العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة القصص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:01 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة القصص [ من الآية (76) إلى الآية (78) ]

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:16 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن الكلبي في قوله لتنوء بالعصبة قال العصبة ما بين الخمس عشرة إلى الأربعين). [تفسير عبد الرزاق: 2/92]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله مفاتحه لتنوء بالعصبة قال كانت من جلود الإبل). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر وابن علية عن حميد الأعرج عن مجاهد في قوله تعالى لتنوء بالعصبة قال كانت مفاتيحه من جلود الإبل). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر ويحيى عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب أراد أن يضرب من جلود الإبل دراهم فقالوا إذا يفنى الإبل فتركها). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج عن مجاهد في قوله لتنوء بالعصبة قال العصبة خمسة عشر رجلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {أولي القوّة} [القصص: 76] : «لا يرفعها العصبة من الرّجال» ، {لتنوء} [القصص: 76] : «لتثقل»). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ أولي القوّة لا يرفعها العصبة من الرّجال لتنوء لتثقل فارغًا إلّا من ذكر موسى الفرحين المرحين قصّيه اتّبعي أثره وقد يكون أن يقصّ الكلام نحن نقصّ عليك عن جنبٍ عن بعدٍ وعن جنابةٍ واحدٌ وعن اجتنابٍ أيضًا نبطش ونبطش أي بكسر الطّاء وضمّها يأتمرون يتشاورون هذا جميعه سقط لأبي ذرٍّ والأصيليّ وثبت لغيرهما من أوّله إلى قوله ذكر موسى تقدّم في أحاديث الأنبياء في قصّة موسى وكذا قوله نبطش إلخ). [فتح الباري: 8/509]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {أولي القوّة} لا يرفعها العصبة من الرّجال {لتنوء} لتثقل {فارغًا} إلّا من ذكر موسى {الفرحين} المرحين {قصيه} اتبعي أثره قال
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 76 القصص {لتنوء بالعصبة} تثقل). [تغليق التعليق: 4/277] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاس أولي القوّة لا يرفعها العصبة من الرّجال. لتنوء لتثقل
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} (القصص: 76)
الآية. وفسّر قوله: {أولي القوّة} بقوله: (لا يرفعها العصبة من الرّجال) والعصبة ما بين العشرة إلى خمسة عشرة قاله مجاهد، وعن قتادة: ما بين العشرة إلى أربعين، وعن أبي صالح: أربعون رجلا وع ابن عبّاس ما بين الثّلاثة إلى العشرة، وقيل: ستّون، وفسّر قوله: (لتنوء) ، بقوله: (لتثقل) ، وقيل: لتميل، وهذا إلى قوله: يتشاورون، لم يثبت لأبي ذر والأصيلي، وثبت لغيرهما إلى قوله: ذكر موسى). [عمدة القاري: 19/105]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس): في ({أولي القوة}) من قوله: {وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} [القصص: 76]. (لا يرفعها العصبة من الرجال) وروي عنه أنه كان يحمل مفاتح قارون أربعون رجلًا أقوى ما يكون من الرجال، وروي عن ابن عباس أيضًا حمل المفاتح على نفس المال فقال: كانت خزائنه يحملها أربعون رجلًا أقوياء. ({لتنوء}) أي (لتثقل) يقال: ناء به الحمل حتى أثقله وأماله أي لتثقل المفاتح العصبة والباء في بالعصبة للتعدية كالهمزة). [إرشاد الساري: 7/283]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الفرحين} [القصص: 76] : «المرحين»). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وأمّا قوله الفرحين المرحين فهو عند بن أبي حاتمٍ موصولٌ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [فتح الباري: 8/509]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {أولي القوّة} لا يرفعها العصبة من الرّجال {لتنوء} لتثقل {فارغًا} إلّا من ذكر موسى {الفرحين} المرحين {قصيه} اتبعي أثره قال
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 76 القصص {لتنوء بالعصبة} تثقل
وتفسير {فارغًا} تقدم في طه
وبه في قوله 76 القصص {إن الله لا يحب الفرحين} يقول المرحين). [تغليق التعليق: 4/277]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الفرحين المرحين
أشار به إلى قوله تعالى: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} (القصص: 76) وفسره بقوله: (المرحين) وهكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19/105]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الفرحين}) في قوله: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} [القصص: 76]. قال ابن عباس فيما رواه ابن أبي حاتم عنه أي (المرحين) وقال مجاهد يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، فالفرح بالدنيا مذموم مطلقًا لأنه نتيجة حبها والرضا بها والذهول عن ذهابها فإن العلم بأن ما فيها من اللذة مفارق ولا محالة يوجب الترح وما أحسن قول المتنبي:
أشد الغم عندي في سرور = تيقن عنه صاحبه انتقالا). [إرشاد الساري: 7/283]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين}.
يقول تعالى ذكره: {إنّ قارون} وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب {كان من قوم موسى} يقول: كان من عشيرة موسى بن عمران النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو ابن عمّه لأبيه وأمّه، وذلك أنّ قارون هو قارون بن يصهر بن قاهث، وموسى: هو موسى بن عمران بن قاهث، كذا نسبه ابن جريجٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إنّ قارون كان من قوم موسى} قال: ابن عمّه ابن أخي أبيه، قال: قارون ابن يصفر - هكذا قال القاسم، وإنّما هو يصهر - بن قاهث، وموسى بن عرمر بن قاهث، وعرمر بالعربيّة عمران.
- وأمّا ابن إسحاق فإنّ ابن حميدٍ حدّثنا قال: حدّثنا سلمة، عنه أنّ يصهر بن قاهث، تزوّج سميت بنت بتاويت بن بركنا بن يقسان بن إبراهيم، فولدت له عمران بن يصهر، وقارون بن يصهر، فنكح عمران بحيب بنت شمويل بن بركنا بن بقشان بن بركنا، فولدت له هارون بن عمران، وموسى بن عمران صفيّ اللّه ونبيّه.
فموسى على ما ذكر ابن إسحاق ابن أخي قارون، وقارون هو عمّه أخو أبيه لأبيه ولأمّه. وأكثر أهل العلم في ذلك على ما قاله ابن جريجٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن إبراهيم، في قوله: {إنّ قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمّ موسى.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن إبراهيم قال: {إنّ قارون كان من قوم موسى} كان قارون ابن عمّ موسى.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ قارون كان من قوم موسى}: كنّا نحدّث أنّه كان ابن عمّه أخي أبيه، وكان يسمّى المنوّر من حسن صورته في التّوراة، ولكنّ عدوّ اللّه نافق، كما نافق السّامريّ، فأهلكه البغي.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن سماكٍ، عن إبراهيم، {إنّ قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمّه فبغى عليه.
- قال: حدّثنا يحيى القطّان، عن سفيان، عن سماكٍ، عن إبراهيم، قال: كان قارون ابن عمّ موسى.
- قال: حدّثنا أبو معاوية، عن ابن أبي خالدٍ، عن إبراهيم، {إنّ قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمّه.
- حدّثني بشر بن هلالٍ الصّوّاف، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن مالك بن دينارٍ، قال: بلغني أنّ موسى بن عمران كان ابن عمّ قارون.
وقوله: {فبغى عليهم} يقول: فتجاوز حدّه في الكبر والتّجبّر عليهم.
وكان بعضهم يقول: كان بغيه عليهم زيادة شبرٍ أخذها في طول ثيابه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن سعيدٍ الكنديّ، وأبو السّائب، وابن وكيعٍ، قالوا: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ، {إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم} قال: زاد عليهم في الثّياب شبرًا.
وقال آخرون: كان بغيه عليهم بكثرة ماله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: إنّما بغى عليهم بكثرة ماله.
وقوله: {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} يقول تعالى ذكره: وآتينا قارون من كنوز الأموال ما إنّ مفاتحه، وهي جمع مفتحٍ، وهو الّذي يفتح به الأبواب. وقال بعضهم: عنى بالمفاتح في هذا الموضع: الخزائن لتثقل العصبة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ما قلنا في معنى مفاتح:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا الأعمش، عن خيثمة، قال: كانت مفاتح قارون تحمل على ستّين بغلاً، كلّ مفتاحٍ منها لباب كنزٍ معلومٍ مثل الأصبع من جلودٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: كانت مفاتح كنوز قارون من جلودٍ، كلّ مفتاحٍ مثل الأصبع، كلّ مفتاحٍ على خزانةٍ على حدةٍ، فإذا ركب حملت المفاتيح على ستّين بغلاً، أغرّ محجّلٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن خيثمة، في قوله {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} قال: نجد مكتوبًا في الإنجيل: مفاتح قارون وقر ستّين بغلاً غرًّا محجّلةً، ما يزيد كلّ مفتاحٍ منها على أصبعٍ، لكلّ مفتاحٍ منها كنزٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن حميدٍ، عن مجاهدٍ، قال: كانت المفاتح من جلود الإبل.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} قال: مفاتح من جلودٍ كمفاتح العيدان.
وقال قومٌ: عنى بالمفاتح في هذا الموضع: خزائنه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} قال: كانت خزائنه تحمل على أربعين بغلاً.
- حدثًا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن أبي حجيرٍ، عن الضّحّاك، {ما إنّ مفاتحه} قال: أوعيته.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {لتنوء بالعصبة} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {لتنوء بالعصبة} قال: لتثقل بالعصبة.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {لتنوء بالعصبة} يقول: تثقل.
وأمّا (العصبة) فإنّها الجماعة؛ واختلف أهل التّأويل في مبلغ عددها الّذي أريد في هذا الموضع؛ فأمّا مبلغ عدد (العصبة) في كلام العرب فقد ذكرناه فيما مضى باختلاف المختلفين فيه، والرّواية في ذلك، والشّواهد على الصّحيح من قولهم في ذلك بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع - فقال بعضهم: كانت مفاتحه تنوء بعصبةٍ؛ مبلغ عددها أربعون رجلاً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ، قوله: {لتنوء بالعصبة} قال: أربعون رجلاً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لتنوء بالعصبة} قال: ذكر لنا أنّ العصبة ما بين العشرة إلى الأربعين.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لتنوء بالعصبة أولي القوّة}: يزعمون أنّ العصبة أربعون رجلاً، ينقلون مفاتحه من كثرة عددها.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: ثنّى أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} قال: أربعون رجلاً.
وقال آخرون: ستّون، وقال: كانت مفاتحه تحمل على ستّين بغلاً.
- حدّثنا بذلك ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن خيثمة.
وقال آخرون: كانت تحمل على ما بين ثلاثةٍ إلى عشرةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {لتنوء بالعصبة} قال: العصبة: ثلاثةٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {لتنوء بالعصبة} قال: العصبة: ما بين الثّلاثة إلى العشرة.
وقال آخرون: كانت تحمل ما بين عشرةٍ إلى خمسة عشر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} قال: العصبة: ما بين العشرة إلى خمسة عشر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {لتنوء بالعصبة} قال: العصبة خمسة عشر رجلاً.
وقوله: {أولي القوّة} يعني: أولي الشّدّة.
وقال مجاهدٌ في ذلك ما:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أولي القوّة} قال: خمسة عشر.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} وكيف تنوء المفاتح بالعصبة، وإنّما العصبة هي الّتي تنوء بها؟
قيل: اختلف في ذلك أهل العلم بكلام العرب، فقال بعض أهل البصرة: مجاز ذلك: ما إنّ العصبة ذوي القوّة لتنوء بمفاتح نعمه. قال: ويقال في الكلام: إنّها لتنوء بها عجيزتها، وإنّما هو: تنوء بعجيزتها كما ينوء البعير بحمله، قال: والعرب قد تفعل مثل هذا. قال الشّاعر:
فديت بنفسه نفسي ومالي = وما آلوك إلاّ ما أطيق
والمعنى: فديت بنفسي وبمالي نفسه. وقال آخر:
وتركب خيلاً لا هوادة بينها = وتشقى الرّماح بالضّياطرة الحمر
وإنّما تشقى الضّياطرة بالرّماح. قال: والخيل ها هنا: الرّجال.
وقال آخر منهم {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} يريد: الّذي إنّ مفاتحه، قال: وهذا موضعٌ لا يكاد يبتدأ فيه (إنّ)، وقد قال: {إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم}. وقوله: {لتنوء بالعصبة} إنّما العصبة تنوء بها؛ وفي الشّعر:
تنوء بها فتثقلها عجيزتها
وليست العجيزة تنوء بها، ولكنّها هي تنوء بالعجيزة؛ وقال الأعشى:
ما كنت في الحرب العوان مغمّرًا = إذ شبّ حرّ وقودها أجذالها
وكان بعض أهل العربيّة من الكوفيّين ينكر هذا الّذي قاله هذا القائل، وابتداء (إنّ) بعد (ما)، ويقول: ذلك جائزٌ مع (ما) و(من)، وهو مع (ما) و(من) أجود منه مع (الّذي)؛ لأنّ (الّذي) لا يعمل في صلته، ولا تعمل صلته فيه، فلذلك جاز، وصارت الجملة عائد (ما)، إذ كانت لا تعمل في ما، ولا تعمل (ما) فيها؛ قال: وحسن مع (ما) و(من)، لأنّهما يكونان بتأويل النّكرة إن شئت، والمعرفة إن شئت، فتقول: ضربت رجلاً ليقومنّ، وضربت رجلاً إنّه لمحسنٌ، فتكون (من) و(ما) تأويل (هذا)، ومع (الّذي) أقبح، لأنّه لا يكون بتأويل النّكرة.
وقال آخر منهم في قوله: {لتنوء بالعصبة}: نوءها بالعصبة: أن تثقلهم؛ وقال: المعنى: إنّ مفاتحه لتنيء العصبة: تميلهنّ من ثقلها، فإذا أدخلت الباء قلت: تنوء بهم، كما قال: {آتوني أفرغ عليه قطرًا} قال والمعنى: آتوني بقطرٍ أفرغ عليه؛ فإذا حذفت الباء، زدت على الفعل ألفًا في أوّله؛ ومثله: {فأجاءها المخاض} معناه: فجاء بها المخاض؛ وقال: قد قال رجلٌ من أهل العربيّة: ما إنّ العصبة تنوء بمفاتحه، فحوّل الفعل إلى المفاتح، كما قال الشّاعر:
إنّ سراجًا لكريمٌ مفخره = تحلى به العين إذا ما تجهره
وهو الّذي يحلى بالعين.
قال: فإن كان سمع أثرًا بهذا، فهو وجهٌ، وإلاّ فإنّ الرّجل جهل المعنى. قال: وأنشدني بعض العرب:
حتّى إذا ما التأمت مواصله = وناء في شقّ الشّمال كاهله
يعني: الرّامي لما أخذ القوس، ونزع مال عليها. قال: ونرى أنّ قول العرب: ما ساءك، وناءك من ذلك، ومعناه: ما ساءك وأناءك من ذلك، إلاّ أنّه ألقى الألف لأنّه متبعٌ لساءك، كما قالت العرب: أكلت طعامًا فهنّأني ومرّأني، ومعناه: إذا أفردت: وأمرأني فحذفت منه الألف لما أتبع ما ليس فيه ألفٌ.
وهذا القول الآخر في تأويل قوله: {لتنوء بالعصبة}: أولى بالصّواب من الأقوال الأخر، لمعنيين: أحدهما: أنّه تأويلٌ موافقٌ لظاهر التّنزيل. والثّاني: أنّ الآثار الّتي ذكرنا عن أهل التّأويل بنحو هذا المعنى جاءت، وإنّ قول من قال: معنى ذلك: ما إنّ العصبة لتنوء بمفاتحه، إنّما هو توجيهٌ منهم إلى أنّ معناه: ما إنّ العصبة لتنهض بمفاتحه؛ وإذا وجّه إلى ذلك لم يكن فيه من الدّلالة على أنّه أريد به الخبر عن كثرة كنوزه، على نحو ما فيه، إذا وجّه إلى أنّ معناه: إنّ مفاتحه تثقل العصبة وتميلها، لأنّه قد تنهض العصبة بالقليل من المفاتح وبالكثير. وإنّما قصد جلّ ثناؤه الخبر عن كثرة ذلك، وإذا أريد به الخبر عن كثرته، كان لا شكّ أنّ الّذي قاله من ذكرنا قوله، من أنّ معناه: لتنوء العصبة بمفاتحه، قولٌ لا معنًى له، هذا مع خلافه تأويل السّلف في ذلك.
وقوله: {إذ قال له قومه لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} يقول: إذ قال قومه: لا تبغ ولا تبطر فرحًا، إنّ اللّه لا يحبّ من خلقه الأشرين البطرين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} يقول: المرحين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: المتبذّخين الأشرين البطرين، الّذين لا يشكرون اللّه على ما أعطاهم.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن جابرٍ، قال: سمعت مجاهدًا يقول في هذه الآية {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: الأشرين البطرين البذخين.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، عن مجاهدٍ، في قوله {لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: يعني به البغي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: المتبذّخين الأشرين، الّذين لا يشكرون اللّه فيما أعطاهم.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله؛ إلاّ أنّه قال: المتبذّخين.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخرّميّ، قال: حدّثني شبابة، قال حدّثني ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: الأشرين البطرين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، إذ قال له قومه {لا تفرح}: أي لا تمرح {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين}: أي إنّ اللّه لا يحبّ المرحين.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: الأشرين البطرين، الّذين لا يشكرون اللّه فيما أعطاهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، عن مجاهدٍ، في قوله {إذ قال له قومه لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: هو فرح البغي). [جامع البيان: 18/309-321]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين (76)
قوله تعالى: إنّ قارون كان من قوم موسى
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الهرويّ، ثنا محاضرٌ، ثنا الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ قارون كان من قوم موسى قال: كان ابن عمّه.
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ السّامريّ، ثنا عبد الوهّاب الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة قال: وكان قارون ابن عمّ موسى أخي أبيه وكان قطع البحر مع بني إسرائيل وكان يسمّى المنوّر من حسن صوته بالتّوراة، ولكنّ عدوّ اللّه نافق كما نافق السّامريّ فأهلكه اللّه لبغيه، وإنّما بغى عليهم لكثرة ماله وولده، قال اللّه: أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون.
وروي، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ وإبراهيم النّخعيّ، وسماك بن حربٍ أنّهم قالوا كان ابن عمّ موسى.
قوله تعالى: فبغى
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا يحيى بن غسّان بن عيسى الرّمليّ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: كان موسى يقول لبني إسرائيل إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمركم بكذا وكذا حتّى دخل عليكم في أموالكم وإنّ موسى يزعم أنّ ربّه أمره فيمن زنى أن يرجمه فتعالوا نجعل لبغيٍّ من بني إسرائيل شيئًا، فإذا قال موسى: إنّ ربّه أمر فيمن زنى أن يرجم فنقول: إنّ موسى قد فعل ذلك بها، قال: فاجتمعوا وجاءوا بالبغيّ فحبسوها وقال موسى: إنّ اللّه يأمركم بكذا وكذا فيمن سرق أن تقطع يده، قالوا: وإن كنت أنت؟
قال: وإن كنت أنا، قالوا ما على الزّاني إذا زنى؟ قال: الرّجم، قالوا: وإن كنت أنت؟ قال: وإن كنت أنا، قالوا: فإنّك قد زنيت قال: أنا؟ وجزع من ذلك قال: فأرسلوا إلى المرأة فلمّا أن جاءت عظّم عليها موسى باللّه وسألها بالّذي فلق البحر لبني إسرائيل، وأنزل التّوراة على موسى إلا صدقت، فقالت: أما إذا حلّفتني فإنّي أشهد أنّك بريءٌ وأنّك رسول اللّه، وقالت: أرسلوا إليّ فأعطوني حكمي على أن أرميك بنفسي، قال: فخرّ موسى للّه ساجدًا يبكي، فأوحى اللّه إليه ما يبكيك؟ قد أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان العسكريّ، ثنا ابن المبارك، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: فبغى عليهم قال: الكفر باللّه.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا العلاء بن عمرٍو الحنفيّ وعليّ بن جعفرٍ الأحمر قالا:، ثنا حفصٌ يعني ابن غياثٍ، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ أنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم قال: زاد في طول ثيابه شبرًا.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ حدّثنا عبد الوهّاب يعني ابن عطاءٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة يعني قوله: فبغى عليهم ولكنّ عدوّ اللّه نافق كما نافق السّامريّ فأهلكه اللّه ببغيه، وإنّما بغى عليهم لكثرة ماله وولده قال اللّه: أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون
الوجه الخامس:
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة قوله: فبغى عليهم قال: فعلا عليهم.
قوله تعالى: وآتيناه من الكنوز
- حدّثنا أبي، ثنا راشد بن سعيدٍ المقدسيّ وأيّوب بن محمّدٍ الوزّان قالا: ثنا ضمرة، عن عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه في قوله: وآتيناه من الكنوز قال: أصاب كنزًا من كنوز يوسف.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا موسى بن أعين، عن الوليد ابن زروان في قوله: وآتيناه من الكنوز قال: كان قارون يعمل الكيميا.
قوله تعالى: ما إنّ مفاتحه
- حدّثنا عمرو بن عبد اللّه الأوديّ، ثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كانت مفاتيح كنوز قارون من جلودٍ، كلّ مفتاحٍ مثل الأصبع، كلّ مفتاحٍ على خزانةٍ على حدةٍ، فإذا ركب حملت المفاتيح على ستّين بغلا أغرّ محجّلا.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا أبو داود يعني الحفريّ، عن سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة ما إنّ مفاتحه قال: كانت المفاتيح من جلودٍ يحملها أربعون بغلا غرًّا محجّلا.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان، عن حميدٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّ مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولي القوّة كانت المفاتيح من جلود الإبل.
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا حصين بن نميرٍ، عن حصين بن عبد الرّحمن قال: سألت أبا رزينٍ، عن قوله: ما إنّ مفاتحه قال: خزائنه. وروي عن السّدّيّ مثله.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نميرٍ وأبو بكرٍ وعثمان أنبأ أبي شيبة قالوا:، ثنا وكيعٌ، عن أبي حجيرٍ، عن الضّحّاك ما إنّ مفاتحه قال: أوعيته.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا مسدّدٌ، ثنا خالد بن عبد اللّه، ثنا حصينٌ، عن أبي رزينٍ في قوله: ما إنّ مفاتحه قال: إن كان مفتاحٌ واحدٌ لكافي أهل الكوفة، إنما يعني كنوزه.
قوله تعالى: لتنوأ بالعصبة
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: لتنوأ بالعصبة يقول: تثقل- وروي، عن أبي صالحٍ- والسّدّيّ وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم مثل ذلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن أبي حمّادٍ، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: لتنوأ بالعصبة قال: لتمرّ بالعصبة.
قوله تعالى: بالعصبة
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا يحيى بن حمّادٍ، ثنا أبو عوانة، عن إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ مولى أمّ هانئٍ في قول اللّه عز وجل: ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة قال: العصبة سبعون رجلا.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن هاشم بن مرزوقٍ، ثنا سلمة بن الفضل، عن الحجّاج بن أرطأة، عن الحكم لتنوأ بالعصبة قال: العصبة أربعون رجلا.
- حدّثنا أبي، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، ثنا هشيمٌ أنبأ إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ في قوله: لتنوأ بالعصبة قال: كانت خزانته تحمل على أربعين بغلا. وروي، عن ابن عبّاسٍ وأبي صالحٍ وقتادة والضّحّاك مثل ذلك.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر ابن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ ما إنّ مفاتحه لتنوأ بالعصبة والعصبة ما بين العشرة إلى الأربعين.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة ما بين العشرة إلى الخمسة عشر.
الوجه الخامس:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرّحمن بن زيد في قوله: لتنوأ بالعصبة أولي القوّة قال: العصبة ما بين ثلاثةٍ إلى تسعةٍ وهم النّفر.
والوجه السّادس:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا سعيد بن أبي الرّبيع السّمّان، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت: كم العصبة؟ قال: ستٌّ أو سبعٌ.
قوله تعالى: أولي القوّة
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: أولي القوّة قال: خمسة عشر.
قوله تعالى: إذ قال له قومه
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليّ بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ إذ قال له قومه لا تفرح قال: هؤلاء المؤمنون منهم.
قوله تعالى: لا تفرح
- به، عن السّدّيّ إذ قال له قومه لا تفرح قال: هؤلاء المؤمنون منهم قالوا: يا قارون بما أوتيت فتبطر.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: إذ قال له قومه لا تفرح أي: لا تمدح.
قوله تعالى: إنّ اللّه لا يحب الفرحين
[الوجه الأول]
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين المتمدّحين الأشرين البطرين الّذين لا يشكرون اللّه فيما أعطاهم.
[الوجه الثّاني]
- حدّثنا أبي ثنا النّفيليّ، ثنا العوّام، عن مجاهدٍ في قوله: لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين قال: الفرح هاهنا البغيّ.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين يقول: المرحين.
وروي، عن قتادة مثل ذلك.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين قال: إنّ اللّه لا يحبّ الفرح بطرًا). [تفسير القرآن العظيم: 9/3005-3010]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لتنوء بالعصبة قال العصبة ما بين العشرة إلى خمسة عشر وأولي القوة خمسة عشر). [تفسير مجاهد: 489-490]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إن الله لا يحب الفرحين يعني المتبذخين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله فيما أعطاهم). [تفسير مجاهد: 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي شيبه في المصنف، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمه وكان يبتغي العلم حتى جمع علما فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى حسده، فقال له موسى عليه السلام: ان الله أمرني أن آخذ الزكاة فأبى فقال: ان موسى عليه السلام يريد أن يأكل أموالكم، جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياء فاحتملتموها فتحملوه أن تعطوه قالوا: لا نحتمل فما ترى فقال لهم: أرى أن أرسل إلى بغي من بغايا بني اسرائيل فنرسلها اليه فترميه بانه أرادها على نفسها، فارسلوا اليها فقالوا لها: نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك، قالت: نعم، فجاء قارون إلى موسى عليه السلام قال: اجمع بني اسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك قال: نعم، فجمعهم فقالوا له: بم أمرك ربك قال: أمرني أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تصلوا الرحم وكذا وكذا وقد أمرني في الزاني اذا زنى وقد أحصن أن يرجم، قالوا: وان كنت أنت قال: نعم، قالوا: فانك قد زنيت قال: أنا، فأرسلوا إلى المرأة فجاءت فقالوا: ما تشهدين على موسى فقال لها موسى عليه السلام: أنشدك بالله إلا ما صدقت قالت: أما اذ نشدتني بالله فانهم دعوني وجعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي وأنا أشهد أنك بريء وأنك رسول الله فخر موسى عليه السلام ساجدا يبكي فأوحى الله اليه: ما يبكيك وأنك رسول الله فخر موسى عليه السلام ساجدا يبكي فأوحى الله اليه: ما يبكيك قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك.
فرفع رأسه فقال: خذيهم فاخذتهم إلى أعقابهم فجعلوا يقولون: يا موسى، يا موسى، فقال: خذيهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون: يا موسى، يا موسى، فقال: خذيهم فغيبتهم فأوحى الله يا موسى: سألك عبادي وتضرعوا اليك فلم تجبهم وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم، قال ابن عباس: وذلك قوله تعالى {فخسفنا به وبداره الأرض} وخسف به إلى الأرض السفلى). [الدر المنثور: 11/501-503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن إبراهيم رضي الله عنه قال: كان قارون ابن عم موسى). [الدر المنثور: 11/503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {إن قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمه أخي أبي قارون بن مصر بن فاهث أو قاهث وموسى بن عرموم بن فاهث أو قاهث وعرموم بالعربية عمران). [الدر المنثور: 11/503-504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله قال: كان قارون ابن عم موسى أخي أبيه وكان قطع البحر مع بني اسرائيل وكان يسمى النور من حسن صوته بالتوراة ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري فأهلكه الله ببغيه، وإنما بغى لكثرة ماله وولده). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {فبغى عليهم} قال: فعلا عليهم). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم} قال: زاد عليهم في طول ثيابه شبرا). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله {وآتيناه من الكنوز} قال: أصاب كنزا من كنوز يوسف). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله {وآتيناه من الكنوز} قال: أصاب كنزا من كنوز يوسف). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله {وآتيناه من الكنوز} قال: كان قارون يعلم الكيمياء). [الدر المنثور: 11/504-505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أرض دار قارون من فضة وأساسها من ذهب). [الدر المنثور: 11/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن خيثمة رضي الله عنه قال: وجدت في الإنجيل أن مفاتيح خزائن قارون كانت وقر ستين بغلا غرا محجلة ما يزيد منها مفتاح على أصبع لكل مفتاح كنز). [الدر المنثور: 11/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن خيثمة رضي الله عنه قال: كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح على خزانة على حدة فاذا ركب حملت المفاتيح على سبعين بغلا أغر محجلا). [الدر المنثور: 11/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: كانت المفاتيح من جلود الإبل). [الدر المنثور: 11/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لتنوء بالعصبة} يقول: لا يرفعها العصبة من الرجال {أولي القوة} ). [الدر المنثور: 11/505-506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الازرق سأله عن قوله {لتنوء بالعصبة} قال: لتثقل قال: وهل تعرف العرب ذلك، قال: نعم، أما سمعت قول امرئ القيس اذ يقول:
تمشي فتثقلها عجيزتها * مشي الضعيف ينوء بالوسق). [الدر المنثور: 11/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال العصبة ما بين العشرة إلى الخمسة عشر و{أولي القوة} خمسة عشر). [الدر المنثور: 11/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي قال {بالعصبة} ما بين الخمس عشرة إلى الاربعين). [الدر المنثور: 11/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {بالعصبة} اربعون رجلا). [الدر المنثور: 11/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: كنا نحدث أن {بالعصبة} ما فوق العشرة إلى الأربعين). [الدر المنثور: 11/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح مولى أم هانى ء قال {بالعصبة} سبعون رجلا، قال: وكانت خزانته تحمل على أربعين بغلا). [الدر المنثور: 11/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {إذ قال له قومه لا تفرح} قال: هم المؤمنون منهم قالوا: يا قارون لا تفرح بما أوليت فتبطر). [الدر المنثور: 11/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: المرحين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم). [الدر المنثور: 11/507-508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والطبراني وأبو نعيم والبيهقي في الشعب والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب كل قلب حزين). [الدر المنثور: 11/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان وقال: هذا متن منكر عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فان معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فان الحزين في ظل الله يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: الفرح هنا البغي). [الدر المنثور: 11/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: ان الله لا يحب بطرا {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة} قال: تصدق وتقرب إلى الله تعالى وصل الرحم). [الدر المنثور: 11/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: المرحين.
وفي قوله {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} يقول: لا تترك أن تعمل لله في الدنيا). [الدر المنثور: 11/508-509]

تفسير قوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تنس نصيبك من الدنيا قال لا تنسى الحلال من الدنيا أي اتبع الحلال). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا قال العمل بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا سلمة قال نا الفريابي عن محرر عن الحسن في قوله تعالى ولا تنس نصيبك من الدنيا قال أمره أن يأخذ قدر قوته ويدع ما سوى ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن أشعث، عن الحسن {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: قدّم الفضل وأمسك ما يبلّغك). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 397]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين}.

يقول تعالى ذكره، مخبرًا عن قيل قوم قارون له: لا تبغ يا قارون على قومك بكثرة مالك، والتمس فيما آتاك اللّه من الأموال خيرات الآخرة بالعمل فيها بطاعة اللّه في الدّنيا.
وقوله: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} يقول: ولا تترك نصيبك وحظّك من الدّنيا، أن تأخذ فيها بنصيبك من الآخرة، فتعمل فيه بما ينجيك غدًا من عقاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا، وأحسن كما أحسن اللّه إليك} يقول: لا تترك أن تعمل للّه في الدّنيا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن سفيان، عن الأعمش، عن ابن عبّاسٍ، {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: أن تعمل فيها لآخرتك.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا قرّة بن خالدٍ، عن عون بن عبد اللّه، {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: إنّ قومًا يضعونها على غير موضعها. {ولا تنس نصيبك من الدّنيا}: تعمل فيها بطاعة اللّه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: العمل بطاعته.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: تعمل في دنياك لآخرتك.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: العمل فيها بطاعة اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن عيسى الجرشيّ، عن مجاهدٍ: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: أن تعمل في دنياك لآخرتك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن مجاهدٍ، قال: العمل بطاعة اللّه نصيبه من الدّنيا، الّذي يثاب عليه في الآخرة.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: لا تنس أن تقدّم من دنياك لآخرتك، فإنّما تجد في آخرتك ما قدّمت من الدّنيا، فيما رزقك اللّه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تترك أن تطلب فيها حظّك من الرّزق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا}: قال الحسن: ما أحلّ اللّه لك منها، فإنّ لك فيه غنًى وكفايةً.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن حميدٍ المعمريّ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: طلب الحلال.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حفصٌ، عن أشعث، عن الحسن: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا}: قال: قدّم الفضل، وأمسك ما يبلغك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: الحلال فيها.
وقوله: {وأحسن كما أحسن اللّه إليك} يقول: وأحسن في الدّنيا إنفاق مالك الّذي آتاكه اللّه، في وجوهه وسبله، كما أحسن اللّه إليك، فوسّع عليك منه، وبسط لك فيها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأحسن كما أحسن اللّه إليك} قال: أحسن فيما رزقك اللّه.
{ولا تبغ الفساد في الأرض} يقول: ولا تلتمس ما حرّم اللّه عليك من البغي على قومك، {إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين} يقول: إنّ اللّه لا يحبّ بغاة البغي والمعاصي). [جامع البيان: 18/321-325]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة
- وبه، عن السّدّيّ وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة قال: تصدّق، وقرّب إلى اللّه تبارك وتعالى، وصل الرّحم.
قوله تعالى: ولا تنس نصيبك من الدنيا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ، ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: أن تعمل فيها لآخرتك.
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ، ثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: ولا تنس نصيبك من الدّنيا يقول: لا تترك أن تعمل للّه في الدّنيا.
- حدّثنا أبو عبيد اللّه حمّاد بن الحسن بن، عنبسة، ثنا أبو داود، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: أن تعمل فيها بطاعتي.
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن هاشمٍ، ثنا عمّار بن محمّدٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قوله: ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: عمرك تعمل فيه لآخرتك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حفص بن غياثٍ، عن أشعث، عن الحسن ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: أعط الفضل وأمسك ما يبلغك.
- حدّثنا أبي، ثنا القاسم بن سلام بن مسكينٍ، ثنا أبي قال: سألت الحسن، عن هذه الآية ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: أمره أن يأخذ من ماله قدر عيشه.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة في قوله: ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: استغن بما أحلّ اللّه لك.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: لا تنس أن تقدّم من دنياك لآخرتك، فإنّما تجد في آخرتك ما قدّمت من الدّنيا ممّا رزقك اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الطّاهر، ثنا أشهب قال: سئل مالكٌ، ما هو؟ قال: أن يعيش ويأكل ويشرب غير مضيّقٍ عليه في رأيٍ.
قوله تعالى: وأحسن كما أحسن اللّه إليك
- حدّثنا أبي ثنا القاسم بن سلام بن مسكينٍ حدّثني أبي قال: سألت الحسن، عن هذه الآية ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك قال: أمره أن يأخذ من ماله قدر عيشته، وأن يقدّم ما سوى ذلك لآخرته.
- حدّثنا أبي، ثنا حمّاد بن حميدٍ العسقلانيّ، ثنا أبو عصام بن روّادٍ، عن إسرائيل أبي عبد اللّه، عن الحسن في قوله: ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك قال: احبس قوت سنةٍ، وتصدّق بما بقي.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك قال: أي ما أحلّ اللّه لك منها، فإنّ لك فيها غنًى وكفايةً.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب، أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: وأحسن كما أحسن اللّه إليك يقول: أحسن فيما زادك اللّه
قوله تعالى: ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحب المفسدين
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، أنبأ ابن وهبٍ، حدّثني مالكٌ، عن يحيى بن سعيدٍ أنّه سمع سعيد بن المسيّب يقول: قطع الذّهب والورق من الفساد في الأرض.
قوله تعالى: إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين
- أخبرنا أبو محمّد بن بنت الشّافعيّ فيما كتب إليّ عن أبيه أو عمه سفيان ابن عيينة قوله: إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين لا يقرّب.
قوله تعالى: المفسدين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، عن محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ إنّ اللّه لا يحبّ الفساد أي لا يحبّ عمله ولا يرضاه). [تفسير القرآن العظيم: 9/3010-3012]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا يقول لا تنس العمل فيها بطاعتي). [تفسير مجاهد: 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: المرحين.
وفي قوله {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} يقول: لا تترك أن تعمل لله في الدنيا). [الدر المنثور: 11/508-509] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: أن تعمل فيها لآخرتك). [الدر المنثور: 11/509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: العمل بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة). [الدر المنثور: 11/509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {ولا تنس نصيبك} قال: قدم الفضل وأمسك ما يبلغك - وفي لفظ - قال: امسك قوت سنة وتصدق بما بقي). [الدر المنثور: 11/509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: أن تأخذ من الدنيا ما أحل الله لك فان لك فيه غنى وكفاية). [الدر المنثور: 11/509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن منصور رضي الله عنه في قوله {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: ليس هو عرض من عرض الدنيا ولكن هو نصيبك عمرك ان تقدم فيه لآخرتك). [الدر المنثور: 11/510]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون قال يدخلون النار بغير حساب). [تفسير عبد الرزاق: 2/94]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(القول في تأويل قوله تعالى: {قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}. يقول تعالى ذكره: قال قارون لقومه الّذين وعظوه: إنّما أوتيت هذه الكنوز على فضل علمٍ عندي، علمه اللّه منّي، فرضي بذلك عنّي، وفضّلني بهذا المال عليكم، لعلمه بفضلي عليكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، {قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي} قال: على خيرٍ عندي.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {إنّما أوتيته على علمٍ عندي} قال: لولا رضا اللّه عنّي ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا، وقرأ: {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا} الآية.
وقد قيل: إنّ معنى قوله: {عندي} بمعنى: أرى، كأنّه قال: إنّما أوتيته لفضل علمي، فيما أرى.
وقوله: {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا} يقول جلّ ثناؤه: أولم يعلم قارون حين زعم أنّه أوتي الكنوز لفضل علمٍ عنده علمته أنا منه، فاستحقّ بذلك أن يؤتى ما أوتي من الكنوز، أنّ اللّه قد أهلك من قبله من الأمم من هو أشدّ منه بطشًا، وأكثر جمعًا للأموال؛ ولو كان اللّه يؤتي الأموال من يؤتيه لفضلٍ فيه وخيرٍ عنده، ولرضاه عنه، لم يكن يهلك من أهلك من أرباب الأموال الّذين كانوا أكثر منه مالاً، لأنّ من كان اللّه عنه راضيًا فمحالٌ أن يهلكه اللّه وهو عنه راضٍ، وإنّما يهلك من كان عليه ساخطًا.
وقوله: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قيل: إنّ معنى ذلك أنّهم يدخلون النّار بغير حسابٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: يدخلون النّار بغير حسابٍ.
وقيل: معنى ذلك: أنّ الملائكة لا تسأل عنهم، لأنّهم يعرفونهم بسيماهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} كقوله: {يعرف المجرمون بسيماهم} زرقًا سود الوجوه، والملائكة لا تسأل عنهم، قد عرفتهم.
وقيل معنى ذلك: ولا يسئل عن ذنوب هؤلاء الّذين أهلكهم اللّه من الأمم الماضية المجرمون فيم أهلكوا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ، {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: عن ذنوب الّذين مضوا فيم أهلكوا.
فالهاء والميم في قوله: {عن ذنوبهم} على هذا التّأويل لـ{من} الّذي في قوله: {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً}. وعلى التّأويل الأوّل الّذي قاله مجاهدٌ وقتادة للمجرمين، وهي بأن تكون من ذكر المجرمين أولى، لأنّ اللّه تعالى ذكره غير سائلٍ عن ذنوب مذنبٍ غير من أذنب، لا مؤمنٌ ولا كافرٌ. فإذ كان ذلك كذلك، فمعلومٌ أنّه لا معنًى لخصوص المجرمين، لو كانت الهاء والميم اللّتان في قوله {عن ذنوبهم} لـ{من} الّذي في قوله {من هو أشدّ منه قوّةً} من دون المؤمنين، يعني لأنّه غير مسئولٍ عن ذلك مؤمنٌ ولا كافرٌ، إلاّ الّذين ركبوه واكتسبوه). [جامع البيان: 18/325-328]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون (78)
قوله تعالى: قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا عبد الوهّاب يعني ابن عطاءٍ الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: إنّما أوتيته على علمٍ عندي يقول: على خيرٍ عندي وعلمٍ عندي.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، في قول اللّه: إنّما أوتيته على علمٍ عندي قال: لولا رضا اللّه عنّي ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا وقرأ: أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: إنّما أوتيته على علمٍ عندي علم اللّه أنّي أهلٌ لذلك.
قوله تعالى: أولم يعلم أنّ اللّه إلى قوله: عن ذنوبهم المجرمون
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا عبد الوهّاب الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون يقول: المشركون لا يسألون عن ذنوبهم، يعذّبون ولا يحاسبون.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ، قوله: ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون قال: لا يسألون عن إحصائها يقول: هاتوا فيبنوها لنا، ولكن أعطوها في كتبٍ فلم يشكوا الظّلم يومئذٍ، ولكن شكوا الإحصاء.
- حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، ثنا محمّد بن أبي بكر بن عليّ بن مقدّمٍ، ثنا الضّحّاك بن مخلدٍ، ثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون الّذين كانوا قبلهم عمّا أهلكوا وعن منزلهم فيعتبروا، ولكنّهم يكونون على ما كانوا عليه من العبرة.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون قال: يدخلون النّار بغير حسابٍ.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون قال: كقوله: يعرف المجرمون بسيماهم سود الوجوه زرقًا، الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3012-3013]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون قال هو كقوله يعرف المجرمون بسيماهم يعني زرقا سود الوجوه يقول الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم). [تفسير مجاهد: 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قال إنما أوتيته على علم عندي} يقول على خير عندي وعلم عندي). [الدر المنثور: 11/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {إنما أوتيته على علم عندي} يقول: علم الله أني أهل لذلك). [الدر المنثور: 11/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: المشركون، لا يسألون عن ذنوبهم ولا يحاسبون لدخول النار بغير حساب). [الدر المنثور: 11/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: كقوله {يعرف المجرمون بسيماهم} الرحمن الآية 41 سود الوجوه زرق العيون الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم). [الدر المنثور: 11/510-511]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 09:38 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِأُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ قارون كان من قوم موسى} [القصص: 76] كان ابن عمّه أخي أبيه.
{فبغى عليهم} [القصص: 76] وكان عاملا لفرعون فتعدّى عليهم وظلمهم.
قال: {وآتيناه} [القصص: 76]، يعني: قارون، أي: أعطيناه.
{من الكنوز} [القصص: 76]، أي: من الأموال.
{ما إنّ مفاتحه} [القصص: 76] قال بعضهم: خزائنه، يعني: أمواله.
وقال بعضهم: مفاتح خزائنه.
{لتنوء بالعصبة} [القصص: 76] لتثقل العصبة، الجماعة.
{أولي القوّة} [القصص: 76] من الرّجال.
وقال السّدّيّ: {أولي القوّة} [القصص: 76]، يعني: أولي الشّدّة، والعصبة، الجماعة.
وهم هاهنا أربعون رجلا.
قال: {إذ قال له قومه} [القصص: 76] قال له موسى والمؤمنون بنو إسرائيل.
{لا تفرح} [القصص: 76] لا تبطر.
{إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} [القصص: 76]
[تفسير القرآن العظيم: 2/608]
وقال السّدّيّ: {لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} [القصص: 76]، يعني: لا تبطر و{لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} [القصص: 76] المرحين البطرين المشركين، أي: الّذين يفرحون بالدّنيا لا يفرحون بالآخرة، لا يؤمنون بها، ولا يرجونها.
وقال في آيةٍ أخرى: {وفرحوا بالحياة الدّنيا} [الرعد: 26] وهم المشركون.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: الأشرّين، البطرين الّذين لا يشكرون فيما أعطاهم وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/609]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم...}

وكان ابن عمّه {فبغى عليهم}, وبغيه عليهم: أنه قال: إذا كانت النبوّة لموسى، وكان المذبح , والقربان الذي يقرّب في يد هارون فمالي؟.
وقوله: {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} : نوؤها بالعصبة , أن: تثقلهم، والعصبة ها هنا: أربعون رجلاً ومفاتحه: خزائنه, والمعنى: ما إن مفاتحه لتنيء العصبة , أي: تميلهم من ثقلها , فإذا أدخلت الباء قلت: تنوء بهم , وتنيء بهم، كما قال: {آتوني أفرغ عليه قطراً}, والمعنى: ائتونى بقطرٍ أفرغ عليه، فإذا حذفت الباء , زدت في الفعل ألفاً في أوّله, ومثله: {فأجاءها المخاض} : معناه: فجاء بها المخاض, وقد قال رجل من أهل العربية: إن المعنى: ما إن العصبة لتنوء بمفاتحه , فحوّل الفعل إلى المفاتح , كما قال الشاعر:
إن سراجاً لكريم مفخره = تحلى به العين إذا ما تجهره
وهو الذي يحلى بالعين,فإن كان سمع بهذا أثراً فهو وجه؛ وإلاّ فإنّ الرجل جهل المعنى, ولقد أنشدني بعض العرب:
حتى إذا ما التأمت مواصله = وناء في شقٍّ الثّمال كاهله
يعني الرامي لمّا أخذ القوس , ونزع مال على شقّه, فذلك نوؤه عليها.
ونرى أن قول العرب: ما ساءك وناءك من ذلك، ومعناه : ما ساءك وأناءك، إلا أنّه ألقى الألف؛ لأنه متبع لساءك، كما قالت العرب: أكلت طعاماً فهنأني ومرأني، ومعناه، إذا أفردت: وأمرأني، فحذفت منه الألف لمّا أن أتبع ما لا ألف فيه.
وقوله: {إذ قال له قومه لا تفرح} , ذكروا أن موسى الذي قال له ذلك؛ لأنه من قومه وإن كان على غير دينه. وجمعه ها هنا وهو واحد , كقول الله : {الّذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم}, وإنما كان رجلاً من أشجع .
وقوله: {الفرحين} , ولو قيل: الفارحين كان صواباً، كأنّ الفارحين: الذين يفرحون فيما يستقبلون، والفرحين الذين هم فيه السّاعة، مثل الطامع والطمع، والمائت والميّت، والسّالس والسّلس, أنشدني بعض بني دبير، وهم فصحاء بني أسدٍ:
ممكورةٌ غرثي الوشاح السّالس = تضحك عن ذي أشر عضارس
العضارس البارد , وهو مأخوذ من العضرس , وهو البرد, يقال: سالس وسلس ). [معاني القرآن: 2/311]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوّة}: أي: مفاتح خزائته، ومجازه: ما إن العصبة ذوى القوة لتنوء بمفاتح نعمه ؛
ويقال في الكلام: إنها لتنوء بها عجيزتها، وإنما هي تنوء بعجيزتها كما ينوء البعير بحمله، , والعرب قد تفعل مثل هذا،
قال الشاعر:
فديت بنفسه نفسي ومالي= ولا ألوك إلّا ما أطيق
والمعنى فديت بنفسي وبمالي نفسه وقال:
وتركب خيلٌ لا هوادة بينها= وتشقى الرماح بالضّياطرة الحمر
الخيل: هاهنا الرجال، وإنما تشقى الضياطرة بالرماح، وقال أبو زبيد:والصّدر منه في عاملٍ مقصود
وإنما الرمح في الصدر، ويقال: أعرض الناقةً على الحوض , وإنما يعرض من الحوض على الناقة.
{لا تفرح}:أي : لا تأشر , ولا تمرح، قال هدبة:
ولست بمفراحٍ إذا الدهر سرّني= ولا جازعٍ من صرفه المتقلّب
وقال ابن أحمر:
ولا ينسيني الحدثان عرضي= ولا ألقى من الفرح إلازارا
أي: لا أبدي عورتي للناس.). [مجاز القرآن: 2/110-111]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين}
وقال: {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة}: يريد: إنّ الذي مفاتحه. وهذا موضع لا يبتدئ فيه "أنّ" وقد قال: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم} ,
وقوله: {تنوء بالعصبة} : إنّما العصبة تنوء بها.
وفي الشعر:
تنوء بها فتثقلها = عجيزتها............
وليست العجيزة تنوء بها , ولكنها هي تنوء بالعجيزة, وقال:
ما كنت في الحرب العوان مغمّراً = إذ شبّ حرّ وقودها أجزالها.).
[معاني القرآن: 3/24]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لتنوء بالعصبة}: لتثقلهم وتميلهم، ويقال نؤت بالحمل وناء بي إذا أثقلني، ويقال ناء بي الحمل وأناء بي كقولك:
ذهبت ببصره وأذهبت به وأتيته وأتيت به. وقال بعضهم: معناه لتنوء العصبة به، إن العصبة لتنوء بمفاتحه وهذا هو الكلام المنكوس.
وقال الشاعر:
إن سراجا لكريم مفخره = تحلا به العين إذا ما تجهره
{لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}: الأشرين البطرين). [غريب القرآن وتفسيره: 293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({ما إنّ مفاتحه لتنوأ بالعصبة} : أي: تميل بها العصبة - إذا حملتها - من ثقلها, يقال: ناءت بالعصبة، أي: مالت بها, وأناءت العصبة: أمالتها, ونحوه في المعنى قوله: {ولا يؤده حفظهما} : أي : لا يثقله حتى يؤوده، أي : يميله, و«العصبة»: ما بين العشرة إلى الأربعين, وفي تفسير أبي صالح: {ما إنّ مفاتحه} يعني: الكنز نفسه» وقد تكون «المفاتح»: مكان الخزائن, قال في موضع آخر: {أو ما ملكتم مفاتحه} ، أي ما ملكتموه: من المخزون, وقال: {وعنده مفاتح الغيب} ،
نرى: أنها خزائنه.
{لا تفرح}: لا تأشر، ولا تبطر. قال الشاعر:
ولست بمفراح إذا الدهر سرّني = ولا جازع من صرفه المتحوّل
أي : لست بأشر, فأمّا السرور , فليس بمكروه). [تفسير غريب القرآن: 334-335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفرح: البطر والأشر، لأن ذلك عن إفراط السرور، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
وقال: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} وقال: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ}.
وقد تبدل (الحاء) في هذا المعنى (هاء) فيقال: فره أي بطر، قال الله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} أي: أشرين بطرين. و(الهاء) تبدل من (الحاء)
لقرب مخرجيهما، تقول: (مدحته) و(مدهته)، بمعنى واحد). [تأويل مشكل القرآن: 491]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين}
قارون : اسم أعجمي لا ينصرف، ولو كان فاعولا من العربيّة، من قرنت الشّيء لا يصرف فلذلك لم ينوّن.
وجاء في التفسير : أن قارون كان ابن عمّ موسى، وكان من العلماء بالتوراة, فبغى على موسى , وقصد إلى الإفساد عليه, وتكذيبه, وكان من طلبه للإفساد عليه : أن بغيّا كانت مشهورة في بني إسرائيل, فوجّه إليها قارون - وكان أيسر أهل زمانه - يأمرها أن تصير إليه، وهو في ملأ من أصحابه , لتتكذّب على موسى وتقول: إنه طلبني للفساد والرّيبة، وضمن لها قارون إن فعلت ذلك أن يخلطها بنسائه، وأن يعطيها على ذلك عطاء كبيراً، فجاءت المرأة - وقارون جالس مع أصحابه - ورزقها اللّه التوبة فقالت في نفسها : مالي مقام توبة مثل هذا، فأقبلت على أهل المجلس وقارون حاضر، فقالت لهم : إن قارون هذا وجّه إليّ يأمرني ويسألني أن أتكذّب على موسى، وأن أقول إنه أرادني للفساد، وإنّ قارون كاذب في ذلك، فلما سمع قارون كلامها تحيّر و أبلس, واتصل الخبر بموسى عليه السلام , فجعل اللّه أمر قارون إلى موسى , وأمر الأرض أن تطيعه فيه، فورد موسى على قارون، فأحس قارون بالبلاء، فقال: يا موسى ارحمني؟
فقال: يا أرض خذيه، فخسف به، وبداره إلى ركبتيه.
فقال: يا موسى ارحمني؟.
فقال: يا أرض خذيه، فخسف به إلى سرته.
ثم قال: يا أرض خذيه، فخسف به إلى عنقه، واسترحم موسى، فقال: يا أرض خذيه، فخسف به حتى ساخت الأرض به وبداره، قال الله عزّ وجلّ: {فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون اللّه وما كان من المنتصرين}
وقوله تعالى: {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة}
روي في التفسير : أن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإصبع، وكانت تحمل على سبعين بغلاً أو ستين بغلًا، وجاء أيضا ً: أن مفاتحه
: خزائنه، وقيل : إن العصبة ههنا سبعون رجلاً، وقيل: أربعون، وقيل: ما بين الخمسة عشر إلى الأربعين، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشرة.
والعصبة في اللغة : الجماعة الذين أمرهم واحد يتابع بعضهم بعضا في الفعل، ويتعصّب بعضهم لبعض.
والأشبه فيما جاء في التفسير : أن مفاتحه خزائنه، وأنها خزائن المال الذي يحمل على سبعين، أو على أربعين بغلًا - واللّه أعلم - لأن مفاتح جلود على مقدار الإصبع، تحمل على سبعين بغلاً للخزائن أمر عظيم - واللّه أعلم -.
ومعنى {لتنوء بالعصبة}: لتثقل العصبة.
قال أبو زيد: يقال نؤت بالحمل، أنوء به نوءا إذا نهضت به، وناء بي الحمل إذا أثقلني.
وقوله: {إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين}
جاء في التفسير : لا تأشر، إن اللّه لا يحبّ الأشرين.
{ولا تفرح } ههنا - واللّه أعلم - : أي : لا تفرح لكثرة المال في الدنيا ؛ لأن الذي يفرح بالمال، ويصرفه في غير أمر الآخرة مذموم فيه.
قال اللّه عز وجل: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم}
والدليل على أنهم أرادوا لا تفرح بالمال في الدنيا : قولهم: {وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين} ). [معاني القرآن: 4/153-154]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم}
قال إبراهيم النخعي : كان ابن عمه.
وقوله جل وعز: {فبغى عليهم} : أي: تجاوز الحد في مساندة موسى صلى الله عليه وسلم، والتكذيب به، وقوله جل وعز: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة}
روى الأعمش , عن خيثمة قال: كانت مفاتحه من جلود، كل مفتاح منها على قدر الإصبع لخزانة يحملها ستون بغلا إذا ركب.
وقال مجاهد : كانت من جلود الإبل .
قال أبو صالح : كانت تحملها أربعون بغلاً.
وروى علي بن الحكم , عن الضحاك قال : كانت مفاتيح قارون يحملها أربعون رجلاً.
قال ابن عيينة: العصبة: أربعون رجلاً.
وقال مجاهد : العصبة من العشرة إلى الخمسة عشر .
قال أبو جعفر : العصبة في اللغة : الجماعة الذين يتعصب بعضهم لبعض .
قال أبو عبيدة :{لتنوء بالعصبة }: تأويله أن العصبة لتنوء بها , كما قال:
= وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر
الضياطرة : التباع , والأجراء.
قال أبو جعفر : يذهب أبو عبيدة إلى أن هذا من المقلوب وهذا غلط، والصحيح فيه ما قال أبو زيد قال: يقال نؤت بالحمل إذا نهضت به على ثقل، وناءني إذا أثقلني .
قال أبو العباس : سئل الأصمعي عن قوله: {وتشقى}, قال : نعم، هي تشقى بالرجال.
ثم قال جل وعز: {إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: الفرحين : البطرين الذين لا يشكرون الله جل وعز فيما أعطاهم.). [معاني القرآن: 5/197-199]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}: أي: تميل بالعصبة من الثقل، والعصبة من العشرة إلى الأربعين, {لَا تَفْرَحْ}: أي : لا تبطر , ولا تأشر من الفرح , وليس السرور بمكروه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 183]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {لَتَنُوءُ}: لتثقل, {الْفَرِحِينَ}: البطرين.). [العمدة في غريب القرآن: 236]


تفسير قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وابتغ فيما آتاك اللّه} [القصص: 77] من هذه النّعم والخزائن.
{الدّار الآخرة} [القصص: 83] الجنّة.
{ولا تنس نصيبك من الدّنيا} [القصص: 77]، أي: اعمل في دنياك لآخرتك، في تفسير بعضهم.
قرّة بن خالدٍ، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعودٍ قال: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} [القصص: 77]، أي: طاعة ربّك وعبادته.
{وأحسن} [القصص: 77] فيما افترض اللّه عليك.
{كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين} [القصص: 77] المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/609]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({ولا تنس نصيبك من الدّنيا }: مجازه: لا تدع حظك, وطلب الرزق الحلال منها).
[مجاز القرآن: 2/111]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تنس نصيبك من الدّنيا}:أي: لا تترك حظّك منها). [تفسير غريب القرآن: 335]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين}
{ولا تنس نصيبك من الدنيا}: أي : لا تنس أن تعمل به لآخرتك, لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا الذي يعمل به لآخرته.). [معاني القرآن: 4/155]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تنس نصيبك من الدنيا}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: نصيبه من الدنيا : العمل بطاعة الله جل وعز الذي يثاب عليه يوم القيامة .
وروى أشعث , عن الحسن قال : أمسك القوت , وقدم ما فضل.
وروى معمر , عن قتادة قال: ابتغ الحلال.
قال أبو جعفر : قول مجاهد حسن جدا ؛ لأن نصيب الإنسان في الدنيا على الحقيقة هو الذي يؤديه إلى الجنة.
وروى علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس :{ولا تنس نصيبك من الدنيا }, يقول: لا تترك أن تعمل لله جل وعز في الدنيا , وقد قيل المعنى: ولا تنس شكر نصيبك.).
[معاني القرآن: 5/199-200]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال قارون:
{إنّما أوتيته} [القصص: 78] أعطيته، يعني: ما أعطي من الدّنيا.
{على علمٍ عندي} [القصص: 78]، أي: بقوّتي وعلمي وهي مثل قوله: {ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا قال إنّما أوتيته على علمٍ} [الزمر: 49] قال اللّه: {بل هي فتنةٌ} [الزمر: 49] بليّةٌ{ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [القصص: 57].
قال: {أولم يعلم} [القصص: 78] قارون، أي: بلى قد علم، وهذا على الاستفهام.
{أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا} [القصص: 78]
[تفسير القرآن العظيم: 2/609]
من الجبابر والرّجال.
قال اللّه: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} [القصص: 78] المشركون ليعلم ذنوبهم منهم، يعرفون بسواد وجوههم، وزرقة أعينهم مثل قوله: {فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ {39} فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان {40} يعرف المجرمون بسيماهم} [الرحمن: 39-41] بسواد وجوههم وزرقة أعينهم {فيؤخذ بالنّواصي والأقدام} [الرحمن: 41] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/610]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّما أوتيته على علمٍ عندي...}:

على فضلٍ عندي، أي: كنت أهله , ومستحقّا له، إذ أعطيته , لفضل علمي, ويقال: {أوتيته على علمٍ}, ثم قال: {عندي}: أي: كذاك أرى، كما قال: {إنّما أوتيته على علمٍ بل هي فتنةٌ}.
وقوله: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} , يقول: لا يسأل المجرم عن ذنبه, الهاء والميم للمجرمين, يقول: يعرفون بسيماهم, وهو كقوله: {فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ} , ثم بيّن , فقال: {يعرف المجرمون بسيماهم}). [معاني القرآن: 2/311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي} أي : لفضل عندي, وروي في التفسير: أنه كان أقرأ بني إسرائيل للتوراة.
{ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}, قال قتادة: يدخلون النار بغير حساب, وقال غيره: يعرفون بسيماهم). [تفسير غريب القرآن: 335]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال إنّما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}
ادّعى أن المال أعطية لعلمه بالتوراة، والذي روي: أنه كان يعمل الكيمياء، وهذا لا يصح ؛ لأن الكيمياء باطل لا حقيقة له.). [معاني القرآن: 4/155]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال إنما أوتيته على علم عندي}
يروى: أن قارون كان من قراء بني إسرائيل للتوراة , والمعنى : إنما أوتيته على علم فيما أرى.
فأما ما روي أنه كان يعمل الكيمياء , فلا يصح
وقيل : المعنى على علم بالوجوه التي تكسب منها الأموال , وترك الشكر .
وقال ابن زيد , قال: أي: قارون , لولا رضى الله عني , ومعرفته بفضلي , ما أعطاني هذا , وهذا أولاها , يدل عليه ما بعده .
وقوله جل وعز: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}
قال مجاهد : هو مثل قوله تعالى: {يعرف المجرمون بسيماهم} : زرقاً, سود الوجوه لا تسأل عنهم الملائكة ؛ لأنها تعرفهم .
وقال قتادة : ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون, أي: يدخلون النار بغير حساب .
قال محمد بن كعب : {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}: أي: لا يسأل الآخر لم هلك الأول , فيعتبر , وقيل : لا يسأل عنها سؤال استعلام.). [معاني القرآن: 5/201-202]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 09:46 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا بابٌ آخر من أبواب إن
تقول ما قدم علينا أميرٌ إلا إنه مكرمٌ لي لأنه ليس ههنا شيءٌ يعمل في إن ولا يجوز أن تكون عليه أن وإنما تريد أن تقول ما قدم علينا أميرٌ إلا هو مكرمٌ لي فكما لا تعمل في ذا لا تعمل في إن ودخول اللام ههنا يذلك على أنه موضع ابتداء وقال سبحانه: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام} ومثل ذلك قول كثير:

ما أعطياني ولا سألتهما = إلاّ وإنّي لحاجزي كرمي
وكذلك لو قال إلا وإني حاجزي كرمي.
وتقول ما غضبت عليك إلا أنك فاسقٌ كأنك قلت إلا لأنك فاسقٌ.
وأما قوله عز وجل: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله} فإنما حمله على منعهم.
وتقول إذا أردت معنى اليمين أعطيته ما إن شره خيرٌ من جيد ما معك وهؤلاء الذين إن أجبنهم لأشجع من شجعائكم وقال الله عز وجل: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} فإن صلةٌ لما كأنك قلت ما والله إن شره خير من جيد ما معك). [الكتاب: 3/145-146] (م)
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وقالوا في النجوم أيضاً: ناء النّجم وينوء نوءاً: إذا سقط.
وقالوا: نؤت بالشيء أنوء به نوءاً ونوءاً: إذا نهضت به. و{تنوء بالعصبة}، من ذلك.
وتقول: ناء بي حملي، إذا نهضت به متثاقلاً. وأنأت الرجل إناءة: أنهضته بحمله). [الأزمنة: 30]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
فلو كنت ذا عقل تبينت أنما = تصول بأيدي الأعجزين الألائم
...
ويروى تنوء أي تنهض ناء الرجل بحمله إذا نهض به وناءه الحمل إذا أثقله). [نقائض جرير والفرزدق: 746]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (يقال نؤت بالحمل أنوء به نوءا إذا نهضت به وناء بي الحمل أي نؤت به، وتقول: ناء النجم ينوء إذا سقط). [كتاب الهمز: 4]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (قولهم: «ما ساءه وناءه»، و«ما يسوءه وينوءه»

ساءه: من المساءة. وناءه أثقله، يقال: ناءني الحمل، أي أثقلني، وقال الأصمعي: أصل النوء أن يقوم القائم فيعجز لكبر، أو لحمل فينحني ضعفًا، وأنشد:
على الراحتين مرة وعلى العصا = أنوء ثلاثًا بعدهن قيامي
وهو من قول الله عز وجل: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} أي تثقلهم). [كتاب الأمثال: 139]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *ناء* وقال الأشرم أخبرني أبو عبيدة قال: يقال نؤت بالحمل إذا نهضت مثقلا، وناءني الحمل إذا أثقلك وغلبك، وأنشدني ابن الأعرابي :

إني وجدك ما أقضي الغريم وإن = حان القضاء وما رقت له كبدي
إلا عصا أرزن طارت برايتها = تنوء ضربتها بالكف والعضد
أي: تثقل ضربتها الكف والعضد، وشبيه بهذا البيت قوله تعالى: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} أي: تثقلهم). [كتاب الأضداد: 48-49]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ثلاث من أمر الجاهلية: الطعن في الأنساب، والنياحة والأنواء)).
قال: سمعت عدة من أهل العلم يقولون: أما الطعن في الأنساب والنياحة فمعروفان، وأما الأنواء فإنها ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، من الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاث
عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين كلها مع انقضاء السنة، ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة، فكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لا بد من أن يكون عند ذلك مطر ورياح، فينسبون كل غيث يكون عند ذاك إلى ذلك النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون: مطرنا بنوء الثريا والدبران والسماك، وما كان من هذه النجوم فعلى هذا فهذه هي الأنواء، واحدها نوء.
وإنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق للطلوع، فهو ينوء نوءا، وذلك النهوض هو النوء، فسمي النجم
به، وكذلك كل ناهض بثقل وإبطاء فإنه ينوء عند نهوضه، وقد يكون النوء السقوط.
ولم أسمع أن النوء السقوط إلا في هذا الموضع. وقال الله عز وجل: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} وقال ذو الرمة يذكر امرأة بالعظم:
تنوء بأخراها فلأيا قيامها = وتمشي الهوينا من قريب فتبهر
وقد ذكرت العرب الأنواء في أشعارها فأكثرت حتى جاء فيه النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم). [غريب الحديث: 3/320-322]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول له عندي ما ساءه وناءه وما

يسوءه وينوءه ومعنى ناءه أي أثقله قال الله عز وجل: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} أي تثقل العصبة ويقال نوت بالحمل إذا نهضت به مثقلا وقد ناءني الحمل إذا أثقلك وأنشد ابن الأعرابي:

(أني وجدك ما أقضي الغريم وإن = حان القضاء وما رقت له كبدي)
(إلا عصا أرزن طارت برايتها = تنوء ضربتها بالكف والعضد)
أي تثقل ضربتها الكف والعضد وقال الفراء معنى قوله: {لتنوء بالعصبة} أي لتنيء العصبة أي: تثقلها). [إصلاح المنطق: 147-148]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول مفتح ومفتاح ومفاتيح جمع مفتاح
ومفاتح جمع مفتح). [إصلاح المنطق:374- 375] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فأما التأويل بالقرآن:
فكالبيض، يعبر بالنساء، لقول الله عز وجل: {كأنهن بيض مكنون}.
وكالخشب، يعبر بالنفاق؛ بقول الله عز وجل: {كأنهم خشب مسندة}.
وكالحجارة، تعبر بالقسوة، بقول الله عز وجل: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة}.
وكالسفينة، تعبر بالنجاة؛ لأن الله تعالى نجى بها نوحا عليه السلام ومن كان معه.
وكالماء، يعبر في بعض الأحوال بالفتنة؛ لقول الله تعالى: {لأسقيناهم ماء غدقا * لنفتنهم فيه}.
وكاللحم الذي يؤكل، يعبر بالغيبة؛ لقول الله عز وجل: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا}.
وكالمستفتح بابا بمفتاح، يعبر بالدعاء؛ لقول الله عز وجل: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} يريد: أن تدعوا.
وكالمصيب مفتاحا في المنام –أو مفاتيح- يعبر بأنه يكسب مالا، لقوله عز وجل في قارون: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} يريد: أمواله؛ سميت أموال الخزائن مفاتيح، لأن بالمفاتيح يوصل إليها.
وكالملك يرى في المحلة أو البلدة أو الدار، وقدرها يصغر عن قدره، وتنكر دخول مثلها مثله؛ يعبر ذلك بالمصيبة والذل ينال أهل ذلك الموضع، لقوله عز وجل: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون}.
وكالحبل، يعبر بالعهد، لقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا}.
ولقوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} أي: بأمان وعهد.
والعرب تسمي العهد حبلا؛ قال الشاعر:
وإذا تجوزها حبال قبيلة = أخذت من الأخرى إليك حبالها
وكاللباس، يعبر بالنساء؛ لقوله جل وعز: {هم لباس لكم وأنتم لباس لهن} ). [تعبير الرؤيا: 35-37] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "ينوء إذا رام القيام"، يقول: ينهض في تثاقلٍ، قال الله عز وجل: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} والمعنى أن العصبة تنوء بالمفاتح، ولشرح هذا موضع آخر.
وقال آخر:
أنوء ثلاثًا بعدهن قيامي). [الكامل: 1/283-284]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "رفعت لناري"، من القلوب، إنما أراد رفعت له ناري والكلام إذا لم يدخله لبسٌ جاز القلب للاختصار، قال الله عز وجل: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}. والعصبة تنوء بالمفاتيح، أي تستقل بها في ثقلٍ، ومن كلام العرب: إن فلانة لتنوء بها عجيزاتها، والمعنى لتنوء بعجيزاتها، وأنشد أبو عبيدة للأخطل:

أما كليب بن يربوع فليس لها = عند التفاخر إيرادٌ ولا صدر
مخلفون ويقضي الناس أمرهم = وهم بغيبٍ وفي عمياء ما شعروا
مثل القنافذ هداجون قد بلغت = نجران أو بلغت سوءاتهم هجر
فجعل الفعل للبلدتين على السعة.
ويروى أن يونس بن حبيبٍ قال لأبي الحسن الكسائي: كيف تنشد بيت الفرزدق? فأنشده:
غداة أحلت لابن أصرم طعنةٌ = حصين عبيطات السدائف والخمر
فقال الكسائي لما قال:
"غداة أحلت لابن أصرم طعنة = حصين عبيطات السدائف.."
تم الكلام. فحمل الخمر على المعنى، أراد: وحلت له الخمر، فقال له
يونس: ما أحسن ما قلت ولكن الفرزدق أنشدنيه على القلب، فنصب الطعنة ورفع العبيطات والخمر على ما وصفناه من القلب. والذي ذهب إليه الكسائي أحسن في محض العربية، وإن كان إنشاد الفرزدق جيدًا). [الكامل: 1/475-476]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (يقال: ناء بحمله، إذا حمله في ثقل وتكلف، وفي القرآن: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}، والمعنى أن العصبة تنوء بالمفاتيح. وقد مضى تفسير هذا). [الكامل: 3/1311]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويقال: نؤت بالحمل إذا نهضت به، وناء بي الحمل أيضا، نهضت به، قال الشاعر:
وقامت ترائيك مغدودنا = إذا ما تنوء به آدها
المغدودن: الشعر الكثير. وتنوء به: تنهض به. وآدها: أثقلها، وقال الله عز وجل: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة}، فمعناه: ما إن العصبة لتنوء بمفاتحه، فخرج مقلوبا عند وضوح المعنى؛ هذا قول أبي عبيدة وقطرب.
وقال الفراء: معناه: ما إن مفاتحه لتنيءُ العصبة، أي تثقلهم وتميلهم، فلما انضمت التاء سقطت الباء، كما يقولون: هو يذهب ببصر فلان، وهو يذهب بصر فلان. وقال الفراء: أنشدني بعض العرب:
حتى إذا ما التأمت مواصله = وناء في شق الشمال كاهله
يعني الرامي لما أخذ القوس ونزع، مال عليها. ومن هذا قولهم: فعلت على ما ساءك وناءك، معناه: وأثقلك وأمالك؛ ويجوز أن يكون أصله على ما ساءك وأناءك؛ فسقطت
الألف من الثانية لتزدوج اللفظتان، فتكون الثانية على مثال الأولى؛ كما قالوا: إنه ليأتينا بالغدايا والعشايا، فجمعوا الغداة (غدايا) لتزدوج مع (العشايا).
وأنشدنا أبو العباس، عن سلمة، عن الفراء:
هناك أخبية ولاج أبوبة = يخلط بالجد منه البر واللينا
جمع الباب على (أبوبة)، ليشاكل جمع الأخبية، والذين حملوا الآية على معنى القلب احتجوا بقول الشاعر:
إن سراجا لكريم مفخره = تحلى به العين إذا ما تجهره
معناه يحلى بالعين.
وكان المفضل الضبي ينشد بيت امرئ القيس:
نمس بأعراف الجياد أكفنا = إذا نحن قمنا عن شواء مضهب
بالضاد، معناه: نمس أعراف الجياد بأكفنا. ورواه غير المفضل: (نمش بأعراف الجياد)، أي نمسح أكفنا بأعرافها؛ يقال: مششت يدي أمشها مشا، إذا مسحتها بشيء خشن. وقال بعضهم: يقال للمنديل المشوس. والمضهب: الشواء الذي لم ينضج). [كتاب الأضداد: 144-145]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والمفرح حرف من الأضداد؛ المفرح المسرور، والمفرح المثقل بالدين؛ قال النبي صلى الله عليه: ((العقل على المسلمين عامة ولا يترك في الإسلام مفرح)). قال الأصمعي: المفرح: المثقل بالدين.
قال أبو بكر: نصب (عامة) على المصدر، أي يعمهم عامة يقضى دينه من بيت المال إذا لم يجد سبيلا إلى قضائه؛ يقال: قد أفرح فلانا الدين إذا أثقله؛ قال الشاعر:

إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة = وتحمل أخرى أفرحتك الودائع
أراد: أثقلتك الودائع. ويروى: (ولا يترك في الإسلام
مفرج)، بالجيم، فالمفرج: الرجل يكون في القوم من غيرهم؛ فحق عليهم أن يعلقوا عنه.
وقال أبو عبيدة: المفرج: أن يسلم الرجل ولا يوالي أحدا؛ يقول: فتكون جنايته على بيت المال؛ لأنه لا عاقلة له.
وقال غيره: المفرج: الذي لا ديوان له.
وقال آخرون: المفرج القتيل يوجد بأرض فلاة، لا يقرب من قرية ولا مدينة فيودى من بيت المال ولا يبطل دمه. ويقال: قد فرح الرجل إذا سر؛ فهو فرح، وفرحته أنا وأفرحته؛ فهو مفرح ومفرح؛ ويقال: قد فرح، إذا بطر، فهو فرح إذا كان أشرا؛ قال الله عز وجل: {إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}، أراد الأشرين.
وقال ابن أحمر:

ولا ينسيني الحدثان عرضي = ولا ألقي من الفرح الإزارا
أراد من المرح. وقال الآخر:
ولست بمفراح إذا الدهر سرني = ولا جازع من صرفه المتقلب
وقال الآخر:

إذا ما امرؤ أثنى بآلاء ميت = فلا يبعد الله الوليد بن أدهما
فما كان مفراحا إذا الخير مسه = ولا كان منانا إذا هو أنعما
لعمرك ما وارى التراب فعاله = ولكنه وارى ثيابا وأعظما).
[كتاب الأضداد: 197-199]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (ينوء: ينهض، يقال: نؤت بالحمل أنوء به نوءًا إذا نهضت به، وناء بي الحمل ينوء بي نوءًا إذا جعلني أنهض به، وكذلك قول الله عز وجل: {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} [القصص: 76] أي تجعلهم ينوءون بها أي ينهضون بها). [الأمالي: 2/131]

تفسير قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الأفعال التي تدخلها ألف الوصل
والأفعال الممتنعة من ذلك
أما ما تدخله ألف الوصل فهو كل فعلٍ كانت الياء وسائر حروف المضارعة تنفتح فيه إذا قلت يفعل، قلت حروفه أو كثرت، إلا أن يتحرك ما بعد الفاء فيستغنى عن الألف كما ذكرت لك.
فمن تلك الأفعال: ضرب وعلم وكرم، وتقول إذا أمرت: اضرب زيداً، اعلم ذاك، اكرم يا زيد؛ لأنك تقول: يضرب ويعلم ويكرم، فالياء من جميع هذا مفتوحة.
وتقول: يا زيد اضرب عمراً فتسقط الألف؛ كما قال عز وجل: {قل ادعوا الله}، وكما قال: {واعلموا أنما غنمتم من شيءٍ} لأن الواو لحقت فسقطت الألف.
وكذلك تقول: انطلق يا زيد، وقد انطلقت يا زيد؛ لأن الألف موصولة؛ لأنك تقول في المضارع: ينطلق فتنفتح الياء، وكذلك إذا قال: استخرجت مالاً، واستخرج إذا أمرت؛ لأنك تقول: يستخرج. وكل فعلٍ لم نذكره تلحقه هذه العلة فهذا مجراه.
فأما تفاعل يتفاعل، وتفعل يتفعل: نحو: تقاعس الرجل، وتقدم الرجل فإن ألف الوصل لا تلحقه وإن كانت الياء مفتوحة في يتقدم، وفي يتقاعس؛ لأن الحرف الذي بعدها متحرك وإنما تلحق الألف لسكون ما بعدها.
فإن كان يفعل مضموم الياء لك تكن الألف إلا مقطوعة، لأنها تثبت كثبات الأصل إذ كان ضم الياء من يفعل إنما يكون لما وليه حرفٌ من الأصل؛ وذلك ما كان على أفعل؛ نحو: أكرم، وأحسن، وأعطى؛ لأنك تقول: يكرم، ويحسن، ويعطي، فتنضم الياء؛ كما تنضم في يدحرج ويهملج. فإنما تثبت الألف من أكرم؛ كما تثبت الدال من دحرج.
تقول: يا زيد أكرم عمراً، كما تقول: دحرج. قال الله عز وجل: {فاستمعوا له وأنصتوا} وقال: {وأحسن كما أحسن الله إليك} بالقطع.
وكان حق هذا أن يقال في المضارع: يؤكرم مثل يدحرج ويؤحسن. ولكن اطرحت الهمزة لما أذكره لك في موضعه إن شاء الله). [المقتضب: 2/86-87] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (في قوله تعالى: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} قال: قال: تأخذ بحظ من الدنيا للآخرة). [مجالس ثعلب: 568]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 04:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين}
قارون: اسم أعجمي، فلذلك لم ينصرف. واختلف الناس في قرابة قارون لموسى عليه السلام، فقال ابن إسحاق: هو عمه، وقال ابن جريج، وإبراهيم النخعي: هو ابن عمه، وهذا أشهر، وقيل: ابن خالته، فهو بإجماع رجل من بني إسرائيل، كان ممن آمن بموسى، وحفظ التوراة، وكان من أقرأ الناس لها، وكان عند موسى عليه السلام من عباد المؤمنين، ثم لحقه الزهو والإعجاب، فبغى على قومه بأنواع من البغي، فمن ذلك كفره بموسى واستخفافه به، ومطالبته له بأن يجعل له شيئا، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه عمد إلى امرأة مومسة ذات جمال، وقال لها: أنا أحسن إليك، وأحفظك في أهلي على أن تجيئي في ملأ من بني إسرائيل عندي فتقولي: يا قارون اكفني أمر موسى فإنه يتعرض في نفسي، فجاءت المرأة، فلما وقفت على الملأ أحدث الله تعالى لها توبة، فقالت: يا بني إسرائيل، إن قارون قال لي كذا وكذا، ففضحته في جميع القصة، وبرأ الله بقدرته نبيه موسى عليه السلام من مطالبته، وقيل: بل قالت المرأة ذلك عن موسى، فلما بلغه الخبر وقف المرأة بمحضر من بني إسرائيل، فقالت: يا نبي الله، كذبت أنا عليك، وإنما دفعني قارون إلى هذه المقالة. وكان من بغيه أنه زاد في ثيابه شبرا على ثياب الناس، قاله شهر بن حوشب، إلى غير ذلك مما يصدر عمن فسد اعتقاده. وكان من أعظم الناس مالا، وسميت أمواله كنوزا إذ كان ممتنعا من أداء الزكاة، وبسبب ذلك عادى موسى عليه السلام أول عداوته.
والمفاتيح: ظاهرها أنها التي يفتح بها، ويحتمل أن يريد بها الخزائن والأوعية الكبار، قاله الضحاك: لأن المفتاح في كلام العرب الخزانة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأكثر المفسرون في شأن قارون، فروي عن خيثمة أنه قال: نجد في الإنجيل مكتوبا: (إن مفاتيح قارون كانت من جلود الإبل، وكان المفتاح من نصف شبر، وكانت وقر ستين بغلا أو بعيرا لكل مفتاح كنز).
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وروي غير هذا مما يقرب منه، ذلك كله ضعيف، والنظر يشهد بفساد هذا، ومن كان الذي يميز بعضها من بعض؟ وما الداعي لهذا، وفي الممكن أن ترجع كلها إلى ما يحصى ويقدر على حمله بسهولة؟ وكان يلزم -على هذا- أن تكون "مفاتيح" بياء، وهي قراءة الأعمش، والذي يشبه هو: إما أن تكون المفاتيح من الحديد ونحوه، وعلى هذا تنوء بالعصبة; إذ كانت كثيرة لكثرة مخازنه، أو تكون "المفاتح" الخزائن، قال أبو صالح: كانت خزائنه تحمل على أربعين بغلا.
وأما قوله: "تنوء" فمعناه: تنهض بتحامل، ومن ذلك قول الشاعر يصف راميا:
حتى إذا ما التأمت مفاصله وناء في شق الشمال كاهله
والوجه أن يقال: إن العصبة تنوء بالمفاتيح المثقلة لها، وكذلك قال كثير من المتأولين: إن المراد هذا، لكنه قلب كما تفعل العرب كثيرا، فمن ذلك قول الشاعر:
فديت بنفسه نفسي ومالي ... وما آلوك إلا ما أطيق
وقول الآخر:
وتركب خيلا لا هوادة بينها ... وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر
وهذا البيت لا حجة فيه; إذ يتجه على وجهه فتأمله، ومن ذلك قول الآخر:
ما كنت في الحرب العوان مغمرا ... إذ شب حر وقودها أجذالها
وقال سيبويه والخليل: التقدير: لتنيء العصبة، فجعل بدل ذلك تعدية الفعل بحرف الجر، كما تقول: ناء الحمل وأنأته ونؤت به بمعنى: جعلته ينوء، والعرب تقول: ناء الحمل بالبعير إذا أثقله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل أن يسند "تنوء" إلى المفاتيح مجازا; لأنها تنهض بتحامل إذا فعل ذلك الذي ينهض بها، وهذا مطرد في قولهم: ناء الحمل بالعير، ونحوه، فتأمله.
واختلف الناس في "العصبة"، كم هي؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ثلاثة، وقال قتادة: العصبة: من العشرة إلى الأربعين، وقال مجاهد: خمسة عشر، وقيل: أحد عشر حملا على إخوة يوسف، وقيل: أربعون.
وقرأ بديل بن ميسرة: "لينوء" بالياء، ووجهها أبو الفتح على أنه يقرأ: "مفاتحه" جمعا، وذكر أبو عمرو الداني أن بديل بن ميسرة قرأ: "ما إن مفتاحه" على الإفراد، فيستغنى على هذا عن توجيه أبي الفتح.
وقوله تعالى: {إذ قال له قومه} متعلق بقوله: "فبغى"، ونهوه عن الفرح المطغي الذي هو انهماك وانحلال نفس وأشر وإعجاب، و"لا يحب" -في هذا الموضع- صفة فعل; لأنه أمر قد وقع فمحال أن يرجع إلى الإرادة، وإنما هو لا يظهر عليهم بركته، ولا يهبهم رحمته). [المحرر الوجيز: 6/ 608-612]

تفسير قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصوه بأن يطلب بماله رضى الله وآخرته. وقوله تعالى: {ولا تنس نصيبك من الدنيا} اختلف المتأولون فيه، فقال ابن عباس -رضي الله عنهما- والجمهور: معناه: لا تضيع عمرك في ألا تعمل عملا صالحا في دنياك; إذ الآخرة إنما يعمل لها في الدنيا، فنصيب الإنسان عمره وعمله الصالح فينبغي ألا تهمله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فالكلام كله -على هذا التأويل- شدة في الموعظة. وقال الحسن وقتادة: معناه: ولا تضيع حظك أيضا من دنياك في تمتعك بالحلال وطلبك إياه، ونظرك إلى عاقبة دنياك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فالكلام -على هذا التأويل- هو في الرفق به وإصلاح الأمر الذي يشتهيه، وهذا مما يجب استعماله مع الموعوظ خشية النبوة من الشدة. وقال الحسن: معناه: قدم الفضل وأمسك ما تبلغ به، وقال مالك: هو الأكل والشرب بلا سرف، وحكى الثعلبي أنه قيل: أرادوا بنصيبه الكفن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا وعظ متصل كأنهم قالوا: لا تنس أنك تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن، ونحو هذا قول الشاعر:
نصيبك مما تجمع الدهر كله ... رداءان تلوى فيهما وحنوط
وقوله: {وأحسن كما أحسن الله إليك} أمر بصلة المساكين وذوي الحاجة. وباقي الآية بين).[المحرر الوجيز: 6/ 612-613]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم}
القائل قارون. لما وعظه قومه وندبوه إلى اتقاء الله تعالى في المال الذي أعطاه تفضلا منه عليه، أخذته العزة بالإثم فأعجب بنفسه، وقال لهم على جهة الرد عليهم والروغان عما ألزموه فيه: إنما أوتيته على علم عندي، ولكلامه هذا وجهان يحملهما، وبكل واحد منهما قالت فرقة من المفسرين: فقال الجمهور منهم: إنه ادعى أن عنده علما استوجب به أن يكون ذلك النعيم له وكذلك المال، ثم اختلفوا في العلم الذي أشار إليه، ما هو؟ فقال بعضهم: علم التوراة وحفظها، قالوا: وكانت هذه مغالطة ورياء، وقال أبو سليمان الداراني: أراد العلم بالتجارات ووجوه تمييز المال، فكأنه قال: أوتيته بإدراكي وبسعيي، وقال ابن المسيب: أراد علم الكيمياء.
وقال ابن زيد وغيره: إنما أراد: أوتيته على علم من الله تعالى وتخصيص من لدنه قصدني به، فلا يلزمني فيه شيء مما قلتم، ثم جعل قوله: " عندي " كما تقول: "في معتقدي وعلى ما أراه".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وعلى كلا الاحتمالين معا فقد نبه القرآن على خطئه في اغتراره، وعارض منزعه بأن من معلومات الناس المتحققة عندهم أن الله تعالى قد أهلك من الأمم والقرون والملوك من هو أشد من قارون قوة وأكثر جمعا، إما للمال أو للحاشية. وقوله تعالى: {أولم يعلم} يرجح أن قارون تشبع بعلم نفسه على زعمه.
وقوله تعالى: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}. قال محمد بن كعب: هو كلام متصل بمعنى ما قبله، والضمير في "ذنوبهم" عائد على من أهلك من القرون، أي: أهلكوا ولم يسأل غيرهم بعدهم عن ذنوبهم، أي: كل أحد إنما يسأل ويعاقب بحسب ما يخصه. وقالت فرقة: هو إخبار مستأنف عن حالهم يوم القيامة، معناه أن المجرمين لا يسألون عن ذنوبهم، أي أن الملائكة لا تسأل عن ذنوبهم; لأنهم يعرفونهم بسيماهم من السواد والتشويه ونحو ذلك، كقوله تبارك وتعالى: {يعرف المجرمون بسيماهم}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي آيات الله ما يقتضي أن الناس يوم القيامة يسألون، كقوله تبارك وتعالى: {وقفوهم إنهم مسؤولون}، وغير ذلك، وفيه آيات تقتضي أنه لا يسأل أحد، كقوله تعالى: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان}، وغير ذلك، ويمكن أن تكون الآيات التي توجب السؤال إنما يريد بها أسئلة التوبيخ والتقرير، والذي ينفيه يراد به أسئلة الاستفهام على جهة الحاجة إلى علم ذلك من المسؤولين، أي أن ذلك لا يقع; لأن العلم بهم محيط، وسؤال التوبيخ غير معتد به). [المحرر الوجيز: 6/ 613-615]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين (76) وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين (77)}.
قال الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ قال: {إنّ قارون كان من قوم موسى}، قال: كان ابن عمّه. وهكذا قال إبراهيم النّخعي، وعبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ، وسماك بن حربٍ، وقتادة، ومالك بن دينارٍ، وابن جريج، وغيرهم: أنّه كان ابن عمّ موسى، عليه السّلام.
قال ابن جريج: هو قارون بن يصهر بن قاهث، وموسى بن عمران بن قاهث.
وزعم محمّد بن إسحاق بن يسار: أنّ قارون كان عمّ موسى، عليه السّلام.
قال ابن جريرٍ: وأكثر أهل العلم على أنّه كان ابن عمّه، واللّه أعلم. وقال قتادة بن دعامة: كنّا نحدّث أنّه كان ابن عمّ موسى، وكان يسمّى المنوّر لحسن صوته بالتّوراة، ولكنّ عدوّ اللّه نافق كما نافق السّامريّ، فأهلكه البغي لكثرة ماله.
وقال شهر بن حوشب: زاد في ثيابه شبرًا طولًا ترفّعًا على قومه.
وقوله: {وآتيناه من الكنوز} أي: [من] الأموال {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} أي: ليثقل حملها الفئام من النّاس لكثرتها.
قال الأعمش، عن خيثمة: كانت مفاتيح كنوز قارون من جلودٍ، كلّ مفتاحٍ مثل الأصبع، كلّ مفتاحٍ على خزانةٍ على حدّته، فإذا ركب حملت على ستّين بغلًا أغرّ محجّلًا. وقيل: غير ذلك، واللّه أعلم.
وقوله: {إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} أي: وعظه فيما هو فيه صالح قومه، فقالوا على سبيل النّصح والإرشاد: لا تفرح بما أنت فيه، يعنون: لا تبطر بما أنت فيه من الأموال {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال ابن عبّاسٍ: يعني المرحين. وقال مجاهدٌ: يعني الأشرين البطرين، الّذين لا يشكرون اللّه على ما أعطاهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 252-253]

تفسير قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا} أي: استعمل ما وهبك اللّه من هذا المال الجزيل والنّعمة الطّائلة، في طاعة ربّك والتّقرّب إليه بأنواع القربات، الّتي يحصل لك بها الثّواب في الدار الآخرة. {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} أي: ممّا أباح اللّه فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح، فإنّ لربّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، فآت كلّ ذي حقّ حقّه.
{وأحسن كما أحسن اللّه إليك} أي: أحسن إلى خلقه كما أحسن هو إليك {ولا تبغ الفساد في الأرض} أي: لا تكن همّتك بما أنت فيه أن تفسد به الأرض، وتسيء إلى خلق اللّه {إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 253-254]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون (78)}.
يقول تعالى مخبرًا عن جواب قارون لقومه، حين نصحوه وأرشدوه إلى الخير {قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي} أي: أنا لا أفتقر إلى ما تقولون، فإنّ اللّه تعالى إنّما أعطاني هذا المال لعلمه بأنّي أستحقّه، ولمحبّته لي فتقديره: إنّما أعطيته لعلم اللّه فيّ أنّي أهلٌ له، وهذا كقوله تعالى: {فإذا مسّ الإنسان ضرٌّ دعانا ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا قال إنّما أوتيته على علمٍ} [الزّمر: 49] أي: على علمٍ من اللّه بي، وكقوله تعالى: {ولئن أذقناه رحمةً منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي} [فصّلت: 50] أي: هذا أستحقّه.
وقد روي عن بعضهم أنّه أراد: {إنّما أوتيته على علمٍ عندي} أي: إنّه كان يعاني علم الكيمياء: وهذا القول ضعيفٌ؛ لأنّ علم الكيمياء في نفسه علمٌ باطلٌ؛ لأنّ قلب الأعيان لا يقدر أحدٌ عليها إلّا اللّه عزّ وجلّ، قال اللّه: {يا أيّها النّاس ضرب مثلٌ فاستمعوا له إنّ الّذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له} [الحجّ: 73]، وفي الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "يقول اللّه تعالى: ومن أظلم ممّن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرّةً، فليخلقوا شعيرةً". وهذا ورد في المصوّرين الّذين يشبّهون بخلق اللّه في مجرّد الصّورة الظّاهرة أو الشّكل، فكيف بمن يدّعي أنّه يحيل ماهيّة هذه الذّات إلى ماهيّة ذاتٍ أخرى، هذا زورٌ ومحالٌ، وجهلٌ وضلالٌ. وإنّما يقدرون على الصّبغ في الصّورة الظّاهرة، وهو كذبٌ وزغلٌ وتمويهٌ، وترويجٌ أنّه صحيحٌ في نفس الأمر، وليس كذلك قطعًا لا محالة، ولم يثبت بطريقٍ شرعيٍّ أنّه صحّ مع أحدٍ من النّاس من هذه الطّريقة الّتي يتعاناها هؤلاء الجهلة الفسقة الأفّاكون فأمّا ما يجريه اللّه تعالى من خرق العوائد على يدي بعض الأولياء من قلب بعض الأعيان ذهبًا أو فضّةً أو نحو ذلك، فهذا أمرٌ لا ينكره مسلمٌ، ولا يردّه مؤمنٌ، ولكنّ هذا ليس من قبيل الصّناعات وإنّما هذا عن مشيئة ربّ الأرض والسّموات، واختياره وفعله، كما روي عن حيوة بن شريح المصريّ، رحمه اللّه، أنّه سأله سائلٌ، فلم يكن عنده ما يعطيه، ورأى ضرورته، فأخذ حصاةً من الأرض فأجالها في كفّه، ثمّ ألقاها إلى ذلك السّائل فإذا هي ذهبٌ أحمر. والأحاديث والآثار [في هذا] كثيرةٌ جدًّا يطول ذكرها.
وقال بعضهم: إنّ قارون كان يعلم الاسم الأعظم، فدعا اللّه به، فتموّل بسببه. والصّحيح المعنى الأوّل؛ ولهذا قال اللّه تعالى -رادًّا عليه فيما ادّعاه من اعتناء اللّه به فيما أعطاه من المال {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا} أي: قد كان من هو أكثر منه مالًا وما كان ذلك عن محبّةٍ منّا له، وقد أهلكهم اللّه مع ذلك بكفرهم وعدم شكرهم؛ ولهذا قال: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} أي: لكثرة ذنوبهم.
قال قتادة: {على علمٍ عندي}: على خيرٍ عندي.
وقال السّدّيّ: على علمٍ أنّي أهلٌ لذلك.
وقد أجاد في تفسير هذه الآية الإمام عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، فإنّه قال في قوله: {قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي} قال: لولا رضا اللّه عنّي، ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا المال، وقرأ {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} [وهكذا يقول من قلّ علمه إذا رأى من وسّع اللّه عليه يقول: لولا أنّه يستحقّ ذلك لما أعطي]).[تفسير ابن كثير: 6/ 254-255]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة