ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا}
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الخلالي قال: أخبرنا عبد الله بن زيدان بن يزيد البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم
[أسباب النزول: 123]
ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا في الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ} )). رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه من طريق عثمان بن أبي شيبة.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن إدريس فذكره رواه الحاكم عن علي بن عيسى الحيري عن مسدد عن عثمان بن أبي شيبة.
أخبرنا أبو بكر الحارثي حدثنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء أخبرنا علي بن المديني قال: حدثنا موسى بن إبراهيم بن بشير بن الفاكه الأنصاري أنه سمع طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما لي أراك مهتمًا؟)) قلت: يا رسول الله قتل أبي وترك دينًا وعيالاً فقال: ((ألا أخبرك ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب وإنه كلم أباك كفاحًا فقال: يا عبدي سلني أعطك قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال: يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله تعالى: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ} )) الآية.
[أسباب النزول: 124]
أخبرني أبو عمرو القنطري فيما كتب إلي قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عند ربهم} قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد ورأوا ما رزقوا من الخير قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى: {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ} إلى قوله: {لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ}.
وقال أبو الضحى نزلت هذه الآية في أهل أحد خاصة. وقال جماعة من أهل التفسير: نزلت الآية في شهداء بئر معونة وقصتهم مشهورة ذكرها محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي.
وقال آخرون: إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا: نحن في النعمة والسرور وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور فأنزل الله تعالى هذه الآية تنفيسًا عنهم وإخبارًا عن حال قتلاهم). [أسباب النزول: 125]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} [الآية: 169]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/783]
1 - قال إسحاق بن راهويه أنا وكيع عن سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء قال لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وغيرهما يوم أحد ورأوا ما رزقوا من الخير قالوا ليت إخواننا علموا ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة في الجهاد فقال الله تعالى أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء إلى قوله أجر المؤمنين أخرجه الطبراني من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن سالم الأفطس به
وأخرج أبو داود وعبد بن حميد والطبري وأبو يعلى والحاكم من طريق ابن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب قال الله أنا أبلغهم عنكم قال الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/784]
طريق آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن دينار عن سعيد بن جبير قال
لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة قالوا يا ليت إخواننا في الدنيا يعلمون ما نحن فيه فإذا شاهدوا القتال باشروه بأنفسهم حتى يستشهدوا فيصيبهم ما أصبنا من الخير فأخبر الله تعالى نبيه بأمرهم وما هم فيه من الكرامة فاستبشروا بذلك
طريق آخرى قال الفريابي نا قيس بن الربيع أنا سعيد بن مسروق عن أبي الضحى في هذه الآية قال نزلت في قتلى أحد حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وشماس بن عثمان وهؤلاء الأربعة من المهاجرين ومن الأنصار ستة وستون رجلا نزل فيهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
وعن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال لما أصيبوا فرأوا الرزق والخير تمنوا أن أصحابهم يعلمون بما هم فيه ليزدادوا رغبة في الجهاد فقال الله أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآية
وأخرجه عبد بن حميد عن أبي الوليد عن أبي الأحوص وابن أبي حاتم من طريق إسرائيل كلاهما عن سعيد بن مسروق
حديث آخر أخرج الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان
[العجاب في بيان الأسباب: 2/785]
والحاكم والطبراني من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري سمعت طلحة بن حراش يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول لقيني رسول الله فقال ما لي أراك منكسرا قلت يا رسول الله توفي أبي استشهد بأحد وترك علي دينا وعيالا قا بل أفلا يسرك بما لقي الله به أباك قال بلى يا رسول الله قال يا عبدي تمن علي قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون قال فأنزلت هذه الآية
قال الترمذي حسن غريب وقد رواه علي بن عبد الله وغيره من الكبار عن موسى وروى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئا من هذا
قلت رواية علي في الطبراني ورواية ابن عقيل عن أحمد وأبي يعلى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/786]
والطبري وغيرهما ولفظه قال لي رسول الله أعلمت أن الله أحيا أباك فقال ما تحب يا عبد الله قال يا رب أحب أن تردني إلى الدنيا فأقاتل فيك فأقتل مرة أخرى
وأخرج سنيد عن حجاج بن محمد بن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة قال: قالوا يعني شهداء أحد يا رب لا رسول لنا يخبر النبي بما أعطيتنا قال الله أنا رسولكم فأمر جبريل أن يأتي بهذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية
وأخرج مسلم وغيره أصل الحديث عن عبد الله بن مسعود قال أرواح الشهداء عند الله كطير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث
[العجاب في بيان الأسباب: 2/787]
شاءت فاطلع ربك طلاعة فقال ما تشتهون قالوا تعيد أرواحنا في أجسادنا فنقاتل في سبيلك مرة أخرى
وفي رواية عند عبد الرزاق تقرئ عنا نبينا السلام وتخبره أن قد رضيت عنا ورضينا وليس في شيء من طرقه ذكر نزول الآية
2 - قول آخر 322 أخرج الطبري من طريق الربيع بن أنس ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي قالوا يا ليتنا نعلم ما فعل إخواننا الذين قتلوا يوم أحد
ومن طريق قتادة نحوه
3 - قول آخر ذكر ابن إسحاق في المغازيي قصة قتلى بئر معونة مطولا وأصلها أن أبا براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة قدم على النبي فعرض عليه الإسلام فقال إن أمرك هذا الذي تدعو إليه حسن جميل فلو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك فقال إني أخشى عليهم فقال أبو براء أنا لهم جار فبعث المنذر بن عمرو الساعدي في سبعين رجلا من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعروة بن أسماء ونافع بن بديل
[العجاب في بيان الأسباب: 2/788]
وعامر بن فهيرة فذكر قصة قتلهم بإشارة عامر بن الطفيل لطائفة من بني سليم قال فأنزل الله تعالى في شهداء بئر معونة قرآنا بلغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ثم نسخت فرفعت بعد ما قرآناها زمانا وأنزل الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية
وأخرج الطبري من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني أنس في قصة أصحاب بئر معونة قال لا أدري أربعين أو سبعين وكان علي الماء عامر بن الطفيل فخرج أولئك النفر حتى أتوا الماء فقالوا أيكم يبلغ رسالة رسول الله فخرج يعني حرام بن ملحان خال أنس حتى أتى حواء منهم فاحتبى أمام البيوت ثم قال يا أهل بئرت معونة إني رسول الله إليكم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله فخرج رجل من كسر بيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه فقتلوهم قال أنس إن الله أنزل فيهم قرآنا فذكره وفيه فرفعت بعد أن قرأناها زمنا وأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
وأصل هذا الحديث عند مسلم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/789]
وفي الصحيحين من حديث أنس في قصة القنوت وفي آخره ما في آخر هذا الحديث
4 - قول آخر نقله الثعلبي عن بعضهم ولم يسمه أن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا نحن في النعمة والسرور وأمواتنا في القبور فأنزل الله تعالى هذه الآية تنفيسا لهم وإخبارا عن أحوال قتلاهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/790]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}
روى أحمد وأبو داود والحاكم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أصيب أخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها
وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم، قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآية {ولا تحسبن الذين قتلوا} )) الآية وما بعدها، روى الترمذي عن جابر نحوه). [لباب النقول: 66]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [الآيات: 169و170و171].
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى [1 /265] ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد عن أبي الزبير المكي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتهوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب شربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم)) فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 61]
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوه.
قال الحافظ ابن كثير: وهذا أثبت يعني الذي فيه واسطة بين أبي الزبير وابن عباس.
الحديث أخرجه أبو داود [2 /322] وابن هشام في [السيرة: 2 /119] وابن جرير [4 /170] والحاكم في [المستدرك: 2 /88 ،297] وابن المبارك في [الجهاد: 60] وقال الحاكم في الموضعين: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ولا يخفي ما فيه، فإن مسلما لم يخرج لابن إسحاق إلا خمسة أحاديث في المتابعات كما في الميزان ولكنه صحيح لغيره لشواهده فقد أخرج الحاكم [2 /387] عن ابن عباس أنها نزلت في حمزة وأصحابه وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.
فائدة في سماع أبي الزبير من ابن عباس:
قال الذهبي في الميزان [4/37] روايته عن عائشة وابن عباس في الكتب إلا البخاري.
وأخرج له البخاري معلقا [3/663] باب الزيارة يوم النحر.
وفي العلل الكبير [1/388] قال الترمذي سألت محمدا وقلت له أبو الزبير سمع عائشة وابن عباس، قال أما ابن عباس فنعم وإن في سماعه من عائشة نظرا.
وفي تعليق التعليق [3/98] بعد ذكر حديث أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخر الطواف يوم النحر إلى الليل رواه الإمام أحمد في مسنده [1/218] من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي الزبير عن ابن عباس وعائشة فذكره. ورواه أبو داود [2/207] والترمذي [3/253] عن بندار وعن ابن مهدي به، ورواه ابن ماجه من حديث يحيى القطان عن الثوري كذلك. قال
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 62]
البخاري في موضع آخر في سماع أبي الزبير عن عائشة نظر وقد تقدم. {قلت} أي الحافظ وحديثه عنها في صحيح مسلم والسنن الأربعة. وأما سماعه من ابن عباس فثابت، والله أعلم نعم ربما روى عنه بواسطة كما روى مسلم حديث التشهد من طريقه عن سعيد بن جبير وغيره عن ابن عباس. اهـ.
[جامع التحصيل : 330] قال رحمه الله {قلت} أي العلائي حديثه عن ابن عمر وابن عباس وعائشة في صحيح مسلم. وفي المراسيل لابن أبي حاتم [154] قال: سمعت أبي يقول أبو الزبير رأى ابن عباس رواية ولم يسمع من عائشة.
قال الإمام الترمذي رحمه الله [4 /84]: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي نا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لي: ((يا جابر ما لي أراك منكسرا؟)) قلت: يا رسول الله أستشهد أبي وترك عيالا ودينا قال: ((ألا أبشرك بما لقي الله به أباك؟)) قال: بلى يا رسول الله قال: ((ما كلم الله أحد قط إلا من وراء حجابه وأحي أباك فكلمه كفاحا فقال: تمن على أعطيك؟ قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب تبارك وتعالى: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون)) قال: وأنزلت هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} الآية.
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، ورواه علي بن عبد الله بن المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث هكذا عن موسى بن إبراهيم، وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئا من هذا.
الحديث أخرجه ابن ماجه رقم 190 رقم 2800 وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على [الجهمية: 74].
وهو يدور على موسى بن إبراهيم بن كثير وهو مستور الحال لكن الحديث له شواهد فيحسن كما قال الترمذي.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 63]
قال الإمام الطبري رحمه الله [4 /173]: حدثنا محمد بن مرزوق قال: ثنا عمر بن يونس قال: ثنا إسحاق بن أبي طلحة قال: ثنا أنس بن مالك في أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذين أرسلهم نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أهل بئر معونة قال: لا أدري أربعين أو سبعين قال: وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل الجعفري فخرج أولئك النفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أتوا غارا مشرفا على الماء قعدوا فيه ثم قال بعضهم لبعض: أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أهل هذا الماء؟ فقال: أراه أبو ملحان الأنصاري: أنا أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فخرج حتى أتى حيا منهم فاحتبى أمام البيوت ثم قال: يا أهل بئر معونة إني رسول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله، فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر فقال: الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه فقتلهم أجمعين عامر بن الطفيل قال: قال إسحاق: حدثني أنس بن مالك أن الله تعالى أنزل فيهم قرآنا رفع بعد ما قرأناه زمانا وأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} الحديث أخرجه ابن جرير أيضا في [التاريخ: 3 /36] وفيه أن سبب نزول الآية قتلى بئر معونة قال العلامة الشوكاني في تفسيره: وعلى كل حال فالآية باعتبار عمومها تعم كل شهيد). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 64]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين