مع
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (تفسير (مع) على ستة أوجه:
على دينكم – أنزل عليكم – الناصر – العالم – المصاحبة – عليه
فوجه منها: (معكم) يعني: على دينكم, قوله تعالى في سورة البقرة {وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم} يعنون: على دينكم, {إنما نحن مستهزءون} وكقوله تعالى في سورة هود {ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه} أي: على دينه, قوله تعالى في سورة الملك {قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي} أي: على ديني, ونحوه كثير.
والوجه الثاني: معهم أي: أنزل عليهم, قوله تعالى في سورة البقرة {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم} يعني: لما أنزل عليهم, مثلها فيها.
والوجه الثالث: معنا يعني: ناصرنا, قوله تعالى في سورة براءة {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} يعني: ناصرنا، وكقوله تعالى {إن معي ربي سيهدين يعني: ناصري، ونحوه كثير.
والوجه الرابع: معهم يعني: عالم بهم, قوله تعالى في سورة المجادلة (ما يكون من نجوى ثلاثة} إلى قوله تعالى {ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} يعني: عالم بهم، قوله تعالى في سورة الحديد {وهو معكم أين ما كنتم} فهو معهم أينما كانوا.
والوجه الخامس: مع يعني: الصحبة والمرافقة, قوله تعالى في سورة النساء {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم} يعني: الصحبة, وكقوله تعالى {والذين آمنوا معه} يعني: في صحبته, وكقوله تعالى في سورة الفتح {محمد رسول الله والذين معه} ونحوه.
والوجه السادس: معه يعني: عليه، قوله تعالى في سورة الأعراف {واتبعوا النور الذي أنزل معه} يعني: عليه). [الوجوه والنظائر: 428 - 429]