داود بن الحصين المدني (ت:135هـ)
أبو سليمان المدني، مولى عمرو بن عثمان بن عفان في قول ابن سعد، وقال ابن حبان: (مولى عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان).
وهو من نقلة التفسير، ومن طبقة صغار التابعين، ولد عام الحرّة سنة 63هـ، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن رافع بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وعدي بن زيد الأنصاري، وأم سعد بنت سعد بن الربيع امرأة زيد بن ثابت.
وروى عن جماعة من التابعين منهم: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وعكرمة، ونافع مولى ابن عمر، وواقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، وغيرهم.
- قال مصعب بن عبد الله الزبيري: (داود بن الحصين مولى عبد الله بن عمرو بن عثمان، روى عن عكرمة، وكان يؤدّب بني داود بن علي، مقدم داود بن علي المدينة، وكان فصيحاً عالماً، وكان يُتَّهم برأي الخوارج، ومات عكرمة عند داود بن الحصين، وكان عكرمة يُتهم برأي الخوارج). رواه ابن أبي خيثمة.
له مرويات في كتب التفسير المسندة، وفي كتب السير والمغازي.
وهو من أهل الصدق، وقد اتُّهم بالقول بالقدر، وبرأي الخوارج، ولم يكن داعياً إلى هذه البدع، وقد روى عنه الإمام مالك بن أنس وكان ينتقي شيوخه، وأخرج له البخاري ومسلم.
وقد تكلّم بعض الأئمة النقّاد في روايته عن عكرمة؛ فضعّفها علي بن المديني وأبو داوود لما فيها من النكارة.
ومروياته في كتب التفسير المسندة ليست بالكثيرة.
- قال ابن سعد: (وكان ثقة).
- وقال أحمد بن صالح المصري: (هو من أهل الثقة والصدق، ولا شك فيه).
- وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار": (من أهل الحفظ والإتقان).
- وقال في كتاب الثقات: (داود بن الحصين مولى عبد الله بن عمرو بن عثمان من أهل المدينة، يروي عن عكرمة ونافع، روى عنه مالك وأهل المدينة، مات بالمدينة سنة خمس وثلاثين ومائة، وكان يذهب مذهب الشراة، وكل من ترك حديثه على الإطلاق وَهِم؛ لأنه لم يكن بداعية إلى مذهبه، والدعاة يجب مجانبة رواياتهم على الأحوال؛ فمن انتحل نحلةَ بدعة ولم يدع إليها وكان متقنا كان جائز الشهادة محتجاً بروايته؛ فإن وجب ترك حديثه وجب ترك حديث عكرمة؛ لأنه كان يذهب مذهب الشراة مثله).
والشُّراة فرقة من فرق الخوارج، قيل إنهم سمّوا أنفسهم بذلك وقالوا: شرينا أنفسنا بطاعة الله، وقال قائلهم:
إنا شرينا بدين الله أنفسنا ... نبغي بذاك إليه أعظمَ الجاه
ننهى الولاة بحدّ السيف عن سرف ... كفى بذاك لهم عن زاجر ناهي
- وقال ابن عدي: (داود هذا له حديث صالح، وإذا روى عنه ثقة فهو صحيح الرواية إلا أن يروي عنه ضعيف؛ فيكون البلاء منهم لا منه، مثل ابن أبي حبيبة هذا وإبراهيم بن أبي يحيى، كان عند إبراهيم عنه نسخة طويلة).
- قال ابن سعد: (توفي بالمدينة سنة خمس وثلاثين ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة).
له مرويات في كتب التفسير المسندة:
روى عن: عكرمة، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
وأكثر روايته في كتب التفسير عن عكرمة.
روى عنه: مالك بن أنس، ومحمد بن إسحاق، وعبد العزيز الماجشون، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهل.
- وقال الذهبي: (وهو صدوق له غرائب تنكر عليه، وثقه ابن معين، وغيره مطلقا، وقال ابن المديني: ما روي عن عكرمة فمنكر).
- وقال مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال: (ذكر البرقي في «باب من تكلم فيه من الثقات لمذهبه ممن كان يرمى منهم بالقدر»: داود بن حصين، وثور بن زيد، وصالح بن كيسان. يقال: إنهم جلسوا إلى غيلان القدري ليلة، فأنكر عليهم أهل المدينة، ولم يكونوا يدعون إلى ذلك.
روى أنه سئل مالك فقيل له: كيف رويت عن داود وثور وآخرين كانوا يرمون بالقدر؟ فقال: إنهم كانوا لئن يخروا من السماء إلى الأرض أسهل عليهم من أن يكذبوا كذبة).