العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 09:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الذاريات [ من الآية (56) إلى الآية (60) ]

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:24 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن ابن جريج عن زيد بن أسلم في قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم قال ما جبلوا عليه من الطاعة والمعصية). [تفسير عبد الرزاق: 2/245]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن زيد بن أسلم في قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} قال: ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة [الآية: 56]). [تفسير الثوري: 282]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، عن عمرو بن مالكٍ، قال: سمعت أبا الجوزاء يقول في هذه الآية: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون * ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون} قال: أنا أرزقهم وأنا أطعمهم، ما خلقتهم إلاّ ليعبدون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 487-488]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} [الذاريات: 56] : «ما خلقت أهل السّعادة من أهل الفريقين إلّا ليوحّدون» وقال بعضهم: «خلقهم ليفعلوا، ففعل بعضٌ وترك بعضٌ، وليس فيه حجّةٌ لأهل القدر). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله إلّا ليعبدون في رواية أبي ذرٍّ وما خلقت الجنّ والأنس إلّا ليعبدون ما خلقت أهل السّعادة من أهل الفريقين إلّا ليوحدون هو قول الفراء ونصره بن قتيبة في مشكل القرآن له وسبب الحمل على التّخصيص وجود من لا يعبده فلو حمل على ظاهره لوقع التّنافي بين العلّة والمعلول.
- قوله وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا ففعل بعضٌ وترك بعضٌ وليس فيه حجّةٌ لأهل القدر هو كلام الفرّاء أيضًا وحاصل التّأويلين أنّ الأوّل محمولٌ على أنّ اللّفظ العامّ مرادٌ به الخصوص وأنّ المراد أهل السّعادة من الجنّ والإنس والثّاني باقٍ على عمومه لكن بمعنى الاستعداد أي خلقهم معدّين لذلك لكن منهم من أطاع ومنهم من عصى وهو كقولهم الإبل مخلوقةٌ للحرث أي قابلةٌ لذلك لأنّه قد يكون فيها ما لا يحرث وأمّا قوله وليس فيه حجّةٌ لأهل القدر فيريد المعتزلة لأنّ محصّل الجواب أنّ المراد بالخلق خلق التّكليف لا خلق الجبلّة فمن وفّقه عمل لما خلق له ومن خذله خالف والمعتزلة احتجّوا بالآية المذكورة على أنّ إرادة اللّه لا تتعلّق به والجواب أنّه لا يلزم من كون الشّيء معلّلًا بشيءٍ أن يكون ذلك الشّيء مرادًا وأن لا يكون غيره مرادًا ويحتمل أن يكون مراده بقوله وليس فيه حجّةٌ لأهل القدر أنّهم يحتجّون بها على أنّ أفعال اللّه لا بدّ وأن تكون معلولةً فقال لا يلزم من وقوع التّعليل في موضع وجوب التّعليل في كلّ موضعٍ ونحن نقول بجواز التّعليل لا بوجوبه أو لأنّهم احتجّوا بها على أنّ أفعال العباد مخلوقةٌ لهم لإسناد العبادة إليهم فقال لا حجّة لهم في ذلك لأنّ الإسناد من جهة الكسب وفي الآية تأويلات أخرى يطول ذكرها وروى بن أبي حاتمٍ من طريق السّدّيّ قال خلقهم للعبادة فمن العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع). [فتح الباري: 8/600]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (إلاّ ليعبدون ما خلقت أهل السّعادة من أهل الفريقين إلاّ ليوحّدون. وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا ففعل بعضٌ وترك بعضٌ وليس فيه حجّةٌ لأهل القدرة.
أشار به إلى قوله عز وجل: {ما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} (الذاريات: 56) قوله: (إلّا ليعبدون) كذا ابتداء الكلام عند الأكثرين، وفي رواية أبي ذر من أول الآية. {ما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} والمعنى بحسب الظّاهر: ما خلقت هذين الفريقين إلاّ ليوحدوني، ولكن فسره البخاريّ بقوله: ما خلقت أهل السّعادة من أهل الفريقين أي: الجنّ والإنس إلاّ ليوحدون، وإنّما خصص السّعداء من الفريقين لتظهر الملازمة بين العلّة والمعلول، فلو حمل الكلام على ظاهره لوقع التّنافي بينهما، وهو غير جائز، وعن هذا قال الضّحّاك وسفيان: هذا خاص لأهل عبادته وطاعته، دليله قراءة ابن عبّاس، رضي الله تعالى عنهما، وما خلقت الجنّ والإنس من المؤمنين، وعن عليّ بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، معناه: إلاّ لآمرهم بعبادتي وأدعوهم إليها، واعتمد الزّجاج على هذا، ويؤيّده قوله تعالى: {وما أمروا إلّا ليعبدوا الله} (البيّنة: 5) فإن قلت: كيف كفروا وقد خلقهم للإقرار بربوبيته والتذلل لأمره ومشيته؟ قلت: قد تذللوا لقضائه الّذي قضى عليهم لأن قضاءه جار عليهم لا يقدرون على الامتناع منه إذا نزل بهم، وإنّما خالفه من كفر في العمل بما أمر به، فأما التذلل لقضائه فإنّه غير ممتنع. قوله: (وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا) ، أي: التّوحيد ففعل بعض منهم وترك بعض، هذا قول الفراء. فإن قلت: ما الفرق بين هذين التّأويلين؟ قلت: الأول لفظ عام أريد به الخصوص وهو أن المراد أهل السّعادة من الفريقين، والثّاني على عمومه بمعنى خلقهم معدين لذلك. لكن منهم من أطاع ومنهم من عصى، ومعنى الآية في الجملة أن الله تعالى لم يخلقهم للعبادة خلق جبلة واختيار، وإنّما خلقهم لها خلق تكليف واختبار. فمن وفقه وسدده أقام العبادة الّتي خلق لها، ومن خذله وطرده حرمها وعمل بما خلق له كقوله صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له، وفي نفس الأمر: هذا سر لا يطلع عليه غير الله تعالى، وقال: {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون} (الأنبياء: 32) قوله: (وليس فيه حجّة لأهل القدر) ، أي: المعتزلة وهم احتجّوا بها على أن إرادة الله تعالى لا تتعلّق إلاّ بالخير، وأما الشّرّ فليس مرادا له، وأجاب أهل السّنة بأنّه لا يلزم من كون الشّيء معللا بشيء أن يكون ذلك الشّيء أي: العلّة مرادا ولا يلزم أن يكون غيره مرادا. قالوا: أفعال الله لا بد أن تكون معللة أجيب: بأنّه لا يلزم من وقوع التّعليل وجوبه، ونحن نقول: بجواز التّعليل قالوا: أفعال العباد مخلوقة لهم لإسناد العبادة إليهم أجيب بأنّه لا حجّة لهم فيه لأن الإسناد من جهة الكسب وكون العبد محلا لها). [عمدة القاري: 19/191-192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({إلا ليعبدون}) ولأبي ذر: ({وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56].
أي (ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين) الجن والإنس (إلاّ ليوحدون) فجعل العام مرادًا به الخصوص لأنه لو حمل على ظاهره لوقع التنافي بين العلة والمعلول لوجود من لا يعبده كقولك:
هذا القلم بريته للكتابة ثم قد تكتب به وقد لا تكتب وزاد زيد بن أسلم: وما خلقت الأشقياء منهم إلا ليعصون.
(وقال بعضهم): ذاهبًا إلى حمل الآية على العموم (خلقهم ليفعلوا) التوحيد خلق تكليف واختيار أي ليأمرهم بذلك (ففعل بعض) بتوفيقه له (وترك بعض) بخذلانه له، وطرده فكلٌّ ميسر لما خلق له أو المعنى ليطيعون وينقادوا لقضائي فكلٌّ مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله تعالى متذلل لمشيئته لا يملك لنفسه خروجًا عما خلق عليه، ولم يذكر الملائكة لأن الآية سيقت لبيان قبح ما يفعله الكفرة من ترك ما خلقوا له وهذا خاص بالثقلين أو لأن الملائكة مندرجون في الجن لاستتارهم (وليس فيه حجة لأهل القدر) المعتزلة على أن إرادة الله لا تتعلق إلا بالخير وأما الشر فليس مرادًا له لأن لا يلزم من كون الشيء معللًا بشيء أن يكون ذلك الشيء مرادًا وأن لا يكون غيره مرادًا وكذا لا حجة لهم في هذه الآية على أن أفعال العباد معللة بالأغراض إذ لا يلزم
من وقوع التعليل في موضع وجوب التعليل في كل موضع ونحن نقول بجواز التعليل لا بوجوبه أو إن اللام قد ثبتت لغير الغرض كقوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس} [الإسراء: 78].
وقوله: {فطلقوهن لعدتهن} [الطلاق: 1]. ومعناه المقارنة فالمعنى هنا قرنت الخلق بالعبادة أي خلقتهم وفرضت عليهم العبادة وكذا لا حجة لهم فيها على أن أفعال العباد مخلوقة لهم لإسناد العبادة إليهم لأن الإسناد إنما هو من جهة الكسب). [إرشاد الساري: 7/356]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون (56) ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} فقال بعضهم: معنى ذلك: وما خلقت السّعداء من الجنّ والإنس إلاّ لعبادتي، والأشقياء منهم إلاّ لمعصيتي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن زيد بن أسلم، {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} قال: ما جبلوا عليه من الشّقاء والسّعادة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن زيد بن أسلم بنحوه.
- حدّثني عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن زيد بن أسلم، بمثله.
- حدّثنا حميد بن الرّبيع الخزّاز، قال: حدّثنا ابن يمانٍ قال: حدّثنا ابن جريجٍ، عن زيد بن أسلم، في قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} قال: جبلهم على الشّقاء والسّعادة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} قال: من خلق للعبادة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليذعنوا لي بالعبودة، ويعترفوا بها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} إلاّ ليقرّوا بالعبودة طوعًا وكرهًا.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب القول الّذي ذكرنا عن ابن عبّاسٍ، وهو: ما خلقت الجنّ والإنس إلاّ لعبادتنا، والتّذلّل لأمرنا.
فإن قال قائلٌ: فكيف كفروا وقد خلقهم للتّذلّل لأمره؟
قيل: لأنّهم قد تذلّلوا لقضائه الّذي قضاه عليهم، لأنّ قضاءه جارٍ عليهم، لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم، وإنّما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأمّا التّذلّل لقضائه فإنّه غير ممتنعٍ منه). [جامع البيان: 21/553-555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال: ليقروا بالعبودية طوعا أو كرها). [الدر المنثور: 13/674]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال: على ما خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي وشقوتي وسعادتي). [الدر المنثور: 13/674]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال: ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة). [الدر المنثور: 13/674-675]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الجوزاء في الآية قال: أنا أرزقهم وأنا أطعمهم ما خلقتهم إلا ليعبدون). [الدر المنثور: 13/675]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي وحسنة، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك). [الدر المنثور: 13/675]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في مسند الشاميين والحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري). [الدر المنثور: 13/675]

تفسير قوله تعالى: (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، عن عمرو بن مالكٍ، قال: سمعت أبا الجوزاء يقول في هذه الآية: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون * ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون} قال: أنا أرزقهم وأنا أطعمهم، ما خلقتهم إلاّ ليعبدون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 487-488](م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما أريد منهم من رزقٍ}. يقول تعالى ذكره: ما أريد ممّن خلقت من الجنّ والإنس من رزقٍ يرزقونه خلقي، {وما أريد أن يطعمون}. يقول: وما أريد منهم من قوتٍ أن يقوتوهم، ومن طعامٍ أن يطعموهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ قال: حدّثنا أبي، عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، {ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون} قال: يطعمون أنفسهم). [جامع البيان: 21/555]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) )
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تنبيهٌ لم يذكر البخاريّ في هذه السّورة حديثًا مرفوعًا ويدخل فيها على شرطه حديثٌ أخرجه أحمد والتّرمذيّ والنّسائيّ من طريق أبي إسحاق عن عبد الرّحمن بن يزيد عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّي أنا الرّزّاق ذو القوّة المتين قال التّرمذيّ حسنٌ صحيح وصححه بن حبان). [فتح الباري: 8/601]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (ولم يذكر المؤلّف حديثًا مرفوعًا هنا، والظاهر أنه لم يجده على شرطه. نعم قال في الفتح: يدخل حديث ابن مسعود أقرأني رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- إني أنا الرزاق ذو القوّة المتين أخرجه أحمد والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح وصححه ابن حبان). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين (58) فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه هو الرّزّاق خلقه، المتكفّل بأقواتهم، ذو القوّة المتين.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {المتين} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار خلا يحيى بن وثّابٍ والأعمش: {ذو القوّة المتين} رفعًا، بمعنى: ذو القوّة الشّديد، فجعلوا (المتين) من نعت (ذي)، ووجّهوه إلى وصف اللّه به.
وقرأه يحيى والأعمش (المتين) خفضًا، فجعلاه من نعت القوّة، وإنّما استجاز خفض ذلك من قرأه بالخفض، ويصيّره من نعت القوّة، والقوّة مؤنّثةٌ، والمتين في لفظ مذكّرٍ، لأنّه ذهب بالقوّة إلى القوّة من قوي الحبل والشّيء المفتول المبرم الفتل، فكأنّه قال على هذا المذهب: ذو الحبل القويّ وذكر الفرّاء أنّ بعض العرب أنشده:
لكلّ دهرٍ قد لبست أثؤبا من ريطةٍ واليمنة المعصّبا.
فجعل المعصّب نعت اليمنة، وهي مؤنّثةٌ في اللّفظ، لأنّ اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثّياب، فذهب بها إليه.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا {ذو القوّة المتين} رفعًا على أنّه من صفة اللّه جلّ ثناؤه، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وأنّه لو كان من نعت القوّة لكان التّأنيث به أولى، وإن كان للتّذكير وجهٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذو القوّة المتين} يقول: الشّديد). [جامع البيان: 21/555-557]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا أبو يعلى حدثنا روح بن عبد المؤمن المقري حدثنا عليّ بن نصر حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد اللّه قال أقرأني رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: {إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/436-437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي، وابن الأنباري في المصاحف، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}). [الدر المنثور: 13/675-676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {المتين} يقول: الشديد، قوله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوبا} الآية). [الدر المنثور: 13/676]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم قال عذابا مثل عذاب أصحابهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/245]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والذّنوب، الدّلو العظيم»). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والذّنوب الدّلو العظيم هو قول الفرّاء لكن قال العظيمة وزاد ولكنّ العرب تذهب بها إلى الحظّ والنّصيب وقال أبو عبيدة الذّنوب النّصيب وأصله من الدّلو والذنوب والسجل واحد والسجل أقل ملأ من الدّلو). [فتح الباري: 8/600]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد صرة صيحة ذنوبا سجلا العقيم الّتي لا تلقح
وقال ابن عبّاس والحبك استواؤها وحسنها في غمرتهم في ضلالتهم يتمادون
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 29 الذاريات {فأقبلت امرأته في صرة} قال صيحة
وبه في قوله 59 الذاريات {فإن للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} قال سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم
وبه في قوله 41 الذاريات {الرّيح العقيم} قال ليس فيها رحمة ولا تلقح شيئا
وأما قول ابن عبّاس فقال الفريابيّ ثنا سفيان عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله 7 الذاريات {والسّماء ذات الحبك} قال حسنها واستواؤها
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن فضيل عن عطاء به). [تغليق التعليق: 4/319] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والذّنوب: الدّلو العظيم
أشار به إلى قوله تعالى: {فإن للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون} (الذاريات: 59) وهذا التّفسير الّذي فسره من حيث اللّغة فإن الذّنوب في اللّغة: الدّلو العظيم، المملوء ماء وأهل التّفسير اختلفوا فعن مجاهد: سبيلا، وعن النّخعيّ ظرفا وعن قتادة وعطاء، عذابا. وعن الحسن دولة، وعن الكسائي: حظاً وعن الأخفش نصيبا). [عمدة القاري: 19/192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والذنوب) في قوله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوبًا} [الذاريات: 59]. لغة (الدلو العظيم) وقال الفراء: العظيمة). [إرشاد الساري: 7/356]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ذنوبًا} [الذاريات: 59] : " سبيلًا). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ذنوبًا سبيلًا وقع هذا مؤخّرًا عن الّذي بعده لغير أبي ذرٍّ والّذي عنده أولى وقد وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم قال سجلًا من العذاب مثل عذاب أصحابهم وأخرج بن المنذر من طريق بن جريجٍ عن مجاهدٍ في قوله فإنّ للّذين ظلموا ذنوبا قال سبيلا قال وقال بن عبّاسٍ سجلًا وهو بفتح المهملة وسكون الجيم ومن طريق بن جريجٍ عن عطاءٍ مثله وأنشد عليه شاهدًا). [فتح الباري: 8/600]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ ذنوبا سجلاً
أي: قال مجاهد في تفسير ذنوبا سجلاً، وهو المراد هنا، وفي بعض النّسخ وقع هذا بعد قوله: صرة صيحة، وهو تخبيط من النّاسخ، والسجل، بفتح السّين المهملة وسكون الجيم وباللام. هو الدّلو الممتلئ ماء. ثمّ استعمل في الخظ والنصيب). [عمدة القاري: 19/192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي ({ذنوبًا} سبيلًا) وهذا مؤخر بعد تاليه عند غير أبي ذر وفي نسخة سجلاًّ بفتح السين المهملة وسكون الجيم وزاد الفريابي عنه فقال: سجلاًّ من العذاب مثل عذاب أصحابهم، وقال أبو عبيدة: الذنوب النصيب والذنوب والسجل أقل ملء من الدلو). [إرشاد الساري: 7/356]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني وفي قوله تعالى: {ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: الذّنوب: العقوبة). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 94]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون} يقول تعالى ذكره: فإنّ للّذين أشركوا باللّه من قريشٍ وغيرهم ذنوبًا، وهي الدّلو العظيمة، وهو السّجل أيضًا إذا ملئت أو قاربت الملء، وإنّما أريد بالذّنوب في هذا الموضع: الحظّ والنّصيب؛ ومنه قول علقمة بن عبدة:
وفي كلّ قومٍ قد خبطت بنعمةٍ فحقّ لشأسٍ من نداك ذنوب.
أي نصيبٌ، وأصله ما ذكرت؛ ومنه قول الرّاجز:
لنا ذنوبٌ ولكم ذنوبٌ فإن أبيتم فلنا القليب.
ومعنى الكلام: فإنّ للّذين ظلموا من عذاب اللّه نصيبًا وحظًّا نازلاً بهم، مثل نصيب أصحابهم الّذين مضوا من قبلهم من الأمم، على منهاجهم من العذاب، فلا يستعجلون به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا} يقول: دلوًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: يقول للّذين ظلموا عذابًا مثل عذاب أصحابهم فلا يستعجلون.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} فلا يستعجلون: سجلاً من العذاب.
- قال: حدّثنا عفّان بن مسلمٍ قال: حدّثنا شهاب بن شرنفة، عن الحسن، في قوله: {ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: دلوًا مثل دلو أصحابهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ذنوبًا} قال: سجلاً.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا} سجلاً من عذاب اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: ثني محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: عذابًا مثل عذاب أصحابهم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: يقول: ذنوبًا من العذاب قال: يقول لهم سجلٌ من عذاب اللّه، وقد فعل هذا بأصحابهم من قبلهم، فلهم عذابٌ مثل عذاب أصحابهم فلا يستعجلون.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: طرفًا من العذاب). [جامع البيان: 21/557-559]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذنوبا يعني سبيلا مثل ذنوب أصحابهم مثل سبيل أصحابهم). [تفسير مجاهد: 2/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {ذنوبا} قال: دلوا). [الدر المنثور: 13/676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} قال: سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم). [الدر المنثور: 13/676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخرائطي في مساوى ء الأخلاق عن طلحة بن عمرو في قوله {ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} قال: عذابا مثل عذاب أصحابهم والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 13/676]

تفسير قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فويلٌ للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون}.
يقول تعالى ذكره: فالوادي السّائل في جهنّم من قيحٍ وصديدٍ للّذين كفروا باللّه وجحدوا وحدانيّته من يومهم الّذي يوعدون فيه نزول عذاب اللّه بهم إذا نزل ذلك بهم ماذا يلقون فيه من البلاء والجهد). [جامع البيان: 21/559]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:26 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون...}.
إلا ليوحّدوني، وهذه خاصّة يقول: وما خلقت أهل السعادة من الفريقين إلا ليوحّدوني. وقال بعضهم: خلقهم ليفعلوا ففعل بعضهم وترك بعضٌ، وليس فيه لأهل القدر حجّةٌ، وقد فسّر). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} يعني المؤمنين منهم، أي ليوحدوني.
ومثله قوله: {فأنا أوّل العابدين}، أي الموحدين). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}.
لما قال المشركون: لله ولد، ولم يرجعوا عن مقالتهم بما أنزله الله على رسوله، عليه السلام، من التبرّؤ من ذلك- قال الله سبحانه لرسوله عليه السّلام: {قُلْ}: لهم {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} أي: عندكم في ادعائكم. {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي: أول الموحدين، ومن وحّد الله فقد عبده، ومن جعل له ولدا أو ندّا، فليس من العابدين، وإن اجتهد.
ومنه قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، أي إلا ليوحّدون.
قال مجاهد: يريد إن كان لله ولد في قولكم، فأنا أول من عبد الله ووحّده، وكذّبكم بما تقولون.
وبعض المفسرين يجعل إن بمعنى (ما)، وليس يعجبني ذلك.
ويقال: "العابدون" هاهنا: الغضاب الآنفون. يقال: عبدت من كذا أعبد عبدا. وأكثر ما تأتي الأسماء من فعل يفعل (على فعل) كقوله: وجل يوجل فهو وجل، وفزع يفزع فهو فزع.
وربما جاء على (فاعل) نحو علم يعلم فهو عالم.
وربما جاء منه على (فعل) و(فاعل) نحو صدى يصدي فهو صد وصاد، كذلك تقول: عبد يعبد فهو عبد وعابد، قال الشاعر:
وأعبد أن تهجى تميم بدارم). [تأويل مشكل القرآن: 373-374](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، يريد المؤمنين منهم. يدلك على ذلك قوله في موضع آخر: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}، أي خلقنا). [تأويل مشكل القرآن: 282](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون}
اللّه -عزّ وجلّ- قد علم من قبل أن يخلق الجنّ والإنس من يعبده ممّن يكفر به، فلو كان إنما خلقهم ليجبرهم على عبادته لكانوا كلهم عبادا مؤمنين ولم يكن منهم ضلّال كافرون.
فالمعنى: وما خلقت الجنّ والإنس إلا لأدعوهم إلى عبادتي، وأنا مريد العبادة منهم، يعني من أهلها). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {ما أريد منهم مّن رّزقٍ...}.
يقول: ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم، {وما أريد أن يطعمون...} أن يطعموا أحداً من خلقي). [معاني القرآن: 3/89-90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما أريد منهم من رزقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم،
{وما أريد أن يطعمون} أي يطعموا أحدا من خلقي). [تفسير غريب القرآن: 422-423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم. {وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} أي ما أريد أن يطعموا أحدا من خلقي.
وأصل هذا: أن البشر عباد الله وعياله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم، فقد رزقه وأطعمه، إذ كان رزقهم عليه). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(مِن) قد تزاد في الكلام أيضا، كقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي: ما أريد منهم رزقا.
وتقول: ما أتاني من أحد، أي أحد). [تأويل مشكل القرآن: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}
أي ما أريد أن يرزقوا أحدا من عبادي، وما أريد أن يطعموه؛ لأني أنا الرزاق المطعم). [معاني القرآن: 5/58-59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ}: أي أن يطعموا أنفسهم {وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}: أي أن يطعموا أحداً من الناس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين...}.
قرأ يحيى بن وثاب (المتين) بالخفض جعله من نعتٍ ـ القوة، وإن كانت أنثى في اللفظ، فإنّه ذهب إلى الحبل وإلى الشيء المفتول.
أنشد بعض العرب:
لكل دهرٍ قد لبست أثوباً = من ريطةٍ واليمنة المعصّبا
فجعل المعصّب نعتاً لليمنة، وهي مؤنثةٌ في اللفظ لأن اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثياب: الوشي، فذهب إليه.
وقرأ الناس ـ (المتين) رفعٌ من صفة الله تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 3/90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و{المتين}: الشديد القوي). [تفسير غريب القرآن: 423]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}
والقراءة الرفع وهو في العربية أحسن نكون رفع (المتين) صفة لله عزّ وجل، ومن قرأ (ذو القوة المتين) - بالخفض - جعل المتين صفة للقوة لأن تأنيث القوة كتأنيث الموعظة، كما قال: (فمن جاءه موعظة) المعنى فمن جاءه وعظ.
ومعنى (ذو القوّة المتين) ذو [الاقتدار] الشديد). [معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَتِينُ}: القوي الشديد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: عز وجل: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً...}.
والذنوب في كلام العرب: الدلو العظيمة ولكن العرب تذهب بها إلى النّصيب والحظّ.
وبذلك أتى التفسير: فإنّ للذين ظلموا حظًّا من العذاب، كما نزل بالذين من قبلهم، وقال الشاعر:
لنا ذنوبٌ ولكم ذنوب = فإن أبيتم فلنا القليب
والذنوب: يذكّر، ويؤنّث). [معاني القرآن: 3/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فإنّ للذّين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم} أي: نصيباً. قال علقمة بن عبدة:
وفي كل يوم قد خبطت بنائلٍ = فحقّ لشأشٍ من نداك ذنوب
فقال الملك وأذنبه، أي نصيب. وإنما أصلها من الدلو والذنوب والسجل واحد وهو ملء الدلو وأقل قابلاً، قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
من يساجلني يساجل ماجداً = يملأ الدلو إلى عقد الكرب). [مجاز القرآن: 2/228-229]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً مّثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}
وقال: {ذنوباً مّثل ذنوب أصحابهم} أي: سجلاً من العذاب). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم}: أي حضا ونصيبا، وإنما أصلها من الدلو، يقال الدلو الذنوب والسجل، شبه العطاء والنصيب به). [غريب القرآن وتفسيره: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الذنوب): الحظ والنصيب. وأصله: الدلو العظيمة.

وكانوا يستقون، فيكون لكل واحد ذنوب. فجعل «الذنوب» مكان «الحظ والنصيب»: على الاستعارة). [تفسير غريب القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم}، أي حظّا ونصيبا.
وأصل الذّنوب: الدّلو، وكانوا يستقون الماء، فيكون لهذا ذَنوب ولهذا ذَنوب، فاستعير في موضع النّصيب، وقال الشاعر:
إنّا إذا نازَعَنا شَريبُ = لنا ذَنوبٌ وله ذَنوبُ). [تأويل مشكل القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}
"الذّنوب" في اللغة: النصيب، والدلو يقال لها الذنوب.
المعنى فإن للذين ظلموا نصيبا من العذاب مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا نحو عاد وثمود وقوم لوط.
{فلا يستعجلون} أي إن أخّروا إلى يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الذَنُوب): الحظ والنصيب وأصله الدلو العظيمة كانت نصيباً لكل واحد في الاستقاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الذَنُوب): النصيب). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فويل للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون} أي من يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/59]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:27 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«الذَّنوب» أنثى وذكر. أنشدني أبو ثروان:
هرق لها من قرقرى ذنوبا = إن الذنوب ينفع المغلوبا).
[المذكور والمؤنث: 81]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
فقبح شر حيينا قديما = وأصغره إذا اعترفوا ذنابا
ذِناب جمع ذَنوب وهي الدلو المملوءة ماء). [نقائض جرير والفرزدق:445-466]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
فكم من خائف لي لم أضره = وآخر قد قذفت له شهابا
...
قال والذناب أنصبة كل ذنوب نصيب وهو من قول الله عز وجل: {وإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} أي: نصيبا). [نقائض جرير والفرزدق: 477]
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال الغنوي: الذَّنوب: الماء في الدَّلو). [كتاب الجيم: 1/281]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (باب نعت الدلو
قال الكسائي: هي الدلو والذنوب والغرب والدلاة). [الغريب المصنف: 2/461]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ([والذَّنوب الدلو، والذنوب النصيب، والذنوب الفرس الطويل الذنب] والذنوب لحم المتن). [الغريب المصنف: 2/543]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والذَّنوب لحم أسفل المتن والذَّنوب أيضا الدلو فيها ماء). [إصلاح المنطق: 334]

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والذنوب الدلو فيها ماء قريب من الملء تؤنث وتذكر قال لبيد:
(على حين من تلبث عليه ذنوبه = يجد فقدها إذ في المقام تداثر) ).
[إصلاح المنطق: 361]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
لعمرك والمنايا غالبات = لكل بني أب منها ذنوب
(ذنوب) نفحة ونصيب، و(الذنوب، والدلو، والسجل) واحد.
...
الأخفش، قال: (الذنوب) الدلو مملوءة.
...
و(ذنوب) نصيب. و(الذَّنوب) الدلو بمائها). [شرح أشعار الهذليين: 1/104]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والمواضخة مثل المساجلة، قال العجاج:
"تواضخ التقريب قلوًا مخلجًا"
أي تخرج من العدو ما يخرج.، قال الله عز وجل على مخرج كلام العرب وأمثالهم {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} وأصل الذنوب الدلو كما ذكرت لك.
وقال علقمة بن عبدة للحارث بن أبي شمر الغساني: "قال أبو الحسن: غير أبي العباس يقول شمرٌ، وبعضهم يقول شمرٌ "وكان أخوه أسيرًا عنده، وهو شأس بن عبدة أسره في وقعة عين أباغ. [قال أبو الحسن: غيره يقول إباغ، بالكسر] في الواقعة التي كانت بينه وبين المنذر بن ماء السماء، في كلمةٍ له مدحه فيها:
وفي كل حي قد خبطت بنعمةٍ = فحق لشأسٍ من نداك ذنوب
فقال الملك: نعم وأذنبةٌ). [الكامل: 1/250-251]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (ويقال ذنابة الوادي، وذنب الدابة، وذنابي الطائر. والذنوب: الدلو الملأى ماء، ويقال الدلو العظيمة. قال علقمة:
وفي كل حي قد خبطت بنعمة = فحق لشأس من نداك ذنوب
ومنه: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} ). [مجالس ثعلب: 78]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( خلا أنهم كلما أوردوا = يضيح قعبًا عليه ذنوب
أي: هو ضائع إلا أنهم كلما أوردوا إبلهم سقوه قعبًا من لبنٍ. والضياح: اللبن. أي: يصب على ذلك القعب ذنوب من ماء والذنوب الدلو، قال الراجز:
لكم ذنوب ولنا ذنوب = فإن أبيتم فلنا القليب
قال الأصمعي: ثم كثر ذكر للذنوب حتى جعل نصيبًا وهو من قول الله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} يعني: نصيبًا ومنه قول علقمة بن عبدة:
وفي كل حي قد خبطت بنعمةٍ = فحق لشأسٍ من نداك ذنوب
فقال له وأذنبة وأذنبة وغيره: أي غير أنهم جعل خلا بمعنى غير كلما وردت إبلهم سقي ضياحًا، والضياح: الممذوق من اللبن. عليه ذنوب أي: يمزج بدلوٍ من ماء ويسقى). [شرح المفضليات: 512]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 06:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 06:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 06:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، اختلف الناس في معناه مع إجماع أهل السنة على أن الله تعالى لم يرد أن تقع العبادة من الجميع; لأنه تعالى لو أراد ذلك لم يصح أن يقع الأمر بخلاف إرادته، فقال علي بن أبي طالب، وابن عباس رضي الله عنهم: المعنى: ما خلقت الجن والإنس إلا لأمرهم بعبادتي وليقروا لي بالعبودية، فعبر عن ذلك بقوله تعالى: "ليعبدون"; إذ العبادة هي مضمون الأمر، وقال زيد بن أسلم وسفيان: المعنى خاص، والمراد وما خلقت الطائعين من الجن والإنس إلا لعبادتي، ويؤيد هذا التأويل أن ابن عباس رضي الله عنهما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: "وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدوني"، وقال ابن عباس أيضا معنى "ليعبدون"; ليتذللوا لي ولقدرتي وإن لم يكن ذلك على قوانين الشرع، وعلى هذا التأويل فجميع الجن والإنس عابد متذلل، والكفار كذلك، ألا تراهم عند القحوط والأمراض وغير ذلك؟ وتحتمل الآية أن يكون المعنى: وما خلقت الجن والإنس إلا معدين ليعبدوني، وكأن الآية تعديد نعمة، أي: خلقت لهم حواس وعقولا وأجساما منقادة لحق العبادة وهذا كما تقول: البقر مخلوق للحرث، والخيل للحرب، وقد يكون منها ما لا يحرث وما لا يحارب به أصلا، فالمعنى أن الإعداد في خلق هؤلاء إنما هو للعبادة، لكن بعضهم تكسب صرف نفسه عن ذلك، ويؤيد هذا المنزع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له"، وقوله: "كل مولود يولد على الفطرة" ...الحديث). [المحرر الوجيز: 8/ 81-82]

تفسير قوله تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "من رزق" أي أن يرزقوا أنفسهم ولا غيرهم، وقوله تعالى: {أن يطعمون} إما أن يكون المعنى: أن يطعموا خلقي، فأضيف إلى الضمير على جهة التجوز، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما، وإما أن يكون الإطعام هنا بمعنى النفع على العموم، كما تقول: أعطيت فلانا كذا وكذا طعمة، وأنت قد أعطيته عرضا أو بلدا يجيبه، ونحو هذا، فكأنه تعالى قال: "ولا أريد أن ينفعون"، فذكر جزءا من المنافع وجعله دالًا على الجميع). [المحرر الوجيز: 8/ 82]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجميع: "إن الله هو الرزاق"، وروى أبو إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن زيد، قال أبو عمرو الداني: عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني أنا الرزاق"، وقرأ جمهور القراء: "المتين" بالرفع، إما على أنه خبر بعد خبر، أو صفة لـ "الرزاق"، وقرأ يحيى بن وثاب، والأعمش: "المتين" بالخفض على النعت لـ "القوة"، وجاز ذلك من حيث تأنيث "القوة" غير حقيقي، فكأنه قال: ذو الأيد والحبل، ونحوه قوله تعالى: {فمن جاءه موعظة}، وجوز أبو الفتح أن يكون خفض "المتين" على الجواز و" المتين": الشديد). [المحرر الوجيز: 8/ 82-83]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فإن للذين ظلموا}، يريد تعالى أهل مكة، وهذه آية وعيد صراح، وقرأ الأعمش: "فإن للذين كفروا"، و"الذنوب": الحظ والنصيب، وأصله من الدلو، وذلك أن الذنوب هو ملء الدلو من الماء، وقيل: الذنوب: الدلو العظيمة، ومنه قول الشاعر:
إنا إذا نازلنا غريب له ذنوب ولنا ذنوب
فإن أبيتم فلنا القليب
وهو السجل، ومنه قول علقمة بن عبدة:
وفي كل حي يوم قد خبطت بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب
فروي أن الملك لما سمع هذا البيت قال: نعم وأذنب، ومنه قول حسان:
لا تبعدن ربيعة بن مكدم ... وسقى الغوادي قبره بذنوب
و"أصحابهم" يراد به من تقدم من الأمم المعذبة، قوله تعالى: "فلا يستعجلون" تحقيق للأمر، بمعنى: هو نازل بهم لا محالة في وقته المعلوم، فلا يستعجلوه، وقرأ ابن وثاب: "فلا تستعجلون" بالتاء من فوق، وبه قرأت فرقة، والباقون بالياء.
ثم أوجب تعالى لهم الويل من يومهم الذي يأتي فيه عذابهم، و"الويل": الشقاء والهم، وروي أن في جهنم واديا يسمى ويلا، والطبري يذهب أبدا إلى أن التوعد إنما هو به، وذلك في هذا الموضع قلق، لأن هذا الويل إنما هو من يومهم الذي هو في الدنيا، و"من" لابتداء الغاية، وقال جمهور المفسرين: هذا التوعد هو بيوم القيامة، وقال آخرون -ذكره الثعلبي -: هو يوم بدر، وفي "يوعدون" ضمير عائد على الكلام، التقدير: يوعدون به، أو يوعدونه.
تم تفسير سورة [الذاريات] والحمد لله رب العالمين). [المحرر الوجيز: 8/ 83-84]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 09:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 09:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} أي: إنّما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {إلا ليعبدون} أي: إلّا ليقرّوا بعبادتي طوعًا أو كرهًا وهذا اختيار ابن جريرٍ.
وقال ابن جريج: إلّا ليعرفون. وقال الرّبيع بن أنسٍ: {إلا ليعبدون} أي: إلّا للعبادة. وقال السّدّيّ: من العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع، {ولئن سألتهم من خلق السّموات والأرض ليقولنّ اللّه} [لقمان: 25] هذا منهم عبادةٌ، وليس ينفعهم مع الشّرك. وقال الضّحّاك: المراد بذلك المؤمنون.
وقوله: {ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون. إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين} قال الإمام أحمد:
حدّثنا يحيى بن آدم وأبو سعيدٍ قالا حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّي لأنا الرّزّاق ذو القوّة المتين".
ورواه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، من حديث إسرائيل، وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
ومعنى الآية: أنّه تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتمّ الجزاء، ومن عصاه عذّبه أشدّ العذاب، وأخبر أنّه غير محتاجٍ إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم.
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا عمران -يعني ابن زائدة بن نشيط-عن أبيه، عن أبي خالدٍ -هو الوالبيّ-عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قال اللّه: "يا ابن آدم، تفرّغ لعبادتي أملأ صدرك غنًى، وأسدّ فقرك، وإلّا تفعل ملأت صدرك شغلًا ولم أسدّ فقرك".
ورواه التّرمذيّ وابن ماجه، من حديث عمران بن زائدة، وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
وقد روى الإمام أحمد عن وكيعٍ وأبي معاوية، عن الأعمش، عن سلّامٍ أبي شرحبيل، سمعت حبّة وسواءً ابني خالدٍ يقولان: أتينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يعمل عملًا أو يبني بناءً -وقال أبو معاوية: يصلح شيئًا-فأعنّاه عليه، فلمّا فرغ دعا لنا وقال: "لا تيأسا من الرّزق ما تهزّزت رءوسكما، فإنّ الإنسان تلده أمّه أحمر ليس عليه قشرةٌ، ثمّ يعطيه اللّه ويرزقه". و [قد ورد] في بعض الكتب الإلهيّة: "يقول اللّه تعالى: ابن آدم، خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفّلت برزقك فلا تتعب فاطلبني تجدني؛ فإن وجدتني وجدت كلّ شيءٍ، وإن فتك فاتك كلّ شيءٍ، وأنا أحبّ إليك من كلّ شيءٍ"). [تفسير ابن كثير: 7/ 425-426]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا} أي: نصيبًا من العذاب، {مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون} أي: فلا يستعجلون ذلك، فإنّه واقعٌ [بهم] لا محالة). [تفسير ابن كثير: 7/ 426]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({فويلٌ للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون} يعني: يوم القيامة). [تفسير ابن كثير: 7/ 426]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة