لي بها مالٌ وأهلٌ، ولم يكن من أصحابك أحدٌ إلّا وله بمكّة من يمنع أهله وماله، فكتبت إليهم بذلك وواللّه-يا رسول اللّه-إنّي لمؤمنٌ باللّه ورسوله. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((صدق حاطبٌ، فلا تقولوا لحاطبٍ إلّا خيرًا))).
قال حبيب بن أبي ثابتٍ: فأنزل اللّه: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودّة} الآية [الممتحنة: 1].
وهكذا رواه ابن جريرٍ عن ابن حميدٍ عن مهران، عن أبي سنانٍ -سعيد بن سنانٍ-بإسناده مثله. وقد ذكر ذلك أصحاب المغازي والسّير، فقال محمّد بن إسحاق بن يسار في السّيرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/82-84]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (حدّثني محمّد بن جعفر بن الزّبير، عن عروة بن الزّبير وغيره من علمائنا قال: (لمّا أجمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المسير إلى مكّة، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى قريشٍ يخبرهم بالّذي أجمع عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الأمر في السّير إليهم، ثمّ أعطاه امرأةً -زعم محمّد بن جعفرٍ أنّها من مزينة، وزعم غيره أنّها: سارة، مولاةٌ لبني عبد المطّلب-وجعل لها جعلا على أن تبلّغه قريشًا فجعلته في رأسها، ثمّ فتلت عليه قرونها، ثمّ خرجت به. وأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الخبر من السّماء بما صنع حاطبٌ، فبعث عليّ بن أبي طالبٍ والزّبير بن العوّام فقال: ((أدركا امرأةً قد كتب معها حاطبٌ بكتابٍ إلى قريشٍ، يحذّرهم ما قد أجمعنا له من أمرهم)).
فخرجا حتّى أدركاها بالخليفة -خليفة بني أبي أحمد-فاستنزلاها بالخليفة، فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئًا، فقال لها عليّ بن أبي طالبٍ: إنّي أحلف باللّه ما كذب رسول اللّه وما كذبنا ولتخرجنّ لنا هذا الكتاب أو لنكشفنّك. فلمّا رأت الجدّ منه قالت: أعرض. فأعرض، فحلّت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منها، فدفعته إليه. فأتى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فدعا رسول اللّه حاطبًا فقال: ((يا حاطب ما حملك على هذا؟)). فقال: يا رسول اللّه، أما واللّه إنّي لمؤمنٌ باللّه ورسوله ما غيّرت ولا بدّلت، ولكنّي كنت امرأً ليس لي في القوم من أهلٍ ولا عشيرةٍ، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهلٌ فصانعتهم عليهم فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول اللّه، دعني فلأضرب عنقه، فإنّ الرّجل قد نافق. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((وما يدريك يا عمر! لعلّ اللّه قد اطّلع إلى أصحاب بدرٍ يوم بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم)).
فأنزل اللّه، عزّ وجلّ، في حاطبٍ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودّة} إلى قوله:
{قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآء منكم وممّا تعبدون من دون اللّه كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتّى تؤمنوا باللّه وحده} [الممتحنة: 1-4]) إلى آخر القصّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/84-85]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وروى معمر، عن الزّهريّ، عن عروة نحو ذلك.
وهكذا ذكر مقاتل بن حيّان: أنّ هذه الآيات نزلت في حاطب بن أبي بلتعة: أنّه بعث سارة مولاة بني هاشمٍ، وأنّه أعطاها عشرة دراهم، وأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث في أثرها عمر بن الخطّاب وعليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنهما، فأدركاها بالجحفة = وذكر تمام القصّة كنحو ما تقدّم.
وعن السّدّيّ قريبًا منه.
وهكذا قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ وقتادة، وغير واحدٍ: أنّ هذه الآيات نزلت في حاطب بن أبي بلتعة). [تفسير القرآن العظيم: 8/85]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (سورة الممتحنة
أي: هذا في تفسير بعض سورة الممتحنة، قال السّهيلي: هي بكسر الحاء أي: المختبرة أضيف إليها الفعل مجازًا كما سميت سورة براءة المبعثرة والفاضحة لما كشفت عن عيوب المنافقين ومن قال بفتح الحاء فإنّه أضافها إلى المرأة الّتي نزلت فيها وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي ميعط، وهي امرأة عبد الرّحمن بن عوف وأم ولده إبراهيم، وقال مقاتل: الممتحنة اسمها سبيعة، ويقال: سعيدة بنت الحارث الأسلميّة. وكانت تحت صيفي بن الراهب. وقال ابن عساكر: كانت أم كلثوم تحت عمرو بن العاص، قال: وروى أن الآية نزلت في أميّة بنت بشر من بني عمرو بن عوف أم عبد الله بن سهل بن حنيف وكانت تحت حسان بن الدحداحية ففرت منه وهو حينئذٍ كافر فتزوجها سهيل بن حنيف). [عمدة القاري: 19/329-330]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (واتّفقوا على أنّ الآية الأولى نزلت في شأن كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين من أهل مكّة.
روى البخاريّ من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينارٍ يبلغ به إلى عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه قصّة كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكّة ثمّ قال: (قال عمرو بن دينارٍ: نزلت فيه {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء} [الممتحنة: 1]).
قال سفيان: (هذا في حديث النّاس لا أدري الآية في الحديث أو قول عمرٍو؟. حفظته من عمرٍو وما تركت منه حرفًا). اهـ.
وفي "صحيح مسلمٍ" وليس في حديث أبي بكرٍ وزهيرٍ (من الخمسة الّذين روى عنهم مسلمٌ يروون عن سفيان بن عيينة) ذكر الآية. وجعلها إسحاق (أي ابن إبراهيم أحد من روى عنهم مسلمٌ هذا الحديث) في روايته من تلاوة سفيان. اهـ. ولم يتعرّض مسلمٌ لرواية عمرٍو النّاقد وابن أبي عمر عن سفيان فلعلّهما لم يذكرا شيئًا في ذلك.
واختلفوا في آن كتابه إليهم:
أكان عند تجهّز رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للحديبية؟ وهو قول قتادة ودرج عليه ابن عطيّة وهو مقتضى رواية الحارث عن عليّ بن أبي طالبٍ عند الطّبريّ، (قال: لمّا أراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يأتي مكّة أفشى في النّاس أنّه يريد خيبر وأسرّ إلى ناسٍ من أصحابه منهم حاطب بن أبي بلتعة أنّه يريد مكّة. فكتب حاطبٌ إلى أهل مكّة ...) إلى آخره، فإنّ قوله: (أفشى)، أنّه يريد خيبر يدلّ على أنّ إرادته مكّة إنّما هي إرادة عمرة الحديبية لا غزو مكّة؛ لأنّ خيبر فتحت قبل فتح مكّة. ويؤيّد هذا ما رواه الطّبريّ أنّ المرأة الّتي أرسل معها حاطبٌ كتابه كان مجيئها المدينة بعد غزوة بدرٍ بسنتين.
وقال ابن عطيّة: نزلت هذه السّورة سنة ستٍّ.
وقال جماعةٌ: كان كتاب حاطبٍ إلى أهل مكّة عند تجهّز رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لفتح مكّة، وهو ظاهر صنيع جمهور أهل السّير وصنيع البخاريّ في كتاب المغازي من "صحيحه" في ترتيبه للغزوات، ودرج عليه معظم المفسّرين.
ومعظم الرّوايات ليس فيها تعيين ما قصده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من تجهّزه إلى مكّة أهو لأجل العمرة أم لأجل؟ الفتح فإن كان الأصحّ الأوّل وهو الّذي نختاره كانت السّورة جميعها نازلةً في مدّةٍ متقاربةٍ فإنّ امتحان أمّ كلثومٍ بنت عقبة كان عقب صلح الحديبية، ويكون نزول السّورة مرتّبًا على ترتيب آياتها وهو الأصل في السّور.
وعلى القول الثّاني يكون صدور السّورة نازلًا بعد آيات الامتحان وما بعدها، حتّى قال بعضهم: إنّ أوّل السّورة نزل بمكّة بعد الفتح، وهذا قولٌ غريبٌ لا ينبغي التّعويل عليه). [التحرير والتنوير: 28/130-131]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:19 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوُّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ} الآية.
قال جماعة من أهل المفسرين: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وذلك أن سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز لفتح مكة فقال لها: ((أمسلمة جئت؟)) قالت: لا قال: ((فما جاء بك؟)) قالت: أنتم كنتم الأهل والعشيرة والموالي وقد احتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني قال لها: ((فأين أنت من شباب أهل مكة؟)) وكانت مغنية قالت: ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وبنو المطلب على إعطائها فكسوها وحملوها وأعطوها فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة وكتب في الكتاب: من حاطب إلى أهل مكة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فخذوا حذركم فخرجت سارة ونزل جبريل عليه السلام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل حاطب فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا وعمارًا والزبير وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد وكانوا كلهم فرسانًا وقال لهم:
[أسباب النزول:447]
((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها وخلوا سبيلها فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها)) فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان فقالوا لها: أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب ففتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابًا فهموا بالرجوع فقال علي: والله ما كذبنا ولا كذبنا وسل سيفه وقال: أخرجي الكتاب وإلا والله لأجردنك ولأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها وكانت قد خبأته في شعرها فخلوا سبيلها ورجعوا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فأتاه فقال له: ((هل تعرف الكتاب؟)) قال: نعم قال: ((فما حملك على ما صنعت؟)) فقال: يا رسول الله والله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ولا أحببتهم منذ فارقتهم ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته وكنت غريبًا فيهم وكان أهلي بين ظهرانيهم فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يدًا وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه وأن كتابي لا يغني عنهم شيئًا فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره فنزلت هذه السورة: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ} فقام عمر بن الخطاب فقال: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن عمرو أخبرنا محمد بن يعقوب أخبرنا الربيع حدثنا الشافعي أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد
[أسباب النزول:448]
ابن علي بن عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت عليًا يقول:
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب)) فخرجنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بظعينة فقلنا: أخرجي الكتاب فقالت: ما معي كتاب. فقلنا لها: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن كان بمكة يخبر ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما هذا يا حاطب؟)) فقال: لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقًا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم ولم يكن لي بمكة قرابة فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يدًا والله ما فعلته شاكًا في ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه قد صدق)) فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال: ((إنه قد شهد بدرًا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) ونزلت {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ تُلقونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ} الآية رواه البخاري عن الحميدي ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وجماعة كلهم عن سفيان). [أسباب النزول:449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)}
أخرج الشيخان عن علي قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود فقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فأتوني به)). فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا: اخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو من حطاب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ما هذا يا حاطب؟)) قال: لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن أتخذ يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدق))، وفيه أنزلت هذه السورة: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}). [لباب النقول: 260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 – 6 أخرج أحمد والحميدي، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة، وابن حبان، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل، عن علي، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فائتوني به فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النّبيّ صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا حاطب قال: لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت امرأ ملصقا من قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم: قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: صدق فقال عمر: دعني يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضرب عنقه فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ونزلت فيه {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}). [الدر المنثور: 14/401-402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن المنذر من طريق الحارث، عن علي، قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسر إلى ناس من أصحابه أنه يريد الدخول إلى مكة منهم حاطب بن أبي بلتعة وأفشى في الناس أنه يريد خيبر فكتب حاطب إلى أهل مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثني أنا ومن معي فقال: ائتوا روضة خاخ فذكر له ما تقدم فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم} الآية.
وأخرج ابن المنذر من طريق قتادة، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في الآية:
قال: لما أراد النّبيّ صلى الله عليه وسلم السيرورة من الحديبية إلى مشركي قريش كتب إليها حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم فأطلع الله نبيه على ذلك فوجد الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها فقال له: ما حملك على الذي صنعت قال: أما والله ما ارتبت في أمر الله ولا شككت فيه ولكنه كان لي بها أهل ومال فأردت مصانعة قريش وكان حليفا لهم ولم يكن منهم فأنزل الله فيه القرآن {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم} الآية). [الدر المنثور: 14/402-403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم} الآية قال: نزلت في رجل كان مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة من قريش كتب إلى أهل وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سائر إليهم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحيفته فبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه بها). [الدر المنثور: 14/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن العوام من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا وكان بنوه وإخوته بمكة فكتب حاطب وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير فقال لهما انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فخذا الكتاب فائتياني به فانطلقا حتى أدركا المرأة بحليفة بني أحمد وهي من المدينة على قريب من اثني عشر ميلا فقالا لها: أعطينا الكتاب الذي معك، قالت: ليس معي كتاب، قالا كذبت قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن معك كتابا والله لتعطين الكتاب الذي معك أو لا نترك عليك ثوبا إلا التمسنا فيه، قالت: أولستم بناس مسلمين قالا: بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا أن معك كتابا حتى إذ ظنت أنهما ملتمسان كل ثوب معها حلت عقاصها فأخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها كانت قد اعتقصت عليه فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا قال: أنت كتبت هذا الكتاب قال: نعم قال: فما حملك على أن تكتب به قال حاطب: أما والله ما ارتبت منذ أسلمت في الله عز وجل ولكني كنت امرأ غريبا فيكم أيها الحي من قريش وكان لي بنون وإخوة بمكة فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكي أدفع عنهم فقال عمر: ائذن لي يا رسول الله أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإنه قد شهد بدرا وإنك لا تدري لعل الله أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم ما عملتم فأنزل الله في ذلك {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} حتى بلغ {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}، أخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن عروة مرسلا). [الدر المنثور: 14/404-405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الفتح إلا أربعة: عبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة فذكر الحديث قال: وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليها لحفظ عياله وكان له بها عيال فأخبر جبريل النّبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فلقياها في الطريق ففتشاها فلم يقدرا على شيء معها فأقبلا راجعين ثم قال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها فرجعا إليها فسلا سيفهما فقالا: والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب فأنكرت ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلا ذلك منها فحلت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إليه فدعا الرجل فقال: ما هذا الكتاب فقال: أخبرك يا رسول الله أنه ليس من رجل ممن معك إلا وله بمكة من يحفظ عياله فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} الآية). [الدر المنثور: 14/405-406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال: اسم الذي أنزلت فيه {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} حاطب بن أبي بلتعة). [الدر المنثور: 14/408]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): ( [الحاكم:2 /485]: أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} إلى قوله {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} نزل في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه إلى كفار قريش يحذرونهم. وقوله: {إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} نهوا أن يتأسوا باستغفار إبراهيم لأبيه فيستغفروا للمشركين. وقوله تعالى: {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك، فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.
وآدم بن أبي إياس ليس من رجال مسلم فهو على شرط البخاري.
وقد أعرضت عن حديث علي عند الشيخين؛ لأن الحافظ في [الفتح:10/260] قال: وقد بين السياق على أن هذه الزيادة مدرجة، وأخرجه مسلم أيضا عن إسحاق بن راهوية عن سفيان وبين أن تلاوة الآية من قول سفيان.
فعلم بهذا أن القصة ثابتة في الصحيحين، لكن نزول الآية وذكرها معضل؛ لأن سفيان من أتباع التابعين.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 241]
وهكذا آية {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ} فإن ذكر النزول من طريق سفيان، وهي أيضا من قوله كما في [البخاري:13 /17]، وكذا في [الأدب المفرد:23]، وجاءت من طريق أخرى عند الطيالسي وأبي يعلى وابن جرير وغيرهم، وفيها مصعب بن ثابت وهو ضعيف كما في الميزان لذلك ما كتبتها). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 242]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:20 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان
[أسباب النزول:449]
يرجو الله واليوم الآخر} يقول الله تعالى للمؤمنين: لقد كان لكم في إبراهيم ومن معه من الأنبياء والأولياء اقتداء بهم في معاداة ذوي قراباتهم من المشركين فلما نزلت هذه الآية عادى المؤمنون أقرباءهم المشركين في الله وأظهروا لهم العداوة والبراءة وعلم الله تعالى شدة وجد المؤمنين بذلك فأنزل الله: {عَسى اللهُ أَن يَجعَلَ بَينَكُم وَبَينَ الَّذينَ عادَيتُم مِنهُم مَوَدَّةً} ثم فعل ذلك بأن أسلم كثير منهم وصاروا لهم أولياء وإخوانًا فخالطوهم وناكحوهم وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب فلان لهم أبو سفيان وبلغه ذلك وهو مشرك فقال: ذاك الفحل لا يقرع أنفه.
أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزاز أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري حدثنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا عبد الله بن المبارك عن مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا ضباب وسمن وأقط فلم تقبل هداياها ولم تدخلها منزلها فسألت لها عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: {لا يَنهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذينَ لَم يُقاتِلُوكُم في الدينِ} الآية.
فأدخلتها منزلها وقبلت منها هداياها. رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي العباس السياري عن عبد الله الغزال عن ابن شقيق عن ابن المبارك). [أسباب النزول:450]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:20 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)}
وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر قالت: أتتني أمي راغبة فسألت النبي صلى الله عليه وسلم: أأصلها؟ قال: ((نعم)) فأنزل الله فيها: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين}.
وأخرج أحمد والبزار والحاكم وصححه عن عبد الله بن الزبير قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر، وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية، فقدمت على بنتها بهدايا فأبت أن تقبل منها أو تدخلها منزلها حتى أرسلت
[لباب النقول: 260]
إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها، فأنزل الله: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} الآية). [لباب النقول: 261]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:23 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا جاءَكُمُ المُؤمِناتُ مُهاجِراتٍ فَاِمتَحِنوهُنَّ اللهُ أَعلَمُ بِإِيمانِهِنَّ} الآية.
قال ابن عباس: إن مشركي مكة صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية على أن من أتاه من أهل مكة رده إليهم ومن أتى أهل مكة من أصحابه فهو لهم وكتبوا بذلك الكتاب وختموه فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية بعد الفراغ من الكتاب والنبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية فأقبل زوجها وكان كافرًا فقال: يا محمد اردد علي امرأتي فإنك قد شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي حدثنا محمد بن عبد الله بن الفضل أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ حدثنا محمد بن يحيى حدثنا حسن بن الربيع بن الخشاب حدثنا ابن إدريس قال: قال محمد بن إسحاق: حدثني الزهري قال: دخلت على عروة بن الزبير وهو يكتب إلى ابن هنيدة صاحب الوليد بن عبد الملك يسأله عن قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا جاءَكُمُ المُؤمِناتُ مُهاجِراتٍ فَاِمتَحِنوهُنَّ} الآية. قال: فكتب إليه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح قريشًا يوم الحديبية على أن يرد عليهم من جاء بغير إذن وليه فلما هاجرن النساء أبى الله تعالى أن يرددن إلى المشركين إذا هن امتحن فعرفوا أنهن إنما جئن رغبة في الإسلام برد صدقاتهن إليهم إذا احتبسن عنهم إن هم ردوا على المسلمين صدقة من حبسن من نسائهم قال: ذلكم حكم لله يحكم
[أسباب النزول:451]
بينكم فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء ورد الرجال). [أسباب النزول:452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)}
(ك)، وأخرج الشيخان عن المسور ومروان بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءه نساء من المؤمنات فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} إلى قوله: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر}.
(ك)، وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن عبد الله بن أبي أحمد قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة فخرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلماه في أم كلثوم أن يردها إليهم فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء ومنع أن يرددن إلى المشركين، فأنزل الله آية الامتحان.
[(ك)، وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب أنه بلغه أنها نزلت في أميمة بنت بشر امرأة أبي حسان الدحداحة.
(ك)، وأخرج عن مقاتل أن امرأة تسمى سعيدة كانت تحت صيفي بن الراهب وهو مشرك من أهل مكة جاءت زمن الهدنة، فقالوا ردها علينا، فنزلت.
(ك) وأخرج ابن جرير عن الزهري أنها نزلت عليه وهو بأسفل الحديبية وكان النبي صلى الله عليه وسلم صالحهم أنه من أتاه رده إليهم، فلما جاءه النساء نزلت هذه الآية.
(ك) وأخرج ابن منيع من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أسلم عمر بن الخطاب فتأخرت امرأته في المشركين، فأنزل الله: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر}). [لباب النقول: 261]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الآية: 10].
[البخاري: 6 /240]، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع مروان والمسور بن مخرمة رضي الله عنهما يخبران عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، وخليت بيننا وبينه. فكره المؤمنون ذلك وامتعضوا منه، وأبى سهيل إلا ذلك، فكاتبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ذلك فرد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو، ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وإن كان مسلما. وجاء المؤمنات مهاجرات وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يومئذ وهي عاتق، فجاء أهلها يسألون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يرجعها إليهم، فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} إلى قوله: {وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}.
قال عروة: فأخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يمتحنهن بهذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} إلى {غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
قال عروة: قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: قد بايعتك كلاما يكلمها به، والله ما مست يده يد امرأة في المبايعة وما بايعهن إلا بقوله.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 242]
الحديث أعاده أيضا [276] من هذا الجزء في جملة الحديث الذي قد تقدم في سورة الفتح، و[أحمد:4 /331] في جملة الحديث الطويل، و[عبد الرزاق: 5 /430]، وابن جرير في [التاريخ: 3/83] و[سنده:80]، وفي [التفسير: 26/100، :28/71] ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 243]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:28 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)}
(ك)، وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم} الآية، قال: نزلت في أم الحكم بنت أبي سفيان، ارتدت فتزوجها رجل ثقفي ولم ترتد امرأة من قريش غيرها). [لباب النقول: 261]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 12:31 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَوَلَّوا قَومًا غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم} الآية.
نزلت في ناس من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المسلمين ويواصلونهم فيصيبون بذلك من ثمارهم فنهاهم الله تبارك وتعالى عن ذلك). [أسباب النزول: 452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)}
(ك)، وأخرج ابن المنذر من طريق ابن إسحاق عن محمد عن عكرمة
[لباب النقول: 261]
أو سعيد عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن عمر وزيد بن الحارث يوادان رجالا من يهود فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم}. الآية). [لباب النقول: 262]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة