التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها النّاس أنتم الفقراء إلى اللّه واللّه هو الغنيّ} [فاطر: 15] عنكم.
{الحميد} [فاطر: 15] المستحمد إلى خلقه، استوجب عليهم أن يحمدوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/783]
تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن يشأ يذهبكم} [فاطر: 16] يهلككم بعذاب الاستئصال.
{ويأت بخلقٍ جديدٍ} [فاطر: 16] هو أطوع له منكم كقوله: {إنّا لقادرون {40} على أن نبدّل خيرًا منهم} [المعارج: 40-41] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/783]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} [فاطر: 17] أنّى فعل ذلك بكم، وقال السّدّيّ: يعني: وما ذلك على اللّه بشديدٍ، أي: لا يشقّ عليه). [تفسير القرآن العظيم: 2/783]
تفسير قوله تعالى:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى} [فاطر: 18] لا يحمل أحدٌ ذنب آخر.
وقال السّدّيّ: يعني: لا تحمل حاملةٌ ذنب نفسٍ أخرى، وهو نحوه.
قال: {وإن تدع مثقلةٌ} [فاطر: 18] تفسير مجاهدٍ، عن أبيه قال: مثقلةٌ، أي: من الذّنوب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/783]
{إلى حملها} [فاطر: 18] ليحمل عنها.
{لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} [فاطر: 18] لا يحمل قريبٌ عن قريبه شيئًا من ذنوبه.
{إنّما تنذر} [فاطر: 18] إنّما يقبل نذارتك.
{الّذين يخشون ربّهم بالغيب} [فاطر: 18] في السّرّ حيث لا يطّلع عليهم أحدٌ.
{وأقاموا الصّلاة} [فاطر: 18] المفروضة.
{ومن تزكّى} [فاطر: 18]، أي: عمل صالحًا.
{فإنّما يتزكّى لنفسه} [فاطر: 18] يجد ثوابه.
{وإلى اللّه المصير} [فاطر: 18] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/784]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها...}
يقول: إن دعت داعية ذات ذنوبٍ قد أثقلتها إلى ذنوبها ليحمل عنها شيء من الذنوب لم تجد ذلك, ولو كان الذي تدعوه أباً أو ابنا, فذلك قوله: {ولو كان ذا قربى}, ولو كانت: {ذو قربى} لجاز؛ لأنه لم يذكر فيصير نكرة, فمن رفع لم يضمر في (كان) شيئاً، فيصير مثل قوله:{وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ} , ومن نصب أضمر, وهي في قراءة أبيّ: {وإن كان ذا عسرة}على ذلك. وإنما أنّث {مثقلةٌ} يذهب إلى الدابة , أو إلى النفس، وهما يعبّران عن الذكر والأنثى، كما قال: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت} للذكر والأنثى.). [معاني القرآن: 2/368]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى }: مجازه: ولا تحمل آثمة إثم أخرى، وزرته , أي : فعلته, أي: أثمته هي.). [مجاز القرآن: 2/153]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه وإلى اللّه المصير}
وقال:{ولو كان ذا قربى}: لأنه خبر.
وقال: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها} , فكأنه قال: وإن تدع إنساناً لا يحمل من ثقلها شيئاً , ولو كان الإنسان ذا قربى.). [معاني القرآن: 3/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ} يقول: إن دعت نفس ذات ذنوب، قد أثقلتها ذنوبها، ليحمل عنها شيء منها، لم تجد ذلك، ولو كان من تدعوه ذا قربى.). [تفسير غريب القرآن: 360]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه وإلى اللّه المصير (18)}
{وإن تدع مثقلة إلى حملها}:المعنى: إن تدع نفس مثقلة بالذنوب إلى حملها، إلى ذنوبها، لا يحمل من ذنوبها شيء.
{ولو كان ذا قربى}:
أي : ولو كان الذي تدعوه ذا قربى مثل الأب والابن، ومن أشبه هؤلاء.
{إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة}:فتأويل " تنذر الّذين يخشون ربّهم " وهو النبي صلى الله عليه وسلم , تنذر الخلق أجمعين، والمعنى ههنا : أن إنذارك ينفع الذين يخشون ربّهم.). [معاني القرآن: 4/267]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}
روى سماك, عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (لا يؤاخذ أحد بذنب أحد).
ثم قال جل وعز: {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء}
قال مجاهد : (إلى حملها : أي : إلى الذنوب)
قال أبو جعفر المعنى : وإن تدع نفس قد أثقلته الذنوب إلى حملها , وهو ذنوبها , لا يحمل من حملها , وهو ذنوبها شيء .
{ولو كان ذا قربى}: أي , ولو كان الذي تدعوه إلى ذلك أبا , أو ابنا , أو ما أشبههما.). [معاني القرآن: 5/449-450]