العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة ص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:40 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة ص [ من الآية (49) إلى الآية (54) ]

تفسير سورة ص
[ من الآية (49) إلى الآية (54) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:07 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا ذكرٌ} يقول تعالى ذكره: هذا القرآن الّذي أنزلناه إليك يا محمّد ذكرٌ لك ولقومك، ذكّرناك وإيّاهم به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {هذا ذكرٌ} قال: القرآن.
وقوله: {وإنّ للمتّقين لحسن مآبٍ} يقول: وإنّ للمتّقين الّذين اتّقوا اللّه فخافوه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه لحسن مرجعٍ يرجعون إليه في الآخرة، ومصيرٍ يصيرون إليه.
ثمّ أخبر تعالى ذكره عن ذلك الّذي وعده من حسن المآب ما هو، فقال: {جنّات عدنٍ مفتّحةً لهم الأبواب}.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {وإنّ للمتّقين لحسن مآبٍ} قال: لحسن منقلبٍ). [جامع البيان: 20/120-121]

تفسير قوله تعالى: (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {جنّات عدنٍ}
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الصّمد، قال: حدّثنا أبو عمران الجونيّ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيسٍ، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم إلّا رداء الكبر على وجهه في جنّات عدنٍ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/235]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {جنّات عدنٍ مفتّحةً لهم الأبواب (50) متّكئين فيها يدعون فيها بفاكهةٍ كثيرةٍ وشرابٍ}.
قوله تعالى ذكره: {جنّات عدنٍ} بيانٌ عن حسن المآب وترجمةٌ عنه، ومعناه: بساتين إقامةٍ وقد بيّنّا معنى ذلك بشواهده، وذكرنا ما فيه من الاختلاف فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
- وقد حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {جنّات عدنٍ} قال: سأل عمر كعبًا ما عدنٌ؟ قال: يا أمير المؤمنين قصورٌ في الجنّة من ذهبٍ يسكنها النّبيّون والصدّيقون والشّهداء وأئمّة العدل.
وقوله: {مفتّحةً لهم الأبواب} يعني: مفتّحةً لهم أبوابها؛ وأدخلت الألف واللاّم في الأبواب بدلاً من الإضافة، كما قيل: {فإنّ الجنّة هي المأوى} بمعنى: هي مأواه، وكما قال الشّاعر:
ما ولدتكم حيّة ابنة مالكٍ = سفاحًا وما كانت أحاديث كاذب
ولكن نرى أقدامنا في نعالكم = وآنفنا بين اللّحى والحواجب
بمعنى: بين لحاكم وحواجبكم؛ ولو كانت الأبواب جاءت بالنّصب لم يكن لحنًا، وكان نصبه على توجيه المفتّحة في اللّفظ إلى جنّاتٍ، وإن كان في المعنى للأبواب، وكان كقول الشّاعر:
وما قومي بثعلبة بن سعدٍ.. ولا بفزارة الشّعر الرّقابا
ثمّ نوّنت (مفتّحةً)، ونصبت (الأبواب).
فإن قال لنا قائلٌ: وما في قوله: {مفتّحةٌ لهم الأبواب} من فائدة خبرٍ حتّى ذكر ذلك؟
قيل: فإنّ الفائدة في ذلك إخبار اللّه تعالى عنها أنّ أبوابها تفتح لهم بغير فتح سكّانها إيّاها، بمعاناةٍ بيدٍ ولا جارحةٍ، ولكن بالأمر فيما ذكر.
- كما حدّثنا أحمد بن الوليد الرّمليّ، قال: حدّثنا ابن نفيلٍ، قال: حدّثنا ابن دعلجٍ، عن الحسن، في قوله: {مفتّحةٌ لهم الأبواب} قال: أبوابٌ تكلّم، فتكلّم: انفتحي، انغلقي). [جامع البيان: 20/121-122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 49 - 61
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الحسن في قوله {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} قال: يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يقال لها انفتحي وانغلقي تكلمي فتفهم وتتكلم). [الدر المنثور: 12/611]

تفسير قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {متّكئين فيها يدعون فيها بفاكهةٍ كثيرةٍ وشرابٍ} يقول: متّكئين في جنّات عدنٍ، على سررٍ يدعون فيها بفاكهةٍ، يعني بثمارٍ من ثمار الجنّة كثيرةٍ، وشرابٍ من شرابها). [جامع البيان: 20/122]

تفسير قوله تعالى: (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني الليث عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي في قول الله: {قاصرات الطرف أترابٌ}، قال: أتراب مستويات قاصرات الطرف على أزواجهن لا يبتغين غيرهم). [الجامع في علوم القرآن: 2/116-117]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت: 220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وعندهم قاصرات الطّرف أتراب} قال: قصرت أبصارهنّ على أزواجهنّ فلا يردن غيرهم [الآية: 52].
سفيان [الثوري] عن مجاهدٍ قال: الأتراب: المستويات). [تفسير الثوري: 260]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {أترابٌ} [ص: 52] : «أمثالٌ»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أترابٌ أمثالٌ وصله الفريابيّ كذلك قال أبو عبيدة الأتراب جمع تربٍ وهو بكسر أوّله من يولد في زمن واحد وروى بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس قال أتراب مستويان). [فتح الباري: 8/546]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد في عزة معازين الملّة الآخرة ملّة قريش الاختلاق الكذب الأسباب طرق السّماء في أبوابها جند ما هنالك مهزوم يعني قريشًا أولئك الأحزاب القرون الماضية فواق رجوع قطنا عذابنا اتخذناهم سخريا أحطنا بهم أتراب أمثال
وقال ابن عبّاس الأيد القوّة في العبادة الأبصار البصر في أثر الله حب الخير عن ذكر ربّي من ذكر طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها الأصفاد الوثاق
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 2 ص {بل الّذين كفروا في عزة} قال معازين
وفي قوله 7 ص {ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة} قال ملّة قريش {إن هذا إلّا اختلاق} 7 ص قال كذب
وفي قوله 10 ص {فليرتقوا في الأسباب} طرق السّماء أبوابها
وفي قوله 11 ص {جند ما هنالك مهزوم} قال قريش {والأحزاب} القرون الماضية
وفي قوله 15 ص {ما لها من فواق} قال رجوع
وفي قوله 16 ص ربنا عجل لنا قطنا قال عذابنا
وبه في قوله 63 ص {أتخذناهم سخريا} قال أحطنا بهم
وفي قوله 52 ص {قاصرات الطّرف أتراب} قال أمثال). [تغليق التعليق: 4/295-296]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أترابٌ: أمثالٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطّرف أتراب} (ص: 52) وفسره بقوله: (أمثال) والأتراب جمع ترب بالكسر وهو اللدة، والمعنى: على سنّ واحد على ثلاث وثلاثين سنة). [عمدة القاري: 19/139]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أتراب}) في قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطرف أتراب} [ص: 52] أي (أمثال) على سن واحد قيل بنات ثلاث وثلاثين سنة واحدها ترب وقيل متواخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن). [إرشاد الساري: 7/316]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (أمثال) أي: أسنانهم واحدة وهنّ بنات ثلاث وثلاثين سنة). [حاشية السندي على البخاري: 3/67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطّرف أترابٌ (52) هذا ما توعدون ليوم الحساب (53) إنّ هذا لرزقنا ما له من نفادٍ}.
يقول تعالى ذكره: عند هؤلاء المتّقين الّذين أكرمهم اللّه بما وصف في هذه الآية من إسكانهم جنّات عدنٍ {قاصرات الطّرف} يعني: نساءٌ قصرت أطرافهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم، ولا يمددن أعينهنّ إلى سواهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وعندهم قاصرات الطّرف} قال: قصرن طرفهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {قاصرات الطّرف} قال: قصرن أبصارهنّ وقلوبهنّ وأسماعهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم.
وقوله: {أترابٌ} يعني: أسنانٌ واحدةٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل على اختلافٍ بين أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {قاصرات الطّرف أترابٌ} قال: أمثالٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أترابٌ} سنٌّ واحدةٌ.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {أترابٌ} قال: مستوياتٌ.
قال: وقال بعضهم: متواخياتٌ لا يتباغضن، ولا يتعادين، ولا يتغايرن، ولا يتحاسدن). [جامع البيان: 20/123-124]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أتراب يعني أمثالا). [تفسير مجاهد: 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله {وعندهم قاصرات الطرف أتراب} قال: قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهن {أتراب} قال: سن واحد). [الدر المنثور: 12/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله {أتراب} قال: أمثال). [الدر المنثور: 12/611]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا ما توعدون ليوم الحساب} يقول تعالى ذكره: هذا الّذي يعدكم اللّه في الدّنيا أيّها المؤمنون به من الكرامة لمن أدخله اللّه الجنّة منكم في الآخرة.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {هذا ما توعدون ليوم الحساب} قال: هو في الدّنيا ليوم القيامة). [جامع البيان: 20/124]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ هذا لرزقنا ما له من نفادٍ} يقول تعالى ذكره: إنّ هذا الّذي أعطينا هؤلاء المتّقين في جنّات عدنٍ من الفاكهة الكثيرة والشّراب، والقاصرات الطّرف، ومكّنّاهم فيها من الوصول إلى اللّذّات وما اشتهته فيها أنفسهم لرزقنا، رزقناهم فيها كرامةً منّا لهم {ما له من نفادٍ} يقول: ليس له عنهم انقطاعٌ ولا له فناءٌ، وذلك أنّهم كلّما أخذوا ثمرةً من ثمار شجرةٍ من أشجارها، فأكلوها، عادت مكانها أخرى مثلها، فذلك لهم دائمٌ أبدًا، لا ينقطع انقطاع ما كان أهل الدّنيا أوتوه في الدّنيا، فانقطع بالفناء، ونفد بالإنفاد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {إنّ هذا لرزقنا ما له من نفادٍ} قال: رزق الجنّة، كلّما أخذ منه شيءٌ عاد مثله مكانه، ورزق الدّنيا له نفادٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ما له من نفادٍ} أي ما له انقطاعٌ). [جامع البيان: 20/124-125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إن هذا لرزقنا ما له من نفاد} أي من انقطاع {هذا فليذوقوه حميم وغساق} قال: كنا نحدث أن الغساق ما يسيل من بين جلده ولحمه {وآخر من شكله أزواج} قال: من نحوه أزواج من العذاب). [الدر المنثور: 12/612]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:24 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {هذا ذكر وإنّ للمتّقين لحسن مآب (49)}
معناه - واللّه - أعلم - : هذا شرف, وذكر جميل يذكرون به أبدا، وإن لهم مع ذلك لحسن مآب , أي: لحسن مرجع.
يذكرون في الدنيا بالجميل , ويرجعون في الآخرة إلى مغفرة اللّه).
[معاني القرآن: 4/337]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب} : هذا ذكر , أي: شرف , وذكر حسن في الدنيا.
ثم قال:
{ وإن للمتقين لحسن مآب}: أي: لهم مع الذكر الحسن في الدنيا , حسن مرجع في الآخرة.). [معاني القرآن: 6/126]

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جنّات عدنٍ مّفتّحةً لّهم الأبواب}
ترفع
{الأبواب} : لأن المعنى: مفتّحةً لهم أبوابها.
والعرب تجعل الألف واللام خلفا من الإضافة , فيقولون: مررت على رجلٍ حسنةٍ العين , قبيحٍ الأنف , والمعنى: حسنةٍ عينه , قبيحٍ أنه, ومنه قوله:
{فإنّ الجحيم هي المأوى}.
فالمعنى - والله أعلم -: مأواه, ومثله قول الشاعر:
ما ولدتكم حيّة بنة مالك = سفاحاً وما كانت أحاديث كاذب
ولكن نرى أقدامنا في نعالكم = وآنفنا بين اللحى والحواجب
ومعناه: ونرى آنفنا بين لحاكم , وحواجبكم في الشبه, ولو قال:
{مّفتّحةً لّهم الأبواب}: على أن تجعل المفتّحة في اللفظ للجنات , وفي المعنى للأبواب، فيكون مثل قول الشاعر:
وما قومي بثعلبة بن سعدٍ = ولا بفزارة الشعر الرقابا
والشعرى : رقابا, ويروى: الشّعر الرقابا.
وقال عديّ:
من وليّ أو أخي ثقةٍ = والبعيد الشاحط الدّارا
وكذلك تجعل : معنى الأبواب في نصبها، كأنك أردت: مفتّحة الأبواب , ثم نوّنت , فنصبت, وقد ينشد بيت النابغة:
ونأخذ بعده بذناب دهرٍ = أجبّ الظهر ليس له سنام
وأجبّ الظهر).
[معاني القرآن: 2/408-409]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم بين كيف حسن ذلك المرجع , فقال:{جنّات عدن مفتّحة لهم الأبواب (50)}
(جنّات) بدل من (لحسن مآب)
ومعنى مفتحة لهم الأبواب: أي: منها.
وقال بعضهم: مفتحة لهم أبوابها , والمعنى واحد، إلا أن على تقدير العربية
{ الأبواب منها }: أجود من أن تجعل الألف واللام , وبدلا من الهاء والألف؛ لأن معنى الألف واللام , ليس معنى الهاء والألف في شيء.
لأن الهاء , والألف اسم، والألف واللام دخلتا للتعريف، ولا يبدل حرف جاء لمعنى من اسم , ولا ينوب عنه, هذا محال.).
[معاني القرآن: 4/337]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم بين ذلك, فقال: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب}: أي: أبوابها.). [معاني القرآن: 6/126]

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) }

تفسير قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)}
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ):(وقوله: {وعندهم قاصرات الطّرف أترابٌ}
مرفوعة لأنّ
{قاصرات} نكرة , وإن كانت مضافة إلى معرفة؛ ألا ترى أن الألف واللام يحسنان فيها , كقول الشاعر:
من القاصرات الطرف لو دبّ محول= من الذرّ فوق الإتب منها لأثّرا
(الإتب: المئزر) : فإذا حسنت الألف واللام في مثل هذا , ثم ألقيتها , فالاسم نكرة, وربما شبّهت العرب لفظه بالمعرفة لما أضيف إلى الألف واللام، فينصبون نعته إذا كان نكرة.
فيقولون: هذا حسن الوجه قائماً وذاهباً, ولو وضعت مكان الذاهب والقائم نكرة فيها مدح أو ذمّ , آثرت الإتباع.
فقلت: هذا حسن الوجه موسر، لأن اليسارة مدح.
ومثله قول الشاعر:
ومن يشوه يوم فإن وراءه = تباعة صيّاد الرّجال غشوم
قال الفراء: (ومن يشوه): أي: يأخذ شواه وأطايبه, فخفض الغشوم لأنه مدح، ولو نصب لأنّ لفظه نكرة , ولفظ الذي هو نعت له معرفة كان صوابا؛ كما قالوا: هذا مثلك قائماً، ومثلك جميلاً.).
[معاني القرآن للفراء: 2/409-410]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أترابٌ }: أسنان , واحدها : ترب.). [مجاز القرآن: 2/185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أتراب}: أسنان واحدها ترب). [غريب القرآن وتفسيره: 324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أترابٌ}: أسنان واحدة). [تفسير غريب القرآن: 381]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وعندهم قاصرات الطّرف أتراب (52)}
يعني : حورا قد قصرن طرفهن على أزواجهن , فلا ينظرن إلى غيرهم.
{أتراب}: أقران، {وكواعب أتراب} : أي: أسنانهن واحدة، وهن في غاية الشباب والحسن.). [معاني القرآن: 4/337-338]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وعندهم قاصرات الطرف أتراب}
روى سعيد , عن قتادة قال : (قصرن طرفهن على أزواجهن , فلا يردن غيرهم) .
قال أبو جعفر , وأنشد أهل اللغة:
من القاصرات الطرف لو دب محول = من الذر فوق الأتب منها لأثرا
الإتب : الجلد
ثم قال تعالى:
{أتراب}
قال قتادة : (على سن واحدة) .
قال مجاهد : (أي: أمثال).
وحكى السدي : (متواخيات, لا يتعادين , ولا يتغايرن).).
[معاني القرآن: 6/126-127]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قاصرات الطرف}: أي: غاضات الطرف، إلا عن أزواجهن). [ياقوتة الصراط: 441-442]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَتْرَابٌ}: على سن واحد). [العمدة في غريب القرآن: 260]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {هذا ما توعدون ليوم الحساب (53)}
أي: ليوم تجزى كل نفس بما عملت.).
[معاني القرآن: 4/338]

تفسير قوله تعالى:{إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن نعيم أهل الجنة غير منقطع , فقال:{إنّ هذا لرزقنا ما له من نفاد (54)}
أي: ماله من انقطاع.).
[معاني القرآن: 4/338]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن هذا لرزقنا ماله من نفاد}, أي: انقطاع.
قال السدي: (كلما أخذ منه شيء , عاد مثله)).
[معاني القرآن: 6/127-128]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:25 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) }

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) }

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) }

تفسير قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) }

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): («تِرْب» للجارية، و«أتراب» للجمع. ولا تكاد العرب تقول للغلمان: «أتراب».
قال الفراء: وما أبعد أن يقال ذلك). [المذكور والمؤنث: 111]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 10:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 10:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 10:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {هذا ذكر} يحتمل معنيين: أحدهما أن يشير إلى مدح من ذكر وإبقاء الشرف له، فيتأيد بهذا التأويل قول من قال آنفا: إن "الدار" يراد بها الدار الدنيا، والثاني أن يشير بـ"هذا" إلى القرآن، أي: هو ذكر للعالم. و"المآب": المرجع حيث يؤوبون.
و"جنات" بدل من "حسن"، و"مفتحة" نعت للجنات، و"الأبواب" مفعول لم يسم فاعله، والتقدير عند الكوفيين: مفتحة لهم أبوابها، ولا يجوز ذلك عند أهل البصرة، والتقدير عندهم: الأبواب منها، وإنما دعا إلى هذا الضمير أن الصفة لا بد أن يكون فيها عائد على الموصوف). [المحرر الوجيز: 7/ 357]

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) }

تفسير قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و قاصرات الطرف، قال قتادة: معناه: على أزواجهن، و"أتراب" معناه: أمثال، وأصله في بني آدم أن تكون الأسنان واحدة، أي: مست أجسادهم التراب في وقت واحد).[المحرر الوجيز: 7/ 357]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: "يوعدون" بالياء من تحت، واختلفا في سورة "ق"، فقرأها أبو عمرو بالتاء من فوق، وقرأ الباقون في السورتين بالتاء). [المحرر الوجيز: 7/ 357]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"النفاد": الفناء والانقضاء). [المحرر الوجيز: 7/ 357]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هذا ذكرٌ} أي: هذا فصلٌ فيه ذكرٌ لمن يتذكّر.
وقال السّدّيّ: يعني القرآن). [تفسير ابن كثير: 7/ 77]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هذا ذكرٌ وإنّ للمتّقين لحسن مآبٍ (49) جنّات عدنٍ مفتّحةً لهم الأبواب (50) متّكئين فيها يدعون فيها بفاكهةٍ كثيرةٍ وشرابٍ (51) وعندهم قاصرات الطّرف أترابٌ (52) هذا ما توعدون ليوم الحساب (53) إنّ هذا لرزقنا ما له من نفادٍ (54)}
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السّعداء أنّ لهم في [الدّار] الآخرة {لحسن مآبٍ} وهو: المرجع والمنقلب. ثمّ فسّره بقوله: {جنّات عدنٍ} أي: جنّات إقامةٍ مفتّحةً لهم الأبواب.
والألف واللّام هنا بمعنى الإضافة كأنّه يقول: "مفتّحةً لهم أبوابها" أي: إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن ثوابٍ الهبّاري حدّثنا عبد اللّه بن نمير، حدّثنا عبد اللّه بن مسلمٍ -يعني: ابن هرمز-عن ابن سابطٍ عن عبد اللّه بن عمرٍو [رضي اللّه عنهما] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "إنّ في الجنّة قصرًا يقال له: "عدنٌ" حوله البروج والمروج له خمسة آلاف بابٍ عند كلّ بابٍ خمسة آلاف حبرة لا يدخله -أو: لا يسكنه-إلّا نبيٌّ أو صدّيقٌ أو شهيدٌ أو إمامٌ عدلٌ".
وقد ورد في [ذكر] أبواب الجنّة الثّمانية أحاديث كثيرةٌ من وجوهٍ عديدةٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 77]

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {متّكئين فيها} قيل: متربّعين فيها على سررٍ تحت الحجال {يدعون فيها بفاكهةٍ كثيرةٍ} أي: مهما طلبوا وجدوا وحضر كما أرادوا. {وشرابٍ} أي: من أيّ أنواعه شاءوا أتتهم به الخدّام {بأكوابٍ وأباريق وكأسٍ من معينٍ} [الواقعة: 18]). [تفسير ابن كثير: 7/ 77-78]

تفسير قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وعندهم قاصرات الطّرف} أي: عن غير أزواجهنّ فلا يلتفتن إلى غير بعولتهنّ {أترابٌ} أي: متساوياتٌ في السّنّ والعمر. هذا معنى قول ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ وسعيد بن جبيرٍ ومحمّد بن كعبٍ والسّدّيّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 78]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هذا ما توعدون ليوم الحساب} أي: هذا الّذي ذكرنا من صفة الجنّة الّتي وعدها لعباده المتّقين الّتي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النّار). [تفسير ابن كثير: 7/ 78]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر عن الجنّة أنّه لا فراغ لها ولا انقضاء ولا زوال ولا انتهاء فقال: {إنّ هذا لرزقنا ما له من نفادٍ} كقوله تعالى: {ما عندكم ينفد وما عند اللّه باقٍ} [النّحل: 96] وكقوله {عطاءً غير مجذوذٍ} [هودٍ: 108] وكقوله {لهم أجرٌ غير ممنونٍ} [فصّلت: 8] أي: غير مقطوعٍ وكقوله: {أكلها دائمٌ وظلّها تلك عقبى الّذين اتّقوا وعقبى الكافرين النّار} [الرّعد: 35] والآيات في هذا كثيرةٌ جدًّا). [تفسير ابن كثير: 7/ 78]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة