العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة مريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:10 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا يحيى خذ الكتاب بقوّةٍ} [مريم: 12] قال مجاهدٌ وغيره: بجدٍّ.
وقال السّدّيّ: يعني: بالجدّ والمواظبة.
[تفسير القرآن العظيم: 1/216]
{وآتيناه الحكم صبيًّا} [مريم: 12] يعني: الفهم والعقل وهو تفسير السّدّيّ.
قال: وبلغنا أنّه كان في صغره يقول له الصّبيان: يا يحيى تعال نلعب، فيقول: ليس للّعب خلقنا). [تفسير القرآن العظيم: 1/217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}

المعنى: فوهبنا له يحيى وقلنا له {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} ، أي بجد وعون من اللّه - جلّ وعزّ -). [معاني القرآن: 3/321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} في الكلام حذف لعلم المخاطب المعنى فوهبنا له يحيى فقلنا يا يحيى خذ الكتاب بقوه قال مجاهد أي بجد وقال غيره أي بجد وعون من الله). [معاني القرآن: 4/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} قال عبد الرزاق أخبرنا معمر قال بلغنا أن الصبيان قالوا ليحيى وهو صبي تعال حتى نلعب فقال ما للعب خلقنا فقال جل ثناؤه: {وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}
قال أبو جعفر هذا معنى كلامه قال عكرمة الحكم اللب قال قتادة كان ابن سنتين أو ثلاث). [معاني القرآن: 4/315-316]

تفسير قوله تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وحنانًا من لدنّا} [مريم: 13] أي: من عندنا، أي: وأعطيناه حنانًا من لدنّا.
وقال مجاهدٌ: تعطّفًا من ربّه عليه.
وقال الحسن وقتادة: أي: رحمةً من عندنا.
وقال الكلبيّ: الحنان، الرّحمة.
وهو نحوٌ واحدٌ.
قوله: {وزكاةً} [مريم: 13] سعيدٌ، عن قتادة قال: الزّكاة العمل الصّالح.
قال يحيى: روّيت أنّه أخذه من هذه الآية في [طه:] {ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصّالحات فأولئك لهم الدّرجات العلى {75} جنّات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكّى {76}} [سورة طه: 75-76] وقال الحسن: زكاةٌ لمن قبل عنه حتّى يكونوا أزكياء.
وقال الكلبيّ: الزّكاة الصّدقة.
قوله: {وكان تقيًّا} [مريم: 13]
- المبارك بن فضالة والرّبيع بن صبيحٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما من آدميٍّ» وقال الرّبيع: «ما من أحدٍ من ولد آدم إلا وقد أصاب ذنبًا أو همّ به غير يحيى بن زكريّاء لم يصب ذنبًا ولم يهمّ به».
وقال المبارك: ما من آدميٍّ إلا قد عمل خطيئةً أو همّ بها إلا يحيى بن زكريّاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/217]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا...}

الحنان: الرحمة (ونصب حناناً أي) وفعلنا ذلك رحمةً لأبويه {وَزَكَاةً} يقول: وصلاحاً. ويقال: وتزكية لهما). [معاني القرآن: 2/163]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} أي رحمة من عندنا، قال امرؤ القيس ابن حجر الكندي:

ويمنحها بنو شمجي بن جرمٍ.......معيزهم حنانك ذا الحنان

وقال الحطيئة:

تحنّن علىّ هداك المليك.......فإن لكل مقامٍ مقالا

أي ترحم، وعامة ما يستعمل في المنطق على لفظ الاثنين، قال طرفة العبدي:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا.......حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض ).

[مجاز القرآن: 2/2-3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حنانا من لدنا}: رحمة ). [غريب القرآن وتفسيره: 237]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وَحَنَانًا} أي رحمة. ومنه يقال: تحنّن عليّ. وأصله من حنين الناقة على ولدها.

{وزكاةً} أي صدقة). [تفسير غريب القرآن: 273]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا}
أي وآتيناه حنانا، والحنان العطف والرحمة.
قال الشاعر:
فقالت حنان ما أتى بك ههنا.......أذو نسب أم أنت بالحيّ عارف

أي أمرنا حنان، أو عطف ورحمة.
وقال أيضا:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا.......حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض

المعنى وآتيناه حنانا من لدنا وزكاة، والزكاة التطهير). [معاني القرآن: 3/321-322]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} روى شعبة عن سماك عن عكرمة قال الحنان الرحمة وكذلك هو عند أهل اللغة وأصله من حنين الناقة على ولدها قال طرفة:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا.......حنانيك بعض الشر أهون من بعض ).

[معاني القرآن: 4/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا} روى على بن الحكم عن الضحاك قال الزكاة العقل الزاكي الصالح وقال قتادة الزكاة الصدقة). [معاني القرآن: 4/317]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي، عن المفضل، قال: الحنان: الرحمة،
والحنان أيضاً: الرزق، والحنان أيضا: البركة، والحنان أيضا: الهيبة). [ياقوتة الصراط:335-336]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَحَنَانًا} أي رحمة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَحَنَانًا}: رحمة). [العمدة في غريب القرآن: 194]

تفسير قوله تعالى: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14)

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وبرًّا بوالديه} [مريم: 14] يعني: مطيعًا لوالديه.
تفسير السّدّيّ.
{ولم يكن جبّارًا عصيًّا} [مريم: 14] مستكبرًا عن عبادة اللّه.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا}
أي وجعلناه برا بوالديه). [معاني القرآن: 3/322]

تفسير قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وسلامٌ عليه يوم ولد} [مريم: 15] يعني: حين ولد.
{ويوم يموت} [مريم: 15] يعني: وحين يموت.
{ويوم يبعث حيًّا} [مريم: 15] يوم القيامة.
وهو تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن أنّ يحيى وعيسى التقيا، فقال له عيسى: استغفر لي أنت خيرٌ منّي.
وقال له الآخر: استغفر لي، أنت خيرٌ منّي.
فقال له عيسى: أنت خيرٌ منّي.
قال عيسى: إنّي سلّمت على نفسي وسلّم اللّه عليك.
قال الحسن: عرف واللّه فضلها.
قال يحيى: يعني قول اللّه تبارك وتعالى في يحيى: {وسلامٌ عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًّا} [مريم: 15] وقال عيسى: {قال إنّي عبد اللّه آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا {30} وجعلني مباركًا أين ما كنت} [مريم: 30-31] إلى قوله: {والسّلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًّا} [مريم: 33] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/218]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ):
(وقوله جل وعز: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}

روى قتادة عن الحسن قال لما لقي يحيى عيسى عليهما السلام قال له يحيى أنت خير مني قال عيسى بل أنت خير مني سلم الله عليك وسلمت على نفسي). [معاني القرآن: 4/317]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ} السلام - هاهنا: السلامة). [ياقوتة الصراط: 336]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:17 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) }

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ويقال للغلام: صبي، وللجارية: صبية، بينة الصبى –مقصور بكسر الصاد- ويقولونه بفتح الصاد والمد: صبية بينة الصباء.
وقالوا أيضا: صبيء، وللجارية: صبيئة، وهي لغة يمانية فيما يحكى لنا). [الفرق في اللغة: 94]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (بلغني عن أبي الحارث الليث بن سعد عن أبيه عن ابن لَهِيعَة عن أبي قَبِيلٍ عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: دخل يحيى بن زكريّا بيتَ المقدس وهو ابن ثَمانِي حجج، فنظر إلى عبادِ بيت المقدس قد لبِسُوا مدارعَ الشعرَ، وبَرانسَ الصوف، ونظر إلى متهجِّديهم، أو قال مجتهديهم، قد خرقوا التراقيَ، وسلكوا فيها السلاسلَ، وشدّوها إلى حنايا بيت المقدس، فهاله ذلك؛ فرجع إلى أبوبه فمر بصِبيانٍ يلعبون فقالوا: يا يحيى هلمَّ فلنلعبْ قال: إني لم أخلق للَّعب، فذلك قول الله تعالى: {وآتيناه الحكمَ صبيّا} فأتى أبويه فسألهما أن يُدَرِّعاه الشعر ففعلا، ثم رجع إلى بيت المقدس فكان يخدُمه نهارًا ويَصيحُ فيه ليلاً، حتى أتت له خمسَ عشرة سنة، وأتاه الخوفُ فساح ولزم أطرافَ الأرض وغِيرَانَ الشَعاب، وخرج أبواه في طَلبه فوجداه حين نزلا من جبال التِّيهِ على بُحيرة الأردنّ وقد قعد على شَفِير البُحَيرة وأنقعَ قدميه في الماء وقد كاد العطشُ يذبحهُ وهو يقول: وعزتِك لا أفوقُ باردَ الشراب حتى أعلَم أين مكاني منك فسأله أبواه أن يأكلَ قُرصًا كان معهما من شَعير، ويشربَ من الماء ففعلَ وكفَر عن يمينه فمدحُ بالبِرّ، قال اللّه عز وجل: {وَبَرًا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبارًا عَصِيًا} ورده أبواه إلى بيت المقدس فكان إذا قام في صلاته بكى، ويبكي زكريا لبكائه حتى يُغمَى عليه، فلم يزل كذلك حتى خر دموعُه لحمَ خَدّيه، وبدَتْ أضراسُه، فقالت له أمه: يا يحيى " لو أذنتَ لي لاتخذتُ لك لبدًا لِيواريَ أضراسكَ عن الناظرين ". قال: أنتِ وذاكِ، فعَمَدَتْ إلى قِطْعَتيْ لًبودٍ فألصقتهما على خدّيه، فكان إذا بكى استنقعتْ دموعُه في القطعتين فتقومُ إليه أمُّهُ فتعصِرهُما بيديها، فكان إذا نطر إلى دموعه تجري على ذراعَيْ أمَهِ قال: اللهَم هذه دموعي وهذه أمَي وأنا عبدُك وأنت أرحمُ الراحمين). [عيون الأخبار: 6/294-295]

تفسير قوله تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في تلبيته: «لبيك ربنا وحنانيك».
حدثناه أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه.
قوله: حنانيك، يريد: رحمتك والعرب تقول: حنانك يا رب، وحنانيك يا رب بمعنى واحد قال امرؤ القيس:

ويمنحها بنو شمجى بن جرم.......معيزهم حنانك ذا الحنان

يريد: رحمتك يا رب وقال طرفة:
حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وروي عن عكرمة أنه قال في قوله عز وجل: {وحنانا من لدنا} قال: الرحمة). [غريب الحديث: 5/444-445]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما حنانٌ فمنفرد؛ لأنه من حننت، مثل قولك: ذهبت ذهاباً، ويتصرف في الكلام في غير الدعاء (وحناناً من لدنا) وتقول: تحنن علي. فهذا وجه ما جاء على فعله، وما لم يأت عليه فعل). [المقتضب: 3/226]

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله "حوالكا" يقال: هو يطوف واله وحوله وحواليه. ومن قال: حواليه بالكسر: فقد أخطأ، وفي القرآن {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} وحواليه: تثنية حوال، كما تقول: حنانية، الواحد حنان، قال الشاعر:

فقالت حنان ما أتى بك ههنا.......أذو نسب أم أنت بالحي عارف?


والحنان: الرحمة، قال الله عز وجل: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا}. وقال الشاعر: وهو الحطيئة لعمر بن الخطاب رحمه الله:

تحنن علي هداك المليك.......فإن لكل مقام مقالا


وقال طرفة:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا.......حنانيك بعض الشر أهون من بعض


). [الكامل: 2/732-733]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} أي: رحمة). [مجالس ثعلب: 12]

تفسير قوله تعالى: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) }

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (بلغني عن أبي الحارث الليث بن سعد عن أبيه عن ابن لَهِيعَة عن أبي قَبِيلٍ عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: دخل يحيى بن زكريّا بيتَ المقدس وهو ابن ثَمانِي حجج، فنظر إلى عبادِ بيت المقدس قد لبِسُوا مدارعَ الشعرَ، وبَرانسَ الصوف، ونظر إلى متهجِّديهم، أو قال مجتهديهم، قد خرقوا التراقيَ، وسلكوا فيها السلاسلَ، وشدّوها إلى حنايا بيت المقدس، فهاله ذلك؛ فرجع إلى أبوبه فمر بصِبيانٍ يلعبون فقالوا: يا يحيى هلمَّ فلنلعبْ قال: إني لم أخلق للَّعب، فذلك قول الله تعالى: {وآتيناه الحكمَ صبيّا} فأتى أبويه فسألهما أن يُدَرِّعاه الشعر ففعلا، ثم رجع إلى بيت المقدس فكان يخدُمه نهارًا ويَصيحُ فيه ليلاً، حتى أتت له خمسَ عشرة سنة، وأتاه الخوفُ فساح ولزم أطرافَ الأرض وغِيرَانَ الشَعاب، وخرج أبواه في طَلبه فوجداه حين نزلا من جبال التِّيهِ على بُحيرة الأردنّ وقد قعد على شَفِير البُحَيرة وأنقعَ قدميه في الماء وقد كاد العطشُ يذبحهُ وهو يقول: وعزتِك لا أفوقُ باردَ الشراب حتى أعلَم أين مكاني منك فسأله أبواه أن يأكلَ قُرصًا كان معهما من شَعير، ويشربَ من الماء ففعلَ وكفَر عن يمينه فمدحُ بالبِرّ، قال اللّه عز وجل: {وَبَرًا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبارًا عَصِيًا} ورده أبواه إلى بيت المقدس فكان إذا قام في صلاته بكى، ويبكي زكريا لبكائه حتى يُغمَى عليه، فلم يزل كذلك حتى خر دموعُه لحمَ خَدّيه، وبدَتْ أضراسُه، فقالت له أمه: يا يحيى " لو أذنتَ لي لاتخذتُ لك لبدًا لِيواريَ أضراسكَ عن الناظرين ". قال: أنتِ وذاكِ، فعَمَدَتْ إلى قِطْعَتيْ لًبودٍ فألصقتهما على خدّيه، فكان إذا بكى استنقعتْ دموعُه في القطعتين فتقومُ إليه أمُّهُ فتعصِرهُما بيديها، فكان إذا نطر إلى دموعه تجري على ذراعَيْ أمَهِ قال: اللهَم هذه دموعي وهذه أمَي وأنا عبدُك وأنت أرحمُ الراحمين). [عيون الأخبار: 6/294-295] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) }


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة