العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 11:51 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة العاديات

التفسير اللغوي لسورة العاديات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ذو الحجة 1431هـ/13-11-2010م, 11:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى آخر السورة]

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والعاديات ضبحاً...} قال ابن عباس: هي الخيل، والضبيح: أصواتٍ أنفاسها إذا عدون. ...
حدثني بذلك حبّان بإسناده عن ابن عباس). [معاني القرآن: 3/284]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({العاديات} الخيل.
{ضبحاً} أي ضبعاً ضبحت وضبعت واحد. وقال بعضهم: تضبح تنحم، فمن قال هذا ففيه ضمير). [مجاز القرآن: 2/307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({العاديات}: الخيل وقالوا الإبل.
{ضبحا}: تضبح في صوتها، ضبحت وضبعت واحد وقال بعضهم تضبح فتحم، فمن قال هذا ففيه ضمير). [غريب القرآن وتفسيره: 437]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({العاديات}: الخيل. و(الضبح): صوت حلوقها إذا عدت.و كان عليّ -رضي اللّه عنه- يقول: «هي الإبل تذهب إلى وقعة بدر. (وقال): ما كان معنا يومئذ إلّا فرس عليه المقداد».
وقال آخرون: «الضّبع» و«الضّبح» واحد في السير، يقال: ضبعت الناقة وضبحت). [تفسير غريب القرآن: 535]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {والعاديات ضبحا (1)} يعنى بالعاديات ههنا الخيل، وهذا قسم جوابه: {إنّ الإنسان لربّه لكنود}.
وقوله: {ضبحا} معناه والعاديات تضبح ضبحا، وضبحها صوت أجوافها إذا عدت). [معاني القرآن: 5/353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والْعَادِيَاتِ} الخيل. (والضَّبْح) صوت حلوقها إذا عدت. وقيل: هي الإبل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 305]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْعَادِيَاتِ}: الخيل {ضَبْحًا}: من الصوت). [العمدة في غريب القرآن: 353]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالموريات قدحاً...} أورت النار بحوافرها، فهي نار الحباحب. قال الكلبي بإسناده: وكان الحباحب من أحياء العرب، وكان من أبخل الناس، فبلغ به البخل، أنه كان لا يوقد ناراً إلاّ بليل، فإذا انتبه منتبه ليقتبس منها أطفأها، فكذلك ما أورت الخيل من النار لا ينتفع بها، كما لا ينتفع بنار الحباحب). [معاني القرآن: 3/284]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فالموريات قدحاً} توري بسنابكها النار). [مجاز القرآن: 2/307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فالموريات قدحا}: توري بسنابكها النار). [غريب القرآن وتفسيره: 437]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالموريات قدحاً} أي أورت النار بحوافرها). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فالموريات قدحا (2)} إذا عدت الخيل بالليل وأصابت حوافرها الحجارة انقدح منها النيران). [معاني القرآن: 5/353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً} أورت النار بسنابكها مع الحجارة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْمُورِيَاتِ}: الخيل.
{قَدْحًا}: تقدح بحوافرها). [العمدة في غريب القرآن: 353]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالمغيرات صبحاً...} أغارت الخيل صبحا، وإنما كانت سريّة بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني كنانة، فأبطأ عليه خبرها، فنزل عليه الوحي بخبرها في العاديات، وكان على بن أبي طالب رحمه الله يقول: هي الإبل، وذهب إلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إلا فرس عليه المقداد بن الأسود). [معاني القرآن: 3/284]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فالمغيرات صبحاً} تغير عند الصباح). [مجاز القرآن: 2/307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فالمغيرات صبحا}: التي تغير عند الصباح). [غريب القرآن وتفسيره: 437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فالمغيرات صبحا (3)} يعنى الخيل.
وجاء في التفسير أنها سريّة كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم– إلى كندة). [معاني القرآن: 5/353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْمُغِيرَاتِ}: التي تغير). [العمدة في غريب القرآن: 353]

تفسير قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأثرن به نقعاً...} والنقع: الغبار، ويقال: التراب.
وقوله عز وجل: {به نقعاً} يريد: بالوادي، ولم يذكره قبل ذلك، وهو جائز؛ لأن الغبار لا يثار إلاّ من موضع وإن لم يذكر، وإذا عرف اسم الشيء كنّى عنه وإن لم يجر له ذكر، قال الله تبارك وتعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}، يعني: القرآن، وهو مستأنف سورة، وما استئنافه في سورة إلاّ كذكره في آية قد جرى فيما قبلها، كقوله: {حم، والكتاب المبين، إنّا أنزلناه}، وقال الله تبارك وتعالى: {إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب} يريد: الشمس ولم يجر لها ذكر). [معاني القرآن: 3/284-285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فأثرن به نقعاً} فرفعن به غباراً، النقع: الغبار). [مجاز القرآن: 2/307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نقعا}: النقع الغبار). [غريب القرآن وتفسيره: 437]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(النقع): الغبار. ويقال: التراب). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور... وقال: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} [العاديات: 4]، يعني: بالوادي). [تأويل مشكل القرآن: 226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فأثرن به نقعا (4)} النقع الغبار، فقال {به} ولم يتقدم ذكر المكان، ولكن في الكلام دليل عليه، المعنى فأثرن بمكان عدوها نقعا أي غبارا). [معاني القرآن: 5/353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((النَّقْع) الغبار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((النَقْع): الغبار). [العمدة في غريب القرآن: 354]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فوسطن به جمعاً...}. اجتمعوا على تخفيف (فوسطن)، ولو قرئت "فوسّطن" كان صوابا؛ لأن العرب تقول: وسطت الشيء، ووسّطته وتوسّطته، بمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/285]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فوسطن به جمعاً} قال: (فوصطن به) وقال بعضهم {فوسطن}). [معاني القرآن: 4/52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جمعا}: جمع العدو). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فوسطن به جمعاً} أي توسّطن [به] جمعا من الناس أغارت عليهم). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فوسطن به جمعا (5)} القراءة (فوسّطن) أي فتوسطن المكان. ولو قال {فوسطن به جمعا} لجازت، إلا أنّي لا أعلم أحدا قرأ بها). [معاني القرآن: 5/353]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ...}.
قال الكلبي وزعم أنها في لغة كندة وحضرموت: "لكنود": لكفور بالنعمة.
وقال الحسن: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ} قال: لوّام لربه يعد المسيئات، وينسى النعم). [معاني القرآن: 3/285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ} لكفور وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئاً قال الأعشى:
أحدث لها تحدث لوصلك إنها = كندٌ لوصل الزائر المعتاد).

[مجاز القرآن: 2/307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({لكنود}: لكفور وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا والكنود البخيل). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لكنودٌ}: لكفور. و«الأرض الكنود»: التي لا تنبت شيئا). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الإنسان لربّه لكنود (6)} معناه لكفور، يعنى بذلك الكافر). [معاني القرآن: 5/354]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({لكنود}: لكفور للنعم). [ياقوتة الصراط: 591]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَكَنُودٌ} لكفور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَكَنُودٌ}: لكفور). [العمدة في غريب القرآن: 354]



تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ...} يقول: وإن الله على ذلك لشهيد). [معاني القرآن: 3/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّه على ذلك لشهيدٌ} يقول: وإن اللّه على ذلك لشهيد). [تفسير غريب القرآن: 536]



تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ...} قد اختلف في هذا؛ قال الكلبي بإسناده: "لشديد": لبخيل، وقال آخر: وإنه لحب الخير لقويّ، والخير: المال.
ونرى والله أعلم - أن المعنى: وإنه للخير لشديد الحب، والخير: المال، وكأن الكلمة لما تقدم فيها الحب، وكان موضعه أن يضاف إليه شديد حذف الحب من آخرة لمّا جرى ذكره في أوله، ولرءوس الآيات، ومثله في سورة إبراهيم: {أعمالهم كرمادٍ اشتدّت به الرّيح في يومٍ عاصفٍ} والعصوف لا يكون للأيام؛ إنما يكون للريح فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره، كأنه قيل: في يوم عاصف الريح). [معاني القرآن: 3/285-286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ} وإنه من أجل حب الخير لشديد: لبخيل، يقال للبخيل: شديد ومتشدد، قال طرفة:
أرى الموت يعتام النفوس ويصطفى = عقيلة مال الباخل المتشدّد
ويروى: يعتام الكريم). [مجاز القرآن: 2/308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({لحب الخير لشديد}: أي من أجل الخير {لشديد} لبخيل، ويقال رجل شديد ومتشدد إذا كان بخيلا. وقال بعضهم فيه إنه لشديد الحب للخير). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ} أي [وإنه] لحبّ المال لبخيل). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (... وقال عز وجل: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] أي خلق العجل من الإنسان، يعني العجلة. كذلك قال أبو عبيدة.
ومن المقلوب ما قلب على الغلط، كقول خِدَاش بن زهير:
وتركبُ خيلٌ لا هوادَة بينها = وتعصِى الرِّمَاح بالضَّيَاطِرَةِ الحُمْرِ
أي: (تعصي الضياطرة بالرّماح) وهذا ما لا يقع فيه التّأويل، لأن الرماح لا تعصى بالضّياطرة وإنما يعصى الرجال بها، أي يطعنون.
ومنه قول الآخر:
أسلَمْتُه في دمشقَ كما = أسلمَتْ وحشيَّةٌ وَهَقَا
أراد: (كما أسلم وحشية وهق) فقلب على الغلط.
وقال آخر:
كانت فريضةَ ما تقول كَمَا = كان الزِّنَاءُ فريضةُ الرَّجْمِ
أراد (كما كان الرجم فريضة الزنى).
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} [البقرة: 171] إلى مثل هذا في القلب، ويقول: وقع التشبيه بالراعي في ظاهر الكلام، والمعنى للمنعوق به وهو الغنم. وكذلك قوله سبحانه: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76] أي: تنهض بها وهي مثقلة.
وقال آخر في قوله سبحانه: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8] أي: وإن حبّه للخير لشديد.
وفي قوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74] أي: اجعل المتّقين لنا إماما في الخير. وهذا ما لا يجوز لأحد أن يحكم به على كتاب الله عزّ وجلّ لو لم يجد له مذهبا، لأنّ الشعراء تقلب اللفظ، وتزيل الكلام على الغلط، أو على طريق الضرورة للقافية، أو لاستقامة وزن البيت.
فمن ذلك قول لبيد: نحن بنو أمّ البنين الأربعة، قال ابن الكلبي: هم خمسة، فجعلهم للقافية أربعة.
وقال آخر يصف إبلا:
صبَّحن من كاظمة الخصَّ الخَرِب = يحملْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدَ المطَّلِب
أراد: (عبد الله بن عباس) فذكر أباه مكانه.
وقال الصّلتان:
أرى الخطفيَّ بذَّ الفرزدقَ شعرُه = ولكنَّ خيرًا مُن كُليب مُجَاشع
أراد: «أرى جريراً بذَّ الفرزدق شعره» فلم يمكنه فذكر جدّه.
وقال ذو الرّمة:
عشيَّةَ فرَّ الحارثيُّون بعدَما = قضى نَحْبَه في ملتقى القوم هَوْبُرُ
قال ابن الكلبي: هو (يزيد بن هوبر) فاضطرّ.
وقال (أوس):
فهل لكم فيها إليَّ فإنّني = طبيب بما أعيا النِّطاسيَّ حِذْيَمَا
أراد: (ابن حذيم) وهو طبيب كان في الجاهلية
وقال ابن ميّادة وذكر بعيرا:
كأنَّ حيثُ تلتقي منه المُحُلْ = من جانبيه وَعِلَينِ وَوَعِل
أراد: وَعِلَينِ من كل جانب، فلم يمكنه فقال: وَوَعِل.
وقال أبو النجم:
ظلَّت وَوِرْدٌ صادقٌ مِن بالِها = وظلَّ يوفِي الأُكُمَ ابنُ خالِها
أراد فحلها؛ فجعله ابن خالها.
وقال آخر: مثل النصارى قتلوا المسيح. أراد: اليهود.
وقال آخر: ومحور أخلص من ماء اليَلَب، واليلب: سيور تجعل تحت البيض، فتوهّمه حديدا.
وقال رؤبة: أو فضّة أو ذهب كبريتُ.
وقال أبو النجم:
كلمعة البرق ببرق خلَّبُه
أراد: بخلّب برقه، فقلب.
وقال آخر:
إنَّ الكريم وأبيك يعتَمِلْ = إن لم يجد يوماً على مَن يَتَّكِلْ
أراد: إن لم يجد يوما من يتكل عليه.
في أشباه لهذا كثيرة يطول باستقصائها الكتاب، والله تعالى لا يغلطُ ولا يضطرُّ، وإنما أراد: ومثل الذين كفروا ومثلنا في وعظهم كمثل الناعق بما لا يسمع، فاقتصر على قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 171]، وحذف ومثلنا، لأنّ الكلام يدل عليه. ومثل هذا كثير في الاختصار.
وقال الفراء: أراد: ومثل واعظ الذين كفروا، فحذف، كما قال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} [يوسف: 82]، أي: أهلها.
وأراد بقوله: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: 76]، أي: تميلها من ثقلها.
قال الفراء: أنشدني بعض العرب:
حتى إذا ما الْتَأَمَتْ مفاصِلُه = وَنَاءَ فِي شِقِّ الشِّمَالِ كَاهِلُه
يريد: أنه لما أخذ القوس ونزع، مال عليها.
قال: ونرى قولهم: (ما سَاءك ونَاءَك)، من هذا.
وكان الأصل (أناءك) فألقي الألف لما اتبعه (ساءك) كما قالوا: (هَنَّأَنِي وَمَرَّأَنِي)، فاتبع مرأني هنأني. ولو أفرد لقال: أمرأني.
وأراد بقوله: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8]، أي: وإنه لحبّ المال لبخيل، والشدة: البخل هاهنا، يقال: رجل شديد ومتشدّد.
وقوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]، يريد: اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون، كما قال في موضع آخر: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24]، أي: قادة، كذلك قال المفسّرون.
وروي عن بعض خيار السلف: أنه كان يدعو الله أن يحتمل عنه الحديث، فحمل عنه.
وقال بعض المفسرين في قوله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]، أي:اجعلنا نقتدي بمن قبلنا حتى يقتدي بنا من بعدنا. فهم على هذا التأويل متّبعون ومتّبعون). [تأويل مشكل القرآن: 197-205](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإنّه لحبّ الخير لشديد (8)} معنى (لشديد) لبخيل، أي وإنه من أجل حبّ المال لبخيل. قال طرفة:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي = عقيلة مال الباخل المتشدّد).
[معاني القرآن: 5/354]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي لحب المال). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]



تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور...} رأيتها في مصحف عبد الله: "إذا بحث ما في القبور"، وسمعت بعض أعراب بني أسد، وقرأها فقال: "بحثر" وهما لغتان: بحثر، وبعثر). [معاني القرآن: 3/286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إذا بعثر ما في القبور} أثير فأخرج). [مجاز القرآن: 2/308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بعثر}: أثير). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بعثر ما في القبور} أي قلب وأثير). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور (9)} بعثر وبحثر بمعنى واحد، والمعنى أفلا يعلم إذا بعث الموتى). [معاني القرآن: 5/354]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ):{بعثر} وبحثر واحد). [ياقوتة الصراط: 591]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بُعْثِرَ} قُلب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بُعْثِرَ}: أثير). [العمدة في غريب القرآن: 354]



تفسير قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وحصّل ما في الصّدور...} بيّن). [معاني القرآن: 3/286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حصّل ما في الصّدور} ميز). [مجاز القرآن: 2/308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حصل}: ميز). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وحصّل ما في الصّدور}: ميّز ما فيها من الخير والشر). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَحُصِّلَ}: أثبت). [العمدة في غريب القرآن: 354]



تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لّخبيرٌ...}. وهي في قراءة عبد الله: "بأنه يومئذ بهم خبير"). [معاني القرآن: 3/286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ ربّهم بهم يومئذ لخبير (11)} الله عزّ وجلّ خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره، ولكن المعنى إن اللّه يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم، وليس يجازيهم إلا بعلمه أعمالهم. ومثله: {أولئك الّذين يعلم اللّه ما في قلوبهم} فمعناه أولئك الذين لا يترك مجازاتهم). [معاني القرآن: 5/354]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة