العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:22 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصّلاة وبشّر المؤمنين (87) وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم (88) قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون (89)
روي أن فرعون أخاف بني إسرائيل وهدم لهم مواضع كانوا اتخذوها للصلاة ونحو هذا، فأوحى الله إلى موسى وهارون أن اتخذا وتخيرا لبني إسرائيل بيوتا بمصر، قال مجاهد: «مصر» في هذه الآية الإسكندرية، ومصر ما بين البحر إلى أسوان، والإسكندرية من أرض مصر، وتبوّءا معناه كما قلنا تخيرا واتخذا، وهي لفظة مستعملة في الأماكن وما يشبه بها، ومن ذلك قول الشاعر: [الطويل]
لها أمرها حتى إذا ما تبوأت = لأنحامها مرعى تبوأ مضجعا
وهذا البيت للراعي وبه سمى المراعي ومنه قول امرئ القيس: [الكامل]
يتبوأون مقاعدا لقتالكم = كليوث غاب ليلهن زئير
وقرأ الناس «تبوّآ» بهمزة على تقدير تبوعا، وقرأ حفص في رواية هبيرة «تبويا» وهذا تسهيل ليس بقياسي، ولو جرى على القياس لكان بين الهمزة والألف، قوله قبلةً ومعناه مساجد، قاله ابن عباس والربيع والضحاك والنخعي وغيرهم، قالوا: خافوا فأمروا بالصلاة في بيوتهم، وقيل يقابل بعضها بعضا، قاله سعيد بن جبير والأول أصوب، وقيل معناه متوجهة إلى القبلة، قاله ابن عباس، ومن هذا حديث عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير بيوتكم ما استقبل به القبلة»، وقوله وأقيموا الصّلاة خطاب لبني إسرائيل هذا قبل نزول التوراة لأنها لم تنزل إلا بعد إجازة البحر، وقوله وبشّر المؤمنين أمر لموسى عليه السلام، وقال مكي والطبري هو أمر لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهذا غير متمكن). [المحرر الوجيز: 4/ 516-517]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى وقال موسى الآية، غضب من موسى عليه السلام على القبط ودعاء عليهم فقدم للدعاء تقرير نعم الله عليهم وكفرهم بها، وآتيت معناه أعطيت وملكت، وتكرر قوله ربّنا استغاثة كما يقول الداعي بالله، وقوله ليضلّوا يحتمل أن يكون لام كي على بابها على معنى آتيتهم الأموال إملاء لهم واستدراجا فكان الإيتاء كي يضلوا ويحتمل أن تكون لام الصيرورة والعاقبة، كما قال فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًّا وحزناً [القصص: 8] والمعنى آتيتهم ذلك فصار أمرهم إلى كذا، وروي عن الحسن أنه قال: هو دعاء ويحتمل أن يكون المعنى على جهة الاستفهام أي ربنا ليضلوا فعلت ذلك، وفي هذا تقرير الشنعة عليهم.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والحسن والأعرج وشيبة وأبو جعفر ومجاهد وأبو رجاء وأهل مكة: «ليضلوا» بفتح الياء على معنى ليضلوا في أنفسهم، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي والأعمش وقتادة وعيسى والحسن والأعرج بخلاف عنه، «ليضلوا» بضم الياء على معنى ليضلوا غيرهم، وقرأ الشعبي «ليضلوا» بكسر الياء، وقرأ الشعبي أيضا وغيره «اطمس» بضم الميم، وقرأت فرقة «اطمس» بكسر الميم وهما لغتان، وطمس يطمس ويطمس، قال أبو حاتم: وقراءة الناس بكسر الميم والضم لغة مشهورة، معناه عف وغيره وهو من طموس الأثر والعين وطمس الوجوه، ومنه قول كعب بن زهير: [البسيط]
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت = عرضتها طامس الأعلام مجهول
وروي أنهم حين دعا موسى بهذه الدعوة رجع سكرهم حجارة وزادهم ودنانيرهم وحبوبهم من الأطعمة رجعت حجارة، قاله محمد بن كعب القرظي وقتادة وابن زيد، وقال مجاهد وغيره، معناه أهلكها ودمرها، وروي أن الطمسة من آيات موسى التسع، وقوله اشدد على قلوبهم بمعنى اطبع واختم عليهم بالكفر، قاله مجاهد والضحاك، ولما أشار عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل أسرى بدر شبهه بموسى في دعائه على قومه الذين بعث إليهم في هذه الآية وبنوح في قوله لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاراً [نوح: 26]. وقوله فلا يؤمنوا مذهب الأخفش وغيره أن الفعل منصوب عطفا على قوله ليضلّوا، وقيل هو منصوب في جواب الأمر، وقال الفراء والكسائي: هو مجزوم على الدعاء ومنه قول الشاعر [الأعشى]: [الطويل]
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى = ولا تلقني إلّا وأنفك راغم
وجعل رؤية العذاب نهاية وغاية، وذلك لعلمه من قبل الله أن المؤمن عند رؤية العذاب لا ينفعه إيمانه في ذلك الوقت ولا يخرجه من كفره، ثم أجاب الله هذه الدعوة في فرعون نفسه، قال ابن عباس: العذاب هنا الغرق). [المحرر الوجيز: 4/ 517-519]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الناس «دعوتكما»، وقرأ السدي والضحاك «دعواتكما»، وروي عن ابن جريح ومحمد بن علي والضحاك أن الدعوة لم تظهر إجابتها إلا بعد أربعين سنة. وحينئذ كان أمر الغرق.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وأعلما أن دعاءهما صادق مقدورا، وهذا معنى إجابة الدعاء، وقيل لهما لا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون أي في أن تستعجلا قضائي فإن وعدي لا خلف له، وقوله دعوتكما ولم يتقدم الدعاء إلا لموسى، وروي أن هارون كان يؤمّن على دعاء موسى، قاله محمد بن كعب القرظي، نسب الدعوة إليهما، وقيل كنّى عن الواحد بلفظ التثنية كما قال
قفا نبكي ... ... = ... ... ... ...
ونحو هذا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا ضعيف لأن الآية تتضمن بعد مخاطبتهما من غير شيء، قال علي بن سليمان قول موسى: ربّنا دال على أنهما دعوا معا، وقوله فاستقيما أي على ما أمرتما به من الدعاء إلى الله، وأمرا بالاستقامة وهما عليها للإدامة والتمادي، وقرأ نافع والناس، «تتّبعانّ» بشد التاء والنون على النهي، وقرأ ابن عامر وابن ذكوان «تتبعانّ» بتخفيف التاء وشد النون، وقرأ ابن ذكوان أيضا: «تتّبعان» بشد التاء وتخفيف النون وكسرها، وقرأت فرقة «تتبعان» بتخفيفها وسكون النون رواه الأخفش الدمشقي عن أصحابه عن ابن عامر، فأما شد النون فهي النون الثقيلة حذفت معها نون التثنية للجزم كما تحذف معها الضمة في لتفعلنّ بعد ألف التثنية وأما تخفيفها فيصح أن تكون الثقيلة خففت ويصح أن تكون نون التثنية ويكون الكلام خبرا معناه الأمر، أي لا ينبغي أن تتبعا، قال أبو علي: إن شئت جعلته حالا من استقيما كأنه قال غير متبعين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والعطف يمانع في هذا فتأمله). [المحرر الوجيز: 4/ 519-521]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:22 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:22 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّآ لقومكما بمصر بيوتًا واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصّلاة وبشّر المؤمنين (87)}
يذكر تعالى سبب إنجائه بني إسرائيل من فرعون وقومه، وكيفيّة خلاصهم منهم وذلك أنّ اللّه تعالى أمر موسى وأخاه هارون، عليهما السّلام {أن تبوّءا} أي: يتّخذا لقومهما بمصر بيوتًا.
واختلف المفسّرون في معنى قوله تعالى: {واجعلوا بيوتكم قبلةً} فقال الثّوريّ وغيره، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {واجعلوا بيوتكم قبلةً} قال: أمروا أن يتّخذوها مساجد.
وقال الثّوريّ أيضًا، عن ابن منصورٍ، عن إبراهيم: {واجعلوا بيوتكم قبلةً} قال: كانوا خائفين، فأمروا أن يصلّوا في بيوتهم.
وكذا قال مجاهدٌ، وأبو مالكٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والضّحّاك، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وأبوه زيد بن أسلم: وكأنّ هذا -واللّه أعلم -لمّا اشتدّ بهم البلاء من قبل فرعون وقومه، وضيّقوا عليهم، أمروا بكثرة الصّلاة، كما قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استعينوا بالصّبر والصّلاة} [البقرة: 156]. وفي الحديث: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ صلّى. أخرجه أبو داود. ولهذا قال تعالى في هذه الآية: {واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصّلاة وبشّر المؤمنين} أي: بالثّواب والنّصر القريب.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، في تفسير هذه الآية قال: قالت بنو إسرائيل لموسى، عليه السّلام: لا نستطيع أن نظهر صلاتنا مع الفراعنة، فأذن اللّه تعالى لهم أن يصلّوا في بيوتهم، وأمروا أن يجعلوا بيوتهم قبل القبلة. وقال مجاهدٌ: {واجعلوا بيوتكم قبلةً} قال: لمّا خاف بنو إسرائيل من فرعون أن يقتلوا في الكنائس الجامعة، أمروا أن يجعلوا بيوتهم مساجد مستقبلةً الكعبة، يصلّون فيها سرًّا. وكذا قال قتادة، والضّحّاك.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {واجعلوا بيوتكم قبلةً} أي: يقابل بعضها بعضًا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 289-290]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالا في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم (88) قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون (89)}
هذا إخبارٌ من اللّه تعالى عمّا دعا به موسى، عليه السّلام، على فرعون وملئه، لمّا أبوا قبول الحقّ واستمرّوا على ضلالهم وكفرهم معاندين جاحدين، ظلمًا وعلوًّا وتكبّرًا وعتوًّا، قال: {ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً} أي: من أثاث الدّنيا ومتاعها، {وأموالًا} أي: جزيلةً كثيرةً، {في} هذه {الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك} -بفتح الياء -أي: أعطيتهم ذلك وأنت تعلم أنّهم لا يؤمنون بما أرسلتني به إليهم استدراجًا منك لهم، كما قال تعالى: {لنفتنهم فيه}
وقرأ آخرون: {ليضلّوا} بضمّ الياء، أي: ليفتتن بما أعطيتهم من شئت من خلقك، ليظنّ من أغويته أنّك إنّما أعطيت هؤلاء هذا لحبّك إيّاهم واعتنائك بهم.
{ربّنا اطمس على أموالهم} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ: أي: أهلكها. وقال الضّحّاك، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ: جعلها اللّه حجارةً منقوشةً كهيئة ما كانت.
وقال قتادة: بلغنا أنّ زروعهم تحوّلت حجارةً.
وقال محمّد بن كعبٍ القرظي: اجعل سكّرهم حجارةً.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، عن أبي معشر، حدّثني محمّد بن قيسٍ: أنّ محمّد بن كعبٍ قرأ سورة يونس على عمر بن عبد العزيز: {وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه} إلى قوله: {اطمس على أموالهم} إلى آخرها [فقال له: عمر يا أبا حمزة أيّ شيءٍ الطّمس؟ قال: عادت أموالهم كلّها حجارةً] فقال عمر بن عبد العزيز لغلامٍ له: ائتني بكيسٍ. [فجاءه بكيسٍ] فإذا فيه حمّصٌ وبيضٌ، قد قطع حول حجارةٍ.
وقوله: {واشدد على قلوبهم} قال ابن عبّاسٍ: أي اطبع عليها، {فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 290]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهذه الدّعوة كانت من موسى، عليه السّلام، غضبًا للّه ولدينه على فرعون وملئه، الّذين تبين له أنّه لا خير فيهم، ولا يجيء منهم شيءٌ كما دعا نوحٌ، عليه السّلام، فقال: {ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا إنّك إن تذرهم يضلّوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفّارًا} [نوحٍ: 26، 27]؛ ولهذا استجاب اللّه تعالى لموسى، عليه السّلام، فيهم هذه الدّعوة، الّتي أمّن عليها أخوه هارون، فقال تعالى: {قد أجيبت دعوتكما}
قال أبو العالية، وأبو صالحٍ، وعكرمة، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ، والرّبيع بن أنسٍ: دعا موسى وأمّن هارون، أي: قد أجبناكما فيما سألتما من تدمير آل فرعون.
وقد يحتجّ بهذه الآية من يقول: "إنّ تأمين المأموم على قراءة الفاتحة ينزل منزلة قراءتها؛ لأنّ موسى دعا وهارون أمّن".
وقال تعالى: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما [ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون]} أي: كما أجيبت دعوتكما فاستقيما على أمري.
قال ابن جريج، عن ابن عبّاسٍ: {فاستقيما} فامضيا لأمري، وهي الاستقامة. قال ابن جريجٍ: يقولون: إنّ فرعون مكث بعد هذه الدّعوة أربعين سنةً.
وقال محمّد بن عليّ بن الحسين: أربعين يومًا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 290-291]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة