العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأحقاف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:51 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الأحقاف [ من الآية (33) إلى الآية (35) ]

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:52 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلق السّموات والأرض ولم يعي بخلقهنّ بقادرٍ على أن يحيي الموتى بلى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
يقول تعالى ذكره: أولم ينظر هؤلاء المنكرون إحياء اللّه خلقه من بعد وفاتهم وبعثه إيّاهم من قبورهم بعد بلائهم، القائلون لآبائهم وأمّهاتهم {أفٍّ لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي} فلم يبعثوا بأبصار قلوبهم، فيروا ويعلموا أنّ اللّه الّذي خلق السّماوات السّبع والأرض، فابتدعهنّ من غير شيءٍ، ولم يعي بإنشائهنّ، فيعجز عن اختراعهنّ وإحداثهنّ {بقادرٍ على أن يحيي الموتى} فيخرجهم من بعد بلائهم في قبورهم أحياءً كهيئتهم قبل وفاتهم.
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول الباء في قوله: {بقادرٍ} فقال بعض نحويّي البصرة: هذه الباء كالباء في قوله: {كفى باللّه} وهو مثل {تنبت بالدّهن}.
وقال بعض نحويّي الكوفة: دخلت هذه الباء ل(لم)؛ قال: والعرب تدخلها مع الجحود إذا كانت رافعةً لما قبلها، وتدخلها إذا وقع عليها فعلٌ يحتاج إلى اسمين مثل قولك: ما أظنّك بقائمٍ، وما أظنّ أنّك بقائمٍ، وما كنت بقائمٍ، فإذا خلعت الباء نصبت الّذي كانت تعمل فيه، بما يعمل فيه من الفعل، قال: ولو ألقيت الباء من (قادرٌ) في هذا الموضع رفع، لأنّه خبرٌ ل(أنّ)، قال: وأنشدني بعضهم:
فما رجعت بخائبةٍ ركابٌ حكيم بن المسيّب منتهاها.
فأدخل الباء في فعلٍ لو ألقيت منه نصب بالفعل لا بالباء، يقاس على هذا ما أشبهه.
وقال بعض من أنكر قول البصريّ الّذي ذكرنا قوله: هذه الباء دخلت للجحد، لأنّ المجحود في المعنى وإن كان قد حال بينهما ب(أن) أولم يروا أنّ اللّه قادرٌ على أن يحيي الموتى قال: ف(أن) اسم (يروا) وما بعدها في صلتها، ولا تدخل فيه الباء، ولكن معناه جحدٌ، فدخلت للمعنى.
وحكي عن البصريّ أنّه كان يأبى إدخال إلاّ، وأنّ النّحويّين من أهل الكوفة يجيزونه، ويقولون: ما ظننت أنّ زيدًا إلاّ قائمًا، وما ظننت أنّ زيدًا بعالمٍ وينشد:
ولست بحالفٍ لولدت منهم على عمّيّةٍ إلاّ زيادا.
قال: فأدخل إلاّ بعد جواب اليمين، قال: فأمّا كفى باللّه، فهذه لم تدخل إلاّ لمعنًى صحيحٍ، وهي للتّعجّب، كما تقول لظرف بزيدٍ قال: وأمّا {تنبت بالدّهن} فأجمعوا على أنّها صلةٌ.
وأشبه الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: دخلت الباء في قوله {بقادرٍ} [يس: ] للجحد، لما ذكرنا لقائلي ذلك من العلل.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {بقادرٍ} [يس: ] فقرأ ذلك عامّة قرّاء الأمصار، عن أبي إسحاق والجحدريّ والأعرج {بقادرٍ} [يس: ] وهي الصّحيحة عندنا لإجماع قرّاء الأمصار عليها.
وأمّا الآخرون الّذين ذكرتهم فإنّهم فيما ذكر عنهم كانوا يقرأون ذلك يقدر بالياء.
وقد ذكر أنّه في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ أنّ اللّه الّذي خلق السّموات والأرض قادرٌ بغير باءٍ، ففي ذلك حجّةٌ لمن قرأه بقادرٍ بالباء والألف
وقوله: {بلى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} يقول تعالى ذكره: بلى، يقدر الّذي خلق السّماوات والأرض على إحياء الموتى: أي الّذي خلق ذلك على كلّ شيءٍ شاء خلقه، وأراد فعله، ذو قدرةٍ لا يعجزه شيءٌ أراده، ولا يعييه شيءٌ أراد فعله، فيعييه إنشاء الخلق بعد الفناء، لأنّ من عجز عن ذلك فضعيفٌ، فلا ينبغي أن يكون إلهًا من كان عمّا أراد ضعيفًا). [جامع البيان: 21/173-175]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم يعرض الّذين كفروا على النّار أليس هذا بالحقّ قالوا بلى وربّنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}.
يقول تعالى ذكره: ويوم يعرض هؤلاء المكذّبون بالبعث، وثواب اللّه عباده على أعمالهم الصّالحة، وعقابه إيّاهم على أعمالهم السّيّئة، على النّار، نار جهنّم، يقال لهم حينئذٍ: أليس هذا العذاب الّذي تعذّبونه اليوم، وقد كنتم تكذّبون به في الدّنيا بالحقّ، توبيخًا من اللّه لهم على تكذيبهم به، كان في الدّنيا {قالوا بلى وربّنا} يقول: فيجيب هؤلاء الكفرة من فورهم بذلك، بأن يقولوا بلى هو الحقّ واللّه {قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} يقول: فقال لهم المقرّر بذلك: فذوقوا عذاب النّار الآن بما كنتم تجحدونه في الدّنيا، وتنكرونه، وتأبون الإقرار إذا دعيتم إلى التّصديق به). [جامع البيان: 21/176]

تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخراساني أنه قال: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل}، نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد.
وحدثني مالك بن أنس، عن الحسن بن زيد في هذه الآية: {كما صبر أولوا العزم من الرسل}، أنهم أربعة، ولم يحفظ أسماءهم). [الجامع في علوم القرآن: 1/82]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل قال نوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/219]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل ولا تستعجل لّهم كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاّ ساعةً من نهارٍ بلاغٌ فهل يهلك إلاّ القوم الفاسقون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، مثبّته على المضيّ لما قلّده من عبء الرّسالة، وثقل أحمال النّبوّة صلّى اللّه عليه وسلّم، وآمره بالائتساء في العزم على النّفوذ لذلك بأولي العزم من قبله من رسله الّذين صبروا على عظيم ما لقوا فيه من قومهم من المكاره، ونالهم فيه منهم من الأذى والشّدائد {فاصبر} يا محمّد على ما أصابك في اللّه من أذى مكذّبيك من قومك الّذين أرسلناك إليهم بالإنذار {كما صبر أولو العزم} على القيام بأمر اللّه، والانتهاء إلى طاعته من رسله الّذين لم ينههم عن النّفوذ لأمره، ما نالهم فيه من شدّةٍ.
وقيل: إنّ أولي العزم منهم، كانوا الّذين امتحنوا في ذات اللّه في الدّنيا بالمحن، فلم تزدهم المحن إلاّ جدًّا في أمر اللّه، كنوحٍ وإبراهيم وموسى ومن أشبههم وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: ثني ثوابة بن مسعودٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، أنّه قال {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل} نوحٌ وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل} كنّا نحدّث أنّ إبراهيم كان منهم.
- وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما: حدّثني به، يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل} قال: كلّ الرّسل كانوا أولي عزمٍ لم يتّخذ اللّه رسولاً إلاّ كان ذا عزمٍ، فاصبر كما صبروا.
- حدّثنا ابن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل} قال: سمّاه اللّه من شدّته العزم.
- وقوله: {ولا تستعجل لهم} يقول: ولا تستعجل عليهم بالعذاب، يقول: لا تعجل بمسألتك ربّك ذلك لهم فإنّ ذلك نازلٌ بهم لا محالة {كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاّ ساعةً مّن نّهارٍ} يقول: كأنّهم يوم يرون عذاب اللّه الّذي يعدهم أنّه منزّله بهم، لم يلبثوا في الدّنيا إلاّ ساعةً من نهارٍ؛ لأنّه ينسيهم شدّة ما ينزل بهم من عذابه، قدر ما كانوا في الدّنيا لبثوا، ومبلغ ما فيها مكثوا من السّنين والشّهور، كما قال جلّ ثناؤه: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين}.
وقوله: {بلاغٌ} فيه وجهان: أحدهما أن يكون معناه: لم يلبثوا إلاّ ساعةً من نهار ذلك لبث بلاغٌ، بمعنى: ذلك بلاغٌ لهم في الدّنيا إلى أجلهم، ثمّ حذفت ذلك لبث، وهي مرادةٌ في الكلام اكتفاءً بدلالة ما ذكر من الكلام عليها والآخر: أن يكون معناه: هذا القرآن والتّذكير بلاغٌ لهم وكفايةٌ، إن فكّروا واعتبروا فتذكّروا.
وقوله: {فهل يهلك إلاّ القوم الفاسقون} يقول تعالى ذكره: فهل يهلك اللّه بعذابه إذا أنزله إلاّ القوم الّذين خالفوا أمره، وخرجوا عن طاعته وكفروا به ومعنى الكلام: وما يهلك اللّه إلاّ القوم الفاسقين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فهل يهلك إلاّ القوم الفاسقون} تعلّموا ما يهلك على اللّه إلاّ هالكٌ ولّى الإسلام ظهره أو منافقٌ صدّق بلسانه وخالف بعمله ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: أيّما عبدٍ من أمّتي همّ بحسنةٍ كتبت له واحدةٌ، وإن عملها كتبت له عشر أمثالها وأيّما عبدٍ همّ بسيّئةٍ لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت سيّئةٌ واحدةٌ، ثمّ كان يتبعها، ويمحوها اللّه ولا يهلك إلاّ هالكٌ). [جامع البيان: 21/176-179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 35
أخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن عائشة رضي الله عنها قالت: ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما ثم طوى ثم ظل صائما ثم طوى ثم ظل صائما قال: يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد، يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم فقال: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} وإني والله لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة إلا بالله). [الدر المنثور: 13/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس قال: أولو العزم من الرسل النّبيّ صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى). [الدر المنثور: 13/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان، وابن عساكر عن أبي العالية {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} قال: نوح وهود وإبراهيم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا وكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح: يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله) (يونس الآية 71) إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال هود حين (قالوا: إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله وأشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه) (تعود الآية 53) فأظهر لهم المفارقة قال لإبراهيم (لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم) (الممتحنة الآية 4) إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة قال يا محمد: (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله) (الأنعام الآية 56) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فقرأها على المشركين فأظهر لهم المفارقة). [الدر المنثور: 13/345-346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله {أولوا العزم} قال: هم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى). [الدر المنثور: 13/346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال {أولوا العزم} إسماعيل ويعقوب وأيوب وليس آدم منهم ولا يونس ولا سليمان). [الدر المنثور: 13/346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة قال: {أولوا العزم} نوح وإبراهيم وموسى وعيسى). [الدر المنثور: 13/346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} قال: هم الذين أمروا بالقتال حتى مضوا على ذلك نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان). [الدر المنثور: 13/346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: بلغني أن أولي العزم من الرسل كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر). [الدر المنثور: 13/346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} قال: تعلموا والله ما يهلك على الله إلا هالك مشرك ولى الإسلام ظهره أو منافق صدق بلسانه وخالف بقلبه). [الدر المنثور: 13/347]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الدعاء عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا طلبت وأحببت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب السموات والأرض ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين). [الدر المنثور: 13/347]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:54 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ...}.
دخلت الباء للم، والعرب تدخلها مع الجحود إذا كانت رافعة لما قبلها، ويدخلونها إذا وقع عليها فعل يحتاج إلى اسمين مثل قولك: ما أظنك بقائم، وما أظن أنك بقائم وما كنت بقائم، فإذا خلّفت الباء نصبت الذي كانت فيه بما يعمل فيه من الفعل، ولو ألقيت الباء من قادر في هذا الموضع رفعه لأنه خبر لأن. قال. وأنشدني بعضهم:
فما رجعت بخائبةٍ ركابٌ = حكيم بن المسيّب منتهاها
فأدخل الباء في فعلٍ لو ألقيت منه نصب بالفعل لا بالباء يقاس على هذا وما أشبهه.
وقد ذكر عن بعض القراء أنه قرأ: {يقدر} مكان {بقادر}: كما قرأ حمزة: "{وما أنت تهدي العمي}". وقراءة العوام: "بهادي العمي"). [معاني القرآن: 3/56-57]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}" مجازها قادر العرب تؤكد الكلام بالباء وهي مستغنى عنها). [مجاز القرآن: 2/213]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
وأما قوله: {وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فهو بالباء كالباء في قوله: {كفى باللّه} وهي مثل {تنبت بالدّهن}). [معاني القرآن: 4/17]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ ( {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)}
دخلت الباء في خبر {إنّ} بدخول (أولم) في أول الكلام، ولو قلت:
ظننت أن زيدا بقائم لم يجز، ولو قلت: ما - ظننت أن زيدا بقائم جاز بدخول ما، ودخول أن إنما هو توكيد للكلام فكأنّه في تقدير أليس اللّه بقادر على أن يحيي الموتى فيما ترون وفيما تعلمونه.
وقد قرئت يقدر على أن يحيي الموتى، والأولى هي القراءة التي عليها أكثر القراء. وهذه جائزة أيضا). [معاني القرآن: 4/447]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: { أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ ...}.
فيه قول مضمر يقال: أليس هذا بالحق بلاغٌ، أي: هذا بلاغ رفع بالاستئناف). [معاني القرآن: 3/57]

تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( " {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ} " رفع للاستئناف). [مجاز القرآن: 2/213]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}
وقال: { لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ } يقول: ذاك بلاغٌ. وقال بعضهم: "إنّ البلاغ هو القرآن" وإنما يوعظ بالقرآن. ثم قال: {بلاغٌ} أي: هو بلاغ). [معاني القرآن: 4/17]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ({فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)}
جاء في التفسير أن أولي العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد -صلوات الله عليهم أجمعين-.
قوله: ({لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ}) الرفع على معنى ذلك بلاغ.
والنصب في العربية جيد بالغ. إلا أنه يخالف المصحف، وبلاغا على معنى يبلغون بلاغا كما قال: ({كتاب اللّه عليكم}) منصوب على معنى:
{حرمت عليكم أمّهاتكم}، تأويله: كتب اللّه ذلك كتابا..
وقوله عزّ وجلّ: (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) تأويله أنه لا يهلك مع رحمة اللّه وتفضله إلا القوم الفاسقون ولو قرئت " {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} " كان وجها.
ولا أعلم أحدا قرأ بها.
وما في الرجاء لرحمة اللّه شيء أقوى من هذه الآية ، وهي قوله: ( {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}). [معاني القرآن: 4/447-448]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [آية: 35]
قال قتادة هم أربعة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم
وقال مجاهد وعطاء الخراساني أولو العزم من الرسل خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم
وقوله جل وعز: {بلاغ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } [آية: 35] أي ذلك بلاغ
وقرأ عيسى بن عمر بلاغا وقرأ أبو مجلز بلغ على الأمر
ثم قال جل وعز: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [آية: 35] أي فهل يهلك مع رحمة الله وتفضله إلا القوم الفاسقون). [معاني القرآن: 6/454-455]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:55 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقال ناسٌ كثير من العرب قد حيي الرجل وحييت المرأة فبين ولم يجعلوها بمنزلة المضاعف من غير الياء وأخبرنا بهذه اللغة يونس.
وسمعنا بعض العرب يقول أعيياء وأحييةٌ فيبين وأحسن ذلك أن تخفيها وتكون بمنزلتها متحركة وإذا قلت يحيي أو معي ثم أدركه النصب فقلت رأيت معيياً ويريد أن يحييه لم تدغم لأن الحركة غير لازمة ولكنك تخفي وتجعلها بمنزلة المتحركة فهو أحسن وأكثر وإن شئت بينت كما بينت حيي.
والدليل على أن هذا لا يدغم قوله عز وجل: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}.
ومثل ذلك معييةٌ لأنك قد تخرج الهاء فتذهب الحركة وليست بلازمة لهذا الحرف وكذلك محييان ومعييان وحييان إلا أنك إن شئت أخفيت والتبيين فيه أحسن مما في يائه كسرة لأن الكسرة من الياء فكأنهن ثلاث ياءات.
فأما تحيةٌ فبمنزلة أحييةٍ وهي تفعلةٌ.
والمضاعف من الياء قليل لأن الياء قد تثقل وحدها لاماً فإذا كان قبلها ياءٌ كان أثقل لها). [الكتاب: 4/397]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن افعاللت من رميت بمنزلة أحييت في الإدغام والبيان والخفاء وهي متحركة وكذلك افعللت وذلك قولك في افعاللت ارماييت وهو يرمايي وأحب أن يرمايي بمنزلة «أن يُحْيَى الموتى» وتقول ارماييا فتجريها مجرى أحييا ويحييان وتقول قد ارموي في هذا المكان كما قلت قد حي فيه وأحي فيه لأن الفتحة لازمة ولا تقلب الواو ياءً لأنها كواو سوير لا تلزم وهي في موضع مد وتقول قد ارمايوا كما تقول قد أحيوا وتقول ارمييت في افعللت يرميي كما تقول يحيي وتقول ارمييا كما تقول قد أحييا ومن قال يحييان فأخفى قال ارمييا فأخفى وتقول قد ارمي في هذا المكان لأن الفتحة لازمة ومن قال حيي قال إرميي وقد ارموي في هذا المكان لأن الفتحة لازمة ومن قال أحيي فيها قال ارمويي فيها إذا أرادها من ارماييت ولا يقلب الواو لأنها مدة وتقول مرماييةٌ ومرمييةٌ فتخفى كما تقول معييةٌ وإن شئت بينت على بيان معييةٌ والمصدر ارمياءً وارمياءً واحيياءً واحيياءً). [الكتاب: 4/402]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنه قد تدخل الألف واللام في التوكيد في هذه المصادر المتمكنة التي تكون بدلاً من اللفظ بالفعل كدخولها في الأمر والنهى والخبر والاستفهام فأجرها في هذا الباب مجراها هناك.
وكذلك الإضافة بمنزلة الألف واللام.
فأمّا المضاف فقول الله تبارك وتعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله} وقال الله تبارك وتعالى: {ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده}. وقال جلّ وعزّ: {الذي أحسن كل شيء خلقه}. وقال جل ثناؤه: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم}. ومن ذلك الله أكبر دعوة الحق. لأنّه لمّا قال جلّ وعزّ: {مر السحاب} وقال: {أحسن كلّ شيء} علم أنّه خلقٌ وصنعٌ ولكنّه وكّد وثّبت للعباد. ولما قال: {حرمت عليكم أمهاتكم} حتّى انقضى الكلام علم المخاطبون أنّ هذا مكتوبٌ عليهم مثّبت عليهم وقال كتاب الله توكيداً كما قال صنع الله وكذلك وعد الله لأنّ الكلام الذي قبله وعدٌ
وصنعٌ فكأنّه قال جلّ وعزّ وعداً وصنعا وخلقا وكتابا. وكذلك دعوة الحق لأنّه قد علم أنّ قولك الله أكبر دعاء الحق ولكنّه توكيدٌ كأنّه قال دعاءً حقًّا.
قال رؤبة:
إنّ نزاراً أصبحت نزارا = دعوة أبرارٍ دعوا أبرارا
لأنّ قولك أصبحت نزاراً بمنزلة هم على دعوةٍ بارّةٍ.
وقد زعم بعضهم أنّ كتاب الله نصب على قوله عليكم كتاب الله.
وقال قومٌ: {صبغة الله} منصوبةٌ على الأمر. وقال بعضهم لا بل توكيداً. والصبغة الدين.
وقد يجوز الرفع فيما ذكرنا أجمع على أن يضمر شيئاً هو المظهر كأنّك قلت ذاك وعد الله وصبغة الله أو هو دعوة الحقّ. على هذا ونحوه رفعه.
ومن ذلك قوله جلّ وعزّ: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ} كأنه قال ذاك بلاغٌ). [الكتاب: 1/381-382] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أولم يروا} الضمير لقريش، وهذه آية مثل واحتجاج، لأنهم قالوا: إن الأجساد لا يمكن أن تبعث ولا تعاد، وهم مع ذلك معترفون بأن الله تعالى خلق السماوات والأرض فأقيمت عليهم الحجة من أقوالهم. والرؤية في قوله تعالى: {أولم يروا} رؤية القلب، وقرأ جمهور الناس: "ولم يعي" بسكون العين وفتح الياء الأخيرة، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: "يعي" بكسر العين وسكون الياء، وذلك على حذف، والباء في قوله تعالى: "بقادر" زائدة مؤكدة، فمن حيث تقدم نفي في صدر الكلام حسن التأكيد بالباء، وإن لم يكن المنفي ما دخلت هي عليه، كما هي في قولك: "ما زيد بقائم"، كان بدل "أولم يروا" "أو ليس الذي خلق"، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما، والجمهور: "بقادر"، وقرأ الجحدري، والأعرج بخلاف- وعيسى، وعمرو بن عبيد: "يقدر" بالياء على فعل مستقبل، ورجحها أبو حاتم وغلط قراءة الجمهور لقلق الباء عنده، وفي مصحف عبد الله بن مسعود: "ولم يعي بخلقهن قادر" بغير باء، و"بلى" جواب بعد النفي المتقدم، فهي إيجاب لما نفي، والمعنى: بلى رأوا ذلك، أي: لو نفعهم ووقع في قلوبهم، ثم استأنف اللفظ الإخبار المؤكد بقوله تعالى: {إنه على كل شيء قدير} ).[المحرر الوجيز: 7/ 634]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}
المعنى: واذكر يوم، وهذا وعيد للكفار من قريش وسواهم، و"العرض" -في هذه الآية- عرض مباشرة، كما تقول: عرضت الجاني على السوط، والمعنى: يقال لهم: أليس هذا العذاب حقا وقد كنتم تكذبون به؟ فيجيبون: بلى وربنا، فذلك تصديق حيث لا ينفع، وروي عن الحسن أنه قال: إنهم ليعذبون في النار وهم راضون بذلك لأنفسهم، فيعترفون أنه العدل، فيقول لهم المحاور من الملائكة عند ذلك: فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون أي: بسبب كفركم). [المحرر الوجيز: 7/ 635]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "فاصبر" الفاء عاطفة هذه الجملة من الوصاة على هذه الجملة من الإخبار عن حال الكفرة في الآخرة، والمعنى بينهما مرتبط، أي: هذه حالهم مع الله تعالى، فلا تستعجل أنت فيما حملته، واصبر له، ولا تخف في الله أحدا، وقوله تعالى: {من الرسل} تبعيض، والمراد من حفظت له مع قومه شدة ومجاهدة كنوح وإبراهيم وموسى وغيرهم صلى الله عليهم وسلم، هذا قول عطاء الخراساني وغيره. وقال ابن زيد ما معناه: إن "من" لبيان الجنس، قال: والرسل عليهم الصلاة والسلام كلهم أولو العزم، ولكن قوله تعالى: {فاصبر كما صبر أولو العزم} يتضمن رسلا وغيرهم، فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيما لهم، ولتكون القدوة المضروبة لمحمد صلى الله عليه وسلم أشرف، وذكر الثعلبي هذا القول عن علي بن مهدي الطبري، وحكي عن أبي القاسم الحكيم أنه قال: الرسل عليهم السلام كلهم أولو عزم إلا يونس صلى الله عليه وسلم، وقال الحسن بن الفضل: هم الثمانية عشر المذكورين في سورة الأنعام، لأنه تبارك وتعالى قال بعقب ذكرهم: أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده. وقال مقاتل: هم ستة: نوح صبر على أذى قومه طويلا، وإبراهيم صلى الله عليه وسلم صبر على النار، وإسحاق صلى الله عليه وسلم صبر نفسه للذبح، ويعقوب صلى الله عليه وسلم صبر على الفقد لولده وعمى بصره، وقال "فصبر جميل" ويوسف صلى الله عليه وسلم صبر على السجن، وأيوب صبر على البلاء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وانظر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في موسى عليه السلام: "يرحم الله موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر"، ولا محالة أن لكل نبي ورسول عزما وصبرا صلى الله عليهم وسلم.
وقوله تعالى: {ولا تستعجل لهم} معناه: لا تستعجل لهم عذابا، فإنهم إليه صائرون، ولا تستطل تعميرهم في هذه النعمة، فإنهم يوم يرون العذاب كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة، لاحتقارهم ذلك، لأن المنقضي من الزمان إنما يصير عدما، فكثيره الذي ساءت عاقبته كالقليل.
وقرأ أبي بن كعب رضي الله عنه: "ساعة من النهار"، وقرأ جمهور الناس: "بلاغ" وذلك يحتمل معاني: أحدها: أن يكون خبر ابتداء، المعنى: هذا بلاغ، وتكون الإشارة بـ"هذا" إما إلى القرآن والشرع، أي: هذا إنذار وتبليغ، وإما إلى المدة التي تكون كساعة من النهار، كأنه تعالى قال: لم يلبثوا إلا ساعة كانت بلاغهم، وهذا كما تقول: "متاع قليل" ونحوه من المعنى. والثاني: أن يكون ابتداء والخبر محذوف. والثالث: ما قاله أبو مجلز، فإنه كان يقف على قوله تعالى: "ولا تستعجل"، ويقول: "بلاغ" ابتداء وخبره متقدم في قوله تعالى: "لهم"، وقدح الناس في هذا القول بكثيرة الحائل، وقرأ الحسن بن أبي الحسن، وعيسى: "بلاغا"، وهي قراءة تحتمل المعنيين في قراءة الرفع، وليس يدخلها قول أبي مجلز، ونصبها بفعل مضمر، وقرأ أبو مجلز، وأبو سراج الهذلي: "بلغ" على الأمر، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: "بلاغ" بالخفض نعتا للنهار.
وقرأ جمهور الناس: "فهل يهلك" على بناء الفعل للمجهول. وقرأ بعضهم -فيما حكى هارون-: "فهل يهلك" على بناء الفعل للفاعل وكسر اللام، وحكاها أبو عمرو عن الحسن وابن محيصن، وقرأ أبو محيصن أيضا بفتح الياء واللام. قال أبو الفتح: وهي مرغوب عنها. وروى زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فهل يهلك" بضم الياء وكسر اللام "إلا القوم الفاسقين" بالنصب.
وفي هذه الألفاظ وعيد محض وإنذار بين، وذلك أن الله تعالى جعل الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها، وأمر بالطاعة ووعد عليها بالجنة، ونهى عن الكفر وأوعد عليه بالنار، "فلن يهلك على الله إلا هالك" كما قال صلى الله عليه وسلم. قال الثعلبي: يقال: إن قوله تعالى: {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} أرجى آية في كتاب الله تعالى للمؤمنين.
كمل تفسير سورة الأحقاف والحمد لله رب العالمين).[المحرر الوجيز: 7/ 635-637]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 06:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 06:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلق السّموات والأرض ولم يعي بخلقهنّ بقادرٍ على أن يحيي الموتى بلى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (33) ويوم يعرض الّذين كفروا على النّار أليس هذا بالحقّ قالوا بلى وربّنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (34) فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل ولا تستعجل لهم كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهارٍ بلاغٌ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون (35)}.
يقول تعالى: {أولم يروا} أي: هؤلاء المنكرون للبعث يوم القيامة، المستبعدون لقيام الأجساد يوم المعاد {أنّ اللّه الّذي خلق السّموات والأرض ولم يعي بخلقهنّ} أي: ولم يكرثه خلقهن، بل قال لها: "كوني" فكانت، بلا ممانعةٍ ولا مخالفةٍ، بل طائعةٌ مجيبةٌ خائفةٌ وجلةٌ، أفليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى؟ كما قال في الآية الأخرى: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} [غافرٍ: 57]، ولهذا قال: {بلى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}).[تفسير ابن كثير: 7/ 304]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال متهدّدًا ومتوعّدًا لمن كفر به: {ويوم يعرض الّذين كفروا على النّار أليس هذا بالحقّ} أي: يقال لهم: أما هذا حقٌّ؟ أفسحرٌ هذا؟ أم أنتم لا تبصرون؟ {قالوا بلى وربّنا} أي: لا يسعهم إلّا الاعتراف، {قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}).[تفسير ابن كثير: 7/ 305]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى آمرًا رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بالصّبر على تكذيب من كذّبه من قومه، {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل} أي: على تكذيب قومهم لهم. وقد اختلفوا في تعداد أولي العزم على أقوالٍ، وأشهرها أنّهم: نوحٌ، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وخاتم الأنبياء كلّهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، قد نصّ اللّه على أسمائهم من بين الأنبياء في آيتين من سورتي "الأحزاب" و "الشّورى"، وقد يحتمل أن يكون المراد بأولي العزم جميع الرّسل، وتكون {من} في قوله: {من الرّسل} لبيان الجنس، واللّه أعلم. وقد قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا محمّد بن الحجّاج الحضرميّ، حدّثنا السّريّ بن حيّان، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ، حدّثنا مجالد بن سعيدٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ قال: قالت لي عائشة [رضي اللّه عنها]: ظلّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صائمًا ثمّ طواه، ثمّ ظلّ صائمًا ثمّ طواه، ثمّ ظلّ صائمًا، [ثمّ] قال: "يا عائشة، إنّ الدّنيا لا تنبغي لمحمّدٍ ولا لآل محمّدٍ. يا عائشة، إنّ اللّه لم يرض من أولي العزم من الرّسل إلّا بالصّبر على مكروهها والصّبر عن محبوبها، ثمّ لم يرض منّي إلّا أن يكلّفني ما كلّفهم، فقال: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل} وإنّي -واللّه- لأصبرنّ كما صبروا جهدي، ولا قوّة إلّا باللّه"
{ولا تستعجل لهم} أي: لا تستعجل لهم حلول العقوبة بهم، كقوله: {وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلا} [المزّمّل: 11]، وكقوله {فمهّل الكافرين أمهلهم رويدًا} [الطّارق: 17].
{كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهارٍ}، كقوله {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيّةً أو ضحاها} [النّازعات: 46]، وكقوله {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعةً من النّهار يتعارفون بينهم قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين} [يونس: 45]، [وحاصل ذلك أنّهم استقصروا مدّة لبثهم في الدّنيا وفي البرزخ حين عاينوا يوم القيامة وشدائدها وطولها].
وقوله: {بلاغٌ} قال ابن جريرٍ: يحتمل معنيين، أحدهما: أن يكون تقديره: وذلك لبث بلاغٌ. والآخر: أن يكون تقديره: هذا القرآن بلاغٌ.
وقوله: {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} أي: لا يهلك على اللّه إلّا هالكٌ، وهذا من عدله تعالى أنّه لا يعذّب إلّا من يستحقّ العذاب). [تفسير ابن كثير: 7/ 305]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة