العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة طه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 07:03 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({في جذوع} [طه: 71] : «أي على جذوع النّخل»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقوله في جذوع النّخل وخطبك ومساس ولننسفنه في اليم نسفا وكلّه كلام أبي عبيدة). [فتح الباري: 8/433]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (في جذوع أي على جذوع
أشار به إلى قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النّخل} (طه: 71) وأشار به إلى أن كلمة: في، بمعنى: على، كما في قوله تعالى: {أم لهم سلّم يستمعون فيه} (الطّور: 38) أي: عليه). [عمدة القاري: 19/57]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({في جذوع} أي على جذوع النخل) وضع حرفًا موضع آخر ومن تعدي صلب بفي قوله:
وقد صلبوا العبديّ في جذع نخلة = فلا عطشت شيبان إلا بأجدعا
وهو مذهب كوفي وقال البصريون ليست في بمعنى على ولكن شبه تمكنهم تمكن من حواه الجذع واشتمل عليه بتمكن الشيء الموعى في وعائه ولذا قيل في جذوع وهذا على طريق المجاز أي استعمال في موضع على وهو أول من صلب وسقط قوله النخل لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/236]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال آمنتم له قبل أن آذن لكم} يقول جلّ ثناؤه: وقال فرعون للسّحرة: أصدّقتم وأقررتم لموسى بما دعاكم إليه من قبل أن أطلق ذلك لكم {إنّه لكبيركم} يقول: إنّ موسى لعظيمكم {الّذي علّمكم السّحر}.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق،
قال: حدّثت عن وهب بن منبّهٍ، قال: لمّا قالت السّحرة: {آمنّا بربّ هارون وموسى} قال لهم فرعون، وأسف ورأى الغلبة والبيّنة: {آمنتم له قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر} أي لعظيمٌ السّحّار الّذي علّمكم.
وقوله: {فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ} يقول: فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم مخالفًا بين قطع ذلك، وذلك أن يقطع يمنى اليدين ويسرى الرّجلين، أو يسرى اليدين، ويمنى الرّجلين، فيكون ذلك قطعًا من خلافٍ، وكان فيما ذكر أوّل من فعل ذلك فرعون، وقد ذكرنا الرّواية بذلك.
وقوله: {ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل} يقول: ولأصلّبنّكم على جذوع النّخل، كما قال الشّاعر:
هم صلبوا العبديّ في جذع نخلةٍ = فلا عطست شيبان إلاّ بأجدعا
يعني على جذع نخلةٍ، وإنّما قيل: في جذوع، لأنّ المصلوب على الخشبة يرفع في طولها، ثمّ يصير عليها، فيقال: صلب عليها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل} لمّا رأى السّحرة ما جاء به عرفوا أنّه من اللّه فخرّوا سجّدًا، وآمنوا عند ذلك، قال عدوّ اللّه: {فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ} الآية.
- حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال فرعون: {فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل}.
فقتلهم وقطّعهم كما قال عبد اللّه بن عبّاسٍ حين قالوا: {ربّنا أفرغ علينا صبرًا وتوفّنا مسلمين} وقال: كانوا في أوّل النّهار سحرةً، وفي آخر النّهار شهداء.
وقوله: {ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابًا وأبقى} يقول: ولتعلمنّ أيّها السّحرة أيّنا أشدّ عذابًا لكم، وأدوم، أنا أو موسى). [جامع البيان: 16/114-116]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا فاقض ما أنت قاضٍ إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا (72) إنّا آمنّا بربّنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السّحر واللّه خيرٌ وأبقى}.
يقول تعالى ذكره: قالت السّحرة لفرعون لمّا توعّدهم بما توعّدهم به: {لن نؤثرك} فنتّبعك ونكذّب من أجلك موسى {على ما جاءنا من البيّنات} يعني من الحجج والأدلّة على حقيقة ما دعاهم إليه موسى {والّذي فطرنا} يقول: قالوا: لن نؤثرك على الّذي جاءنا من البيّنات، وعلى الّذي فطرنا. ويعني بقوله: {فطرنا} خلقنا، فالّذي من قوله: {والّذي فطرنا} خفض عطفاً على قوله: {ما جاءنا} وقد يحتمل أن يكون قوله: {والّذي فطرنا} خفضًا على القسم، فيكون معنى الكلام: لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات واللّه.
وقوله: {فاقض ما أنت قاضٍ} يقول: قالوا: فاصنع ما أنت صانعٌ، واعمل بنا ما بدا لك {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} يقول: إنّما تقدر أن تعذّبنا في هذه الحياة الدّنيا الّتي تفنى.
ونصب الحياة الدّنيا على الوقت وجعلت إنّما حرفًا واحدًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثت عن وهب بن منبّهٍ، {لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا} أي على اللّه على ما جاءنا من الحجج مع نبيةٍ {فاقض ما أنت قاضٍ} أي اصنع ما بدا لك {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} التى ليس سلطانٌ إلاّ فيها، ثمّ لا سلطان لك بعده). [جامع البيان: 16/116-117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 72 - 76.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة: أن سحرة فرعون كانوا تسعمائة فقالوا لفرعون: إن يكونا هذان ساحران فإنا نغلبهم فإنه لا أسحر منا وإن كان من رب العالمين فلما كان من أمرهم {خروا سجدا} أراهم الله في سجودهم منازلهم التي إليها يصيرون فعندها قالوا: {لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات} إلى قوله: {والله خير وأبقى} ). [الدر المنثور: 10/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم بن أبي بزة قال: لما وقعوا سجدا رأوا أهل النار وأهل الجنة وثواب أهليهما فقالوا: {لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات} ). [الدر المنثور: 10/220]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا آمنّا بربّنا ليغفر لنا خطايانا} يقول تعالى ذكره: إنّا أقررنا بتوحيد ربّنا، وصدّقنا بوعده ووعيده. وأنّ ما جاء به موسى حقٌّ {ليغفر لنا خطايانا} يقول: ليعفو لنا عن ذنوبنا فيسترها علينا. {وما أكرهتنا عليه من السّحر} يقول: ليغفر لنا ذنوبنا، وتعلّمنا ما تعلّمناه من السّحر، وعملنا به الّذي أكرهتنا على تعلّمه والعمل به.
وذكر أنّ فرعون كان أخذهم بتعليم السّحر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني موسى بن سهلٍ، قال: حدّثنا نعيم بن حمّادٍ، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أبي سعدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه تبارك وتعالى: {وما أكرهتنا عليه من السّحر} قال: غلمانٌ دفعهم فرعون إلى السّحرة، تعلّمهم السّحر بالفرما.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما أكرهتنا عليه من السّحر} قال: أمرهم بتعلّم السّحر، قال: تركوا كتاب اللّه، وأمروا قومهم بتعلم السّحر {وما أكرهتنا عليه من السّحر} قال: أمرتنا أن نتعلّمه.
وقوله: {واللّه خيرٌ وأبقى} يقول: واللّه خيرٌ منك يا فرعون جزاءً لمن أطاعه، وأبقى عذابًا لمن عصاه وخالف أمره.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، {واللّه خيرٌ وأبقى} خيرٌ منك ثوابًا، وأبقى عقابًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ، ومحمّد بن قيسٍ، في قول اللّه: {واللّه خيرٌ وأبقى} قالا: خير منك إن أطيع، وأبقى منك عذابًا إن عصي). [جامع البيان: 16/117-118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وما أكرهتنا عليه من السحر} قال: أخذ فرعون أربعين غلاما من بني إسرائيل فأمر أن يعلموا السحر بالعوماء وقال: علموهم تعليما لا يغلبهم أحد في الأرض، قال ابن عباس: فهم من الذين قالوا: {إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر} ). [الدر المنثور: 10/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي في قوله: {والله خير وأبقى} قال: خير منك أن أطيع وأبقى منك عذابا إن عصي). [الدر المنثور: 10/220]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {إنّه من يأت ربّه مجرمًا، فإنّ له جهنّم لا يموت فيها ولا يحيى}
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا خالدٌ، حدّثنا عثمان: أنّ أبا نضرة، حدّثهم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " يجمع النّاس عند جسر جهنّم، وإنّ عليه حسكًا وكلاليب، ويمرّ النّاس، قال: فيمرّ منهم مثل البرق، وبعضهم مثل الفرس المضمّر، وبعضهم يسعى، وبعضهم يمشي، وبعضهم يزحف، والكلاليب تخطفهم، والملائكة بجنبتيه: اللهمّ سلّم سلّم، والكلاليب تخطفهم، قال: فأمّا أهلها الّذين هم أهلها فلا يموتون ولا يحيون، وأمّا أناسٌ يؤخذون بذنوبٍ وخطايا يحترقون فيكونون فحمًا، فيؤخذون ضباراتٍ ضباراتٍ، فيقذفون على نهرٍ من الجنّة، فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السّيل " قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هل رأيتم الصّبغاء؟ بعد يؤذن لهم فيدخلون الجنّة»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/184]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّه من يأت ربّه مجرمًا فإنّ له جهنّم لا يموت فيها ولا يحيى (74) ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصّالحات فأولئك لهم الدّرجات العلى}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل السّحرة لفرعون: {إنّه من يأت ربّه} من خلقه {مجرمًا} يقول: مكتسبًا الكفر به {فإنّ له جهنّم} يقول: فإنّ له جهنّم مأوًى ومسكنًا، جزاءً له على كفره {لا يموت فيها} فتخرج نفسه {ولا يحيا} فتستقرّ نفسه في مقرّها فتطمئنّ، ولكنّها تتعلّق بالحناجر منهم). [جامع البيان: 16/119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم وأحمد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فأتى على هذه الآية {إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أهلها الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون وأما الذين ليسوا بأهلها فإن النار تميتهم إماتة ثم يقوم الشفعاء فيشفعون فيؤتى بهم ضبائر على نهر يقال له الحياة أو الحيوان فينبتون كما ينبت القثاء في حميل السيل والله أعلم). [الدر المنثور: 10/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه لم ينل الدرجات العلى: من تكهن أو استقسم أو رده من سفره طيرة). [الدر المنثور: 10/221]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ومن يأته مؤمنًا} يقول: ومن يقدم على ربه موحّدًا لا يشرك به {قد عمل الصّالحات} يقول: قد عمل ما أمره به ربّه، وانتهى عمّا نهاه عنه {فأولئك لهم الدّرجات العلى} يقول: فأولئك الّذين تلك صفتهم لهم درجات الجنّة العلى). [جامع البيان: 16/119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان وصلة لأخيه إلى سلطان في مبلغ بر أو مدفع مكروه رفعه الله في الدرجات). [الدر المنثور: 10/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن عون بن عبد الله قال: إن الله ليدخل خلقا الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم ناس في {الدرجات العلى} فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقول: يا ربنا إخواننا كنا معهم فبم فضلتهم علينا فيقال: هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمؤون حين تروون ويقومون حين تنامون ويستحصون حين تختصون فيه قال: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} فأقام هرون فيمن معه من المسلمين مخافة أن يقول له موسى: {فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} وكان له سامعا مطيعا). [الدر المنثور: 10/221-222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن ابن عمير قال: إن الرجل وعبده يدخلان الجنة فيكون عبده أرفع درجة منه فيقول: يا رب هذا كان عبدي في الدنيا فيقال: إنه كان أكثر ذكرا لله تعالى منك.
وأخرج أبو داود، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الذري في أفق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما). [الدر المنثور: 10/222]

تفسير قوله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {جنّات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكّى}.
يقول تعالى ذكره: {ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصّالحات فأولئك لهم الدّرجات العلى} ثمّ بيّن تلك الدّرجات العلى ما هي، فقال: هنّ {جنّات عدنٍ} يعني: جنّات إقامةٍ لا ظعن عنها ولا نفاد لها ولا فناء {تجري من تحتها الأنهار} يقول: تجري من تحت أشجارها الأنهار {خالدين فيها} يقول: ماكثين فيها إلى غير غايةٍ محدودةٍ، فالجنّات من قوله {جنّات عدنٍ} مرفوعةٌ بالرّدّ على الدّرجات.
- كما: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصّالحات فأولئك لهم الدّرجات العلى} قال: عدنٌ.
وقوله: {وذلك جزاء من تزكّى} يقول: وهذه الدّرجات العلى الّتي هي جنّات عدنٍ على ما وصف جلّ جلاله ثواب من تزكّى، يعني: من تطهّر من الذّنوب، فأطاع اللّه فيما أمره، ولم يدنّس نفسه بمعصيته فيما نهاه عنه). [جامع البيان: 16/119-120]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 07:07 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فألقي السّحرة سجّدًا قالوا آمنّا بربّ هارون وموسى {70} قال} [طه: 70-71] فرعون.
{آمنتم له} [طه: 71] فرعون يقوله على الاستفهام، أصدقتموه؟ {قبل أن آذن لكم} [طه: 71] أي: قد فعلتم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/266]
{إنّه لكبيركم} [طه: 71] في السّحر.
{الّذي علّمكم السّحر} [طه: 71] وقال السّدّيّ: يعني لعالمكم في علم السّحر، ولم يكن أكبرهم في السّنّ.
{فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ} [طه: 71] اليد اليمنى والرّجل اليسرى.
{ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل} [طه: 71] يعني: على جذوع النّخل.
وهو تفسير السّدّيّ.
{ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابًا وأبقى} [طه: 71] أنا أو موسى). [تفسير القرآن العظيم: 1/267]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم مّن خلافٍ...}

ويصلح في مثله من الكلام عن وعلى والباء.
وقوله: {ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل} يصلح (على) في موضع (في) وإنما صلحت (في) لأنه يرفع في الخشبة في طولها فصلحت (في) وصلحت (على) لأنه يرفع فيها فيصير عليها، وقد قال الله {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان} ومعناه في ملك سليمان. وقوله: {أشدّ عذاباً وأبقى} يقول: وأدوم). [معاني القرآن: 2/187،186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" لكبيركم " أي معلمكم قال أبو عبيدة سمعت بعض المكيين قال يقول: الغلام لمستأجره كبيرى). [مجاز القرآن: 2/23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" في جذوع النّخل " أي على جذوع النخل، قال:
هم صلبوا العبدي في جذع نخلةٍ=فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا).
[مجاز القرآن: 2/24،23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («في» مكان «على»
قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}، أي على جذوع النخل.
قال الشاعر:
وهم صلبوا العبديَّ في جذعِ نَخْلَةٍ = فلا عطَسَت شيبانُ إلا بأجْدَعا
وقال عنترة:
بَطَل كَأَنَّ ثيابه في سَرْحَةٍ = يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
أي على سرحة مِن طُوله). [تأويل مشكل القرآن: 567]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابا وأبقى}
{ولأصلّبنّكم في جذوع} معناه على جذوع النخل، ولكنه جاز أن تقع " في " ههنا لأنه في الجذع على جهة الطول، والجذع مشتمل عليه فقد صار فيه.
قال الشاعر:
وهم صلبوا العبديّ في جذع نخلة=فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
قوله: {ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابا وأبقى} " أيّ " رفعت لأنها وضعت موضع الاستفهام، ولا يعمل ما قبل " أيّ " فيها لأن ما قبلها خبر وهي استفهام، فلو عمل فيها لجاز أن يعمل فيما بعد الألف في قولك: قد علمت أزيد في الدار أم عمرو). [معاني القرآن: 3/368]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا} [طه: 72] وعلى الّذي فطرنا.
{فاقض ما أنت قاضٍ إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} [طه: 72] يقولون افعل في أمرنا ما أنت فاعلٌ {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} [طه: 72] يعني إنّما تفعل في هذه الحياة.... ). [تفسير القرآن العظيم: 1/267]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالوا لن نّؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا...}

فالذي في موضع خفض: وعلى الذي. ولو أرادوا بقولهم {والذي فطرنا} القسم بها كانت خفضاً وكان صواباً، كأنهم قالوا: لن نؤثرك والله.
وقوله: {فاقض ما أنت قاضٍ}: افعل ما شئت. وقوله: {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} إنما حرف واحد، لذلك نصبت {الحياة} ولو قرأ قارئ برفع (الحياة) لجاز، يجعل (ما) في مذهب الذي كأنه قال: إن الذي تقضيه هذه الدنيا). [معاني القرآن: 2/187]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاقض ما أنت قاضٍ} مجازه: اصنع ما أنت صانع وأنفذ ما أنت منفذ فقد قضي قضاؤك، وقال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما= داود أو صنع السوابغ تبّع
أي صنعهما وأحكمهما). [مجاز القرآن: 2/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّما تقضى هذه الحياة الدّنيا} وله موضع آخر في معنى إنما تخلف هذه الحياة الدنيا، كقولك قضيت سفري). [مجاز القرآن: 2/24]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا لن نّؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا فاقض ما أنت قاضٍ إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا}
وقال: {لن نّؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا} يقول: {لن نؤثرك على الّذي فطرنا} ). [معاني القرآن: 3/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فاقض ما أنت قاض}: اصنع ما أنت صانع). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} أي إنما يجوز أمرك فيها). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا}
موضع الذي خفض، المعنى لن نؤثرك على اللّه، ويجوز أن يكون " الّذي " خفضا على القسم، ويكون المعنى لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات واللّه، أي نحلف باللّه.
قوله: {فاقض ما أنت قاض}.
أي: اصنع ما أنت صانع، قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما= داود أو صنع السّوابغ تبّع
وقوله عزّ وجلّ: {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا}.
القراءة بالنصب - الحياة الدّنيا - ويجوز إنما تقضي هذه الحياة الدنيا بالرفع، تأويله أن الذي تقضيه متاع الحياة الدنيا، ولا أعلم أحدا قرأها بالرفع). [معاني القرآن: 3/369،368]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاقْضِ}: فاصـنَع.
{ما أنتَ قاضٍ}: ما أنت صانع). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّا آمنّا بربّنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السّحر واللّه خيرٌ وأبقى} [طه: 73] خيرٌ ممّا دعوتنا إليه وأبقى.
وقال بعضهم: منك يا فرعون وأبقى.
سعيدٌ، عن قتادة قال: كانوا أوّل النّهار سحرةً وآخره شهداء). [تفسير القرآن العظيم: 1/267]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما أكرهتنا عليه من السّحر...}

ما في موضع نصب مردودة على معنى الخطايا. وذكر في التفسير أن فرعون كان أكره السّحرة على تعلّم السّحر). [معاني القرآن: 2/187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا آمنّا بربّنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السّحر واللّه خير وأبقى}
{وما أكرهتنا عليه من السّحر}
موضع " ما " نصب، المعنى لتغفر لنا خطايانا وإكراهك إيانا على السحر.
ويروى أن فرعون أكرههم على تعلم السحر.
ومعنى: {واللّه خير وأبقى}.
أي الله خير لنا منك وأبقى عذابا لأنهم قالوا هذا له جواب قوله: {ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابا وأبقى} ). [معاني القرآن: 3/369]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّه من يأت ربّه مجرمًا} [طه: 74] مشركًا.
{فإنّ له جهنّم لا يموت فيها ولا يحيى} [طه: 74] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ}
.

قوله: {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} أي توفي عليها وتشرف، ويقال: طلع الجبل واطّلع عليه: إذا علا فوقه.
وخصّ الأفئدة، لأنّ الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه. فأخبرنا أنهم في حال من يموت وهم لا يموتون.
وهو كما قال: {فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} يريد أنه في حال من يموت وهو لا يموت). [تأويل مشكل القرآن: 419] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصّالحات فأولئك لهم الدّرجات العلى} [طه: 75]
- حدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، عن أبي المتوكّل النّاجيّ قال: قال رسول اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/267]
صلّى اللّه عليه وسلّم: " الدّرجة في الجنّة فوق الدّرجة كما بين السّماء والأرض، وإنّ العبد ليرفع بصره فيلمع له برقٌ يكاد أن يختطف بصره، فيفزع لذلك فيقول: ما هذا؟ فيقال: هذا نور أخيك فلانٍ، فيقول: أخي فلانٌ، كنّا في الدّنيا نعمل جميعًا، وقد فضّل عليّ هكذا، فيقال له: إنّه كان
أحسن منك عملًا، قال: ثمّ يجعل في قلبه الرّضى حتّى يرضى ".
- قال يحيى: وبلغني عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ عن ابن عمر قال: إنّ أسفل أهل الجنّة درجةً، للّذي ينظر في ملكه مسيرة ألف سنةٍ وإنّ أرفع أهل الجنّة درجةً للّذي ينظر إلى اللّه غدوةً وعشيًّا). [تفسير القرآن العظيم: 1/268]

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {جنّات عدنٍ} [طه: 76] وقد فسّرناه في سورة مريم.
{تجري من تحتها الأنهار} [طه: 76] وقد فسّرنا الأنهار أيضًا في غير هذا الموضع.
{خالدين فيها} [طه: 76] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{وذلك جزاء من تزكّى} [طه: 76] يعني: من آمن.
وهو في قول قتادة: من عمل صالحًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/268]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة