العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:26 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يونس [ من الآية (75) إلى الآية (78) ]

تفسير سورة يونس
[ من الآية (75) إلى الآية (78) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:27 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قومًا مّجرمين}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ بعثنا من بعد هؤلاء الرّسل الّذين أرسلناهم من بعد نوحٍ إلى قومهم موسى وهارون ابني عمران إلى فرعون مصر {وملئه} يعني: وأشراف قومه وسادتهم، {بآياتنا} يقول: بأدلّتنا على حقيقة ما دعوهم إليه من الإذعان للّه بالعبودة، والإقرار لهما بالرّسالة. {فاستكبروا} يقول: فاستكبروا عن الإقرار بما دعاهم إليه موسى وهارون. {وكانوا قومًا مجرمين} يعني: آثمين بربّهم بكفرهم باللّه تعالى). [جامع البيان: 12/237]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ثمّ بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين (75)
قوله تعالى: ثمّ بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون الآية
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرّازيّ، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن المنكدر قال: عاش فرعون ثلاثمائة سنةٍ، مائتان وعشرون لم ير فيها ما يقذي عينه، ودعى موسى ثمانين سنةً.
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ أبو أسامة، ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال كان فرعون فارسيًّا من أهل إصطخرٍ.
- قرأه على يونس بن عبد الأعلى ابن وهبٍ، أخبرني ابن لهيعة أنّ فرعون كان من أبناء سحرةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/1972-1973]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ (76) قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون}.
يقول تعالى ذكره: {فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا} يعني: فلمّا جاءهم بيان ما دعاهم إليه موسى وهارون، وذلك الحجج الّتي جاءهم بها، وهي الحقّ الّذي جاءهم من عند اللّه؛ {قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ} يعنون: أنّه يبين لمن رآه وعاينه أنّه سحرٌ لا حقيقة له). [جامع البيان: 12/238]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ (76)
قوله تعالى: فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا الآية.
- حدّثنا أبو زرعة، عمرو بن حمّادٍ، عن أسباطٍ عن السّدّيّ قال: لمّا جاءهم رسولٌ من عند اللّه عارضوه وحاصروه). [تفسير القرآن العظيم: 6/1973]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({قال موسى} لهم: {أتقولون للحقّ لمّا جاءكم} من عند اللّه: {أسحرٌ هذا}
واختلف أهل العربيّة في سبب دخول ألف الاستفهام في قوله: {أسحرٌ هذا} فقال بعض نحويّي البصرة: أدخلت فيه على الحكاية لقولهم لأنّهم قالوا: أسحرٌ هذا؟ فقال: أتقولون: أسحرٌ هذا؟
وقال بعض نحويّي الكوفة: إنّهم قالوا هذا سحرٌ، ولم يقولوه بالألف، لأنّ أكثر ما جاء بغير ألفٍ. قال: فيقال: فلم أدخلت الألف؟ فيقال: قد يجوز أن تكون من قيلهم وهم يعلمون أنّه سحرٌ، كما يقول الرّجل للجائزة إذا أتته: أحقٌّ هذا؟ وقد علم أنّه حقٌّ. قال: قد يجوز أن تكون على التّعجّب منهم: أسحرٌ هذا، ما أعظمه.
وأولى ذلك في هذا بالصّواب عندي أن يكون المقول محذوفًا، ويكون قوله: {أسحرٌ هذا} من قيل موسى منكرًا على فرعون، وملئه قولهم للحقّ لمّا جاءهم سحرٌ، فيكون تأويل الكلام حينئذٍ: قال موسى لهم: {أتقولون للحقّ لمّا جاءكم} وهي الآيات الّتي أتاهم بها من عند اللّه حجّةً له على صدقه، سحرٌ، أسحرٌ هذا الحقّ الّذي ترونه؟ فيكون السّحر الأوّل محذوفًا اكتفاءً بدلالة قول موسى {أسحرٌ هذا} على أنّه مرادٌ في الكلام، كما قال ذو الرّمّة:
فلمّا لبسن اللّيل أو حين نصّبت = له من خذا آذانها وهو جانح
يريد: أو حين أقبل، ثمّ حذف اكتفاء بدلالة الكلام عليه، وكما قال جلّ ثناؤه: {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم} والمعنى: بعثناهم ليسوؤوا وجوهكم، فترك ذلك اكتفاءً بدلالة الكلام عليه، في أشباهٍ لما ذكرنا كثيرةٍ يتعب إحصاؤها.
وقوله: {ولا يفلح السّاحرون} يقول: ولا ينجح السّاحرون ولا يبقون). [جامع البيان: 12/238-239]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون (77)
قوله تعالى: قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم الآية
....... ). [تفسير القرآن العظيم: 6/1973]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (الكبرياء الملك). [صحيح البخاري: 6/72]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الكبرياء الملك هو قول مجاهدٍ وصله عبد بن حميدٍ من طريق بن أبي نجيحٍ عنه وقال الفرّاء قوله وتكون لكما الكبرياء في الأرض لأنّ النّبيّ إذا صدق صارت مقاليد أمّته وملكهم إليه). [فتح الباري: 8/347]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد الكبرياء الملك
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 78 يونس {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} قال الملك). [تغليق التعليق: 4/224]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الكبرياء الملك
أشار بهذا إلى قوله: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين} (يونس: 78) وتفسير: الكبرياء، بالملك قول مجاهد، قال محمّد: حدثنا حجاج حدثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه، وفي رواية عنه الكبرياء في الأرض العظيمة، وأول الآية. (قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء) أي: قال فرعون وقومه لموسى عليه السّلام، أجئتنا لتلفتنا أي: لتصرفنا. عمّا وجدنا عليه آبائنا؟ يعنون عبادة الأصنام. وتكون لكما الخطاب لموسى وهارون. قوله: (في الأرض) أي: في أرض مصر. قوله: (بمؤمنين) أي: بمصدقين لكما فيما جئتما به). [عمدة القاري: 18/285]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الكبرياء}) قال مجاهد في قوله تعالى: {وتكون لكما الكبرياء} [يونس: 78] هو (الملك) بضم الميم لأن النبي إذا صدق صارت مقاليد أمته وملكهم إليه). [إرشاد الساري: 7/165]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين}.
يقول تعالى ذكره: قال فرعون وملؤه لموسى: {أجئتنا لتلفتنا} يقول: لتصرفنا وتلوينا، {عمّا وجدنا عليه آباءنا} من قبل مجيئك من الدّين.
يقال منه: لفت فلانٌ عنق فلانٍ إذا لواها، كما قال ذو الرّمّة:
لفتًا وتهزيعًا سواء اللّفت
التّهزيع: الدّقّ، واللّفت: اللّيّ.
- كما حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {لتلفتنا} قال: لتلوينا {عمّا وجدنا عليه آباءنا}.
وقوله: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} يعني العظمة، وهي الفعلياء من الكبر. ومنه قول ابن الرّقاع:
سؤددًا غير فاحشٍ لا يدا = نيه تجباره ولا كبرياء
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} قال: الملك.
- قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهدٍ: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} قال: السّلطان في الأرض.
- قال: حدّثنا محمّد بن بكرٍ، عن ابن جريجٍ، قال: بلغني عن مجاهدٍ، قال: الملك في الأرض.
- قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} قال: الطّاعة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} قال: الملك.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني الحرث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قال: السّلطان في الأرض.
وهذه الأقوال كلّها متقاربات المعاني، وذلك أنّ الملك سلطانٌ، والطّاعة ملكٌ؛ غير أنّ معنى الكبرياء هو ما ثبت في كلام العرب، ثمّ يكون ذلك عظمةً بملكٍ وسلطانٍ وغير ذلك.
وقوله: {وما نحن لكما بمؤمنين} يقول: وما نحن لكما يا موسى وهارون بمؤمنين، يعني بمقرّين بأنّكما رسولان أرسلتما إلينا). [جامع البيان: 12/239-241]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين (78)
قوله: قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعانيّ ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ عن قتادة: لتلفتنا: لتلوينا عمّا وجدنا عليه آباءنا.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان عن الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قوله: لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا يقول: لتصدّنا عن آلهتنا.
قوله تعالى: وتكون لكما الكبرياء في الأرض
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: الكبرياء في الأرض: الملك.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم ثنا سعيد بن محمّد الثّقفيّ عن الأعمش، عن مجاهدٍ وتكون لكما الكبرياء في الأرض قال: العظمة في الأرض.
قوله تعالى: وما نحن لكما بمؤمنين
- حدّثنا عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: بمؤمنين قال: بمصدّقين). [تفسير القرآن العظيم: 6/1973]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وتكون لكما الكبرياء في الأرض يعني الملك). [تفسير مجاهد: 295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 75 - 82
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لتلفتنا} قال: لتلوينا.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه {لتلفتنا} قال: لتصدنا عن آلهتنا.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} قال: العظمة والملك والسلطان). [الدر المنثور: 7/690]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:29 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلى فرعون وملائه} أي أشراف قومه). [مجاز القرآن: 1/280]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة سعيد بن جبير في آخر يونس "إن هذا لساحر مبين".
وقراءة سائر القراء الحسن وأبي عمرو وأهل المدينة {لسحر مبين} ). [معاني القرآن لقطرب: 661]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا...}
يقول القائل: كيف أدخل ألف الاستفهام في قوله {أسحر هذا} وهم قد قالوا {هذا سحر} بغير استفهام؟
قلت: قد يكون هذا من قولهم على أنه سحر عندهم وإن استفهموا؛ كما ترى الرجل تأتيه الجائزة فيقول: أحقّ هذا؟ وهو يعلم أنه حقّ لا شكّ فيه. فهذا وجه.
ويكون أن تزيد الألف في قولهم وإن كانوا لم يقولوها، فيخرج الكلام على لفظه وإن كانوا لم يتكلّموا به؛ كما يقول الرجل: فلان أعلم منك، فيقول المتكلم: أقلت أحدٌ أعلم بذا منّي؟ فكأنه هو القائل: أأحد أعلم بهذا مني. ويكون على أن تجعل القول بمنزلة الصلة لأنه فضل في الكلام؛ ألا ترى أنك تقول الرجل: أتقول عندك مال؟
فيكفيك من قوله أن تقول: ألك مال؟ فالمعنى قائم ظهر القول أو لم يظهر). [معاني القرآن: 1/474]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون}
وقال: {أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا} على الحكاية لقولهم، لأنهم قالوا: أسحرٌ هذا" فقال {أتقولون} {أسحرٌ هذا} ). [معاني القرآن: 2/37]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحر هذا ولا يفلح السّاحرون}
هذا الكلام تقرير لقولهم:
{فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحر مبين * قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم}.
هذا اللفظ؛ أي إنّ هذا لسحر مبين.
ثمّ قررهم فقال:{أسحر هذا ولا يفلح السّاحرون}.
والمفلح الذي يفوز بإرادته أي فكيف يكون هذا سحرا وقد أفلح الذي أتى به، أي فاز، وفلح في حجته). [معاني القرآن: 3/29]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أجئتنا لتلفتنا...}
اللفت: الصرف؛ تقول: ما لفتك عن فلان؟ أي ما صرفك عنه.
ويقول القائل: كيف قالوا {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم إذا صدّق صارت مقاليد أمّته وملكهم إليه، فقالوه على ملك ملوكهم من التكبر).
[معاني القرآن: 1/475]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا} أي لتصرفنا عنه وتميلنا وتلوينا عنه، ويقال: لفت عنقه.
كقول رؤبة:
يدقّ صلّبات العظام لفتى= لفتاً وتهزيعاً سواء اللّفت
التهزيع: الدّق؛ واللّفت: اللّي). [مجاز القرآن: 1/280]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين}
وقال: {لتلفتنا} لأنك تقول: "لفته" فـ"أنا ألفته" "لفتاً" أي: ألويه عن حقه). [معاني القرآن: 2/37]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لتلفتنا} فهي من: لفته يلفته لفتًا؛ إذا رده عن وجهه وثناه.
وقوله عز وجل {الكبرياء} فهي فعلياء من الكبر والعظمة، مثل: السيمياء في لفظها.
قال ابن الرقاع:
سؤددًا غير فاحش لا = يدانيه تجبارة ولا كبرياء). [معاني القرآن لقطرب: 666]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أجئتنا لتلفتنا}: لتصرفنا يقال ما يلفت فلان إلي، ولفت فلان عنق فلان إذا لواها). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أجئتنا لتلفتنا} أي لتصرفنا. يقال: لفتّ فلانا عن كذا إذا صرفته. والالتفات [منه] إنما هو الانصراف عما كنت مقبلا عليه.
{وتكون لكما الكبرياء في الأرض} أي الملك والشّرف). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين}
أي لتصرفنا وتعدلنا، يقال لفتّه عن الأمر ألفته لفتا إذا عدلته عنه، ومن هذا قولهم التفت إليه أي عدل وجهه إليه.
{وتكون لكما الكبرياء في الأرض}.
الكبرياء: الملك، وإنما سمّي الملك كبرياء لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدنيا). [معاني القرآن: 3/29]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا}
قال قتادة أي لتلوينا
قال أبو جعفر وهذا معروف في اللغة يقال لفته يلفته إذا عدله ومن هذا التفت إنما هو عدل عن الجهة التي بين يديه
ثم قال تعالى: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض}
قال مجاهد أي الملك وذلك معروف في اللغة وإنما قيل للملك كبرياء لأنه أكبر ما ينال في الدنيا). [معاني القرآن: 3/307-308]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{الكبرياء} أي: العظمة، والغلبة). [ياقوتة الصراط: 257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِتَلْفِتَنَا} أي لتصرفنا.
{الْكِبْرِيَاءُ} الملك والشرف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِتَلْفِتَنَا}: لتصرفنا). [العمدة في غريب القرآن: 153]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:33 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله! إن الأنصار قد فضلونا إنهم آوونا وأنهم فعلوا بنا وفعلوا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألستم تعرفون ذلك لهم؟))
قالوا: نعم.
قال: ((فإن ذلك)).
ليس في الحديث غير هذا.
قال: حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن يرفعه.
قوله: فإن ذاك، معناه والله أعلم: فإن معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مكافأة منكم لهم.
كحديثه الآخر: ((من أزلت عليه نعمة فليكافئ بها فإن لم يجد فليظهر ثناء حسنا)).
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإن ذاك)) يريد هذا المعنى.
وهذا اختصار من كلام العرب يكتفى منه بالضمير لأنه قد
علم معناه وما أراد به القائل، وهو من أفصح كلامهم.
وقد بلغنا عن سفيان الثوري قال:
جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز من قريش يكلمه في حاجة له فجعل يمت بقرابته، فقال له عمر: فإن ذاك، ثم ذكر له حاجته، فقال له: لعل ذاك.
لم يزد على أن قال: فإن ذاك ولعل ذاك.
أي إن ذاك كما قلت، ولعل حاجتك أن تقضى.
وقال ابن قيس الرقيات:

بكرت علي عواذلي = يلحينني وألو مهنه
ويقلن شيب قد علا = ك وقد كبرت فقلت إنه
أي إنه قد كان كما تقلن.
والاختصار في كلام العرب كثير لا يحصى، وهو عندنا أعرب الكلام وأفصحه وأكثر ما وجدناه في القرآن.
من ذلك قوله سبحانه: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} إنما معناه والله أعلم فضربه: فانفلق.
ولم يقل: فضربه، لأنه حين قال: {أن اضرب بعصاك}، علم أنه قد ضربه.
ومنه قوله سبحانه: {ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام}.
ولم يقل: «فحلق ففدية من صيام».
اختصر واكتفي منه بقوله: {ولا تحلقوا رءوسكم} وكذلك قوله: {قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا} ولم يخبر عنهم في هذا الموضع أنهم قالوا: إنه سحر،
ولكن لما قال: {أسحر هذا}، علم أنهم قد قالوا: إنه سحر.
وكذلك قوله: {وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة}.
يقال في التفسير: معناه أهذا أفضل أم من هو قانت فاكتفى بالمعرفة بالمعنى.
وهذا أكثر من أن يحاط به). [غريب الحديث: 2/123-129] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:34 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:34 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في بعدهم عائد على الرسل، والضمير في ملائه عائد على فرعون، والملأ: الجماعة من قبيلة وأهل مدينة، ثم يقال للأشراف والأعيان من القبيلة أو البلد ملأ، أي هم يقومون مقام الملأ، وعلى هذا الحد هي في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريش بدر: «أولئك الملأ»، وكذلك هي في قوله تعالى: إنّ الملأ يأتمرون بك [القصص: 20]. وأما في هذه الآية فهي عامة لأن بعثة موسى وهارون كانت إلى فرعون وجميع قومه من شريف ومشروف وقد مضى في المص [الأعراف: 1]، ذكر ما بعث إليهم فيه، و «الآيات»: البراهين والمعجزات وما في معناها، وقوله فاستكبروا أي تعظموا وكفروا بها، ومجرمين معناه: يرتكبون ما لم يبح الله ويجسرون من ذلك على الخطر الصعب). [المحرر الوجيز: 4/ 508]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ (76) قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون (77) قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين (78)
يريد ب الحقّ آيتي العصا واليد، ويدل على ذلك قولهم عندهما: هذا سحر ولم يقولوا ذلك إلا عندهما ولا تعاطوا إلا مقاومة العصا فهي معجزة موسى عليه السلام التي وقع فيها عجز المعارض، وقرأ جمهور الناس: «لسحر مبين»، وقرأ سعيد بن جبير والأعمش: «لساحر مبين»). [المحرر الوجيز: 4/ 509]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم حكي عن موسى أنه وقفهم ووبخهم بقوله أتقولون للحقّ لمّا جاءكم، ثم اختلف المتأولون في قوله أسحرٌ هذا فقالت فرقة: هو حكاية من موسى عنهم على معنى أن قولهم كان أسحرٌ هذا، ثم اختلف في معنى قول قوم فرعون: أسحرٌ هذا فقال بعضهم: قالها منهم كل مستفهم جاهل بالأمر، فهو يسأل عنه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا التأويل يضعفه ما ذكر الله قبل عنهم من أنهم صمموا على أنه سحر بقولهم: إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ، وقال بعضهم بل قالوا ذلك على معنى التعظيم للسحر الذي رأوه بزعمهم كما تقول لفرس تراه يجيد الجري: أفرس هذا؟ على معنى التعجب منه والاستغراب وأنت قد علمت أنه فرس، وقالت فرقة غير هاتين: ليس ذلك حكاية من موسى عنهم بل القول الذي حكاه عنهم مقدر تقديره أتقولون للحق لما جاءكم سحر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: أو نحو هذا من التقدير، ثم ابتدأ يوقفهم بقوله: أسحرٌ هذا على جهة التوبيخ، ثم أخبرهم عن الله تعالى أن الساحرين لا يفلحون ولا يظفرون ببغية، ومثل هذا التقدير المحذوف على هذا التأويل موجود في كلام العرب، ومنه قول ذي الرمة:
فلما لبسن الليل أو حين نصّبت = له من خذا آذانها وهو جانح
يريد أو حين قاربن ذلك، ومنه قول الله تعالى: فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم [الإسراء: 7] المعنى بعثناهم ليسوءوا، ومثل هذا كثير شائع). [المحرر الوجيز: 4/ 509-510]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: قالوا أجئتنا الآية، المعنى قال قوم فرعون لموسى: أجئتنا لتصرفنا وتلوينا وتردنا عن دين آبائنا، يقال لفت الرجل عن الآخر إذا لواه، ومنه قولهم: التفت فإنه افتعل من لفت عنقه، ومنه قول رؤبة: [الرجز]
لفتا وتهزيعا سواء اللفت
وقرأ السبعة سوى أبي عمرو فإنه اختلف عنه «وتكون» بالتاء من فوق وهي قراءة جمهور الناس، وقرأ الحسن بن أبي الحسن فيما زعم خارجة وإسماعيل، «ويكون» بالياء من تحت ورويت عن أبي عمرو وعن عاصم وهي قراءة ابن مسعود، والكبرياء: مصدر مبالغ من الكبر، والمراد به في هذا الموضع الملك، وكذلك قال فيه مجاهد والضحاك وأكثر المتأولين، لأنه أعظم تكبر الدنيا، ومنه قول الشاعر [ابن الرقاع]: [الخفيف]
مؤددا غير فاحش لا تداني = هـ تجبارة ولا كبرياء
وقوله بمؤمنين بمصدقين). [المحرر الوجيز: 4/ 510-511]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين (75) فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ (76) قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون (77) قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين (78)}
يقول تعالى: {ثمّ بعثنا} من بعد تلك الرّسل {موسى وهارون إلى فرعون وملئه} أي: قومه. {بآياتنا} أي: حججنا وبراهيننا، {فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين} أي: استكبروا عن اتّباع الحقّ والانقياد له). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 285]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ} كأنّهم -قبّحهم اللّه -أقسموا على ذلك، وهم يعلمون أنّ ما قالوه كذبٌ وبهتانٌ، كما قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} [النّمل: 14]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 285]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال} لهم {موسى} منكرًا عليهم: {أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 285]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا أجئتنا لتلفتنا} أي: تثنينا {عمّا وجدنا عليه آباءنا} أي: الدّين الّذي كانوا عليه، {وتكون لكما} أي: لك ولهارون {الكبرياء} أي: العظمة والرّياسة {في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين}.
وكثيرًا ما يذكر اللّه تعالى قصّة موسى، عليه السّلام، مع فرعون في كتابه العزيز؛ لأنّها من أعجب القصص، فإنّ فرعون حذر من موسى كلّ الحذر، فسخّره القدر أن ربّى هذا الّذي يحذّر منه على فراشه ومائدته بمنزلة الولد، ثمّ ترعرع وعقد اللّه له سببًا أخرجه من بين أظهرهم، ورزقه النّبوّة والرّسالة والتّكليم، وبعثه إليه ليدعوه إلى اللّه تعالى ليعبده ويرجع إليه، هذا ما كان عليه فرعون من عظمة المملكة والسّلطان، فجاءه برسالة اللّه، وليس له وزيرٌ سوى أخيه هارون عليه السّلام، فتمرّد فرعون واستكبر وأخذته الحميّة، والنّفس الخبيثة الأبيّة، وقوّى رأسه وتولّى بركنه، وادّعى ما ليس له، وتجهرم على اللّه، وعتا وبغى وأهان حزب الإيمان من بني إسرائيل، واللّه تعالى يحفظ رسوله موسى وأخاه هارون، ويحوطهما، بعنايته، ويحرسهما بعينه الّتي لا تنام، ولم تزل المحاجّة والمجادلة والآيات تقوم على يدي موسى شيئًا بعد شيءٍ، ومرّةً بعد مرّةٍ، ممّا يبهر العقول ويدهش الألباب، ممّا لا يقوم له شيءٌ، ولا يأتي به إلّا من هو مؤيّدٌ من اللّه، وما تأتيهم من آيةٍ إلّا هي أكبر من أختها، وصمّم فرعون وملؤه -قبّحهم اللّه- على التّكذيب بذلك كلّه، والجحد والعناد والمكابرة، حتّى أحلّ اللّه بهم بأسه الّذي لا يرد، وأغرقهم في صبيحةٍ واحدةٍ أجمعين، {فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد للّه ربّ العالمين} [الأنعام: 45]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 285-286]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة