العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:14 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الحج [من الآية (34) إلى الآية (37) ]

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:14 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا ابن عون، عن مسلم أبي عبد الله، قال: كان ابن مسعود إذا رأى ربيع بن خثيم، قال: {وبشر المخبتين} [سورة الحج: 34] ). [الزهد لابن المبارك: 2/76]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وبشر المخبتين هم المتواضعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/38]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وبشر المخبتين قال المخبتون المتواضعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/38]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولكل أمة جعلنا منسكا قال ذبحا وحجا
قال فلا ينازعنك في الأمر فلا يعالجنك). [تفسير عبد الرزاق: 2/41]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن سعيد بن مسروقٍ عن عكرمة {لكل أمة جعلنا منسكا} قال: ذبائح هم ذابحوها [الآية: 34]). [تفسير الثوري: 213]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ: {وبشّر المخبتين} قال: المطمئنين [الآية: 34]). [تفسير الثوري: 213]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: {وبشّر المخبتين} قال: المتواضعين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 444]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال ابن عيينة: {المخبتين} [الحج: 34] : «المطمئنّين»). [صحيح البخاري: 6/97]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قال بن عيينة المخبتين المطمئنّين هو كذلك في تفسير بن عيينة لكن اسنده عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ وكذا هو عند بن المنذر من هذا الوجه ومن وجهٍ آخر عن مجاهدٍ قال المصلّين ومن طريق الضّحّاك قال المتواضعين والمخبت من الإخبات وأصله الخبت بفتح أوّله وهو المطمئنّ من الأرض). [فتح الباري: 8/438]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عيينة {المخبتين} 34 الحج المطمئنين
وقال ابن عبّاس في {إذا تمنى ألقى الشّيطان في أمنيته} 52 الحج إذا حدث ألقى الشّيطان في حديثه فيبطل الله ما يلقي الشّيطان ويحكم الله آياته
أما قول ابن عيينة فكذا رويناه في التّفسير ورواية سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي عن ابن عيينة بالسند المتقدّم). [تغليق التعليق: 4/259-260] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عيينة المخبتين المطمئنّين
أي: قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى: {وبشر المخبتين} (الحج: 34) أي: (المطمئنين) كذا ذكره ابن عيينة في تفسيره عن ابن جريج عن مجاهد، وقيل: المطمئنين بأمر الله، وقيل: المطيعين، وقيل: المتواضعين، وقيل: الخاشعين وهو من الإخبات والخبت بفتح أوله المطمئن من الأرض). [عمدة القاري: 19/66]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عيينة) سفيان فيما أسنده في تفسيره عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ({المخبتين}) في قوله تعالى: {وبشّر المخبتين} [الحج: 34]. أي (المطمئنين) إلى الله. وقال ابن عباس المتواضعين الخاشعين، وقال الكلبي: هم الرقيقة قلوبهم، وقال عمرو بن أوس هم الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا). [إرشاد الساري: 7/242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولكلّ أمّةٍ جعلنا منسكًا ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إلهٌ واحدٌ فله أسلموا وبشّر المخبتين}.
يقول تعالى ذكره: {ولكلّ أمّةٍ} ولكلّ جماعة سلفٍ فيكم من أهل الإيمان باللّه أيّها النّاس، جعلنا ذبحًا يهريقون دمه {ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} بذلك، لأنّ من البهائم ما ليس من الأنعام، كالخيل والبغال والحمير.
وقيل: إنّما قيل للبهائم: بهائم، لأنّها لا تتكلّم.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {جعلنا منسكًا} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال. حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولكلّ أمّةٍ جعلنا منسكًا} قال: " إهراقه الدّماء؛ ليذكروا اسم اللّه عليها ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقوله: {فإلهكم إلهٌ واحدٌ} يقول تعالى ذكره: فاجتنبوا الرّجس من الأوثان، واجتنبوا قول الزّور، فإلهكم إلهٌ واحدٌ لا شريك له، فإيّاه فاعبدوا، وله أخلصوا الألوهة.
وقوله: {فله أسلموا} يقول: فلإلهكم فاخضعوا بالطّاعة، وله فذلّوا بالإقرار بالعبوديّة.
وقوله: {وبشّر المخبتين} يقول تعالى ذكره: وبشّر يا محمّد الخاضعين للّه بالطّاعة، المذعنين له بالعبوديّة، المنيبين إليه بالتّوبة.
وقد بيّنّا معنى الإخبات بشواهده فيما مضى من كتابنا هذا.
وقد اختلف أهل التّأويل في المراد به في هذا الموضع، فقال بعضهم: أريد به: وبشّر المطمئنّين إلى اللّه.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وبشّر المخبتين} قال: " المطمئنّين ".
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وبشّر المخبتين} " المطمئنّين إلى اللّه ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى. وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وبشّر المخبتين} قال: " المطمئنّين ".
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وبشّر المخبتين} قال: " المتواضعين ".
وقال آخرون في ذلك بما؛
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا محمّد بن مسلمٍ، عن عثمان بن عبد اللّه بن أوسٍ، عن عمرو بن أوسٍ، قال: المخبتون: " الّذين لا يظلمون، وإذا ظلموا لم ينتصروا ".
- حدّثني محمّد بن عثمان الواسطيّ قال: حدّثنا حفص بن عمر قال: حدّثنا محمّد بن مسلمٍ الطّائفيّ قال: حدّثني عثمان بن عبد اللّه بن أوسٍ، عن عمرو بن أوسٍ مثله). [جامع البيان: 16/549-552]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل ولكل أمة جعلنا منسكا يعني إهراقة الدماء). [تفسير مجاهد: 425]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وبشر المخبتين قال المطمئنين). [تفسير مجاهد: 425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولكل أمة جعلنا منسكا} قال: عيدا). [الدر المنثور: 10/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولكل أمة جعلنا منسكا} قال: إهراق الدماء). [الدر المنثور: 10/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {ولكل أمة جعلنا منسكا} قال: ذبحا). [الدر المنثور: 10/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر: أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بعيد الأضحى جعله الله لهذه الأمة، قال الرجل: فإن لم نجد إلا ذبيحة أنثى أو شاة أعلي اذبحها قال: لا ولكن قلم أظفارك وقص شاربك واحلق عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله). [الدر المنثور: 10/477-478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي هريرة قال: نزل جبريل فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم كيف رأيت عيدنا فقال: لقد تباهى به أهل السماء، اعلم يا محمد إن الجذع من الضأن خير من السيد من المعز وان الجذع من الضأن خير من السيد من البقر وإن الجذع من الضأن خير من السيد من المعز وان الجذع من الضأن خير من السيد من البقر وإن الجذع من الضأن خير من السيد من الإبل، ولو علم الله خيرا منه فدى بها إبراهيم). [الدر المنثور: 10/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أنه قال: في هذه الآية {ولكل أمة جعلنا منسكا} أنه مكة لم يجعل الله لأمة قط منسكا غيرها). [الدر المنثور: 10/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج أحمد وأبو داود والترمذي، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى للناس يوم النحر فلما فرغ من خطبته وصلاته دعا بكبش فذبحه هو بنفسه وقال: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي). [الدر المنثور: 10/479]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود، وابن ماجة، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب، عن جابر قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين في يوم عيد فقال حين وجههما: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم منك ولك وعن محمد وأمته، ثم سمى الله وكبر وذبح). [الدر المنثور: 10/479]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الأضاحي والبيهقي في الشعب عن علي أنه قال حين ذبح: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين). [الدر المنثور: 10/479-480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي، وابن ماجة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين فسمى وكبر). [الدر المنثور: 10/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا ذبح قال: بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك اللهم تقبل مني). [الدر المنثور: 10/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {فله أسلموا} يقول: فله أخلصوا). [الدر المنثور: 10/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله {وبشر المخبتين} قال: المطمئنين). [الدر المنثور: 10/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في ذم الغضب، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن عمرو بن أوس {وبشر المخبتين} قال: المخبتون الذين لا يظلمون الناس وإذا ظلموا لم ينتصروا). [الدر المنثور: 10/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه {وبشر المخبتين} قال: المتواضعين). [الدر المنثور: 10/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {وبشر المخبتين} قال: الوجلين). [الدر المنثور: 10/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان إذا رأى الربيع بن خثيم قال: {وبشر المخبتين} وقال له: ما رأيتك إلا ذكرت المخبتين). [الدر المنثور: 10/481]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم والصّابرين على ما أصابهم والمقيمي الصّلاة وممّا رزقناهم ينفقون}.
فهذا من نعت المخبتين، يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وبشّر يا محمّد المخبتين الّذين تخشع قلوبهم لذكر اللّه، وتخضع من خشيته، وجلاً من عقابه، وخوفًا من سخطه.
- كما: حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم} قال: لا تقسو قلوبهم. {" والصّابرين على ما أصابهم} من شدّةٍ في أمر اللّه، ونالهم من مكروهٍ في جنبه. {والمقيمي الصّلاة} المفروضة " {وممّا رزقناهم} من الأموال. {ينفقون} في الواجب عليهم إنفاقها فيه، في زكاةٍ، ونفقة عيالٍ، ومن وجبت عليه نفقته، وفي سبيل اللّه "). [جامع البيان: 16/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون * لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين.
أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} عند ما يخوفون {والصابرين على ما أصابهم} من البلاء والمصيبات {والمقيمي الصلاة} يعني إقامتها بأداء ما استحفظهم الله فيها). [الدر المنثور: 10/481]

تفسير قوله تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عن عطاء بن أبي رباح قال: أربع رخص وليس بعزيمة، {وإذا حللتم فاصطادوا}، فإن شئت فاصطد، وإن شئت فاترك؛ {ومن كان مريضا أو على سفرٍ}، فإن شئت فصم، وإن شئت فأفطر؛ {فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها}، فإن شئت فكل وإن شئت فاترك، {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}، فإن شاء انتشر، وإن شاء ثبت). [الجامع في علوم القرآن: 1/11-12] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (قال ابن عياش: وقال زيد بن أسلم في قول الله: {والذين في أموالهم حقٌ معلومٌ (24) للسائل والمحروم}، وليس ذلك بالزكاة، ولكن ذلك مما ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزكاة؛ قال زيد: و{القانع} الذي يسأل الناس، والمحروم الذي يصاب زرعه أو حرثه أو نسل ماشيته فيكون له حق على من لم يصبه من المسلمين؛ كما قال لأصحاب الجنة حين أهلك جنتهم فقالوا: {بل نحن محرومون}، وقال أيضا: {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون (65) إنا لمغرومون (66) بل نحن محرومون}). [الجامع في علوم القرآن: 1/61-62] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرنا ابن لهيعة قال: سمعت ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول: كان أهل الجاهلية إذا نحروا بدنهم أشركوا فيها، فأنزل الله: {فاذكروا اسم الله عليها صواف}، فقال ربيعة: خالصة من الشرك). [الجامع في علوم القرآن: 2/58-59]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): ([أخبرني أبو صخر] عن القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: {وأطعموا القانع والمعتر}، القانع [الذي يقنع بالشيء] اليسير ويرضى به، والمعتر الذي يمر بجانبه، لا يسأل شيئا، فذلك المعتر). [الجامع في علوم القرآن: 2/74-75]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت مالكا قال: سمعت أن البائس هو الفقير وأن المعتر هو [الزا ........ .). [الجامع في علوم القرآن: 2/139] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني جرير بن حازم قال: قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود: {فاذكروا اسم الله عليها} صوافن.
قال جرير: وكان الحسن يقول: صواف، صوافي: خالصة لله.
وحدثني ابن لهيعة أنه سمع ربيعة يقول ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 3/53]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى في حرف ابن مسعود (فاذكروا اسم الله عليها صوافن) أي معلقة قياما). [تفسير عبد الرزاق: 2/38]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال صواف خالصة لله). [تفسير عبد الرزاق: 2/38]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن ابن أبي نجيح في قوله تعالى القانع والمعتر قال القانع الطامع بما قبلك ولا يسألك والمعتر الذي يعتر بك ويسألك). [تفسير عبد الرزاق: 2/38]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن فرات القزاز عن سعيد بن جبير قال القانع الذي يسأل فيعطى في يده والمعتر الذي يعتر فيطوف). [تفسير عبد الرزاق: 2/38]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن إبراهيم {لكم فيها خير} قال: هي البدنة إن احتاج إليها ركب وإن احتاج إلى لبنها شرب [الآية: 36]). [تفسير الثوري: 213]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: سأل رجل عن ابن عباس {فاذكروا اسم الله عليها صواف} قال: قيامًا معقولةً فقيل له ما يقولون عند النّحر؟ قال: يقولون أكبر لا إله إلّا اللّه اللهم منك ولك [الآية: 36]). [تفسير الثوري: 213]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن إبراهيم في قوله: {القانع والمعتر} قال: القانع: المتعفّف الّذي لا يسأل شيئًا والمعترّ: الّذي يتعرّض الأحيان [الآية: 36].
سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ مثله). [تفسير الثوري: 214]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن يونس بن عبيدٍ عن الحسن قال: إنّ القانع: المتعفّف الذي لا يسأل والمعتر: الذي يتعرض لك). [تفسير الثوري: 214]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن فراتٍ القزّاز عن سعيد بن جبير في قوله {القانع والمعتر} قال: القانع الذي يسألك والمعتر: الذي يزورك ولا يسألك). [تفسير الثوري: 214]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {وأطعموا البائس الفقير} قال: البائس الّذي يسأل بيده إذا سأل.
{والقانع} الطّامع الّذي يطمع في ذبيحتك من جيرانك.
{والمعتر} الّذي يعترّ بالبدن يريك نفسه ولا يسأل، يتعرض لك). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 55-56] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه تعالى: {فاذكروا اسم اللّه عليها صواف} قال: البدن تصفّ وتشعر وهي قيامٌ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 117]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه تبارك وتعالى: {فإذا وجبت جنوبها} قال: إذا جرت وسقطت جنوبها إلى الأرض). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 118]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {القانع} قال: القانع: من يقنع برزق اللّه ويقعد في بيته). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 118]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله: {المعتر} قال: يعترّ: برك، يرجو فضل ما عندك). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 118]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه لكم فيها خيرٌ فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: {والبدن} وهي جمع بدنةٍ، وقد يقال لواحدها: بدنٌ، وإذا قيل: بدنٌ، احتمل أن يكون جمعًا وواحدًا، يدلّ على أنّه قد يقال ذلك للواحد قول الرّاجز:
عليّ حين تملك الأمورا = صوم شهورٍ وجبت نذورا
وحلق رأسي وافيًا مضفورا = وبدنًا مدرّعًا موفورا
والبدن: هو الضّخم من كلّ شيءٍ، ولذلك قيل لامرئ القيس بن النّعمان صاحب الخورنق والسّدير: البدن، لضخمه، واسترخاء لحمه، فإنّه يقال: قد بدّن تبدينًا.
فمعنى الكلام. والإبل العظام الأجسام، الضّخام، جعلناها لكم أيّها النّاس من شعائر اللّه؛ يقول: من أعلام أمر اللّه الّذي أمركم به في مناسك حجّكم إذا قلّدتموها وجلّلتموها وأشعرتموها، علم بذلك، وشعر أنّكم فعلتم ذلك من الإبل والبقر.
- كما حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن ابن جريجٍ، قال: قال عطاءٌ: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه} قال: " البقرة والبعير ".
وقوله: {لكم فيها خيرٌ} يقول: لكم في البدن خيرٌ؛ وذلك الخير هو الأجر في الآخرة بنحرها والصّدقة بها، وفي الدّنيا: الرّكوب إذا احتاج إلى ركوبها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {لكم فيها خيرٌ} قال: " أجرٌ ومنافع في البدن ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال. حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {لكم فيها خيرٌ} قال: " اللّبن، والرّكوب إذا احتاج ".
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ قال: أخبرنا إسحاق، عن شريكٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {لكم فيها خيرٌ} قال: " إذا اضطررت إلى بدنتك ركبتها، وشربت من لبنها ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {لكم فيها خيرٌ} " من احتاج إلى ظهر البدنة ركب، ومن احتاج إلى لبنها شرب ".
وقوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} يقول تعالى ذكره: فاذكروا اسم اللّه على البدن عند نحركم إيّاها صوافّ.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {" فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ "} بمعنى مصطفّةً، واحدها: صافّةٌ، وقد صفّت بين أيديها.
وروي عن الحسن، ومجاهدٍ، وزيد بن أسلم، وجماعةٍ أخر معهم، أنّهم قرءوا ذلك. ( صوافي ) بالياء منصوبةً، بمعنى: خالصةً للّه، لا شريك له فيها، صافيةً له.
وقرأ بعضهم ذلك: (صوافٍ) بإسقاط الياء، وتنوين الحرف، على مثال: عوارٍ، وعوادٍ.
وروي عن ابن مسعود أنّه قرأه: " صوافنٌ ". بمعنى: معقلةٌ.
والصّواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأه بتشديد الفاء ونصبها، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه بالمعنى الّذي ذكرناه لمن قرأه كذلك.
ذكر من تأوّله بتأويل من قرأه بتشديد الفاء ونصبها:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} قال: " اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّهمّ منك ولك. صوافّ: قيامًا على ثلاث أرجلٍ ". فقيل لابن عبّاسٍ: ما نصنع بجلودها؟ قال: " تصدّقوا بها، واستمتعوا بها ".
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أيّوب بن سويدٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {صوافّ} قال: " قائمةً، قال: يقول: اللّه أكبر، لا إله إلاّ اللّه، اللّهمّ منك ولك ".
- حدّثني محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} قالا: " قيامًا على ثلاث قوائم معقولةٍ؛ باسم اللّه، اللّه أكبر، اللّهمّ منك ولك ".
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {صوافّ} قال: " معقولةً إحدى يديها قال: قائمةٌ على ثلاث قوائم ".
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} يقول: " قيامًا ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} والصّوافّ: " أن تعقل قائمةً واحدةً، وتصفّها على ثلاثٍ، فتنحرها كذلك ".
- حدّثنا يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا يعلى بن عطاءٍ، قال: أخبرنا بجير بن سالمٍ قال: " رأيت ابن عمر وهو ينحر بدنته، قال: فقال: {صوافّ} كما قال اللّه، قال: فنحرها وهي قائمةٌ معقولةٌ إحدى يديها ".
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن إدريس قال: أخبرنا ليثٌ، عن مجاهدٍ قال: " الصّوّاف: إذا عقلت رجلها، وقامت على ثلاثٍ ".
- قال: حدّثنا ليثٌ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} قال: " صوافّ بين أوظافها ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {صوافّ} قال: " قيامٌ صوافّ على ثلاث قوائم ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} قال: " بين وظائفها قيامًا ".
- حدّثنا ابن البرقيّ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيّوب، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلالٍ، عن نافعٍ، عن عبد اللّه، أنّه " كان ينحر البدن وهي قائمةٌ مستقبلةٌ البيت، تصفّ أيديها بالقيود، قال: هي الّتي ذكر اللّه: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثني جريرٌ، عن منصورٍ، عن رجلٍ، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، قال: قلت له: قول اللّه {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} قال: " إذا أردت أن تنحر البدنة فانحرها، وقل: اللّه أكبر، لا إله إلاّ اللّه، اللّهمّ منك ولك، ثمّ سمّ، ثمّ انحرها. قلت: فأقول ذلك للأضحية؟ قال: وللأضحية ".
ذكر من تأوّله بتأويل من قرأه: " صوافي " بالياء:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن الحسن، أنّه قال: ( فاذكروا اسم اللّه عليها صوافي ) قال: " مخلصين ".
- قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ قال: قال الحسن: ( صوافي ): " خالصةٌ ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ قال: قال الحسن: ( صوافي ): " خالصةٌ للّه ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، عن شقيقٍ الضّبّيّ: ( فاذكروا اسم اللّه عليها صوافي ) قال: " خالصةٌ ".
- قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا أيمن بن نابلٍ، قال: " سألت طاوسًا عن قوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} قال: خالصًا ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: ( فاذكروا اسم اللّه عليها صوافي ) قال: " خالصةً ليس فيها شريكٌ، كما كان المشركون يفعلون، يجعلون للّه ولآلهتهم صوافي صافيةً للّه تعالى ".
ذكر من تأوّله بتأويل من قرأه ( صوافنٌ ):
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: في حرف ابن مسعودٍ: ( فاذكروا اسم اللّه عليها صوافنٌ ): أي: " معقلةً قيامًا ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: " في حرف ابن مسعودٍ: ( فاذكروا اسم اللّه عليها صوافنٌ ) قال: أي: معقلةً قيامًا ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: " من قرأها ( صوافنٌ ) قال: معقولةٌ. قال: ومن قرأها: {صوافّ} قال: تصفّ بين يديها ".
- حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: " فاذكروا اسم الله عليها صوافّ " يعني صوافن، والبدنة إذا نحرت عقلت يد واحدة، فكانت على ثلاث، وكذلك تنحر.
قال أبو جعفر: وقد تقدم بيانى أولى هذه الأقوال بتأويل قوله: {صوافّ} وهي المصطفة بين أيديها المعقولة إحدى قوائمها.
وقوله: {فإذا وجبت جنوبها} يقول: فإذا سقطت فوقعت جنوبها إلى الأرض بعد النّحر، {فكلوا منها} وهو من قولهم: قد وجبت الشّمس: إذا غابت فسقطت للتّغيّب، ومنه قول أوس بن حجرٍ:
ألم تكسف الشّمس والبدر والـ = كواكب للجبل الواجب
يعني بالواجب: الواقع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثني عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فإذا وجبت جنوبها} " سقطت إلى الأرض ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، في قوله: {فإذا وجبت جنوبها} قال: " إذا فرغت ونحرت ".
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: {فإذا وجبت} " نحرت ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإذا وجبت جنوبها} قال: " إذا نحرت ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فإذا وجبت جنوبها} قال: " فإذا ماتت ".
وقوله: {فكلوا منها} وهذا مخرجه مخرج الأمر، ومعناه الإباحة والإطلاق؛ يقول اللّه: فإذا نحرت فسقطت ميّتةً بعد النّحر فقد حلّ لكم أكلها، وليس بأمر إيجابٍ.
وكان إبراهيم النّخعيّ يقول في ذلك ما؛
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: " المشركون كانوا لا يأكلون من ذبائحهم، فرخّص للمسلمين، فأكلوا منها، فمن شاء أكل، ومن شاء لم يأكل ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن مجاهدٍ، قال: " إن شاء أكل، وإن شاء لم يأكل، فهي بمنزلة: {وإذا حللتم فاصطادوا} ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} يقول: " يأكل منها، ويطعم ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا يونس، عن الحسن، وأخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، وأخبرنا حجّاجٌ، عن عطاءٍ، وأخبرنا حصينٌ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فكلوا منها} قال: " إن شاء أكل، وإن شاء لم يأكل. قال مجاهدٌ: هي رخصةٌ، هي كقوله: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض}، ومثل قوله: {وإذا حللتم فاصطادوا} ".
وقوله: {وأطعموا القانع والمعترّ} يقول: فأطعموا منها القانع.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالقانع والمعترّ، فقال بعضهم: القانع الّذي يقنع بما أعطي، أو بما عنده، ولا يسأل، والمعترّ: الّذي يتعرّض لك أن تطعمه من اللّحم ولا يسأل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وأطعموا القانع والمعترّ} قال: " القانع: المستغني بما أعطيته وهو في بيته، والمعترّ: الّذي يتعرّض لك، ويلمّ بك أن تطعمه من اللّحم ولا يسأل. وهؤلاء الّذين أمر أن يطعموا من البدن ".
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: " القانع: جارك الّذي يقنع بما أعطيته، والمعترّ: الّذي يتعرّض لك ولا يسألك ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني أبو صخرٍ، عن القرظيّ، أنّه كان يقول في هذه الآية: {وأطعموا القانع والمعترّ} " القانع: الّذي يقنع بالشّيء اليسير يرضى به، والمعترّ: الّذي يمرّ بجانبك، لا يسأل شيئًا؛ فذلك المعترّ ".
وقال آخرون: القانع: الّذي يقنع بما عنده ولا يسأل؛ والمعترّ: الّذي يعتريك فيسألك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {القانع والمعترّ} يقول: " القانع المتعفّف؛ {والمعترّ} يقول: والمعتر السّائل ".
- حدّثنا ابن أبي الشّوارب، قال: حدّثنا عبد الواحد، قال: حدّثنا خصيفٌ، قال: سمعت مجاهدًا، يقول: " القانع: أهل مكّة؛ والمعترّ: الّذي يعتريك فيسألك ".
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا عطاءٌ، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثني كعب بن فرّوخ قال: سمعت قتادة، يحدّث، عن عكرمة، في قوله: {القانع والمعترّ} قال: " القانع: الّذي يقعد في بيته، والمعترّ: الّذي يسأل ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: " القانع: المتعفّف الجالس في بيته؛ والمعترّ: الّذي يعتريك فيسألك ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: {القانع والمعترّ} قال: " القانع: الطّامع بما قبلك ولا يسألك؛ والمعترّ: الّذي يعتريك ويسألك ".
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، وإبراهيم، قالا: " القانع: الجالس في بيته؛ والمعترّ: الّذي يسألك ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في القانع والمعترّ قال: " القانع: الّذي يقنع بما في يديه؛ والمعترّ: الّذي يعتريك، ولكليهما عليك حقٌّ يا ابن آدم ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} قال: " القانع الّذي يجلس في بيته. والمعترّ: الّذي يعتريك ".
وقال آخرون: القانع: هو السّائل، والمعترّ: هو الّذي يعتريك ولا يسأل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا يونس، عن الحسن، قال: " القانع: الّذي يقنع إليك ويسألك؛ والمعترّ: الّذي يتعرّض لك ولا يسألك ".
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، في هذه الآية: {وأطعموا القانع والمعترّ} قال: " القانع: الّذي يقنع، والمعترّ: الّذي يعتريك. قال: وقال الكلبيّ: القانع: الّذي يسأل؛ والمعترّ: الّذي يعتريك، يتعرّض ولا يسألك ".
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ قال: حدّثنا المحاربيّ، عن سفيان، عن يونس، عن الحسن، في قوله: {وأطعموا القانع والمعترّ} قال: " القانع: الّذي يسألك، والمعترّ: الّذي يتعرّض لك ".
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن أبيه، قال: قال سعيد بن جبيرٍ: " القانع: السّائل ".
- حدّثني محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، قال: حدّثني غالبٌ قال: حدّثني شريكٌ، عن فراتٍ القزّاز، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {القانع} قال: " هو السّائل "، ثمّ قال: " أما سمعت قول الشّمّاخ.
لمال المرء يصلحه فيغني = مفاقره أعفّ من القنوع
قال: من السّؤال "
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: أخبرنا يونس، عن الحسن، أنّه قال في قوله: {وأطعموا القانع والمعترّ} قال: " القانع: الّذي يقنع إليك يسألك، والمعترّ: الّذي يريك نفسه، ويتعرّض لك، ولا يسألك ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا هشامٌ قال: أخبرنا منصورٌ ويونس، عن الحسن. قال: " القانع: السّائل، والمعترّ: الّذي يتعرّض ولا يسأل ".
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عبد اللّه بن عيّاشٍ، قال: قال زيد بن أسلم: " القانع: الّذي يسأل النّاس ".
وقال آخرون: القانع: الجار، والمعترّ: الّذي يعتريك من النّاس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثًا، عن مجاهدٍ، قال: " القانع: جارك وإن كان غنيًّا، والمعترّ: الّذي يعتريك ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن ابن أبي نجيحٍ قال: قال مجاهدٌ في قوله: {وأطعموا القانع والمعترّ} قال: " القانع: جارك الغنيّ، والمعترّ: من اعتراك من النّاس ".
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {وأطعموا القانع والمعترّ} أنّه قال: " أحدهما السّائل، والآخر الجار ".
وقال آخرون: القانع: الطّوّاف، والمعتر: الصّديق الزّائر.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثني أبي، وشعيب بن اللّيث، عن اللّيث، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلالٍ، قال: قال زيد بن أسلم، في قول اللّه تعالى: {" القانع والمعترّ} فالقانع: المسكين الّذي يطوف، والمعترّ: الصّديق والضّعيف الّذي يزور ".
وقال آخرون: القانع: الطّامع، والمعترّ: الّذي يعترّ بالبدن.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {القانع} قال: " الطّامع؛ والمعترّ: من يعترّ بالبدن من غنيٍّ أو فقيرٍ ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني عمر بن عطاءٍ، عن عكرمة، قال: " القانع: الطّامع ".
وقال آخرون: القانع: هو المسكين، والمعترّ: الّذي يتعرّض للّحم
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأطعموا القانع والمعترّ} قال: " القانع: المسكين، والمعترّ: الّذي يعترّ للقوم للحمهم، وليس بمسكينٍ، ولا تكون له ذبيحةٌ، يجيء إلى القوم من أجل لحمهم، والبائس الفقير: هو القانع ".
وقال آخرون بما؛
- حدّثنا به ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن فراتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: " القانع: الّذي يقنع، والمعترّ: الّذي يعتريك ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن يونس، عن الحسن، بمثله.
- قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، ومجاهدٍ: {القانع والمعترّ} " القانع: الجالس في بيته، والمعترّ: الّذي يتعرّض لك ".
وأولى هذه الأقوال بالصّواب قول من قال: عني بالقانع: السّائل؛ لأنّه لو كان المعنيّ بالقانع في هذا الموضع المكتفي بما عنده والمستغني به، لقيل: وأطعموا القانع والسّائل، ولم يقل: وأطعموا القانع والمعترّ. وفي إتباع ذلك قوله: {والمعترّ} الدّليل الواضح على أنّ القانع معنيّ به السّائل، من قولهم: قنع فلانٌ إلى فلانٍ، بمعنى سأله وخضع إليه، فهو يقنع قنوعًا؛ ومنه قول لبيدٍ:
وأعطاني المولى على حين فقره = إذا قال: أبصر خلّتي وقنوعي
وأمّا القانع الّذي هو بمعنى المكتفي، فإنّه من قنعت به بكسر النّون، أقنع قناعةً وقنعًا وقنعانًا. وأمّا المعترّ: فإنّه الّذي يأتيك معترًّا بك لتعطيه وتطعمه.
وقوله: {كذلك سخّرناها لكم} يقول: هكذا سخّرنا البدن لكم أيّها النّاس. {لعلّكم تشكرون}، يقول: لتشكروني على تسخيرها لكم). [جامع البيان: 16/552-569]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله صواف قال قائمة أو صواف). [تفسير مجاهد: 425]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فإذا وجبت جنوبها يقول إذا سقطت إلى الأرض). [تفسير مجاهد: 425]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله القانع الطامع المعتر الذي يعتر عند البدن من غني أو فقير). [تفسير مجاهد: 426]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، ومنصورٍ، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قلت له: قوله عزّ وجلّ: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه لكم فيها خيرٌ فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} [الحج: 36] قال: " إذا أردت أن تنحر البدنة فأقمها، ثمّ قل: اللّه أكبر اللّه أكبر منك ولك، ثمّ سمّ، ثمّ انحرها ". قال: قلت: وأقول ذلك في الأضحيّة؟ قال: «والأضحيّة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/422]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه البزّار ببغداد، ثنا محمّد بن سلمة الواسطيّ، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ سلّام بن مسكينٍ، عن عائذ اللّه بن عبد اللّه المجاشعيّ، عن أبي داود السّبيعيّ، عن زيد بن أرقم رضي اللّه عنه، قال: قلنا: يا رسول اللّه ما هذه الأضاحيّ؟ قال: «سنّة أبيكم إبراهيم» قال: قلنا: فما لنا منها؟ قال: «بكلّ شعرةٍ حسنةٌ» قلنا: يا رسول اللّه فالصّوف؟ قال: «فكلّ شعرةٍ من الصّوف حسنةٌ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/422]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، ثنا يحيى بن أبي طالبٍ، ثنا زيد بن الحباب، عن عبد اللّه بن عيّاشٍ القتبانيّ، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من وجد سعةً لأن يضحّي فلم يضحّ، فلا يحضر مصلّانا»). [المستدرك: 2/422]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (وعن عبد اللّه بن عيّاشٍ المصريّ، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من باع جلد أضحيّته فلا أضحيّة له» هذا حديثٌ صحيحٌ مثل الأوّل ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/422]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني أبو رافعٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان إذا ضحّى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين، فإذا خطب وصلّى ذبح أحد الكبشين بنفسه بالمدية، ثمّ يقول: «اللّهمّ هذا عن أمّتي جميعًا من شهد لك بالتّوحيد وشهد لي بالبلاغ» ، ثمّ أتى بالآخر فذبحه وقال: «اللّهمّ هذا عن محمّدٍ وآل محمّدٍ» ثمّ يطعمهما المساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا سنين قد كفانا اللّه الغرم والمئونة ليس أحدٌ من بني هاشمٍ يضحّي «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {والبدن} خفيفة). [الدر المنثور: 10/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: لا نعلم البدن إلا من الإبل والبقر). [الدر المنثور: 10/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: البدنة ذات الخف). [الدر المنثور: 10/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: البدنة ذات البدن من الإبل والبقر). [الدر المنثور: 10/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: ليس البدن إلا من الإبل). [الدر المنثور: 10/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عبد الكريم قال: اختلف عطاء والحكم فقال عطاء البدن من الإبل والبقر، وقال الحكم: من الإبل). [الدر المنثور: 10/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال: البدن البعير والبقرة). [الدر المنثور: 10/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: البدن من البقر). [الدر المنثور: 10/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد عن يعقوب الرياحي عن أبيه قال أوصى إلي رجل وأوصى ببدنة فأتيت ابن عباس - رضي الله عنهما - فقلت له: إن رجلا أوصى إلي وأوصى إلي ببدنة فهل تجزى ء عني بقرة قال: نعم، ثم قال: ممن صاحبكم فقلت: من بني رياح، قال: ومتى تقتني، اقتنى بنو رياح البقر إلى الإبل [ ] وهو صاحبكم وإنما البقر للاسد وعبد القيس). [الدر المنثور: 10/482-483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: إنما سميت البدن من قبل السمانة). [الدر المنثور: 10/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن إبراهيم في قوله {لكم فيها خير} قال: هي البدنة، إن احتاج إلى ظهر ركب أو إلى لبن شرب). [الدر المنثور: 10/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {لكم فيها خير} قال: لكم أجر ومنافع للبدن). [الدر المنثور: 10/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن ماجة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله ما هذه الضاحي قال: سنة أبيكم إبراهيم قال: فما لنا فيها يا رسول الله قال: بكل شعرة حسنة قالوا: فالصوف قال: بكل شعرة من الصوف حسنة). [الدر المنثور: 10/483-484]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي والدار قطني والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم عيد). [الدر المنثور: 10/484]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنة، وابن ماجة والحاكم وصححه عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من هراقه دم وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها واظلافها وأشعارها وان الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا). [الدر المنثور: 10/484]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن أب هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجد سعة لان يصحي فلم يضح فلا يقربن مصلانا). [الدر المنثور: 10/484]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس قال: حج سعيد بن المسيب وحج معه ابن حرملة فاشترى سعيد كبشا فضحى به واشترى ابن حرملة بدنة بستة دنانير فنحرها، فقال له سعيد: أما كان لك فينا أسوة فقال: إني سمعت الله يقول: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير} فأحببت أن آخذ الخير من حيث دلني الله عليه فأعجب ذلك ابن المسيب منه وجعل يحدث بها عنه). [الدر المنثور: 10/484-485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم الحلية عن ابن عيينة قال: حج صفوان بن سليم ومعه سبعة دنانير فاشترى بها بدنة فقيل له: ليس معك إلا سبعة دنانير تشتري بها بدنة فقال: إني سمعت الله يقول: {لكم فيها خير} ). [الدر المنثور: 10/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج قاسم بن أصبغ، وابن عبد البر في التمهيد عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا أيها الناس ضحوا وطيبوا بها نفسا فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يوجه بأضحيته إلى القبلة إلا كان دمها وقرنها وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة فإن الدم إن وقع في التراب فإنما يقع في حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - اعملوا قليلا تجزوا كثيرا). [الدر المنثور: 10/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي الأشد السملي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أفضل الضحايا أغلاها وأسمنها). [الدر المنثور: 10/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، عن طاووس قال: ما أنفق الناس من نفقة أعظم أجرا من دم يهراق يوم النحر إلا رحما محتاجة يصلها). [الدر المنثور: 10/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله {لكم فيها خير} قال: إن احتاج إلى اللبن شرب وان احتاج إلى الركوب ركب وان احتاج إلى الصوف أخذ). [الدر المنثور: 10/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال: قال رجل لابن عباس أيركب الرجل البدنة على غير مثقل قال: ويحلبها على غير مجهد). [الدر المنثور: 10/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال: يركب الرجل بدنته بالمعروف). [الدر المنثور: 10/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اركبوا الهدي بالمعروف حتى تجدوا ظهرا). [الدر المنثور: 10/486-487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عطاء رضي الله عنه: ان النّبيّ صلى الله عليه وسلم - رخص لهم أن يركبوها إذا احتاجوا إليها). [الدر المنثور: 10/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مالك، وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة فقال: اركبها قال: إنها بدنة، قال: اركبها ويلك أو يحك). [الدر المنثور: 10/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يسوق بدنة أو هدية فقال: اركبها فقال: انها بدنة - أو هدية، قال: وان كانت). [الدر المنثور: 10/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في الاضاحي، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن أبي ظبيان قال: سألت ابن عباس عن قوله {فاذكروا اسم الله عليها صواف} قال: إذا أردت أن تنحر البدنة فاقمها على ثلاث قوائم معقولة ثم قل: بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك). [الدر المنثور: 10/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {صواف} قال: قياما معقولة). [الدر المنثور: 10/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عمر: أنه نحر بدنة وهي قائمة معقولة إحدى يديها، وقال: {صواف} كما قال الله عز وجل). [الدر المنثور: 10/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: إن رجلا أناخ بدنته وهو ينحرها فقال: ابعثها قيام مقيد سنة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 10/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا يعقلون من البدنة اليسرى وينحروها قائمة على ما هي من قوائمها). [الدر المنثور: 10/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه - أنه كان ينحرها وهي معقولة يدها اليمنى). [الدر المنثور: 10/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في الدنة كيف تنحر قال: تعقل يدها اليسرى وينحرها من قبل يدها اليمنى). [الدر المنثور: 10/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد أنه كان يعقل يدها اليسرى إذا أراد أن ينحرها). [الدر المنثور: 10/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال: اعقل أي اليدين شئت). [الدر المنثور: 10/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما: إنه كان يقرأ (فاذكروا اسم الله عليها صوافن) ). [الدر المنثور: 10/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد في قوله (صوافن) قال: معقولة على ثلاثة). [الدر المنثور: 10/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن الأنباري عن قتادة قال: كان عبد الله بن مسعود يقرأ (فاذكروا اسم الله عليها صوافن) أي معقولة قياما). [الدر المنثور: 10/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ميمون بن مهران بن مهران قال: في قراءة ابن مسعود: (صوافن) . يعني: قياما). [الدر المنثور: 10/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه: أنه كان يقرأها (صوافن) قال: رأيت ابن عمر ينحر بدنته وهي على ثلاثة قوائم قياما معقولة). [الدر المنثور: 10/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن مجاهد قال: من قرأها (صوافن) قال: معقولة، ومن قرأها {صواف} قال: يصف بين يديها، ولفظ عبد بن حميد من قرأها {صواف} فهي قائمة مضمومة يديها، ومن قرأها (صوافن) قياما معقولة ولفظ ابن أبي شيبة الصواف على أربع والصوافن على ثلاثة). [الدر المنثور: 10/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف، وابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرأها {صواف} قال: خاصلة، لله تعالى قال: كانوا يذبحونها لأصنامهم). [الدر المنثور: 10/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أنه قرأ (فاذكروا اسم الله عليها صوافي) بالياء منتصبة، وقال: خالصة لله من الشرك لأنهم كانوا يشركون في الجاهلية إذا نحروها). [الدر المنثور: 10/490-491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {فإذا وجبت} قال: سقطت على جنبها). [الدر المنثور: 10/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {فإذا وجبت} قال نحرت). [الدر المنثور: 10/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {فإذا وجبت جنوبها} قال: إذا سقطت إلى الأرض). [الدر المنثور: 10/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه وأبو نعيم في الدلائل عن عبد الله ابن قرط قال: قدم إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بدنات خمس أو ست فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ فلما وجبت جنوبها قال: من شاء اقتطع). [الدر المنثور: 10/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر انه: كان يطعم من بدنه قبل أن يأكل منها ويقول: {فكلوا منها وأطعموا} هما سواء). [الدر المنثور: 10/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال: كانوا لا يأكلون من شيء جعلوه لله ثم رخص لهم أن يأكلوا من الهدي والأضاحي وأشباهه). [الدر المنثور: 10/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، عن علي، قال: لا يؤكل من النذر ولا من جزاء الصيد ولا مما جعل للمساكين). [الدر المنثور: 10/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال: لا يؤكل من النذر ولا من الكفارة ولا مما جعل للمساكين). [الدر المنثور: 10/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نطعم من الضحايا الجار والسائل والمتعفف). [الدر المنثور: 10/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر: انه كان بمنى فتلا هذه الآية {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر} وقال: لغلام معه هذه القانع الذي يقنع بما آتيته). [الدر المنثور: 10/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: القانع المتعفف والمعتر السائل). [الدر المنثور: 10/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس القانع الذي يقنع بما أوتي والمعتر الذي يعترض). [الدر المنثور: 10/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: القانع الذي يجلس في بيته). [الدر المنثور: 10/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس: إن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {القانع والمعتر} قال: القانع الذي يقنع بما عطي والمعتر الذي يعتر من الأبواب، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
على مكثريهم حق من يعتريهم * وعند المقلين السماحة والبذل). [الدر المنثور: 10/492-493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس انه سئل عن هذه الآية قال: أما القانع فالقانع بما أرسلت إليه في بيته، والمعتر الذي يعتريك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد مثله). [الدر المنثور: 10/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال: القانع الذي يسأل والمعتر الذي يعترض لولا يسأل). [الدر المنثور: 10/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: القانع السائل الذي يسأل ثم أنشد قول الشاعر:
لمال المرء يصلحه فيبقى * معاقره أعف من القنوع). [الدر المنثور: 10/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد عن الحسن قال: القانع الذي يقنع اليك بما في يديك والمعتر الذي يتصدى إليك لتطعمه، ولفظ ابن أبي شيبة والمعتر الذي يعتريك ويريك نفسه ولا يسألك). [الدر المنثور: 10/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد والبيهقي في "سننه" عن مجاهد قال: القانع الطامع بما قبلك ولا يسألك والمعتر الذي يعتريك ولا يسألك). [الدر المنثور: 10/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: القانع الذي يسأل فيعطى في يديه والمعتر الذي يعتر فيطوف). [الدر المنثور: 10/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: القانع أهل مكة، والمعتر سائر الناس.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد مثله). [الدر المنثور: 10/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: القانع السائل والمعتر معتر البدن). [الدر المنثور: 10/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في "سننه" عن مجاهد قال: البائس الذي يسأل بيده إذا سأل والقانع الطامع الذي يطمع في ذبيحتك من جيرانك، والمعتر الذي يعتريك بنفسه ولا يسألك يتعرض لك). [الدر المنثور: 10/494-495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن القاسم بن أبي بزة أنه سئل عن هذه الآية ما الذي آكل وما الذي أعطي القانع والمعتر قال: اقسمها ثلاثة أجزاء، قيل: ما القانع قال: من كان حولك، قيل: وان ذبح قال: وان ذبح، والمعتر: الذي يأتيك ويسألك). [الدر المنثور: 10/495]

تفسير قوله تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني من سمع عقيل بن خالد يحدث عن ابن شهاب أنه كان يقرأ: يُخَصْفَان {عليهما من ورق الجنة}.
قال عقيل: وكان ابن شهاب يقول: لن تنال {الله لحومها ولا دماءها ولكن} تناله {التقوى منكم}). [الجامع في علوم القرآن: 3/49-50] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم كذلك سخّرها لكم لتكبّروا اللّه على ما هداكم وبشّر المحسنين}.
يقول تعالى ذكره: لن يصل إلى اللّه لحوم بدنكم ولا دماؤها، ولكن يناله اتّقاؤكم إيّاه إن اتّقيتموه فيها، فأردتم بها وجهه، وعملتم فيها بما ندبكم إليه وأمركم به في أمرها، وعظّمتم بها حرماته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، في قول اللّه: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم} قال: " ما أريد به وجه اللّه ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم} قال: " إن اتّقيت اللّه في هذه البدن، وعملت فيها للّه، وطلبت ما قال اللّه تعظيمًا لشعائر اللّه، ولحرمات اللّه، فإنّه قال: {ومن يعظّم شعائر اللّه فإنّها من تقوى القلوب}، قال: {ومن يعظّم حرمات اللّه فهو خيرٌ له عند ربّه}، قال: وجعلته طيّبًا، فذلك الّذي يتقبّل اللّه. فأمّا اللّحوم والدّماء، فمن أين تنال اللّه؟ ".
وقوله: {كذلك سخّرها لكم} يقول: هكذا سخّر لكم البدن {لتكبّروا الله على ما هداكم} يقول: كي تعظّموا اللّه على ما هداكم، يعني: على توفيقه إيّاكم لدينه، وللنّسك في حجّكم.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: {لتكبّروا اللّه على ما هداكم} قال: " على ذبحها في تلك الأيّام ".
{وبشّر المحسنين} يقول: وبشّر يا محمّد الّذين أطاعوا اللّه، فأحسنوا في طاعتهم إيّاه في الدّنيا بالجنّة في الآخرة). [جامع البيان: 16/569-571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان المشركون إذا ذبحوا استقبلوا الكعبة بالدماء فينضحون بها نحو الكعبة، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فأنزل الله {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} ). [الدر المنثور: 10/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال: كان أهل الجاهلية ينضحون البيت بلحوم الإبل ودمائها، فقال: أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فنحن أحق أن ننضح، فأنزل الله {لن ينال الله لحومها} ). [الدر المنثور: 10/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج قال: النصب ليست بأصنام الصنم يصور وينقش وهذه حجارة تنصب ثلثمائة وستون حجرا فكانوا إذا ذبحوا نضحوا الدم على ما أقبل من البيت وشرحوا اللحم وجعلوه على الحجارة، فقال المسلمون: يا رسول الله كان أهل الجاهلية يعظمون البيت بالدم فنحن أحق أن نعظمه، فكأن النّبيّ صلى الله عليه وسلم - لم يكره ما قالوا، فنزلت {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} ). [الدر المنثور: 10/495-496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان {لن ينال الله} قال: لن يرفع إلى الله {لحومها ولا دماؤها ولكن} نحر البدن من تقوى الله وطاعته، يقول: يرفع إلى الله منكم: الأعمال الصالحة والتقوى). [الدر المنثور: 10/496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن إبراهيم {ولكن يناله التقوى منكم} قال: ما التمس به وجه الله تعالى). [الدر المنثور: 10/496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {ولكن يناله التقوى منكم} يقول: إن كانت من طيب وكنتم طيبين وصل إلي أعمالكم وتقبلتها). [الدر المنثور: 10/496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ولتكبروا الله على ما هداكم} قال: على ذبحها في تلك الأيام). [الدر المنثور: 10/496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن الحسن قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نلبس أجود ما نجد وان نتطيب بأجود ما نجد وان نضحي بأسمن ما نجد والبقرة عن سبعة والجزور عن سبعة وان نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار والله أعلم). [الدر المنثور: 10/496]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:16 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولكلّ أمّةٍ} [الحج: 34] يعني: ولكلّ قومٍ.
تفسير السّدّيّ.
{جعلنا منسكًا} [الحج: 34] نا سعيدٌ عن قتادة قال: أي حجًّا وذبحًا.
قوله: {ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} [الحج: 34] وقد فسّرناه في الآية الأولى.
[تفسير القرآن العظيم: 1/374]
قوله: {فإلهكم إلهٌ واحدٌ فله أسلموا} [الحج: 34] يقوله للمشركين.
قوله: {وبشّر المخبتين} [الحج: 34] يعني بالجنّة.
تفسير الحسن: أنّ المخبتين الخاشعين الخائفين.
والخشوع المخافة الثّابتة في القلب.
وبعضكم يقول: {وبشّر المخبتين} [الحج: 34] يعني المطمئنّين بالإيمان.
قال: {فتخبت له قلوبهم} [الحج: 54] فتطمئنّ إليه قلوبهم.
وقال: {الّذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه} [الرعد: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ:{ولكلّ أمّة جعلنا منسكا ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشّر المخبتين}

وتقرأ منسكا، والمنسك في هذا الموضع يدل على معنى النحر فكأنه قال جعلنا لكل أمّة أن تتقرب بأن تذبح الذبائح للّه، ويدل على ذلك قوله تعالى {ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} المعنى ليذكروا اسم الله على نحر ما رزقهم من بهيمة الأنعام.
وقال بعضهم: المنسك الموضع الذي يجب تعهده، وذلك جائز.
ومن قال منسك فمعناه مكان نسك مثل مخلس مكان خلوس.
ومن قال منسك فهو بمعنى المصدر نحو النّسك والنّسوك.
وقوله: {فإلهكم إله واحد} أي لا ينبغي أن تذكروا على ذبائحكم إلا اللّه وحده.
وقوله: {وبشّر المخبتين}.
قيل المخبتون المتواضعون، وقيل المخبتون المطمئنون بالإيمان بالله عزّ وجلّ، وقيل المخبتون الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا.
وكل ذلك جائز.
واشتقاقه من الخبت من الأرض وهي المكان المنخفض منها، فكل مخبت متواضع). [معاني القرآن: 3/427-426]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولكل أمة جعلنا منسكا}
روى سفيان عن أبيه عن عكرمة قال مذبحا
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول عيدا
قال أبو إسحاق المنسك موضع الذبح والمنسك المصدر). [معاني القرآن: 4/409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وبشر المخبتين}
روى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال المخبتون المطمئنون بأمر الله جل وعز
وقال عمرو بن أوس المخبتون الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا
قال أبو جعفر وأصل هذا من الخبت وهو ما اطمأن من الأرض). [معاني القرآن: 4/410]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( و{الْمُخْبِتِينَ}: الخاشعين وقيل: الخائفين، وقيل: المطمئنين إلى الله. وقيل: المتواضعين. وقيل: هم الذين لا يظلمون الناس، وإذا ظلموا لم ينتصروا. وقد فسرهم الله عز وجل بعد الآية بقوله: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ...} إلى قوله: {يُنفِقُونَ} ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 160]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم} [الحج: 35] يعني خافت قلوبهم.
{والصّابرين على ما أصابهم والمقيمي الصّلاة} [الحج: 35] المفروضة، الصّلوات الخمس يحافظون على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها.
{وممّا رزقناهم ينفقون} [الحج: 35] يعني الزّكاة المفروضة). [تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والمقيمي الصّلاة...}

خفضت (الصلاة) لمّا حذفت النون وهي في قراءة عبد الله (والمقيمين الصلاة) ولو نصبت (الصلاة) وقد حذفت النون كان صواباً.
أنشدني بعضهم:
أسيّد ذو خريّطةٍ نهاراً =من المتلقّطي قرد القمام

(وقرد) وإنما جاز النصب مع حذف النون لأن العرب لا تقول في الواحد إلاّ بالنصب. فيقولون: هو الآخذ حقّه فينصبون الحقّ، لا يقولون إلاّ ذلك والنون مفقودة، فبنوا الاثنين والجميع على الواحد، فنصبوا بحذف النون. والوجه في الاثنين والجمع الخفض؛ لأن نونهما قد تظهر إذا شئت، وتحذف إذا شئت، وهي في الواحد لا تظهر. فذلك نصبوا. ولو خفض في الواحد لجاز ذلك. ولم أسمعه إلا في قولهم: هو الضارب الرجل، فإنهم يخفضون الرجل وينصبونه فمن خفضه شبهّه بمذهب قولهم: مررت بالحسن الوجه فإذا أضافوه إلى مكنّى قالوا: أنت الضاربه وأنتما الضارباه، وأنتم الضاربوه. والهاء في القضاء عليها خفض في الواحد والاثنين والجمع. ولو نويت بها النصب كان وجهاً، وذلك أنّ المكنّى لا يتبيّن فيه الإعراب. فاغتنموا الإضافة لأنها تتّصل بالمخفوض أشدّ ممّا تتصل بالمنصوب، فأخذوا بأقوى الوجهين في الاتّصال.
وكان ينبغي لمن نصب أن يقول: هو الضارب إيّاه، ولم أسمع ذلك). [معاني القرآن: 2/226-225]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: لّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم والصّابرين على ما أصابهم والمقيمي الصّلاة وممّا رزقناهم ينفقون}
{والمقيمي الصّلاة}.
القراءة الخفض وإسقاط التنوين، والخفض على الإضافة، ويجوز: والمقيمين الصّلاة، إلا أنه بخلاف المصحف.
ويجوز أيضا على بعد والمقيمي الصّلاة، على حذف النون ونصب الصلاة لطول الاسم،
وأنشد سيبويه:
الحافظو عورة العشيرة لا= يأتيهم من ورائهم نطف
وزعم أنه شاذّ). [معاني القرآن: 3/427]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( وأصله في اللغة: المكان المطمئن المنخفض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 160]

تفسير قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه لكم فيها خيرٌ} [الحج: 36] يعني أجرٌ في نحرها والصّدقة منها تتقرّبون بها إلى اللّه.
تفسير السّدّيّ: {لكم فيها} [الحج: 36] يعني في البدن أجرٌ.
نا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم قال: {لكم فيها خيرٌ} [الحج: 36] قال: البدنة.
إن احتاج ركب وإن احتاج إلى اللّبن شرب.
[تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قوله: فاذكروا اسم اللّه عليها صوافٍ نا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: مخلصين للّه.
قال يحيى: مقرأها على هذا التّفسير غير مثقّلةٍ صوافٍ.
نا المعلّى، عن عبد الكريم، عن مجاهدٍ قال: معقّلةً قيامًا.
- حدّثنا أشعث، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن ابن عبّاسٍ قال: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} [الحج: 36] قال: قائمةً.
حدّثنا المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: معقّلةً خالصةً للّه.
- عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّه كان يجلّلها القباطيّ إذا راح إلى منًى فإذا أراد أن ينحرها استقبل بها القبلة قال بسم اللّه واللّه أكبر، وينزع عنها جلالها لكي لا يختضب بالدّم، ويتصدّق بجلالها، ويلي نحرها بنفسه.
هذا الحديث حديث عثمان عن نافعٍ عن ابن عمر هو بعد حديث عثمان عن عائشة ابنة سعدٍ.
- نا عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّه كان ينحرها وهي قائمةٌ يصفّ بين أيديها بالقيود.
وكان يتلو هذه الآية: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} [الحج: 36] قال يحيى: هي على هذا التّفسير غير خفيفةٍ: {صوافّ} [الحج: 36]
[تفسير القرآن العظيم: 1/376]
نا سعيدٌ عن قتادة قال: مصفوفةٌ بالحبال، معقولةٌ يدها اليمنى وهي قائمةٌ على ثلاثٍ.
كذلك ينحرها من نحرها في دار المنحر بمنًى.
وهي في قراءة ابن مسعودٍ: صوافن.
قال يحيى: هي مثل قوله: {الصّافنات الجياد} [ص: 31] الفرس إذا صفن رفع إحدى رجليه فقام على طرف الحافر.
- نا أشعث، عن جعفر بن أبي وحشيّة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: رأيت ابن عمر ينحر بدنته وقد ثنّى يدها وهي على ثلاثٍ.
وقال سعيد بن جبيرٍ هو قول اللّه: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} [الحج: 36]
نا أشعث عن عمرو بن دينارٍ قال: رأيت عبد اللّه بن الزّبير على برذونٍ أشعر أوجرها الحربة وهي قائمةٌ.
- نا حمّادٌ عن عمرو بن دينارٍ قال: رأيت ابن عمر ينحر البدن وهي باركةٌ ورجلٌ يعينه.
- نا عثمان، عن عائشة ابنة سعد بن مالكٍ أنّ أباها كان ينحر البدن وهي مباركةٌ.
- نا إبراهيم بن محمّدٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نحر من بدنه بيده ثلاثًا وستّين، ثمّ أعطى عليًّا الحربة فنحر ما بقي.
- نا عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّه كان يجلّلها القباطيّ إذا راح إلى منًى،
[تفسير القرآن العظيم: 1/377]
فإذا أراد أن ينحرها استقبل بها القبلة ويقول: بسم اللّه واللّه أكبر، وينزع عنها جلالها لكي لا تختضب بالدّم.
وكان يستحبّ أن يلي إشعارها.
وكان إذا فرغ من نحرها تصدّق بجلالها، ويلي نحرها بنفسه.
قوله: {فإذا وجبت جنوبها} [الحج: 36]
نا المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: إذا نحرت فسقطت جنوبها على الأرض من قيامٍ أو بروكٍ.
{فكلوا منها وأطعموا} [الحج: 36]
حدّثني أفلح بن حميدٍ، عن القاسم بن محمّدٍ أنّه كان إذا أراد أن ينحرها يصفّ بين يديها وهي قائمةٌ، ويمسك رجلٌ بخطامها ورجلٌ بذنبها، ثمّ يطعنها بالحربة ثمّ يجبذانها حتّى يصرعاها.
وكان يكره أن تعرقب.
قوله: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} [الحج: 36]
حدّثنا سعيدٌ عن قتادة قال: القانع الفقير المتعفّف القاعد في بيته لا يسأل، والمعترّ الّذي يعتريك يسألك في كفّه.
ولكلٍّ عليك حقٌّ.
نا حمّادٌ، عن حميدٍ الطّويل، عن بكر بن عبد اللّه المزنيّ قال: القانع السّائل، والمعترّ الّذي يتعرّض لك ولا يسألك.
[تفسير القرآن العظيم: 1/378]
نا الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: القانع السّائل الّذي يقنع بما أعطي، والمعترّ القاعد في بيته لم يشعر به اعتراه.
وقد فسّرناه في إطعامهما في الآية الأولى في البائس الفقير.
قوله: {كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون} [الحج: 36] الأنعام.
{لعلّكم تشكرون} [الحج: 36] لكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 1/379]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {صوافّ...}:

معقولة وهي في قراءة عبد الله (صوافن) وهي القائمات. قرأ الحسن (صوافي) يقول: خوالص لله.
وقوله: {القانع والمعترّ} القانع: الذي يسألك (فما أعطيته من شيء) قبله. والمعترّ: ساكت يتعرّض لك عند الذبيحة، ولا يسألك). [معاني القرآن: 2/226]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاذكروا اسم الله عليها صوافّ} أي مصطفة وتصف بين أيديها وهو من المضاعف، وبعضهم يجعلها من باب الياء
فيقول صواف يتركون الياء من الكتاب كما يقول: هذا قاض، وواحدتها صافية لله). [مجاز القرآن: 2/50]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فإذا وجبت جنوبها} أي سقطت، ومنها وجوب الشمس إذا سقطت لتغيب،
وقال أوس بن حجر:
ألم تكسف الشمس والبدر والك= واكب للجبل الواجب
أي الواقع: " وأطعموا القانع والمعترّ " مجازه السائل الذي قنع إليكم تقدير فعله: ذهب يذهب ومعناه سأل وخضع ومصدره القنوع،
قال الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني=مفاقره أعّف من القنوع
أي من الفقر والمسألة والخضوع. والمعتر الذي يعتريك يأتيك لتعطيه تقول: اعترني وعرني واعتريته واعتقيته إذا ألممت به قال حسان:
لعمرك ما المعتّر يأتي بلادنا= لنمنعه بالضايع المتهضّم
وقال لبيد في القنوع:
وإعطائي المولى على حين فقره=إذا قال أبصر خلّتي وقنوعي
وأما القانع في معنى الراضي فإنه من قنعت به قناعة وقناعا وقناعا وقنعا، تقديره علمت، يقال من القنوع: قنع يقنع قنوعاً، والقانع قنع يقنع قناعة وقنعاناً وقنعاً وهو القانع الراضي). [مجاز القرآن: 2/52-51]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {والبدن جعلناها لكم مّن شعائر اللّه لكم فيها خيرٌ فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون}
وقال: {صوافّ} وواحدتها: "الصافّة"). [معاني القرآن: 3/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {صواف}: مصطفة والواحدة صافة. وقرأ بعضهم {صوافي} واحدها صافية أي خالصة لله.[غريب القرآن وتفسيره: 261]
{وجبت جنوبها}: أي سقطت. ومنه وجبت الشمس ووجب القلب.
{القانع والمعتر}: {القانع} السائل الخاضع، ويقال قنع الرجل قنوعا إذا فعل ذلك، والقانع الراضي، يقال قنعت قناعة.
{والمعتر} الذي يأتيك فتعطيه). [غريب القرآن وتفسيره: 262]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {صوافّ} أي قد صفّت أيديها. وذلك إذا قرنت أيديها عند الذبح.
{فإذا وجبت جنوبها} أي سقطت. ومنه يقال: وجبت الشمس: إذا غابت.
{القانع} السائل. يقال: قنع يقنع قنوعا، ومن الرّضا قنع يقنع قناعة.
{المعترّ} الذي يعتريك: أي يلمّ بك لتعطيه ولا يسأل. يقال: اعترّني وعرّني، وعراني واعتراني). [تفسير غريب القرآن: 293]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه لكم فيها خير فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون}
النصب أحسن لأن قبله فعلا، المعنى وجعلنا البدن، فنصب بفعل مضمر الذي ظهر يفسره.
وإن شئت رفعت على الاستئناف.
والبدن بتسكين الدال وضمها. بدنة وبدن، وبدن مثل قوله ثمرة وثمر وثمر.
وإنما سميت بدنة لأنها تبدن، أي تسمن.
وقوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ}.
{صوافّ} منصوبة على الحال، ولكنها لا تنون لأنها لا تنصرف، أي قد صفّت قوائمها، أي فاذكروا اسم الله عليها في حال نحرها.
والبعير ينحر قائما، وهذه الآية تدل على ذلك، وتقرأ صوافن، والصافن الذي يقوم على ثلاث، فالبعير إذا أرادوا نحره تعقل إحدى يديه فهو صافن، والجمع صوافن يا هذا، وقرئت صوافي بالياء وبالفتح بغير تنوين وتفسيره خوالص - أي خالصة لله عزّ وجلّ، لا تشركوا في التسمية على نحرها أحدا.
وقوله: {فإذا وجبت جنوبها}.
أي إذا سقطت إلى الأرض.
{فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ}.
بتشديد الراء، ويجوز والمعتري بالماء، ويقال: وجب الحائط يجب وجبة إذا سقط، ووجب القلب يجب وجبا ووجيبا إذا تحرك من فزع، ووجب البيع يجب وجوبا وجبة، والمستقبل في ذلك كله يجب.
وقيل في القانع الذي يقنع بما تعطيه، وقيل الذي يقنع باليسير.
وقيل وهو مذهب أهل اللغة السائل، يقال قنع الرجل قنوعا إذا سأل، فهو قانع،
وأنشدوا للشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني=مفاقره أعفّ من القنوع
أي أعفّ من السؤال، وقنع قناعة إذا رضي فهو قنع، والمعتر: الذي يعتريك فيطلب ما عندك، سألك إذ سئلت عن السؤال وكذلك المعتري). [معاني القرآن: 3/429-427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله}
وقرأ ابن أبي إسحاق والبدن والمعنى واحد
قال مجاهد قيل لها بدن للبدانة
قال أبو جعفر البدانة السمن يقال بدن إذا سمن وبدن إذا أسن فقيل لها بدن لأنه تسمن). [معاني القرآن: 4/411-410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لكم فيها خير}
قال إبراهيم يركب إذا احتاج ويشرب من اللبن
وقيل خير في الآخرة وذا أولى لأنه لو كان للدنيا كان ألا يجعلها بدنة خيرا له). [معاني القرآن: 4/411]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فاذكروا اسم الله عليها صواف}
وقرأ عبد الله بن مسعود صوافن
وقرأ الحسن وزيد بن أسلم والأعرج صوافي
روى نافع عن ابن عمر فاذكروا اسم الله عليها صواف قال قياما مصفوفة
وروى أبو ظبيان عن ابن عباس فاذكروا اسم الله عليها قال بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك
قال وصوافن قائمة على ثلاث
قال قتادة معقولة اليد اليمنى
قال الحسن وزيد بن أسلم صوافي أي خالصة لله من الشرك
قال أبو جعفر صواف جمع صافة وصافة مصفوفة ومصطفة بمعنى واحد
وصوافن جمع صافنة يقال للقائم صافن ويستعمل لما قام على ثلاث
وصوافي جمع صاف وهو الخالص أي لا تذكروا عليها غير اسم الله جل وعز حتى تكون التسمية خالصة الله جل وعز). [معاني القرآن: 4/413-411]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فإذا وجبت جنوبها}
قال مجاهد أي خرت إلى الأرض). [معاني القرآن: 4/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر}
قال أبو جعفر أحسن ما قيل في هذا وهو الصحيح في اللغة أن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن
قالوا القانع الذي يسأل
والمعتر الذي يتعرض ولا يسأل
وقال مالك بن أنس أحسن ما سمعت أن القانع هو الفقير وأن المعتر هو الزائر
وقال أبو جعفر يقال قنع الرجل يقنع قنوعا فهو قانع إذا سأل وأنشد أهل اللغة:
لمال المرء يصلحه فيغني = مفاقرة أعف من القنوع
وروي عن أبي رجاء أنه قرأ وأطعموا القنع
ومعنى هذا مخالف للأول يقال قنع الرجل إذا رضي فهو قنع
وروى عن الحسن أنه قرأ والمعتري معناه كمعنى المعتر يقال اعتره واعتراه وعراه إذا تعرض لما عنده أو طلبه). [معاني القرآن: 4/414-413]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فإذا وجبت} أي: سقطت بعد النحر). [ياقوتة الصراط: 370]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {القانع} الذي يسأل: وترده اللقمة والتمرة). [ياقوتة الصراط: 370]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {والمعتر}: الذي لا يسأل، فيبدأ بالصدقة). [ياقوتة الصراط: 370]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَوَافَّ}: أي قد صفت أيديها، وذلك إذا قرنت أيديها عند النحر.
{وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}: أي سقطت، ومنه قيل: وجبت الشمس، إذا غابت.
و{الْقَانِعَ}: السائل، و{الْمُعْتَرَّ}: الذي يلم بك لتعطيه ولا يسأل
وقيل: القانع: الذي يسأل، وفيه اختلاف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 161]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَوَافَّ}: مصطـفّة.
{وَجَبَتْ}: سَقَطت.
{القَانِعَ}: الراضـي.
{المُعْتَرَّ}: الذي يأتيك فتعطيه). [العمدة في غريب القرآن: 213]

تفسير قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها} [الحج: 37] يقول: لا يصعد إلى اللّه لحومها ولا دماؤها.
وقد كان المشركون يذبحون لآلهتهم ثمّ ينضحون دماءها حول البيت.
قوله: {ولكن يناله التّقوى منكم} [الحج: 37] يصعد إليه التّقوى منكم.
يعني من آمن.
{كذلك سخّرها لكم} [الحج: 37] الأنعام.
{لتكبّروا اللّه على ما هداكم} [الحج: 37].
وقال في الآية الأولى {ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} [الحج: 34] إذا ذبحوا.
فالسّنّة إذا ذبح أو نحر أن يقول: بسم اللّه، واللّه أكبر.
- حدّثنا هشامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يضحّي بكبشين أملحين، أقرنين، يذبحهما بيده، ويطأ على صفحتيهما، ويسمّي ويكبّر.
سعيدٌ، عن قتادة أنّ الحسن كان إذا ذبح الأضحية قال: بسم اللّه واللّه أكبر اللّهمّ منك ولك.
- الخليل بن مرّة، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: أهدي للنّبيّ عليه السّلام كبشان أملحان، أقرنان فضحّى بهما، فذبحهما بيده، فوضع رجله
[تفسير القرآن العظيم: 1/379]
اليمنى على كتف الكبش اليمنى ثمّ قال: «بسم اللّه واللّه أكبر، اللّهمّ منك ولك عنّي وعن أمّتي».
قوله: {وبشّر المحسنين} [الحج: 37] بالجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/380]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لن ينال اللّه لحومها...}

اجتمعوا على الياء. ولو قيل (تنال) كان صواباً. ومعنى ذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروها نضحوا الدماء حول البيت. فلمّا حجّ المسلمون أرادوا مثل ذلك
فأنزل الله عز وجل: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم}: الإخلاص إليه). [معاني القرآن: 2/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها} كانوا في الجاهلية: إذا نحروا البدن نضحوا دماءها حول الكعبة، فأراد المسلمون أن يصنعوا ذلك، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها} ). [تفسير غريب القرآن: 293]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم كذلك سخّرها لكم لتكبّروا اللّه على ما هداكم وبشّر المحسنين}
وقرئت: {لن تنال اللّه لحومها} بالتاء، فمن قرأ بالياء فلجمع اللحوم.
ومن قرأ بالتاء فلجماعة اللحوم - وكانوا إذا ذبحوا لطخوا البيت بالدم، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنّ الّذي يصل إليه تقواه وطاعته فيما يأمر به.
{ولكن يناله التقوى منكم}.
وتناله - التقوى منكم - بالياء والتاء - فمن أنث فللفظ التقوى، ومن ذكر
فلأن معنى التقوى والتقى واحد). [معاني القرآن: 3/429]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها}
يروى عن ابن عباس أنهم كانوا في الجاهلية ينضحون بدماء البدن ما حول البيت فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فأنزل الله جل وعز هذه الآية
قال إبراهيم في قوله: {ولكن يناله التقوى منكم} قال التقوى ما أريد به وجه الله عز وجل). [معاني القرآن: 4/414-415]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}: كان المشركون ينضحون الدم حول الكعبة دم البدن، فنهي المسلمون عن ذلك).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 161]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:19 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال حارثة بن بدر الغداني: البسيط
الصّبر أجمل والدّنيا مفجّعةٌ = من ذا الّذي يجرّع مرةً حزنا?
وما جاء في هذا أكثر من أن يؤتى على غابره.
وتعزيك الرجل تسليتك إياه. والعزاء هو السلو وحسن الصبر على المصائب وخير من المصيبة العوض منها والرضى بقضاء الله والتسليم لأمره تنجزاً لما وعد من حسن الثواب، وجعل للصابرين من الصلاة عليهم والرحمة. فإنه يقول تبارك وتعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}. وقال: {وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم}. وقال تبارك اسمه: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} يقول الاسترجاع. خبرني بذلك غير واحد من الفقهاء.
وروى أبو الحسن عن الفضل بن تميم قال: قيل للضحاك بن قيس: من قال عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون، كان ممن أخذ بالتقوى وأدى الفرائض? فقال: نعم، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة.
قال الأصمعي عن بعض العلماء: لو وكل الناس بالجزع للجؤوا إلى الصبر.
وروي عن الحسن أنه كان يقول: الحمد لله الذي أجرنا على ما لا بد لنا منه، وأثابنا على ما لو كلفنا غيره لصرنا فيه إلى معصيته.
قال الأصمعي وأبو الحسن: جزع سليمان بن عبد الملك على ابنه أيوب فقال له رجل من القراء: يا أمير المؤمنين إن امرأ حدث نفسه بالبقاء في الدنيا وظن أنه يعرى من المصائب فيها لغير جيد الرأي. فكان ذلك أول ما تسلى به.
وكان علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يقول: عليكم بالصبر، فإن به يأخذ الحازم وإليه يعود الجازع.
وروي عن أبي الحسن، عن أبي عمرو بن المبارك قال: دخل زياد بن عثمان بن زياد على سليمان بن عبد الملك، وقد توفي ابنه أيوب، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عبد الرحمن بن أبي بكرة كان يقول: من أحب البقاء فليوطن نفسه على المصائب.
قال أبو الحسن عن علي بن سليمان عن الحسن: الخير الذي لا شر فيه الشكر مع العافية، والصبر عند المصيبة. فكم من منعم عليه غير شاكر، ومن مبتلى غير صابر). [التعازي والمراثي: 45-47] (م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال حارثة بن بدر الغداني: البسيط
الصّبر أجمل والدّنيا مفجّعةٌ = من ذا الّذي يجرّع مرةً حزنا?
وما جاء في هذا أكثر من أن يؤتى على غابره.
وتعزيك الرجل تسليتك إياه. والعزاء هو السلو وحسن الصبر على المصائب وخير من المصيبة العوض منها والرضى بقضاء الله والتسليم لأمره تنجزاً لما وعد من حسن الثواب، وجعل للصابرين من الصلاة عليهم والرحمة. فإنه يقول تبارك وتعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}. وقال: {وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم}. وقال تبارك اسمه: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} يقول الاسترجاع. خبرني بذلك غير واحد من الفقهاء.
وروى أبو الحسن عن الفضل بن تميم قال: قيل للضحاك بن قيس: من قال عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون، كان ممن أخذ بالتقوى وأدى الفرائض? فقال: نعم، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة.
قال الأصمعي عن بعض العلماء: لو وكل الناس بالجزع للجؤوا إلى الصبر.
وروي عن الحسن أنه كان يقول: الحمد لله الذي أجرنا على ما لا بد لنا منه، وأثابنا على ما لو كلفنا غيره لصرنا فيه إلى معصيته.
قال الأصمعي وأبو الحسن: جزع سليمان بن عبد الملك على ابنه أيوب فقال له رجل من القراء: يا أمير المؤمنين إن امرأ حدث نفسه بالبقاء في الدنيا وظن أنه يعرى من المصائب فيها لغير جيد الرأي. فكان ذلك أول ما تسلى به.
وكان علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يقول: عليكم بالصبر، فإن به يأخذ الحازم وإليه يعود الجازع.
وروي عن أبي الحسن، عن أبي عمرو بن المبارك قال: دخل زياد بن عثمان بن زياد على سليمان بن عبد الملك، وقد توفي ابنه أيوب، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عبد الرحمن بن أبي بكرة كان يقول: من أحب البقاء فليوطن نفسه على المصائب.
قال أبو الحسن عن علي بن سليمان عن الحسن: الخير الذي لا شر فيه الشكر مع العافية، والصبر عند المصيبة. فكم من منعم عليه غير شاكر، ومن مبتلى غير صابر). [التعازي والمراثي: 45-47] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
وهم الفوارس يوم ديسقة الـ = ـمغشو الكماة غوارب الأكم
ينشد الكماة نصبًا وخفضًا كما قرئ: {والمقيمي الصلاةِ} والصلاةَ وغوارب الأكم عاليها). [شرح المفضليات: 586]
تفسير قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه: «القانع»: الراضي، والقانع: السائل. قَنِع قَنَاعة وقَنَعا وقُنْعَانا، (أي): رضي. وقنع قنوعا، أي: سأل. وقال عدي بن زيد:
وما خنت ذا وصل وأبت بوصله = ولم أحرم المضطر إذ جاء قانعا
أي: سائلا). [الأضداد: 95]
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال أبو حزام: قَنَع: سَأَل، يَقنَع قُنوعًا مثل فَعَل يَفْعَل. قال الشماخ:
لمَالُ المَرءِ يُصِلحُه فَيْغِني = مفاقِرَه أعفُّ من القُنُوعِ
وقَنِعْتُ به مثل علمت به قَناعةً وقُنوعا يَقْنَع). [كتاب الجيم: 3/78]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (*قنع* والقانع الراضي بما قسم الله ومصدره القناعة، والقانع السائل ومصدره القنوع، ورأيت أعرابيا يقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من القنوع والخنوع والخضوع وما يغض طرف المرء ويغري به لئام الناس، قال عدي :

وما خنت ذا عهد وأبت بعهده = ولم أحرم المضطر إذ جاء قانعا
أي سائلا، وقال الله جل ثناؤه: {وأطعموا القانع والمعتر}، فالقانع: السائل، والمعتر الذي يأتيك ويتعرض لك ولا يسأل، قال الشماخ :
لمال المرء يصلحه فيغني = مفاقره أعف من القنوع
أي أعف من المسألة، قال لبيد :
فمنهم سعيد آخذ بنصيبه = ومنهم شقي بالمعيشة قانع
أي: راض بقسمه). [كتاب الأضداد: 49-50]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (قنع يقنع قنوعًا إذا سأل. [الأصمعي]: وقنع يقنع قناعة إذا رضي). [الغريب المصنف: 2/610]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
((لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا ذي غمر على أخيه ولا ظنين في ولاء ولا قرابة ولا القانع من أهل البيت لهم)).
قال حدثناه مروان الفزاري، عن شيخ من أهل الجزيرة، يقال له يزيد بن أبي زياد.
وهو يزيد بن سنان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ترفعه.
...
وأما قوله: لا القانع مع أهل البيت لهم، فإنه الرجل يكون مع القوم في حاشيتهم كالخادم لهم والتابع والأجير ونحوه.
وأصل القنوع: الرجل يكون مع الرجل يطلب فضله ويسأل معروفه.
يقول: فهذا إنما يطلب معاشة من هؤلاء فلا يجوز شهادته لهم.
وقد قال الله تبارك وتعالى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر} فالقانع في التفسير: الذي يسأل، والمعتر: الذي يتعرض ولا يسأل ومنه قول الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني = مفاقره أعف من القنوع
يعني: مسألة الناس.
وقال عدي بن زيد:
وما خنت ذا عهد وأيت بعهده = ولم أحرم المضطر إذ جاء قانعا
يعني: سائلا.
ويقال من هذا: قد قنع يقنع قنوعا.
وأما القانع: الراضي بما أعطاه الله سبحانه فليس من ذلك.
يقال منه: قنعت أقنع قناعة، فهذا بكسر النون وذاك بفتحها وذاك من القنوع وهذا من القناعة). [غريب الحديث: 1/367-369]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: الذي يحدثه عنه البراء بن عازب قال رحمه الله: كنا إذا
صلينا معه صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه من الركوع قمنا خلفه صفونا، فإذا سجد تبعناه.
قال: حدثناه هشيم قال: أخبرنا العوام بن حوشب عن عذرة بن الحارث عن البراء.
قوله: صفونا، يفسر الصافن تفسيرين.
فبعض الناس يقول: كل صاف قدميه قائما فهو صافن ومما يحقق ذلك حديث عكرمة.
قال: حدثناه عبد الرحمن بن مهدي عن إسماعيل بن مسلم العبدي عن مالك بن دينار قال: رأيت عكرمة يصلي وقد صفن بين قدميه واضعا إحدى يديه على الأخرى.
والقول الآخر: أن الصافن من الخيل الذي قد قلب أحد حوافره وقام على ثلاث قوائم.
ومما يحقق ذلك قوله سبحانه: {فاذكروا اسم الله عليها صوافن} هكذا هي في قراءة ابن عباس وفسرها معقولة إحدى يديها على ثلاث قوائم.
قال: حدثناه أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس.
قال: وحدثني كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال في قراءة ابن مسعود: (صوافن)، قال: يعني قياما.
فقد اجتمعت قراءة ابن عباس وابن مسعود على (صوافن).
قال: وحدثني ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: من قرأها: (صوافن) أراد: معقولة.
ومن قرأها: {صواف} أراد: بها قد صفت يديها.
وكلاهما له معنى.
وقد روي عن الحسن غير هاتين القراءتين.
قال: حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن أنه قرأ: صوافي غير منون بالياء، وقال: خالصة لله.
قال أبو عبيد: كأنه يذهب إلى جمع صافية). [غريب الحديث: 2/216-220]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

وبرد الخصوم شتي ثقالا = مثل ما وجبت هجان الجمال
وجبت: سقطت). [شرح ديوان الحطيئة: 77]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فيبرح منها ساهف متقطر = ينوء على شق من الرأس واجب
...
(واجب) ساقط، من قول الله عز وجل: {فإذا وجبت جنوبها} ). [شرح أشعار الهذليين: 1/468]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( والقانع من الأضداد. يقال: رجل قانع، إذا كان راضيا بما هو فيه لا يسأل أحدا، ورجل قانع إذا كان سائلا، قال الله عز وجل: {وأطعموا القانع والمعتر}، فالقانع السائل، والمعتر الذي يعرض بالمسألة ولا يصرح، ويقال: المعتر: السائل، والقانع: المحتاج. ويقال: قد قنع الرجل يقنع قناعة وقنعا وقنعانا، إذا رضي ما هو فيه؛ وهو قانع وقنع، ويقال: قد قنع يقنع قنوعا، إذا سأل؛ يقال: نعوذ بالله من القنوع والخنوع، ونسأل الله القناعة، فالخنوع الخضوع، والقنوع المسألة.
وقال أعرابي لقوم سألهم فلم يعطوه: الحمد لله الذي أقنعني إليكم، أي أحوجني. وقال الشماخ:

أعائش ما لأهلك لا أراهم = يضيعون الهجان مع المضيع
وكيف يضيع صاحب مدفآت = على أثباجهن من الصقيع
لمال المرء يصلحه فيغني = مفاقره أعف من القنوع
أي من المسألة. وقال الآخر:
وإعطائي المولى على حين فقره = إذا قال أبصر خلتي وقنوعي
وقال أيضا بعض المعمرين:
فمنهم سعيد آخذ بنصيبه = ومنهم شقي بالمعيشة قانع
وقال الآخر:
وأقنع بالشيء اليسير صيانة = لنفسي ما عمرت والحر قانع
أي راض.
وربما تكلموا بالقنوع في معنى القناعة، والاختيار ما قدمنا ذكره، فمنه قول بعضهم:

فسربلت أخلاقي قنوعا وعفة = فعندي بأخلاقي كنوز من الذهب
فلم أر عزا كالقنوع لأهله = وأن يجمل الإنسان ما عاش في الطلب
وقال الآخر:

ثق بالإله ورد النفس عن طمع = إلى القنوع ولا تحسد أخا المال
فإن بين الغنى والفقر منزلة = مقرونة بجديد ليس بالبالي
وقال الآخر:

من قنعت نفسه ببلغتها = أضحى عزيزا وظل ممتنعا
لله در القنوع من خلق = كم من وضيع به قد ارتفعا
تضيق نفس الفتى إذا افتقرت = ولو تعزى بربه اتسعا
وقال نصيب في المعتر:

من ذا ابن ليلى جزاك الله مغفرة = يغني مكانك أو يعطي كما تهب
قد كان عند ابن ليلى غير معوزه = للفضل وصل وللمعتر مرتغب
وقال الآخر:
لعمرك ما المعتر يأتي بلادنا = لنمنعه بالضائع المتهضم).
[كتاب الأضداد: 66-68]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
فلا تسأليني واسألي عن خليقتي = إذا رد عافي القدر من يستعيرها
قال الأصمعي: كانوا في الجدب إذا استعار أحدهم قدرًا رد فيها شيئًا من طبيخ وقوله عافي القدر يقول لم يجهد أهلها وما أعطوه عفوًا وقال آخر: يعفيك عافيه وعند النحر، غيره: عافي القدر من يأتيها لينال مما فيها، يقال عفوت الرجل واعتفيته وعروته واعتريته. قال الله تعالى: {وأطعموا القانع والمعتر}، فيقال: القانع: السائل والمعتر: المعترض للنائل من غير أن يسأل، يقول: كثر عافي القدر على أهلها فشغلت بهم فرد مستعيرها، فكأن العافي إذا شغلها عن مستعيرها هو رد مستعيرها، فعافي في موضع رفع ومن في موضع نصب وقول آخر وهو أن يرد المستعير في القدر شيئًا مما طبخ، فيكون عافي القدر حينئذٍ في موضع نصب وسكن الياء كما تسكن في الرفع والخفض فهؤلاء لا يحركونها، النصب فيها عندهم كالرفع والخفض). [شرح المفضليات: 348]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
ويسعد بي الضريك إذا اعتراني = ويكره جانبي البطل الشجاع
اعتراني ألم بي وعراني واعتفاني وعفاني وعرني واعترني والضريك: المحتاج الضعيف واعتراني صار إلي يقال اعتراه يعتريه وعراه يعروه وفلان يعروه الناس في أمورهم أي يأتونه وهو من قول الله تعالى: {وأطعموا القانع والمعتر} غيره: المعتر من قولهم فلا تعتريه الأضياف وقد عروه ويعرونه عرًا إذا أتوه ومنه قول ابن أحمر:
ترعى القطاة الخمس قفورها = ثم تعر الماء فيمن يعر
والمعتر الذي يتعرض لفضلك من غير أن يسألك والقانع السائل: قنع يقنع قنوعًا إذا سأل وقنع يقنع قناعة إذا رضي بما قسم له ومنه جاء في الحديث: (نعوذ بالله من القنوع ونسأل الله القناعة) ). [شرح المفضليات: 373]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
بكل مبيتٍ يعترينا ومنزلٍ = فلو أنها إذ تدلج الليل تصبح
غيره: يعترينا يصير إلينا والاسم المعتر، فالمعتر الذي يأتي معترضًا لأن يطعم من غير أن يسأل، والقانع: السائل والقنوع: المسألة والقناعة: الرضا، يقال: نسأل الله تعالى القناعة ونعوذ بالله تعالى من القنوع، ويقال أدلج إذا سار من أول الليل وأدلج إذا سار من آخره، هذا قول أبي عكرمة. غيره: تدلج تسري، يقول فلو أنها إذ تسير بالليل معنا تصبح كذلك، ولكنها تذهب إذا أصبحت.
وقول أبي عكرمة والمعتر الاسم من يعترينا ليس بشيء لأن المعتر من المضاعف ويعتري ليس من المضاعف وإنما المعتر من اعترنا معترًا إذا مر بنا، واعترى يعتري فهو معترٍ، فالمعنى واحد فيهما واللفظ مختلف). [شرح المفضليات: 494]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (غيره: تعتريه تعره تأتيه يقال فلان تعتريه الأضياف وتعره ومنه: {وأطعموا القانع والمعتر} ). [شرح المفضليات: 503]

تفسير قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وفي خطبة المأمون يوم الأضحى بعد التكبير الأوّل
إنَ يوصكم هذا يومٌ أبانَ الله فضلَه، وأوجبَ تشريفَه، وعَظّم حُرْمته، ووَفَق له من خَلا صفوتَه، وابتَلَى فيه خليلَه، وفَدَى فيه من الذَبْح نبئه، وجعله خاتمَ الأيام المعْلومات من العَشْر ومتقدَم الأيام المعدودات منِ النفْر؛ يومٌ حرامٌ من أيام عِظام في شهرَ حَرَام، يومُ الحجِّ الأكبر يومٌ دعا اللُّه إلى مَشْهَده، ونزَل القرآنُ بتعظيمه، قال اللهّ جلّ وعزّ: {وَأذِّنْ في الناس بالحج}؛ الآيات؛ فتقربوا إلى اللّه في هذا اليوم بذبائحكم، وعَظِّموا شعائرَ الله واجعلوها من طَيبِ أموالَ وبصحّة التقوى من قلوبكم، فإنه يقول: {لَنْ يَنَالَ اللَّه لُحُومُهَا وَلَا دمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التًقْوَى مِنْكُمْ}، ثم التكبير والتحميد والصلاة على النبي والوصية بالتقوى، ثم قال بعد ذكر الجنة والنار: عَظُمَ قدرُ الدارين وارتفع جزاءُ العملين وطالت مدّة الفريقين الله للّه! فوالله إنه الجِدُ لا اللعِبُ، وإنه الحقُّ لا الكذِب، وما هو إلا الموت والبَعْث والمِيزان والحِساب والقِصَاص والصَراط ثم العقاب والثَواب، فمن نَجَا يومئذٍ فقد فاز، ومن هَوَى يومئذ فقد خاب. الخيرً كلّه الجنّة، والشر كله في النار). [عيون الأخبار: 5/254] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 08:47 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 08:48 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 08:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أنه جعل لكل أمة من الأمم منسكا، أي موضع نسك وعبادة، ثم أن المنسك ظرف كالمذبح ونحو هذا، ويحتمل أن يريد به المصدر، كأنه قال: عبادة
[المحرر الوجيز: 6/246]
ونحوها، والناسك: العابد، وقال مجاهد: سنة في إراقة دماء الذبائح، وقرأ معظم القراء: "منسكا" بفتح السين، وهو من: نسك ينسك بضم السين في المستقبل، وقرأ حمزة والكسائي: "منسكا" بكسر السين، قال أبو الفتح: الفتح أولى؛ لأنه إما المصدر وإما المكان وكلاهما مفتوح، والكسر في هذا من الشاذ في اسم المكان أن يكون (مفعل) من: فعل يفعل، مثل مسجد، من: سجد يسجد، ولا يسوغ فيه القياس، ويشبه أن الكسائي سمعه من العرب.
وقوله تعالى: {ليذكروا اسم الله} معناه: أمرناهم عند ذبائحهم بذكر الله، وأن يكون الذبح له لأنه رازق ذلك، ثم رجع اللفظ من الخبر عن الأمم إلى إخبار الحاضرين بما معناه: فالإله واحد لجميعكم، فكذلك الأمر في الذبيحة إنما ينبغي أن تخلص له، و"أسلموا" معناه: لحقه ولوجهه ولإنعامه آمنوا وأسلموا، ويحتمل أن يريد الاستسلام.
ثم أمر تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبشر بشارة على الإطلاق، وهي أبلغ من المفسرة لأنها مرسلة مع نهاية التخيل، و"المخبتين": المتواضعين الخاشعين من المؤمنين، و"الخبت": ما انخفض من الأرض، والمخبت: المتواضع الذي مشيه متطامن كأنه في حدور من الأرض، وقال عمرو بن أوس: المخبتون: الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا مثال شريف من خلق المؤمن الهين اللين، وقال مجاهد: هم المطمئنون بأمر الله تعالى). [المحرر الوجيز: 6/247]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ووصفهم تعالى بالخوف والوجل عند ذكر الله، وتلك لقوة يقينهم ومراعاتهم لربهم وكأنهم بين يديه، ووصفهم تبارك وتعالى بالصبر والصلاة وإقامة الصلاة وإدامتها، وقرأ الجمهور: "الصلاة" بالخفض، وقرأ ابن أبي إسحق، والحسن: "الصلاة" بالنصب على توهم النون وأن حذفها للتخفيف، ورويت عن أبي عمرو،
[المحرر الوجيز: 6/247]
وقرأ الأعمش: "والمقيمين الصلاة" بالنون والنصب في "الصلاة"، وقرأ الضحاك: "والمقيم الصلاة"، وروي أن هذه الآية -قوله تعالى: "وبشر المخبتين"- نزلت في أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله تعالى عنهم). [المحرر الوجيز: 6/248]

تفسير قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين}
"البدن": جمع بدنة، وهي ما أشعر من ناقة أو بقرة، قاله عطاء وغيره، وسميت بذلك لأنها تبدن، أي تسمن، وقيل: بل هذا الاسم خاص بالإبل، وقالت فرقة: "البدن": جمع بدن -بفتح الباء والدال- ثم اختلفت، فقال بعضها: البدن مفرد اسم جنس يراد به العظيم السمين من الإبل والبقر، ويقال للسمين من الرجال: بدن، وقال بعضها: البدن جمع بدنة كثمرة وثمر، وقرأ الجمهور: "والبدن" ساكنة الدال، وقرأ أبو جعفر، وشيبة، والحسن، وابن أبي إسحق: "البدن" بضم الدال، فيحتمل أن يكون جمع بدنة كثمر، وعدد الله تعالى في هذه الآية نعمه على الناس في هذه البدن، وقد تقدم القول في "الشعائر". و"الخير" قيل فيه ما قيل في "المنافع" التي تقدم ذكرها، والصواب عمومه في خير الدنيا والآخرة. وقوله تعالى: "عليها" يريد: عند نحرها.
وقرأ جمهور الناس: "صواف" بفتح الفاء وشدها، جمع صافة، أي: مطيعة في قيامها، وقرأ الحسن، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وأبو موسى الأشعري، وشقيق،
[المحرر الوجيز: 6/248]
وسليمان التيمي، والأعرج: "صوافي" جمع صافية، أي: خالصة لوجه الله تعالى، لا شركة فيها لشيء كما كانت الجاهلية تشرك، وقرأ الحسن أيضا: "صواف" بكسر الفاء وتنوينها مخففة، وهي بمعنى التي قبلها لكن حذفت الياء تخفيفا على غير قياس، وفي هذا نظر، وقرأ ابن مسعود، وابن عمر وابن عباس، وأبو جعفر محمد بن علي: "صوافن" بالنون جمع صافنة، وهي التي قد رفعت إحدى يديها بالعقل لئلا تضطرب، والصافن من الخيل: الرافع لفراهته إحدى يديه وقيل إحدى رجليه، ومنه قوله تعالى: {الصافنات الجياد}، وقال عمرو بن كلثوم:
تركنا الخيل عاكفة عليه مقلدة أعنتها صفونا
و "وجبت" معناه: سقطت بعد نحرها، ومنه: وجبت الشمس، ومنه قول أوس بن حجر:
ألم تكسف الشمس والبدر والـ ... ـكواكب للجبل الواجب
وقوله تعالى: "فكلوا" ندب، وكل العلماء يستحب أن يأكل الإنسان من هديه، وفيه أجر وامتثال إذ كان أهل الجاهلية لا يأكلون من هديهم، وقال مجاهد، وإبراهيم، والطبري: هي إباحة.
[المحرر الوجيز: 6/249]
و"القانع": السائل، يقال: قنع الرجل يقنع قنوعا إذا سأل، بفتح النون في الماضي، وقنع بكسر النون يقنع قناعة فهو قنع إذا تعفف واستغنى ببلغته، قاله الخليل، ومن الأول قول الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني ... مفاقره أعف من القنوع
فمحرروا القول من أهل العلم قالوا: القانع: السائل.
و "المعتر": المتعرض من غير سؤال، قاله محمد بن كعب القرظي، ومجاهد، وإبراهيم، والكلبي، والحسن بن أبي الحسن، وعكست فرقة هذا القول، حكى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: القانع: المستغني بما أعطيته، والمعتر هو المعترض، وحكي عنه أنه قال: القانع: المتعفف، والمعتر: السائل، وحكي عن مجاهد أنه قال: القانع: الجار وإن كان غنيا، وقرأ أبو رجاء "القانع"، فعلى هذا التأويل معنى الآية: أطعموا المتعفف الذي لا يأتي معترضا، وذهب أبو الفتح بن جني إلى أنه أراد "القانع" فحذف الألف تخفيفا.
وهذا بعيد؛ لأن توجيهها على ما ذكرته آنفا أحسن، وإنما يلجأ إلى هذا إذا لم توجد مندوحة، وقرأ أبو رجاء، وعمرو بن عبيد: "المعتري"، والمعنى واحد، ويروى
[المحرر الوجيز: 6/250]
عن أبي رجاء "والمعتر" بتخفيف الراء، وقال الشاعر:
لعمرك ما المعتر يغشى بلادنا ... لنمنعه بالضائع المتهضم
وذهب ابن مسعود رضي الله عنه إلى أن الهدي أثلاث، وقال جعفر بن محمد عن أبيه: أطعم القانع والمعتر ثلثا، والبائس الفقير ثلثا، وأهلي ثلثا، وقال ابن المسيب: ليس لصاحب الهدي منه إلا الربع.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا كله على جهة الاستحسان لا على الفرض، ثم قال تعالى: "كذلك"، أي: كما أمرتكم فيها بهذا كله سخرناها لكم، و"لعلكم" ترج في حقنا وبالإضافة إلى نظرنا). [المحرر الوجيز: 6/251]

تفسير قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "ينال" عبارة مبالغة وتوكيد، وهي بمعنى: لن يرتفع عنده ويتحصل سبب ثواب، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن أهل الجاهلية كانوا يضرجون البيت بالدماء فأراد المؤمنون فعل ذلك فنهى الله تعالى عن ذلك ونزلت هذه الآية، والمعنى: ولكن ينال الرفعة عنده والتحصيل حسنة لديه التقوى، أي الإخلاص وعمل الطاعات. وقرأ مالك بن دينار، والأعرج، وابن يعمر، والزهري: "لن تنال"، "ولكن تناله" بتاء فيهما.
والتسمية والتكبير على الهدي والأضحية هو أن يقول الذابح: باسم الله والله أكبر، وروي أن قوله تعالى: {وبشر المحسنين} نزلت في الخلفاء الأربعة رضي الله تعالى عنهم حسبما تقدم في التي قبلها، فأما ظاهر اللفظ فيقتضي العموم في كل محسن). [المحرر الوجيز: 6/251]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولكلّ أمّةٍ جعلنا منسكًا ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إلهٌ واحدٌ فله أسلموا وبشّر المخبتين (34) الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم والصّابرين على ما أصابهم والمقيمي الصّلاة وممّا رزقناهم ينفقون (35)}.
يخبر تعالى أنّه لم يزل ذبح المناسك وإراقة الدّماء على اسم اللّه مشروعًا في جميع الملل.
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {ولكلّ أمّةٍ جعلنا منسكًا} قال: عيدًا.
وقال عكرمة: ذبحًا. وقال زيد بن أسلم في قوله: {ولكلّ أمّةٍ جعلنا منسكًا}، إنّها مكّة، لم يجعل اللّه لأمّةٍ قطّ منسكًا غيرها.
[وقوله]: {ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}، كما ثبت في الصّحيحين عن أنسٍ قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بكبشين أملحين أقرنين، فسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما.
وقال الإمام أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سلام بن مسكينٍ، عن عائذ اللّه المجاشعيّ، عن أبي داود -وهو نفيع بن الحارث-عن زيد بن أرقم قال: قلت -أو: قالوا-: يا رسول اللّه، ما هذه الأضاحيّ؟ قال: "سنّة أبيكم إبراهيم". قالوا: ما لنا منها؟ قال: "بكلّ شعرةٍ حسنةٌ" قالوا: فالصّوف؟ قال: "بكلّ شعرةٍ من الصّوف حسنةٌ".
وأخرجه الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد ابن ماجه في سننه، من حديث سلّام بن مسكينٍ، به.
وقوله: {فإلهكم إلهٌ واحدٌ فله أسلموا} أي: معبودكم واحدٌ، وإن تنوّعت شرائع الأنبياء ونسخ بعضها بعضًا، فالجميع يدعون إلى عبادة اللّه وحده، لا شريك له، {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25]. ولهذا قال: {فله أسلموا} أي: أخلصوا واستسلموا لحكمه وطاعته.
{وبشّر المخبتين}: قال مجاهدٌ: المطمئنّين، وقال الضّحّاك، وقتادة: المتواضعين. وقال السّدّيّ: الوجلين. وقال عمرو بن أوسٍ: المخبتون: الّذين لا يظلمون، وإذا ظلموا لم ينتصروا.
وقال الثّوريّ: {وبشّر المخبتين} قال: المطمئنّين الرّاضين بقضاء اللّه، المستسلمين له.
وأحسن ما يفسّر بما بعده وهو قوله: {الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم} أي: خافت منه قلوبهم، {والصّابرين على ما أصابهم} أي: من المصائب.
قال الحسن البصريّ: واللّه لتصبرنّ أو لتهلكنّ.
{والمقيمي الصّلاة}: قرأ الجمهور بالإضافة. السبعة، وبقية العشرة أيضًا. وقرأ ابن السّميقع: "والمقيمين الصّلاة" بالنّصب.
وقال الحسن البصريّ: {والمقيمي الصّلاة}، وإنّما حذفت النّون هاهنا تخفيفًا، ولو حذفت للإضافة لوجب خفض الصّلاة، ولكن على سبيل التّخفيف فنصبت.
أي: المؤدّين حقّ اللّه فيما أوجب عليهم من أداء فرائضه، {وممّا رزقناهم ينفقون} أي: وينفقون ما آتاهم اللّه من طيّب الرّزق على أهليهم وأرقّائهم وقراباتهم، وفقرائهم ومحاويجهم، ويحسنون إلى خلق اللّه مع محافظتهم على حدود اللّه. وهذه بخلاف صفات المنافقين، فإنّهم بالعكس من هذا كلّه، كما تقدّم تفسيره في سورة "براءةٌ" [فللّه الحمد والمنّة] ). [تفسير ابن كثير: 5/ 424-425]

تفسير قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه لكم فيها خيرٌ فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون (36)}.
يقول تعالى ممتنًّا على عباده فيما خلق لهم من البدن، وجعلها من شعائره، وهو أنّه جعلها تهدى إلى بيته الحرام، بل هي أفضل ما يهدى [إلى بيته الحرام]، كما قال تعالى: {لا تحلّوا شعائر اللّه ولا الشّهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد [ولا آمّين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربّهم ورضوانًا]} الآية: [المائدة: 2].
قال ابن جريج: قال عطاءٌ في قوله: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه}، قال: البقرة، والبعير. وكذا روي عن ابن عمر، وسعيد بن المسيّب، والحسن البصريّ. وقال مجاهدٌ: إنّما البدن من الإبل.
قلت: أمّا إطلاق البدنة على البعير فمتّفقٌ عليه، واختلفوا في صحّة إطلاق البدنة على البقرة، على قولين، أصحّهما أنّه يطلق عليها ذلك شرعًا كما صحّ في الحديث.
ثمّ جمهور العلماء على أنّه تجزئ البدنة عن سبعةٍ، والبقرة عن سبعةٍ، كما ثبت به الحديث عند مسلمٍ، من رواية جابر بن عبد اللّه [وغيره]، قال: أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إن نشترك في الأضاحي، البدنة عن سبعةٍ، والبقرة عن سبعةٍ.
[وقال إسحاق بن راهويه وغيره: بل تجزئ البقرة عن سبعةٍ، والبعير عن عشرةٍ]. وقد ورد به حديثٌ في مسند الإمام أحمد، وسنن النّسائيّ، وغيرهما، فاللّه أعلم.
وقوله: {لكم فيها خيرٌ}، أي: ثوابٌ في الدّار الآخرة.
وعن سليمان بن يزيد الكعبيّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما عمل ابن آدم يوم النّحر عملًا أحبّ إلى اللّه من هراقه دمٍ، وإنّه لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإنّ الدّم ليقع من اللّه بمكانٍ، قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا". رواه ابن ماجه، والتّرمذيّ وحسنه.
وقال سفيان الثّوريّ: كان أبو حاتمٍ يستدين ويسوق البدن، فقيل له: تستدين وتسوق البدن؟ فقال: إنّي سمعت اللّه يقول: {لكم فيها خيرٌ}
وعن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: "ما أنفقت الورق في شيءٍ أفضل من نحيرةٍ في يوم عيدٍ". رواه الدّارقطنيّ في سننه.
وقال مجاهدٌ: {لكم فيها خيرٌ} قال: أجرٌ ومنافع.
وقال إبراهيم النّخعيّ: يركبها ويحلبها إذا احتاج إليها.
وقوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} وعن [المطّلب بن عبد اللّه بن حنطبٍ، عن] جابر ابن عبد اللّه قال: صليت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عيد الأضحى، فلمّا انصرف أتى بكبشٍ فذبحه، فقال: "بسم اللّه واللّه أكبر، اللّهمّ هذا عنّي وعمّن لمّ يضحّ من أمّتي".
رواه أحمد، وأبو داود، والتّرمذيّ.
وقال محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن جابرٍ قال: ضحّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بكبشين في يوم عيدٍ، فقال حين وجههما: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا مسلمًا، وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين. لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أوّل المسلمين، اللّهمّ منك ولك، وعن محمّدٍ وأمته". ثم سمى الله وكبر وذبح.
وعن عليّ بن الحسين، عن أبي رافعٍ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا ضحّى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين، فإذا صلّى وخطب النّاس أتي بأحدهما وهو قائمٌ في مصلّاه فذبحه بنفسه بالمدية، ثمّ يقول: "اللّهمّ هذا عن أمّتي جميعها، من شهد لك بالتّوحيد وشهد لي بالبلاغ". ثمّ يؤتى بالآخر فيذبحه بنفسه، ثمّ يقول: "هذا عن محمّدٍ وآل محمّدٍ" فيطعمها جميعًا المساكين، [ويأكل] هو وأهله منهما.
رواه أحمد، وابن ماجه.
وقال الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ}، قال: قيامٌ على ثلاث قوائم، معقولةٌ يدها اليسرى، يقول: "بسم اللّه واللّه أكبر، اللّهمّ منك ولك". وكذلك روى مجاهدٌ، وعليّ بن أبي طلحة، والعوفي، عن ابن عبّاسٍ، نحو هذا.
وقال ليثٌ. عن مجاهدٍ: إذا عقلت رجلها اليسرى قامت على ثلاثٍ. وروى ابن أبي نجيح، عنه، نحوه.
وقال الضّحّاك: تعقل رجلٌ واحدةٌ فتكون على ثلاثٍ.
وفي الصّحيحين عن ابن عمر: أنّه أتى على رجلٍ قد أناخ بدنته وهو ينحرها، فقال: ابعثها قيامًا مقيّدةً سنّة أبي القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم.
وعن جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليسرى، قائمةً على ما بقي من قوائمها. رواه أبو داود.
وقال ابن لهيعة: حدّثني عطاء بن دينارٍ، أنّ سالم بن عبد اللّه قال لسليمان بن عبد الملك: قف من شقّها الأيمن، وانحر من شقّها الأيسر.
وفي صحيح مسلمٍ، عن جابرٍ، في صفة حجّة الوداع، قال فيه: فنحر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيده ثلاثًا وستّين بدنة، جعل يطعنها بحربة في يده.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن قتادة قال: في حرف ابن مسعودٍ: "صوافن"، أي: معقّلة قيامًا.
وقال سفيان الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: من قرأها "صوافن" قال: معقولةٌ. ومن قرأها {صوافّ} قال: تصفّ بين يديها.
وقال طاوسٌ، والحسن، وغيرهما: "فاذكروا اسم اللّه عليها صوافي" يعني: خالصةً للّه عزّ وجلّ. وكذا رواه مالكٌ، عن الزّهريّ.
وقال عبد الرّحمن بن زيدٍ: "صوافي": ليس فيها شركٌ كشرك الجاهليّة لأصنامهم.
وقوله: {فإذا وجبت جنوبها} قال: ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: يعني: سقطت إلى الأرض.
وهو روايةٌ عن ابن عبّاسٍ، وكذا قال مقاتل بن حيّان.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {فإذا وجبت جنوبها} يعني: نحرت.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: {فإذا وجبت جنوبها} يعني: ماتت.
وهذا القول هو مراد ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ، فإنّه لا يجوز الأكل من البدنة إذا نحرت حتّى تموت وتبرد حركتها. وقد جاء في حديثٍ مرفوعٍ: "ولا تعجلوا النفوس أن تزهق". وقد رواه الثّوريّ في جامعه، عن أيّوب، عن يحيى ابن أبي كثيرٍ، عن فرافصة الحنفيّ، عن عمر بن الخطّاب؛ أنّه قال ذلك ويؤيّده حديث شدّاد بن أوسٍ في صحيح مسلمٍ: "إنّ اللّه كتب الإحسان على كلّ شيءٍ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته".
وعن أبي واقدٍ اللّيثيّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما قطع من البهيمة وهي حيّةٌ، فهو ميتةٌ".
رواه أحمد، وأبو داود، والتّرمذيّ وصحّحه.
وقوله: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} قال بعض السّلف: قوله: {فكلوا منها} أمر إباحةٍ.
وقال مالكٌ: يستحبّ ذلك. وقال غيره: يجب. وهو وجه لبعض الشّافعيّة. واختلف في المراد بالقانع والمعترّ، فقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: القانع: المستغني بما أعطيته، وهو في بيته. والمعترّ: الّذي يتعرّض لك، ويلمّ بك أن تعطيه من اللّحم، ولا يسأل. وكذا قال مجاهد، ومحمد بن كعب القرظيّ.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: القانع: المتعفّف. والمعترّ: السّائل. وهذا قول قتادة، وإبراهيم النّخعي، ومجاهدٍ في روايةٍ عنه.
وقال ابن عبّاسٍ، وزيد بن أسلم وعكرمة، والحسن البصريّ، وابن الكلبيّ، ومقاتل بن حيّان، ومالك بن أنسٍ: القانع: هو الّذي يقنع إليك ويسألك. والمعترّ: الّذي يعتريك، يتضرّع ولا يسألك. وهذا لفظ الحسن.
وقال سعيد بن جبيرٍ: القانع: هو السّائل، ثمّ قال: أما سمعت قول الشّمّاخ. لمال المرء يصلحه فيغني = مفاقره، أعفّ من القنوع
قال: يعني من السّؤّال، وبه قال ابن زيدٍ.
وقال زيد بن أسلم: القانع: المسكين الّذي يطوف. والمعترّ: الصّديق والضّعيف الّذي يزور. وهو روايةٌ عن عبد اللّه بن زيدٍ أيضًا.
وعن مجاهدٍ أيضًا: القانع: جارك الغنيّ [الّذي يبصر ما يدخل بيتك] والمعترّ: الّذي يعتريك من النّاس.
وعنه: أنّ القانع: هو الطّامع. والمعترّ: هو الّذي يعتر بالبدن من غنيٍّ أو فقيرٍ.
وعن عكرمة نحوه، وعنه القانع: أهل مكّة.
واختار ابن جريرٍ أنّ القانع: هو السّائل؛ لأنّه من أقنع بيده إذا رفعها للسّؤال، والمعترّ من الاعترار، وهو: الّذي يتعرّض لأكل اللّحم.
وقد احتجّ بهذه الآية الكريمة من ذهب من العلماء إلى أنّ الأضحيّة تجزّأ ثلاثة أجزاءٍ: فثلثٌ لصاحبها يأكله [منها]، وثلثٌ يهديه لأصحابه، وثلثٌ يتصدّق به على الفقراء؛ لأنّه تعالى قال: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ}. وفي الحديث الصّحيح: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال للنّاس: "إنّي كنت نهيتكم عن ادّخار لحوم الأضاحيّ فوق ثلاثٍ، فكلّوا وادّخروا ما بدا لكم" وفي رواية: "فكلوا وادخروا وتصدقوا". وفي رواية: "فكلوا وأطعموا وتصدقوا".
والقول الثّاني: إنّ المضحّي يأكل النّصف ويتصدّق بالنّصف، لقوله في الآية المتقدّمة: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} [الحجّ: 28]، ولقوله في الحديث: "فكلوا وادّخروا وتصدّقوا".
فإن أكل الكلّ فقيل: لا يضمّن شيئًا. وبه قال ابن سريج من الشافعية.
وقال بعضهم: يضمّنها كلّها بمثلها أو قيمتها. وقيل: يضمّن نصفها. وقيل: ثلثها. وقيل: أدنى جزءٍ منها. وهو المشهور من مذهب الشّافعيّ.
وأمّا الجلود، ففي مسند أحمد عن قتادة ابن النّعمان في حديث الأضاحيّ: "فكلوا وتصّدّقوا، واستمتعوا بجلودها، ولا تبيعوها".
ومن العلماء من رخّص [في ذلك]، ومنهم من قال: يقاسم الفقراء ثمنها، واللّه أعلم.
[مسألةٌ].
عن البراء بن عازبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلّي، ثمّ نرجع فننحر. فمن فعل ذلك فقد أصاب سنّتنا، ومن ذبح قبل الصّلاة فإنّما هو لحمٌ [عجّله] لأهله، ليس من النّسك في شيءٍ" أخرجاه.
فلهذا قال الشّافعيّ وجماعةٌ من العلماء: إنّ أوّل وقت الأضحى إذا طلعت الشّمس يوم النّحر، ومضى قدر صلاة العيد والخطبتين. زاد أحمد: وأن يذبح الإمام بعد ذلك، لما جاء في صحيح مسلمٍ: وألّا تذبحوا حتّى يذبح الإمام".
وقال أبو حنيفة: أمّا أهل السّواد من القرى ونحوهم، فلهم أن يذبحوا بعد طلوع الفجر، إذ لا صلاة عيدٍ عنده لهم. وأمّا أهل الأمصار فلا يذبحوا حتّى يصلّي الإمام، واللّه أعلم.
ثمّ قيل: لا يشرع الذّبح إلّا يوم النّحر وحده. وقيل: يوم النّحر لأهل الأمصار، لتيسّر الأضاحيّ عندهم، وأمّا أهل القرى فيوم النّحر وأيّام التّشريق بعده، وبه قال سعيد بن جبيرٍ. وقيل: يوم النّحر، ويومٌ بعده للجميع. وقيل: ويومان بعده، وبه قال أحمد. وقيل: يوم النّحر وثلاثة أيّام التّشريق بعده، وبه قال الشّافعيّ؛ لحديث جبير بن مطعمٍ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وأيّام التّشريق كلّها ذبحٌ". رواه أحمد وابن حبّان.
وقيل: إنّ وقت الذّبح يمتدّ إلى آخر ذي الحجّة، وبه قال إبراهيم النّخعيّ، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن. وهو قولٌ غريبٌ.
وقوله: {كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون}: يقول تعالى: من أجل هذا {سخّرناها لكم} أي: ذلّلناها لكم، أي: جعلناها منقادةً لكم خاضعةً، إن شئتم ركبتم، وإن شئتم حلبتم، وإن شئتم ذبحتم، كما قال تعالى: {أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون. وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون. ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون} [يس: 71 -73]، وقال في هذه الآية الكريمة: {كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون}). [تفسير ابن كثير: 5/ 425-431]

تفسير قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم كذلك سخّرها لكم لتكبّروا اللّه على ما هداكم وبشّر المحسنين (37)}.
يقول تعالى: إنّما شرع لكم نحر هذه الهدايا والضّحايا، لتذكروه عند ذبحها، فإنّه الخالق الرّازق لا أنّه يناله شيءٌ من لحومها ولا دمائها، فإنّه تعالى هو الغنيّ عمّا سواه.
وقد كانوا في جاهليّتهم إذا ذبحوها لآلهتهم وضعوا عليها من لحومٍ قرابتنهم، ونضحوا عليها من دمائها، فقال تعالى: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها}
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا محمّد بن أبي حمّادٍ، حدّثنا إبراهيم بن المختار، عن ابن جريجٍ قال: كان أهل الجاهليّة ينضحون البيت بلحوم الإبل ودمائها، فقال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: فنحن أحقّ أن ننضح، فأنزل اللّه: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم} أي: يتقبّل ذلك ويجزي عليه.
كما جاء في الصّحيح: "إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" وما جاء في الحديث: "إنّ الصّدقة تقع في يد الرّحمن قبل أن تقع في يد السّائل، وإنّ الدّم ليقع من اللّه بمكانٍ قبل أن يقع على الأرض" كما تقدّم الحديث. رواه ابن ماجه، والتّرمذيّ وحسّنه عن عائشة مرفوعًا. فمعناه: أنّه سيق لتحقيق القبول من اللّه لمن أخلص في عمله، وليس له معنًى يتبادر عند العلماء المحقّقين سوى هذا، واللّه أعلم.
وقال وكيع، عن [يحيى] بن مسلمٍ أبي الضّحّاك: سألت عامرًا الشّعبيّ عن جلود الأضاحيّ، فقال: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها}، إن شئت فبع، وإن شئت فأمسك، وإن شئت فتصدّق.
وقوله: {كذلك سخّرها لكم} أي: من أجل ذلك سخّر لكم البدن، {لتكبّروا اللّه على ما هداكم} أي: لتعظّموه كما هداكم لدينه وشرعه وما يحبّه، وما يرضاه، ونهاكم عن فعل ما يكرهه ويأباه.
وقوله: {وبشّر المحسنين} أي: وبشّر يا محمّد المحسنين، أي: في عملهم، القائمين بحدود اللّه، المتّبعين ما شرع لهم، المصدّقين الرسول فيما أبلغهم وجاءهم به من عند ربّه عزّ وجلّ.
[مسألةٌ].
وقد ذهب أبو حنيفة ومالكٌ والثّوريّ إلى القول بوجوب الأضحيّة على من ملك نصابا، وزاد أبو حنيفة اشتراط الإقامة أيضًا. واحتجّ لهم بما رواه أحمد وابن ماجه بإسنادٍ رجاله كلّهم ثقاتٌ، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من وجد سعة فلم يضحّ، فلا يقربنّ مصلانا" على أنّ فيه غرابةٌ، واستنكره أحمد بن حنبلٍ.
وقال ابن عمر: أقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عشرٌ سنين يضحّي. رواه التّرمذيّ.
وقال الشّافعيّ، وأحمد: لا تجب الأضحيّة، بل هي مستحبّةٌ؛ لما جاء في الحديث: "ليس في المال حقٌّ سوى الزّكاة". وقد تقدّم أنّه، عليه السّلام ضحّى عن أمّته فأسقط ذلك وجوبها عنهم.
وقال أبو سريحة: كنت جارًا لأبي بكرٍ وعمر، فكانا لا يضحّيان خشية أن يقتدي النّاس بهما.
وقال بعض النّاس: الأضحيّة سنّة كفايةٍ، إذا قام بها واحدٌ من أهل دارٍ أو محلّةٍ، سقطت عن الباقين؛ لأنّ المقصود إظهار الشّعار.
وقد روى الإمام أحمد، وأهل السّنن -وحسّنه التّرمذيّ-عن مخنف بن سليمٍ؛ أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول بعرفاتٍ: "على كلّ أهل بيتٍ في كلّ عامٍ أضحاةٌ وعتيرة، هل تدرون ما العتيرة؟ هي الّتي تدعونها الرّجبية". وقد تكلّم في إسناده.
وقال أبو أيّوب: كان الرّجل في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يضحّي بالشّاة الواحدة عنه وعن أهل بيته، يأكلون ويطعمون [حتّى تباهى] النّاس فصار كما ترى.
رواه التّرمذيّ وصحّحه، وابن ماجه.
وكان عبد اللّه بن هشامٍ يضحّي بالشّاة الواحدة عن جميع أهله. رواه البخاريّ.
وأمّا مقدار سنّ الأضحيّة، فقد روى مسلمٍ عن جابرٍ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا تذبحوا إلّا مسنّة، إلّا أن يعسر عليكم، فتذبحوا جذعةً من الضّأن".
ومن هاهنا ذهب الزّهريّ إلى أنّ الجذع لا يجزئ. وقابله الأوزاعيّ فذهب إلى أنّ الجذع يجزئ من كلّ جنسٍ، وهما غريبان. وقال الجمهور: إنّما يجزئ الثّني من الإبل والبقر والمعز، والجذع من الضّأن، فأمّا الثّنيّ من الإبل: فهو الّذي له خمس سنين، ودخل في السّادسة. ومن البقر: ما له [سنتان] ودخل في [الثّالثة]، وقيل: [ما له] ثلاثٌ [ودخل في] الرّابعة. ومن المعز: ما له سنتان. وأمّا الجذع من الضّأن فقيل: ما له سنةٌ، وقيل: عشرة أشهرٍ، وقيل: ثمانية أشهرٍ، وقيل: ستّة أشهرٍ، وهو أقلّ ما قيل في سنّه، وما دونه فهو حمل، والفرق بينهما: أنّ الحمل شعر ظهره قائمٌ، والجذع شعر ظهره نائمٌ، قد انعدل صدعين، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 5/ 431-433]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة