العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة آل عمران

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 08:39 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة آل عمران[من الآية (23) إلى الآية (25) ]

تفسير سورة آل عمران
[من الآية (23) إلى الآية (25) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:00 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف


جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: {ألم تر} يا محمّد {إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب} يقول: الّذين أعطوا حظًّا من الكتاب. يدعون إلى كتاب اللّه.
واختلف أهل التّأويل في الكتاب الّذي عنى اللّه بقوله: {يدعون إلى كتاب اللّه} فقال بعضهم: هو التّوراة دعاهم إلى الرّضا بما فيها، إذ كانت الفرق المنتحلة الكتب تقرّ بها وبما فيها أنّها كانت أحكام اللّه قبل أن ينسخ منها ما نسخ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ مولى زيد بن ثابتٍ، قال: حدّثني سعيد بن جبيرٍ وعكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيت المدراس على جماعةٍ من يهود، فدعاهم إلى اللّه، فقال له نعيم بن عمرٍو والحارث بن زيدٍ: على أيّ دينٍ أنت يا محمّد؟ فقال: على ملّة إبراهيم ودينه، فقالا: فإنّ إبراهيم كان يهوديًّا، فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فهلمّوا إلى التّوراة فهي بيننا وبينكم، فأتيا عليه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون} إلى قوله: {ما كانوا يفترون}
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى آل زيدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ أو عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيت المدراس، فذكر نحوه إلاّ أنّه قال: فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فهلمّا إلى التّوراة، وقال أيضًا: فأنزل اللّه فيهما: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب} وسائر الحديث مثل حديث أبي كريبٍ
وقال بعضهم: بل ذلك كتاب اللّه الّذي أنزله على محمّدٍ، وإنّما دعيت طائفةٌ منهم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليحكم بينهم بالحقّ، فأبت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون} أولئك أعداء اللّه اليهود، دعوا إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم، وإلى نبيّه ليحكم بينهم وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل، ثمّ تولّوا عنه وهم معرضون.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب} الآية، قال: هم اليهود دعوا إلى كتاب اللّه وإلى نبيّه، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم، ثمّ يتولّون وهم معرضون.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم} قال: كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم بالحقّ يكون وفي الحدود، وكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يدعوهم إلى الإسلام، فيتولّون عن ذلك
وأولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصّواب أن يقال إنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر عن طائفةٍ من اليهود الّذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في عهده، ممّن قد أوتي علمًا بالتّوراة أنّهم دعوا إلى كتاب اللّه الّذي كانوا يقرّون أنّه من عند اللّه وهو في التّوراة في بعض ما تنازعوا فيه هم ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد يجوز أن يكون تنازعهم الّذي كانوا تنازعوا فيه ثمّ دعوا إلى حكم التّوراة فيه، فامتنعوا من الإجابة إليه، كان أمر محمّدٍ وأمر نبوّته، ويجوز أن يكون ذلك كان أمر إبراهيم خليل الرّحمن ودينه، ويجوز أن يكون ذلك ما دعوا إليه من أمر الإسلام، والإقرار به، ويجوز أن يكون ذلك كان في حدٍّ، فإنّ كلّ ذلك ممّا قد كانوا نازعوا فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فدعاهم فيه إلى حكم التّوراة، فأبى الإجابة فيه، وكتمه بعضهم.
ولا دلالة في الآية على أنّ ذلك كان مّن اى، فيجوز أن يقال: هو هذا دون هذا، ولا حاجة بنا إلى معرفة ذلك؛ لأنّ المعنى الّذي دعوا إليه هو ممّا كان فرضًا عليهم الإجابة إليه في دينهم، فامتنعوا منه، فأخبر اللّه جلّ ثناؤه عنهم بردّتهم وتكذيبهم بما في كتابهم وجحودهم، ما قد أخذ عليهم عهودهم ومواثيقهم بإقامته والعمل به، فلن يعدوا أن يكونوا في تكذيبهم محمّدًا وما جاء به من الحقّ مثلهم في تكذيبهم موسى وما جاء به، وهم يتولّونه ويقرّون به.
ومعنى قوله: {ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون} ثمّ يستدبر عن كتاب اللّه الّذي دعا إلى حكمه معرضًا عنه منصرفًا، وهو بحقيقته وحجّته عالمٌ.
وإنّما قلنا: إنّ ذلك الكتاب هو التّوراة؛ لأنّهم كانوا بالقرآن مكذّبين وبالتّوراة بزعمهم مصدّقين، فكانت الحجّة عليهم بتكذيبهم بما هم به في زعمهم مقرّون أبلغ وللعذر أقطع). [جامع البيان: 5/292-296]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن ابن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله: نصيبا يعني: خطا. وبه في قوله: من الكتاب: من التّوراة.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق. حدّثني محمّد ابن أبي محمّدٍ، عن عكرمة قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيت المدارس على جماعةٍ من يهودٍ، فدعاهم إلى اللّه، فقال النّعمان بن عمرٍو، والحارث بن زيدٍ: على أيّ دينٍ أنت يا محمّد؟ فقال: على ملّة إبراهيم ودينه. فقالا: فإنّ إبراهيم كان يهوديًّا، فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فهلمّا إلى التّوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه، فأنزل اللّه تعالى ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم إلى قوله:
وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون
قوله تعالى: ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: فريقٌ يعني: طائفةً.
- أخبرني محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: معرضون قال: عن كتاب اللّه.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن سعدٍ الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أبيه، عن قتادة: هم اليهود دعوا إلى كتاب اللّه وإلى نبيّه وهم يجدونه مكتوبًا عندهم، ثمّ يتولّون وهم معرضون). [تفسير القرآن العظيم: 2/622-623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 23 - 24 - 25.
أخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدراس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال له النعمان بن عمرو والحرث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد قال: على ملة إبراهيم ودينه قالا: فإن إبراهيم كان يهوديا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلما إلى التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه فأنزل الله {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم} إلى قوله {وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون}
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ألم تر إلى الذين أوتوا} الآية، قال: هم اليهود دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم وإلى نبيه وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ثم تولوا عنه وهم معرضون.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال: كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم بالحق وفي الحدود وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام فيتولون عن ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله {نصيبا} قال: حظا {من الكتاب} قال: التوراة). [الدر المنثور: 3/494-496]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدوداتٍ} قال: الأيّام الّتي خلق فيهنّ آدم). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 73]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلاّ أيّامًا معدوداتٍ وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون}
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {بأنّهم قالوا} بأنّ هؤلاء الّذين دعوا إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم بالحقّ فيما نازعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إنّما أبوا الإجابة الى في حكم التّوراة، وما فيها من الحقّ من أجل قولهم {لن تمسّنا النّار إلاّ أيّامًا معدوداتٍ} وهي أربعون يومًا، وهنّ الأيّام الّتي عبدوا فيها العجل، ثمّ يخرجنا منها ربّنا؛ اغترارًا منهم بما كانوا يفترون، يعني بما كانوا يختلقون من الأكاذيب والأباطيل في ادّعائهم أنّهم أبناء اللّه وأحبّاؤه، وأنّ اللّه قد وعد أباهم يعقوب أن لا يدخل أحدًا من ولده النّار إلاّ تحلّة القسم، فأكذبهم اللّه على ذلك كلّه من أقوالهم وأخبر نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أنّهم هم أهل النّار، هم فيها خالدون، دون المؤمنين باللّه ورسله وما جاءوا به من عنده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلاّ أيّامًا معدوداتٍ} قالوا: لن تمسّنا النّار إلاّ تحلّة القسم الّتي نصبنا فيها العجل، ثمّ ينقطع القسم والعذاب عنّا قال اللّه عزّ وجلّ: {وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون} أي قالوا: نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: {ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلاّ أيّامًا معدوداتٍ} الآية، قال: قالوا: لن نعذّب في النّار إلاّ أربعين يومًا، قال: يعني اليهود قال: وقال قتادة مثله، وقال: هي الأيّام الّتي نصبوا فيها العجل يقول اللّه عزّ وجلّ: {وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون} حين قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّؤه}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، قال مجاهدٌ: قوله: {وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون} قال: غرّهم قولهم: {لن تمسّنا النّار إلاّ أيّامًا معدوداتٍ}). [جامع البيان: 5/296-297]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلّا أيّامًا معدوداتٍ وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون (24) فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون (25)
قوله تعالى: ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلّا أيّامًا معدوداتٍ
قد تقدم في تفسيره في سورة البقرة. آية 81 [3344]
حدّثني أبي، أخبرني عبيد اللّه بن حمزة قال: سمعت أبي، ثنا أبو سنانٍ، عن ثابت بن جابان، عن الضّحّاك قال: يهوي أهل النّار في النّار أربعين يومًا، ثمّ يقال لهم: بلغتم الأمد وأنتم في الأبد، وهي الأربعين الّتي قالوا لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدوداتٍ
- حدّثنا أبي ثنا، عيسى بن جعفرٍ، ثنا مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدوداتٍ قال: يعنون الأيّام الّتي خلق فيهنّ آدم.
قوله تعالى: وغرّهم في دينهم
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون حين قالوا: نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه. قال أبو محمّدٍ: وروي عن قتادة نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- ذكره الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا حجّاج، عن ابن جريجٍ أخبرني خالد بن الحارث أنّه سمع مجاهدًا يقول: وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون غرّهم قولهم: لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدوداتٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/623-624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات} قال: يعنون الأيام التي خلق الله فيها آدم عليه السلام.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون} حين قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون} قال: غرهم قولهم {لن تمسنا النار إلا أياما معدودات} ). [الدر المنثور: 3/494-496]

تفسير قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {فكيف إذا جمعناهم} فأيّ حالٍ يكون حال هؤلاء القوم الّذين قالوا هذا القول، وفعلوا ما فعلوا من إعراضهم عن كتاب اللّه واغترارهم بربّهم، وافترائهم الكذب؟ وذلك من اللّه عزّ وجلّ وعيدٌ لهم شديدٌ، وتهديدٌ غليظٌ.
وإنّما يعني بقوله: {فكيف إذا جمعناهم} الآية: فما أعظم ما يلقون من عقوبة اللّه وتنكيله بهم إذا جمعهم ليومٍ يوفّى كلّ عاملٍ جزاء عمله على قدر استحقاقه غير مظلومٍ فيه؛ لأنّه لا يعاقب فيه إلاّ على ما اجترم، ولا يؤاخذ إلاّ بما عمل، يجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، لا يخاف أحدٌ من خلقه يومئذٍ منه ظلمًا ولا هضمًا.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه} ولم يقل: في يومٍ لا ريب فيه؟
قيل: لمخالفة معنى اللاّم في هذا الموضع معنى في، وذلك أنّه لو كان مكان اللاّم في لكان معنى الكلام: فكيف إذا جمعناهم في يوم القيامة؟ ماذا يكون لهم من العذاب والعقاب؟ وليس ذلك المعنى في دخول اللاّم، ولكنّ معناه مع اللاّم، فكيف إذا جمعناهم لما يحدث في يومٍ لا ريب فيه، ولما يكون في ذلك اليوم من فصل اللّه القضاء بين خلقه، ماذا لهم حينئذٍ من العقاب وأليم العذاب؟ فمع اللاّم في: {ليومٍ لا ريب فيه} نيّة فعلٍ وخبرٍ مطلوبٍ قد ترك ذكره، أجزأت دلالة دخول اللاّم في اليوم عليه منه، وليس ذلك مع في فلذلك اختيرت اللاّم فأدخلت في ليومٍ دون في.
وأمّا تأويل قوله: {لا ريب فيه} فإنّه لا شكّ في مجيئه.
وقد دلّلنا على أنّه كذلك بالأدلّة الكافية، مع ذكر من قال ذلك في تأويله فيما مضى بما أغنى عن إعادته.
وعنى بقوله: {ووفّيت} ووفّى اللّه {كلّ نفسٍ ما كسبت} يعني ما عملت من خيرٍ وشرٍّ، {وهم لا يظلمون} يعني أنّه لا يبخس المحسن جزاء إحسانه، ولا يعاقب مسيئًا بغير جرمه). [جامع البيان: 5/298-299]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، ثنا ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد ابن جبيرٍ في قول اللّه: ووفّيت كلّ نفسٍ يعني: توفى، وبه عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: كلّ نفسٍ برٌّ أو فاجرٌ، وبه عن سعيدٍ في قول اللّه: ما كسبت يعني: ما عملت من خيرٍ أو شرٍّ. وبه في قوله: وهم لا يظلمون يعني: من أعمالهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/623-624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {ووفيت} يعني توفى كل نفس بر وفاجر {ما كسبت} ما عملت من خير أو شر {وهم لا يظلمون} يعني من أعمالهم). [الدر المنثور: 3/494-496]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 جمادى الآخرة 1434هـ/13-04-2013م, 11:25 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (وقال المفسرون في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} [آل عمران: 23]: ألم تخبروا. وكذلك أكثر ما في القرآن). [تأويل مشكل القرآن: 499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريق منهم وهم معرضون}, معناه: حظا وافرا منه.
و{يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم} أي: يدعون إلى كتاب الله الذي هم به مقرون، وفيه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - والإنباء برسالته.
{ثمّ يتولّى فريق منهم وهم معرضون} أي: جمع كثير وإنما أعرضوا إلا إنّه لا حجة لهم إلا الجحد بشيء, قد أقر به جماعة من علمائهم أنه في كتابهم). [معاني القرآن: 1/391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال الله عز وجل: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب}أي: حظاً وافراً يدعون إلى كتاب الله ؛ ليحكم بينهم .
وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع {ليحكم بينهم}, والقراءة الأولى أحسن كقوله: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق}). [معاني القرآن: 1/376]

تفسير قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يفترون}: يختلقون الكذب). [مجاز القرآن: 1/90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({يفترون}: يختلقون).[غريب القرآن وتفسيره: 103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون}أي: يختلقون من الكذب). [تفسير غريب القرآن: 103]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ثم أنبأ اللّه - عزّ وجلّ - بما حملهم على ذلك وخبّر بما غرهم.
فقال عزّ وجلّ: {ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلّا أيّاما معدودات وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون}
فموضع (ذلك) رفع المعنى شأنهم ذلك, وأمرهم ذلك بقولهم , وبظنهم أنهم لا يعذبون إلا أياماً معدودات.
جاء في التفسير: أنهم قالوا إنما نعذب أربعين يوماً عبد آباؤنا فيها العجل، فأعلم اللّه تبارك وتعالى أن ذلك فرية منهم، وأنه هو الذي غرهم). [معاني القرآن: 1/391-392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات}
روي أنهم قالوا: إنما نعذب أربعين يوماً, وهي الأيام التي عبد فيها آباؤنا العجل , فأخبر الله عز وجل أن هذا افتراء منهم وكذب فقال تعالى: {وغرهم قي دينهم ما كانوا يفترون} أي: يختلفون من الكذب, كأنهم يسوون ما لم يكن من فريت الشيء قال زهير:
ولأنت تفري ما خلقت = وبعض القوم يخلق ثم لا يفري). [معاني القرآن: 1/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (وقوله: {إِلا أَيَّاماً معدوات}, قال: هي عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل، وقالوا: نعذب بعدد تلك الأيام، ثم ندخل الجنة). [ياقوتة الصراط: 186]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({يفترون} يختلقون من الكذب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 48]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({يَفْتَرُونَ}: يكذبون). [العمدة في غريب القرآن: 97]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لاّ ريب فيه...}
قيلت باللام, و(في) قد تصلح في موضعها؛ تقول في الكلام: جمعوا ليوم الخميس, وكأنّ اللام لفعل مضمر في الخميس؛ كأنهم جمعوا لما يكون يوم الخميس.
وإذا قلت: جمعوا في يوم الخميس لم تضمر فعلا. وفي قوله: {جمعناهم ليومٍ لاّ ريب فيه} , أي: للحساب, والجزاء). [معاني القرآن: 1/202-203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}, المعنى - واللّه أعلم - فكيف يكون حالهم في ذلك الوقت.
وهذا الحرف مستعمل في الكلام، تقول: أنا أكرمك , وأنت لم تزرني، فكيف إذا زرتني.
قوله عزّ وجلّ: {ليوم لا ريب فيه} أي: لحساب يوم لا شك فيه). [معاني القرآن: 1/392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه}
في الكلام حذف, والمعنى: فكيف يكون حالهم إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه, أي: لا شك فيه أنه كائن). [معاني القرآن: 1/377-387]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 03:14 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) }
[لا يوجد]


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) }

[لا يوجد]
تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) }
[لا يوجد]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون (23) ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلاّ أيّاماً معدوداتٍ وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون (24) فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون (25)}
قال ابن عباس: «نزلت هذه الآية بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت المدارس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا على ملة إبراهيم» فقالا: فإن إبراهيم كان يهوديا، فقال لهما النبي عليه السلام: «فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم» فأبيا عليه فنزلت»، وذكر النقاش: «أنها نزلت لأن جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فقال لهم النبي عليه السلام: «هلموا إلى التوراة ففيها صفتي» فأبوا».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «فالكتاب في قوله: {من الكتاب} هو اسم الجنس، والكتاب في قوله: {إلى كتاب اللّه} هو التوراة»، وقال قتادة وابن جريج: «الكتاب في قوله: {إلى كتاب اللّه} هو القرآن، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه فكانوا يعرضون»، ورجح الطبري القول الأول، وقال مكي: «الكتاب الأول اللوح المحفوظ والثاني التوراة»، وقرأ جمهور الناس «ليحكم» بفتح الياء أي ليحكم الكتاب، وقرأ الحسن وأبو جعفر وعاصم الجحدري «ليحكم» بضم الياء وبناء الفعل للمفعول، وخص الله تعالى بالتولي فريقا دون الكل لأن منهم من لم يتول كابن سلام وغيره). [المحرر الوجيز: 2/ 185-186]


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك بأنّهم} الإشارة فيه إلى التولي والإعراض، أي إنما تولوا وأعرضوا لاغترارهم بهذه الأقوال والافتراء الذي لهم في قولهم: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} [المائدة: 18] إلى غير ذلك من هذا المعنى، وكان من قول بني إسرائيل: «إنهم لن تمسهم النار إلا أربعين يوما عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل»، قاله الربيع وقتادة، وحكى الطبري: «أنهم قالوا: إن الله وعد أباهم يعقوب أن لا يدخل أحدا من ولده النار إلا تحلة القسم»، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لليهود: «من أول من يدخل النار؟» فقالوا نحن فترة يسيرة ثم تخلفوننا فيها فقال: «كذبتم» الحديث بطوله، ويفترون معناه، يشققون ويختلقون من الأحاديث في مدح دينهم وأنفسهم وادعاء الفضائل لها). [المحرر الوجيز: 2/ 186]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى خطابا لمحمد وأمته على جهة التوقيف والتعجيب فكيف حال هؤلاء المغترين بالأباطيل إذا حشروا يوم القيامة واضمحلت تلك الزخارف التي ادعوها في الدنيا وجوزوا بما اكتسبوه من كفرهم وأعمالهم القبيحة؟ قال النقاش: «واليوم الوقت»، وكذلك قوله: {في ستّة أيّامٍ} [الأعراف: 54] [السجدة: 4] إنما هي عبارة عن أوقات فإنها الأيام والليالي والصحيح في يوم القيامة أنه يوم لأن قبله ليلة وفيه شمس، واللام في قوله تعالى: {ليومٍ} طالبة لمحذوف، قال الطبري: «تقديره لما يحدث في يوم» ).[المحرر الوجيز: 2/ 186]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون (23) ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلّا أيّامًا معدوداتٍ وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون (24) فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون (25) }
يقول تعالى منكرًا على اليهود والنّصارى، المتمسّكين فيما يزعمون بكتابيهم اللّذين بأيديهم، وهما التّوراة والإنجيل، وإذا دعوا إلى التّحاكم إلى ما فيهما من طاعة اللّه فيما أمرهم به فيهما، من اتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، تولّوا وهم معرضون عنهما، وهذا في غاية ما يكون من ذمّهم، والتّنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 28]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدوداتٍ} أي: إنّما حملهم وجرّأهم على مخالفة الحقّ افتراؤهم على اللّه فيما ادّعوه لأنفسهم أنّهم إنّما يعذّبون في النّار سبعة أيّامٍ، عن كلّ ألف سنةٍ في الدّنيا يومًا. وقد تقدّم تفسير ذلك في سورة البقرة. ثمّ قال: {وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون} أي غرّهم في دينهم أي: ثبّتهم على دينهم الباطل ما خدعوا به أنفسهم من زعمهم أنّ النّار لا تمسّهم بذنوبهم إلّا أيّامًا معدوداتٍ، وهم الّذين افتروا هذا من تلقاء أنفسهم وافتعلوه، ولم ينزّل اللّه به سلطانًا قال اللّه تعالى متهدّدًا لهم ومتوعّدًا: {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 28]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه} أي: كيف يكون حالهم وقد افتروا على اللّه وكذّبوا رسله وقتلوا أنبياءه والعلماء من قومهم، الآمرين بالمعروف والنّاهين عن المنكر، واللّه تعالى سائلهم عن ذلك كلّه، ومحاسبهم عليه، ومجازيهم به؛ ولهذا قال: {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه} لا شكّ في وقوعه وكونه {ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 28]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة