العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > قواعد الأسماء والصفات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 محرم 1439هـ/13-10-2017م, 09:29 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي صفات الله تعالى دالّة على كماله جلّ وعلا

صفات الله تعالى دالّة على كماله جلّ وعلا

عناصر الموضوع:
-الصفات ثلاثة أنواع (شرح ابن القيم)
-الصفة المنقسمة إلى محمود ومذموم لا يوصف بها الله على إطلاقها دون تقييد ولا يشتق له منها أسماء (شرح ابن القيم)
-الصفة المنقسمة إلى كمال ونقص يُطلق على الله منها كماله (شرح ابن القيم)
- صفات الله وأفعاله كلها خير محض والشر لا يُضاف إليه فعلا ولا وصفا (شرح ابن القيم)
-كل ما يُنزَّه سبحانه عنه من العيوب والنقائص فهو داخل فيما نزه نفسه عنه وفيما يسبَّح به ويقدَّس (شرح ابن القيم)
-صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه (شرح ابن عثيمين)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 10:50 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الصفات ثلاثة أنواع

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
[الثامنُ والعشرونَ]: أنَّ الصِّفَاتِ ثلاثةُ أنواعٍ:
- صفاتُ كمالٍ.
- وصفاتُ نَقْصٍ.
- وصفاتٌ لا تَقتضِي كَمَالاً ولا نَقْصاً.
وإن كانت القِسمةُ التقديريَّةُ تَقتضِي قِسْماً رابعاً، وهوَ ما يكونُ كَمالاً ونَقْصاً باعتبارينِ.
والربُّ تعالى مُنَـزَّهٌ عن الأقسامِ الثلاثةِ، وموصوفٌ بالقِسمِ الأوَّلِ. وصفاتُهُ كلُّها صفاتُ كمالٍ مَحْضٍ، فهوَ موصوفٌ مِن الصِّفَاتِ بأكملِها، ولهُ مِن الكمالِ أَكْمَلُهُ.
وهكذا أسماؤُهُ الدالَّةُ على صِفاتِهِ هيَ أَحسنُ الأسماءِ وأَكملُها، فليسَ في الأسماءِ أَحْسَنُ منها، ولا يقومُ غيرُها مَقامَها، ولا يُؤَدِّي مَعناها، وتفسيرُ الاسمِ منها بغيرِهِ ليسَ تفسيراً بِمُرادفٍ مَحْضٍ، بلْ هوَ على سبيلِ التقريبِ والتفهيمِ.
وإذا عَرَفْتَ هذا، فلهُ مِنْ كلِّ صِفةِ كمالٍ أَحسنُ اسمٍ وأكمَلُهُ وأَتَمُّهُ معنًى، وأبعدُهُ وأَنـزهُهُ عنْ شائبةِ عَيبٍ أوْ نَقْصٍ.
فلهُ مِنْ صفةِ الإدراكاتِ: العليمُ الخبيرُ دونَ العاقلِ الفقيهِ، والسميعُ البصيرُ دونَ السامعِ والباصرِ والناظرِ.
ومِنْ صفاتِ الإحسانِ: البَرُّ الرحيمُ الودودُ، دونَ الرفيقِ والشَّفُوقِ ونحوِهما، وكذلكَ العليُّ العظيمُ دونَ الرفيعِ الشريفِ، وكذلكَ الكريمُ دونَ السخِيِّ، والخالقُ البارئُ المصوِّرُ دونَ الفاعلِ الصانعِ المشَكِّلِ، والغفورُ العفُوُّ دونَ الصفوحِ الساترِ.
وكذلكَ سائرُ أسمائِهِ تعالى يُجْرِي على نفسِهِ منها أَكْمَلَها وأحسنَها، وما لا يَقُومُ غيرُهُ مَقامَهُ.
فتَأَمَّلْ ذلكَ فأسماؤُهُ أَحسَنُ الأسماءِ، كما أنَّ صفاتِهِ أَكملُ الصِّفَاتِ؛ فلا تَعْدِلْ عما سَمَّى بهِ نفسَهُ إلى غيرِهِ، كما لا تَتجاوَزْ ما وَصَفَ بهِ نفسَهُ ووَصَفَهُ بهِ رسولُهُ إلى ما وَصَفَهُ بهِ الْمُبْطِلُونَ والمعَطِّلونَ) ([70]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

(70) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 167-168).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 10:51 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الصفة المنقسمة إلى محمود ومذموم لا يوصف بها الله على إطلاقها دون تقييد ولا يشتق له منها أسماء

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
[السادسُ]: ([أنَّ] اللهَ تعالى لم يَصِفْ نفسَهُ بالكيدِ والمكْرِ والخداعِ والاستهزاءِ مُطْلَقاً، ولا ذلكَ داخلٌ في أسمائِهِ الْحُسْنَى، ومَنْ ظَنَّ مِن الْجُهَّالِ الْمُصَنِّفِينَ في شَرْحِ الأسماءِ الْحُسْنَى أنَّ مِنْ أسمائِهِ الماكرَ المخادِعَ المستهزئَ الكائدَ فقدْ فَاهَ بأمرٍ عظيمٍ تَقْشَعِرُّ منهُ الجلودُ، وتَكادُ الأسماعُ تُصَمُّ عندَ سماعِهِ، وغَرَّ هذا الجاهلَ أنَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أَطْلَقَ على نفسِهِ هذهِ الأفعالَ فاشتَقَّ لهُ منها أسماءً، وأسماؤُهُ كلُّها حُسْنَى فأَدْخَلَها في الأسماءِ الْحُسْنَى، وأَدْخَلَها وقَرَنَها بالرحيمِ الودودِ الحكيمِ الكريمِ. وهذا جَهْلٌ عظيمٌ فإنَّ هذهِ الأفعالَ ليستْ ممدوحةً مُطْلَقاً، بلْ تُمْدَحُ في مَوضعٍ وتُذَمُّ في مَوضعٍ، فلا يَجوزُ إطلاقُ أفعالِها على اللهِ مُطْلَقاً، فلا يُقالُ: إنَّهُ تعالى يَمْكُرُ ويُخادِعُ ويَستهزئُ ويَكيدُ، فكذلكَ بطريقِ الأَوْلَى لا يُشْتَقُّ لهُ منها أسماءٌ يُسَمَّى بها، بلْ إذا كانَ لَمْ يَأْتِ في أسمائِهِ الْحُسْنَى الْمُريدُ ولا المتكلِّمُ ولا الفاعلُ ولا الصانعُ؛ لأن مُسمَّيَاتِها تَنقسمُ إلى ممدوحٍ ومَذمومٍ، وإِنَّمَا يُوصَفُ بالأنواعِ المحمودةِ منها، كالحليمِ والحكيمِ، والعزيزِ والفعَّالِ لِمَا يُريدُ، فكيفَ يكونُ منها الماكرُ المخادعُ الْمُستهزئُ.
ثُمَّ يَلْزَمُ هذا الغالطَ أن يَجْعَلَ مِنْ أسمائِهِ الْحُسْنى الداعيَ والآتيَ، والجائِيَ والذاهِبَ والقادمَ والرائدَ، والناسِيَ والقاسمَ، والساخطَ والغضبانَ واللاعنَ إلى أضعافِ ذلكَ مِن الأسماءِ التي أَطْلَقَ على نفسِهِ أفعالَها في القرآنِ، وهذا لا يَقولُهُ مُسلمٌ ولا عاقلٌ.
والمقصودُ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ لم يَصِفْ نفسَهُ بالكيدِ والمكْرِ والْخِداعِ إلاَّ على وجهِ الجزاءِ لِمَنْ فَعَلَ ذلكَ بغيرِ حَقٍّ، وقدْ عُلِمَ أنَّ المجازاةَ على ذلكَ حسنةٌ مِن المخلوقِ، فكيفَ مِن الخالقِ سُبحانَهُ)([14])
([و] لا رَيبَ أنَّ هذهِ المعانيَ يُذَمُّ بها كثيراً، فيُقالُ: فلانٌ صاحبُ مَكرٍ وخِداعٍ وكَيْدٍ واستهزاءٍ، ولا تَكادُ تُطلَقُ على سبيلِ المدْحِ بخِلافِ أَضْدَادِها، وهذا هوَ الذي غَرَّ مَنْ جَعَلَها مَجازاً في حقِّ مَنْ يَتعالى ويَتقدَّسُ عنْ كلِّ عَيبٍ وذَمٍّ.
والصوابُ أنَّ مَعانِيَها تَنقسِمُ إلى محمودٍ ومذمومٍ؛ فالمذمومُ منها يَرجِعُ إلى الظلْمِ والكذِبِ؛ فما يُذَمُّ منها إِنَّمَا يُذَمُّ لكونِهِ مُتَضَمِّناً للكذِبِ أو الظلْمِ أوْ لهما جَميعاً، وهذا هوَ الذي ذَمَّهُ اللهُ تعالى لأهلِهِ:
-كما في قولِهِ تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}[البقرة: 9] فإنَّهُ ذَكَرَ هذا عَقِيبَ قولِهِ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)}[البقرة: 8] فكانَ هذا القولُ منهم كَذِباً وظُلْماً في حَقِّ التوحيدِ والإيمانِ بالرسولِ واتِّبَاعِهِ.
- وكذلكَ قولُهُ: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ}الآيَةَ [النحل: 45].
- وقولُهُ: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43].
- وقولُهُ: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)}[النمل: 50-51].
فلَمَّا كانَ غالبُ استعمالِ هذهِ الألفاظِ في المعاني المذمومةِ ظَنَّ الْمُعَطِّلُونَ أنَّ ذلكَ هوَ حقيقتُها، فإذا أُطْلِقَتْ لغيرِ الذمِّ كانَ مَجازاً، والحقُّ خِلافُ هذا الظنِّ، وأنَّها مُنقسِمَةٌ إلى محمودٍ ومَذمومٍ:
- فما كانَ منها مُتَضَمِّناً للكذِبِ والظلْمِ فهوَ مذمومٌ.
- وما كانَ منها بحقٍّ وعَدْلٍ ومُجازاةٍ على القبيحِ فهوَ حَسَنٌ محمودٌ؛ فإنَّ المخادِعَ إذا خادَعَ بباطلٍ وظُلْمٍ، حَسُنَ مِن الْمُجَازِي لهُ أن يَخْدَعَهُ بِحَقٍّ وعَدْلٍ، وذلكَ إذا مَكَرَ واسْتَهْزَأَ ظالماً مُتَعَدِّياً كانَ الْمَكْرُ بهِ والاستهزاءُ عَدْلاً حَسَناً كما فَعَلَهُ الصحابةُ بكَعْبِ بنِ الأشرفِ وابنِ أبي الحُقَيْقِ وأبي رافعٍ وغيرِهم مِمَّنْ كانَ يُعادِي رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فخادَعُوهُ حتَّى كَفَوْا شَرَّهُ وأَذاهُ بالقتْلِ، وكان هذا الخِداعُ والمكْرُ نُصرةً للهِ ورسولِهِ.
وكذلكَ ما خَدَعَ بهِ نُعيمُ بنُ مَسعودٍ المشركينَ عامَ الخنْدَقِ حتَّى انْصَرَفُوا.
وكذلكَ خِداعُ الْحَجَّاجِ بنِ عِلاطٍ لامرأتِهِ وأهلِ مَكَّةَ حتَّى أَخَذَ مالَهُ.
وقدْ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((الْحَرْبُ خَدْعَةٌ)).
وجَزاءُ الْمُسيءِ بِمِثلِ إساءَتِهِ جائزٌ في جميعِ الْمِلَلِ، مُسْتَحْسَنٌ في جميعِ العقولِ. ولهذا كادَ سُبحانَهُ ليُوسفَ حينَ أَظهرَ لإخوتِهِ ما أَبْطَنَ خِلافَهُ، جزاءً لهم على كيدِهم لهُ معَ أبيهِ حيث أَظْهَرُوا لهُ أَمْراً وأَبْطَنُوا خِلافَهُ، فكان هذا مِنْ أَعدَلِ الكيدِ، فإنَّ إخوتَهُ فَعَلُوا بهِ مِثلَ ذلكَ حتَّى فَرَّقُوا بينَهُ وبينَ أبيهِ، وادَّعَوْا أنَّ الذئبَ أَكَلَهُ، ففَرَّقَ بينَهم وبينَ أخيهم بإظهارِ أنَّهُ سَرَقَ الصُّواعَ ولم يكنْ ظَالِماً لهم بذلكَ الكيدِ، حيث كانَ مقابَلَةً ومُجازاةً، ولم يكنْ أيضاً ظالِماً لأخيهِ الذي لم يَكِدْهُ بلْ كانَ إحساناً إليهِ وإكراماً لهُ في الباطنِ، وإن كانتْ طُرُقُ ذلكَ مُسْتَهْجَنَةً، لكن لَمَّا ظَهَرَ بالآخرةِ بَراءتُهُ ونَـزاهتُهُ مِمَّا قَذَفَهُ بهِ، وكان ذلكَ سبباً في اتِّصالِهِ بيُوسُفَ واختصاصِهِ بهِ، لم يكنْ في ذلكَ ضَرَرٌ عليهِ، يَبْقَى أن يُقالَ: وقدْ تَضَمَّنَ هذا الكيدُ إيذاءَ أبيهِ وتَعريضَهُ لألَمِ الْحُزْنِ على حُزْنِهِ السابقِ، فأيُّ مَصلحةٍ كانت ليَعقوبَ في ذلكَ؟
فيقالُ: هذا مِن امتحانِ اللهِ تعالى لهُ، ويُوسفُ إِنَّمَا فَعَلَ ذلكَ بالوحيِ، واللهُ تعالى لَمَّا أرادَ كرامتَهُ كَمَّلَ لهُ مَرْتَبَةَ الْمِحْنةِ والبَلْوَى ليَصْبِرَ فيَنالَ الدرجةَ التي لا يَصِلُ إليها إلاَّ على حَسَبِ الابتلاءِ، ولوْ لم يكنْ في ذلكَ إلاَّ تكميلُ فَرَحِهِ وسرورِهِ باجتماعِ شَمْلِهِ بحبيبِهِ بعدَ الفِراقِ، وهذا مِنْ كمالِ إحسانِ الربِّ تعالى أن يُذيقَ عبدَهُ مَرارةَ الكَسْرِ قبلَ حَلاوةِ الجبْرِ، ويُعَرِّفَهُ قَدْرَ نِعمتِهِ عليهِ بأن يَبتليَهُ بضِدِّهَا. كما أنَّهُ سُبحانَهُ وتعالى لَمَّا أرادَ أن يُكَمِّلَ لآدمَ نَعيمَ الجنَّةِ أذاقَهُ مَرارةَ خُروجِهِ منها، ومُقاساةَ هذهِ الدارِ الممزوجِ رَخاؤُها بشِدَّتِها، فما كَسَرَ عَبْدَهُ المؤمنَ إلاَّ لِيَجْبُرَهُ، ولا مَنَعَهُ إلاَّ لِيُعْطِيَهُ، ولا ابتلاهُ إلاَّ ليُعافِيَهُ ولا أَماتَهُ إلاَّ ليُحْيِيَهُ، ولا نَغَّصَ عليهِ الدنيا إلاَّ لِيُرَغِّبَهُ في الآخرةِ، ولا ابتلاهُ بِجَفَاءِ الناسِ إلاَّ لِيَرُدَّهُ إليهِ.
فعُلِمَ أنَّهُ لا يَجوزُ ذمُّ هذهِ الأفعالِ على الإطلاقِ، كما لا تُمْدَحُ على الإطلاقِ، والمكْرُ والكيدُ والخداعُ لا يُذَمُّ مِنْ جِهةِ العِلْمِ ولا مِنْ جِهةِ القُدرةِ، فإنَّ العلْمَ والقدرةَ مِنْ صفاتِ الكمالِ، وإِنَّمَا يُذَمُّ ذلكَ مِنْ جِهةِ سوءِ القَصْدِ وفَسادِ الإرادةِ، وهوَ أنَّ الماكرَ المخادعَ يَجورُ ويَظلمُ بفِعْلِ ما ليسَ لهُ فِعْلُهُ أوْ تَرْكِ ما يَجِبُ عليهِ فِعْلُهُ)([15]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

([14]) مُختصَرُ الصواعِقِ المُرسلَةِ (250)
([15]) مُختصَرُ الصواعِقِ المُرسلَةِ (248-250).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 10:52 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الصفة المنقسمة إلى كمال ونقص يُطلق على الله منها كمالها

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
[الرابعُ]: (أنَّ الصفةَ إذا كانت مُنقسِمَةً إلى كمالٍ ونَقْصٍ لم تَدْخُلْ بِمُطْلَقِها في أسمائِهِ بلْ يُطْلَقُ عليهِ منها كمالُها، وهذا كالمريدِ والفاعلِ والصانعِ، فإنَّ هذهِ الألفاظَ لا تَدخلُ في أسمائِهِ، ولهذا غَلِطَ مَنْ سَمَّاهُ بالصانعِ عندَ الإطلاقِ، بلْ هوَ الفَعَّالُ لِمَا يُريدُ فإنَّ الإرادةَ والفعلَ والصنْعَ مُنقسِمَةٌ، ولهذا إِنَّمَا أَطْلَقَ على نفسِهِ مِنْ ذلكَ أَكملَهُ فِعْلاً وَخَبَراً). ([12])). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

([12]) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 161)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 10:52 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

صفات الله وأفعاله كلها خير محض والشر لا يُضاف إليه سبحانه فعلا ولا وصفا

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
[الحادي والعشرونَ]: (أنَّ أسماءَهُ كلَّها حُسْنَى ليسَ فيها اسمٌ غيرَ ذلكَ أصلاً، وقدْ تَقدَّمَ أنَّ مِنْ أسمائِهِ ما يُطْلَقُ عليهِ باعتبارِ الفعلِ، نحوَ الخالقِ والرازقِ والْمُحْيِي والمميتِ، وهذا يَدُلُّ على أنَّ أفعالَهُ كلَّها خيراتٌ مَحْضٌ لا شَرَّ فيها؛ لأنَّهُ لوْ فَعَلَ الشرَّ لاشْتُقَّ لهُ منهُ اسمٌ، ولم تكنْ أسماؤُهُ كلُّها حُسْنَى، وهذا باطلٌ.
فالشرُّ ليسَ إليهِ، فكما لا يَدْخُلُ في صفاتِهِ ولا يَلْحَقُ ذاتَهُ لا يَدخُلُ في أفعالِهِ، فالشرُّ ليسَ إليهِ، لا يُضافُ إليهِ فِعْلاً ولا وَصْفاً، وإِنَّمَا يَدخُلُ في مَفعولاتِهِ. وفرْقٌ بينَ الفعْلِ والمفعولِ، فالشرُّ قائمٌ بمفعولِهِ المبايِنِ لهُ ، لا بفِعْلِهِ الذي هوَ فِعْلُهُ، فتَأَمَّلْ هذا فإنَّهُ خَفِيَ على كثيرٍ مِن المتكلِّمينَ، وزَلَّتْ فيهِ أقدامٌ، وضَلَّتْ فيهِ أفهامٌ، وهَدَى اللهُ أهلَ الحقِّ لِمَا اخْتَلَفُوا فيهِ بإذنِهِ، واللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إلى صراطٍ مُستقيمٍ) ([55]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

(55) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 163).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 10:54 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

كل ما يُنزه سبحانه عنه من العيوب والنقائص فهو داخل فيما نزه نفسه عنه وفيما يسبَّح به ويقدَّس

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
[الرابعُ والعشرونَ]: ([أنَّ] كلَّ ما يُنَزَّهُ سُبحانَهُ عنهُ مِن العيوبِ والنقائصِ فهوَ داخلٌ فيما نَـزَّهَ نفسَهُ عنهُ، وفيما يُسَبَّحُ بهِ ويُقَدَّسُ ويُحْمَدُ ويُمَجَّدُ، وداخلٌ في معاني أسمائِهِ الْحُسْنَى، وبذلكَ كانت حُسْنَى؛ أيْ: أحسنَ مِنْ غيرِها، فهيَ أَفعلُ تَفضيلٍ مُعَرَّفَةٌ باللامِ؛ أيْ: لا أَحسنَ منها بوجهٍ مِن الوُجوهِ. بلْ لها الْحُسْنُ الكاملُ التامُّ المطلَقُ، وأسماؤُهُ الْحُسْنَى وآياتُهُ البَيِّنَاتُ مُتضمِّنَةٌ لذلكَ ناطقةٌ بهِ صريحةٌ فيهِ، وإنْ أَلْحَدَ الْمُلْحِدونَ، وزَاغَ عنها الزائغونَ). ([60]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

([60]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (1443)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 10:54 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه

قال محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ)
:
(
قواعد في صفات الله تعالى

القاعدة الأولى: صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.

أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى.

وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. إما صفة كمال، وإما صفة نقص. والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة؛ ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ). وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ). وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً)، وعلى قومه: (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ).
ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به.

وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟

وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز،والعمى،والصمم ونحوها؛لقوله تعالى:(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ). وقوله عن موسى: (فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ). وقوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال:"إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"(1). وقال: " أيها الناس، أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ، ولا غائباً"(2).
وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ). وقوله: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ).
ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وقال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ).

وإذا كانت الصفة كمالاً في حال، ونقصاً في حال، لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق، فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً، ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها. فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها؛ لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصاً في غير هذه الحال، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها،كقوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). وقوله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً). وقوله: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ).وقوله:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ). وقوله: (قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ).
ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). فقال: (فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ )، ولم يقل: فخانهم؛ لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقاً.
وبهذا عرف أن قول بعض العوام: "خان الله من يخون" منكر فاحش، يجب النهي عنه.
) [القواعد المثلى: 28]


(1) رواه البخاري، كتاب الفتن (7131)، ومسلم، كتاب الفتن (2933).
(2) رواه البخاري، كتاب المغازي (4202)، ومسلم، كتاب الذكر (2704).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة