تفسير قوله تعالى: (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين} يقول: قال لنوحٍ قومه: لئن لم تنته يا نوح عمّا تقول وتدعو إليه وتعيب به آلهتنا، لتكوننّ من المشتومين، يقول: لنشتمك). [جامع البيان: 17/603]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا القاسم بن عيسى الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، عن النّضر أبي محمّدٍ، عن الحسن في قوله: لتكوننّ من المرجومين قال: تواعدوه بالقتل وروي، عن زيد بن أسلم نحو ذلك.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين أي بالحجارة.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله لئن لم تنته... لتكونن من المرجومين يقول: بالشتيمهة.
- حدثنا محمد بن العباس مولى بن هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال فحدثنا محمد بن سحاق، عن من لا يهتم، عن عبد بن عميرٍ اللّيثيّ أنّه كان يحدّث أنّه بلغه أنّهم يبطشون به فيخنقونه. حتّى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللّهمّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2789]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {لتكونن من المرجومين} قال: بالحجارة). [الدر المنثور: 11/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {لتكونن من المرجومين} قال: بالشتيمة). [الدر المنثور: 11/278]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ إنّ قومي كذّبون (117) فافتح بيني وبينهم فتحًا، ونجّني ومن معي من المؤمنين (118) فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون (119) ثمّ أغرقنا بعد الباقين}.
يقول تعالى ذكره: قال نوحٌ: {ربّ إنّ قومي كذّبون} فيما أتيتهم به من الحقّ من عندك، وردّوا عليّ نصيحتي لهم). [جامع البيان: 17/603]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال ربّ إنّ قومي كذّبون (117)
قوله: قال ربّ إنّ قومي كذّبون
- حدّثنا محمّد بن العبّاس بإسناده إلى ابن عميرٍ اللّيثيّ أنّه كان يحدّث قال: حتّى إذا تمادوا يعنى قوم نوحٍ في المعصية وعظمت فيهم في الأرض الخطيئة وتطاول عليه وعليهم الشّأن، واشتدّ عليهم منه البلاء وانتظر النّجل بعد النّجل فلا يأتي قرنٌ إلا كان أخبث من الّذي كان قبله حتّى إن كان الآخر منهم ليقول: قد كان هذا مع آبائنا وأجدادنا هكذا مجنونًا لا يقبلون منه شيء حتى شكي ذلك من أمرهم نوحٌ إلى اللّه عزّ وجلّ فقال كما قصّ اللّه علينا في كتابه: ربّ إنّي دعوت قومي ليلا ونهارًا إلى آخر القصّة إلى آخر السّورة فلمّا شكي نوحٌ عليه السّلام ذلك منهم إلى اللّه واستنصره عليهم أوحى اللّه إليه أن اصنع الفلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2790]
تفسير قوله تعالى: (فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فافتح بيني وبينهم فتحا قال فاقض بيني وبينهم قضاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/74]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فافتح بيني وبينهم فتحًا} يقول: فاحكم بيني وبينهم حكمًا من عندك تهلك به المبطل، وتنتقم به ممّن كفر بك وجحد توحيدك، وكذّب رسولك.
- كما حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {فافتح بيني وبينهم فتحًا} قال: فاقض بيني وبينهم قضاءً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فافتح بيني وبينهم فتحًا} قال: يقول: اقض بيني وبينهم.
{ونجّني} يقول: ونجّني من ذلك العذاب الّذي تأتي به حكمًا بيني وبينهم، {ومن معي من المؤمنين} يقول: والّذين معي من أهل الإيمان بك والتّصديق لي). [جامع البيان: 17/603-604]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فافتح بيني وبينهم فتحًا
- حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري، ثنا مسعد، عن قتادة قال قال ابن عبّاسٍ: ما كنت أدري ما قوله: افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ حتّى سمعت بن ذي يزن يقول: تعالى أفاتحك يعني تعال أخاصمك.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة فافتح بيني وبينهم فتحًا أي اقضي بيني وبينهم قضاءً وروى، عن السّدّيّ وعبد الرّحمن بن زيدٍ نحو قول قتادة.
قوله: ونجّني ومن معي من المؤمنين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، ثنا ابن لهيعة، ثنا عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: من المؤمنين يعنى من المصدّقين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2790]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فافتح بيني وبينهم فتحا} قال: اقض بيني وبينهم قضاء.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح، مثله). [الدر المنثور: 11/278]
تفسير قوله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى في الفلك المشحون المشحون المحمل). [تفسير عبد الرزاق: 2/74]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي مودودٍ عن الحسن في قوله: {الفلك المشحون} قال: المستدير [الآية: 119]). [تفسير الثوري: 229]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} يقول: فأنجينا نوحًا ومن معه من المؤمنين حين فتحنا بينهم وبين قومهم، وأنزلنا بأسنا بالقوم الكافرين في الفلك المشحون، يعني في السّفينة الموقّرة المملوءة.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله {الفلك المشحون} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {في الفلك المشحون} قال: يعني الموقّر.
- حدّثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: {المشحون}: الموقّر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {الفلك المشحون} قال: المفروغ منه المملوء.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: {المشحون} المفروغ منه تحميلاً.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قول اللّه: {الفلك المشحون} قال: هو المحمّل). [جامع البيان: 17/604-605]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: فأنجيناه ومن معه في الفلك
- حدّثنا أبي، ثنا المؤمّل بن إهابٍ، ثنا زيد بن جباب، ثنا الحسن بن واقدٍ، عن أبي نهيكٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: كان مع نوحٍ في السّفينة ثمانون رجلاً أحدهم جرهم.
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً أنبأ ابن وهبٍ قال: بلغني، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال كان في سفينة نوحٍ ثمانون رجلاً أحدهم جرهم وكان لسانه عربيًّا.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: فأنجيناه ومن معه قال: ذكر لنا أنّه لم ينج ممّن في السّفينة إلا نوحٌ وثلاثة بنين له ونساؤهم فجميعهم ثمانيةٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن هشامٍ الرّمليّ، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن مطرٍ قال: كان مع نوحٍ في السّفينة سبعةٌ نوحٌ وثلاثة أولاده وكنائنه ثلاثٌ.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق قال: ما على وجه الأرض من الخلق شيءٌ فيه الرّوح أو شجرٌ فلم يبق من الخلائق إلا نوحٌ ومن معه في الفلك الأعوج بن أعنق فيما يزعم أهل الكتاب وكان عوج بن سيحان وأمّه أعنق جبّارًا خلقه اللّه كما شاء أن يخلقه له وكانت أمّه أعنق من بنات آدم فكانت فيما يزعمون من أحسن النّاس فأمّا أهل الكتاب يقولون في ولادته أمرًا لا نحبّ أن نقوله وكان فيما يزعمون السّحاب يكون على محجز إزاره وانه كان يصوب يده فيأخذ الحوب من أسفل البحر ثمّ يشويه بيده بقلب الشّمس حتّى ينضجه ثمّ يأكله وكان عمره ثلاثة آلاف سنةٍ وستّمائة سنةٍ ولد في دار آدم ثمّ عاش حتّى قتله موسى بن عمران صلّى الله عليه وسلّم.
قوله تعالى في الفلك
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ في الفلك المشحون قال: سفينةٌ حمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين
- وروى، عن أبي صالحٍ والضّحّاك وقتادة أنّها سفينة نوحٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا شاذان، عن حماد ابن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ قال: كان طول سفينة نوحٍ عليه السّلام أربعمائة ذراعٍ وطولها في السّماء ثلاثون ذراعًا وقد تقدّم القول فيه.
قوله: المشحون
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: تدرون ما المشحون قلنا: لا قال: هو الموقّر وروى، عن قتادة مثل ذلك.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: الفلك المشحون المفروغ منه المملوء). [تفسير القرآن العظيم: 8/2790-2791]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الفلك المشحون الفلك المشحون المفروغ منه مملوءا). [تفسير مجاهد: 463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {الفلك المشحون} قال: السفينة الموقورة الممتلئة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول عبيد بن الأبرص:
شحنا أرضهم بالخيل حتى * تركناهم أذل من الصراط). [الدر المنثور: 11/278-279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال: تدرون ما المشحون قلنا: لا، قال هو الموقر). [الدر المنثور: 11/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {الفلك المشحون} قال: الممتلئ). [الدر المنثور: 11/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {الفلك المشحون} قال: المملوء المفروغ منه تحميلا). [الدر المنثور: 11/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {في الفلك المشحون} قال: المحمل). [الدر المنثور: 11/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {في الفلك المشحون} كنا نحدث: انه الموقر). [الدر المنثور: 11/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الشعبي {في الفلك المشحون} قال: المثقل.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس، مثله). [الدر المنثور: 11/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح {في الفلك المشحون} قال: سفينة نوح). [الدر المنثور: 11/280]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ أغرقنا بعد الباقين} يقول: ثمّ أغرقنا بعد إنجائناه والمؤمنين معه، الباقين من قومه الّذين كذبوه، وردّوا عليه النّصيحة). [جامع البيان: 17/605]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ثمّ أغرقنا بعد الباقين (120)
قوله: ثمّ أغرقنا بعد الباقين
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ أنبأ نوح بن قيسٍ، عن عوف أبي شدّادٍ قال: غرّق الماء الجبال فصار فوقها ثمانين سيلا.
وذكر أيضًا حديث المرأة معها الصّبيّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2792]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين (121) وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم}.
يقول تعالى ذكره: إنّ فيما فعلنا يا محمّد بنوحٍ ومن معه من المؤمنين في الفلك المشحون، حين أنزلنا بأسنا وسطوتنا بقومه الّذين كذبوه، لآيةً لك ولقومك المصدّقيك منهم والمكذّبيك، في أنّ سنّتنا تنجية رسلنا وأتباعهم إذا نزلت نقمتنا بالمكذّبين بهم من قومهم، وإهلاك المكذّبين باللّه، وذلك سنّتي فيك وفي قومك. {وما كان أكثرهم مؤمنين} يقول: ولم يكن أكثر قومك بالّذين يصدّقونك ممّا سبق في قضاء اللّه أنّهم لن يؤمنوا). [جامع البيان: 17/605]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إنّ في ذلك الآية إلى العزيز الرحيم
تقدّم تفسيره واللّه أعلم.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة حدّثنا محمّد بن إسحاق قال: كان من حديث عادٍ فيما بلغني واللّه أعلم أنّهم كانوا قوم عربًا يتكلّمون بهذا اللّسان العربيّ وكان اللّه قد أعطاهم بسطة في الخلق لم يعطيها غيرهم يقول اللّه عزّ وجلّ لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألم تر كيف فعل ربّك بعادٍ. إرم ذات العماد. الّتي لم يخلق مثلها في البلاد فكانت منازلهم وجماعتهم حيث بعث اللّه فيهم بالأحقاف والأحقاف الرّمل فيما بين عمان إلى حضرموت واليمن كلّه وكانوا مع ذلك فشوا في الأرض كلّها وقهروا أهلها بفضل قوّتهم الّتي آتاهم اللّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2792]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وإنّ ربّك لهو العزيز} في انتقامه ممّن كفر به، وخالف أمره {الرّحيم} بالتّائب منهم، أن يعاقبه بعد توبته). [جامع البيان: 17/605]