العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 07:38 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة القدر [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:25 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال في ليلة الحكم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: ليلة القدر تتفقد في العشر الأواخر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أنزلناه} : الهاء كنايةٌ عن القرآن، {إنّا أنزلناه} [يوسف: 2] : خرج مخرج الجميع، والمنزل هو اللّه، والعرب تؤكّد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع، ليكون أثبت وأوكد "). [صحيح البخاري: 6 / 175]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (أَنْزَلْنَاهُ الهَاءُ كِنَايَةً عَنِ القُرْآنِ) أي الضميرُ رَاجِعٌ إلى القُرْآنِ، وإن لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ ذِكْرٌ. قولُهُ: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ خَرَجَ مَخْرَجَ الجَمِيعِ والمُنْزِلُ هُو اللهُ تَعَالَى، والعَرَبُ تُؤَكِّدُ فِعْلَ الرَّجُلِ الوَاحِدِ فتَجْعَلُهُ بِلَفظِ الجَمِيعِ لِيَكُونَ أَثْبَتَ وأَوْكَدَ) هُو قولُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَوَقَعَ في رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ في المُسْتَخْرَجِ نِسْبَتُهُ إليه، قَالَ: قالَ مَعْمَرٌ وهُو اسمُ أَبِي عُبَيْدَةَ كما تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ، وقَوْلُهُ: (لِيَكُونَ أَثْبَتَ وأَوْكَدَ) قَالَ ابنُ التِّينِ: النحاةُ يَقُولُونَ بأَنَّهُ للتَّعْظِيمِ يَقُولُهُ المُعَظِّمُ عَنْ نَفْسِهِ، ويُقالُ عنه. انْتَهَى. وهذا هُو المَشْهُورُ أَنَّ هَذَا جَمْعُ التَّعْظِيمِ). [فتح الباري: 8 / 725]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} يَعْنِي: الْقُرْآنَ كِنَايَةً عَنْ غَيْرِ مَذْكُورٍ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَوَضَعْنَاهُ فِي بَيْتِ الْعِزَّةِ، فَأَمْلاَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- عَلَى السَّفَرَةِ، ثُمَّ كَانَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- يُنْزِلُهُ عَلَى النَّبِيِّ نُجُومًا، وَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ ثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً). [عمدة القاري: 19 / 309]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({أَنْزَلْنَاهُ} الْهَاءُ كِنَايَةٌ عَنِ الْقُرْآنِ أَنْزَلْنَاهُ مَخْرَجَ الْجَمِيعِ، وَالْمُنْزِلُ هُوَ اللَّهُ، وَالْعَرَبُ تُوَكِّدُ فِعْلَ الْوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفْظِ الْجَمِيعِ؛ لِيَكُونَ أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ، أَرَادَ أَنَّ الضَّمِيرَ الْمَنْصُوبَ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} كِنَايَةٌ عَنِ الْقُرْآنِ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْبِقَ ذِكْرُهُ لَفْظًا؛ لأَنَّهُ مَذْكُورٌ حُكْمًا بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ حَاضِرٌ دَائِمًا فِي ذِهْنِ رَسُولِ اللَّهِ، أَوْ لأَنَّ السِّيَاقَ يَدُلُّ عَلَيْهِ، أَوْ لأَنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي حُكْمِ سُورَةٍ وَاحِدَةٍ.
قَوْلُهُ: (مَخْرَجَ الْجَمِيعِ) بِالنَّصْبِ أَيْ: خَرَجَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} مَخْرَجَ الْجَمِيعِ، وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يَكُونَ بِلَفْظِ الْمُفْرِدِ بِأَنْ يَقُولَ: إِنِّي أَنْزَلْتُهُ؛ لأَنَّ الْمُنْزِلَ هُوَ اللَّهُ وَهُوَ وَاحِدٌ لاَ شَرِيكَ لَهُ.
قَوْلُهُ: وَالْعَرَبُ... إِلَى آخِرِهِ إِشَارَةٌ إِلَى بَيَانِ فَائِدَةِ الْعُدُولِ عَنْ لَفْظِ الْمُفْرَدِ إِلَى لَفْظِ الْجَمِيعِ، وَقَالَ: الْعَرَبُ إِذَا أَرَادَتِ التَّأْكِيدَ وَالإِثْبَاتَ تَذْكُرُ الْمُفْرَدَ بِصِيغَةِ الْجَمِيعِ، وَلَكِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُصْطَلَحٍ وَالْمُصْطَلَحُ فِي مِثْلِهِ أَنْ يُقَالَ: فَائِدَةُ ذِكْرِ الْمُفْرَدِ بِالْجَمْعِ لِلتَّعْظِيمِ وَيُسَمَّى بِجَمْعِ التَّعْظِيمِ). [عمدة القاري: 19 / 309]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {أَنْزَلْنَاهُ} ولأَبِي ذَرٍّ وَقَالَ: أَنْزَلْنَاهُ (الهاءُ كنايةٌ عن القرآنِ) قَالَ في الأنْوَارِ: فَخَّمَهُ بإضمارِهِ من غيرِ ذِكْرِهِ شهادَةً له بالنَّبَاهَةِ الْمُغْنِيَةِ عن التَّصْرِيحِ، كما عَظَّمَهُ بأنْ أَسْنَدَ إِنْزَالَهُ إليه أي بِقَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} خَرَجَ (مَخْرَجَ الْجَمْعِ وَالْمُنَزِّلُ هو اللَّهُ تَعَالَى وَالْعَرَبُ تُؤَكِّدُ فِعْلَ الْوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بلفْظِ الْجَمِيعِ لِيَكُونَ) ولأَبِي ذَرٍّ عن الْمُسْتَمْلِيِّ: لِيَكُنْ (أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ) والنُّحَاةُ يُعَبِّرُونَ بِقَوْلِهِمُ: الْمُعَظِّمُ نَفْسَهُ كما نَبَّهَ عليه السَّفَاقُسِيُّ وَثَبَتَ إِنَّا مِنْ قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} لأَبِي ذَرٍّ). [إرشاد الساري: 7 / 429]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (مخرج الجميع) أي: خرج مخرج صيغة الجمع، وإن كان المنزل هو الله الواحد الأحد تعظيماً له ليتوسل به إلى تحقيق الأمر، وأنه نازل من عظيم لا يكتنه كنهه جل ذكره وثناؤه، والله تعالى أعلم اهـ سندي). [حاشية السندي على البخاري: 3 / 80]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة، وعاصمٍ هو ابن بهدلة، سمعا زرّ بن حبيشٍ، يقول: قلت لأبيّ بن كعبٍ، إنّ أخاك عبد الله بن مسعودٍ يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال: يغفر اللّه لأبي عبد الرّحمن، لقد علم أنّها في العشر الأواخر من رمضان، وأنّها ليلة سبعٍ وعشرين، ولكنّه أراد أن لا يتّكل النّاس، ثمّ حلف لا يستثني أنّها ليلة سبعٍ وعشرين، قال: قلت له: بأيّ شيءٍ تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالآية الّتي أخبرنا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، أو بالعلامة أنّ الشّمس تطلع يومئذٍ لا شعاع لها.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5 / 302]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عليّ بن حجرٍ، عن إسماعيل، عن عبد الله بن دينارٍ، عن ابن عمر، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ليلة القدر، فقال: «تحرّوها في السّبع الأواخر من شهر رمضان»).[السنن الكبرى للنسائي: 10/ 340]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، حدّثنا خالدٌ يعني ابن الحارث، عن كهمسٍ، عن ابن بريدة، عن عائشة، قالت: قلت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إن وافقت ليلة القدر ماذا أقول؟، قال:
« تقولين: اللهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 341]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن قدامة، أخبرنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} قال: " نزل القرآن جملةً واحدةً في ليلة القدر، وكان الله عزّ وجلّ ينزّل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعضه في أثر بعضٍ، قالوا: {لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلًا} [الفرقان: 32]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 341]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا جابر بن يزيد بن رفاعة العجليّ، عن يزيد بن أبي سليمان، عن زرّ بن حبيشٍ، قال: " لولا سفهاؤكم لوضعت يدي في أذني، فناديت: إنّ ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين، نبأ من لم يكذبني، عن نبأ من لم يكذبني، يعني عن أبيّ بن كعبٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال أبو عبد الرّحمن: سفهاؤكم سقطت الهاء من كتابي). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 341]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّا أَنْزَلْنَا هذا القرآنَ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلى السماءِ الدنيا في ليلةِ القدرِ، وَهي ليلةُ الحكمِ التي يَقْضِي اللَّهُ فيها قَضَاءَ السَّنَةِ؛ وَهوَ مَصْدَرٌ مِنْ قولِهِم: قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ هذا الأمرَ، فهوَ يَقْدِرُ قَدْراً.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى، قَالَ: ثني عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا دَاودُ، عَنْ عكرمةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَزَلَ القرآنُ كُلُّهُ جملةً وَاحدةً في ليلةِ القدرِ في رمضانَ إِلى السماءِ الدنيا، فَكَانَ اللَّهُ إِذا أَرَادَ أنْ يُحْدِثَ في الأرضِ شَيْئاً أَنْزَلَهُ منهُ حتَّى جَمَعَهُ".
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قَالَ: ثنا عبدُ الوهَّابِ، قَالَ: ثنا دَاودُ، عَنْ عكرمةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ القرآنَ إِلى السماءِ الدنيا في ليلةِ القدرِ، وَكانَ اللَّهُ إِذا أَرَادَ أنْ يُوحِيَ منهُ شَيْئاً أَوْحَاهُ، فهوَ قولُهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
قالَ: ثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ، عَنْ داودَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزادَ فيهِ. وَكانَ بينَ أَوَّلِهِ وَآخرِهِ عشرونَ سَنَةً.
قَالَ: ثنا عَمْرُو بنُ عاصمٍ الكِلابِيُّ، قَالَ: ثنا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: ثنا عِمْرَانُ أبو العوَّامِ، قَالَ: ثنا داودُ بنُ أبي هندٍ، عَنِ الشعبيِّ أَنَّهُ قَالَ في قولِ اللَّهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قَالَ: نَزَلَ أَوَّلُ القرآنِ في ليلةِ القدرِ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ حكيمِ بنِ جبيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَزَلَ القرآنُ في ليلةٍ مِنَ السماءِ العُلْيَا إِلى السماءِ الدنيا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثمَّ فُرِّقَ في السِّنِينَ، قَالَ: وَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ هذهِ الآيةَ: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}. قَالَ: نَزَلَ مُتَفَرِّقاً.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ، قَالَ: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عَنْ داودَ، عَنِ الشعبيِّ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قَالَ: بَلَغَنَا أنَّ القرآنَ نزَلَ جملةً وَاحدةً إِلى السماءِ الدنيا.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: أُنْزِلَ القرآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثمَّ أَنْزَلَ رَبُّنَا في ليلةِ القدرِ: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ منصورٍ، عَنْ سعيدِ بنِ جبيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قَالَ: أُنْزِلَ القرآنُ جُمْلَةً وَاحدةً في ليلةِ القدرِ إِلى السماءِ الدنيا، فَكَانَ بِمَوْقِعِ النُّجُومِ، فكانَ اللَّهُ يُنْزِلُهُ على رسولِهِ، بَعْضَهُ في إِثرِ بَعْضٍ، ثمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}.
وَبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ الحُكْمِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قَالَ: لَيْلَةِ الحُكْمِ.
- حدَّثَنا ابنُ حميدٍ, قال: ثَنَا مهرانُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ محمدِ بنِ سُوقَةَ، عَنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: يُؤْذَنُ للحُجَّاجِ في ليلةِ القدرِ، فَيُكْتَبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، فَلا يُغَادِرُ منهم أحدٌ، وَلا يُزَادُ فيهم، وَلا يُنْقَصُ منهم.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ، قَالَ: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا رَبِيعَةُ بنُ كُلْثُومٍ، قَالَ: قَالَ رجلٌ للحسنِ وَأَنَا أَسْمَعُ: رَأَيْتَ ليلةَ القدرِ في كلِّ رمضانَ هيَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاللَّهِ الذي لا إِلَهَ إِلاَّ هوَ إِنَّهَا لَفِي كُلِّ رَمَضَانَ، وَإِنَّهَا لَلَيْلَةُ القدرِ، فيها يُفْرَقُ كلُّ أمرٍ حَكِيمٍ، فيها يَقْضِي اللَّهُ كلَّ أجلٍ وَعَمَلٍ وَرِزْقٍ، إِلى مِثْلِهَا.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سفيانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: ليلةُ القدرِ في كلِّ رَمَضَانَ). [جامع البيان: 24 / 542-545]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، أنبأ إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: «أنزل القرآن في ليلة القدر جملةً واحدةً إلى سماء الدّنيا كان بموقع النّجوم» ، فكان اللّه ينزّله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم بعضه في أثر بعضٍ، قال عزّ وجلّ: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلًا} [الفرقان: 32] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 578]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا محمّد بن عيسى الواسطيّ، ثنا عمرو بن عونٍ، ثنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين، قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم، وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ} [الواقعة: 76] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 578]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ أبو عامرٍ العقديّ، ثنا عكرمة بن عمّارٍ اليماميّ، عن أبي زميلٍ سماك الحنفيّ، قال: حدّثني مالك بن مرثدٍ، عن أبيه، قال: قلت لأبي ذرٍّ رضي اللّه عنه: هل سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يذكر ليلة القدر؟ فقال: نعم، قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان، أم في غير رمضان؟ قال: «بل في رمضان» قلت: أخبرني يا رسول اللّه، أهي مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: «لا، بل إلى يوم القيامة» قلت: يا رسول اللّه، أخبرني في أيّ رمضان هي؟ قال: «في العشر الأواخر لا تسألني عن شيءٍ بعدها» فقلت: أقسمت عليك بحقّي عليك يا رسول اللّه، في أيّ عشرٍ هي؟ قال: فغضب عليّ غضبًا شديدًا ما غضب عليّ قبل ولا بعد مثله، وقال: «لو شاء اللّه لأطلعكم عليها التمسوها في السّبع الأواخر، لا تسألني عن شيءٍ بعدها» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 578]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: أُنْزِلَ القرآنُ في ليلةِ القدْرِ، في شهْرِ رَمَضانَ، إلى السماءِ جُملةً واحِدَةً، ثم أُنْزِلَ نُجُوماً.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عِمرانُ القَطَّانُ، وثَّقَه ابنُ حِبَّانَ وغيرُه، وفيه ضعفٌ، وبقيَّةُ رِجالِه ثِقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 140]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قالَ: أُنْزِلَ القرآنُ جُملةً واحِدَةً حتى وُضِعَ في بَيْتِ العِزَّةِ في السماءِ الدنيا، ونَزَّلَه جِبريلُ على محمدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بجوابِ كلامِ العِبادِ وأعمالِهِم.
رَوَاه الطبرانيُّ والبَزَّارُ باخْتِصارٍ، ورِجالُ البَزَّارِ رِجالُ الصحيحِ، وفي إسنادِ الطبرانيِّ عمرُو بنُ عبدِ الغَفَّارِ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 140]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً، كَانَ جِبْرِيلُ يُنَزِّلُهُ – يَعْنِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -). [كشف الأستار: 3 / 82]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: ثنا هشيم، أبنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- قال: "نزل القرآن ليلة القدر من السّماء العليا إلى السماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين، وتلا ابن عبّاسٍ: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا".
- قال: وثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، ثنا داود بن أبي هندٍ سمعناه يروي عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: "أنزل القرآن جملةً واحدةً من اللّوح المحفوظ إلى سماء الدّنيا، ثمّ أنزله جبريل بعد على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فكان فيه ما قال للمشركين، وردّاً عليهم".
- رواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ: ثنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ "في قوله عزّ وجلّ: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} قال: أنزل القرآن في ليلة القدر جملةً واحدةً إلى سماء الدّنيا، وكان بموقع النّجوم وكان اللّه- عز وجل- ينزله على رسول صلّى اللّه عليه وسلّم بعضه في إثر بعضٍ، فقال اللّه- عزّ وجلّ-: {وقال الّذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً} ".
- ورواه البيهقيّ في سننه: ثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ... فذكره.
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير عن محمّد بن قدامة، عن جريرٍ به.
قال المزّيّ: ليس في الرّواية). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 301-302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ الضُّرَيْسِ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والحاكمُ، وصحَّحَه، وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في الدلائلِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: أُنْزِلَ القرآنُ في ليلةِ القَدْرِ جُمْلَةً واحدةً، مِن الذِّكْرِ الذي عندَ ربِّ العِزَّةِ، حتى وُضِعَ في بيتِ العزةِ في السماءِ الدنيا، ثم جَعَلَ جِبريلُ يَنْزِلُ على محمدٍ بجوابِ كلامِ العبادِ وأعمالِهم). [الدر المنثور: 15 / 533]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الربيعِ بنِ أنَسٍ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ القرآنَ جُمْلةً في ليلةِ القدْرِ كلَّه، {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. يقولُ: خَيْرٌ مِن عَمَلِ ألفِ شَهْرٍ). [الدر المنثور: 15 / 533]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، والفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ"، عن مُجَاهِدٍ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحُكْمِ). [الدر المنثور: 15 / 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ في المُصَنَّفِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحُكْمِ، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحكمِ). [الدر المنثور: 15 / 537]

ما ورد في ليلة القدر
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ، أنَّه سُئِلَ عن ليلةِ القدرِ: أهي شيءٌ كانَ فذَهَبَ، أم هي في كلِّ عامٍ؟ فقالَ: بل هي لأمةِ محمدٍ ما بَقِيَ منهم اثنانِ). [الدر المنثور: 15 / 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ، عن أنسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ:«إِنَّ اللَّهَ وَهَبَ لأُمَّتِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَلَمْ يُعْطِهَا مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ» ). [الدر المنثور: 15 / 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ يحنسَ مَوْلَى معاويةَ، قالَ: قلتُ لأبي هريرةَ: زَعَمُوا أن ليلةَ القدرِ قد رُفِعَتْ. قالَ: كَذَبَ مَن قالَ ذلك. قلتُ: هي في كلِّ رمضانَ اسْتَقْبَلْتُهُ؟ قالَ: نعمْ. قلتُ: زَعَمُوا أن الساعةَ التي في الجُمُعَةِ لا يَدْعُو فيها مسلمٌ إلا اسْتُجِيبَ له قد رُفِعَتْ. قالَ: كَذَبَ مَن قالَ ذلك. قلتُ: هي في كلِّ جُمُعَةٍ اسْتَقْبَلْتُهَا؟ قالَ: نعمْ). [الدر المنثور: 15 / 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عُمَرَ، أنَّه سُئِلَ عن ليلةِ القدْرِ: أفي كلِّ رمضانَ؟ ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: أفي رمضانَ هي؟ قالَ: نعمْ، ألم تَسْمَعْ إلى قولِ اللَّهِ تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. وقولِه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} ). [الدر المنثور: 15 / 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو داودَ والطبرانيُّ، عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أَسْمَعُ,، عن ليلةِ القدرِ، فقالَ:«هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ في تهذيبهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ كَانَ مُلْتَمِسًا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الأوَاخر وِتْرًا» ). [الدر المنثور: 15 / 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وَأَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ، وَمُسْلمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، عن عائشةَ، قالَت: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 541-542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ وابنُ جَرِيرٍ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ مَرْدُويَه عَنْ جَابرِ بنِ أَبي سَمْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
« اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهرِ رَمَضَانَ»). [الدر المنثور: 15 / 542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وابنُ جَرِيرٍ، عن الفَلَتَانِ بنِ عاصِمٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا، فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْراً»). [الدر المنثور: 15 / 542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ من طريقِ أبي ظِبْيَانَ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّهم كانُوا قعوداً حينَ أقْبَلَ إليهم رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريعاً، حتى فَزِعْنا لسرعتِه، فلمَّا انْتَهَى إلينا سَلَّمَ ثم قالَ:
«جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُسْرِعاً لِكَيْمَا أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَنُسِّيتُهَا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَلَكِنِ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 542-543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، وابنُ زَنْجُويَهٍْ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ ، عن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، أنَّه سَأَلَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ليلةِ القدرِ فقالَ:
«فِي رَمَضَانَ فِي فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فَإِنَّهَا فِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعْشِرِينَ، أَوْ آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، مَنْ قَامَهَا إِيْمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمِنْ أَمَارَاتِهَا أَنَّهَا لَيْلَةٌ بَلِجَةٌ صَافِيَةٌ سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ، لا حَارَّةٌ وَلاَ بَارِدَةٌ، كَانَ فِيهَا قَمَراً سَاطِعاً، وَلاَ يَحِلُّ لِنَجْمٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَمِنْ أَمَارَاتِهَا أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صَبِيحَتَهَا مُسْتَوِيَةً لاَ شُعَاعَ لَهَا، ، كَأَنَّهَا الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا يَوْمَئِذٍ»). [الدر المنثور: 15 / 543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ في "تَهْذِيبِه"، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قالَ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي الْوِتْرِ، وَهِيَ لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لاَ حَارَّةٌ وَلاَ بَارِدَةٌ، كَانَ فِيهَا قَمَرًا,، لاَ يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يُضِيءَ فَجْرُهَا» ). [الدر المنثور: 15 / 543-544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ مسعودٍ، قالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ليلةِ القدرِ، فَقَالَ:
«قَدْ كُنْتُ عَلِمْتُهَا ثُمَّ اخْتُلِسَتْ مِنِّي، وَأَرَى أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، فَاطْلُبُوهَا فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ أَوْ سَبْعٍ يَبْقَيْنَ أَوْ ثَلاَثٍ يَبْقَيْنَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ، وَمَنْ قَامَ السَّنَةَ سَقَطَ عَلَيْهَا» ). [الدر المنثور: 15 / 544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وابنُ زَنْجُويَهْ، وَمُحَمدُ بنُ نصرٍ، عن أبي عَقْرَبٍ الأسديِّ، قالَ: أتَيْنَا ابنَ مسعودٍ في دارِه فسَمِعْناه يقولُ: صَدَقَ اللَّهُ ورسولُه. فسَأَلْتُه، فَقَالَ: إِنَّهُ أخبَرَنا: "أنَّ ليلةَ القدرِ في السبعِ مِن النصفِ الآخِرِ؛ وذلك أن الشمسَ تَطْلُعُ يومَئِذٍ بيضاءَ لا شعاعَ لها، فنَظَرَتُ إلى السماءِ فَرَأَيْتُهَا كَمَا حُدِّثْتُ فكَبَّرْتُ). [الدر المنثور: 15 / 544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وابنُ جَرِيرٍ، من طريقِ الأسودِ، عن عبدِ اللَّهِ، قالَ: تَحَرَّوا ليلةَ القدرِ لسبعٍ تَبْقَى، تَحَرَّوْهَا لتسعٍ تبقَى، تَحَرَّوْهَا لإحدَى عَشْرَةَ تَبْقَى صبيحةَ بدرٍ؛ فإنَّ الشمسَ تَطْلُعُ كلَّ يومٍ بينَ قَرْنَي شيطانٍ، إلا صبيحةَ ليلةِ القدرِ؛ فإنَّها تَطْلُعُ يومَئِذٍ بيضاءَ ليسَ لها شعاعٌ). [الدر المنثور: 15 / 544-545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ زَنْجُويَهْ، وابنُ مَرْدُويَهْ بسندٍ صحيحٍ، عن أبي هريرةَ، قالَ: ذَكَرْنَا ليلةَ القدرِ عندَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كَمْ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ؟» قلنا: مَضَتْ ثنتانِ وعِشرونَ وبَقِيَ ثَمَانٍ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَضَتْ ثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ وَبَقِيَتْ سَبْعٌ، الْتَمِسُوهَا اللَّيْلةَ، الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ» ). [الدر المنثور: 15 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أنسِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ:
«الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَفِي تِسْعَةٍ، وَفِي إِحْدَى عَشْرَةَ، وَفِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَفِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ»). [الدر المنثور: 15 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلةِ القدرِ:
«إِنَّهَا آخِرُ لَيْلَةٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن معاويةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن أبي ذَرٍّ، قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي عن ليلةِ القدرِ شيءٌ يَكُونُ في زمانِ الأنبياءِ، يَنْزِلُ عليهم فيها الوحيُ، فإذا قُبِضُوا رُفِعَتْ أم هي إلى يومِ القيامةِ؟ قالَ:
«بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي في أيِّ الشَّهْرِ هي؟ قالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَوْ أَذِنَ لِي أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِهَا لأخْبَرْتُكُمْ بِِهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي إِحْدَى السَّبْعَيْنِ، ثُمَّ لا تَسْأَلْنِي عَنْهَا بَعْدَ مَرَّتِكَ هَذِهِ». ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ يُحَدِّثَهُمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدِ اسْتَطْلَقَ بِهِ الحَدِيثُ قُلْتُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ لَتُخْبِرَنِّي بِهَا فِي أَيِّ السَّبْعَيْنِ هِيَ ؟ فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ عَلَيَّ قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا فَقَالَ:«إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَوْ أَمَرَنِي أَنْ أُخْبِرَكُمْ لأَخْبَرْتُكُمْ، لا آمَنُ أَنْ تَكُونَ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ» قيلَ لأَبِي عَمْرٍو: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: «اطْلُبُوهَا فِي إِحْدَى السَّبْعَيْنِ»؟ قَالَ: يَعْنِي لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ). [الدر المنثور: 15 / 545-546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وأَحْمَدُ وابنُ زَنْجُويَهْ والنَّسَائِيُّ وابنُ جَرِيرٍ في "تَهْذِيبِهِ" ومُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ والحَاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ" عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: أَسَأَلْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ؟ قالَ: أَنَا كُنْتُ أَسْأَلَ النَّاسِ عَنْهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ، أَفِي رَمَضَانَ أَوْ فِي غَيْرِهِ؟ فَقالَ:
«بَلْ هِيَ فِي رَمَضَانَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَكُونُ مَعَ الأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا، فَإِذَا قُبِضَ الأَنْبِيَاءُ رُفِعَتْ، أَمْ هِيَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ؟ قَالَ: «بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِي أَيِّ رَمَضَانَ هِيَ؟ قالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأُوَلِ وَالعَشْرِ الأَوَاخِرِ» قالَ: ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وحَدَّثَ، فاهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ فقُلْتُ: في أَيِّ العَشْرَيْنِ؟ قالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأُوَلِ والعَشْرِ الأَوَاخِرِ» قالَ: ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وحَدَّثَ، فَاهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُخْبِرَنِّي -أَوْ لَمَا أَخْبَرْتَنِي- فِي أَيِّ الْعَشْرِ هِيَ؟ قالَ: فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا مَا غَضِبَ عَلَيَّ مِثْلَهُ لا قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ، فقَالَ: «إِنَّ اللهَ لَوْ شَاءَ لأَطْلَعَكُمْ عَلَيْهَا، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا »). [الدر المنثور: 15 / 546-547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البخاريُّ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ، عن عائشةَ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 547-548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ والطَّيَالِسِيُّ وابنُ أبي شيبةَ وأحمدُ والبخاريُّ ومسلمٌ وابنُ ماجهْ وابنُ جَرِيرٍ والبَيْهَقِيُّ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوسطَ مِن شهرِ رمضانَ، فاعْتَكَفَ عاماً حتى إذا كانَ ليلةُ إحدى وعشرينَ، وهي الليلةُ التي يَخْرُجُ فيها مِن اعْتِكَافِه فقالَ:
«مَنِ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ، وَقَدْ رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ نُسِّيتُهَا، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ مِنْ صَبِيحَتِهَا فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَالْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ». قالَ أبو سعيدٍ: فمَطِرَتِ السماءُ مِن تلكَ الليلةِ، وكانَ المسجدُ على عَرِيشٍ، فوَكَفَ المسجدُ. قالَ أبو سعيدٍ: فأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى جبهتِه وأنفِه أثرُ الماءِ والطينِ مِن صبيحةِ إحدى وعشرينَ). [الدر المنثور: 15 / 548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ وابنُ سعدٍ وابنُ أبي شيبةَ وأحمدُ ومسلمٌ وابنُ زَنْجُويَهْ وابنُ خُزَيْمَةَ والطحاويُّ والبَيْهَقِيُّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أُنَيْسٍ، أنَّه سُئِلَ عن ليلةِ القدرِ فقالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ:
«الْتَمِسُوهَا اللَّيْلَةَ» وَتِلْكَ اللَّيْلَةَ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ). [الدر المنثور: 15 / 548-549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ والبَيْهَقِيُّ، عن أبي النضْرِ موْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أن عبدَ اللهِ بنَ أُنَيْسٍ الجُهَنِيَّ، قالَ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسولَ اللَّهِ، إني رجلٌ شاسِعُ الدارِ، فمُرْنِي بليلةٍ أَنْزِلُ لها. فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: قلتُ لِضَمُرَةَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أُنَيْسٍ، ما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبيكَ ليلةَ القدرِ؟ قالَ: كانَ أبي صاحِبَ باديةٍ، قالَ: فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، مُرْنِي بليلةٍ أَنْزِلُ فيها؟ قالَ:
«انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ». قالَ: فلمَّا تَوَلَّى قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ، والبخاريُّ، ومسلمٌ، والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عُمَرَ، أن رجالاً مِن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَوْا ليلةَ القدرِ في السبعِ الأواخرِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنِّي أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 549-550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وأحمدُ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والبخاريُّ والبَيْهَقِيُّ، عن عُبادَةَ بنِ الصامتِ، قالَ: خَرَجَ نبيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُرِيدُ أن يُخْبِرَنا بليلةِ القدرِ، فتَلاَحَى رجلانِ مِن المسلمينَ، قالَ:
«خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْراً لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ»). [الدر المنثور: 15 / 550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عن عُبَادَةَ بنِ الصامتِ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وهو يُرِيدُ أن يُخْبِرَ أصحابَه بليلةِ القدرِ، فتلاحَى رجلانِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ، فَاخْتَلَجَتْ مِنِّي، فاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى أو تاسِعَةٍ تَبْقَى أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى» ). [الدر المنثور: 15 / 550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البخاريُّ، وأبو داودَ، وابنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
«الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، وَفِي سَابِعَةٍ تَبْقَى وَفِي خَامِسَةٍ تَبْقَى» ). [الدر المنثور: 15 / 550-551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، عن أنَسٍ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
«الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي تَاسِعَةٍ وَسَابِعَةٍ وَخَامِسَةٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ، وابنُ أبي شَيْبَةَ، وأحمدُ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والترمذيُّ وصَحَّحَه، والنَّسَائِيُّ، وابنُ جَرِيرٍ، والحاكمُ وصَحَّحَه، والبَيْهَقِيُّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ جَوْشَنٍ، قالَ: ذُكِرَتْ ليلةُ القدرِ عندَ أبي بَكْرَةَ، فقالَ أبو بَكْرَةَ: أمَّا أنا فلستُ بِمُلْتَمِسِها إلاَّ في العشرِ الأواخرِ، بعدَ حديثٍ سَمِعْتُه من رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ:
«الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، لِتَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ ثَالِثَةٍ تَبْقَى أَوْ آخِرَ لَيْلَةٍ» فكانَ أبو بَكْرَةَ يُصَلِّي في عشرينَ مِن رمضانَ كما كانَ يُصَلِّي في سائِرِ السنةِ، فإذا دَخَلَ العَشْرُ اجْتَهَدَ). [الدر المنثور: 15 / 551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، ومسلمٌ، وأبو داودَ، والبَيْهَقِيُّ، من طريقِ أبي نَضْرَةَ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ» قلتُ: يا أبا سعيدٍ، إنكم أعْلَمُ بالعددِ مِنَّا. قالَ: أجَلْ. قلتُ: ما التاسعةُ والسابعةُ والخامسةُ؟ قالَ: إذا مَضَتْ واحدةٌ وعشرون فالتي تَلِيها التاسعةُ، وإذا مضَى الثلاثُ والعشرون، فالتي تليها السابعةُ، وإذَا مضَى خمسٌ وعشرون فالتي تليها الخامسةُ). [الدر المنثور: 15 / 551-552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطيالِسِيُّ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
«لَيْلةُ الْقَدْرِ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ» ). [الدر المنثور: 15 / 552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، والطحاويُّ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ والطبرانيُّ، وأبو داودَ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن بلالٍ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ
» ). [الدر المنثور: 15 / 552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ سعدٍ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عُسَلْةَ الصُّنَابِحِيِّ ، قالَ: ما فاتَنِي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بخمسِ ليالٍ تُوفِّيَ وأنا بالجُحْفَةِ، فقَدِمْتُ على أصحابِه مُتَوَافِرِينَ، فسألتُ بلالاً عن ليلةِ القدرِ فقالَ: ليلةَ ثلاثٍ وعشرينَ). [الدر المنثور: 15 / 552-553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، عن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ:
«الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطيالِسِيُّ، وابنُ زَنْجُويَهْ، وابنُ حِبَّانَ، والبَيْهَقِيُّ، عن أبي ذَرٍّ ، قالَ: صُمْنَا معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يَقُمْ بِنا شيئاً من الشهرِ، حتى إذا كانَت ليلةُ أربعٍ وعشرين السابِعُ مما يَبْقَى، صلَّى بنا حتى كادَ أن يذهَبَ ثُلُثُ الليلِ، فلما كانَتْ ليلةُ خمسٍ وعشرين لم يُصَلِّ بنا، فلمَّا كانَتْ ليلةُ ستٍّ وعشرين الخَامِسَةُ مِمَّا يَبْقَى صَلَّى بنا، حتى كاد أن يَذهَبَ شَطْرُ الليلُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، لو نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ ليلَتِنَا فقالَ: «لاَ، إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ
»، فلمَّا كانَت ليلةُ سبعٍ وعشرينَ لم يُصَلِّ بِنَا، فلمَّا كانَتْ ليلةُ ثمانٍ وعشرين جَمَعَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واجْتَمَعَ له الناسُ، فصَلَّى بنا حتى كادَ أنْ يَفُوتَنا الفلاحُ، ثم لم يُصَلِّ بِنا شيئاً مِن الشهرِ. والفلاحُ: السحورُ). [الدر المنثور: 15 / 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وأحمدُ، وابنُ زَنْجُويَهْ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، ومسلمٌ وأبو داودَ والترمذيُّ، والنَّسائِيُّ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ حِبَّانَ وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عن زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، قالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن ليلةِ القَدْرِ، قلتُ: إن أخاكَ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ يقولُ: مَن يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ ليلةَ القدرِ. فحَلَفَ لا يَسْتَثْنِي أنَّها ليلةَ سبعٍ وعشرين.
قلتُ: بِمَ تقولُ ذلك أبا المُنْذِرِ؟ قالَ: بالآيةِ والعلامةِ التي قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا تُصْبِحُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ
». ولفظُ ابنِ حِبَّانَ: «بَيْضَاءُ لاَ شُعَاعَ لَهَا كأَنَّها طَسْتٌ» ). [الدر المنثور: 15 / 553-554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ، والحاكمُ وصحَّحَه، والبَيْهَقِيُّ، من طريقِ عاصِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ: كانَ عُمَرُ يَدْعُونِي معَ أصحابِ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقولُ: لا تَتَكَلَّمْ حتى يَتَكَلَّمُوا، فدَعَاهم فسَأَلَهم فقالَ: أَرَأَيْتُمْ قولَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلةِ القدرِ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْراً، أَيَّ لَيْلَةٍ تَرَوْنَهَا؟
» فقالَ بعضُهم: ليلةَ إحدَى وعشرين، وقالَ بعضُهم: ليلةَ ثلاثٍ، وقالَ بعضُهم: ليلةَ خمسٍ، وقالَ بعضُهم: ليلةَ سبعٍ. فقالَوا: وأنا ساكتٌ. فقالَ، مالَكَ لا تَتَكَلَّمُ؟ فقلتُ: إنك أمَرْتَنِي ألاَّ أتَكَلَّمَ حتى يَتَكَلَّمُوا. فقالَ: ما أَرْسَلْتُ إليكَ إلا لِتتَكَلَّمَ. فقالَ: إني سَمِعْتُ اللَّهَ يَذْكُرُ السبعَ؛ فذَكَرَ سبْعَ سماواتٍ ومِن الأرضِ مِثْلَهُنَّ، وخلَقَ الإنسانَ مِن سبعٍ، ونَبْتُ الأرضِ سَبْعٌ. فقالَ عُمَرُ: هذا أخْبَرْتَنِي بما أعلَمُ، أَرَأَيتَ ما لا أعْلَمُ؟ فذلك نبتُ الأرضِ سبعٌ. قلتُ: قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَشَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}. قالَ: فالحدائقَ غُلْباً الحيطانُ من النخلِ والشجرِ، {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}. فالأبُّ ما أنْبَتَتِ الأرضُ مما تَأْكُلُه الدوابُّ والأنعامُ ولا تأكلُه الناسُ. فقالَ عُمَرُ لأصحابِه: أَعَجَزْتُم أنْ تَقُولوا كما قالَ هذا الغلامُ الذي لم يَجْتَمِعْ شُؤُونُ رأسِه، واللَّهِ إني لأرَى القولَ كما قلتَ، وقد كُنْتُ أمَرْتُكَ ألاَّ تَتَكَلَّمَ حَتى يَتَكَلَّمُوا وَإِنِّي آمُرُكَ أَنْ تَتَّكَلَمَ مَعَهُمْ). [الدر المنثور: 15 / 554-555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وابنُ رَاهُويَهْ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، والطبرانيُّ، والبَيْهَقِيُّ، مِن طريقِ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ: دعا عُمَرُ أصحابَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُمْ عن ليلةِ القدرِ، فاجْمَعُوا أنَّها في العشرِ الأواخرِ، فقلتُ لعمرَ: إني لأعلَمُ وإني لأظنُّ أيَّ ليلةٍ هي. قالَ: وأيُّ ليلةٍ هي؟ قُلْتُُ: سابعةٌ تَمْضِي أو سَابِعَةٌ تبقى من العشرِ الأواخِرِ. قالَ عُمَرُ: ومِن أينَ عَلِمْتَ ذلك؟ قلتُ: خَلَقَ اللَّهُ سبعَ سماواتٍ، وسبعَ أرَضينَ، وسبعَ أيامٍ، وإن الدهرَ يَدُورُ في سبعٍ، وخُلِقَ الإنسانُ من سبعٍ، ويأكلُ من سبعٍ، ويسجُدُ على سبعةِ أعضاءٍ، والطوافُ بالبيتِ سبعٌ، والجِمارُ سبعٌ -.لأشياءَ ذَكَرَها-.
فقالَ عُمَرُ: لقد فَطِنْتَ لأمرٍ ما فَطِنَّا له. وكانَ قتادةُ يزيدُ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: ويأكُلُ من سبعٍ. قالَ: هو قولُ اللَّهِ : {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً} الآيةَ). [الدر المنثور: 15 / 555-556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ سعدٍ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ ، قالَ: كانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُدْنِي ابنَ عبَّاسٍ ، وكانَ ناسٌ مِن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكأنَّهم وَجَدُوا في أنفسِهم، فقالَ: لأُرِيَنَّكُم اليومَ منه شيئاً تَعْرِفُون فضلَه، فسَأَلَهم عن هذه السورةِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}. فقالَوا: أُمِرَ نَبِيُّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رأَى مسارعةَ الناسِ في الإسلامِ ودُخُولَهم فيه أن يَحْمَدَ اللَّهَ ويَسْتَغْفِرَه. فقالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: يا ابنَ عباسٍ ما لَكَ لا تَتَكَلَّمُ؟ فقالَ: أَعْلَمَهُ مَتَى يَمُوتُ. قالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً}. فهي آيَتُكَ مِن الموتِ. فقالَ عُمَرُ: صَدَقَ والذي نَفْسُ عُمَرَ بيدِه، ما أعْلَمُ منها إلا ما عَلِمْتَ. قالَ: وسأَلَهم عن ليلةِ القدرِ، فأكثَرُوا فيها، فقالُوا: كنَّا نَرَى أنَّها في العَشْرِ الأَوْسَطِ، ثم بَلَغَنا أنَّها في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فأَكْثَرُوا فيها، فقالَ بعضُهم: ليلةَ إحدَى وعشرين، وقالَ بعضُهم: لَيْلَةَ ثلاثٍ وعشرين، وقالَ بعضُهم: سبعٍ وعشرين. فقالَ عُمَرُ: مَا لَكَ يا ابنَ عباسٍ لا تَتَكَلَّمُ؟ قالَ: اللَّهُ أعلمُ. قالَ: قد نَعْلَمُ أن اللَّهَ أعلمُ، ولكني إنما أسأَلُكَ عن عِلْمِكَ. فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: إنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ؛ خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ والأرضينَ سبعًا، وَجَعَلَ عَدَدَ الأَيَّامِ سَبْعاً، وَجَعَلَ الطوافَ بالبيتِ سبعاً، والسعيَ بينَ الصفا والمروةِ سبعاً، ورَمْيَ الجِمارِ سبعاً، وخَلَقَ الإنسانَ مِن سبعٍ، وجَعَلَ رِزْقَه مِن سبعٍ. قالَ: كيفَ خَلَقَ الإنسانَ مِن سبعٍ وجَعَلَ رِزْقَه مِن سبعٍ؟ فقد فَهِمْتَ مِن هذا شيئاً لم أفْهَمْه؟ قالَ: قولُ اللَّهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ}. إلى قولِه: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}. ثم ذَكَرَ رِزْقَه فقالَ: {إِنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا}. إلى قولِه: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}. فالأبُّ ما أَنْبَتَتِ الأرضُ للأنعامِ، والسبعةُ رِزْقٌ لِبَنِي آدَمَ. قالَ: لا أرَاهَا,، واللَّهُ أعلمُ,، إلاَّ لثلاثٍ يَمْضِينَ وسَبْعٍ يَبْقَينَ). [الدر المنثور: 15 / 556-557]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو نُعَيْمٍ في "الحِلْيَةِ" مِن طريقِ محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظِيِّ ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ جلَسَ في رَهَطٍ مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المهاجرينَ، فذَكَرُوا ليلةَ القدرِ، فتَكَلَّمَ منهم مَن سَمِعَ فيها بشيءٍ مما سَمِعَ، فتَرَاجَعَ القومُ فيها الكلامَ، فقالَ عُمَرُ: مالَكَ يا بنَ عبَّاسٍ صَامِتٌ لا تَتَكَلَّمُ؟ تَكَلَّمْ ولا يَمْنَعْكَ الحَدَاثَةُ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ : فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، إنَّ اللَّهَ تعالى وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فجَعَلَ أيامَ الدنيا تَدُورُ على سبْعٍ، وخلَقَ الإنسانَ مِن سبْعٍ، وجعَلَ فَوْقنا سماواتٍ سبعاً، وخلَقَ تَحْتَنا أَرَضِين سَبعاً، وأَعْطَى مِنَ المَثَانِي سبعاً، ونَهَى في كتابِه عن نِكاحِ الأقربين عن سبعٍ، وقَسَّمَ الميراثَ في كتابِه على سبعٍ، ونَقَعُ في السجودِ من أجسادِنا على سبعٍ، وطافَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكعبةِ سبعاً وبينَ الصفا والمروةِ سبعاً، ورَمْيُ الجِمارِ سبعٌ لإقامةِ ذِكْرِ اللَّهِ في كتابِه، فأراها في السبعِ الأواخرِ من شهرِ رمضانَ، واللَّهُ أعلمُ. قالَ: فتَعَجَّبَ عُمَرُ وقالَ: وما وَافَقَنِي فيها أحدٌ إلا هذا الغلامُ الذي لَتَسْتَوِي شؤُونَ رأسِه، إن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ
» ثم قالَ: يَا هؤلاءِ، مَن يُؤَدِّيني في هذا كأداءِ ابنِ عبَّاسٍ). [الدر المنثور: 15 / 557-558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ عُمَرَ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، عن زِرٍّ ، أنَّه سُئِلَ عن ليلةِ القدرِ فقالَ: كانَ عُمَرُ وحُذَيْفَةُ وناسٌ مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَشُكُّونَ أنَّها ليلةَ سبعٍ وعشرين). [الدر المنثور: 15 / 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ في "تَهْذِيبِه"، عن مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيَانَ، عنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وعِشرِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ في "تَهْذِيبِه"، عن معاويةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، والطبرانيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، عن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ: أُتِيتُ وأنا نائِمٌ في رَمَضَانَ فقِيلَ لي: إن الليلةَ ليلةُ القدرِ، فقُمْتُ وأنا ناعِسٌ، فتَعَلَّقْتُ ببعضِ أطنابِ فُسْطَاطِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُصَلِّي، فنَظَرْتُ في الليلةِ فإذا هي ليلةَ ثلاثٍ وعشرين. قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: إن الشيطانَ يَطْلُعُ معَ الشمسِ كلَّ ليلةٍ إلاَّ ليلةَ القَدْرِ؛ وذلك أنَّها تَطْلُعُ يومَئِذٍ بيضاءَ لا شعاعَ لها). [الدر المنثور: 15 / 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، والحاكِمُ وصحَّحَه، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ ، قالَ: قُمْنا معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضانَ ليلةَ ثلاثٍ وعشرين إلى ثُلُثِ الليلِ، ثم قمنا معَه ليلةَ خمسٍ وعشرين إلى نصفِ الليلِ، ثم قمنا معَه ليلةَ سبعٍ وعشرين، حتى ظَنَنْتُ أنَّا لا نُدْرِكُ الفَلاَحَ، وَكُنَّا نُسَمِيهَا الفَلاحَ، وأنتم تُسَمُّون السُّحُورَ، وأنتُم تقولونَ: ليلةُ سابعةٍ ثلاثٍ وعِشْرِين، ونحن نقولُ: ليلةُ سابعةٍ سبعٍ وعشرين، أفنحن أَصْوَبُ أم أنتم؟). [الدر المنثور: 15 / 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْبَاقِيَاتِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالتَّاسِعَةِ» ). [الدر المنثور: 15 / 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البخاريُّ في "تارِيخِه"، عن ابنِ عَمْرٍو ، سأَلَ عُمَرُ أصحابَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ليلةِ القدْرِ، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: إن ربِّي يُحِبُّ السبعَ {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي}. قالَ البخاريُّ: في إسنادِه نَظَرٌ). [الدر المنثور: 15 / 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطيالِسِيُّ، وأحمدُ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هريرةَ ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ في ليلةِ القدرِ: «إِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ أَوْ تَاسِعَةٍ وَعِشْرِينَ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى» ). [الدر المنثور: 15 / 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، مِن طريقِ أبي ميمونٍ، عن أبي هريرةَ ، قالَ: إنَّها السابعةُ وتاسعةُ والملائكةُ معَها أكثرُ مِن عددِ نجومِ السماءِ، وزَعَمَ أنَّها في قَوْلِ أبي هريرةَ ليلةَ أربعٍ وعشرين). [الدر المنثور: 15 / 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ، والطبرانيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، أن رجلاً أتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إني شيخٌ كبيرٌ يَشُقُّ عليَّ القيامُ، فمُرْنِي بليلةٍ، لعَلَّ اللَّهَ أن يُوَفِّقَنِي فيها لليلةِ القدرِ، قالَ: «عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ» ). [الدر المنثور: 15 / 560-561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، وابنُ مَنِيعٍ، والبخاريُّ في تاريخِه، والطبرانيُّ، وأبو الشيخِ، والبَيْهَقِيُّ، عن حوْط العبديِّ، قالَ: سُئِلَ زيدُ بنُ أرْقَمَ عن ليلةِ القدرِ، فقالَ: ليلةَ سبعَ عشرةَ، ما نشُكُّ ولا تَسْتَثْنِي. وقالَ: ليلةَ نزَلَ القرآنُ ويومُ الفرقانِ يومَ التقى الجَمعانِ). [الدر المنثور: 15 / 561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحَارِثُ بنُ أبي أسامةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ ، قالَ: هي الليلةُ التي لَقِيَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يَوْمِها أهلَ بدرٍ، يقولُ اللَّهُ: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}. قالَ جعْفَرٌ: بَلَغَنِي أنَّها ليلةَ ستَّ عشرةَ أو سبعَ عشرةَ). [الدر المنثور: 15 / 561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ أبي شيبةَ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، والطبرانيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ مسعودٍ قالَ: الْتَمِسُوا ليلةَ القدرِ لسبعَ عشرةَ خَلَتْ مِن رمضانَ؛ فإنَّها صَبِيحَةَ يومِ بدرٍ التي قالَ اللَّهُ: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}. وفي إحدَى وعشرين، وفي ثلاثٍ وعشرين؛ فإنَّها لا تكونُ إلاَّ في وِتْرٍ). [الدر المنثور: 15 / 561-562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ مسعودٍ ، قالَ: قالَ لنا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوهَا لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ وَلَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» ثم سَكَتَ). [الدر المنثور: 15 / 562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطحاويُّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أُنَيْسٍ ، أنَّه سألَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ليلةِ القدرِ فقالَ: «تَحَرَّهَا فِي النِّصْفِ الأَخِيرِ» ثم عادَ فسَأَلَه فقالَ: «إِلَى ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ». فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحْيي لَيْلَةَ سِتَّ عَشْرَةَ إِلَى ثلاثٍ وَعِشْرِين). [الدر المنثور: 15 / 562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، عن معاذِ بنِ جَبَلٍ ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عن ليلةِ القدرِ، فقالَ: «هِي فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الْخَامِسَةِ» ). [الدر المنثور: 15 / 562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ؛ فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ، وَسَبْعٍ يَبْقَيْنَ، وَخَمْسٍ يَبْقَيْنَ، وَثَلاَثٍ يَبْقَيْنَ» ). [الدر المنثور: 15 / 562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وابنُ أبي شَيْبَةَ، عن أبي قِلاَبَةَ ، قالَ: ليلةُ القدرِ تَنْتَقِلُ في العشرِ الأواخرِ في كلِّ وِتْرٍ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن أبي بكرِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحَارثِ بنِ هشامٍ، قالَ: ليلةُ القدرِ ليلةَ سبعَ عشرةَ ليلةَ جُمُعَةٍ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو الشيخِ، عن عمرِو بنِ الحارِثِ، قالَ: إنما أرَى أن ليلةَ القدرِ لسبعَ عشرةَ، ليلةَ الفرقانِ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، والطبرانيُّ، عن خَارِجَةَ بنِ زيدٍ بنِ ثابِتٍ ، عن أبيه، أنَّه كانَ يُحْيِي ليلةَ ثلاثٍ وعشرين من شهرِ رمضانَ، وليلةَ سبعٍ وعشرين، ولا كإحياءِ ليلةِ سبعَ عشرةَ، فقِيلَ له: كيف تُحْيِي ليلةَ سبعَ عشرةَ؟ قالَ: إن فيها نَزَلَ القرآنُ وفي صَبِيحَتِها فَرْقٌ بينَ الحقِّ والباطِلِ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن ابنِ مسعودٍ في ليلةِ القدرِ: تَحَرَّوهَا لإحدَى عشرةَ يَبْقَيْنَ، صَبِيحَتُها يومُ بدرٍ، ولتِسْعٍ يَبْقَيْنَ، ولسبعٍ يَبْقَيْنَ؛ فإن الشمسَ تَطْلُعُ كلَّ يومٍ بينَ قَرْنَي الشيطانِ إلا صَبِيحَةَ ليلةِ القدرِ؛ فإنَّها تَطْلُعُ ليسَ لها شعاعٌ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطيَالِسِيُّ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، والبَيْهَقِيُّ وضعَّفَه، عن ابنِ عبَّاسٍ ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ في ليلةِ القدرِ: «لَيْلَةٌ سَمِحَةٌ طَلْقَةٌ، لاَ حَارَّةٌ وَلاَ بَارِدَةٌ، تُصْبِحُ شَمْسُهَا صَبِيحَتَهَا ضَعِيفَةً حَمْرَاءَ» ). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن الحسنِ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةٌ بَلِجَةٌ سَمِحَةٌ، تَطْلُعُ شَمْسُهَا، لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ» ). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ في "تهذيبِه"، عن أبي قِلابةَ، قالَ: ليلةُ القدرِ تَجُولُ في ليالي العشرِ كلِّها). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البخاريُّ، ومسلمٌ، والبَيْهَقِيُّ، عن أبي هريرةَ ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيْمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن عليٍّ ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخَلَ العشرُ الأوَاخرُ أيْقَظَ أهلَه ورَفَعَ المِئْزَرَ). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن عائشةَ ، قالَت: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ في العشرِ، اجْتِهاداً لا يَجْتَهِدُ في غيرِه). [الدر المنثور: 15 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ، قالَ: أنا واللَّهِ,، حَرَّضْتُ عُمَرَ على القيامِ في شهرِ رمضانَ. قِيلَ: وكيف ذلك يا أميرَ المؤمنين؟ قالَ: أخْبَرْتُه أن في السماءِ السابعةِ حظيرةٌ يُقالَُ لها: حظيرةُ القُدْسِ، فيها ملائكةٌ يُقالَُ لهم: الرُّوح،ُ وفي لفظٍ: الرَّوْحَانِيُّونَ، فإذا كانَ ليلةُ القدرِ اسْتَأْذنوا ربَّهم في النزولِ إلى الدنيا فيَأْذَنُ لهم، فلا يَمُرُّون بمسجدٍ يُصَلَّى فيه، ولا يَسْتَقْبِلُون أحداً في طريقٍ إلا دَعَوْا له فأصابه منهم بركةٌ. فقالَ له عمرُ: يا أبا الحسنِ، فنُحَرِّضُ الناسَ على الصلاةِ حتى تُصِيبَهم البركةُ، فأمَرَ الناسَ بالقيامِ). [الدر المنثور: 15 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قالَ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَقَدْ أَصَابَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِحَظٍّ وَافِرٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ خُزَيْمَةَ، والبَيْهَقِيُّ، عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ الأَخِيرَةَ فِي جَمَاعَةٍ فِي رَمَضَانَ فَقَدْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ زَنْجُويَهْ، عن ابنِ عمرٍو، قالَ: مَن صَلَّى صَلاةَ العشاءِ أصابَ ليلةَ القدرِ). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ، وابنُ أبي شيبةَ، وابنُ زَنْجُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ، قالَ: مَن شَهِدَ العشاءَ ليلةَ القدرِ في جماعةٍ فقد أخَذَ بحَظِّه مِنها). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن عليٍّ، قالَ: مَن صَلَّى العشاءَ كلَّ ليلةٍ في شهرِ رمضانَ حتى يَنْسَلِخَ فقد قامَه). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ عن عامِرٍ، قالَ: يومُها كلَيلَتِها وليلَتُها كيومِها). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن الحسنِ بنِ الحُرِّ، قالَ: بَلَغَنِي أن العملَ في يومِ القدْرِ كالعملِ في لَيْلَتِها). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، والترمذيُّ وصحَّحَه، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجهْ، ومحمد بنُ نصرٍ والبَيْهَقِيُّ، عن عائشةَ، قالَت: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إن وَافَقْتُ ليلةَ القدرِ فما أقولُ؟ قالَ: «قولي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» ). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ ومحمدُ بنُ نصرٍ والبَيْهَقِيُّ، عن عائشةَ، قالَت: لو عَرَفْتُ أيٌّ ليلةٍ ليلةُ القدرُ ما سألتُ اللَّهَ فيها إلا العافيةَ). [الدر المنثور: 15 / 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن عائشةَ، قالَتْ: لو عَلِمْتُ أيٌّ ليلةُ لَيْلَةُ القدرِ كانَ أكثرُ دعائي فيها: أسأَلُ اللَّهَ العفوَ والعافيةَ). [الدر المنثور: 15 / 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في "شعَبِ الإيمانِ"، عن أبي يَحْيَى بنِ أبي مُرَّةَ، قالَ: طُفْتُ ليلةَ السابعِ والعشرين مِن شهرِ رمضانَ فأُريتُ الملائكةَ تَطُوفُ في الهواء حَوَالَيِ البيتِ). [الدر المنثور: 15 / 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، من طريقِ الأوزاعيِّ، عن عَبْدَةَ بنِ أبي لُبَابَةَ، قالَ: ذُقْتُ ماءَ البحرِ ليلةَ سبعٍ وعشرين من شهرِ رمضانَ، فإذا هو عذْبٌ). [الدر المنثور: 15 / 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن أيوبَ بنِ خالدٍ، قالَ: كنتُ في البحرِ فأَجْنَبْتُ ليلةَ ثلاثٍ وعشرين مِن شهرِ رمضانَ، فاغْتَسَلْتُ من ماءِ البحرِ، فوَجَدْتُه عذْباً فُراتاً). [الدر المنثور: 15 / 567-568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ زَنْجُويَهْ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، عن كعبِ الأحبارِ، قالَ: نَجِدُ هذه الليلةَ في الكتبِ حَطُوطاً تَحُطُّ الذنوبَ. يريدُ ليلةَ القدرِ). [الدر المنثور: 15 / 568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن أنسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ نَزَلَ جِبْرِيلُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ يَذْكُرُ اللَّهَ تعالى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِهِمْ بَاهَى بِهِمُ مَلاَئِكَتَهُ فقالَ: يَا مَلاَئِكَتِي، مَا جَزَاءُ أَجِيرٍ وَفَّى عَمَلَهُ؟ قَالُوا: رَبَّنَا، جَزَاؤُهُ أَنْ يُوفَّى أَجْرَهُ. قالَ: يا مَلاَئِكَتِي عَبِيدِي وَإِمَائِي قَضَوْا فَرِيضَتِي عليهم، ثم خَرَجُوا يَعُجُّونَ إِلَيَّ بِالدُّعَاءِ، وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي وَكَرَمِي وَعَلُوِّي وارْتِفَاعِ مَكَانَي لأُجِيبَنَّهُمْ، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَبَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ، فَيَرْجِعُونَ مَغْفُوراً لَهُمْ» ). [الدر المنثور: 15 / 568]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني مسلمة بن عليٍّ عن عليّ بن عروة قال: ذكر رسول اللّه يومًا أربعةً من بني إسرائيل فقال: عبدوا، والله، ثمانين عامًا لم يعصوه طرفة عينٍ، فذكر أيوب، وزكرياء، وحزقيل، وابن العجوز، ويوشع ابن نونٍ؛ قال: فعجب أصحاب النّبيّ من ذلك، فأتاه جبريل فقال: يا محمّد، عجبت أمّتك من عبادة هؤلاء النّفر ثمانين سنةً لم يعصوا اللّه طرفة عينٍ، فقد أنزل اللّه عليك خيرًا من ذلك، ثمّ قرأ عليه: {إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) وأما أدراك ما ليلة القدر}، هذا أفضل ممّا عجبت أنت وأمّتك منه؛ فسرّ بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والنّاس معه). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 109-110]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}. يَقُولُ: وَمَا أَشْعَرَكَ يا مُحَمَّدُ أيُّ شَيْءٍ لَيْلَةُ القَدْرِ؟). [جامع البيان: 24 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ في المُصَنَّفِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحُكْمِ، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحكمِ). [الدر المنثور: 15 / 537] (م)

تفسير قوله تعالى: { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {خير من ألف شهر} قال: خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال الثوري: وقال مجاهد: صيامها وقيامها أفضل من صيام ألف شهر وقيامه ليس فيه ليلة القدر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، قال: حدّثنا القاسم بن الفضل الحدّانيّ، عن يوسف بن سعدٍ، قال: قام رجلٌ إلى الحسن بن عليٍّ، بعد ما بايع معاوية، فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، أو يا مسوّد وجوه المؤمنين فقال: لا تؤنّبني رحمك اللّه، فإنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أري بني أميّة على منبره فساءه ذلك، فنزلت: {إنّا أعطيناك الكوثر} يا محمّد، يعني نهرًا في الجنّة، ونزلت: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} يملكها بعدك بنو أميّة يا محمّد قال القاسم، فعددناها فإذا هي ألف شهرٍ لا تزيد يومًا ولا تنقص.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل.
وقد قيل عن القاسم بن الفضل، عن يوسف بن مازنٍ، والقاسم بن الفضل الحدّانيّ هو ثقةٌ؛ وثّقه يحيى بن سعيدٍ وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، ويوسف بن سعدٍ رجلٌ مجهولٌ ولا نعرف هذا الحديث على هذا اللّفظ إلاّ من هذا الوجه). [سنن الترمذي: 5 / 301-302]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السّلاح في سبيل اللّه ألف شهرٍ، قال: فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} للّذي لبس السّلاح فيه ذلك الرّجل). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 68]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (خيرٌ مِنْ ألفِ شَهْرٍ.
اخْتَلَفَ أهلُ التَأْوِيلِ في معنَى ذلكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: معنى ذلكَ: العملُ في ليلةِ القدرِ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ خَيْرٌ مِنَ العملِ في غَيْرِهَا أَلْفَ شَهْرٍ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سفيانَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ مجاهدٍ {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قَالَ: عَمَلُهَا وَصِيَامُهَا وَقِيَامُهَا خَيْرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ.
قَالَ: ثنا الحَكَمُ بنُ بشيرٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بنُ قيسٍ المُلائِيُّ، قولُهُ: {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قَالَ: عَمَلٌ فيها خيرٌ مِنْ عَمَلِ أَلْفِ شَهْرٍ.
وقالَ آخرونَ: معنى ذلكَ أنَّ ليلةَ القدرِ خَيْرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: ليسَ فيها ليلةُ القدرِ.
وقالَ آخرونَ في ذلكَ ما حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامُ بنُ سَلْمٍ، عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كانَ في بَنِي إِسرائيلَ رَجُلٌ يقومُ الليلَ حتَّى يُصْبِحَ، ثمَّ يُجَاهِدُ العدوَّ بالنهارِ حتَّى يُمْسِيَ، فَفَعَل ذلكَ ألفَ شهرٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هذهِ الآيةَ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قِيَامُ تلكَ الليلةِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ ذلكَ الرجلِ.
وقالَ آخرونَ في ذلكَ ما حَدَّثَنِي أبو الخطَّابِ الجَارُودِيُّ سُهَيْلٌ، قَالَ: ثنا سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: ثنا القاسمُ بنُ الفضلِ، عَنْ عِيسَى ابنِ مَازِنٍ، قَالَ: قُلْتُ للحسنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يا مُسَوِّدَ وُجُوهِ المُؤْمِنِينَ، عَمَدْتَ إِلى هذا الرجلِ، فَبَايَعْتَ لهُ، يعني: مُعَاوِيَةَ بنَ أبي سُفْيَانَ! فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ في منامِهِ بَنِي أُمَيَّةَ يَعْلُونَ منبرَهُ خليفةً خليفةً، فَشَقَّ ذلكَ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وَ {إِنَّ أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. يعني مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ؛ قَالَ القاسمُ: فَحَسَبْنَا مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ، فإِذا هوَ ألفُ شهرٍ.
وَأَشْبَهُِ الأقوالِ في ذلكَ بظاهرِ التنزيلِ قولُ مَنْ قَالَ: عَمَلٌ في ليلةِ القدرِ خَيْرٌ مِنْ عملِ ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ. وَأمَّا الأقوالُ الأُخَرُ، فَدَعَاوَى مَعَانٍ بَاطِلَةٍ، لا دَلالَةَ عليها مِنْ خَبَرٍ وَلا عَقْلٍ، وَلا هيَ موجودةٌ في التنزيلِ). [جامع البيان: 24 / 545-547]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا الزنجي بن خالد، قال: ثنا ابن أبي نجيح ،عن مجاهد قال: بلغني أنه كان في بني إسرائيل رجل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فلم يضعه عنه فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه فعجبوا من قوله فأنزل الله عز وجل ليلة القدر خير من ألف شهر يقول الله ليلة القدر خير لكم من تلك الألف شهر التي لبس ذلك الرجل فيها السلاح في سبيل الله فلم يضعه عنه). [تفسير مجاهد: 773]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) يوسف بن سعد -رحمه الله-: قال: قام رجلٌ إلى الحسن بن علي، بعد ما بايع معاوية، فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، أو يا مسوّد وجوه المؤمنين، فقال: لا تؤنّبني - رحمك الله - فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم أري بني أميّة على منبره، فساءه ذلك، فنزلت: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] يا محمد، يعني نهراً في الجنة، ونزلت: {إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر: 1 - 3] يملكها بعدك بنو أميّة يا محمد، قال القاسم بن الفضل: فعددنا، فإذا هي ألف شهرٍ، لا تزيد يوماً ولا تنقص. أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(تؤنبني) التأنيب: اللوم والتعنيف.
{خير من ألف شهر} قد جاء في متن الحديث «أن مدة ولاية بني أمية كانت ألف شهر»، وألف شهر هي: ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر، وكان أول ولاية بني أمية منذ بيعة الحسن بن علي-رضي الله عنهما - لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك على رأس ثلاثين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في آخر سنة أربعين من الهجرة وكان انقضاء دولتهم على يد أبي مسلم الخراساني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فيكون ذلك اثنتين وتسعين سنة، يسقط منها مدة خلافة عبد الله بن الزبير، وهي ثماني سنين وثمانية أشهر، يبقى ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر، وهي ألف شهر). [جامع الأصول: 2 / 432-433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الربيعِ بنِ أنَسٍ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ القرآنَ جُمْلةً في ليلةِ القدْرِ كلَّه، {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. يقولُ: خَيْرٌ مِن عَمَلِ ألفِ شَهْرٍ). [الدر المنثور: 15 / 533] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أنسٍ، قالَ: العملُ في ليلةِ القدرِ، والصدقةُ والصلاةُ والزكاةُ أفضلُ مِن ألفِ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن عمرِو بنِ قَيْسٍ المُلاَئِيِّ في قَوْلِهِ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: عَمَلٌ فيها خيرٌ مِن عَمَلٍ في ألفِ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ ومحمدُ بنُ نصرٍ وابنُ المُنْذِرٍ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ). [الدر المنثور: 15 / 534] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالِكٌ في المُوَطَّأِ، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عنه، أنَّه بَلَغَه أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ أعمالَ الناسِ قبلَه، أو ما شاءَ اللَّهُ مِن ذلك، فكأنَّه تَقَاصَرَ أعمارَ أُمَّتِه ألاَّ يَبْلُغُوا من العملِ مثلَ ما بلَغَ غيرُهم في طولِ العمُرِ، فأعطاهُ اللَّهُ ليلةَ القَدْرِ خيراً مِن ألفِ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 534-535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن مُجَاهِدٍ، قالَ: كانَ في بني إسرائيلَ رجلٌ يَقُومُ الليلَ حتى يُصْبِحَ، ثم يُجَاهِدُ العدوَّ بالنهارِ حتى يُمْسِيَ، ففَعَلَ ذلك ألفَ شهرٍ، فأنزلَ اللَّهُ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: قيامُ تلكَ الليلةِ خيرٌ مِن عملِ ذلك الرجلِ ألفَ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ، عن مُجَاهِدٍ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رجلاً مِن بني إسرائيلَ لَبِسَ السلاحَ في سبيلِ اللَّهِ ألفَ شهرٍ، فعَجِبَ المسلمونَ مِن ذلك، فأنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. التي لَبِسَ فيها ذلك الرجلُ السلاحَ في سبيلِ اللَّهِ ألفَ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في "سُنَنِهِ"، عن مُجَاهِدٍ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رجلاً مِن بني إسرائيلَ لَبِسَ السلاحَ في سبيلِ اللَّهِ ألفَ شهرٍ، فعَجِبَ المسلمونَ مِن ذَلِكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. التي لَبِسَ فيها ذلك الرجلُ السلاحَ في سبيلِ اللَّهِ ألفَ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عليِّ بنِ عُرْوَةَ، قالَ: ذَكَرَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً أربعةً مِن بني إسرائيلَ عَبَدُوا اللَّهَ ثَمَانِينَ عاماً، لَمْ يَعْصُوهُ طَرْفَةَ عينٍ، فذَكَرَ أيوبَ وزكريَّا وحِزْقِيلَ بنَ العَجُوزِ ويُوشَعَ بنَ نُونٍ، فعَجِبَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمدُ، عَجِبَتْ أُمَّتُك مِن عبادةِ هؤلاء النفَرِ ثمانينَ سنةً، فقد أَنْزَلَ اللَّهُ خيراً مِنْ ذَلِكَ، فقَرَأَ عَلَيْهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. هَذَا أَفْضَلُ مِمَّا عَجِبْتَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ. فسُرَّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والناسُ معَهُ). [الدر المنثور: 15 / 535-536]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ فِي "تاريخِه"، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: رأَى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني أميَّةَ عَلَى مِنْبَرِه، فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إليه إِنَّمَا هُوَ مُلْكٌ يُصِيبُونَهُ، وَنَزَلَتْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} ). [الدر المنثور: 15 / 536]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الترمذيُّ وضَعَّفه وابنُ جَرِيرٍ والطبرانيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، عن يُوسُفَ بنِ سَعَدِ، قالَ: قامَ رجلٌ إلى الحسنِ بنِ عليٍّ بعدَمَا بايَعَ معاويةَ، فقالَ: سَوَّدْتَ وجوهَ المؤمنينَ، فقالَ: لا تُؤَنِّبْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ بني أميةَ على مِنْبَرِه فساءَه ذلك، فنَزَلَتْ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}. يا محمدُ، يعني: نَهراً في الجنةِ، ونَزَلَتْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. يَمْلِكُها بعدُكَ بنو أميةَ، يا محمدُ. قالَ القاسِمُ: فعَدَدْنَا فإذا هي ألفُ شهرٍ لا تَزِيدُ يوماً ولا تَنْقُصُ يوماً). [الدر المنثور: 15 / 536-537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وابنُ المُنْذِرِ ومحمدُ بنُ نصرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: خَيْرٌ مِن ألفِ شهرٍ عَمَلِها وصيامِها وقيامِها، ليسَ في تلكَ الشهورِ ليلةُ القَدْرِ). [الدر المنثور: 15 / 537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن الحسَنِ، قالَ: ما أَعْلَمُ ليومٍ فضلاً على يومٍ ولا ليلةٍ إلا ليلةَ القدرِ؛ فإنَّها خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 537]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) }
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا خالدٌ، حدّثنا شعبة، قال: أنبأني قتادة، عن مطرّفٍ، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في ركوعه: «سبّوحٌ قدّوسٌ، ربّ الملائكة والرّوح»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 340]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. اخْتَلَفَ أهلُ التَأْوِيلِ في تَأْوِيلِ ذلكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذلكَ: تَنَزَّلُ الملائكةُ وَجِبْرِيلُ مَعَهُم، وَهوَ الروحُ، في ليلةِ القدرِ {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. يَعْنِي بأَمرِ رَبِّهِمْ، مِنْ كلِّ أمرٍ قَضَاهُ اللَّهُ في تلكَ السنةِ، مِنْ رزقٍ وَأجلٍ وَغيرِ ذلكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. قَالَ: يُقْضَى فيها ما يَكُونُ في السَّنَةِ إِلى مِثْلِهَا، فَعَلَى هذا القَوْلِ مُنْتَهَى الخبرِ، وَمَوْضِعُ الوقفِ مِنْ كلِّ أَمْرٍ.
وقالَ آخرونَ: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}. لا يَلْقَوْنَ مُؤْمِناً وَلا مُؤْمِنَةً إِلاَّ سَلَّمُوا عَلَيْهِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بنِ زِيَادٍ الفَرَّاءِ، قَالَ: ثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: (مِنْ كُلِّ امْرِئٍ سَلامٌ). وَهذهِ القراءةُ مَنْ قَرَأَ بها وَجَّهَ مَعْنَى (مِنْ كُلِّ امْرِئٍ): مِنْ كلِّ مَلَكٍ، كانَ مَعْنَاهُ عِنْدَهُ: تَنَزَّلُ الملائكةُ وَالروحُ فيها بإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كلِّ مَلَكٍ تَسْلِيمٌ على المؤمنينَ وَالمؤمناتِ؛ وَلا أَرَى القراءةَ بها جَائِزَةً؛ لإِجماعِ الحُجَّةِ مِنَ القرأةِ على خِلافِهَا، وَأنَّها خِلافٌ لِمَا فِي مَصَاحِفِ المسلمينَ، وَذلكَ أَنَّهُ ليسَ في مصحفٍ مِنْ مصاحفِ المُسْلِمِينَ فِي قَوْلِهِ: "أَمْرٍ" يَاءٌ، وَإِذا قُرِئَتْ: (مِنْ كُلِّ امْرِئٍ) لَحِقَتْهَا هَمْزَةٌ، تَصِيرُ في الخطِّ يَاءً.
والصوابُ مِنَ القَوْلِ في ذلكَ: القَوْلُ الأوَّلُ الذي ذَكَرْنَاهُ قبلُ، على ما تَأَوَّلَهُ قتادةُ). [جامع البيان: 24 / 547-548]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ إسماعيل بن قتيبة، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ ابن أبي زائدة، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " قالت قريشٌ لليهود: أعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرّجل. فقالوا: سلوه عن الرّوح. فنزلت {ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلًا} [الإسراء: 85] قالوا: نحن لم نؤت من العلم إلّا قليلًا وقد أوتينا التّوراة فيها حكم اللّه ومن أوتي التّوراة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، قال: فنزلت {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ ومحمدُ بنُ نصرٍ وابنُ المُنْذِرٍ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ، وفي قَوْلِهِ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. قالَ: يَقْضِي فيها ما يكونُ في السنَةِ إلى مِثْلِها). [الدر المنثور: 15 / 534] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}. قالَ: الرُّوحُ: جبريلُ، {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ}. قالَ: لا يَحِلُّ لكوكبٍ أن يَرْجُمَ به فيها حتى يُصْبِحَ). [الدر المنثور: 15 / 538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن منصورِ بنِ زَاذَانَ، قالَ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ}. تلكَ الليلةَ مِن حينِ تَغِيبُ الشمسُ إلى أن يَطْلُعَ الفجرُ، يَمُرُّونَ على كلِّ مؤمنٍ يَقُولُونَ: السلامُ عليكَ يا مُؤْمِنُ). [الدر المنثور: 15 / 539]

تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى:{من كل أمر سلام هي} قال: تقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة في قوله: {سلام هي} قال: خير هي حتى مطلع الفجر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال: المطلع: هو الطّلوع، والمطلع: الموضع الّذي يطلع منه). [صحيح البخاري: 6 / 175]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (يُقَالُ: المَطْلَعُ هُو الطُّلُوعُ، والمَطْلِعُ المَوْضِعُ الذي يُطْلَعُ مِنْهُ) قَالَ الفَرَّاءُ: المَطْلَعُ بفَتْحِ اللامِ وبِكَسْرِهَا؛ قَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ، والأَوَّلُ أَوْلَى؛ لأنَّ المَطْلَعَ بالفَتْحِ هُو الطُّلُوعُ، وبالكَسْرِ المَوْضِعُ، والمرادُ هنا الأوَّلُ انتَهَى. وقَرَأَ بالكَسْرِ أيضًا الكِسَائِيُّ والأَعْمَشُ وخَلَفٌ، وقَالَ الجَوْهَرِيُّ: طَلَعَتِ الشَّمْسُ مَطْلَعًا ومَطْلِعًا أي: بالوَجْهَيْنِ). [فتح الباري: 8 / 725]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (يُقَالُ: الْمَطْلَعُ هُوَ الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} وَفِيهِ قِرَاءَتَانِ: إِحْدَاهُمَا بِفَتْحِ اللاَّمِ أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ (الْمَطْلَعُ) يَعْنِي: بِفَتْحِ اللاَّمِ (هُوَ الطُّلُوعُ) وَهُوَ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ وَهِيَ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ، وَالثَّانِيَةُ بِكَسْرِ اللاَّمِ أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ: (وَالْمَطْلِعُ) يَعْنِي: بِكَسْرِ اللاَّمِ (الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ، وَأَرَادَ بِهِ اسْمَ الْمَوْضِعِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ). [عمدة القاري: 19 / 309]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (يُقَالُ الْمْطَلَعُ) بِفَتْحِ اللاَّمِ (هو الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعِ) بِكَسْرِهَا وهي قراءَةُ الْكِسَائِيِّ (الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ منه) ). [إرشاد الساري: 7 / 429]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. سلامٌ ليلةُ القدرِ مِنَ الشرِّ كُلِّهِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلى طُلُوعِ الفجرِ مِنْ لَيْلَتِهَا.
وبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلى، قَالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عَنْ معمرٍ، عَنْ قتادةَ {سَلامٌ هِيَ}. قَالَ: خَيْرٌ {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ}. أيْ: هيَ خَيْرٌ كُلُّهَا إِلى مطلعِ الفجرِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسرائيلَ، عَنْ جابرٍ، عَنْ مجاهدٍ {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. قَالَ: مِنْ كلِّ أمرٍ سَلامٌ.
- حَدَّثَنِي يونسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زيدٍ في قولِ اللَّهِ: {سَلامٌ هِيَ}. قَالَ: لَيْسَ فيها شرٌّ، هيَ خَيْرٌ كُلُّهَا {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
- حَدَّثَنِي موسى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْرُوقِيُّ، قَالَ: ثنا عبدُ الحميدِ الحِمَّانِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ}. قَالَ: لا يَحْدُثُ فيها أَمْرٌ.
وعُنِيَ بقولِهِ: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} إِلى مطلعِ الفجرِ.
واخْتَلَفَتِ القرأةُ في قراءةِ قولِهِ: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّةُ قرأةِ الأمصارِ سِوَى يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ وَالأعمشِ وَالكسائِيِّ {مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. بفتحِ اللامِ، بمعنَى: حتَّى طُلُوعِ الفجرِ؛ تَقُولُ العربُ: طَلَعَت الشمسُ طُلُوعاً وَمَطْلَعاً. وَقَرَأَ ذلكَ يحيَى بنُ وَثَّابٍ وَالأعمشُ وَالكسائيُّ: (حَتَّى مَطْلِعِ الْفَجْرِ) بكسرِ اللامِ، تَوْجِيهاً مِنْهُمْ ذلكَ إِلى الاكتفاءِ بالاسمِ مِنَ المصدرِ، وَهم يَنْوُونَ بذلكَ المصدرَ.
والصوابُ مِنَ القراءةِ في ذلكَ عِنْدَنَا: فتحُ اللامِ لِصِحَّةِ مَعْنَاهُ في العربيَّةِ، وَذلكَ أنَّ المطلَعَ بالفَتْحِ هوَ الطلوعُ، وَالمَطْلِعُ بالكسرِ: هوَ الموضعُ الذي تَطْلُعُ منهُ، وَلا معنَى للموضعِ الذي يطْلُعُ منهُ في هذا الموضعِ). [جامع البيان: 24 / 548-550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ ومحمدُ بنُ نصرٍ وابنُ المُنْذِرٍ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ، وفي قَوْلِهِ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. قالَ: يَقْضِي فيها ما يكونُ في السنَةِ إلى مِثْلِها، {سَلاَمٌ هِيَ}. قالَ: إنما هي بركةٌ كلُّها وخيرٌ، {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. يقولُ: إلى مطلَعِ الفجرِ). [الدر المنثور: 15 / 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}. قالَ: الرُّوحُ: جبريلُ، {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ}. قالَ: لا يَحِلُّ لكوكبٍ أن يَرْجُمَ به فيها حتى يُصْبِحَ). [الدر المنثور: 15 / 538] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ"، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {سَلاَمٌ هِيَ}. قالَ: سالمةٌ، لا يَسْتَطِيعُ الشيطانُ أنْ يَعْمَلَ فيها سُوءاً أو يعملُ فيها أذًى). [الدر المنثور: 15 / 538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِر، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ} قَالَ: لَنْ يُصِيبَ أَحَدًا فِيهَا الأَذَى. وَلفظُ ابنِ جَرِيرٍ: لا يَحْدُثُ فِيهَا أَمْرٌ). [الدر المنثور: 15 / 538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّه كانَ يَقْرَأُ: {مِنْ كُلَِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ} ). [الدر المنثور: 15 / 538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإِيمَانِ"، عَنْ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ {سَلامٌ} قَالَ: تُسَلِّمُ الْمَلائَكِةُ لَيْلَةَ الْقدرِ عَلَى أَهْلِ الْمَسَاجِدِ حَتَى يَطْلُعَ الْفَجْرُ). [الدر المنثور: 15 / 539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {سَلاَمٌ}. قالَ: إذَا كانَ ليلةُ القدرِ لم تَزَلِ الملائكةُ تَخْفِقُ بأَجْنِحَتِها بالسلامِ مِن اللَّهِ والرحمةِ مِن لَدُنْ صلاةِ المغربِ إلى طلوعِ الفجرِ). [الدر المنثور: 15 / 539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {سَلاَمٌ}. قالَ: تلكَ الليلةُ تُصَفَّدُ مَرَدَةُ الشياطينُ وتُغَلُّ عفاريتُ الجِنِّ، وتُفَتَّحُ فيها أبوابُ السماءِ كلُّها، ويَقْبَلُ اللَّهُ فيها التوبةَ لكلِّ تائبٍ، فلذا قالَ: {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. قالَ: وذلك مِن غروبِ الشمسِ إلى أن يَطْلُعَ الفجرُ). [الدر المنثور: 15 / 539-540]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 03:45 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ليلة القدر}: ليلة الحكم. كأنه يقدّر فيها الأشياء). [تفسير غريب القرآن: 534]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور...وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]، يعني: القرآن. فكنى في أوّل السّورة.
قال حميد بن ثور في أوّل قصيدة:
وصهباء منها كالسّفينة نضّجت.......به الحمل حتّى زاد شهرا عديدها

أراد: وصهباء من الإبل.
وقال حاتم:

أماويَّ ما يغني الثَّراء عن الفتى.......إذا حشرجت يوما وضاق بها الصَّدر
يعني النفس.
وقال لبيد:
حتى إذا ألقت يداً في كافِرٍ.......وأجنَّ عوراتِ الثُّغورِ ظلامُها
يعني الشمس بدأت في المغيب.
وقال طرفة:
ألا ليتني أفديك منها وأفتدي
يعني: من الفلاة.
وأنشد الفرّاء:
إذا نُهي السَّفيهُ جَرى إليه.......وَخالفَ، والسَّفِيهُ إلى خِلاف

أراد: جرى إلى السّفه.
وقال الله عز وجل في أول سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13]، ولم يذكر قبل ذلك إلا الإنسان، ثم خاطب الجانّ معه لأنّه ذكرهم بعد، وقال: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} [الرحمن: 15].
قال الفراء، ومثله قول المثقّب العبدي:

فما أدري إذا يمّمت أرضا.......أريد الخير: أيّهما يليني؟
أألخير الّذي أنا أبتغيه؟.......أم الشرّ الّذي هو يبتغيني؟

فكنى عن الشر وقرنه في الكتابة بالخير قبل أن يذكره، ثم أتى به بعد ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 226-228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر (1)}
الهاء ضمير القرآن ولم يجر له ذكر في أول السورة ولكنه جرى ذكره فيما قبلها، وهو قوله؛ {حم (1) والكتاب المبين (2) إنّا أنزلناه في ليلة مباركة}، وهي ليلة القدر. ومعنى {ليلة القدر}: ليلة الحكم قال الله تعالى: {فيها يفرق كلّ أمر حكيم}، نزل القرآن كله إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل عليه السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - في عشرين سنة). [معاني القرآن: 5/ 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي ليلة الحكم، كأنه يقدّر فيها الأشياء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 305]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وما أدراك ما ليلة القدر...} كل ما كان في القرآن من قوله: {وما أدراك} فقد أدراه، وما كان من قوله: {وما يدريك} فلم يدره). [معاني القرآن: 3/ 280]

تفسير قوله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ليلة القدر خيرٌ مّن ألف شهرٍ...} يقول: العمل في ليلة القدر خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وليلة القدر فيما ذكر حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس - في كل شهر رمضان). [معاني القرآن: 3/ 280]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({خيرٌ من ألف شهرٍ} ليس فيها ليلة القدر). [تفسير غريب القرآن: 534]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ليلة القدر خير من ألف شهر (3)} من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر). [معاني القرآن: 5/ 347]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تنزّل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربّهم من كلّ أمر (4)} تنزل الملائكة بما يقضي الله عزّ وجل في ليلة القدر للسنة إلى أن تأتي ليلة القدر. وقرئت (من كلّ امرئ)، وهذه القراءة تخالف المصحف، إلا أنها قد رويت عن ابن عباس). [معاني القرآن: 5/ 347]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {سلام هي حتّى مطلع الفجر (5)} [معاني القرآن: 5/ 347]
أي لا داء فيها، ولا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها سيّئا، والروح جبريل عليه السلام. وقرئت (مطلع الفجر)، ومطلع الفجر - بفتح اللام والكسر - فمن فتح فهو المصدر بمعنى الطلع. تقول: طلع الفجر طلوعا ومطلعا. ومن قال (مطلع) فهو اسم لوقت الطلوع وكذلك لمكان الطلوع، الاسم مطلع بكسر اللام). [معاني القرآن: 5/ 348]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تنزّل الملائكة والرّوح فيها...} يقال: إن جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل ومعه الملائكة، فلا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلّموا عليه...
حدثني أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه كان يقرأ: {من كلّ امرئ سلامٌ} فهذا موافق لتفسير الكلبي، ولم يقرأ به أحد غير ابن عباس.
وقول العوام: انقطع عند قوله: {من كلّ أمرٍ}، ثم استأنف فقال: {سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر} و(المطلع) كسره يحيى بن وثاب وحده، وقرأه العوام بفتح اللام (مطلع).
وقول العوام أقوى في قياس العربية؛ لأن المطلع بالفتح هو: الطلوع، والمطلع: المشرق، والموضع الذي تطلع منه إلاّ أن العرب يقولون: طلعت الشمس مطلعا فيكسرون. وهم يريدون: المصدر، كما تقول: أكرمتك كرامةً، فتجتزئ بالاسم من المصدر. وكذلك قولك: أعطيتك عطاء اجتزى فيه بالاسم من المصدر). [معاني القرآن: 3/ 280-281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من كلّ أمرٍ * سلامٌ} من كل ملكٍ؛ وتفسير الكلبي: وقرأ ابن عباس (من كل امرئٍ سلامٌ) أي من كل ملكٍ، قال: ينزل جبريل صلى الله عليه فيجيء كل مؤمن ومؤمنة ؛ ومن قرأ (من أمر) انقطع الكلام: ينزلون بكل أمر ثم بدأ فقال { سلامٌ هي}). [مجاز القرآن: 2/ 305]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر} قال: {سلامٌ هي} أي: هي سلامٌ، يريد: مسلّمة.وقال: {حتّى مطلع الفجر} يريد: الطلوع. والمصدر ههنا لا يبنى إلا على "مفعل"). [معاني القرآن: 4/ 51]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({من كلّ أمرٍ} أي لكل أمر). [تفسير غريب القرآن: 534]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سلامٌ هي}... أي خير هي {حتى يطلع الفجر}). [تفسير غريب القرآن: 534]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (من مكان الباء قال الله تعالى: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] أي بأمر الله.
وقال تعالى: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ} [غافرة: 15]، أي بأمره.
وقال: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ} [القدر: 4-5]، أي بكل أمر). [تأويل مشكل القرآن: 574]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 03:48 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما قوله:
قتلنا أخانا للوفاء بجارنا
فيكون على ضربين: أحدهما أن يكون فخم نفسه وعظمها، فذكرها باللفظ الذي يذكر الجميع به، والعرب تفعل هذا ويعد كبرًا، ولا ينبغي على حكم الإسلام أن يكو هذا مستعملاً إلا عن الله عز وجل، لأنه ذو الكبرياء، كما قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} و{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}، وكل صفات الله أعلى الصفات وأجلها، فما استعمل في المخلوقين على تلك الألفاظ وإن خالفت في الحكم فحسن جميل، كقولك: في فلان عالم، وفلان قادرٌ، وفلان رحيم، وفلان ودودٌ، إلا ما وصفنا قبل من ذكر التكبر، فإنك إذا قلت: فلان جبار أو متكبر كان عليه عيبًا ونقصًا، وذلك لمخالفة هاتين الصفتين الحق. وبعدهما من الصواب، لأنهما للمبدئ المعيد الخالق البارئ، ولا يليق ذلك بمن تكسره الجوعة، وتطغيه الشبعة، وتنقصه اللحظة، وهو في كل أموره مدبرٌ. وأما القول الآخر في البيت وهو" قتلنا أخانا" فمعناه أنه له ولمن شايعه من عشيرته). [الكامل: 1/ 466]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)}

تفسير قوله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}

تفسير قوله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومما يدغم إذا كان الحرفان من مخرج واحد وإذا تقارب المخرجان قولهم يطوعون في يتطوعون ويذكرون في يتذكرون ويسمعون في يتسمعون والإدغام في هذا أقوى إذ كان يكون في الانفصال والبيان فيهما
عربيٌ حسن لأنهما متحركان كما حسن ذلك في يختصمون ويهتدون وتصديق الإدغام قوله تعالى: {يطيروا بموسى} و: {يذكرون}.
فإن وقع حرفٌ مع ما هو من مخرجه أو قريبٌ من مخرجه مبتدأ أدغم وألحقوا الألف الخفيفة لأنهم لا يستطيعون أن يبتدئوا بساكن وذلك قولهم في فعل من تطوع اطوع ومن تذكر إذ ذكر دعاهم إلى إدغامه أنهما في حرفٍ وقد كان يقع الإدغام فيهما في الانفصال.
ودعاهم إلى إلحاق الألف في اذكروا واطوعوا ما دعاهم إلى إسقاطها حين حركوا الخاء في خطف والقاف في قتلوا فالألف هنا يعني في اختطف لازمةٌ ما لم يعتل الحرف كما تدخل ثمة إذا اعتل الحرف.
وتصديق ذلك قوله عز وجل: {فادارأتم فيها} يريد فتدارأتم: {وازينت} إنما هي تزينت وتقول في المصدر ازيناً وادارأً ومن ذلك قوله عز وجل: {اطيرنا بك}.
وينبغي على هذا أن تقول في تترس اترس فإن بينت فحسن البيان كحسنه فيما قبله
فإن التقت التاءان في تتكلمون وتتترسون فأنت بالخيار إن شئت أثبتهما وإن شئت حذفت إحداهما وتصديق ذلك قوله عز وجل: {تتنزل عليهم الملائكة} و: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}
وإن شئت حذفت التاء الثانية وتصديق ذلك قوله تبارك وتعالى: {تنزل الملائكة والروح فيها} وقوله: {ولقد كنتم تمنون الموت} وكانت الثانية أولى بالحذف لأنها هي التي تسكن وتدغم في قوله تعالى: {فادارأتم} و: {ازينت} وهي التي يفعل بها ذلك في يذكرون فكما اعتلت هنا كذلك تحذف هناك). [الكتاب: 4/ 474-476] (م)

تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب حتى
اعلم أن الفعل ينصب بعدها بإضمار أن؛ وذلك لأن حتى من عوامل الأسماء الخافضة لها. تقول: ضربت القوم حتى زيد، ودخلت البلاد حتى الكوفة، وأكلت السمكة حتى رأسها؛ أي لم أبق منها شيئاً. فعملها الخفض. وتدخل الثاني فيما دخل فيه الأول من المعنى؛ لأن معناها إذا خفضت كمعناها إذا نسق بها؛ فلذلك خالفت إلى. قال الله عز وجل: {سلامٌ هي حتى مطلع الفجر} ). [المقتضب: 2/ 37]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن كان المصدر لفعل على أكثر من ثلاثة كان على مثال المفعول؛ لأن المصدر مفعول. وكذلك إن بنيت من الفعل اسماً لمكان أو زمان، كان كل واحد منهما على مثال المفعول. لأن الزمان والمكان مفعول فيهما. وذلك قولك في المصادر: أدخلته مدخلاً، كما قال عز وجل: {أنزلني منزلاً مباركاً} و{باسم الله مجريها ومرساها}.
و كذلك: سرحته مسرحاً، وهذا مسرحنا؛ أي في موضع تسريحنا، وهذا مقامنا؛ لأنك تريد به المصدر والمكان من أقمت. وعلى ذلك قال الله عز وجل: {إنها ساءت مستقراً ومقاماً} لأنها من أقمت. وقال: {يا أهل يثرب لا مقام لنا} لأنها من قمت. موضع قيام ومن قرأ لا مقام إنما يريد: لا إقامة.
قال الشاعر:
ألم تعلم مسرحي القوافي.......فلا عياً بهن ولا اجتلابا
أي تسريحي. وقال الآخر:
وما هي إلا في إزار وعلـقةٍ.......مغار بن همامٍ على حي خثعما
أي وقت إغارة ابن همام.
وهذا أوضح من أن يكثر فيه الاحتجاج؛ لأن المصدر هو المفعول الصحيح؛ ألا ترى أنك إذا قلت: ضربت زيداً، أنك لم تفعل زيداً وإنما فعلت الضرب، فأوصلته إلى زيد، وأوقعته به، لأنك إنما أوقعت به فعلك. فأما قول الله عز وجل: {وجعلنا النهار معاشاً} فمعناه: عيشاً، ثم قال: {ويسألونك عن المحيض} أي الحيض. فكان أحد المصدرين على مفعل والآخر على مفعل.
وقوله عز وجل: {سلامٌ هي حتى مطلع الفجر}.
ومطلع الفجر وما أشبه هذا فله باب يذكر فيه إن شاء الله). [المقتضب: 2/ 118-120] (م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 10:59 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجلّ: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خيرٌ مّن ألف شهرٍ * تنزّل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربّهم مّن كلّ أمرٍ * سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر}
الضمير في {أنزلناه} للقرآن، وإن لم يتقدّم ذكره؛ لدلالة المعنى عليه، فقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما وغيره: «أنزله اللّه تعالى ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملةً، ثمّ نجّمه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم في عشرين سنةً
».
وقال الشّعبيّ وغيره: المعنى:
«إنّا ابتدأنا إنزال هذا القرآن إليك ليلة القدر». وقد روي أن نزول الملك في حراء كان في العشر الأواخر من رمضان، فيستقيم هذا التأويل، وقد روي أن نزول الملك كان في الرابع عشر من رمضان، فلا يستقيم هذا التأويل إلا على قول من يقول: إنّ ليلة القدر تستدير الشهر كلّه، ولا تختصّ بالعشر الأواخر من رمضان.
وقال قومٌ: معنى قوله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}: إنا أنزلنا هذه السورة في شأن ليلة القدر وفي فضلها، ولمّا كانت السورة من القرآن جاء الضمير للقرآن تفخيمًا وتحسينًا.
وقوله تعالى: {في ليلة} هو على نحو قول عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه:
«لقد خشيت أن ينزل فيّ قرآنٌ ليلة نزول سورة الفتح»، ونحو قول عائشة رضي اللّه عنها في حديث الإفك: «لأنا أحقر في نفسي من أن ينزل فيّ قرآنٌ».
وليلة القدر هي ليلةٌ خصّها اللّه تعالى بفضلٍ عظيمٍ، وجعلها أفضل من ألف شهرٍ، لا ليلة قدرٍ فيها. قاله مجاهدٌ وغيره، وخصّت هذه الأمة بهذه الفضيلة لمّا رأى محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم أعمار أمّته فتقاصرها). [المحرر الوجيز: 8/ 657-658]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما أدراك ما ليلة القدر} عبارة تفخيمٍ لها.
ثمّ أدراه تعالى بعد بقوله: {ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ}.
قال ابن عيينة في صحيح البخاريّ: ما كان في القرآن: {وما أدراك} فقد أعلمه اللّه تعالى، وما كان فيه: {وما يدريك} فإنه لم يعلم.
وذكر ابن عبّاسٍ وقتادة وغيرهما أنها سمّيت ليلة القدر لأنّ اللّه تعالى يقدّر فيها الآجال والأرزاق وحوادث العام كلّها، ويدفع ذلك إلى الملائكة لتمتثله، وقد روي هذا في ليلة النصف من شعبان، ولهذا ظواهر من كتاب اللّه عزّ وجلّ؛ نحو قوله تعالى: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ}.
وأمّا الصّحّة المقطوع بها فغير موجودةٍ، وقال الزّهريّ: معناها:
«ليلة القدر العظيم والشرف وعظم الشأن»، من قولك: رجلٌ له قدرٌ.
وقال أبو بكرٍ الورّاق:
«سمّيت ليلة القدر؛ لأنها تكسب من أحياها قدرًا عظيمًا لم يكن له قبل، وتردّه عظيمًا عند اللّه تعالى». وقيل: سمّيت بذلك لأنّ كلّ العمل فيها له قدرٌ خطيرٌ.
وليلة القدر مستديرةٌ في أوتار العشر الأواخر من رمضان، هذا هو الصحيح المعوّل عليه، وهي في الأوتار بحسب الكمال والنّقصان في الشهر، فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كلّ ليلةٍ إلى آخر الشهر؛ لأنّ الأوتار مع كمال الشهر ليست الأوتار، مع نقصانه، وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«لثالثةٍ تبقى، لخامسةٍ تبقى، لسابعةٍ تبقى»، وقال عليه الصلاة والسلام: «التمسوها في الثّالثة والخامسة والسّابعة والتّاسعة».
وقال مالكٌ:
«بالتاسعة ليلة إحدى وعشرين». وقال ابن حبيبٍ: «يريد مالكٌ: إذا كان الشهر ناقصًا فظاهر هذا أنه عليه السلام احتاط في كمال الشهر ونقصانه، وهذا لا تتحصّل معه الليلة إلا بعمارة العشر كلّه».
وروي عن أبي حنيفة وقومٍ
«أنّ ليلة القدر رفعت». وهذا قولٌ مردودٌ، وإنما رفع تعيينها. وقال ابن مسعودٍ: «من يقم السنة كلّها يصبها». وقال أبو رزينٍ: «هي أول ليلةٍ من شهر رمضان». وقال الحسن: «هي ليلة سبع عشرة، وهي التي كانت في صبيحتها وقعة بدرٍ».
وقال كثيرٌ من العلماء:
«هي ليلة ثلاثٍ وعشرين، وهي ليلة عبد اللّه بن أنيسٍ الجهنيّ». وقاله ابن عبّاسٍ، وقال أيضًا هو وجماعةٌ من الصحابة: «هي ليلة سبعٍ وعشرين». واستدلّ ابن عبّاسٍ على قوله بأنّ الإنسان خلق من سبعٍ، وجعل رزقه في سبعٍ، واستحسن ذلك عمر رضي اللّه عنهم أجمعين.
وقال زيد بن ثابتٍ، وبلالٌ:
«هي ليلة أربعٍ وعشرين». وقال بعض العلماء: «أخفاها اللّه تعالى عن عباده ليجدّوا في العمل ولا يتّكلوا على فضلها ويقصّروا في غيرها».
ثم عظّم اللّه تعالى أمر ليلة القدر، على نحو قوله تعالى: {وما أدراك ما الحاقّة}؟ وغير ذلك.
ثمّ أخبر تعالى أنها أفضل لمن عمل فيها عملًا من ألف شهرٍ، وهي ثمانون سنةً وثلاثة أعوامٍ وثلث عامٍ، وروي عن الحسن بن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهما، أنه قال حين عوتب في تسليمه الأمر لمعاوية رضي اللّه عنه:
«إنّ اللّه تعالى أرى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في المنام بني أميّة ينزون على منبره نزو القردة، فاهتمّ بذلك، فأعطاه اللّه تعالى ليلة القدر، وهي خيرٌ من مدّة ملك بني أميّة، وأعلمه أنهم يملكون هذا القدر من الزمان».
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:
ثمّ كشف الغيب أن كان من سنّة الجماعة إلى قتل مروان الجعديّ هذا القدر من الزمان بعينه، ثمّ إنّ القول يعارضه أنه قد ملك بنو أميّة في غرب الأرض مدّةً غير هذه، وفي الصحيح عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه» ). [المحرر الوجيز: 8/ 658-660]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الرّوح) هو جبريل عليه السلام، وقيل: هو صنف حفظةٍ للملائكة عليهم السلام.
وقوله تعالى: {بإذن ربّهم من كلّ أمرٍ} اختلف الناس في معناه؛ فمن قال: إنّ في هذه اللّيلة تقدّر الأمور للملائكة. قال: إنّ هذا التّنزّل لذلك، و{من} لابتداء الغاية، أي: نزولهم من أجل هذه الأمور المقدّرة وبسببها.
ويجيء {سلامٌ} خبر ابتداءٍ مستأنفًا، أي: سلامٌ هي هذه الليلة إلى أول يومها. وهذا قول نافعٍ المقبريّ، والفرّاء، وأبي العالية.
وقال بعضهم: {من} بمعنى الباء، أي: بكلّ أمرٍ، ومن لم يقل: تقدّر الأمور في تلك الليلة. قال: معنى الآية: تنزّل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربّهم بالرحمة والغفران والفواضل.
ثمّ جعل قوله تعالى: {من كلّ أمرٍ} متعلّقًا بقوله سبحانه: {سلامٌ هي} أي: من كلّ أمرٍ مخوفٍ ينبغي أن يسلّم منه، فهي سلامٌ.
وقال مجاهدٌ:
«لا يصيب أحدًا فيها داءٌ». وقال الشّعبيّ ومنصورٌ: {سلامٌ} «بمعنى التحية، أي: تسلّم الملائكة على المؤمنين».
وقرأ ابن عبّاسٍ، وعكرمة، والكلبيّ: (من كلّ امرئٍ) أي: يسلّم فيها من كلّ امرئ سوءٍ. فهذا على أنّ {سلامٌ} بمعنى (سلامةٍ).
وروي عنه أن (سلامًا) بمعنى: (تحيةً)، و(كلّ امرئٍ) يراد بهم الملائكة، أي: من كلّ ملكٍ تحيّةٌ على المؤمنين، وهذا للعاملين بالعبادة فيها، وذهب من يقول بانتهاء الكلام في قوله تعالى: {سلامٌ} إلى أنّ قوله تعالى: {هي} إنما هو إشارةٌ إلى أنها ليلة سبعٍ وعشرين من الشهر؛ إذ هذه الكلمة هي السابعة والعشرون من كلمات السورة، وذكر هذا الغرض ابن بكيرٍ، وأبو بكرٍ الورّاق، والنّقّاش عن ابن عبّاسٍ.
وقرأ جمهور السبعة: {حتّى مطلع} بفتح اللام، وقرأ الكسائيّ، والأعمش، وأبو رجاءٍ، وابن محيصنٍ، وطلحة: (حتّى مطلع) ـ بكسر اللام ـ فقيل: هما مصدران بمعنًى واحدٍ في لغة بني تميمٍ. وقيل: بالفتح مصدرٌ، وبالكسر موضع الطلوع عند أهل الحجاز.
والقراءة بالفتح أوجه على هذا القول، والأخرى تتخرّج على تجوّزٍ، كأنّ الوقت ينحصر في ذلك الموضع ويتمّ فيه، ويتّجه الكسر على وجهٍ آخر، وهو أنه قد شذّ من هذه المصادر ما كسر، كالمعجزة، وقولهم: علاه المكبر- بفتح الميم وكسر الباء- ومنه المحيض، فيجري (المطلع) مصدرًا مجرى ما شذّ.
وفي حرف أبيّ بن كعبٍ: (سلامٌ هي إلى مطلع الفجر) ). [المحرر الوجيز: 8/ 660-661]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:01 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:01 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم الله الرّحمن الرّحيم
{إنّا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خيرٌ مّن ألف شهرٍ * تنزّل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربّهم مّن كلّ أمرٍ * سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر}
يخبر تعالى أنّه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي اللّيلة المباركة التي قال الله عزّ وجلّ: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ}، وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان، كما قال تعالى: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن}.
قال ابن عبّاسٍ وغيره: «أنزل الله القرآن جملةً واحدةً من اللّوح المحفوظ إلى بيت العزّة من السماء الدنيا، ثمّ نزل مفصّلاً بحسب الوقائع في ثلاثٍ وعشرين سنةً على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 441]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى معظّماً لشأن ليلة القدر، التي اختصّها بإنزال القرآن العظيم فيها، فقال: {وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ}.
قال أبو عيسى التّرمذيّ عند تفسير هذه الآية: حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا القاسم بن الفضل الحدّانيّ، عن يوسف بن سعدٍ، قال: قام رجلٌ إلى الحسن بن عليٍّ بعدما بايع معاوية فقال: «سوّدت وجوه المؤمنين، أو: يا مسوّد وجوه المؤمنين
». فقال: «لا تؤنّبني رحمك الله؛ فإنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أري بني أميّة على منبره فساءه ذلك فنزلت: {إنّا أعطيناك الكوثر} يا محمد. يعني: نهراً في الجنّة، ونزلت: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} يملكها بعدك بنو أميّة يا محمد».
قال القاسم:
«فعددنا فإذا هي ألف شهرٍ، لا تزيد يوماً ولا تنقص».
ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث القاسم بن الفضل، وهو ثقةٌ، وثّقه يحيى القطّان وابن مهديٍّ. قال: وشيخه يوسف بن سعدٍ، ويقال: يوسف بن مازنٍ، رجلٌ مجهولٌ. ولا نعرف هذا الحديث على هذا الوجه إلاّ من هذا الوجه.
وقد روى هذا الحديث الحاكم في مستدركه من طريق القاسم بن الفضل، عن يوسف بن مازنٍ به. وقول التّرمذيّ: إنّ يوسف هذا مجهولٌ. فيه نظرٌ؛ فإنه قد روى عنه جماعةٌ، منهم حمّاد بن سلمة، وخالدٌ الحذّاء، ويونس بن عبيدٍ، وقال فيه يحيى بن معينٍ: هو مشهورٌ. وفي روايةٍ عن ابن معينٍ: هو ثقةٌ. ورواه ابن جريرٍ من طريق القاسم بن الفضل، عن عيسى بن مازنٍ، كذا قال، وهذا يقتضي اضطراباً في هذا الحديث، والله أعلم.
ثمّ هذا الحديث على كلّ تقديرٍ منكرٌ جدًّا، قال شيخنا الإمام الحافظ الحجّة أبو الحجّاج المزّيّ: هو حديثٌ منكرٌ.
قلت: وقول القاسم بن الفضل الحدّانيّ: إنه حسب مدّة بني أميّة فوجدها ألف شهرٍ لا تزيد يوماً، ولا تنقص، ليس بصحيحٍ؛ فإنّ معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه استقلّ بالملك حين سلّم إليه الحسن بن عليٍّ الإمرة سنة أربعين، واجتمعت البيعة لمعاوية، وسمّي ذلك عام الجماعة.
ثمّ استمرّوا فيها متتابعين بالشام وغيرها لم تخرج عنهم إلا مدّة دولة عبد الله بن الزّبير في الحرمين والأهواز وبعض البلاد قريباً من تسع سنين، لكن لم تزل يدهم على الإمرة بالكلّيّة، بل عن بعض البلاد، إلى أن استلبهم بنو العبّاس الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين ومائةٍ، فيكون مجموع مدّتهم اثنين وتسعين سنةً، وذلك أزيد من ألف شهرٍ؛ فإنّ الألف شهرٍ عبارةٌ عن ثلاثٍ وثمانين سنةً وأربعة أشهرٍ، وكأنّ القاسم بن الفضل أسقط من مدّتهم أيام ابن الزّبير، وعلى هذا فتقارب ما قاله للصّحّة في الحساب. والله أعلم.
ومما يدلّ على ضعف هذا الحديث: أنه سيق لذمّ دولة بني أميّة، ولو أريد ذلك لم يكن بهذا السياق؛ فإنّ تفضيل ليلة القدر على أيّامهم لا يدلّ على ذمّ أيّامهم؛ فإنّ ليلة القدر شريفةٌ جدًّا، والسورة الكريمة إنما جاءت لمدح ليلة القدر، فكيف تمدح لتفضيلها على أيام بني أميّة التي هي مذمومةٌ بمقتضى هذا الحديث، وهل هذا إلاّ كما قال القائل:
ألم تر أنّ السّيف ينقص قدره ....... إذا قيل: إنّ السّيف أمضى من العصا
وقال آخر:
إذا أنت فضّلت امرأً ذا براعةٍ ....... على ناقصٍ كان المديح من النّقص
ثمّ من الذي يفهم من الآية أنّ الألف شهرٍ المذكورة في الآية هي أيام بني أميّة، والسورة مكّيّةٌ، فكيف يحال على ألف شهرٍ هي دولة بني أمية، ولا يدلّ عليها لفظ الآية، ولا معناها؟! والمنبر إنما صنع بالمدينة بعد مدّةٍ من الهجرة، فهذا كلّه ممّا يدلّ على ضعف الحديث ونكارته. والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا مسلمٌ، يعني: ابن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهرٍ، قال:
«فعجب المسلمون من ذلك»، قال:«فأنزل الله عزّ وجلّ: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} التي لبس ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهرٍ».
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا حكّام بن سلمٍ، عن المثنّى بن الصّبّاح، عن مجاهدٍ، قال:
«كان في بني إسرائيل رجلٌ يقوم الليل حتى يصبح، ثمّ يجاهد العدوّ بالنهار حتى يمسي، ففعل ذلك ألف شهرٍ، فأنزل الله هذه الآية: {ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} قيام تلك الليلة خيرٌ من عمل ذلك الرجل».
وقال ابن أبي حاتمٍ: أخبرنا يونس، أخبرنا ابن وهبٍ، حدّثني مسلمة بن عليٍّ، عن عليّ بن عروة، قال:
«ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوماً أربعةً من بني إسرائيل عبدوا الله ثمانين عاماً، لم يعصوه طرفة عينٍ، فذكر أيّوب، وحزقيل بن العجوز، ويوشع بن نونٍ»، قال: «فعجب أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ذلك».
فأتاه جبريل فقال: يا محمد، عجبت أمّتك من عبادة هؤلاء النّفر ثمانين سنةً، لم يعصوه طرفة عينٍ، فقد أنزل الله خيراً من ذلك. فقرأ عليه: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ}. هذا أفضل مما عجبت أنت وأمّتك. قال: فسرّ بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والناس معه.
وقال سفيان الثّوريّ:
«بلغني عن مجاهدٍ: {ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} قال:«عملها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهرٍ». رواه ابن جريرٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} ليس في تلك الشهور ليلة القدر. وهكذا قال قتادة بن دعامة والشافعيّ وغير واحدٍ.
وقال عمرو بن قيسٍ الملائيّ:
«عملٌ فيها خيرٌ من ألف شهرٍ».
وهذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهرٍ ليس فيها ليلة القدر، وهو اختيار ابن جريرٍ، وهو الصواب، لا ما عداه، وهو كقوله صلّى الله عليه وسلّم:
«رباط ليلةٍ في سبيل الله خيرٌ من ألف ليلةٍ فيما سواه من المنازل» رواه أحمد.
وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئةٍ حسنةٍ، ونيّةٍ صالحةٍ، أنه يكتب له عمل سنةٍ، أجر صيامها وقيامها، إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة، قال: لمّا حضر رمضان قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قد جاءكم شهر رمضان، شهرٌ مباركٌ، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنّة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه الشّياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، من حرم خيرها فقد حرم
».
ورواه النّسائيّ من حديث أيّوب به.
ولمّا كانت ليلة القدر تعدل عبادتها عبادة ألف شهرٍ، ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه
» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 441-444]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {تنزّل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربّهم من كلّ أمرٍ} أي: يكثر تنزّل الملائكة في هذه الليلة؛ لكثرة بركتها، والملائكة ينزلون مع تنزّل البركة والرحمة، كما ينزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذّكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدقٍ؛ تعظيماً له.
وأمّا الرّوح فقيل: المراد به ههنا جبريل عليه السلام، فيكون من باب عطف الخاصّ على العامّ.
وقيل: هم ضربٌ من الملائكة، كما تقدّم في سورة النّبإ. والله أعلم.
وقوله: {من كلّ أمرٍ} قال مجاهدٌ:
«سلامٌ هي من كلّ أمرٍ».
وقال سعيد بن منصورٍ: حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا الأعمش، عن مجاهدٍ في قوله: {سلامٌ هي} قال:
«هي سالمةٌ، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يعمل فيها أذًى».
وقال قتادة وغيره: تقضى فيها الأمور وتقدّر الآجال والأرزاق، كما قال تعالى: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ}.
وقوله: {سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر} قال سعيد بن منصورٍ: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي إسحاق، عن الشّعبيّ في قوله: {من كلّ أمرٍ * سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر} قال:
«تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر».
وروى ابن جريرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنه كان يقرأ: {من كلّ أمرٍ * سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر}، وروى البيهقيّ في كتابه (فضائل الأوقات) عن عليٍّ أثراً غريباً في نزول الملائكة، ومرورهم على المصلّين ليلة القدر وحصول البركة للمصلّين.
وروى ابن أبي حاتمٍ، عن كعب الأحبار أثراً غريباً عجيباً مطوّلاً جدًّا في تنزيل الملائكة من سدرة المنتهى صحبة جبريل عليه السلام إلى الأرض ودعائهم للمؤمنين والمؤمنات.
وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عمران - يعني: القطّان - عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال في ليلة القدر:
«إنّها ليلة سابعةٍ أو تاسعةٍ وعشرين، وإنّ الملائكة تلك اللّيلة في الأرض أكثر من عدد الحصى».
وقال الأعمش، عن المنهال، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله: {من كلّ أمرٍ * سلامٌ} قال:
«لا يحدث فيها أمرٌ».
وقال قتادة وابن زيدٍ في قوله: {سلامٌ هي}
«يعني: هي خيرٌ كلّها، ليس فيها شرٌّ إلى مطلع الفجر».
ويؤيّد هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد: حدّثنا حيوة بن شريحٍ، حدّثنا بقيّة، حدّثني بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصّامت، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، قال:
«ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهنّ ابتغاء حسبتهنّ فإنّ الله يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وهي ليلة وتر تسعٍ أو سبعٍ أو خامسةٍ أو ثالثةٍ أو آخر ليلةٍ».
وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
«إنّ أمارة ليلة القدر: أنّها صافيةٌ بلجةٌ، كأنّ فيها قمراً ساطعاً، ساكنةٌ ساجيةٌ، لا برد فيها ولا حرّ، ولا يحلّ لكوكبٍ يرمى به حتّى تصبح، وإنّ أمارتها أنّ الشّمس صبيحتها تخرج مستويةً، ليس لها شعاعٌ، مثل القمر ليلة البدر، ولا يحلّ للشّيطان أن يخرج معها يومئذٍ».
وهذا إسنادٌ حسنٌ، وفي المتن غرابةٌ، وفي بعض ألفاظه نكارةٌ.
وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا زمعة، عن سلمة بن وهرامٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال في ليلة القدر:
«ليلةٌ سمحةٌ طلقةٌ، لا حارّةٌ ولا باردةٌ، وتصبح شمس صبيحتها ضعيفةً حمراء».
وروى ابن أبي عاصمٍ النّبيل بإسناده عن جابر بن عبد الله، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
«إنّي رأيت ليلة القدر فأنسيتها، وهي في العشر الأواخر من لياليها، وهي ليلةٌ طلقةٌ بلجةٌ، لا حارّةٌ ولا باردةٌ، كأنّ فيها قمراً، لا يخرج شيطانها حتّى يضيء فجرها».
فصلٌ
اختلف العلماء هل كانت ليلة القدر في الأمم السالفة، أو هي من خصائص هذه الأمّة؟ على قولين:
قال أبو مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ الزّهريّ:
«حدّثنا مالكٌ، أنه بلغه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أري أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنّه تقاصر أعمار أمّته ألاّ يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ».
وقد أسند من وجهٍ آخر.
وهذا الذي قال مالكٌ:
«يقتضي تخصيص هذه الأمّة بليلة القدر. وقد نقله صاحب العدّة أحد أئمّة الشافعيّة، عن جمهور العلماء. فالله أعلم». وحكى الخطّابيّ عليه الإجماع. والذي دلّ عليه الحديث أنها كانت في الأمم الماضين، كما هي في أمّتنا.
قال الإمام أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن عكرمة بن عمّارٍ، حدّثني أبو زميلٍ سماكٌ الحنفيّ، حدّثني مالك بن مرثد بن عبد الله، حدّثني مرثدٌ قال:
سألت أبا ذرٍّ، قلت: «كيف سألت رسول الله عن ليلة القدر؟ قال: «أنا كنت أسأل الناس عنها»، قلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر، أفي رمضان هي أو في غيره؟ قال: «بل هي في رمضان». قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا، فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: «بل هي إلى يوم القيامة». قلت: في أيّ رمضان هي؟ قال: «التمسوها في العشر الأول والعشر الأواخر».
ثمّ حدّث رسول الله وحدّث، ثمّ اهتبلت غفلته قلت: في أيّ العشرين هي؟ قال:
«ابتغوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيءٍ بعدها». ثمّ حدّث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ اهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك بحقّي عليك لما أخبرتني في أيّ العشر هي؟ فغضب عليّ غضباً لم يغضب مثله منذ صحبته وقال: «التمسوها في السّبع الأواخر، لا تسألني عن شيءٍ بعدها».
ورواه النّسائيّ،، عن الفلاّس، عن يحيى بن سعيدٍ القطّان به.
ففيه دلالةٌ على ما ذكرناه، وفيه أنها تكون باقيةً إلى يوم القيامة في كلّ سنةٍ بعد النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم، لا كما زعمه بعض طوائف الشّيعة من رفعها بالكلّيّة، على ما فهموه من الحديث الذي سنورده بعد من قوله -عليه السلام- :
«فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم»؛ لأنّ المراد رفع علم وقتها عيناً.
وفيه دلالةٌ على أنّ ليلة القدر يختصّ وقوعها في شهر رمضان من بين سائر الشهور، لا كما روي عن ابن مسعودٍ ومن تابعه من علماء أهل الكوفة، من أنّها توجد في جميع السنة، وترتجى في جميع الشهور على السواء.
وقد ترجم أبو داود في سننه على هذا فقال:
«باب بيان أنّ ليلة القدر في كلّ رمضان».
حدّثنا حميد بن زنجويه النّسائيّ، أخبرنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا محمد بن جعفر بن أبي كثيرٍ، حدّثني موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن عبد الله بن عمر، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - وأنا أسمع - عن ليلة القدر فقال:
«هي في كلّ رمضان». وهذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، إلاّ أنّ أبا داود قال: «رواه شعبة وسفيان، عن أبي إسحاق فأوقفاه».
وقد حكي عن أبي حنيفة رحمه الله رواية: أنها ترتجى في كلّ شهر رمضان، وهو وجهٌ حكاه الغزاليّ، واستغربه الرّافعيّ جدًّا.
فصلٌ
ثمّ قد قيل: إنها تكون في أوّل ليلةٍ من شهر رمضان، يحكى هذا عن أبي رزينٍ، وقيل: إنها تقع ليلة سبع عشرة، وروى فيه أبو داود حديثاً مرفوعاً، عن ابن مسعودٍ، وروي موقوفاً عليه، وعلى زيد بن أرقم وعثمان بن أبي العاص، وهو قولٌ عن محمد بن إدريس الشّافعيّ، ويحكى عن الحسن البصريّ، ووجّهوه بأنها ليلة بدرٍ، وكانت ليلة جمعةٍ، هي السابعة عشر من شهر رمضان، وفي صبيحتها كانت وقعة بدرٍ، وهو اليوم الذي قال تعالى فيه: {يوم الفرقان}.
وقيل: ليلة تسع عشر، يحكى عن عليٍّ وابن مسعودٍ أيضاً رضي الله عنهما.
وقيل: ليلة إحدى وعشرين؛ لحديث أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: اعتكف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في العشر الأول من رمضان واعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إنّ الذي تطلب أمامك. فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: الّذي تطلب أمامك. ثمّ قام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خطيباً صبيحة عشرين من رمضان، فقال:
«من كان اعتكف معي فليرجع؛ فإنّي رأيت ليلة القدر، وإنّي أنسيتها، وإنّها في العشر الأواخر في وترٍ، وإنّي رأيت كأنّي أسجد في طينٍ وماءٍ».
وكان سقف المسجد جريداً من النخل، وما نرى في السماء شيئاً، فجاءت قزعةٌ فمطرنا، فصلّى بنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتى رأيت أثر الطّين والماء على جبهة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تصديق رؤياه. وفي لفظٍ: من صبح إحدى وعشرين. أخرجاه في الصحيحين.
قال الشافعيّ:
«وهذا الحديث أصحّ الروايات».
وقيل: ليلة ثلاثٍ وعشرين؛ لحديث عبد الله بن أنيسٍ في صحيح مسلمٍ، وهو قريب السّياق من رواية أبي سعيدٍ. فالله أعلم.
وقيل: ليلة أربعٍ وعشرين. قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
«ليلة القدر ليلة أربعٍ وعشرين».
إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
وقال أحمد: حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير، عن أبي عبد الله الصّنابحيّ، عن بلالٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«ليلة القدر ليلة أربعٍ وعشرين».
ابن لهيعة ضعيفٌ. وقد خالفه ما رواه البخاريّ، عن أصبغ، عن ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير، عن أبي عبد الله الصّنابحيّ، قال:
«أخبرني بلالٌ مؤذّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنها أولى السبع من العشر الأواخر. فهذا الموقوف أصحّ، والله أعلم».
وهكذا روي عن ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وجابرٍ، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن وهبٍ: أنها ليلة أربعٍ وعشرين. وقد تقدّم في سورة البقرة حديث واثلة بن الأسقع مرفوعاً:
«إنّ القرآن أنزل ليلة أربعٍ وعشرين».
وقيل: تكون ليلة خمسٍ وعشرين؛ لما رواه البخاريّ، عن عبد الله بن عبّاسٍ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
«التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في تاسعةٍ تبقى، في سابعةٍ تبقى، في خامسةٍ تبقى». فسّره كثيرون بليالي الأوتار، وهو أظهر وأشهر، وحمله آخرون على الأشفاع كما رواه مسلمٌ، عن أبي سعيدٍ، أنه حمله على ذلك. والله أعلم.
وقيل: إنّها تكون ليلة سبعٍ وعشرين؛ لما رواه مسلمٌ في صحيحه، عن أبيّ بن كعبٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«أنّها ليلة سبعٍ وعشرين».
قال الإمام أحمد: حدّثنا سفيان، سمعت عبدة وعاصماً عن زرٍّ: سألت أبيّ بن كعبٍ قلت:
«أبا المنذر، إنّ أخاك ابن مسعودٍ يقول: «من يقم الحول يصب ليلة القدر». قال: «يرحمه الله، لقد علم أنها في شهر رمضان، وأنها ليلة سبعٍ وعشرين». ثمّ حلف، قلت: «وكيف تعلمون ذلك؟» قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا بها: «تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها. يعني: الشمس».
وقد رواه مسلمٌ من طريق سفيان بن عيينة وشعبة والأوزاعيّ، عن عبدة، عن زرٍّ، عن أبيٍّ ...... فذكره، وفيه: فقال:
«والله الّذي لا إله إلاّ هو إنّها لفي رمضان - يحلف ما يستثني - ووالله إني لأعلم أيّ ليلةٍ هي القدر التي أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقيامها؟ هي ليلة سبعٍ وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء، لا شعاع لها».
وفي الباب عن معاوية، وابن عمر، وابن عبّاسٍ وغيرهم، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«أنها ليلة سبعٍ وعشرين». وهو قول طائفةٍ من السلف، وهو الجادّة من مذهب أحمد بن حنبلٍ رحمه الله، وهو روايةٌ عن أبي حنيفة أيضاً، وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبعٍ وعشرين من القرآن من قوله: {هي}؛ لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة. فالله أعلم.
وقد قال الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبريّ، أخبرنا عبد الرزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن قتادة وعاصمٍ، أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عبّاسٍ:
«دعا عمر بن الخطّاب أصحاب محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، فسألهم عن ليلة القدر، فأجمعوا أنها في العشر الأواخر».
قال ابن عبّاسٍ:
«فقلت لعمر: إني لأعلم، أو إنّي لأظنّ أيّ ليلةٍ هي؟» فقال عمر: «أيّ ليلةٍ هي؟» فقلت: «سابعةٌ تمضي أو سابعةٌ تبقى من العشر الأواخر». فقال عمر: «من أين علمت ذلك؟» قال ابن عبّاسٍ: «فقلت: خلق الله سبع سماواتٍ، وسبع أرضين، وسبعة أيّامٍ، وإنّ الشّهر يدور على سبعٍ، وخلق الإنسان من سبعٍ، ويأكل من سبعٍ، ويسجد على سبعٍ، والطّواف بالبيت سبعٌ، ورمي الجمار سبعٌ. لأشياء ذكرها»، فقال عمر: «لقد فطنت لأمرٍ ما فطنّا له».
وكان قتادة يزيد عن ابن عبّاسٍ في قوله: ويأكل من سبعٍ. قال: هو قول الله تعالى: {فأنبتنا فيها حبًّا وعنباً} الآية.
وهذا إسنادٌ جيّدٌ وقويٌّ، ومتنٌ غريبٌ جدًّا. والله أعلم.
وقيل: إنها تكون في ليلة تسعٍ وعشرين.
وقال أحمد بن حنبلٍ:
حدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدّثنا سعيد بن سلمة، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عبادة بن الصّامت، أنه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ليلة القدر، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«في رمضان، فالتمسوها في العشر الأواخر؛ فإنّها في وتر إحدى وعشرين، أو ثلاثٍ وعشرين، أو خمسٍ وعشرين، أو سبعٍ وعشرين، أو في آخر ليلةٍ».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا سليمان بن داود - وهو أبو داود الطّيالسيّ - حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في ليلة القدر:
«إنّها في ليلة سابعةٍ، أو تاسعةٍ وعشرين، إنّ الملائكة تلك اللّيلة في الأرض أكثر من عدد الحصى».
تفرّد به أحمد، وإسناده لا بأس به.
وقيل: إنها تكون في آخر ليلةٍ؛ لما تقدّم من هذا الحديث آنفاً، ولما رواه التّرمذيّ والنّسائيّ من حديث عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
«في تسعٍ يبقين، أو سبعٍ يبقين، أو خمسٍ يبقين، أو ثلاثٍ، أو آخر ليلةٍ». يعني: التمسوا ليلة القدر.
وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
وفي المسند من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ليلة القدر:
«إنّها آخر ليلةٍ».
فصلٌ
قال الشّافعيّ في هذه الرّوايات:
«صدرت من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جواباً للسائل إذا قيل له: أتلمّس ليلة القدر في الليلة الفلانيّة؟ يقول: نعم. وإنما ليلة القدر ليلةٌ معيّنةٌ، لا تنتقل. نقله التّرمذيّ عنه بمعناه. وروي عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر».
وهذا الذي حكاه عن أبي قلابة نصّ عليه مالكٌ، والثّوريّ، وأحمد بن حنبلٍ، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثورٍ، والمزنيّ، وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم، وهو محكيٌّ عن الشافعيّ، نقله القاضي عنه، وهو الأشبه. والله أعلم.
وقد يستأنس لهذا القول بما ثبت في الصحيحين، عن عبد الله بن عمر، أنّ رجالاً من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أروا ليلة القدر في المنام في السّبع الأواخر من رمضان، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«أرى رؤياكم قد تواطأت في السّبع الأواخر، فمن كان متحرّيها فليتحرّها في السّبع الأواخر».
وفيهما أيضاً عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
«تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان». ولفظه للبخاريّ.
ويحتجّ للشافعيّ أنها لا تنتقل، وأنها معيّنةٌ من الشهر بما رواه البخاريّ في صحيحه، عن عبادة بن الصّامت، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال:
«خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلانٌ وفلانٌ فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التّاسعة والسّابعة والخامسة».
وجه الدّلالة منه: أنها لو لم تكن معيّنةً مستمرّة التعيين لما حصل لهم العلم بعينها في كلّ سنةٍ؛ إذ لو كانت تنتقل لما علموا تعيينها إلاّ ذلك العام فقط، اللّهمّ إلاّ أن يقال: إنه إنّما خرج ليعلمهم بها تلك السّنة فقط.
وقوله:
«فتلاحى فلانٌ وفلانٌ فرفعت» فيه استئناسٌ لما يقال: إن المماراة تقطع الفائدة والعلم النافع، وكما جاء في الحديث: «إنّ العبد ليحرم الرّزق بالذّنب يصيبه».
وقوله:
«فرفعت» أي: رفع علم تعيينها لكم، لا أنها رفعت بالكلّيّة من الوجود، كما يقوله جهلة الشّيعة؛ لأنه قد قال بعد هذا: «فالتمسوها في التّاسعة والسّابعة والخامسة».
وقوله:
«عسى أن يكون خيراً لكم». يعني: عدم تعيينها لكم؛ فإنّها إذا كانت مبهمةً اجتهد طلاّبها في ابتغائها في جميع محالّ رجائها، فكان أكثر للعبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها فإنّها كانت الهمم تتقاصر على قيامها فقط، وإنّما اقتضت الحكمة إبهامها؛ لتعمّ العبادة جميع الشهر في ابتغائها، ويكون الاجتهاد في العشر الأخير أكثر.
ولهذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتّى توفّاه الله عزّ وجلّ، ثمّ اعتكف أزواجه من بعده. أخرجاه من حديث عائشة.
ولهما عن ابن عمر: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعتكف العشر الأواخر من رمضان.
وقالت عائشة:
«كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر أحيا اللّيل، وأيقظ أهله، وشدّ المئزر. أخرجاه».
ولمسلمٍ عنها:
«كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره. وهذا معنى قولها: وشدّ المئزر».
وقيل: المراد بذلك اعتزال النساء. ويحتمل أن يكون كنايةً عن الأمرين؛ لما رواه الإمام أحمد:
حدّثنا سريجٌ، حدّثنا أبو معشرٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
«كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا بقي عشرٌ من رمضان شدّ مئزره واعتزل نساءه». انفرد به أحمد.
وقد حكي عن مالكٍ رحمه الله: أنّ جميع ليالي العشر في تطلّب ليلة القدر على السواء، لا يترجّح منها ليلةٌ على أخرى. رأيته في شرح الرّافعيّ رحمه الله.
والمستحبّ الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثمّ في أوتاره أكثر، والمستحبّ أن يكثر من هذا الدعاء: اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي.
لما رواه الإمام أحمد:
حدّثنا يزيد - هو ابن هارون - حدّثنا الجريريّ - وهو سعيد بن إياسٍ - عن عبد الله بن بريدة، أن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟ قال:
«قولي: اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي».
وقد رواه التّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه من طريق كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أيّ ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال:
«قولي: اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي».
وهذا لفظ التّرمذيّ، ثمّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وأخرجه الحاكم في مستدركه، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين. ورواه النّسائيّ أيضاً من طريق سفيان الثّوريّ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن عائشة، قالت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال:
«قولي: اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي»
ذكر أثرٍ غريبٍ ونبأٍ عجيبٍ يتعلّق بليلة القدر، رواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتمٍ عند تفسير هذه السورة الكريمة فقال:
حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن أبي زيادٍ القطوانيّ، حدّثنا سيّار بن حاتمٍ، حدّثنا موسى بن سعيدٍ - يعني: الرّاسبيّ - عن هلالٍ أبي جبلة، عن أبي عبد السلام، عن أبيه، عن كعبٍ، أنه قال:
«إنّ سدرة المنتهى على حدّ السماء السابعة ممّا يلي الجنّة، فهي على حدّ هواء الدنيا وهواء الآخرة، علوّها في الجنّة، وعروقها وأغصانها من تحت الكرسيّ، فيها ملائكةٌ لا يعلم عدّتهم إلاّ الله عزّ وجلّ، يعبدون الله عزّ وجلّ على أغصانها، في كلّ موضع شعرةٍ منها ملكٌ، ومقام جبريل عليه السلام في وسطها».
فينادي الله جبريل أن ينزل في كلّ ليلة قدرٍ مع الملائكة الذين يسكنون سدرة المنتهى، وليس فيهم ملكٌ إلاّ قد أعطي الرأفة والرحمة للمؤمنين.
فينزلون على جبلٍ في ليلة القدر حين تغرب الشمس، فلا تبقى بقعةٌ في ليلة القدر إلا وعليها ملكٌ، إمّا ساجدٌ، وإما قائمٌ يدعو للمؤمنين والمؤمنات، إلاّ أن تكون كنيسةٌ، أو بيعةٌ، أو بيت نارٍ، أو وثنٌ، أو بعض أماكنكم التي تطرحون فيها الخبث، أو بيتٌ فيه سكران، أو بيتٌ فيه مسكرٌ، أو بيتٌ فيه وثنٌ منصوبٌ، أو بيتٌ فيه جرسٌ معلّقٌ، أو مبولةٌ، أو مكانٌ فيه كساحة البيت، فلا يزالون ليلتهم تلك يدعون للمؤمنين والمؤمنات، وجبريل لا يدع أحداً من الناس إلاّ صافحه.
وعلامة ذلك من اقشعرّ جلده، ورقّ قلبه، ودمعت عيناه؛ فإنّ ذلك من مصافحة جبريل.
وذكر كعبٌ أن من قال في ليلة القدر: لا إله إلاّ الله. ثلاث مراتٍ غفر الله له بواحدةٍ، ونجّاه من النار بواحدةٍ، وأدخله الجنّة بواحدةٍ.
فقلنا لكعب الأحبار:
«يا أبا إسحاق: صادقاً؟» فقال كعب الأحبار: «وهل يقول: لا إله إلاّ الله في ليلة القدر إلاّ كلّ صادقٍ؟! والذي نفسي بيده إنّ ليلة القدر لتثقل على الكافر والمنافق، حتى كأنّها على ظهره جبلٌ، فلا تزال الملائكة هكذا حتى يطلع الفجر، فأوّل من يصعد جبريل، حتى يكون في وجه الأفق الأعلى من الشمس، فيبسط جناحيه، وله جناحان أخضران لا ينشرهما إلاّ في تلك الساعة، فتصير الشمس لا شعاع لها، ثمّ يدعو ملكاً ملكاً، فيصعد فيجتمع نور الملائكة ونور جناحي جبريل، فلا تزال الشمس يومها ذلك متحيّرةً».
فيقيم جبريل ومن معه بين السماء وبين السماء الدنيا يومهم ذلك في دعاءٍ ورحمةٍ واستغفارٍ للمؤمنين والمؤمنات، ولمن صام رمضان احتساباً، ودعا لمن حدّث نفسه إن عاش إلى قابلٍ صام رمضان لله، فإذا أمسوا دخلوا إلى السماء الدنيا فيجلسون حلقاً، فتجتمع إليهم ملائكة سماء الدنيا فيسألونهم عن رجلٍ رجلٍ، وعن امرأةٍ امرأةٍ، فيحدّثونهم، حتى يقولوا: ما فعل فلانٌ؟ وكيف وجدتموه العام؟ فيقولون: وجدنا فلاناً عام أوّل في هذه الليلة متعبّداً، ووجدناه العام مبتدعاً، ووجدنا فلاناً مبتدعاً، ووجدناه العام عابداً.
قال: فيكفّون عن الاستغفار لذلك ويقبلون على الاستغفار لهذا، ويقولون: وجدنا فلاناً وفلاناً يذكران الله، ووجدنا فلاناً راكعاً، وفلاناً ساجداً، ووجدناه تالياً لكتاب الله.
قال: فهم كذلك يومهم وليلتهم حتى يصعدون إلى السماء الثانية، ففي كلّ سماءٍ يومٌ وليلةٌ، حتى ينتهوا مكانهم من السّدرة المنتهى، فتقول لهم سدرة المنتهى: يا سكّاني، حدّثوني عن الناس وسمّوهم لي؛ فإنّ لي عليكم حقًّا، وإني أحبّ من أحبّ الله.
فذكر كعبٌ أنهم يعدّون لها، يحكون لها الرجل والمرأة بأسمائهم وأسماء آبائهم، ثمّ تقبل الجنّة على السّدرة فتقول: أخبرني بما أخبرك سكّانك من الملائكة. فتخبرها.
قال: فتقول الجنّة: رحمة الله على فلانٍ، ورحمة الله على فلانة، اللّهمّ عجّلهم إليّ. فيبلغ جبريل مكانه قبلهم، فيلهمه الله فيقول: وجدت فلاناً ساجداً فاغفر له. فيغفر له.
فيسمع جبريل جميع حملة العرش فيقولون: رحمة الله على فلانٍ، ورحمة الله على فلانة، ومغفرته لفلانٍ ويقول: يا ربّ، وجدت عبدك فلاناً الذي وجدته عام أوّل على السّنّة والعبادة، ووجدته العام قد أحدث حدثاً، وتولّى عمّا أمر به. فيقول الله: يا جبريل، إن تاب فأعتبني قبل أن يموت بثلاث ساعاتٍ غفرت له.
فيقول جبريل: لك الحمد إلهي، أنت أرحم من جميع خلقك، وأنت أرحم بعبادك من عبادك بأنفسهم.
قال: فيرتجّ العرش وما حوله، والحجب والسماوات ومن فيهنّ، تقول: الحمد لله الرّحيم، الحمد لله الرّحيم.
قال: وذكر كعبٌ أنه من صام رمضان وهو يحدّث نفسه إذا أفطر بعد رمضان ألاّ يعصي الله دخل الجنّة بغير مسألةٍ ولا حسابٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 444-453]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة